Jump to ratings and reviews
Rate this book

اسمه أحمد

Rate this book
صدح صوتٌ أَلوفٌ، صوتٌ سماويّ، صوتٌ اهتزّتْ له أركان القاعة بكلّ مَنْ فيها من البشر، إنّها أمّي، وقفت شامخة كنخلة، ثابتةً كطود، وعاليةً كرمح، هتفتْ وهي تُلوّح بيمناها كأنّها ألفُ فارسٍ يُثير النّقع في الميدان، وهي تُنادي عليّ: "يا أحمد... يا أحمد..." فانتبه طائر القلب إلى صوتها، إنّها هي، عظيمةٌ بقدر ما في العظمة من معنى، تابعتْ بصوتٍ يهدر والقاعة كلّها تُنصت لكلماتها الخالِدات، حتّى الجدران خشعتْ وهي تُصغي لكبريائها: "ارفعْ رأسك يا أحمد... ارفع راسك يُمّة".

احصل على الرواية من المتجر الرسمي لروايات أيمن العتوم
https://aymanotoom.net/

672 pages, Paperback

First published January 1, 2017

132 people are currently reading
2527 people want to read

About the author

أيمن العتوم

35 books13.5k followers
الاسم: أيمن علي حسين العتوم.
تاريخ الميلاد: 2 / 3 / 1972م.
مكان الميلاد: جرش – سوف.
الجنسيّة: أردنيّ.
الحالة الاجتماعيّة: متزوّج.
مكان الإقامة: عمّان – الأردنّ.

https://twitter.com/AymanOtoom

https://www.facebook.com/ayman.otoom

https://instagram.com/aymanotoom/

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D...
الدّراسة والشّهادات:

- دكتوراة لغة عربيّة، من الجامعة الأردنيّة، بمعدّل (4) من (4)، وتقدير: ممتاز عام 2007م.
- ماجيستير لغة عربية، من الجامعة الأردنية، بمعدّل (3.75) من (4)، وتقدير ممتاز، عام 2004م.
- بكالوريوس لغة عربيّة، من جامعة اليرموك، بمعدّل تراكميّ 92 %، عام 1999م.
- بكالوريوس هندسة مدنيّة، من جامعة العلوم والتّكنولوجيا، بمعدّل مقبول، عام 1997م.
شهادة الثانويّة ، الفرع العلميّ، . المعدّل (94.4 %).


الخبرات:
- مدرس للّغة العربيّة في أكاديميّة عّمان ( 2006 – 2010).
- مدرس للّغة العربيّة في مدارس الرّضوان ( 2003 – الآن).
مدرّس للغة العربية في مدرسة اليوبيل (2013-2015)

- مدرس للّغة العربيّة في مدرسة عمّان الوطنيّة (2002 – 2003).
- مدرس للّغة العربيّة في مدارس الرّائد العربيّ (1999 – 2003).
- مهندس تنفيذيّ، في مواقع إنشائية، 1997 – 1998م.


النشاطات:
- مؤسّس (النّادي الأدبيّ)، في جامعة العلوم والتّكنولوجيا، عام 1994، وعضو هيئة إداريّة فيه 1994 – 1996م.
- مؤسّس (لجنة الأدب) المنبثقة عن اتّحاد الطلبة في جامعة العلوم والتّكنولوجيا، ورئيس لها للأعوام 1995 – 1997م.
- مؤسّس (لجنة الأدب) المنبثقة عن اتّحاد الطلبة في جامعة اليرموك، ورئيس لها للأعوام (1997 – 1999م) . وقد عملت اللجنة على المتابعة الأدبيّة والفنيّة لإبداعات الطلبة في الجامعتين على مدى الأعوام المذكورة.
- عضو نقابة المهندسين الأردنيّين منذ عام 1997م إلى اليوم.
- عضو هيئة تأسيسيّة لجمعية (الأدباء المهندسون) المنبثقة عن نقابة المهندسين الأردنيين.

المؤلفات:
- الدّواوين:
1. قلبي عليك حبيبتي.
2. خذني إلى المسجد الأقصى.
3.نبوءات الجائعين .
4. الزنابق.

الرّوايات:
1. يا صاحبي السّجن
2. يسمعون حسيسها.
3. ذائقة الموت.
4. حديث الجنود.
5. نفر من الجن.
6. كلمة الله

- المسرحيّات:
1. مسرحية (المشرّدون).
2. مسرحية (مملكة الشّعر).

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
504 (50%)
4 stars
316 (31%)
3 stars
112 (11%)
2 stars
43 (4%)
1 star
22 (2%)
Displaying 1 - 30 of 218 reviews
Profile Image for Rana Abid.
209 reviews515 followers
August 9, 2017
كنت قد عاهدتُ نفسي ألا اقترب من الروايات المتعلقة بأدب السجون منذ انهيت يسمعون حسيسها لما تتركه من اثر في النفس ، اثر لا يزول الا بعد حين طويل ، يصل الى ان يحرمك النوم أياماً، الا انه الفضول الدي دفعني لاقتناء الرواية وقراءتها.
قضية الدقامسة كما انتشرت وكما سمعناها من أفواه من يكبروننا عمراً لا تغطي جزء بسيط من الحقيقة ،ولست اعني هنا دوافعه وترصده وانتظاره الطويل ليتمكن من فعل ما فعله، بل اعني انه لم يخبرنا احد عن ماعاشه الدقامسة ولمدة عشرون عاماً ما بين اهانة واعتداء واحتيال وافتراء، فكل مانعرفه انه قام بقتل يهوديات بسبب استهزاءهن بصلاته وانه استحق المؤبد عقاباً لجريمته لم يخبرنا أحد ان هناك وحوش بشرية في سبيل تحقيق اوامر من هم اعلى منها تتجرد من انسانيتها وبشريتها، أصبت بمغص معوي اكثر من مرة وانا اقرأ التفاصيل المهينة التي تعرض لها الدقامسة في السجون ، هل يوجد فعلاً بؤس هكذا؟ سمعنا عما حصل في سجن ابو غريب مثلاً، الا ان ما قرأته في هذه الرواية يفوقه هولاً لربما ان القاص والكاتب منا وفينا ، جروحهم جروحنا وحزننا واحد؟ ربما ، وأصبت بنوبات بكاء طويلة وانا أقرأ الاجزاء المتعلقة بوالدته، أثرت على نفسيتي لأيام ! ربما لتواطؤي الشديد مع كبار السن وخاصة الأمهات.

لا تعد هذه الرواية نشراً لمذكرات سجين ، بل هي عمل متكامل شعرت بقلم أيمن العتوم الذي لا أخطؤه أبداً يقفز امامي في كل صفحة ، على الرغم من كتابته سابقاً لمثل هذا النوع من الروايات الا انني لم اشعر بملل او بتكرار على العكس التشويق هو من جعلني انهي الرواية على حجمها الكبير جداً بفترة قصيرة نسبياً.

قبل حصولي على الرواية كنت قد قرأت في احدى مواقع التواصل الاجتماعي ان الكاتب استغل قصة الدقامسة كي يشهر نفسه ، ولكن لكل من عرف كتابات الكاتب حقاً واقول كتاباته وليس لكل من عرفه فأنا شخصياً لا اعرفه الا انني قرأت جميع اعماله باستثناء الشعر لأنني لا استهويه ، فإن قلمه ليس بحاجة لقصة كي تشهره، فما قبل الدقامسة يُثبت لنا جيداً من هو هذا الكاتب.

لا تقل جمالية الرواية عن ما سبقها من اعماله، استطاع ان يوصل للقارئ بأسلوبه القصة كاملة بلا اي تخمينات او تبطين . لمن لم يعي قصة الدقامسة مثلي ، فهذه الرواية تقدم له الحقيقة كاملة .

لن اتحدث عن دوافع الدقامسة او سبب فعلته ولن اتطرق للتمحيص في الرواية، فهذا ما فعله الكاتب حقاً فمن اراد ان يعرف ليقرأ. واتمنى ان يُسقِط القارئ حياة الدقامسة الشخصية من حساباته وهو يقرأ ، فليس مضمون الرواية ما فعل الدقامسة بعد خروجه من السجن ، مضمونها ما فعل وما استحق على فعلته وما عاش لمدة عشرون عاماً في سجون افقدته عافيته واكلت اجمل ايام حياته وجعلته خالياً من كل شيء الا من افتخاره بنفسه، وطنيته وتمسكه بمبادئه.
Profile Image for Karim Mattar.
107 reviews59 followers
August 27, 2022
رواية اسمه احمد للكاتب أيمن العتوم
تدور الرواية حول "أحمد الدقامسة" ولمن لا يعرفه فهو جندي أردني سابق اشتهر بحادثة الباقورة عام 1997 و التي تقع بين الحدود الأردنية الإسرائيلية
حيث قتل ٧ جنديات إسرائيليات بعد استهزائهن به - وأكثر من ذلك - أثناء صلاته
تنقسم الرواية إلي عدة مراحل :
- ولادته و دور والدته في تنشئته
- طفولته و مدي كرهه للكيان الصهيوني منذ الصغر
- فترة تجنيده في الجيش ثم اتخاذه القرار والتنفيذ
- واخيرا فترة السجن والتعذيب لمدة ٢٠ سنة
عندما نتحدث عن أيمن العتوم فنحن نعلم اننا سنجد عمل تم كتابته بلغة عربية وألفاظ واسلوب - من وجهة نظري - لا يشق له غبار
كذلك فنحن نعلم اذا كانت الرواية للعتوم وتحتوي علي سجن وتعذيب فسنكون علي موعد مع رواية مؤلمة... مؤلمة من جميع الجوانب سواء جانب وصف الأحداث او حتي حوار الشخصيات ولمن لم يجرب ذلك أنصحه برواية يسمعون حسيسها لنفس الكاتب
وفي النهاية احب اقول ان الرواية دي من أفضل الروايات اللي قرأتها وبالفعل ينصح بها
23 / 8 / 2022
Profile Image for زهراء .
247 reviews103 followers
October 28, 2017

اسمه أحمد .. أحمد الدقامسة
و لكن هل يعرف الإنسان باسمه ؟ لا

اسمه أحمد
أحمد بطل عملية الباقورة
أحمد المجرم الذي قتل مراهقات يهوديات لا حول لهن و لا قوة
هذا ما نسمعه عن أحمد
كيف يصير المجرم بطلا ؟ و هل ينعت البطل بالمجرم ؟
أحمد .. بطل أم مجرم ؟

السؤال الذي أشعل نار حيرتي مثلما فعل بالكثيرين ، السؤال الذي دفعني إلى قراءة هذه الرواية
أحمد الدقامسة .. لم أسمع بهذا الاسم إلا بعد خروج صاحبه من السجن ، حين رأى النور بعد عشرين عاما .. عشرين موتا و فقدا و ألما و جرحا ، حين عادت قضيته لترى النور هي الأخرى بعد أن أعيدت إليها الحياة من جديد بإثارة الجدل حولها مرة أخرى.

أردت أن أعرف _ و بشدة _ من هو أحمد ؟ ما الذي دفعه للقيام بتلك العملية ؟ ماذا كانت ظروفه ؟ أردت أن أعرف هل هو بطل أم مجرم؟

و كأن عجلة الزمن عادت بي إلى الوراء و صنعت لي من صفحات الكتاب بساطا طائرا، تماما كبساط علاء الدين لتحلق بي إلى إبدر .. إلى حيث شجرة السنديان ، إلى الأرض الطاهرة المتشربة من دماء الشهداء ، الأرض التي ضمت أحمد ووسعت كل أحلامه ، و كأنني عشت معه .. منذ ولادته و رافقته في كل خطواته .. حركة بحركة و لحظة بلحظة ، أحمد الطفل الحالم .. الصبي المتمرد .. الشاب الغاضب الحانق .. السجين البائس .. البطل الشامخ .. الإنسان الحر

عرفت أخيرا من هو أحمد .. أحمد الذي لم يلق البندقية
أحمد الذي لم تحرفه البوصلة و لم تغيره الاصطفافات و لم تخدعه الطاولات
أحمد الذي لم يرض بكذبة السلام الزائفة .. فحول موقفه إلى فعل حقيقي

نعم عرفته .. إنه أحمد البطل .. رجل بأمة
_ و إن كنت متحفظة على اختياره قتل الفتيات اليهوديات _


" ما يبقى في الذاكرة هو الذي يستوطن القلب "

ستبقى قصتك و قضيتك في ذاكرتي إلى الأبد .. و نفس الشيء مع هذه الرواية


" إنني أعشق الكتاب الذي أحمله بين يدي ، أقرأ بشغف ... "

لقد عشقت هذه الرواية .. عشت بكل جوارحي مع كل كلمة كتبت على صفحاتها ، و بالمقابل عاشت هي معي لأيام و رافقتني في كل لحظات فراغي

كل هذا الجمال الذي تقف إجلالا له كتب في زمن _ هو بنظري _ قياسي و خيالي
إنها الموهبة .. إنها العبقرية ، و هي بلا شك تستحق النجمات الخمس


Profile Image for Araz Goran.
877 reviews4,698 followers
Want to read
August 1, 2017
الرواية الجديدة لإستاذنا العتوم :)
Profile Image for Rama Alzaben.
27 reviews18 followers
August 20, 2017
رواية احمد العتوم الجديدة ؛ يتحدث فيها عن قصة الجندي أحمد الدقامسة الذي قام عام ١٩٩٧ بقتل ٧ فتيات يهوديات على حدود الاردن عن سبق اصرار وترصد؛ وحوكم بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة.
-
أكيد ليس بطلاً باي شكل من الاشكال ، فما فعله ليس الا اندفاعًا غير منطقي مدعوم بافكار سطحية جدًا عن الوطن والتدين والقتل ،
ورد في الرواية انه علم بأنه خمسًا من الفتيات المقتولات كن عربًا ؛ فانهار الدقامسة ولَم يحتمل فكرة إنهن عربيّات وان لهن عائلاتٍ تبكيهن الان !
أولاً فإن في ذلك مشكلتين ؛ الأولى أنه اعتبر القتيلات العربيات في منزلة إنسانية اعلى من غيرهن من اليهوديات ، وهو يشبه مبدأ التفكير الذي يقوم عليه هتلر ؛ ان الألمان في مرتبة عليا من البشر وغيرهم دونهم ، وقد يؤولوا الى حيواناتٍ حقيرة لا تساوي حياتهم حياة ذبابة .
الثانية ان القتيلات كن نساءً ؛ وأن الإسلام ينهى عن قتل النساء مهما كانت الحالة التي توجد فيها الدولة ، حتى وإن كانت حربًا ، فكيف بمعاهدة سلام؟

لقد كان الدقامسة هو المعتدي بالقتل ؛ ولو ان الامر الذي دفعه اليه كان دفاعه عن نفسه لاختلف الموقف ؛ ولكنه قتلهن بعد استهزائهن بصلاته ، وإذا رجعنا قليلاً إلى أيامٍ الرسول وما ورد عنه، فستجد بكل بساطة ان الموقف يتشابه مع ما حدث للحبيب المصطفى ، الا ان الرسول لم يقتل أحدًا ، ولَم يغضب ، وانما عليه الصلاة والسلام علمنا معنى الحكمة والفطنة والحِلم وان المؤمن كيسٌ فطن .

إن ما تنطوي عليه الرواية من أفكار ساذجة عن الوطن والقتل أقرب الى الهمجية من التعقل فإنها تبدو أكثر مدعاةً للضحك من الفخر ، وإن ما يفعله اليهود من التخطيط والتفكير المستمر لإيقاعنا تحت رحمته ودوسنا ينجح دائمًا ونحن بكل بلاهة نصفق متناسين أننا قتلنا ٧ فتيات ودفعنا ثمنهم غاليًا وهو قتل ملايين ولَم يدفع نظرة أسى أو تقزز ! لانه يخطط ، ولاننا ننام!

