عشرون باعث للخلاص من الذنوب مأخوذة عن كتاب " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين للإمام " ابن القيم " ، وقد قام الشيخ الكريم " عبد الرزاق البدر " بالتعليق عليها موضحاً دلالتها ومقاصدها ... بواعث جليلة عظيمة لو كان العبد يداوم على أن يستحضرها ويُذكر نفسه بها ما وقع في شرك المعصية... أرى بأن خلاص الأمر في أن يشهد المرء في قلبه جلال الله وعظمته ، عندئذٍ لن يُطاوع هواه ولن يكون عبداً ذليلاً أسيراً للشهوات .. ولما كانت هداية الطريق وهداية التوفيق بيد الله عز وجل ، على المرء أن يعتصم بالله ويتوكل عليه ويستعين به في مجاهدة النفس ، الدنيا ، الشيطان والهوى...هؤلاء الأربع هم الأعداء ... ويعد قلباً طيباً مُحباً لله ..يتخلص من نوازع وأسباب التعلق بالمُهلكات وينتظر غيث الرحمة ومن ثم يتعاهد القلب بالاعتناء والمثابرة على الطاعات والسعي في مرضاة الله ولما يصدق العزم يتعاهده الله بالثبات والدوام.... اسأل الله لي ولكم أن يغفر لنا ذنوبنا ويعفو عن سيئاتنا ويتولانا بالعفو والعافية في الدنيا والآخرة...آمييييين
أحد الكتب التي انتبه قلبي لكلماتها؛ إذ شعرتً أنّ كل نصيحة -تقريبًا- قالها ابن القيّم وأعقبها شرح الشيخ عبد الرازق عبد المحسن البدر؛ قد لامست قلبي بشكلٍ ما. نفعني الله بما قرأت، وجزى الله الشيخين خيرًَا.
من خاتمة الكتاب: هذه بواعث قيِّمة ذكرها الإمام ابن القيم _رحمه الله_ ينبغي الاعتناء بها، ومجاهدة النفس على العمل بها، واستحضارُها متى ماسوَّلت النفس بشيء من الباطل، لتحصل للعبد السلامة والعافية والرفعة في الدارين.
١. إجلال الله و إعظامه. {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وقال سبحانه وتعالى:{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} ٢. محبة الله. { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} ٣. نعم الله و إحسانه. {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} ٤. غضب الله وانتقامه. { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ} ٥. فوات الخير والفضل. ٦. لذة قهر النفس وإرغام الشيطان. ٧. الفوز بالعوض من الله. {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقال سبحانه وتعالى:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ (41) } ٨. معية الله الخاصة. ٩. الخوف من مباغتة الأجل. ١٠. مشهد البلاء والعافية. ١١.تعزيز مجاهدة دواعي الشر. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} وقال سبحانه وتعالى {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} ١٢. محاربة خواطر النفس الباطلة. ١٣. صرف الهوى إلى مايحبه الله. ١٤. التفكر في آيات الله عز وجل. {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) } ١٥. سرعة زوال الدنيا وانقضائها. ١٦. الالتجاء إلى من بيده كل شيء. {وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ١٧. التيقظ لجاذب الخير والشر. {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ} ١٨. التخلية قبل التحلية. ١٩. النعيم والعز الحقيقي في دار البقاء. ٢٠. جهاد النفس والتخلص من عوائد السوء.
