تحت عنوان "كلكم يطلب صيد" يقدم الكاتب حسين محمد بافقيه، مقالات أدبية ونقدية وثقافية، نشر بعض منها في صحيفة مكة وصيحفة القبس، وهي حصيلة تجربة طويلة في الميدان النقدي القائم على القراءة والمناقشة والتصويب، لذا جاءت مادة الكتاب مكثفة مليئة بإحالات كثيرة، وطروحات مضادة لها، ما يبررها منهجيا ومعرفيا، تبرز قدة المؤلف على الربط بين حقول معرفية مختلفة، من أدب وتاريخ واجتماع، وضبطها في حدودها الوظيفية، وهي ميزة يختلف بها بافقيه عن غيره، لما يحتويه كتابه (مقالاته) من معلومات يمكن أن يستفيد منها الباحثون والمتخصصون، إنه كتاب يحمل بين طياته بصيرة نافذة. يقول المؤلف عن كتابه هذا : "أردت من مقالات هذا الكتاب أن تحقق أمرين: أن تكون في الأعم الأغلب، قصيرة، وأن تعبر عن مواقف ثقافية وأدبية ونقدية، لها أصولها في نظرية الثقافة والنقد، ولم أنشأ لهذه الفصول التي نشرت صحيفة مكة قدرًا كبيرًا منها، أن تخرج عن النهج الذي رسمته لها، في وفائها لتلك الأصول، وتعبيرها عن نفس كاتبها، ومذهبه في الأدب والنقد والثقافة.
عدا لغة الكاتب العالية وهذا أمر معروف عن بافقيه إلا أن هذه المقالات ليست على المستوى الذي اعتدته في كتبه الأخرى ربما بسبب الشرط الذي وضعه على نفسه في البداية وهي أن تكون قصيرة لا تتجاوز الثلاث صفحات. ولكن ليس هذا فقط بل بعضها وللأسف كان يبدو وكأن الأستاذ كتبها تحصيل حاصل، ليملأ بها فراغ العمود في الصحيفة. فلا يقول فيها شيء وتستبين الفكرة من المقال من أول كلمة فيه. إلا أن الكتاب حوى مقالات جيدة ليست كثيرة
الكتاب عبارة عن مقالات كتبها المؤلف في صحف متفرقة، حول الأدب والنقد في غالب المواضيع، إلا أن الخيط الرابط بين موضوع هذه المقالات هو أن لا يكون القارئ متعصب لفكرة سائدة ، وأن لا يأخذ بعض الكتابات وكأنه مسلم بها وأن القارئ يبني رأيه بنفسه . مثل ماكتب عن طه حسين أو سلامة موسى أو جرجي زيدان أو محمود شاكر أو غيرهم..