واجبنا كمسلمين يقضي علينا احترام العهود والمواثيق ، او نقضها في حال نقضها الطرف المقابل ، ونحن على علمٍ تامٍ بغدر اليهود وهمجيتهم ، ولكن سبيل خلاصنا منهم لا يكون عبر تضخيمهم امام المجتمع الدولي ليبدو كل فردٍ منهم مسكينًا ومهضوم الحقوق ومقتول الأبناء ، بينما نبدو نحن الذئاب المعتدية ، ليطبق علينا بذلك المثل الذي يقول "ضربني وبكى سبقني واشتكى"
وإنما بلويهم بمثل أسلحتهم ، وإن السلاح العسكري رغم ما يبدو عليه من نفعٍ وحلٍ وحيد ؛ الا انه قد أثبت في حادثتين منفصلتين وحربين منفصلتين شاركت فيهن مجمل الدول العربية أنه تفكير عقيم سيؤدي بكل البلاد العربية لأن تكون تحت رحمة الصهيونية برعاية أمها الحنون أمريكا ، القوة العسكرية الكبرى في العالم!
-

أما بالنسبة لبنية الرواية فلغة العتوم لا غبار عليها ، و أسلوبه هذه المرة كان اكثر مرونة وزخمًا بالاحداث وأقل فلسفة فارغة من باقي الروايات.
وتلك نقطة تحسب ؛ لكن الرواية بحد ذاتها بعثت في نفسي استفزازًا كبيرًا لمدى السذاجة في معالجة الامور !
Profile Image for Lina Ahmad.
170 reviews51 followers
September 15, 2017
أكاد أقسم لو وُزِع العذاب الذي تلقاه الدقامسي على جبل لأهلكهُ !
أفرجت السُلطات الأردنية اليوم الأحد ، الموافق 12/3/2017 عن الجندي الأردني أحمد الدقامسة بعد قضائِهِ مدة الحكم والتي دامت عشرون عامًا من البطولة والكرامة .

لن أوفيها حقها مهما كتبت ! واني لحب هذا العّتوم لشديدة.
لا كاتب عربي في تاريخ القرن الحالي ولا عظيم في أمة لغة الضاد قد صنعهُ رحم والدته مثلما فعلت والدة أيمن.

توسعت دوائر حرماني للقراءة ، حتى جعلتُ ضميري يتلوى بحالة محورية يدور ويدور حتى يخفف آلام الصداع بقلم أيمن!

لا أعرف بأي حبر يقوم هذا العتوم بالكتابة . أكاد أجزم اني بتُ اتمنى لو يهوي منه كلمة من قمة رعناء الى وادٍ سحيق ، فجميع احرفه محنكة يقوم بكتابتها بكاء بارع! وكأنه سَمِعَ نداء حنجرتي بالرجاء حينما قلتُ له بسري بعد انهاء قراءتي الأولى له "يسمعون حسيسها" : إياك بأن تَسطُمَ الباب ! فها هو يفعلها من جديد ، يكون للرسا عنوان .

تدور أحداث الرواية حول سبات العرب العميق ونيام قادتهم في شخيرٍ عالٍ ، حيث لا ضوء لانبلاج صوت الحرية والكرامة.
تبدأ الحكاية بجندي أردني يخدم بمنطقة الحدود الأردنية الإسرائيلية قرب منطقة تدعى بالباقورة ، يشرع نفسه للصلاة فليقى من الإستهزاء ما هب ودَب من قِبَل سياح من الأراضي الإسرائيلية. حيث يقوم بشن نيران بندقيتهِ في 12 مارس 1997 لتفجع الحكومة الإسرائيلية بموت سبع فتيات !
بعدها يلقى حتفه بالسجن المؤبد وينفذ الحكم ، حكما غير قابل للإستئناف.
مثلت عملية الباقورة منعطفا فخما في حياة الجندي الأردني ، ورفضت الحكومات الأردنية المتعاقبة للإستجابة للمطالبات بالإفراج عن الدقامسة . بل واستنكرت هذا العمل ووصفته بالإرهاب ! فقد جاءت العملية بعد حبر معاهدة وادي العربة (1994) فاخترقت العملية فضاء "السلام" الجديد مع إسرائيل .

حملت قضية الدقامسة عناصر شائكة ومعقدة والتي تعمل بدورها داخل المجتمع الأردني وتفاعلت مع المحيط الفلسطيني وبالتالي من الصعب حصر هذه القضية بالجانب القانوني وحده !
بات الدقامسة ينتظر انجلاء غبش الليل الهارب من نافذة المهجع الى باب الزنزانة ثم الى قصر قلبه!

خفق قلبي مرات عديدة وفغرت فاهي عشرات المرات لما يحدث في المعتقلات الأردنية من تعذيب وتهميش للإنسانية! فالله أكبر عندما ينهزم الموت بعزائم الرجال . نعم في معتقلات الممكلة الأردنية الهاشمية تتراقص الأجساد على الحبال في الصباحات الباكرة !

المضمون واللغة : يحمل العتوم في أحشاء قلمه قوة من المفردات والبلاغة اللامتناهية. بقراءتي لكلماته انقطعتُ عن كل شيء وغرت في ثقب الصمت. البلاغة هنا إنها لسحر العيون ، حبر العتوم لا يُقرأ الا بالضمير ، يجعلك تتلذذ بالترنم فيه وتطرب عيناكَ لقراءته .
الحرية في قلم ايمن تتسارع في اختيار الإتجاه الذي يريد أن تملأه قبلات خطه ! تالله رجلٌ كهذا أتمنى لو أحظى بعالم ورقته لخمس ثوانٍ لا غير بعدها أقسم بأني سأعيش راغدة !
Profile Image for Tawfek.
3,797 reviews2,208 followers
December 22, 2022
كل سنة بفكر في الرواية دي و اللي كتبته عنها و بشوف ان ده ريفيو عار و يجرح بشكل مباشر كل مبادئي
كل سنة بفكر أخش أقيمها نجمة واحدة
احنا قدام رواية بتقدملنا معضلة أخلاقية قوية، العتوم كاتب مقنع بيقنعك أن الدقامسة بطل و ليس مجرم
بس الدقامسة قاتل قتل مدنيين عزل لا يحملون أي سلاح
لا يهم من أي ديانة هم أو أنهم من الكيان الصهيوني الكريه لي بشكل شخصي
لو كل جندي معاه سلاح قتل مدنين عزل، حتي لو البلدين في حالة حرب مباشرة، هيبقي فين الخط الأحمر
الحرب الروسية الأوكرانية الأخيرة أتفق الطرفان علي السماح للمدنين بأكثر من طريق لكي يغادروا البلاد إلي الجانب الروسي المعتدي، او إلي جانب الدول الأوربية المجاورة.
مع انهم طرفان متحاربان، و لكن أتفقوا أن المدنيين ليس لهم ذنب و يجب أن يسمح لهم بالمغادرة اذا كانت هذه هي رغبتهم.
لو أن قتل أي مدني إسرائيلي أعزل حاجة طبيعية و محببه و توصف بالبطولة، ليه في كأس العالم في قطر العرب مقتلوش كل إسرائيلي حاول يتكلم معاهم؟ هما رفضوا الكلام معاهم بشكل تام و ده طبيعي و ده حقهم، بس مع انهم كانوا فرادي في وسط مجموعات لم يقتلوا من هذه المجموعات اللي معاها أفضلية العدد، الدقامسة جندي لوحده بسلاح قتل كام إسرائيلي أعزل لم يتخطي الحدود اللي بيحميها؟ و بطل؟؟؟
و شجعني الحقيقة تقييم صديقنا علي الجودريدز ماهر رزوق، ان فيه حد فعلًا شايف الموضوع بهذا الشكل، مع انه آثر السلامة في انه لا يكتب ريفيو لأن هتتكلم مع مين يعني؟ و مع ذلك ناس دخلوا هاجموا عادي
Profile Image for Fdwa Omar.
272 reviews83 followers
October 4, 2017
قرأت جميع روايات الدكتور أيمن العتوم وبعض دواوينه الشعرية..و برغم السرد الطويل الذي لم أكن أشعر به أحياناً..إلا أنني كنت أنتظر قراءة روايته الأخيرة (اسمه أحمد)..دفعني الفضول للتساؤل عن موضوع الرواية..فبعد خاوية التي ناقشت مرض التوحد وحرب سورية..وبعد يسمعون حسيسها التي أثقلتنا بأوجاعها عن سجن تدمر..و ذائقة الموت..وغيرها الكثير مما أوجعنا..تفاجأت بأن أحمد هو أحمد الدقامسة..حيث تناولت الرواية سيرة كاملة لأحمد الدقامسة و عائلته..بغض النظر هل القارىء يرى أحمد الدقامسة بطلاً و أن مافعله لم يأت به أحد قبله..رجل لم يؤمن بأي اتفاقيات أو معاهدات سلام بيننا وبين اليهود و عبر عن رفضه هذا بطريقته..قام بالثأر لأطفال صبرا وشتيلا..لأهل قريته..لكل أرض مغتصبه بطريقته الخاصه..الرواية تعطي القارئ فرصة التأمل لهذه الأحداث..بعد كل تلك السنوات الطويلة في التحقيق والمحاكمات والسجن..والصراعات الداخلية النفسية والجسدية والخارجية..وجدت الرواية أقل روايات العتوم سوداوية..برغم من الأسى الذي عشناه مع أم أحمد الدقامسه حتى أني بحثت عن صورها..رأيت فيها الوطن و السكن..الرواية طويلة نوعا ما...لكن أعطتني شعور ايجابي بشكل عام...
Profile Image for محمد حمدان.
Author 2 books884 followers
July 24, 2020
اسمه أحمد – أيمن العتوم

صدرت هذه الرواية للمرة الأولى عام 2017. وهي تتحدث عن حكاية الجندي الأردني أحمد الدقامسة المنفذ لعملية الباقورة عام 1997، حيث قام بقتل سبع طالبات يهوديات كنّ في رحلة مدرسية إلى منطقة الباقورة التي استرد الأردن السيادة عليها من خلال اتفاقية سلام عام 1994. وسأتحدث بالمزيد من التفصيل عن هذه العملية خلال عرضي للرواية. تنقسم الرواية إلى ثمانين فصلاً، وتمتد على 669 صفحة. يمتاز كل فصل بقصر الحجم، مقارنة مع حجم الرواية الضخم. وكنتُ قد تحدثتُ من قبل عن كونها خطوة ذكية مع الأعمال ضخمة الحجم عموماً. كانت الرواية على لسان بطلها أحمد الذي تمّ إطلاق سراحه عام 2017 بعد أن قضى مدة حكمه في السجن كاملةً (وقد بلغت عشرين عاماً). وقد صدرت هذه الرواية بمناسبة خروجه من السجن.

ولد الدقامسة عام 1972 في قرية ابدر التي تقع شمال مدينة إربد الأردنية، على هضبة تشرف على الجولان السوري المحتل والأراضي الفلسطينية المحتلة. والده عسكري في الجيش الأردني، وأمه تعمل في فلاحة الأرض كما هو حال معظم أهل قرية ابدر. وقد شرح لنا العتوم مشكوراً مدى ارتباط أحمد بفلسطين من خلال حدثين رئيسيين؛ مقتل زوجة عمه في غارة صهيونية على ابدر عام 1969 أي قبل ولادته، وإصابة عمه في معركة الكرامة عام 1968. ولا ننسى كلام أبيه له وهو الذي شارك في حربي 1948 و1967.

ولكن، وقبل أن نتعمق أكثر في الرواية؛ من الواجب علينا أن نجيب على سؤال مهم: ما هو تصنيف هذا العمل الأدبي ؟ الجواب سهل: إنها رواية. لماذا ؟ ذلك، لأن هذا ما هو مكتوب على غلافها. وبالتالي، فإن تقييمي لها سيكون من منطلق المدى الذي تنسجم فيه مع المفاهيم الأدبية للرواية، رغم أنها أقرب إلى السير الشخصية منها إلى الرواية.

سأعرض وجهة نظري من خلال تناول بعض الملاحظات على الرواية كالتالي:

لقد تحدث والد الدقامسة لابنه عن الأسلحة الفاسدة، التي تنفجر في الجنود بدلاً من أن تطلق النار على الأعداء. وهذا شيء غريب، فنحن نعلم بأن هذه الشائعة شديدة الإنتشار، غير صحيحة. فمسألة الأسلحة الفاسدة كانت قضية معروفة في مصر، وليس الأردن. ثم إن المقصود فيها كان فساداً مالياً وليس فساداً فنياً. إذن، فالعتوم لم يقم بتحقيق العرض التاريخي لأحداث الرواية ؟ في الواقع، ليس تماماً. وكنتُ قد ظننتُ ذلك لوهلة أثناء قراءتي للرواية، ولكنني حين تعمقتُ فيها أكثر. وجدتُ أنها تعبرُ عن وجهة نظر الدقامسة ذاته وليس العتوم. وما أعتقد بأنه قد حدث هنا، هو أن العتوم جمع مادة الرواية من الدقامسة، ثم صاغها على طريقته الخاصة. ولكنني وجدت بعض الإشارات المثيرة للإهتمام.
من المعروف عن العتوم، اللغة الشاعرية، القوية. فهو دكتور في اللغة العربية. ولكننا نجد بعض العبارات الغريبة، سأقتبس: قال لي أحدهم: جهز حالك، ستعرض على المحقق بعد قليل. لمعت عيناي ولم أتكلم. انتهى الإقتباس. كيف يمكن لأحد ما أن يرى لمعة في عينيه ؟ هل شعر بها وهي تلمع ؟ وهذا يضعنا أمام احتمالين لا ثالث لهما؛ إما أن العتوم قد استخدم بعض المقاطع من كتابة الدقامسة ذاته، والذي أشار كثيراً في الرواية أنه كتب الكثير من مذكراته الشخصية في السجن. وقد يكون العتوم قد استعان ببعض العبارات المستخدمة فيها دون تنقيح، أو أن العتوم، أستاذ اللغة العربية قد أخطأ. وعن نفسي، أستبعد هذا الأخير. وفي الحقيقة، لا أجد بأساً من الاستعانة بكتابات الدقامسة في متن الرواية فهي ستزيد من روحه كسارد أو راوي لحكايته. إلا أنها ستحمل بعض التعبيرات غير المنطقية كالمذكورة أعلاه مثلاً.

لقد أكّد لنا الدقامسة أنه خطط للعملية منذ ستة أعوام؛ فقد حرص على أن يحصل على شهادة طبية بأنه مصاب بقائمة طويلة من الأمراض النفسية، وطلب أن ينقل إلى الباقورة كي يصبح قريباً من اليهود، ثم غطى مكان زميله فلاح، ليتمكن من الحصول على وقت كافٍ يسمح له بالحصول على سلاح وذخيرة كافية للعملية، ومن ثم دخل إلى غرفة السلاح واختار سلاحه بنفسه، وأخذ سبع خزائن ذخيرة، تحمل كل واحدة منها ثلاثين رصاصة أي ما مجموعه مائتين وعشر رصاصات. قام الدقامسة بتفكيكها وعدّها واحدة، واحدة. ولاحظ أن عشرة منها "عوجاء" ولكنه لم يستغنِ عنها بدا��ي أنها ستكون ذات فائدة ما بأن تصيب أحد اليهود. ثم أعاد تركيبها في الخزائن. وانتظر الحافلة المناسبة. ترك الحافلة الأولى، لأنها كانت تمتليء بأطفال لا تتجاوز أعمارهم الثمانية أعوام، واختار التالية والتي كان على متنها رجال ونساء. ثم قام فصلى ركعتين. في هذه الأثناء، وصلت الحافلة، وبدأ اليهود بحركات استفزازية بأن يشيروا إليه ويضحكون، ويلقون عليه الأوساخ وقشور الموز. أنهى الدقامسة صلاته، وتناول سلاحه ويبدأ بإطلاق النار. يهرع الجنود الأردنيون إليه، صارخين: مجنون ! فيهددهم بسلاحه، فيتوقفوا. ثم يواصل إطلاق النار. قام بتبديل خزانين للرصاص، وحين بدّل الثالث، علق سلاحه. حينها تمكن زملاؤه من إلقاء القبض عليه. ولكنه، وأثناء انشغالهم بمساعدة المصابين، قام بقيادة جيب عسكري، ودهس المزيد من اليهود. ثم انتهت العملية.