لكل من يعاني من العودة للذنوب والمعاصي كلما تركها، ومن تراوده نفسه للوقوع في الذنب بين حينٍ وآخر أوصيه بهذا الكتاب، وأن يوصي به من يشكو مما سبق
فالكتاب مُقتبس من فصلٍ في كتاب (عدة الصابرين) للإمام ابن القيم رحمه الله، تناوله الشيخ عبد الرزاق وفقه الله في كتابه بذكر كل باعث من بواعث الخلاص من الذنوب مع شرحٍ يسير لكل باعث والبواعث هي باختصار:
١- إجلال الله سبحانه وتعالى ٢- محبة الله سبحانه وتعالى ٣- استشعار النعمة والإحسان من الله سبحانه ٤- تذكر غضب الله وانتقامه ممن عصاه ٥- فوات خير الدنيا والآخرة على العاصي ٦-قهر النفس وإرغام الشيطان ٧- استحضار عوض الله سبحانه لمن ترك المعاصي ٨-معية الله لعبادة المتقين ٩-الخوف من مباغتة الأجل ١٠-أهل المعاصي هم أهل البلاء، وأهل الطاعات هم أهل العافية ١١- التدرج في مجاهدة الهوى ١٢-دفع الخواطر السيئة ١٣-قطع العلائق وصرف الهوى إلى ما يحبه الله ١٤-صرف الفكر إلى آيات الله في كتابه سبحانه، وآياته في الكون ١٥-التفكر في سرعة زوال الدنيا ١٦-الإلحاح في الدعاء ١٧-التيقظ لجاذب الخير والشر ١٨-تفريغ القلب وتنقيته ١٩- تذكر النعيم المقيم في الآخرة ٢٠-لا يغتر بما عنده من معرفة وعليه بالسعي والعمل (والخروج من العوائد)
كتيب صغير لكنه كبير النفع ذكر فيه الكاتب 20 باعثا للخلاص من الذنوب مأخوذة من كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم رحمه الله وقد شرحها وعلق عليها وقد ذكر من هذه البواعث استشعار العبد نعم الله واحسانه عليه وذكر قصة عن ابراهيم بن ادهم
روي أن رجلا جاء إلى إبراهيم بن أدهم فقال له: "يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي فاعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذا لقلبي". قال: "إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك معصية ولم توبقك ثنا لذة". قال: "هات يا أبا إسحاق". قال: "أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه". قال: "فمن أين آكل وكل ما في الأرض من رزقه؟!". قال له: "يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟!". قال: "لا، هات الثانية". قال: "وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئا من بلاده". قال الرجل: "هذه أعظم من الأولى يا هذا، إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له فأين أسكن؟!". قال: "يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه؟!". قال: "لا، هات الثالثة". قال: "إذا أردت أن تعصيه وأنت تحت رزقه وفي بلاده فانظر موضعا لا يراك فيه مبارزا له فاعصه فيه". قال: "يا إبراهيم كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر؟!". قال: "يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟!". قال: "لا، هات الرابعة". قال: "إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله عملا صالحا". قال: "لا يقبل مني". قال: "يا هذا فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير فكيف ترجو وجه الخلاص؟!". قال: "هات الخامسة". قال: "إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذونك هذا إلى النار فلا تذهب معهم". قال: "لا يدعونني ولا يقبلون مني". قال: "فكيف ترجو النجاة إذًا؟!". قال له: "يا إبراهيم حسبي حسبي، أنا أستغفر الله وأتوب إليه"
كتيب صغير لكنه مفيد جدا يعلمك كيف تقلع من الذنوب، وتهذيب نفسك، وأيضا يعلمك التوحيد الحقيقي بمن خالقك، وأحسن تسويتك، وبه فوائد طيبة في فهم نفسك، يبدو أني سأعيد قراءته مرارا.
كُتيب صغير لكنه عظيم الفائدة وكثير النفع، تكلم ابن القيم -رحمه الله- عن عشرون باعثًا تساعد العبد على الإقلاع عن الذنوب، وتطهير قلبه، وتعظيم الله عزّ وجلّ. كتاب يستحق القراءة أكثر من مرة!
أن نخلص النية لله، أن نؤمن أنها دار فناء وأن الله يرى ما نفعل ويعلم السر وما أخفى، حين موقن أن الله مطلع على القلةب، حين يكون خوفنا من الله لا من العباد، حين نبتغي ثوابه ومرضى بقضاءه ونؤمن أن لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وإن توبتنا شرطها أن تكون من القلب، صادقة، نقصد فيها وجه الله لا رضا سواه، أن نعرف اننا نعبد رب قلوب يبصر النوايا ويعرف صدق الشعور.
يحوي الكتاب عشرون باعثا قيمًا على الخلاص من الذنوب ذكرها ابن القيم -رحمه الله- في كتابه: عدة الصابرين "مما ينبغي الاعتناء بها، ومجاهدة النفس على العمل بها، واستحضارها متى ما سوّلت النفس بشيء من الباطل، لتحصل للعبد السلامة والعافية والرفعة في الدارين."
إذا عولجت القلوب، هدأت النفوس، وسارت لربها وهي على نور، تسأله الهداية والثبات، فقد تجرعت قبلها مر الشهوات، يهولها إذا ما عصت ربها، كيف وقد تفضل عليها وأنعمها، وفي هذا الكتاب، رسم ابن القيم طريق الرشاد، بعشرين باعثًا للخلاص من الذنوب، فيا من تقرأ تبصَّر بكلام أطباء القلوب.