يعد "الثابت والمتحول" بحثًا مهمًا في بنية الذهن العربي وموقفه من الحداثة، كما يكشف وقوعه، في أغلب المراحل، أسيرًا لماضوية لطالما كبلت حركته وشوشت على تفكيره. ويسعى الكتاب، عبر أجزائه الأربعة؛ للوقوف على حقيقة الصراع الدائم يبن الحداثة والتراث، أو بين الثابت والمتحول، واستبيان الملابسات التي أججت هذا الصراع، خاصة تلك المرتبطة بالفئات المستفيدة من كمون المجتمعات العربية، بما يخدم مصالحها ويرسخ تحكمها في آليات المجتمع وأدواته. إن هذا الكتاب منذ قُدم كأطروحة للدكتوراة في مطلع سبعينيات القرن العشرين، يعد عملًا رائدًا فتح آفاقًا وسيعة لدراسة الإبداع والاتباع في مسيرة المجتمع العربي منذ بدايتها، مركزًا على القرون الأولى التي أثرت، ولا تزال، في هذا المسيرة.. وسيظل "الثابت والمتحول" يطرح الكثير من الأسئلة التي يفتح من خلالها أبواب التفكير ونوافذ البحث والاجتهاد.
علي أحمد سعيد إسبر المعروف بـ أدونيس شاعر سوري ولد في 1930 بقرية قصابين بمحافظة اللاذقية في سوريا.
( فيما بعد قام الشاعر الكبير بتغيير اسمه إلى ادونيس تميناً باسم آلهة من ألهات الفينيقيين )
تبنى اسم أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948. متزوج من الأديبة خالدة سعيد ولهما ابنتان: أرواد ونينار.
دونيس (Adonis) هو أحد ألقاب الآلهة في اللغة الكنعانية-الفينيقية، فالكلمة أدون تحمل معنى سيد أو إله بالكنعانية مضاف إليها السين (التذكير باليونانية) وهو معشوق الآلهة عشتار انتقلت أسطورة أدونيس للثقافة اليونانية وحبيبته صارت أفروديت. يجسد الربيع والإخصاب لدى الكنعانين والإغريق. وكان يصور كشاب رائع الجمال. أدونيس لم يعرف مدرسة نظامية قبل سن الثالثة عشرة. حفظ القرآن على يد أبيه، كما حفظ عددًا كبيرًا من قصائد القدامى. وفي ربيع 1944, ألقى قصيدة وطنية من شعره أمام شكري القوتلي، رئيس الجمهورية السورية حينذاك، والذي كان في زيارة للمنطقة. نالت قصيدته الإعجاب، فأرسلته الدولة إلى المدرسة العلمانية الفرنسية في طرطوس ، فقطع مراحل الدراسة قفزاً, وتخرج من جامعة دمشق متخصصاً في الفلسفة سنة 1954.
التحق بالخدمة العسكرية عام 1954, وقضى منها سنة في السجن بلا محاكمة بسبب انتمائه -وقتذاك- للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تركه تنظيميا عام 1960. غادر سوريا إلى لبنان عام 1956, حيث التقى بالشاعر يوسف الخال, وأصدرا معاً مجلة شعر في مطلع عام 1975. ثم أصدر أدونيس مجلة مواقف بين عامي 1969 و 1994.
درّس في الجامعة اللبنانية, ونال درجة الدكتوراة في الأدب عام 1973 من جامعة القديس يوسف, وأثارت أطروحته الثابت والمتحول سجالاً طويلاً. بدءاً من عام 1955, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرة والولايات المتحدة وألمانيا. تلقى عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة.
حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسل ثم جائزة التاج الذهبي للشعر في جمهورية مقدونيا تشرين الأول 1997.
يعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل. فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية.
استطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية. ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب. كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاما ف
سعيد جداً لإنهائي الجزء الأول من مشروع أدونيس الفكري الرئيسي "الثابت و المتحول" و الذي يناقش فيه قضايا فكرية جوهرية و أساسية جداً بالنسبة لأصول الفكر العربي و الاسلامي ، و على وجه الخصوص الديني و الشعري و يقدم مقارنة جميلة بينهما و كيف أن التأثير القديم للأفكار التاريخية ما زال يطغى على العقلية العربية الاسلامية و أنها ترفض كل جديد بحجة أن القديم هو المقدس سواء دينياً أو شعرياً.. كتاب ممتاز بجدارة.
صحيح أن أدونيس ساعدني على أن أفهم الكثير من الأشياء عن التراث من خلال هذا الكتاب لكن من ناحية أخرى أكاد أجزم أنه إبتعد عن الموضوعية في بغض النواحي الأخرى و قد تم هذا المر بقصد إلى شيء ما يغرفه كل من يقرأ دراسات أدونيس
هو كتاب يضم رسالة الدكتوارة للناقد والمفكر أدونيس وتتكون من ٤ أجزاء وفيها عاد إلى المصادر الأولى للتراث الادبي العربي محللاً هذا التراث بطريقة مختلفة ومبتكرة متتبعاً الابداع العربي بين ما أسماه الثابت وهو الأصل/ التقليد وبين المتحول وهو المبتدع / الجديد/ المبتكر لفهم عملية الابداع خاصة الشعري منه عند العرب يتجه أدونيس للظروف التي أحاطت بهذا الابداع يتجه للجذور لأعمق وأقدم نقطة للبدء منها .
ورغم كثرة الدراسات التي تناولت الشعر العربي في نشأته وخصائصه واتجاهاته وظروفه ولكن ادونيس في كتابة الثابت والمتحول يستند إلى المرجعية الدينية التي تؤسس للثقافة العربية والاسلامية عموماً ونشأت في ظلالها بدايات الابداع العربي ( الأصول وهي الشعر العربي منذ الجاهلية حتى القرن الرابع الهجري) .
يرى أدونيس باختصار أن الثقافة العربية الإسلامية نشأت تحت رعاية الدين على أنها ثقافة نقل واتباع على كافة الأصعدة دينيًا سياسيًا و ثقافيًا وبالتالي فهي تمقت وتنفر من الابداع والابتكار وتسمه بالخروج والضلال .. يتطرق في ذلك لموقف الإسلام من الشعر و أنه طوّع عملية الابداع الشعري وحصرها في الشعر الذي يحمل رسالة وقيمة وبالتالي جرّده من جوهره بكونه ابداع يعبر عن ذات الشاعر . تظهر جدلية الثابت( الأصول) المتحول ( الابداع) بعد نقطة التحول في التاريخ الاسلامي وهي الفتنة بين سيدنا عثمان وسيدنا علي وكيف أن هذا المنعطف غير خارطة الثقافة الاسلامية تماماً ومنه بدأت عمليات التحول تطال الحياة السياسية والثقافية وهو ما انعكس على الشعر ..
الكتاب عميق جداً وفيه استعراض للخلفية الدينية والتاريخية التي صاحبت نشأة الشعر العربي ورغم اني لا اتفق مع تحليلاته في أجزاء كثيرة ولكنه كجهد يستحق التقدير والقراءة والتمعن ويضيء للقارئ الكثير من الزوايا في هذه الفترة وهو حر بأن يختلف أو يتفق معها.
ينطلق أدونيس من فرضية بسيطة، أن الثقافة العربية ثقافة اتباعية تقليدية، تعززها السلطة، التي بدورها تفيد منها. في هذا الجزء المتعلق بالأصول; أصول الثابت، وهي مفردات الثقاقة السائدة، والتحوّل—وهي صور من الانشقاق على الثبات، جمع مادة نموذجية مختصرة لأصول الثبات في السياسة: سقيفة بني ساعدة نموذجًا، والفقه، وأخيرًا الشعر ممثلًا شعر الثبات بحسان بن ثابت وزهير بن أبي سُلمى.
وفي شق التحول، سرد ما هو معروف من المذاهب الكلامية "الضالة"، التشيّع وثورات الدهماء كتحول سياسي، وانتهاء بأكثر الفصول اكتمالًا: التحول في الحركات الشعرية.