على امتداد بقية الرواية، لم يتوقف الدقامسة عن التأكيد من أنه لم يكن مجنوناً، وأنه فعل ما فعل بعد تخطيط طويل، وعن سبق إصرار وترصد. وذلك لأسباب وطنية ودينية. ولكن، ما فائدة ذلك التقرير الطافح بكل تلك الأمراض النفسية إذن ؟ لمَ الحرص في الحصول عليه ؟ ولماذا أخفى اسم الطبيب النفسي الذي أصدر له هذا التقرير عن المحقق ؟ ألا يوجد اسمه على التقرير أو الملف الطبي ؟ كيف اعتقد أنه لمجرد عدم قوله لاسم الطبيب، فإنه بالتالي، لن يعرفه المحققون ؟ وما هذا الطبيب الذي ستنطلي عليه حيلة التظاهر بالمرض النفسي من الأساس ؟! ولنفترض أن هذا كله صحيح، كيف يحتفظ الجيش بجندي يمثل مجمعاً من الأمراض النفسية بل ويضعه في موقع حساس كالباقورة ؟ للمناسبة، التقارير التي كتبت عن الحادثة، تحدثت عن تشخيصه بإضطراب الشخصية المضادة للمجتمع.. أو أنه مريض نفسي دون تحديد مرض ما.

تحدثت التقارير أيضاً عن أن سلاح العملية هو M16 وأن الجنود انتظروا حتى نفذ الخزان الأول وبعد أن علق الثاني انقضوا عليه. بينما تتحدث الرواية عن إبداله خزانين والثالث الذي علق معه السلاح. أيهما أصح ؟ لقد حاول زملاؤه الإنقضاض عليه أول مرة، ولكنه هددهم بسلاحه، فلماذا انتظروا بينما كان يبدل الخزائن الواحد تلو الآخر ؟ والأهم، هي نقطة اختياره للسلاح؛ لقد عمل الدقامسة طوال فترة خدمته في الجيش كسائق، أي أنه لم يكن مصرحاً له حمل السلاح.. ولكنه وكما هو الحال مع كل جندي، حصل على تدريب عسكري يتضمن استخدام السلاح مدته ستة أشهر. ولكن هذا لا يعني أنه أصبح خبيراً في إطلاق النار. والدليل، هو اختياره للسلاح المذكور M16 فقد أقر الدقامسة أنه دخل مخزن السلاح، المليء بالكلاشنكوف ثم اختار سلاحه. ولم يأتِ ذكر نوع السلاح الذي اختاره في الرواية، ولكننا نعرف أنه M16 لأنه السلاح الذي سجل أنه استخدم في العملية. ومن المعروف عن الـ M16 أنه سهل العطب، فيمكن للرطوبة أو الأوساخ أن تسبب عطله أو تعليق إطلاق النار. وقد عانى الجنود الأمريكيون من ذلك الكثير في فييتنام مما دفع الأمريكان إلى إصلاح ذلك وإصدار نسخة محدثة منه وهي M16A1 ولا يوجد أي دليل أن الدقامسة استخدم هذا الأخير. أي أنه وباختصار، ورغم دخوله إلى مخزن السلاح بنفسه، واختياره ما يشاء منها، فقد اختار السلاح الأقل وثوقاً من أجل تنفيذ عمليته.

في حادثة سابقة، ذهب الدقامسة في عام 1991 في سيارة مدفعية إلى اتخاذ موقع دورية على تل أم قيس، حيث صوّب المدفع اتجاه فندق في مدينة طبريا المحتلة، مشيراً إلى زميليه، طاقم المدفعية أنه هناك تمارس الرذيلة، وقد يكون من الحكمة أن نبادر نحن في إطلاق النار بدلاً من انتظار أوامر الحرب. وحتى لو فرضنا أننا سنحارب، هل الفندق في طبريا ذو أهمية عسكرية ما، كي نبدأ في قصفه ؟ لا أدري، ولكن هل الرذيلة هي مؤشر أهمية عسكرية ما ؟ إن هذا الحادث، مؤشر عن جهل الدقامسة في أصول العسكرية. فالحرب لا تقوم على توجيه الضربات بشكل عشوائي. إنما تقوم على ضرب المراكز العسكرية الحيوية والتي تفقد العدو قدرته إما على المبادرة، أو الرد. وضرب فندق لا يعدّ كذلك. حسناً، إنه شاب متحمس. وعسكري بسيط، من البديهي ألا يمتلك نظرة إستراتيجية عسكرياً. أتفهم ذلك، ولكن الجيوش عموماً ترتاب في عدم إطاعة الأوامر. وكان الدقامسة الذي يقرّ بأنه لا يطيق الرتابة يصطدم دوماً مع قادته لهذا السبب. لقد هرب من الجيش مرتين ! وبشاحنات عسكرية، وتعرّض لمحاكمة عسكرية، حكم عليه فيها بالسجن لشهرين والطرد من الخدمة العسكرية. لكنه خرج من السجن بعد شهر، وأعيد إلى الخدمة العسكرية. وتم تحويله إلى الرمثا كسائق لأحد القادة هناك.

لم تنتهِ مشاكل الدقامسة هناك، فقد أقرّ أنه كان على وشك أن يدهس القائد الذي لم يكن يحبه لولا أنه رأى أبوه يقف معه أمامه. تم نقله مرة أخرى، وتعيينه كسائق للإسعاف. وقد حدثت معه حادثة أخرى غريبة، حيث انقلبت السيارة، ومات المريض، وفقد أحد الممرضين ساقه في الحادث، وقد قال الدقامسة أن كلباً أسود مرّ من أمام السيارة، ولكن أحداً من الشهود لم يؤكد أنه كان هناك أي كلب.

ثم طلب أخيراً تحويله للباقورة، حيث تمت الموافقة على هذا الطلب. أليس هذا بالأمر الغريب ؟ حسناً، لديك جندي مثير للمشاكل، وتمت محاكمته عسكرياً، وحكم عليه بالسجن والطرد. ثم يتعرض لحادث سيارة غريب يدّعي فيه أنه شاهد كلباً أسود، لم يشاهده معه أي أحد. ومن ثم يصمم الجيش على أن يبقي استخدامه بل ويضعه في مكان حساس كالباقورة. حتى زملاءه كانوا مدهوشين من هذا: ما الذي تنوي فعله أيها المجنون، أنا أعرف أنك مجنون، لا أدري كيف وضعوك في هذا الموقع الحساس وعندهم ملفك الأمني. انتهى الإقتباس. وقد كان هذا كلام زميله فلاح قبيل تنفيذ الدقامسة للعملية بقليل بعد أن كاد الدقامسة أن يفصح عن نيته، وهذه ليست المرة الأولى، فقد كان للدقامسة أفعالاً مماثلة مع جنود آخرين من قبل.

والآن إلى أكثر النقاط الجوهرية: لقد تعفف الدقامسة عن قتل الأطفال، ولكنه قتل فتيات لا يتجاوز عمر أكبرهن الـ 14 عاماً ! ولا يوجد أي ذكر لأعمار القتلى على امتداد صفحات الرواية الـ 669 ! ألا توجد أي أهمية لهذه المعلومة على الإطلاق حتى لا تذكر في الرواية ولو بشكل هامشي ؟

سأقتبس: إنهم الآن أطفال، ولكنهم سيصبحون غداّ أشد القتلة تمرساً حين يكبرون، وسيقتلون ابني وابنك وأبناء المسلمين، وستتدلى جدائلهم من تحت قبعاتهم الكهنوتية وهم يمرحون في شوارع القدس العتيقة، يذرعونها بعنجهية وفي أيديهم الرشاشات الحديثة ولن يتأخروا عن إفراغ الرصاصات في وسط رؤوسنا لو شعروا بأدنى خطر وهل كان هؤلاء القتلة الكبار إلا أطفالاً تفيض بالبراءة والشفقة وجوههم !! وماذا أصبحوا اليوم ؟! أصبحوا الهاغانا، وأصبحوا البالماخ والأرجونز. هل تظنون أن أفراد الهاغانا التي فعلت كل هذه الفظائع ولدوا قتلة من بطون أمهاتهم ؟!! لقد كانت وجوههم اللينة حين نزلوا من أرحام أمهاتهم أكثر براءة من وجوه هؤلاء الأطفال الذين ينزلون من الباص أمامي !!
ولكنني سأعمل بمروءتي، وبشعوري الديني والقومي والعروبي. لن أسمح للناس أن يقولوا: إنه قتل أطفالاً، وذبح صغاراً. سأدعكم تمرون بسلام أيها الصغار، مع أنني موقن أنكم حينما تكبرون ستذبحون أبنائي، وأبناء أخوتي، وأدرك أن الوقاية خير من العلاج، وأن قطع رأس الأفعى الصغيرة ذات الملمس اللين هو من أجل ألا يكبر ويستعصي على القطع، ويخشن جلدها ويستعصي على الحرق. سأترككم أيها الصغار، لأنني أعلم أن من خلفكم آخرين سيأتون، ربتهم مدارسهم الدينية على أن في قتلنا قربات إلى الرب، سأنتظر أنا هذا الصنف من الناس. أما أنتم يا من تعيشون الآن عمر الورود مروا بسلام. انتهى الإقتباس.

وأيضاً: ثم عدت فغيرتُ أسلوبي، وذكرتهم بالله، وبحكم هذا الفعل من ناحية الشرع، وبأنه حرام، ومن ناحية المروءة فهو يخرقها خرقاً، إذ يعدّ اعتداءً على من لا حول له ولا طول، ولا ذنب ولا جريرة. ثم هو جبن واضح، إذ الشجاعة أن يواجه الأسد أسداً لا أن يواجه قطاً، وما زلتُ بهم آتيهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى اقتنعوا بما قلت. انتهى الإقتباس.

أما الأول، فقد قاله الدقامسة عن الأطفال في الباص الأول، والذي تركه يمرّ، أما الثاني، فحين كان المساجين يريدون خطف ابن مدير السجن ذي الأعوام الثمانية. لماذا لا يمكن لهذا الكلام أن ينطبق على الفتيات اللواتي لم تتجاوز الواحدة منهن الـ 14 عاماً ؟ هل وجد الدقامسة فيهن أسداً، أم قطة ؟ هل كانت واحدة منهن تحمل سلاحاً ما ؟ حين سجن الصهاينة عهد التميمي، وكان عمرها 17 عاماً.. صرخ الجميع أنها لا تزال طفلة، فكيف الحال مع من يصغرنها بثلاث سنوات على الأقل ؟

لقد كانت الطالبات من إحدى المدارس التابعة لـ AMIT وهي اختصار لـ أمريكيون من أجل إسرائيل والتوراه. وهي منظمة أمريكية يهودية تقوم بتقديم خدمات تعليمية ملتزمة بالتعاليم والقيم اليهودية لـ 37 ألف طفل في الكيان الصهيوني موزعين على 108 مدرسة. وتركز المنظمة على المدارس في المناطق النائية من الكيان الصهيوني ويدخل 95% من خريجيها الجيش في الخدمة العسكرية أو الخدمة الوطنية. وقد يكون هذا هو ما استدعى تلك الخطبة في الإقتباس الاول عن أطفال الصهاينة. وما يثير الدهشة أكثر هنا، هو إنه لم يكن متيقناً من هويتهن.. لدرجة أنه انطلت عليه خديعة أن خمسة منهن كانوا عرباً ! وحتى في مقاييس الدين الإسلامي والتي يحدث أن يحتكم إليها الكاتب والبطل، ألم يكن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يوصي الخارجين إلى الغزوات بألا يقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ وألا يقطعوا الأشجار أو يقتحموا الصوامع ؟ أم أنه استحال كالخضر يعرف المستقبل حين قتل الغلام وخرق السفينة وبنى الجدار، فأيقن أنه لن يخرج أحد من هؤلاء عن النسبة التي ستستحيل إلى قاتلين في الجيش الصهيوني ؟
الرواية مليئة بوصف أفعال اليهود المليء بالفظائع، حسناً.. ولكن ما الذي سيجعلنا أفضل منهم، إن كنا سننزلق إلى سلوكهم في استباحة دم الأطفال على أي حال ؟ المدهش، هو التبرير الجاهز دوماً.. من منطلق وطني أو ديني.. والأهم هنا، هو الدافع الديني. ولكنني سأجيب هنا، باقتباس من الرواية نفسها: ما أسهل القتل إن كان من أقدم عليه يظنه في سبيل الله !! انتهى الإقتباس
لا أعتقد أنه تم إخفاء أعمار الضحاياً سهواً، بل هو عن قصد. لأنها ستوقع الكاتب والبطل في معضلة أخلاقية، خاصة مع كل تلك الخطب الأخلاقية عن عدم رجولة قتل الأطفال. بل اتهام الطرف الآخر بأنه قاتل للأطفال -وهو كذلك بالفعل- ولكن، ذكر هذه المعلومة، سيضع الدقامسة في وصف يمكن أن يطلق عليه العبارة ذاتها. لقد شعر بعض الجنود بالقهر مثلك، ولكنهم قاموا بفعل مختلف؛ فهذا سليمان خاطر الجندي المصري، يقتل 7 صهاينة تسللوا إلى نقطته الحدودية عام 1986، وهذا أيمن حسن، جندي مصري آخر، ينفذ عملية داخل الحدود المحتلة عام 1990، فيقتل 21 جندي وضابط صهيوني رداً على إهانة العلم المصري ! هذا ما يمكن تسميته بالبطولة الحقة والله !

لو كان الكاتب أو البطل واثقين تماماً من البطولة المزعومة لهذا الفعل لما اضطرا لإخفاء أعمار الضحايا.. والإكتفاء بتلك الخطبة العصماء عن حرمة قتل الأطفال رغم أنها تعرّض في أنهم سيكبرون ويتحولون إلى قتلة كشكل من أشكال الضربات الإستباقية لمن قد يطرح فكرة أعمارهن.

لا عجب من أن نلاحظ تضخماً عظيماً لأنا البطل، بعد كل الحبر الذي أريق عن بطولته في "غزوة الباقورة المباركة" والمظاهرات والإعتصامات:
ولم تكد أمي تجلس، حتى قامت فاطمة، بوجهها النبوي، وصوتها الحنون، فنادت وهتفت بكلمات يتخاذل أمامها أشجع الرجال: ارفع راسك با أبو سيف، أولادك يسلمون عليك وفخورون بوالدهم، ولا تهتم لهؤلاء الخونة عملاء اليهود. وجلست. كانتا أعظم امرأتين في الوجود آنئذ، كانتا تعلّمان كل من في القاعة أن الرجولة ليست ذكورة، وإنما موقف. وأن العظمة ليست ادّعاء وإنما عمل، وأيقنت يومها أنه لا قائد في التاريخ، ولا عظيم في الأمة لم تكن قد صنعته امرأة، وتذكرت سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلّم وخديجة، وتذكرتُ معاوية بن أبي سفيان وهنداً، وتذكرتُ صلاح الدين الأيوبي وأمه... وتذكرتُ وتذكرتُ... انتهى الإقتباس.

