لما مسحتُ الدمع أفزع ناظري ... مُحيا تَجلى في الزجاج أماميا مددت يدي شبرا فمدت لها يدا ... فلما تلاقى الإصبعان تلاشيا كأني أنا ما كنت شيئا ولم تكن ... سوى لحظة اللقيا التي في خياليا تموجت المرآةُ بيني وبينها ... ومر بها ما لم يمر بباليا سكتنا, تعانقنا أنا وحقيقتي ... وبلّت دموعٌ من بُكاها رِدائيا ------- وقعت في حب شخصٍ لا وجود له .. إلا هنا بخيالي كلما خفقَ وكل من يخلق الأشياء من عدمٍ .. يوما يعود عليه كذب ما اختلقَ ------- وهل يا صاحبي في الأرض عيشٌ.. لنا ما بين أصناف العداء؟ إذا كانت بداخلنا حروب.. تشُب على الدوام بلا انطفاء فكيف تريد أن تحيا سليما.. ولم يهرب خيالُك للفضاء؟ ------- أقولُ وما قولي من القلب خارجا.. أقولُ وفي عقلي استحال دخولُه أكرر في نفسي الأكاذيبَ عَلّني.. أُصدق بالتكرارِ شيئا أقولُه
أيحسبُني سأبقى مثل غيري مخافة وحدتي في حُضن وغدِ ؟ وما جدوى اقترابي من حبيبٍ وفي قربي له يزداد بُعدي ؟ * دمعي ثمين ولا هجر سيرخصه مهما أحب فلا أبكي على أحدِ ولا أعود لحبّ لا وفاء له ولا أنادي الذي للحب لم يعُدِ * إذا غيري من الكابوس يصحو ويضحك بانشراحٍ بعد ضيقِ فإني من جمال الحلم أبكي لأني كنت أحسبه حقيقي * وليت دمي جرى من كل كفٍّ ولم أره بكفك .. يا صديقي * من كان يعرفنا .. والوصل يجمعنا ما كان يحسبنا .. يوماً سنفترقُ * أنا ما رحلت سوى بجسمي ظلّ قلبي .. ما رحلْ من راح راح بروحِهِ .. حتى إذا بالجسم ظلّ مازال يسأل عنك قلبي ما أقول إذا سأل؟
"قد كان يطرقُ بابي وهْوَ منغلقٌ، لمّا فتحتُ فؤادي.. قلبُهُ انغَلَقَ! كأنَّه لم يكنْ يوماً ليَعشقني.. كأنّما وحدَهُ قلبي الذي عَشِقَ.”
" إن كنتَ يا مِلحَ المدامعِ بِعتَني فأقلّ ما يَرِثُ السكوتُ مِنَ الكلامْ هُوَ أن تؤشّرَ مِن بعيدٍ بالسلامْ أن تُغلقَ الأبوابَ إنْ قررتَ ترحل في الظلامْ ما ضرَّ لو ودَّعتَنِي؟ ومنحتَني فصلَ الخِتامْ؟"
لا لستُ أبكِي على ما أمْلِكُهُ لو كنتُ أملكه في الأصلِ ما راحا .......... أردتُ الفوزَ فاخترتُ انسِحابي فبعضُ الفوزِ في تركِ التحدَي .......... وجدتُ بداخليِ أوْفَى جَليسٍ فلستُ وحيدة وأنا لوحدي .......... ولستُ أدري أيأسيِ جَاء من أَمَلي أم جاءنيِ أملي من شدة اليأسِ .........
