لم يعش أبو الوليد ابن رشد، في زمن أبي حامد الغزالي، ولم يتجادل معه. كل ما في الأمر انه في كتابه الأشهر تهافت التهافت رد مباشرة على كتاب الغزالي تهافت الفلاسفة، وعلى الارجح بعد نحو ثلاثة أرباع القرن من ظهور هذا الكتاب الأخير الذي كان ولا يزال يعتبر أكبر هجوم شنه على الكلام على الفكر العقلاني الفلسفي في تاريخ الحضارة الإسلامية. والحال ان كتاب الغزالي كان من الشهرة والحضور والتأثير في البيئة الفكرية الإسلامية، حيث ان الأمر استدعى من ابن رشد ذلك الرد العنيف والدقيق الذي أورده في تهافت التهافت.
على نحو ما فعل الغزالي في تهافت الفلاسفة يقسم ابن رشد تهافت التهافت الي قسمين (الالهيات والطبيعيات) يتناول فيهما المسائل العشرين التي تناولها أبو حامد، من مسألة القدم والحدوث الي مسألة الخلود، ثم صدور الكثرة عن الواحد، والاستدلال على وجود صانع العالم، وفي ان الله واحد ونفي الكثرة في ذاته ثم الصفات: هل هي عين الذات ام غيرها؟ ومسألة الوحدانية ثم الوجود والماهية في الذات الالهية، والتنزيه والتجسيم، ثم الصانع ام الدهر؟ وبعد ذلك تأتي ثلاث مسائل تحت عنوان في العلم الالهي : العلم بالكليات ــ هل يعقل الأول ذاته؟ ــ ثم العلم بالجزئيات. ثم تأتي مسألة طاعة السماء والغرض المحرك للسماء واللوح المحفوظ ونفوس السماوات قبل أن ينتقل أبو الوليد الي مسائل الطبيعيات فيبحث في السببية ثم روحانية النفس ومسألة الخلود ومسألة فناء النفوس البشرية وأخيراً البعث: للنفوس ام لها وللاجساد.اذا كان الغزالي يتساءل في خاتمة كتابه عما إذا كان الفلاسفة الذين يتحدث عنهم كافرين ويقول: فإن قال قائل: قد فصلتم مذاهب هؤلاء افتقطعون القول بكفرهم ووجوب القتل لمن يعتقد اعتقادهم؟ فإنه يجيب: تكفيرهم لا بد منه في ثلاث مسائل احدها مسألة قدم العالم، والثانية قولهم ان الله لا يحيط علماً بالجزئيات الحادثة من الأشخاص، والثالثة في انكارهم بعث الأجساد وحشرها لأن هذه المسائل الثلاث لا تلائم الإسلام بوجه ومعتقدها معتقد كذب الأنبياء. في المقابل يرى ابن رشد ان دين الفلاسفة انما يقوم أصلاً على الإيمان بوجود الله وعبادته وان مذهب السببية الذي ينقضه أبو حامد وينفيه، انما هو المذهب الذي يوصل إلى معرفة الله، ومعرفة خلقه معرفة واقعية. اما بالنسبة إلى الكثير من المسائل المتعلقة بالتصورات الشعبية للدين، فيجب في رأي ابن رشد تفسيرها تفسيراً روحياً لا عقلانياً، لأن الغاية منها، أصلاً، حث الإنسان على اتباع سبيل الفضيلة. فالإنسان يبدأ، دائماً، بأن يعيش معتقدات عامة، قبل أن يعيش حياته الخاصة. ولكن حتى حين يصل الإنسان إلى هذا المستوي فإنه، بدلاً من أن يستخف بالمعتقدات التي كان يؤمن بها، عليه ان يسعى إلى فهمها فهماً صحيحاً. ومن هنا واضح ان القضية الأساسية التي تهيمن على تهافت التهافت وكذلك، طبعاً، على تهافت الفلاسفة، انما هي قضية العلاقة بين الدين والمجتمع كما طرحت في التاريخ العربي الإسلامي، كما يذكرنا الجابري. (less)
Arabic version: ابن رشد Commentaries of well known Arab philosopher, jurist, and physician Averroës or Averrhoës, also ibn Rushd, of Spain on Aristotle exerted a strong influence on medieval Christian theology.