تمتليء الرواية بالأمثلة التي تظهر شعوره الذاتي بالعظمة واستمر هذا الشعور حتى آخر لحظة: أعرف أنهم لن يبعثوا أحداً ليغتالني بمسدس كاتم للصوت؛ فهذه طرق المبتدئين والأنذال. ولن يبعثوه على شكل سم يدسونه في الطعام، فهذه حيلة العاجزين. لكنني سأقبل به إذا كان على شكل طائرة؛ لا اغتيال يوازي عظمة ما قمتُ به إلا أن يكون من السماء العال��ة وبأحدث الطائرات المقاتلة. العظماء يجب أن يموتوا بطريقة عظيمة. انتهى الإقتباس.

وأحد النقاط المثيرة في الرواية كذلك، كل ذلك العشق الملتهب لزوجته، والتي لها موقف يشهد له معه طوال فترة سجنه. ولقد امتلأت الرواية بتعبيرات الحب والوفاء لها. ونستطيع تفهم ذلك بالطبع. ولكنهما تطلقا وتزوج البطل من جديد بعد مرور ما لا يتجاوز الثلاثة شهور فقط من خروجه من السجن. لن أتدنى لمستوى نقاش طبيعة الخلاف بين الزوجين، على العكس تماماً. فمن الطبيعي أن تحدث هناك خلافات بينهما بعد كل هذه السنين من الفراق. إنه أمر وارد الحدوث مع أي زوجين. ولكن، ما يثير الدهشة هو تلك السرعة الرهيبة التي انتهى به الأمر معه بالزواج من جديد. إن كل ما فعلته هذه المرأة العظيمة معك، لا تستحق منك الإنتظار أكثر من بضعة أشهر ؟ حتى لو افترضنا أنها المخطئة من رأسها إلى أساسها ! ألا يشفع لها صبرها، وتربيتها لأولادك عندك فيجعلك تصبر عليها أكثر من بضعة أشهر ؟ إنه سلوك منسجم تماماً مع شخصيته الظاهرة في الرواية.

وقد أنهى العتوم الرواية بقصيدة في تمجيد البطل وبطولته العظيمة، لتتم البروباغاندا الأيديولوجية على أكمل وجه. كم هو شيء بائس؛ ألا يجد العتوم بطلاً في تاريخ الأردن يستحق الكتابة عنه قبل الدقامسة. تخيلوا، دولة بتاريخها، بطولها، بعرضها، لم يجد فيها من هو أكثر بطولة من رجل قتل بضعة أطفال. إنه أكثر استحقاقاً من وصفي التل، ومشهور الجازي وغيرهم وغيرهم.. أي تاريخ بائس يكتب ها هنا ؟ أعرف أن العتوم قد يعدّ هذه الرواية أحد أكثر أعماله فخراً.. ولكنني أراها رمزاً لحجم البؤس الذي نحن فيه، حيث يكون أبطالنا من ورق !
Profile Image for نسمة.
198 reviews36 followers
January 24, 2018

اسمه أحمد!
أه منك يا أحمد, أم أقول اه منك يا أيمن
عذبتني, عذبتماني كليكما وتشهد عيناي اللتين لم تفارقا صفحات الرواية حتى انتهيت منها
669 صفحة من العيش معك أم هل أقول فيك, نعم أيمن يرسم حالة يعيشها من يقرأ له
عشت حالة أحمد أمس واليوم, ولولا انشغالي لانهيتها أمس
يمكننا أن نختلف على التنفيذ على الإختيار على الموت لكن لا يمكننا الاختلاف
ابداً على القهر على الظلم على التعذيب على العجز واليأس في مجتمعاتنا
مهما اختلفنا مع احمد الدقامسة --"بطل الرواية" لانني لا يمكنني
أن اتكلم عن تاريخ بناءاً على رواية, التاريخ يأخذ من لسان التاريخ--
سنجدنا خلسة نتفق معه في الوطنية
في حب الأرض والرغبة في الحفاظ على العرض
في الحمية والنار المتقدة اتقاداً في القلب تجاه القضايا العربية ولاسيما الفلسطينية
مهما اختلفنا سنتعذب معه سنتألم سنثور سنشجب لكننا لن نحرك ساكناً
ربما هو بحركته تلك اسقط بيدق, قد تكون حركة خاطئة لكنها تزال حركة
رغبة أحمد في ان يعترض ويظهر اعتراضه, جعلته ينفذ ما رغب دوماً في تنفيذه الانتقام من الصهاينة, الانتقام من كل من وطئ أرض بلاده مغتصب
من كل من قتل وشرد وهجر أهله, أراد أن يحمل بندقية ويفقأ ذلك الورم الذي لطالما عذبه وأرقه.
هل هو بطل؟ هل هو مجرم؟
هذا سؤال لا إجابة له عندي, لكن ما أريد قوله حقاً عن هذه الرواية
هو أن أيمن العتوم نجح في وصف الحالة, نجح في نسجها وسردها ونقلها لنا
بالصورة التي جعلتنا نتفق عليها ونختلف في آن واحد
هذه الرواية ليست الأولى لي في أدب السجون لذلك يمكنني تقييمها بشكل حيادي
دون التمادي ودون الاعجاب الزائد, ودون الوجع الزائد
الذي واجهته مع سابقاتها,
بكل حياديه, حالة تستحق أن تعاش!
Profile Image for غادة بوديب.
2 reviews1 follower
November 28, 2017
 "اسمه أحمد" الروايةُ السادسة التي أقرؤها لأيمن العتّوم، وأيمن الذي أصبح بنظري عبقريّ أدب السجون بلا منازع ينجحُ مرة أخرى في التماهي مع أبطاله، فهاهم جميعًا يستعيرون صوتَهُ ليخبرونا بحكاياتهم!!
هو إذاً هذه المرة (أحمد الدقامسة) جنديّ أردني شابٌ من حرس الحدود يقتلُ سنةَ 1997 سبعةَ مجندات اسرائيليات ويصيب ستاً بجروح خطيرة، في عملية تاريخية عرفت بـ (عملية الباقورة)
أحمد لم يكن مجنوناً كما قالوا ولا مدفوعاً بأيادٍ خارجية كما أشاعوا، أحمد دخل الجيش الأردني ليقتلَ اليهود فقط!
شابّ شديد الانفعالِ، متحمسٌ كنمر في قفص، متربصٌ كصقرٍ على قمة شاهقة، لسانهُ حرّ ونبض قلبهِ موجهٌ دوماً نحو الأرض التي "باركنا فيها للعالمين" وبسبب ذلك عوقب كثيراً وحرم دائماً من حمل البندقية- والتي سنكتشف خلال أحداث الرواية أنه لم يكن من أحدٍ آخر أجدر به من حملها-
 خطط أحمد منذ نعومة أظفاره لتلك الرصاصة التي سيصيب بها قلبَ يهودّي وسيبدو لك جليّا أنه عاش من أجلها فقط،
وجاءت معاهدة السلام "وادي عربة" بين الأردن واسرائيل ولم يصدق أحمد أن العرب يضعون أيديهم في أيدي اليهود الغاصبين حتى رأت عيناه قطعان السيّاح الاسرائيليين تسكر وتتعرى على أرض أردنية ويشاركها الرقص أحياناً كثيرة جنودٌ عرب!
ثم جاء ذلك الصباحُ الجميلُ الذي صلى فيه أحمد ركعتين ..احتسى قهوته وقبّل سيجارته وجلس بهدوء على بعد خطواتٍ من باص اسرائيلي ثم أخذ يقتنص بتلذذ مجنداتٍ اسرائيليات ببندقية سرقها ذلك الصباح.
(ارفع راسك يمّه احنا نرفع راسنا فيك) هتفت بها "كاملة" والدة أحمد في المحكمة وقد رأت عليه آثار بطش المحققين بابنها، وسيستعيد أحمد تلك العبارة التي صدحت بها والدته طوال قضاءه فترة محكوميته بالمؤبد عشرين عاماً تامة!
لا انكر أن لهفتي لقراءة الروايّة لم يحركها هذه المرة شغفي بقلم العتوم فحسب.. بل كانت هناك رغبة خفية في تكوين صورة خاصة عن "الدقامسة" بعد الخلاف الذي أثارته حقيقة تطليقه لزوجة انتظرته طيلة سنين الأسر.. لم أكتشِف لما طَلّق أحمدُ زوجته، إذ أنه حتى لحظةِ خروجه من السّجن ظلت فاطمةُ نبويّةً ووطنًا وأيقونة عشقٍ مقدسة، تمده بالصبر وتشد على كفه بيدٍ وتهدهد بالأخرى مهد أطفالها الثلاثة.. ولم يعد ذلك مهمّا، بطلنا انسانٌ يمشي بيننا وليس خيالاً في فيلمٍ جميل يجب أن يعيش في نهايته الحبّ ولايموت الأبطال!
أحمد هو الرجل الذي قتل اليهود، هذا ما يهم.
تكتم أيمن العتوم على تلك التفصيلة الشخصية من حياة بطل قصته وبدا مخلصًا أيما إخلاصٍ في ايصال سيرة هذا الشاب العربي القادم من عهد التنازلات والعمالات إلى الجيل الذي رسم بيده ثوراتٍ قلبت حسابات المنطقة تماماً!
(أحمد) خرج من السجن مئات المرات عبر القراءة والكتب قبل أن يخرج عبر توقيع وزير الداخلية.
لذلك فلنقرأ عن (أحمد الدقامسة-الأردن) و (سليمان خاطر -مصر) و(محمد زواري-تونس) وعن الكثيرين غيرهم لنصدّق أن صلاحًا ينبثقُ هنا وقطزًا يولد هناك وعيونهم جميعاً على تلك العروس الفاتنة -فلسطين-
لنقرأ عنهم لنعرف أن الصورة ليست بتلك القتامة وذلك الشؤم.
لـ(نرفع رؤوسنا) التي نُكست طويلاً من ثقلِ عروبتها عليها
وسلام عليهم في الأولين والآخرين .
Profile Image for Noura Abutayeh.
5 reviews7 followers
August 17, 2017
بين دفتيّ الرواية ستكبر رويدا رويدا مع أحمد منذ كان جنينا في بطن أمه ، ستتفهم إرتباطه الوثيق بالأرض ، وغيرته على إستلابها ورفضه لذلك ، قد تتفق معه على قتل اليهوديات وتراه عملا بطوليا
وقد تراه إزهاق أرواح ل أُناس عُزْل ، دع ذلك جانباً
ومؤكداً ستتفق وإياه على روح العروبة ورفض الحدود المصطنعة وعدم التهاون أو التنازل عن شبر واحد من الأرض ، و ستجد الأم نخلة شامخة فيها ، وترى الزوجة الوفيّة تقوم مقام الأب وتناضل حبا وأمومةً وعطاءاً ، ستشفق في لحظات العذاب المر التي عاناها وقد يُخَيلُ إليك أنك تشعر حقيقةً فيها، عمرا كاملا ستعيشه معه بين جدران الزنازين ،ستنهز إحساسا ويضيق نفسك قهرا ، ولا أخفيك عن العبرات التي ستذرفها حزناً، لكنك سرعان ما ستتبادل معه البسمات وستعلم صدقا بأن السجن الحقيقي يكمن في عقل الإنسان إذا ما حجبه عن التفكير و ولى به في غياهيب الجهل ودهاليز المتوارث قسرا ،ستعرف كيف تصنع عالمك الجميل خيالا و تستجدي ما بك من قوة حتى تجعله واقعاً ،وستتعلم نسج الأمل حتى في أحلك الليال ظلما،وسترافق الكتاب عونا وفهما ونورا وإدراكا ،وستحزم الحق قوة من الله وله وفيه .
كتاب رائع وعليك قراءته بحواسك السبع 💙👌🏻
#اسمه_أحمد
Profile Image for Aya Qafesha.
114 reviews21 followers
December 22, 2017

عندما أقوم بالكتابة عن كتاب للكاتب أيمن العتوم، أخشى أن أبالغ بمدحها، يمتلك الكاتب قلماً رائعاً، يصف الأحداث بطريقة مبهرة، ليست الرواية الأولى له التي أصفها بـِ "رهيبة"!

أحمد! أيّ رجل عظيم هو أنت! روايتك جعلتني أشعر بالفخر فعلاً بوجود رجل مثلك! أحببت إبدر والأردن، أحببت أمك وفاطمة، أحببت صمودك وصبرك وتضحيتك، ما أعظمك يا أسير الوطن المحرر.

عشرون عاماً ولم تضعف! عشرون عاماً من الوجع والفقد والشوق، عشرون عاماً فداءاً للوطن. تمنيت أن تطول صفحات الرواية أكثر يا أحمد! لا أقصد أن تزيد مدة عذابك! ولكن أعتقد أني عشت داخل صفحات روايتك، ربما علقت ببعض الأسطر، ربما شكلت نقطة قبعت فوق إحدى حروف روايتك! لكني رأيت نفسي أعيش داخل الصفحات، أتعذب بعذابك، أبكي لفقدك أبيك، أبكي لشوق أمك، أبكي فرحاً لتحررك!

لن أتحدث عن تفاصيل الأحداث، إن تحدثت عنها سأظلم الرواية وروعتها، لذلك سأقوم بوضع عدد من الاقتباسات التي وقفت عند روعتها طويلاً.

🌸

"أجمل الأشجار تلك التي تسقط أوراقها ولا تسقط قاماتها؛ تظل سامقة في السماء تتحدى العواصف المزمجرة، وتصمد أمام جيوش الريح الهائجة."

🌸

"كعادتي لم أشهد حرباً من الحروب التي يقولون إننا خضناها مع العدو الصهيوني، جئت في زمن المعاهدات والاتفاقيات، أعني زمن الهزائم وزمن الاستحمار للشعب، والاستغباء الحكومي!"

🌸

"حين يقف الوطن بكامل جلاله أمام ناظريك لا تملك إلا أن تنحني لتقبل أقدامه، ثم تحمل روحك على راحتك لتكون أقل ما يمكن أن تقدمه من أجله."

🌸

"نعم كانت أمي قوية! كانت قوية كما يليق بأم عظيمة أن يكون، ومنها تعلمت ثلاث أرباع دروس الحياةمن غير كتاب ولا كرّاس، ولا صفٍ ولا طباشير، كانت فضائي اللامتناهي الذي مكنني من أن أرى بعيونٍ كثيرةٍ واقع حالنا، وكانت ساقيتي التي شربت منها ماء الحياة، والشجرة التي أويت إلى ظلالها من حر الهجير."

🌸

"مهما بلغت درجة انشغالك، فلا بد أن تجد وقتاً للقراءة، وإن لم تفعل فقد سلمت نفسك للجهل بمحض إرادتك."

🌸

"من قال لك أن الأخ الأكبر أب فصدّقه، إنه يظل طائراً مهاجراً، نتبعه نحن الصغار لنعرف مساقط الماء ومنابع الزرع، ولنسكن إليه يوم نحتاج إلى قلبٍ دافئ يحمينا من الصقيع"

🌸

"وجلستْ أمي بعد أن علَّمت القاعة والتاريخ أن البطولة مبدؤها الأم، وأن الكبرياء منبعها الأم، وأن صناعة الرجال تبدأ بهذه الأم العظيمة، شعرت بعدها أنهم لو بعثوا بي من قفص المحاكمةإلى منصة الإعدام مباشرة فسأموت مرتاحاً وفخوراً بما قمت به، من كان يدري أن بضع كلمات من أم لم تتعلم في المدارس ولم تقرأ في الكتب، لكنها تعلمت من تراب الوطن وقرأت من ثراه، أن هذه الكلمات يمكن أن تخطّ في كتاب التاريخ صفحة جديدة!!"