* علاقتي وميسون مميزة، حيث دائمًا ماكانت ترافقني بصوتها وأشعارها في كل مناسبات حياتي: رأس السنة، عيد ميلادي، عيدا الفطر والأضحى، أيامي المميزة. ودائمًا ما كنتُ أفتتح كل ليلة بقراءة أبياتها أو الاستماع لقصائدها المسجلة مسبقًا. حين علمتُ بطباعة ديوانها الأول، بحثتُ عنه كثيرًا في منطقتي إلا أنني لم أجده. ثم تغيرت الظروف وسكنتُ في منطقة أخرى، والمفاجأة أنني حصلتُ عليه. سعادتي كانت لا توصف برؤية الكتاب بين يديّ، ولم أستطع عدم قراءته رغم الأعمال الكثيرة التي كانت لديّ. قرأتُ الديوان وعانقتُ شعر ميسون. أعتقد أن هذه العبارة تلخّص رأيي في ما قرأته من أشعار: الشعر بحد ذاته سحر فكيف لو أتى من ميسون؟
قصيدتي المفضلة لميسون هي ما كان كافياً "أنا أنتِ.. هلّا تقبليني كما أنا ببعض اعوجاجٍ في شفاهي كما أنا؟" "سكتنا تعانقنا أنا و حقيقتي ! و بلّت دموعٌ من بكاها ردائيا"
مقاطع من قصائد:
"وحجمي كلَّما أعلو سيبدو صغيراً لا لقدري ،بل لبعدي"
"أنا لما لبست العلمَ حرَّاً و برداً صار وشماً فوق جلدي "
"و أزهد في اللذي أقوى عليه لكي اختار قبل الفقرِ زهدي فما الإدبار عما في يدينا كإدبارٍ أتى من بعد فقدِ
ديوان رائع أحاسيس الكاتبة يجب ان تدرس أرى فيها بسالة أحمد مطر في ((بيان حزب الضلع الأعوج)) و رقة الحلاج في ((لا ناس حولي ))
قل لي.. لماذا اخترتني؟ وأخذتَني بيديك من بين الأنام ومشيت بي.. ومشيت.. ثم تركتني كالطفل يبكي في الزِّحام إن كنت - يا مِلح المدامعِ - بعتني فأقل ما يرِث السكوت منَ الكلام هو أن تؤشّر مِن بعيدٍ بالسلام أن تغلق الأبواب إنْ قررت ترحل في الظلام ما ضر لو ودعتنِي؟ ومنحتني فصل الخِتامْ؟
لم قرأ الديوان كاملا و إنما قرأت كل ما وقعت عليه عيني لميسون من أشعار مبثوثة على الانترنت وأستمعت لكل قصائدها المسجلة و في انتظار الحصول على ديوانها ورقي او اليكتروني
أحاول البحث عن نفسي بغيركم ولا أرى غيركم في أعين الناس / ويا ليتَ أبواب المدينة كلها تسد وبابًا في فؤادك يُفتحُ. / وكيف أنساكم من أي ناحية كل الجهات بها من ذكركم عبق . / رقيق
أحبّ في ميسون رقّة عاطفتها، قوّة ألفاظها، عمق تصويرها، والأَنفة التي تنظم بها الشّعر والشّعور دون أن تبدو مهترئة منكسرة! عزّة نفس عظيمة .. أخالُها أنثى لا تُنسى.
أُعَدّ متابعة جيّدة لقصائدها، لصالونها الأدبيّ، وأمسياتها الشّعرية، يعجبني إلقاءها جدًّا؛ غير متكلّف، ويتقلّب بين التّجلّد والحنوّ! ولا أخفيكم أنّي جذلى بكلّ تعليق لطيف يبلغني مفاده أنّ إلقائي يذكّر المُنصت بميسون بشكلٍ ما، على الرّغم من أنّي لا أحاول مجاراتها مطلقًا، لكنّي أذوب في النّص حتّى يتلبّسني وأتجسّده .. وذلكم الشّعر حقًّا.
وجدت ديوانها بعد مدّة طويلة من البحث المضني، وأحبّ أنّه مرتبط بقصة لطيفة جمعتني بصديقة مقرّبة .. وميسون.
عمومًا أحببت من ديوانها: -ترك التّحدي - لا عذر لي - لا ناس حولي - لماذا اخترتني - أفيقي - شوقٌ بارد - (ألو؟) .. أنا الماضي - هل ..؟
بالإضافة لأبيات متفرّقة بلا عنوان: «قد كان يطرقُ بابي وهو منغلقٌ لمّا فتحتُ فؤادي .. قلبه انغلقا كأنّهُ لم يكن يومًا ليعشقني كأنّما وحدهُ قلبي الذي عشقا»
«ولي ندمٌ وحيدٌ: ليت أنّي كما أحببتُكُم .. أحببتُ نفسي»
لطالما كررت: "أتعبتي الشعراء من بعدكِ يا ميسون"، ميسون من الأصوات الحميمة التي أعشق الإستماع لها، وفي أول ديوان يصدر لها، أثبتت أن رأيي فيها قاصر! فقد أثبتت ميسون أنها أتعبت الشعراء من بعدها ومن قبلها!! فقد تجرأت هذه الشاعرة حديثة العهد أن ترد على أبي تمام حين قال: "ما الحب إلا للحبيب الأول".
