<<مولد غراب>> حكاية من حكايات الأهوار, غريبه غي نسجها, عجائبية و غير ممكنة في موضوعها, لكن السالم تمكن من إحالتها الى رمزية متقنة و فتح أمامها التأويل الى اخر مدياته النقدية.. و حينما صدرت هذه الروايه بطبعاتها الأولى قبل 2003 في بغداد نعتقد إنها كانت جريئة في وصفها للحالة العامة في رمزية بقيت مخفية بطريقتها حتى و إن كانت مكشوفة الرمز للقارئ الذكي..
الروايات الرمزية الغريبة دائماً ما تثير إنتباهي خاصة إذا كانت مشفوعة بسرد سحري خيالي يناطح سحاب اللغة ويدهش القارئ في قوة وصفه ورسم الدقيق لشخصياته التي عجزت تماماً عن تخيل الدقة التي ولاها الكاتب في تدشين تلك الشخصيات بتلك المهارة اللغوية الوصفية وخاصة ما كان في شأن الشيخ عنبر ، إضافة الى رحلة الأهوار المزدحمة بأطياف الخيال وشؤون الماضي وعلة الحاضر التي تدفقت في عقل رجلين يبحران في ذلك الجو الجنائزي صورها لنا الكاتب بمهارة من عايش تلك الأجواء دهراً..
الرمزية العجيبة في الرواية قد تحمل أكثر من معنى لا أشك في ذلك ولكن القارئ قد يقع في تناقض تفسيرها وحملها على عدة وجهات قد تبدو في النهاية مغبشة وغير معبرة بالدقة التي كنت أود لها أن تنتهي فيها الرواية...
رغم ذلك إستمتعت بقراءة الرواية وكما هو عادة الروائيين العراقيين الذين تُصاحب في سردهم الدفء والمشاعر المختلطة بين الخيال والرمز والحقيقة في نسيج يكاد يكون مألوفاً لخيال القارئ ..
نوفيلا قصيرة تروي حكاية شاب اسمه غراب يعيش في قرية صغيرة و يتفاجا سكان القرية بأن غراب قد كبرت بطنه و هو على وشك الولادة ..فيتسابقون عند شيوخ القرية و عند الأولياء الصالحين ليخلصوهم من هذه المصيبة .. النوفيلا قصيرة الا ان الفكرة وراءها عميقة جدا من حيث تصوير جهل الناس و دعاءهم و تبجيلهم للولاة الصالحين ان يخلصوهم من هذه الفضيحة في حين ان الدعاء لا يجوز الا من الله وحده و بدأ التساؤلات عن أصل و فصل غراب هذا و أنه بالتأكيد لا ينتمي لهم و الاسقاط الثاني من حيث حبل الرجال بدل النساء مما يصور تخوف اهل القرية من ان تأخذ النساء مقام الرجال و ان يأخذ الرجال مقام النساء في الحمل و الولادة و أمور أخرى…
رغم أن القصة كانت قصيرة نوعا ما و لكن الكاتب استطاع ايصال الفكرة رغم الرمزية الشديدة في قصته
الكثير من السرد و التكرار, كأنما لو هذه المسماة "روايه" هي حديث عابر في مقهى شعبي اكثر من كونها قصه قصيره. على الرغم من النقد الايجابي للروايه من قبل المحللين العرب في مجال الفنطازيه و الشخصيه العجائبيه, الا انها لم تنل إعجابي لضعف الرمزيه و التشويق المبهم الذي لم يم يسترسل الى نتيجه مرضيه تبهج القارئ من الناحيه المنطقيه او الفلسفيه على سواء, على الرغم من جمال وصف "السيد عنبر" و عرينه السحري.
"ما كانت الشهوة خطيئة يا ابنتي، و لكن الخطيئة شهوة دائما و ابدا" ـ السيد عنبر
معجبتنيش بصراحة و مش عارف هل ده عدم استيعاب مني لرمزية الفكرة فيها ولا هي مش حلوة فعلا بس النهاية مش حلوة نهائي و الوصف زايد عن الحد مقارنة بحجم الرواية