🌸

"يعرف أن الكتب قنابل موقوتة، يدرك أن الكلمة تشبه الرصاصة، حين تخرج لا تعود أبداً، بعض الكتب مخازنها من رصاص لا تنفذ، تظل رصاصتها حية وقادرة على إصابة أهدافها آلاف السنين"

🌸

"الكتب كالناس، تبكي وتضحك، وتُبكي و��ُضحِك، وتنزل بها المصائب، وتنتظر أخباراً مفرحة، وتخضع للأقدار المكتوبة، وأنا أفرح حين أحمل كتاباً لأنني بمجرد النظر إليه أشعر بتحسنٍ في صحتي ومزاجي، ووجود الكتاب إلى جانبي يعني أنني قللت من نسبة الإصابة بمرض الوحدة والاكتئاب، إنه يملأ علي حياتي."

🌸

"والمكتبة ليست مكاناً تستضيف فيه مجموعة من الأوراق المكدسة، أو الأغلفة المنضدة، إنها ليست نزلاً ولا فندقاً، إنها ساحة الحياة، معتركها، ووجها الأصدق بكل ما فيها من تنافر وتقارب."

🌸

"كلما قرأت كتاباً فتحت نافذة على الحرية، أيها المعتقلون في سواقه وفي كل سجون العالم، يا محبوسي الأرض تعالوا لنقرأ ساعة!"

🌸

"يا بُنيّ إنما يُعرف المرء بالحقّ ولا يُعرف الحق بالمرء ! فإن اختلف أخوك مع الحق فكن مع الحق؛ فإن الحق أحق أن يُتّبع"

🌸

"شيء ما في وطني جعلني أهبه كل شيء، وأقدم روحي فداءً له، إنه مقدس، وطن كلا وطن، وتراب كلا تراب، وأنا منذ العاشرة من عمري أو قبل ذلك وأنا أشعر أنني أمينٌ على قداسته، ومسؤول على أن لا يدنس ثراه."

🌸

"قلت لفاطمة: إنها الحرية أيتها الحبيبة، صار الحلم حقيقة، والوعد صدقاً، اشتري لي أجمل بدلة في السوق، لا أريد أن أغادر سجني مثل بقية السجناء، أريد أن أخرج شامخ الرأس عزيزاً أنيقاً."

🌸

ناديت: "يمّه، يمّه.... ها أنذا ...ها أنذا" صحتْ على صوتي، احتضنتها بكل ما في العشرين عاماً من غياب ولوعة وشوق، وانهمرت دموعي ودموعها قطرات من فرح وحب وشكر."



Profile Image for Khaled Youssef.
31 reviews3 followers
November 7, 2017
مراجعة رواية #اسمه_أحمد لـ #أيمن_العتوم
طوال 669 صفحة يأخذنا العتوم في رحلة محمّلة بالتعب والألم والحزن والأسى والسعادة في بعض الأحيان، سبحنا مع تيارات الكاتب في بحر أمواج أحاسيسه عاتية، مهما كنت سباحا ماهرا ستغالبك طغيانها، ستتقمص شخصية الدقامسة وتشعر بشعوره وتبكي لبكائه وتنتحب لنحيبه وتتعذب لعذابه وتفرح لفرحه.
لا أقول أنّ الدقامسة إشتهر بمجرد أن كتب عنه العتوم ولا أقول أنّ العتوم أصبح مشهور بكتابته عن هذا البطل، فالرجلين مكانتهما سواء، أحمد الدقامسة رجل مفعم بالوطنية، دفع من سنوات حياته ضريبة حبه لوطنه ودينه، وأيمن العتوم كاتب فذ غمس مذكرات أحمد في بحر أدبه ليخرج لنا بهذه التشكيلة النادرة من الحروف والكلمات والأحاسيس التي تنحت القلب.
أحمد الدقامسة رجل أخذته العزة بوطنه ودينه وعروبته، لم يرضخ ولم يرضى بمخالب الذل التي نشبها اليهود في رقبة الكبرياء والمروءة العربية.
جاءت الفصول الأولى من الرواية ثقيلة نوعا ما، تحدثت عن بداية حياة هذا البطل، مولده وسبب إختيار والديه لإسم أحمد ونشأته ودراسته وأهم الأحداث والشخصيات التي ساهمت في صقل شخصيته، كما تحدثت الفصول الأولى عن إستشهاد زوجة عمه بفعل القصف الذي تعرضت له قريتهم من طرف اليهود، لتصبح كل خلايا جسمه مشحونة بكره اليهود وفائرة تهذي بالإنتقام ولا يجد إلى ذلك سبيل غير الإلتحاق بالعسكرية الأردنية، وبالفعل يلتحق بصفوفها ويتزوج بعدها وينجب ولدين وبنت.
قضى أحمد خمس سنوات وفكرة الثأر للدم المهدور لا تفارق فكره، إنتقاله للعمل في الحدود مع فلسطين وفر له فرص تنفيذ مخططه.
في إحدى الصباحات وأثناء تواجد حافلة تُقل مجموعة من المجندات الإسرائيليات أطلق عليهم النار ليُسقط ستة قتلى منهن ويصاب سبعة بجروح متفاوتة، قلت كانت هذه الفصول بطيئة وكأنّ الكاتب يوفر أرضية خصبة لتنبت زهرات وشبلات الإبداع.
بعد حادثة إطلاق النار تتسارع الأحداث ونصبح تواقين لمعرفة المزيد.
يلقى القبض على أحمد الدقامسة ويُلقى في غياهب السجون لتبدأ رحلة عذاباته والثبور والويلات التي لاقاها في السجون والشرور، والعوالم التي بناها لنفسه وإستجلابه لطائر الذكرى وماء الحياة المهدور.
Profile Image for نور الهلالي.
63 reviews11 followers
December 26, 2017
كم أنتِ غالية أيتها الحرية، كم أنتِ جميلة، كم أنتِ رائعة!
ألستِ أنثى ، وقد ركبَ الله في طبيعة العباد حبكِ مُنذ أن خُلقتِ..
يا لكِ من أنثى ذات سطوة وجبروت ،من أجل عينيكِ وجدَ الآلاف أنفسهم في غيابات الجب، ومن أجل الحصول عليكِ سالت دماء الملايين على التراب الطهور، أيُّ أنثى مثلكِ يبذلُ في سبيلها البشر هذا الحجم المُرعب من التضحيات! … .
بفضلٍ من الله وحمده أنهي اليوم جميع ما ألفهُ العتوم من روايات،
التي في حقيقة الأمر لا أنسبها للروايات بل هي للكتبِ أقرب…
عندما أنهيُ كتابًا له أكسَبُ مئات الحكم وأتذوق من فيض الكلمات ما يشبع حاجتي للمفردات الكثيفة التي لم أحصُدها في تلك السنوات التي مرّت وأنا لم اقرأ للعتوم،
هذا العام كانت كتب الدكتور أيمن من ضمن أهدافي (في مجال القراءة) والحمدلله أتممتها قبل نهاية العام بشهرٍ ونصف.
فمنذُ أن قررت الخوض في تجربة السجون ورافقتهُ في رحلته برواية (ياصاحبي السجن)
ازداد إصراري على معرفة المزيد في هذا العالم المُظلم..
_حينَ تقرأ للعتوم تتعمق بالحياة ، وتطلبُ منها أن تهِبُكَ أيامًا إضافية بصحبة كتبٍ تُزينها حروفه..
وحينَ توجعك بشاعة الحياة ، احمل في يدكَ كتبًا للعتوم وامضي ، اِقرأ له بعقلك قبل قلبك..
من يقرأ له عليه أن يتحلى بشجاعة الواقع..

_ تبدأ أحداث الرواية قبل ولادة أحمد،برؤية والدتهُ امرأة تبشرها بولدٍ سيكون أسمهُ أحمد، وحينَ وضعتهُ أسمتهُ أحمد،كان اسم أحمد يظهرُ في كلّ قُرعة بعدّة محاولات لتسمية الطفل..
_الفصول العشرة الأولى، عبارة عن أحداث وتصوير لحرب أيام السنة وكم كانت عصيّة ، وذكرى الغارات الإسرائيلية على قرية أحمد إبدر ، ومجزرة صبرا وشاتيلا، التي لها الوقع الأكبر على إيقاظ الحس الثوري في وطنية أحمد ، حيثُ يصوّر لنا العتوم اِلتحاقَ أحمد ،بسنٍّ مُبكرة إلى القوات المُسلحة الأردنية..
كان عمره وقتها خمسة عشر عامًا..
بعد الفصول العشرة الأولى يأخذنا العتوم ويتنقل بنا من الحاضر إلى الماضي بقوّةٍ أذهلتني، وهذه ليستْ المرّة الأولى التي أقع ُفيها في مصيدةِ سرده..
تنقلتُ بين حياة أحمد العسكرية وذكريات دراستهِ وعملهِ في الحقل ومزارع العنب..
عشتُ بين تلك الأوراق ماعاشه أحمد بتفاصيلهِ .
أحمد الدقاسمة دفع ثمن حبهِ لوطنه ضريبةً كبيرة هي سنوات حياته، رجلٌ بأسمى معاني الكلمات ،لم يرضخ ولم يقبل بمخالب الذلّ التي نشبها اليهود في رقبة الكبرياء والمروءة العربية…
وما أعنف هذا الأدب الذي أسقطه العتوم على مذكرات أحمد ، ليظهر لنا بهذه الحلّة النادرة من الأبجدية التي تُدمع القلب،
لم يُخطِئوا عندما أعطوك هذا الاسم فكنت َحقًا حامل الشعلة وراعيَّ جذوتها، لم تنتظر أحدًا ، كنتَ أول من تقدم، وكنت حقًا أول من تركَ أثرًا..


عن ماذا أتحدث عن ذلكَ اليوم البارد الذي عشتُ تفاصيله مع أحمد يوم وفاة الملك حسين!!
عن الأيام الصعبة التي بتُّ انتظرها معهم وهم ينتظرون عفوًا يحررهم..
أم عن ذاك التعامل الذي نشبَ بينهُ وبين عبد الكريم الحوراني ،الذي جعلني أقفُ لساعات أكرر تلك الصفحة التي تُحيي الإنسانية في قلوب من يقرأون ،إعادة الثقة للسجناء بعدما فقدوها وإحياء بذرة الخير بأعماقهم وسقيتها بماء المودّة… .

مما لفتَ نظري وأنا اقرأ باب حُمّى القراءة ومروري على عناوين كتب تزامنت مع معرفتي
لسجينٍ لا أعرف عنهُ شيئًا سوى أنَّه مظلوم في سجون الغربة
كانت زوجته تراسلني، لأوفر لها كتبًا من اختياره داخل السجن، كوني ملمّة بكافة أنواع الكتب وأماكن وجودها… .
كنتُ يومها أتساءَل ماذا يفعل بهذه الكتب ولماذا يختار هذه العناوين كتلبيس إبليس و البداية والنهاية والماسونية في العراء وغيرهم الكثير..
_ هل للسجناء مذاقٌ واحد في الانتقاء، روحٌ واحدة في هذه الحمّى!!…



أذهلني حقًا تصويرك لأحمد في هذا الفصل، عندما انتهى من ترتيب المكتبة وأعاد لها الحياة وجدد أرواح العظماء الذين كتبوها..
بوصفكَ هذا ،قررتُ تدوين كلَّ اسمٍ ذكرتهُ ليكون معي صديقًا في سنواتي القادمة في سجن الحياة ..
اسمهُ أحمد لمْ تَكُن مجرّد رواية نقرأها ومن بعدها ننسى تفاصيلها..
هي أعمّق مما يتخيل البعض..
كتابٌ اكتسبتُ منه تاريخًا أعادني إلى أعوامٍ مضّت لم أكُن مُهتمةً حينها بالتاريخ..

سَأقرأ ما قُرِأ في السجون ،بعد أن عشتُ السجن الأكبر في يسمعون حسيسها و كنتُ قويةً جدًا في يا صاحبي السجن، وعشتُ أيامًا عصيّة في خاوية، وكابرتُ على وجعي في ذائقة الموت ،
وأصبحِ قلبي حجرًا في حديث الجنود…
وها أنا الآن أقفُ خلفَ أسوار أحمد بأرضٍ خاوية من الجميع وأردد "لن أتعلق بأحد.."
أتعرف أنكَ أذقتني هذه العبارة بنكهاتٍ مختلفة!!!
وأصبحتْ كونًا مكونًا من صفاتي
أودُّ أن أُشكركَ يا قدوةً أعتزُّ بوجودها في عالمٍ لا ثِقة لي به:
على تعليمي بأنَّ للحرية طعمٌ ساحر، لايحن إليه إلا من ذاق من كأس الحبس المريرة،
على تعليمي أن الإرادة تكسر القيد حتى لو طال زمان الأسر
وأنَّ القراءة والقلم والصبر سلاحٌ نواجه بهِ الطُغاة والمُستبدين..
وأن السجن هو ولادة جديدة،ومدرسة،ومكان يمكننا من معرفة ذواتنا بمنأى عن الجميع هو حقًا حرية محاطة بسراب القيود…
Profile Image for Sara El-Romihi .
35 reviews
December 21, 2023
اسمه أحمد ..

الأيقونة الثالثة التي ولجت خُلدي ولا أدري ما فعلت بي بقلمِ كاتبها العظيم أيمن العتوم ..
الرواية الثانية في أدب السجون بعد يسمعون حسيسها ..
لكنها اعتلت منزلة متفردة لا أظن أني سأقرأ ما يساويها في مزيج الأحاسيس التي أذاقتني إياها ..

في وقتٍ تئن فيه غزة .. ويئن شعبها..
ولا أدري جمال القدر الذي هداني اليها لأعرف من هو البطل ..!

كساني الحياءُ من ضيقِ أفقي وجهلي لهذا البطل ..
أحمد الدقامسة ..
الأردني البطل منفذ عملية الباقورة الذي غسل فيه عار هذه الأمة بقتله سبعاً من اليهوديات ..
وتتالت الأحداثُ فيما بعد طوالَ مدةِ سجنٍ استمرت عقدين من الزمن .. حتى اضاءَ بدرهُ الليالي الداجية .. وعاد الى أحضانِ وكنف العظيمتين ..
وهنا جانب مضيئٌ كأنه شمسُ هذه الرواية ..
الجذوة المتقدة .. والقلبُ النابض ..
الأم الصابرة القوية .. رمز العزة والكرامة ..
زرعت في قلب الطفل الصغيرِ كرامةً تأبى انكسارا ..
حتى أتتها الرؤية الطيبة وقد علمت بتحققها عاجلا غير آجل ..
علمت أن هذا الطفل سيكون الراية التي ترفرف فوق هامات السحاب ..
سيكون رمز العزة .. سيفعل ما لم يفعله أحد قبله ..
سيأتي بنصرٍ مجلجلٍ يشقُ صفحات التاريخ شقا ..
يعلمُ الأمة أن رجالها ما ماتوا .. إنما وهنوا .. لكن منهم من هو صنعةُ أمٍ ألقمتهم مع الحليبِ ديناً وعزة ورفعة .. وحباً لأوطانهم ويسراً في التضحية بأرواحهم كأنها بضعُ دراهم لأجل الجنةَ وحورها ..
أما العظيمة الثانية ..
فهي عروسهِ الجميله فاطمة ..
أم أطفاله الثلاثة .. التي حملت خوفها في طيات صدرها وشغاف قلبها ولم تبدهِ لزوجها ..
في كل مرةٍ رأته شارداً يضمرُ في نفسه أمرا ما ..
كم أبكتني مخاوفها .. كم من مرةٍ سرت فيها القشعريرةُ جسدي وأنا لا أدري مصيرَ هذا البطل .. ومصيرَ أطفالهِ من بعده ! ..