رغم أنها رسالة دكتوراة في الأصل، إلا أنها جانبت الأسلوب الأكاديمي، حتى أنه يكتب بعض المقاطع بلغة صوفية أفلوطينية. لكن ذلك لم يناسب طبيعة الدراسة إلا في الفصول التي تناول فيها الشعر. تحليله لشعر جميل بثينة مثلًا.
هو زاد لابد منه .. نعم أني أطلت التزود منه لكن ذلك يعود لأني في بداياتي لقراءته لم أكن ذا لياقة قرائية .. لكن وبعد إتمامه .. فهو زاد ضروري لمن يهتم بهذه الجدلية بين الثابت والمتحول أو التقليد والحداثة أو ...
حتى وأن لم تتفق في بعض مرئياته إلا أنك مجبر على تقديره
قرأت الكتاب الاول من هذه الاجزاء الاربعه ، ووجدت به الكثير من التكرار والاطاله الزائده وبعض التناقضات ايضا موجوده في هذا الجزء ، الكتاب يؤمن بفرضيه معينه ثم بعد ذالك يفند الادله الملائمه لتثبت صحه هذه الفرضيه المزعومه ، ايضا تحميل الدين العب لما حدث وان الدين هو الاشكاليه وليس فهم الاشخاص انفسهم لهذا الدين ، هذا الكتاب ملي بالتكرار والاطاله الزائده بكثره
محاولة راااائعة لادونيس لتحليل الفكر العربي وعدم التمايز ما هو تاريخي عن ما هو مقدس في الفكر الاسلامي . الذي يري كل ماهو تاريخي مقدس . ويري طوباوية في بداية التاريخ الهجري بكل اشكاله . مما يجعله في طور التقليد الدائم لهذا العصر ،بدلا من الابداع .
في الجزء الأول من مشروعه الثابت والمتحول، بعنوان «الأصول»، يستكشف أدونيس الجذور الأولى للعقل العربي الإسلامي وصراعه بين الثابت المتمثل في سلطة النص والمؤسسة، والمتحول الذي يجسّد روح الإبداع والتمرد. يرى أن الفكر العربي انحاز مبكرًا إلى الثبات، فهُمِّشت الأصوات الحرة كابن الراوندي والرازي والمتصوفة والثوار. يمثل هذا الجزء محاولة جريئة لإعادة قراءة التراث بوصفه بنية ثقافية لا دينية فحسب، ودعوةً إلى تحرير العقل من قدسية الماضي. إنه نصّ يؤسس لرؤية جديدة تُعيد الاعتبار للهامش كمصدر للابتكار والحريه
محاولة جريئة من الكاتب للعودة لحجر أساس الثقافة العربية وهو الدين وكيفية تأثيره في البداية على العقل العربي، وكيفية أيضاً استغلاله لاحقاً من قبل الخلفاء، وبالتحديد في العصر الأموي لوضع قبضة سياسية واقتصادية على بعض فئات المجتمع، وأيضاً لم ينسَ الكاتب ذكر تأثير الدين الاسلامي على الشعر،وأيضاً الحركات الثورية المجددة التي ظهرت في العصر الأموي وما قبله. إلى الجزء الثاني...
دراسة شاملة لكل مناحي الحقبة الأسلامية الأولي وايام الجاهلية؛ سواء من شعر أو أمور الخلافة.. الثورة علي الموروث ، تطور الحياة السياسية واختلاطها بالدين،.
في المجمل لغة ادونيس رائعة ، بحث رصين ، حيادية مذهلة..
من الكتب المهمة جداً في الادب العربي يتكون من اربع اجزاء قرات منها الاول والثاني الجزء الاخير يتكلم عن الشعر ادونيس يطرح موضوع الصراع بين القديم والحديث والذي اشار اليه بالثابت والمتحول فالتأثير القديم للأفكار التاريخية ما زال يطغى على العقلية العربية الاسلامية و أنها ترفض كل جديد بحجة أن القديم هو المقدس سواء دينياً أو شعرياً.. كتاب ممتاز انصح بقرائته .