تقول ميسون رد عليه:
أولى اختيارات الهوى ليستْ سوى خطأ يُصَوّبُ بالحبيب الثاني! فالحبّ طفلٌ لا يُفرّق قلبه في البدء بين الكلب والإنسان! . وقالت: لا خيرَ في ثانٍ ولا في أولٍ ما الحبُّ إلا للحبيب الثالثِ! عمّر بحبّك كيف شئتَ فؤادها ستظلّ تحلم بالغرام الكارثي
قل لي : لماذا اخترتَني؟ وأخذتَني بيديكَ من بين الأنامْ ومشيتَ بي ومشيتَ.. ثمّ تركتَني كالطفل يبكي في الزِّحامْ إن كنتَ - يا مِلحَ المدامعِ - بِعتَني فأقل ما يَرِثُ السكوت من الكلامْ هُوَ أن تؤشر مِن بعيدٍ بالسلامْ أن تغلق الأبوابَ إن قررت ترحل في الظلام
لو انني سأتعب أصف جمال اللغة والكلمات العربية سأقول أنني تعبت منذ بدأت قرأت ديوان منسية، بالرغم من انني لم أقرأ الكتب الشعرية كثيراً ولكن منسية كان مختلف ومميز جداً وفيه الكثير من البلاغة والفصاحة. جميل
ماذا بعد القراءة ؟ بشكل عام ؛ ينتابني دائما سؤال حول العلاقة بين مفهوم الثقافة وتجاوز الخطوط الحمراء ؛ فهذا لا يكون مثقف مالم يقبل بأفكار تتعارض مع إيمانه ومعتقداته ، وذاك لايمكن أن يرقى إلى صفوف المثقفين مادمت عيونه ترفض رؤية العري رسماً أو تصويراً !
هذا الخلط الغريب حاولت أن استوعبه فلم استطع ؛ هل مقياس مدى تطورك كإنسان يستوجب عليك هذا الانسلاخ التام من كل ما تؤمن به ؟ والانصياع التام لكل ما يُلقنوك إياه ؟ ، ببساطة أنت تُرمى بالجهل والتخلف متى ما عارضت هذا التيار وأبحرت مُنساباً مع أخلاقك وثقافتك !
شيء غريب لا أفهمه !.
#تمت_القراءة #أبجدية_فرح 3/5 📚🌸
#candleflame23bookreviews
#منسية #ديوان_منسية #ميسون_السويدان صادر عن #دار_الشروق
في هذا الديوان ستعرف من هي تلك المدعوة ميسون، وستتوغل في أعماق ما يجول في عقلها وقلبها، فكلُّ قصيدةٍ كانت انعكاسًا لها، مما زاد الشعر جمالاً .. والاهم من ذلك أنه زاده صدقًا.
أُعجبت كثيرًا بفكرة وضع الثنائيات بين القصائد، فعادةً عندما توضع الثنائيات في كتلةٍ واحدةٍ جنبًا إلى جنب، تغدو مملة ولا تبرز كثيرًا، ولو أن ثنائيات ميسون لا تضاهي جمال قصائدها، ولكنها أضافت للديوانِ طابعًا جميلاً.
باختصارٍ شديد؛ ديوان يستحق أن يُقرأ، والأجمل من ذلك، أن يُسمع.
أنت فوقي أنت تحتي أنت حولي أنت فيَّا حين خاف الناس مني .. أنت من خاف عليَّا حين راح الناس عني .. أنت من عاد إليَّا كلما الأنوارُ خانت .. أشرقت شمسكَ فيَّا كلّ حب غير حب الله لا يبقى وفيَّا . إذا غيري من الكابوس يصحو ويضحك بانشراحٍ بعد ضيق فإني من جمال الحلم أبكي لأني كنت أحسبهُ .. حقيقي .
وإن تُسلم لواقعنا فدعني أنا سلَّمتُ أمري للسماء لقد جربتُ ضحكاً بعد ضحكِ فما صادفتُ أسعدُ من بكائي وما الإنسان دون الحبّ قل لي أيغدو البحرُ بحراً دون ماءِ . خمسة على خمسة !
ميسون السويدان متمكنة من لغتها العربية .. أفتخر بها كفتاة من الخليج ومن الكويت تحديداً .. في وقت قل فيه ظهور الشاعرات وخاصة المتمكنات باللغة العربية في الوطن العربي وخاصة الكويت نراها تبرز وبقوة .. احترم فيها انها استطاعت ان تخرج هذا الديوان للعلن.. وافتخر بلغتها العربية ..وافتخر في كونها من الخليج العربي ..