ما أصعب القرار ..
بذلُ النفسِ وترك المالِ والولد ..
الأم الرؤوم والأبُ الحنون والزوجة الأنيسة والأطفالُ الثلاث فلذات الكبد ..

أم العزوف عن ذلك وترك مجريات الأمور ..
لكن ذلك ما كان ليرضي البطل ..
كيف سيعيشُ وكل ما يدورُ في خلده هو صوتُ الطائرات وصوت القصف الذي راحت ضحيته أحب الناس لقلبه "زوجة عمه" ..

كانت هي وشيخُ قريته عبدالرزاق أنسهُ في رؤاهُ في السجن طوال العشرون عاما .. ظللته ذكراهم ..
وكأن أرواحهم أتت لتهلل هذا النصر ..
وكأن الرسالة قد تم أداؤها على الوجهِ الأكمل ..

ستُ سنوات ظل البطل يستعد ويحاول الوصول الى نقطة انطلاقه ..
حتى حصل ما حصل ..
هيأ قلبه وروحه ونفسهُ واستعد يومها لملاقاةِ ربه بركعاتٍ صلاها صباح العملية ..
ثم انطلق .. !

خانته البندقية بعد ٧ رصاصات فقط .. تمنى أن تكون أكثر
لكنها كانت كافية ليرتفع الى منازلَ الكُرماء .. أصحاب العزة والهامات العالية ..
تماما كأهلِ غزة ! ..
تماما كأهل الجنة !..

ثم توالت الأحداثُ في السجن سنونا طويلة ..
هذبت هذا البطل وزادتهُ سكينةً وطمأنينة ..
صاحب فيها القرآن والكتب .. تعلم فيها الكثير وعلم السجناء وهذبهم ..
حتى حان موعدُ خروجهِ مرتدياً أجمل الحلل .. كيومِ عرسه ..
وقد كان يومَ عرسٍ ثان حقا ..
التحمت روحه بروحِ والدته الثمانينية مجددا .. تلك المرأة التي علمتنا كيفَ يُربى الرجال في كنف العظيمات ..
وعاد يتناول خبز يديها غير مبالٍ بما مضى من العمر ..
أما الزوجة الحنون .. !
فأي كلامٍ يوف حق هذه المرأة !
ربت ثلاث ابطالٍ من نسل احمد الدقامسة .. حتى كبروا وتفتقت أذهانهم عن فعل أبيهم ! ..
ويالها من مفخرة .. !
اليوم أدركت فاطمة تأويل الرؤية التي كانت قبل عشرون عاما ..
وأبت أمه أن تخبر بها حتى يرونها رأي العين وقد كانت !..

أما والده ففي روحٍ وريحان ..
عاش يؤزُ البطلَ أزاً الى مثل هذه البطولة .. كان صلباً شامخاً ولا عجب أن يكون هذا ولده ! .. ثم مات بمرضِ الشوق لولده الذي نهش جسدهُ وروحه على السواء ..
فرحمات من الله تغشاه ..

اولئك هم قناديلُ السماء إن فاضت ارواحهم في سبيل الله ..
ومسكُ الأرضِ إن تضمخت بدمائهم ..

صنعةُ التاريخ وضياءُ صفحاته ..

سلامُ الله على البطل أحمد الدقامسة ..

وعلى كلِ مجاهدينا وحماةَ المسجد الأقصى ..
وعلى دماءِ شهدائنا الأبرار في غزة 🍃
Profile Image for Asma Alhajaya.
8 reviews1 follower
December 22, 2018
كتاب بأخذلك لتاريخ الاحداث بين الدولة الاردنيه و الكيان الصهيوني،..
من خلال قرأتي للرواية وصلني كيف تغير شعور العرب، و الاردنين خاصة.. نحو استطيان اليهود لفلسطين.. و كيف التخدير زاد، شوي، شوي،
بغض النظر هل، احمد دقامسة بطل ام لا؟ لكنه يمثل..حدث له وزنه في الأردن..
كل الاحترام للدكتور العتوم دائما مبهرنا بأسلوبه
Profile Image for Fatima Alkurdi.
5 reviews
June 25, 2019
لطالما ابهرنا العتوم بوصفه الحي وسرده السلس، لكن استحضار حياة بطل من الواقع وسرد قصته باحترافية مذهلة ومتعة لا متناهية سِمةٌ نادرة زادت كتابات العتوم تالقاً.
اعترف انني لم ارى اي صورة للدقامسة قبل ان انهي الرواية، لكن الكاتب تكفل برسم صورة له في اعيننا. فور ان وجدت صورة له على الانترنت ابتسمت وتمتمت: انها ذات نظرة العناد وملامح التحدي اللي "صرعنا" بها العتوم
Profile Image for Rania Elshenety.
14 reviews
July 31, 2019
"الذين نحبهم يبقى أثرهم مستمرا فينا و إن غابوا.."

"من الظلام يأتي الفجر و من الضيق ينبثق الفرج.. "

"من قال لك إن الأخ الأكبر هو أب فصدقه، إنه يظل طائرا مهاجرا نتبعه نحن الصغار لنعرف مساقط الماء، و منابت الزرع، و لنسكن إليه، يوم نحتاج إلى قلب دافئ يحمينا من الصقيع.."

"ليس مهما أن تكون الطريق طويلة، و لا أن تكون مليئة بالحفر المهم أن نصل."

"كان لدينا حلم، و لكنهم داسوا عليه."

"بالقلوب المحبة، يمكن للانسان أن يتجاوز المحنة."

"مادام عالمك الداخلي صالحا، لا يهمك خراب عالمك الخارجي."

"لو كنت خالصا لما تعبت."
Profile Image for Amal Oeuslati.
3 reviews1 follower
December 23, 2018

إنتهت بتوقيت قلبي و توقيت مدينتي الماطرة , أكثر من ستمائة صفحة إخترقت صدري و أبت الإنفصال عنه , في بداية الأمر وقعت في حب هذا الكتاب قبل أن ألج عتبات سطوره الأولى , أولا لأنني حصلت عليه هدية ثانيا و الأهم حبي الكبير لقلم " العتوم " , لأسباب شخصية تركت قراءته لعدة شهور , ظل مركونا في مكتبتي دون أي إلتفاته مني و كأنني أهرب من أن تقع عيني عليه , كنت أحاول أن أتناسى وجوده لكنني لم أقدر , إستجمعت نفسي و بدأت الرحلة منذ الشهر الماضي , غصت فيه بمهل و كأنني أرتجي من صفحاته غفرانا على هجراني السابق , و كما توقعت لم يخب ظني في ما جاد به حرف الكاتب , تعلقت بشخصية أحمد كثيرا , بهواجس أحمد , بهلوسات أحمد , بأفكار أحمد , و الأهم بطريقة كره أحمد لليهود , تقلبت معه كثيرا في تقلباته , إضطربت معه , و عايشت معه كل لحظات البداية و النهاية , وجدتني بطريقة أو بأخرى في مواجهة نسخة أحمد التي تسكنني و التي تسكن الآلاف منا , النسخة العاشقة لتراب الوطن , النسخة التي يتلوى وجدانها لتشققات الأمة و شروخ أبنائها , النسخة التي تتخبط بين صوت الحق و زعيق الباطل و يد الفساد التي تطال أوطاننا من كل جانب , النسخة التي تلعن اليهود ألف مرة و الإحتلال ألف مرة و الحرب ألف مرة و كل معاهدات السلام الزائفة ألف مرة و نفاق الحكام و ركونهم لطاغية العالم ألف مرة , ما عاشه " أحمد الدقامسة " لا يعنيه وحده إنما يعني الآلاف منا , العشرون سنة التي مرت عليه عجافا بحلوها و مرها لم يكن وحده من قضاها بل كل قارئ لهاته السطور سيجد نفسه سجينا لمدة عقدين من الزمن , سيتلوى كما تلوى أحمد في غياهب السجن و ستطاله يد القهر و الحرمان و توسع ثقوب القلب و الجوارح , أحببت الحبكة التي تم بها ربط الأحداث , أحببت حرف الكاتب الذي يقف في مواجهة المآساة فيلينها و هذا أشد ما أحب في كتابات " العتوم " لين حرفه الزاخر , في الكثير من المواقف وددت لو أقف قبالة أحمد و أهمس له " سلمت يمناك , سلم قلبك الذي لم ينبض لغير فلسطين , سلمت البطن التي أنجبتك , و سلم من جعلك سطرا منيرا تستطاب به الليالي الطوال ..🌸 , في مواقف كثيرة وددت لو أشاركه وحدته مع الكتب , أن أقفز وسط الصفحات و أناقشه ما يقرأ , لربما كانت أشد السطور متعة تلك التي يتحدث فيها أحمد عن الكتب , عن ما قرأ و ما سيقرأ , عن رفقائه الخالدين بين الرفوف , عن كيفية الصمود في حضرتهم و خيوط الأمل التي نسجها كل عنوان , صدقني يا عزيزي أن ما ستشعر به فور إغلاقك للصفحة الأخيرة من هذا الكتاب سيكون عبارة عن جرعة زائدة من الحماس لإلتهام أكثر ما يمكن من الكتب , " أحمد الدقامسة " لم ينتهي بإنتهاء هاته السطور ما عاشه سيحتل منك جزءا ثابتا لن يغادرك أبدا , سيلتصق بك كإلتصاق أحمد بالحياة و حب الوطن ..🌍💚

مما سحرني من إقتباس 📝👇

✔" اليقين برد ,حماية من العته و دوحة يجد المرء في ظلها الراحة بعد الشك .."

✔ " الكتابة تحمي هي الأخرى , تحمي من الحزن أحيانا , و من الجنون أحيانا أخرى , و يمكن أن تصيبك بالنشوة , النشوة لا تأتي إلا بعد إحتراق ..💛"

✔" القيد ليس أن تضغط على صدرك أربعة جدران , بل أن تعيش جاهلا..🥀"

✔ " السجن للذين لا يقرؤون هو سجن لا متناه .."

✔ " كنت أعرف تماما أن الإبتعاد شبرا عن الكتاب يقربني ذراعا من اليأس و الجنون .."

✔ " كنت أوقن أن اليأس كفر و الكفر هاوية .."

✔ " الكتاب الذي تقرؤه يقربك مني , إنه تعويذة الحب بيننا ❤ "
Profile Image for رهف عكور.
46 reviews8 followers
October 9, 2018
لقد خيّب ظنّي العتوم هذه المرة ، و لم يسعف فضولي في القراءة .
إن هذا العمل ، بمثابة نفخٍ في بالونٍ فارغ ، لإظهار قوته و صلابته ، هو ليس إلا جسماً ليِّناً !
و رغماً عن أنني بعد أن قرأتُ يسمعون حسيسها ، قررت ألا أعود لأدب السجون ، لكن هذه القضية تهمني على الصعيد الوطني ثم الشخصي ، فقررت أن أقرأها ، لقد أردتُ بذلك أن أفهم كيف جرت حيثيات الأمور ، و أردتُ أن أعلم إن كان صحيحاً ما قيل في الإعلام أم خاطئاً ، و فهمت بعد إتمامها كل شيء ، و صرت أكثر قدرةً على تحديد موقفي تجاه ما حصل .
إننا كمسلمين ، نحرّم قتل المدنيين العزّل ، و منهم الأطفال و النساء ، رغماً عن أنهم يعتبرون أهل حرب ، لكنهم متفّق عليهم أنّ لا قتل لهم ! ، فكيف يكون هذا الجُرم عملاً بطولياً يستغرق ما يقارب سبعمئة صفحةٍ في وصفه ؟! ، و لست أعلم حقيقة الفتوى التي وردت في الرواية ، مفادها أن قتلهم واجب !
و القارئ للرواية المطّلع على تفاصيل العملية ، يرى أننا كنا أول من نقض معاهدة السلام ، و نقضناها بأن قتلنا نساءً !
ثم إن هذه العداوة الواضحة على مر التاريخ بيننا و ب��ن اليهود لا تبرر دونيتهم ، و هذه الدونية تبدو جلية في فكر الدقامسة ، و هذا ما يفسر انهياره عندما أخبروه أن اللواتي قتلهن كُنّ عربيات .
و مما لا شك فيه أننا ما نزال نعتبر إسرائيل محتلاً ، لكنها حرب ، و حروب المسلمين جميعها كانت قائمة على الاحترام و المجادلة باللتي هي أحسن .
فلا مبرر للقتل إذاً ! ، لقد كان جُرماً قائماً على أفكارٍ سطحيةٍ جداً ، و على ثقافةٍ ضحلة ، و على تصرفاتٍ انفعاليةٍ بحتة .
- نجمتان ، واحدةٌ من أجل كل المعلومات التاريخية التي خرجتُ بها و استطاعتي على تقدير موقفي ، و أخرى من أجل اللغة الواضحة السلسة التي يتميّز بها العتوم .
Profile Image for سيڤان حسين.
63 reviews4 followers
January 4, 2020
الرواية : اسمه أحمد
النوع : أدب السجون
الكاتب : أيمن العتوم
عدد الصّفحات : ٦٦٧ صفحة ...

نشر الدكتور أيمن العتوم في عام (٢٠١٧) اقتباسات لروايته الجديدة ، تملّكني الفضول لمعرفة مادة الرّواية وقصتها فكنتُ أتابع المنشورات والتعليقات إلى أن نشر كاتبنا الرّواية وصورة بطلها شاخصة على غلافها فانهالت التعليقات في النقيضين دفعني الفضول لمعرفة حكاية هذا الذي (اسمه أحمد ) والذي قد قضى عشرين عامًا في السجون  (١٩٩٧-٢٠١٧) .
حصلتُ على الرّواية بعد عامين من نشرها وكانت آخر رواية ختمتُ بها عامي (٢٠١٩) لأبدأ بكتابة مراجعتي المتواضعة في عامنا الجديد (٢٠٢٠).
*ملاحظة : سيعتريك الحيرة - وأنت تقرأ في الرّواية -في تصنيف عملية الباقورة ولكن في نهاية المطاف قد تقرّ -مثلي- بأنّها أصدق تعبير من مواطنٍ محبٍّ مخلص للوطن من بين آلاف الادّعاءات والأكاذيب التي تُقال في حبّ الوطن .

