ما وصلنا إليه اليوم يرضي من؟ حشود مستهلكة وأمم تعيش على فتات إنتاج الآخرين. لو غضبنا من مواقف الصين هل نستطيع مقاطعة المنتجات الصينية؟ ولكن لو غضبت منا الصين وقاطعتنا لشهر واحد فقط كيف سنعيش؟
في مدرستي الابتدائية كان هناك لوحات كبيرة كتبت عليها آيات وأحاديث, من بينها لوحة كتب عليها “لحوم العلماء مسمومة” وكنت أظنها حديثا نبويا! وكبرت وأنا أملك هذا الظن, فلا يجوز انتقاد أي شي يقوله عالم دين, وما يقوله هو الرأي الأحادي الصواب, فكنا نسمع عن الاختلاف ورحمة الخلاف ولا نراه! بدأت بكتابة هذا الكتاب الذي استغرق قرابة اربع سنوات وأنا أيضا أظن أن المقولة حديث.
مجتمعات ظاهرها الحداثة والتطور, ولكن تعاني من فراغ فكري وأسس التأصيل وتأطير القضايا, إلى درجة من الممكن أن يصدقوا قصصا مثل قصة الشجاع الأقرع! كيف وصلنا إلى مرحلة الشجاع الأقرع؟
لنعد للأشياء من أساسها ولنسم الأشياء بأسمائها. وحده الجهل من يخلق الخرافات, الجهل التراكمي والطيبة لحد تصديق كل شيء تخلق مجتمعا مترددا, لنراقب كيف تنتشر الشائعات بيننا, كل شيء قابل للتصديق, والقضايا الجانبية تتحول لمسلمات تاريخية.
كنت أنوي أن أقرأ في إجازتي ما يبعث على الأمل، الهدوء ولا شيء قد يثير التفكير، سحبت الشجاع الأقرع من رف مكتبتي بعد توصيه من إحداهن بضرورة قرأته، لم أنتبه ان الكتاب سياسي، ولم اربط اسم الكاتب، بالشخصيه المرتبطة بالمداهمات في الحقيقة :)، وعند بدايه القراءه انتبهت ووصلني : ١.نبرة الكاتب الموجهه الي طول الوقت وحدتها وانفعالها. ٢. الكتاب لا يمكن تصنيفه هل هو مذكرات، قصه ، مقالات، رحلة. ٣.بالنسبة لشخص مثلي لا يدرك السياسة ولا أمورها، وجدت أن في الكتاب ترتيب سياسي و ايضاح للاوضاع يجعل الشخص البعيد عن السياسه يفهم قليلا ما يجري. اللغه المستخدمه سهله، أحببت القراءه قليلا ،وأحببت ملخص الحقبه الزمنيه والتغيرات التي حدثت، لكن أجد هذا الكتاب صالح لناضج الفكر ولا يصلح لمن دون ذلك لتلافي الفكره الاساسية من الكتاب وهي التسليم وعدم التفكير ونقد ما بين يديك دون الايمان التام ولا الرفض القاطع. بالتأكد ان اربع سنوات كتابة أرى جهدها، وكما أشرت تصلح ل ناضج الفكر .
ظننت أنه كتاب يحكي عن داعش، لكني وجدته تسلسل تاريخي متقن للفكر المتطرف من بزوغه في السعودية و حتى ترامي التهم على عاتق المملكة بأنها منبع الدواعش. الكتاب وطني بامتياز، وجدت الكثير من الأحداث التي عايشتها كفرد سعودي، و كيف تأثرنا بها. هذا الكتاب هو رد قوي لكل من يرمي المملكة بالإرهاب، و يعيبها بأبناءها المتطرفين. كتاب قيم، و عمل متقن. عرفت الصحافي العبدكريم محاربا في سبيل حماية المستهلك و وجدته هنا قارئا للأحداث السياسية بدقة و براعة. عتبي الوحيد، هو محاولة رمي اللوم في أصل وجود فئة العرب من الإخوان المسلمين وليس بسبب وجود مواطنين يوافقونهم بالفكر المتطرف و الغلو في سد الذرائع. عدا عن هذا، كتاب رائع!
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات سياسية واجتماعية يروي فيها الكاتب تفاصيل خضوعه لعملية جراحية ثم سفره إلى تركيا ومنها عبوره إلى سوريا لمقابلة الثوار والجيش الحر بحثًا عن الحقيقة ينتقل في أسلوبه بين سرد أحداث رحلته الحالية واستحضار مواقف ومقالات اجتماعية وسياسية من الماضي كان لها صداها آنذاك تناولت مقالاته موضوعات مثل صناعة الإرهاب و أحداث الربيع العربي والثورة السورية وقيادة المرأة وغيرها من القضايا المجتمعية في السعودية، مع التركيز على أبرز التغييرات الفكرية والاجتماعية في تلك الفترة بطابع صحفي من سرد لأخبار موجزة. في الجزء الأخير، يركز الكاتب بشكل شبه كامل على الثورة السورية، فيتوسع في تفاصيل الأحزاب والكتائب، ويذكر أسماء قادة ومجموعات قد تهم السياسي المتخصص او المطلع على تفاصيل الحرب في تلك الفترة لكن بالنسبة لي كقارئ عام في هذا المجال شعرت ببعض الملل بسبب كثرة التفاصيل وأعتقد أن الكتاب لو قرأته وقت صدوره لكان أثره أكبر خاصة أن أغلب هذه القضايا أصبحت مطروحة بكثرة ومتداولة لاحقًا تم تناولها وتحليلها بشكل واسع في السنوات اللاحقة، حتى أصبحت مألوفة ومتداولة في كل مكان تقريبًا
في بداية الكتاب تناول الكتاب بموجز عن بعض القضايا المهمة مثل الصحوة، وحرب الخليج وغزو العراق و أحداث الربيع العربي. وعندما وصل إلى الثوار بدأ ينقل عنهم عن حقيقة الصراع في. السوريا خلال الثورة وكيف تم استغلالها من جهات وأطراف خارجية، والصعوبات الني واجهتهم.
تكلم الكاتب عن حرب سوريا ومغامراته الصحفيه وناقش الصحوه ، والارهاب واضاف شيئاً لامسني وهو عندما نغضب من مشهور لانه لم يدعم قضيه ! سواء فلسطين او اي دولة اسلامية نحن متحيزين لها اثبت لي كم البعض سطحي ويجب علينا تلافي هذة السطحية والتركيز على اشياء اهم تساهم في حل قضايانا والاهم من ذلك احترام افكار بعضنا البعض وعدم تسفيه وتهميش بعض لنتقدم.