Abu'l-Walid Ibn Rushd, better as Averroes, stands as a towering figure in the history of Islamic as that of west European thought. In the Islamic world, he played a decisive role in the defense of Greeks against the onslaughts of the Ash'arite (Mutakallimun), led by Abu Hamid al-Ghazali, and in the rehabilitation.
A common theme throughout his writings properly understood religion with no incompatibility. His contributions took many forms, ranging from his detailed, his defense against the attacks of those who condemned it as contrary to Islam and his construction of a form, cleansed as far as possible at the time of Neoplatonism.
After centuries of nearly total oblivion in west Europe, world recognition as early as the 13th century contributed to the rediscovery of the master. That instrumental discovery launched Scholasticism in Latin and the Renaissance of the 15th-century Europe in due course. Since the publication of [title:Averroes et l'averroisme] of Ernest Renan in 1852, notwithstanding very little attention to work of Averroes in English, French showed greater interest.
ان الموجود ينقسم الى ممكن ، وضروري . ووضعوا ان الممكن يجب ان يكون له فاعل وان العالم بأسره لما كان ممكناً وجب ان يكون الفاعل له واجب الوجوب . لأن قسمة الموجود اولاً : الى ما له علة ، والى ما لا علة له ، ليس معروفاً بنفسه . ثم ما له علة ينقسم الى ممكن وضروري . وما له من علة وهو ضروري لم يلزم عن ذلك الا ان ما له علة ، فله علك وامكن ان نضع ان تلك لها علة وان يم ذلك الى غير النهاية فلا ينتهي الامر الى وجود لا علة له وهو الذي يعني بواجب الوجود . اما ان عنى بالممكن ما لا علة له من الاشياء الضرورية فلم يتبين بعد ان ذلك مستحيل بالوجه الذي يتبين في الموجودات الممكنة الحقيقية ولا يتبين بعد ان ههنا ضرورياً يحتاج الى علة فيجب عن وضع الامر الى ضروري بغير علة الا ان يتبين ان الامر في الجملة الضرورية التي من علة ومعلول كالامر في الجملة الممكنة . مذهب الناس في الاجناس ثلاثة مذاهب : مذهب من يرى ان كل جنس فهو كائن فاسد من قبل انه متناهى الاشخاص . وذهب من يرى ان من الاجناس ما هي ازلية اي لا اول لها ولا آخر من قبل انه يظهر من امرها انها من اشخاص غير متناهية . واذا تقرر هذا كله فقد تبين ان من يقول ان من يجوز عللاً لا نهاية لها ليس يمكن ان يثبت علك اولى بل الذي يظهر ضد هذا وهو انه من لا يعترف بوجود علل لا نهاية لها لا يقدر ان يثبت علة اولى ازلية لان وجود معلولات لا نهاية لها هي التي اقتضت وجوب علة ازلية من قبلها استفاد وجود ما لا نهايك له والا فقد كان يجب ان تتناهى الاجناس التي كل واحد من اشخاصها محدث وبهذا الوجه امكن ان يكون القديم علة الحوادث واوجب وجود الحوادث التي لا نهاية لها وجود اول قديم واحد هو الله . ان الانواع شرط في وجود الجنس وكل واحد منهما شرط في وجود الجنس لا على التخصيص والتعيين لانه لو كان ذلك لم يجتمعا في وجود اللون . واجب الوجود هو فيه صفة ايجابية لازمة عن طبيعة ليس لها علة اصلاً لا فاعلة من خارج ولا هي جزء منه