...(الأمرُ واضح ، ولم يعد المفرّ منه مجديًا ، اسمه أحمد ، هكذا سأسميّه )  بهذه الكلمات أقرّ والد أحمد تسمية مولوده بهذا الاسم بعد  ثلاث محاولات في اختيار الاسم من بين تسعة وتسعين اسما وفي كلّ محاولة كان الاسم هو (أحمد ) ...
أحمد الطفل القروي من إبدر ... وُلد ومعه تساؤلات كثيرة ، فكثيرًا ما كان يسأل والده عن الأرض البعيدة المغصوبة فيجيبه والده بأنّها فلسطين المحتلة ، وتارة يسأل عن امراة عمّه الحنونة الغائبة ، فتأتيه الإجابة بأنّها استشهدت بسبب غارات العدوّ المتكررة على أراضيهم  ..فيسأل (هل اليهود دائما يقتلون ) فيأتيه الردّ الصّاعق:(نعم يا بُني ... )
بعزيمة طفل يرد : (لن أتركهم يقتلونني ، وسآخذ بندقيتك حين أكبر وأقتلهم )....
كان صدى الشعور بالظلم يحزّ نفس هذا الطفل ممّا جعله يفكّر ويجعل نُصب عينيه الانضمام للجيش ... فانضمّ مبكرًا للجيش ، كان مجنونًا في حبّ وطنه ...يستميت من أجل طهارتها من دنس الأعداء الذين عقدوا السّلام مع الأردن آنذاك ...
ولكنّه كان يرى أنّه لا سلم مع العدو المغتصب  ، حلمه كان كبيرًا فأودى به أن يلقى بعض العقوبات في الجيش وما زادته تلك العقوبات إلّا إصرارًا في الأخذ بالثأر .
المجازر التي حدثت في غزة وفي صبرا وشاتيلا ، المعارك التي كانت تحدث في السّاحة العربية آنذاك ؛ كلّ ذلك الأمور أثقلت كاهله وجعلت طيور الأحزان تبني أعشاشها في صدره ...
خاض في معترك الحياة وصعوباتها وكان الثأر يقض مضجعه ، إلى أن مهدّت الفرصة سبيلها  ونادته أن هيت لك ..
كانت قوافل اليهود تأتي للسياحة  في (الباقورة) وكان أحمد حينها يعمل سائقًا  ، وهذا المنظر جعل سكين الوجع يغوص في قلبه فيدميه.
ذات يوم وبينما كان يصلي تعرّض للسخرية والاستهزاء من قبل مجندات يهوديات؛ فجاءهن الردّ الحاسم بالرّصاص ...
من هناك ..ابتدأت الحكاية ، حكاية الجندي الأردني البطل من وجهة نظر البعض ..والمجرم من وجهة نظر آخرين ...
من هناك ابتدأ التحقيق والتعذيب والسجون ، وهوّن ذلك عليه  عندما وجد المساندة من زوجته وعائلته وعند سماعه الجملة التاريخية من أمّه العظيمة  (ارفع راسك يمّه ) ...
ابتدأ أحمد باكتشاف نفسه من زنازين السجون ، ومن مهاجعها عرف طبائع النفوس وكاشف القلوب على حقيقتها ، من وراء القضبان عرف المجتمع بنقائضها ونقائصها وعيوبها ومحاسنها ...
انتقل في عدة سجون ورأى فيها الفساد بأنواعه وكان لسانه سليطًا على الفاسدين والمتورطين والمشبوهين...
في السجن حياة كما في خارجها ألا أنّ بينهما بونًا بعيدًا ، فكلّ ثانية تمرّ في السجن يشعر بها السجين وكم من سنواتٍ تمرّ على الإنسان وهو خارج السجن ولا يشعر بها !!!
كلّ ثانية وكلّ لحظة من العشرين عامًا لم تمرّ مرور الكرام ..ولكنّها مرّت فانتهت مدّة  محكومية الدقامسة ، وخرج بعد عشرين عامًا وهو غير مأسوف على ما مضى لأنّه ضحى بشبابه كرامةً للوطن ...

*الاقتباسات التي راقتني ...

-ما يبقى في الذاكرة هو ذلك الذي يستوطن القلب .

-أجملُ الأشجارِ تلك التي تسقط أوراقها ولا تسقط قاماتُها ؛ تظلّ سامِقةً في السّماء تتحدّى العواصف المُزمجرة ، وتصمد أمام جيوش الرّيح الهائجة .

-وكانت أمّي أول من علّمتني أنّ الحياة ذهب نصفُها الأوّل بالرّضى ونصفها الثّاني بالصّبر .وكانت تقول : إنّ الرّضى لا يعني الذّل ، ولكنّه يعني الشّكر .

-للنجوم أرواحٌ مثل البشر.

-نحن مجرّد أوراق ؛ أوراق يُغيّبها الخريف ، ثمّ يأتي الربيع فيستبدل بها غيرها ، لكلّ واحدٍ منّا ورقةٌ سيحينُ موعد استبدالها .

-مَن قالَ إنّ قلبَ الأم ينتمي إلى البشر على ما فيهم من خصال حميدة مُخطىء !! إنّه قلبٌ من نور ، لا بُدّ أنّه ينتمي للملائكة الذين لا يعرفون إلّا الله ، ولا يرجون إلّا قربه ، ولا يعيشون إلّا في جلاله
.
-الذين نحبهم يبقى أثرهم فينا وإن غابوا.

-وعن قريب ، سيطمر تراب الزّمن كلّ شيء . وكلّ شيءٍ سينتهي ، ألّا الذكّرى الطّيبة ، ستخرج من تحت التّراب كما لو كانت زنبقةً ذات عطرٍ فوّاح لا ينتهي عبقه مدى الزّمن .

-في السجود ، سجد الكون معي ، كان يعبد الله كما لا نعبد ، ويعرفه كما لا نعرف ، قليلٌ من التّماهي مع  الطبيعة يكشفُ لك حبّها الفطري للخالق .

-مَن خاف الله لم يضره أحد ، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد
من الظّلام يأتي الفجر ، ومن الضّيق ينبثق الفجر .

-وغابوا في أيكة القلبِ كأنّهم ماكانوا ...

-لو كان الأمر بيد البشر لهلكوا ...

-الكتاب صديق ليس كأيّ صديق ...الأصدقاء يعطونك ظهرهم مرات ؛ إنّهم معذورون ، لديهم أسبابهم ، أمّا الكتاب فلم يعطني ظهره يومًا.

-عيناها تقولان ما نقص من الحكاية ، تقولان إنّ الدرب موحشةٌ دون رفيق ، وأنّ العتمات تحتاج إلى ضياء عيني حبيب، هي تعرف ذلك جيّدًا ، وتُدرك أنّني مبعثر هنا ، تائهٌ حد البكاء ، وأنّ دروبي كلّها موحشة ومعتمة ، ولا بُدّ من عينيها لكي أُبصر .

-كُنت أجدُ حلاوة في العزلة مع الكتاب لا تُقاس بملذات الدّنيا كلّها ؛ لأنّها ببساطة لا تنتمي إلى الدّنيا ، ولن أقول إنّها تنتمي إلى الآخرة ؛ فشأن الآخرة شأن الراحة بعد التّعب ، والجزاء بعد العمل ، ولكن أقول تنتمي إلى عالم علوي قد يُلامس أرواحنا الحيّة التي تنتظرنا في عالم الغيب بشوقٍ جارف ، ولا تنتمي إلى وجودنا المخاتل ولا حياتُنا المُزيّفة .

-العيد الذي تقضيه دون حبيب مأتم.

-من أجلك لا تتعلّق بأحد ، القلب المظلم هو الذي يرى النّور في الآخرين ، إنّهم كائنات تتحرّك ، تغيّر أماكنها ، تُشّع حينًا ، وتنطفىء أحيانًا كثيرة ، فلا تجعل مصابيحهم وحدها هي التي تُضيء لك العتمات .

-كُلّنا سنعبر يومًا ما تلك البوابة التي تُفضي إلى خارجنا ، تُفضي إلى الحقيقة ، الحياة وهم ، وهمٌ جارح ، إنّها راقصة تبدلّ كل يومٍ حذاءً.

-كان لدينا حُلم ، ولكنّهم داسوا عليه .

-العالم يتجه إلى الجنون ، والجنون يقود إلى الفوضى ، والفوضى تستجلب الطّوفان ، والطّوفان هو الحل الأمثل لتنظيف هذا الكوكب المتداعي من الحكام والشعوب .

-الفتن كثيرة في هذه الأيام وأنا لا أريد أن أُفتنَ في ديني . أتمنى ان ترتاح روحي من عناء الحياة ، وان تحلّ لي الشفاعة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من اتى الله بقلبٍ سليم .

-كلّما قرأت كتابًا فتحتَ نافذةً على الحرية .

-كان السجنُ موتًا بطيئًا ، ووحشًا يُمزّق بأنيابه جسدي ، كُنت أدفع الموت بالكتاب ، وأُبعد الوحش بمرافقته.

-ألم تقع عيوننا على الكلمات نفسها ، ألم تقلّب أصابعنا الصّفحات ذاتها ؟ فذلك الذي يُدنينا إلينا .

-البشرُ وحوش في الأساس ، بعث الله لهم ألف ملة من أجل أن يهذبهم ، استجابوا مرة وكفروا مرّات ، إنّ الوحش الكامن فيهم ينهض أكثر بكثير من ذلك الطفل الذي فُطروا عليه.
142 reviews23 followers
December 15, 2023
"كسب المعركة يقع لأولئك الذين حافظوا على أن تخفق رايات الصبر في قلوبهم إلى آخر لحظة."

الرواية بتتكلم عن أحمد الدقامسة واللي ميعرفهوش هو كان جندي في الجيش الأردني وقتل ٧ مجندات إسرائيليات واتحكم عليه بالمؤبد.

الرواية رائعة حقيقي وأكيد لغة وأسلوب أيمن العتوم لا غبار عليهما... لكن فيه أجزاء في الرواية كانت بالنسبالي مملة بسبب طول السرد والوصف لكن في المجمل الرواية تحفة...
Profile Image for SaFOo M f.
58 reviews
April 1, 2018
🙌.. عندما يتبنى الانسان قضية ما .. يؤمن بها حتى تجري منه مجرى الدم .. يعيش و يفنى في سبيلها
كل الإجلال لتفانيه .. 💓
* و إن تلابست مشاعرنا في صحة م فعل*

Profile Image for Batoul.
208 reviews19 followers
August 1, 2019
"
《 يا أحمد.. يا أحمد .. 》

فانتبه طائر القلب إلى صوتها، إنّها هي، عظيمةٌ بقدر ما في العظمة من معنى، تابعت بصوت يهدر والقاعة كلها تنصت لكلماتها الخالدات، حتّى الجدرات خشعت وهي تصغي لكبريائها ..:
( ارفع راسك يا أحمد .. ولا يهمّك .. لستَ أنت الّذي يطأطئ رأسه، هؤلاء ..) وأشارا إلى القضاة، وتابعت:
( هؤلاء الذين يجب أن يطأطئوا رؤوسهم يُمّة، فأنت لم تخطئ .. ارفعه عاليا إلى السّماء يمة، ونحن نرفع رأسنا بك، لا تحزن، ولا تهتمّ؛ إن عشت عشت سعيداً وإن مُتّ مُتّ شهيداً.

- في أيّ عصرٍ إذا نعيش؟ وفي أيّ بقعة من الحضيض رمانا التّاريخ؟

- علّموا أبناءكم حبّ الوطن، حتّى يأ��ي اليوم الّذي ينهض بهم وبأمثالهم.

- ابنتي الحبيبة بتول:
كُوني كَاسْمكِ، طائعةً قانتةً للهِ مُنِيبَة
مُصْغِيَةً للحَقِّ بلا اسْتكبْارْ
كُونِي قَلبًّا يَتدفَّقُ بِالرَّحمَة
نَبْعًا شًلالاً مِنْ إِحْسَانْ
وَسَمَاءً تُمطِرُ فَوقَ رُبُوع الخَيرِ
أَمَانٍا وَاطْمئِنَانًا

- تلك اليد الممتدة تنتهي بجسد انسان يبحث عن الحياة في فرصة تبدو مستحيلةً حيث الموت يخيم على كل شيء

- كانت عيناها تقولان كلامًا كثيرًا يصعب ترجمه في تلك اللحظة.

- كانت فاجعة بالمعنى الكليّ للكلمة، لا يشعر بنا إلا من ذاق لوعتنا .
كان سكين الفاجعة حادًا فغاص في القلوب عميقا، وظلّ أثر الحقد فيها مستكنًا ينتظر اللحظة المناسبة ليصعد من أعماقه المستترة، فيأخذ بحقّه وإن طال عليه الأمد، ويثأر لقتلاه الّذين قضوا عيلةً ولو بعد حين.

- الموتُ ليس اعتياداً. ليس رقما يضاف الى تعداد الرّاحلين فرادى وجماعات.
"


أيمن العتوم أديب بحق ..!
Profile Image for أميرة.
140 reviews22 followers
September 8, 2024
روايةٌ تسرد قصة وحياة البطل أحمد الدقامسة المشهور بعملية الباقورة التي قتل فيها صهاينة. تقييمي للروايات اقسمه لقسمين: تقييمٌ لفكرة الرواية والحبكة والقسم الآخر السردُ والوصف لهذه الفكرة، وهذه الرواية نجحت واستحقت الخمسة نجوم فكرةً-وهي حياةُ بطل- وسرداً. أمسِك قلماً وحدِّد ما استطعت من اقتباساتٍ تضجُّ بحبِّ فلسطين وبُغضِ اليهود والصهاينة، ولا تخلو الرواية من دموع الكاتب-أيمن- والبطل-أحمد- على أحوال العالم العربي، وقد تختلط عليك العبرات أهذه قالها أحمد أم قالها أيمن؟ أم هي قولي! لله درُّ أيمن وأحمد وحرَّم الله أيديهما عن النار.
اقتباس:
جزءٌ من رسالة عمّ أحمد الدقامسة له في السجن:
"(...) يا ابن اخي لقد مرَّ على ذلك زمنٌ طويل. ولكنني أقوله للتاريخ وللذكرى، وأنتَ أنتَ منذ اليوم الأول ستبقى منارةً هاديةً لأجيالٍ لا يعلمها إلا الله ستأتي وستفتخر بما صنعت وستكون رصاصاتُك التي صوبتها نحو عمليّة السلام الكاذبة قبل أن تصوبها إلى اليهوديات هي رصاصاتهم للتحرير بإذن الله..."
Profile Image for إنعام الفتاح.
Author 1 book25 followers
October 25, 2017
قراءاتي في رواية #اسمه_أحمد للروائي والشاعر د. أيمن العتوم :

الرواية ضخمة من حيث عدد صفحاتها الـ 658 بدون الملاحق (( على رأي اختي لما شافتها : هاي قاموس مش رواية ! 😃😜 ))
لكنها بالتأكيد لا تكاد تعبر عن كل دقائق وأيام السنوات العشرين التي قضاها أحمد في غياهب السجون ! فضلاً عن طفولته وصباه قبله .....

الرواية في رأيي تتحدث في خطوطها الزمنية الرئيسية عن ثلاث مراحل من حياة أحمد :

مرحلة الطفولة ومن ثم دخول السلك العسكري وأيامه فيه ،
ومرحلة العملية البطولية له في الباقورة والتي كانت سبب تغيير كل مجرى حياته ، و الاعداد لها وتنفيذها وما حدث له من تحقيق وتعذيب في هذه المرحلة ،،
ثم مرحلة العشرين عاماً التي قضاها في غيابات السجون وما كان فيها من أحداث جسيمة !

وفي كل مرحلة تتكشف لي جوانب أكثر في حياة هذا الانسان تدعني أقول لنفسي : يا للعار أن يمضي لكِ كل هذا العمر ولا تعرفين قصة حياة بطل من بلدك ... !

* فأما مرحلة الطفولة فابتدأت برؤيا رأتها الأم العظيمة وهي به حامل ، تبشرها بمولود ذكر وتطالبها بتسميته بأحد اسمَين لا ثالث لهما ! ولمّا لا يقتنع الوالد بالاسمَين ولا بالرؤيا كلها تصرّ هي عليها فيحتكمان لقرعة أمام كل رجال العائلة .. ولثلاث مرات تكون النتيجة ما قالت الرؤيا و تشتهي الأم .. لِـيَكنْ اسمه أحمد !!

وتمرّ أحداث سنيّ الطفولة يميّزها زرع الأب في ابنه حب فلسطين .. وقصص أبطال قريته الأردنية - " ابدر " الصغيرة الواقعة في الشمال - ممن استشهدوا لأجل فلسطين .... فينمو الحب في قلب الفتى للقدس ولفلسطين ... كل فلسطين ...

ولا تمر ّ على الفتى الأحداث العربية الجسيمة وقتها ( كتدمير المفاعل النووي العراقي ، ومذبحة صبرا وشاتيلا .. وغيرها ) إلا وقد تركتْ فيه آثارها .. وتنمو لديه كراهية العدو الاسرائيلي ورغبة البطولة وأمنية الانتقام لدماء الشهداء .....

