Jump to ratings and reviews
Rate this book

بار مزدحم بالحمقي

Rate this book
الغندور

الشمس تلهب الأرض بنارٍ موقدة، ونحن نلهث تحت وطأة الرطوبة الخانقة، المراوح تقلب الصهد، ونحن نتقلب على الأسرة فى قيلولة قلقة، الشوارع خالية من البشر، إلا من شاب يقف تحت ظل مظلة معرشة بالغاب، أمام الدكان.
يمسك خرطوم المياه ويرش الشارع، حتى تتلطف درجة الحرارة ويخفت الصهد، كان جسده طويلاً ممشوقاً كرمح، عيناه عينا صقر، ينظر فى خبث، فكانت الناس تتوجس من نظراته الإبرة باعتباره حساد ينَشَّ العيل نظرة، يقع يتمرغ فى الوحل، لذلك عندما يعود عيل يبكى أو مجروحاً، تلتقطه الأم وتضعه تحت الحنفية، وتغسل له وجهه ومكان الجرح.
- نَشَّك ابن الحرام "أخسر ديني ما نَشَّه إلا هو أبو عين صفره اللى تندب فيها رصاصة"،
وعندما سقطت امرأة أمام الدكان
تنهد تنهيدة ذات مغزى منحرف
- إيه اللى طلعكِ من بيتك، على رأي المثل من طلع من دارة اتقلّ مقداره.
يرتدى جلابية بيضاء على اللحم ويظهر السروال القصير واضحاً على مؤخرة رشيقة ويتبختر فى الشارع كمراهق غندور، ويبتسم ابتسامة صفراء ويغمز بعينيه كلما مرت سيدة ذات حسن وجمال. وفى يوم سمعنا طلقاً نارياً، أول من خرج كان محمد السيد عثمان جار الغندور، الحائط فى الحائط، وجد القاتل يمسك السلاح بيد ويتحرك فى الشارع بسرعة دون أن يجرى، أبتهج وهتف "كرم" ورفع علامة النصر، فعاجله القاتل برصاصة فى صدره فأردته قتيلاً، بجوار جثة الغندور الذى ظل قابضاً على الخرطوم الذي يتدفق منه الماء فى الشارع.

85 pages, Paperback

Published August 10, 2017

1 person is currently reading
5 people want to read

About the author

عبد النبي فرج

10 books1 follower

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
0 (0%)
4 stars
1 (33%)
3 stars
0 (0%)
2 stars
2 (66%)
1 star
0 (0%)
No one has reviewed this book yet.

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.