استطيع ان اقول اني اقتبست العديد من الأبيات وسأقتبس منها كثيرا بالمستقبل بإذن الله ..
"فلا ذم غيري لي سيُنِقصُ قيمتي ،،، ولا مدحُ نفسي ، إن مدحتُ ، سيَرفَعُ نجومُ الثرى بالمدح تشعلُ نفسها ،،، ونجمُ السما من روحِه الكونُ يلمعُ" "إذا انقلب الكلامُ إلى جدالٍ ،،، أفضِّل أن يكون الصمتُ ردّي
وأن أدعَ الشجارَ بلا إلتفاتٍ ،،، لِيَقصِفَهُ بِعِزِّ الصمتِ رعدي
فليس يُخِيفُ أسيافاً حداداً ،،، سوى سيفٍ يُقَطِّعُ دون حَدِّ
أردتُ الفوزَ فاخترتُ انسحابي ،،، فبعضُ الفوزِ في تَرْكِ التَّحَدِّي"
هذا بعض من كل .. مع كل هذا استطيع ان أقول ان عندي ملاحظات إلا ان هذه الملاحظات تمثلني اكيد وقد لا يشعر بها غيري ..
كررت عبارة الكأس والخمر والسكر .. وهنا اتساءل لما احتوت اغلب القصائد على هذه الألفاظ في حين كانت تستطيع ان تنوع في أختيار غير هذا التعبير ..خاصه وانها صاحبة خيال واسع جميل .. استعمال هذه العبارات تصور في ذهن القارئ تصورات عن رائحة كريهة وشخص يهذي وعيون حمراء ..(او ربما انا فقط)
واضح انها كانت تعاني في تلك الفترة اغلب القصائد فيها تشتيت وضياع وألم وغضب .. لم اجد بيت في قصائدها كلها شعرت معها انها مرتاحة .. لذا احييها لخروجها مما كانت فيه ..
ميسون استمري ..متطلعة لقراءة المزيد من ابتداعاتك ..
تقول دلال البارود في حفل توقيع ميسون السويدان لديوانها: ((تسمي ميسون ديوانها منسيه وهي تعلم جيداً انها ليست منسيه بتاتاً، وهنا يأتي عمقها على سبيل المزاح، انها حين تشعر بالنسيان تلجأ للكتابة وحين تكتب تخلد لتعلمنا ان الشعور بالنسيان لهو أكبر دليل على تعلقنا بالذاكرة))
الرائعة ميسون السويدان تحدثت في هذا الديوان على لسان كل فتاة، تحدثت عنا في كثير من المقاطع عنا نحن معشر النساء، إذ نجد أنفسنا في تلك الأبيات، نجد في كتاباتها خليط جميل بين المرأة الثائرة والجريئة، والمرأة ذات المشاعر الجياشة، تحدثت عن الحب والشوق والقسوة، هنا يظهر القلب والعقل معاً لتنسج لنا كل تلك الأبيات الجميلة، هنا نجد ميسون الشاعرة والحاضرة بقوة، حيث يظهر لنا كيانها الشعري في أبهى وأجمل صوره.
قد نشعر بأن في أشعار ميسون شيء من التناقض في الشعور وأحياناً في القصيدة نفسها، لكن علينا أن لا ننسى أن الحياة بنفسها قائمة على التناقضات، ولنكن صريحين من منا لم يناقض نفسه يوماً، وبعبارة أخرى أخف من منا لم تختلط عليه مشاعره فهو يريد ولا يريد، ولا أزيد على أن أقول بأن كل ذلك من النفس البشرية فهي مجبولة على ذلك ..
وفي الحديث عن التناقضات أضع مجدداً ما قالته دلال البارود لأنه يعبر فعلاً عمّا أود قوله: ((نستشف كيف تراقص ميسون المعنى تضاداً وقد يبدو لنا أن هذا تناقضاً لكنني أراه انسانياً بحتاً، هذا الكون قائم على الثنائيات منذ خلقه الخير والشر الرجل والمرأة الحب والكراهية، وكما يكون الكون يكون الإنسان موطناً لهذه الثنائيات التي تشكل انسانيته ان تراقص ميسون المعنى وضده لا يبتدي ولا ينتهي الا من الصدق وحده))
ربما ليس بالضرورة أن تكون من محبي الشعر لتستمتع بهذا الديوان، إذ أنه من السهل الممتنع ..