وتمرّ الأحداث ويعشق العسكرية .. وينضم لها ... ويكون الأول على دفعته وشهادة قنّاص متميز تزيّن صدره ...
وكلما عَنّ للأمة العربية حادث جسيم كحرب الخليج كان قلبه يقفز يريد المشاركة في قتال العدو ونصرة الأخ العربي .... ولكنه يُواجَه بالحبس العسكري التأديبي لمخالفته الانضباط والتعليمات !

وأنّى لروح الثائر الحرّ فيه أن تسكت وهي ترى ما لا تحتمله !

وفي هذه المرحلة أحداث كثيرة عظيمة تساهم جميعها في تشكيل تصرفاته فيما بعدها ...



* وقّعتْ اتفاقية أوسلو عام 1993 فمرض أحمد ..
ثم وقّعتْ اتفاقية وادي عربة عام 1994 وكاد هو أن يموت غيظاً وقهراً .. كان يدرك أن أوسلو هي بداية هجوم الذئب على كل الخراف العربية واحدة واحدة
" لم يشبع الذئب ، حين يجرّب لحم الشاة الأولى يصبح ذلك ادماناً " " سيطلب في كل مرة ضحيّة جديدة ليشبع نهمه "
وكثيراً ما تساءل بحرقة وبكاء لزوجته " ماذا أفعل يا فاطمة ?!! "

وبدأت مرحلة التخطيط لعملية الباقورة العظيمة التي نفّذها دون أن يُخبر بها أحداً من أهله وبدون أن يُخطّط لها أحدٌ سواه .. يوم 13 / 3/ 1997 م
" سيقولون لكم في الاعلام أن الذي دفعني الى استخدام الرشّاش هو استهزاؤهم بي وأنا في الصلاة ، في الحقيقة هذا عُشر الحقيقة ! الحقيقة الأنصع أنني كنتُ أنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر ، وإلا فما معنى أنني أخذتُ معي مئتين وعشر رصاصات ، أفَأخذتها لأتسلّى بها !! "

وتبدأ رحلة عجائب التحقيق والتعذيب !
هل تصدّقون مثلاً أنهم استعانوا بـ عرّافة في التحقيق معه ?!!! نعم عرّافة .. لم تخطؤوا قراءة الأحرف .. عرّاااافة !!!

*************

* أهمّ ما يلفت الانتباه في قصته هو التأييد الخفيّ الواسع الذي كان يسمعه من العساكر والضباط !!

كثيرون انحنوا عليه هامسين " تسلم ايدك " ..
كثيرون حتى من الضباط الكبار بل وبعض مديري السجون الذين مرّوا عليه تعاطفوا معه ، وفي داخلهم تأييد ومباركة لعمليته وشهادة ببطولته وجراءته ،،
الجميع كان في قَرارته مؤيدٌ مباركٌ لعمليّته ..

صدقوني .. أيامها حتى السكّير في حانته كان يعرف قَدْر فلسطين وبطولة من يُضحّون لأجلها .. !!

تباً للعنصرية التي يريدون أن يزرعوها فينا : أردني وفلسطيني !
أيّ تفاهة حين تفرّقنا كرةٌ تجري في الملاعب ... ! بينما الحقيقة الناصعة أنّا شعبٌ واحد بقلب واحد ..

يزرع الأردني في قريته النائية الصغيرة حبَّ فلسطين وعداوة المحتل الاسرائيلي في أبناءه منذ نعومة أظافرهم .. يستثير أشواقهم للقدس ويشير لهم إلى شرقيّ النهر وهو يقول : أرضنا ، أهلنا ، اخواننا ، شهداؤنا ، مجدُنا ، ويشير للصهيوني ويقول : هذا المحتل عدونا ..
هكذا دائما حديثه لأبناءه بصيغة الـ " نا " لأنه يدرك أنه واحد من أهل فلسطين يفرحه ما يفرحهم ويؤذيه ما يوذيهم ...

ويستثير الفلسطيني حمية أبناءه لصيانة الأردن والحفاظ عليه عزيزاً أبيّاً عامراً قوياً .. ويحدثهم عن غربيّ النهر فيقول : أحبابنا ، اخواننا ، ظهرنا ، سندنا ، عزّنا ، قلبنا ، كهفنا الذي نأوي إليه .. بلدنا وأرضنا ....

ها هو أحمد الدقامسة ومن قبله سلطان العجلوني ومن قبلهما جحاافل الأبطال ومَن أيّدهم .. مِن أردنيّي الأصل والنشأة والقُرى .. فلسطينيّي الهوى وعروبيّي البوصلة يثبتون بما لا يدع مجالاً للشك : أنْ تبّاً للعنصرية ... !

** في هذه المرحلة من الرواية أعني مرحلة الحديث عن عملية الباقورة وما تبعها من تحقيق وتعذيب .. يتسارع ايقاع السرد وتشعر بالاستثارة والحَماسة وأنتَ تقرأ .. ستبكي كثيراً لكنك أيضاً ستضحك ،،
ستسخط على أمثال محققين شرسين أمثال أبو سليم وأبو قاسم ، وستفخر أيضاً بوجود محققين أردنيين آخرين في سلك الجيش والمخابرات أكثر حكمةً ورحمة وانسانية !

*************

* في الرواية تقف ألف مرة مذهولاً بل وترغب أن تضرب تحية التعظيم مليون مرة لوالدته العظيمة .. كانت دوماً سنده .. رافعة معنوياته .. ملاكه الحارس حين تدلهمّ عليه ليالي السجن وظلم السّجَنة .. كانت دوماً وقود صبره ...
ولا ينسى الأردنيون جميعاً يوم وقفتْ وقفتها المشهودة في أول جلسات المحاكمة فأسمعتْه - رغم صمت وخوف الجميع - كلماتها الخالدة : " ارفع راسك يا أحمد .. ولا يهمّك .. ارفع راسك يُمّه "
كانت القاعة كلها تنصت، حتى الجدران خشعتْ وفعلتْ كلماتُها القليلة هذه فعل السحر في رفع معنوياته و شحن قلبه بالشجاعة والصبر والرضا ....

بل وكانت كلماتها تلك سبباً في ازالة أيّ أثرٍ للخوف من قلوب كل أقاربه الذين تواجدوا بالقاعة كما ذكر ذلك فيما بعد عمّه .... !

كانتْ أمّاً عظيمة حتى ان الملك حسين رحمه الله أمر فيما بعد جميع عناصر وادارات المخابرات والشرطة و..و.. أن لا يتعرضوا لها بأيّ سوء أو ملاحقات أمنيّة مهما قالت في الاعتصامات التي صارت تنفذها لاحقاً " إلا أمه .. لا تمسّوها .. "

*******

* المرحلة الزمنية الثالثة لأحداث الرواية - حسب رأيي الخاص - كانت فترة ما بعد صدور الحكم عليه حتى خروجه من السجن .. أي فترة العشرين عاماً التي أنفقها من زهرة شبابه في غياهب السجون ...

هذه المرحلة الأطول ،، والأكثر امتلاءً بالأحداث ،، والأغزر والأعمق في التأملات والخواطر الانسانية..

في هذه المرحلة من حياة أحمد ازدادت ثقافته وازداد نضجه وتتوضح جوانب شخصيته أكثر وأكثر ..

هنا تتعرف على أحمد الانسان ، الطيّب بدون سذاجة ، القوي بدون ظلم ، المثقف الواعي ، المتأمل ، المبادر لأفكار ابداعية تفيد زملاءه السجناء ، محارب الفساد في عالم السجون ،، الوطنيّ الخائف على مصلحة الوطن حتى وهو في سجنه ،، العُروبيّ الذي كم تألم من فاجعات الأحداث التي أصابت أرجاء الوطن العربي كله ......

في هذه المرحلة كانت أهم ميزتَيْن :

1 - توسّعه الكبير في القراءة المنهجيّة.. في العقيدة والفقه والسياسة والتاريخ وما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحركة الصهيونية والأدب والشعر و .. و.....


2 - محاربته الشديدة للفساد الكبير والخفي الذي يُعشعشُ داخل السجون .. !

نعم ففي داخل عالم السجن سوقٌ سوداء قائمة ، وتهريب وتجارة مخدرات ، وووحوشٌ من المساجين ،، و..و..

أدعوكم لتقرؤوا الرواية لتعرفوا مثلاً :

- ما قصة انقاذه للابن الصغير لمدير السجن من مؤامرة اختطافه ��لتي دبرها السجناء المحكومين بالقتل ?!!!

- كشفه الفساد المالي الكبير في دكّان السجن وكشف تواطؤ بعض أفراد الشرطة مع التاجر المورّد للبضاعة بما تجاوز الـ 3 آلاف دينار ! اضافة لتعمدهم شراء مواد منتهية الصلاحية وبيعها للسجناء بسعرها العادي ... !

- و قصة الأسواق السوداء داخل السجون ..
حيث يبيع السجناء المتنفذون بعض البضائع المهربة بأسعار خيالية لزملاءهم مستغلين حاجتهم لها ..
و تجارة المخدرات كانت رائجة داخل السجن .. حيث تباع الحبة الواحدة من المخدر ب 15 دينار !!

كم مرة تآمروا عليه لاسكاته عن فضح هذه التجاوزات !!

- ما قصة اكتشافه للعيوب الهندسية الخطيرة في مبنى سجن أم اللولو بالمفرق والذي كان حديث البناء وقتها ?! وكيف حاولت الشركة الهندسية رشوته ليسكت .. فلما لم تنجح سلطت عليه بعض الضباط الفاسدين ليضايقوه ويسكتوه !

- ما قصة الزعران من مساجين سجن الموقّر الذين رفضوا أوامر بعض ضباط الشرطة بالاعتداء عليه وضربه لانهم احترموا بطولته !

- ما قصة اتهامه باطالة اللسان على العائلة المالكة وهو بريء !

- هل حاول أحمد الانتحار بتناول 60 حبة دواء مرة واحدة ... كيف ولماذا وهو المؤمن الصابر ?!!

كان قوياً في محاولاته كشف و محاربة كل ذلك ،، وكم لقي لأجل هذا من قمعٍ وضغط وتضييق وسجن بالزنازين الانفرادية !!

*************

ولكل من يخالفه الرأي ويرَوْن أن عمليته في الباقورة لم تكن شجاعةً ولا بطولةً ولا تستحق ... و...

أدعوكم لقراءة رسالة عمّه له .. الواردة في الرواية ... هذه الرسالة المؤثرة الرقيقة والتي ناقشت فعله باتزان وانصاف وتعقّل ....
عمّه هذا أيضاً كان يرى ما ترون أنتم من خطأ ما قام به وانعدام البطولة فيه ... !
لكنه أنصف أحمد ... لم يجرّمه ولم يسفّهه .. ولم يُنقصه حقّه من تقدير تضحيته وتقدير عظيم الكرب الذي عاشه في السجون !!

******

* طوال سنواته العشرين كان مجموع ما قضاه في الزنازين الانفرادية ألف يوم .. أي ثلاث سنوات ونصف ..... حيث غرفة ضيّقة لا شمس ولا اضاءة ولا حسن خدمات ،، يمكث فيها وحدَه بلا أنيسٍ من بشرٍ أو كتاب ... !

* في السجن زارته أمراضٌ لأول مرة في حياته ولازمته بقية حياته .. ! كالضغط والسكري ، وأصابته الجلطة القلبية مرّتين ....

************

** الرواية ذات سردٍ مميز رائع كعادة أسلوب الدكتور العتوم ،، سرده ووصفه يطيران بكَ إلى الأحداث كأنما أنتَ هناك معهم تعاينها بأمّ عينك ،،

وينقل لكَ الأحاسيس العالية والمشاعر الظاهرةِ منها والباطنة بحرفيّة عالية .. تستشعرها مع الشخصيات وكأنك هناك معهم حاضرٌ شاهد ، فتبكي وتضحك ، تحزن وتفرح ، تُستثار وتتحمّس ، تفخر وتزهو ،، تنتشي ويخيب أملك ، تغضب وتثور ،، ترتخي وتهدأ ، تطمئن وتخاف ،، وتُبغض وتحب ...

لغة الرواية عميقة شاعرية ،، خاصة في فقرات التأمل والخواطر ،، جزلةٌ من غير صعوبة ، سهلةٌ من غير دنوّ ،، هي كما يُقال السهل الممتنع ،،
غير اني أعيب عليه ورود ألفاظ سيئة لا تليق .. في اكثر من موضع .. خاصة في المئتَيْ صفحةٍ الأولى .. ولأول مرة ألحظ هذا من ايمن العتوم وكتابات أيمن العتوم الذي عوّدنا على نظافة كلمته وسموّها ... وإني أرجوه أن يحذفها من الطبعات القادمة !!

بقلمي : إنعام عبد الفتاح ©
Profile Image for mahmoud Abu Khader.
54 reviews12 followers
November 20, 2019
هذه ليست روايه، هذا تاريخ
كم أن الإنسان قذر، يحتاج الى دين حتى يتربى. ابكيتنا يا حبيب.
Profile Image for Maryam Alsuwaidi.
14 reviews2 followers
April 2, 2019
أخذتني نُجومُ إبدر إليها
أشارت إلى النهرِ فرأينا في جنحِ الظلامِ أحمد
توضّأ، تطهّر بماءِه
واستقبل القبلةَ ليُصلي بكلِ خُشوع
"أتعرفينه؟"
"حدثيني.."
"هذا بطلُ زمانهِ الذي يجهلهُ الكثيرون.. الغيورُ على وطنِه، المُخلصِ في كل ما يفعلُه، العاشقُ لتُرابِ فلَسطين"..
...
أيمن العُتوم، صاحب القلمِ السّحري
و الأسلوبِ الذي يجذبني وصفهُ.. و يأخذني لعالمهِ و يُرغمني على حُبهِ والإندماجِ فيه والتّعاطفِ مع شخصياتِه.. و رُؤيةِ الدُنيا من منظورهِ الخاص..
أيمن الذي يُبكيني في نهايةِ كل كتابٍ لمُفارقتِه..
لستُ أُبالغُ في مدحِ هذا الكاتب القَدير لكنها الحقيقةُ وأقلُ ما يُقالُ فيه..
...
اتكأتُ مع أحمد، دخلتُ في أحلامِه
استشعرتُ وجود الشيخ عبدالرزاق و امرأة عمّه و فاطمة ووالدته..
أحببتُ صداقتهُ و اخوّته مع البعض.. و لُطف الحوراني الذي أسرَني..
تمنيتُ أن أكون كتاباً في مكتبةٍ يخشى على كُتبها وكأنهم أبناءُه.
أو أحصل ولو عُشر شرفِ أبناءِهِ به..
أو أن أُجالِس والدتهُ وآكلُ من أرغِفتها الثلاثةِ وأُهوّن عليها غيابَه..
...
شُكراً للكتابِ الذي جعلني أعرفُ أكثر عمّا يجري في عالمِنا
عن الظُلم، عن ما يختفي تحت الطاولةِ المُكللةِ بالوُرود..
فأنا التي أكرهُ السياسةَ وكلّ ما يتعلّقُ بها.. شعرتُ أن من واجبي أن أعرِف.. على الأقل.
شُكراً لأيمن.. و أسلوبهِ الذي يجعلُني أتعرفُ الأشياء بطريقتِه و يُقوّي مبادِئنا النائِمة..
..
Profile Image for noha hamdallah.
5 reviews7 followers
Want to read
June 24, 2019
أبدع الدكتور أيمن في هذه الرواية، رواية اسمه أحمد هي أكثر
مؤلفات الدكتور التي أحببت
حقائق سياسية وخبايا السجون
رجولة مفقودة على أرض الواقع ولا نجدها إلا وراء القضبان...
بورك قلمك ودام إبداعك
Displaying 1 - 30 of 218 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.