يتلقى ناسخ مغربي حسن الخط وواسع الاطلاع، يعيش بمدينة فاس في القرن الثاني عشر الميلادي، دعوة للمشاركة في نسخ جماعي لكتاب "تاريخ دمشق" الذي يقع في ثمانين مجلدا، سيكون نصيبه منها عشرة مجلدات. أي أن فريق النسخ سيضم ثمانية ناسخين. منذ تلقي الناسخ المغربي لهذه الدعوة وهو يعد العدة ماديا ونفسيا: يسأل ويقرأ عن أم الشام، عن ابن عساكر. وهو في غمرة الإعداد يقدم خارطة موسعة لفن النسخ في المغرب. يتقدم السرد، وتتقدم معه أحوال السارد: كيف يهجر زوجته وحبيبته "أم العيد" ويتركها في فاس؟ كيف ستستقبله دمشق؟ كيف سيلتقي الحافظ ابن عساكر؟ من هم النساخ الذين سيشاركونه عملية النسخ؟ من خلال الجواب السردي على هذه الأسئلة تقدم الرواية مناخا معرفيا وتخييليا عن دمشق المتخيلة، عن ابن عساكر كما هو مرسوم في ذهنيات المغارب، عن النسخ، عن الفنادق التي سيقيم فيها الناسخ المغربي.
حكاية ناسخ مغربي ينتقل إلى بلاد الشام للمشاركة في نسخ كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر . العمل مكتوب بلغة تتماشى مع الأجواء التاريخية "القرن 12 ميلادي" و هو مؤسس بشكل كبير على ماهو تاريخي .
رواية باسلوب بطيء وممل واجمل ما جاء فيها هو هذا الاقتباس
" هذه.. أكثر مدينة عُرفت بحظوة قدرها ، وبذكر الأزمنة لها، وبتعاقب الملوك الصالحين والطغاة الطالحين عليها. محلها في كل نفس أثير ، وكفاحها على كل لسان يطير . سُلّت فيها وعليها بيض الصّفاح. …. هي دمشق . وحسرتي أن يكون لهذه المدينة أبناء منحرفين، يقومون بتمزيقها. … يا لذكاء دمشق ، يا لقوتها. انها لا تطاوع إلا تاريخها، ولا تنطلق بقوة سوى وراء الإلهام. يا للبراعة. " (صفحة 138)