إن عبارة واحدة لا تشير إلى ذكرى الكارثة، لكننى أخيرًا أعثر على شاهد أرجّح بملابسات تاريخ الوفاة وعمر المتوفى ومهنته ومكان الإقامة أنه قضى إثر تشيرنوبيل. وكلمة واحدة ينطق بها الشاهد.. محفورة بعمق فى دكنة الجرانيت الرمادى تقول: «باطشمو».. ومعناها: لماذا؟.. وأحب أن أترجمها فى داخلى: ليه؟.. وعلشان إيه؟ هذا الكتاب يحتوى على نصين مثيرين للكاتب المتميز محمد المخزنجى، كتبهما أثناء وجوده فى الاتحاد السوفيتى «فصول تشيرنوبيل الأربعة» الذى ولد مع الانهيار المدوى لذلك المفاعل الشهير عام 1986، و«طوابير موسكو 90» الذى ولد فى أيام وداعه ورحيله عن موسكو فى عام 1990. وهما نصان متميزان، فمن ناحية الشكل هما نوع من التحقيق الأدبى، والقصصى، مشيدان على وقائع لحظات حقيقية، معاشة، لكن هذه اللحظات ذاتها وما شيد عليها، تم الوصول إليها وانتقاؤها بروح الفن لا بحرفية التقرير. ومن ناحية الجوهر فبهما مشاعر حزينة، أليمة، توشك أن تكون نوعًا من الحسرة أقرب ما تكون لمشاعر من يتابع بكيانه المغدور كله جزيرة حلمه الكبير وهى تغوص سريعًا، غارقة فى أعماق سوداء لمحيط لا متناهٍ
ولد في مدينة المنصورة، وتعلم في مدارسها، وتخرج من كلية الطب بجامعتها، وحصل على درجة الاختصاص العالي في طب النفس والأعصاب من معهد الدراسات العليا للأطباء بمدينة كييف (عاصمة أوكرانيا)، كما حصل على اختصاص إضافي في الطب البديل من المعهد ذاته. مارس الطب النفسي في مصر وعمل أخصائيا إكلينيكيا بمستشفى بافلوف.
هجر الطب والتحق بأسرة تحرير مجلة العربي في العام 1992م، ثم عاد إلى مصر، وعاش فترة في سوريا هو الآن مستشار تحرير مجلة العربي من القاهرة. له سبعة كتب قصصية، وكتاب علمي عن الطب البديل، وكتاب إلكتروني في أدب الرحلات، وكتابان قصصيان في الثقافة البيئية للأطفال. قال عنه نجيب محفوظ: إنه موهبة فذة في عالم القصة القصيرة وقال يوسف إدريس: يمكننا أن نكوّن من قصصه باقة من أجمل القصص العالمية.
ثمة جماليات حقيقية لم يكن القبح قادرا علي إغراقها...
بلغته الناعمة ووصفه السلس يقدم المخزنجي عملا غير اعتياديا يتحدث فيه عن كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل التي عايشها من قلب الحدث وذلك في جزئين ما بين أوكرانيا حيث وقعت الكارثة وموسكو ما بين نفس رهيفة عايشت حدثا رهيبا يفتت القلوب وتأملات كاتب مع تباشير انهيار الاتحاد السوفيتي كل مانعرفه عن غطرسة إنسان أو غروره أو عدوانيته أوحقده أو لطفه أو أدبه
هي مشاهدات أكثر منها قصص تأملات كاتب كان في فترة شبابه مبهورا بهذا الاتحاد وشاهد أحلامه الشابة تنهار مع انهياره
كعادته يروي لك الحكاية من منظور بريء رهيف ويعبر عن خيبة أمل تشبه خيبات الأمل التي يمر بها جميع الحالمين والساذجين في هذه الدنيا
كل هذا يختفي عند الحذاء يتجرد الحذاء تجرد الجوهر المؤثر للضعف الإنساني الذي يتجلي في جزء من الإنسان ننظر إليه مفصلا عما حوله
--------
ما الغربة؟ لقد أجهدت نفسى لأحلل ما يمكن أن تكونه ووصلت بعد تفحصى للاحتمالات الكثيرة إلى أنها يمكن أن تكون العيش فى مكان لا تعطى فيه ولا تأخذ عطاء حقيقيًا وأخذًا من المشاعر مشاعر لا يحتملها واجب اللياقة بل تتفجر بتلقائية وتنساب بلا عمد كأنها مياه الينابيع تتفجر لفرط اكتنازها تحت الأرض وتسيل إلى حيث ينتظرها ويتلقف المنخفض مرة تكون أنت النبع وأخرى تكون المنخفض كن الغربة ببساطة تجعلك شيئا مسطحًا أو ناتئًا ومحجوزًا بسور عال من الدلالات العميقة للغة وإرث تقاليد المكان وأعرافه وخبراته الحياتية ومشاعره من تعطى ومن يعطيك حقيقة وأمامك كل هذا السور؟
--------
كنت أحس بأن يد الله قد ألقت بى فى تجربة فى لحظة من لحظات تاريخ الرعب البشرى لحظة أول رعب نووى بلا حرب تعيشه الإنسانية
--------
لقد انهار الاتحاد السوفييتي لسبب واحد يجمع كل الأسباب، وهو: الكذب ولا أجد شعورا يقارب شعوري في ذلك إلا ما أتصوره عن مشاعر السندباد البحري في إحدى حكايات ألف ليلة عندما تحطمت سفينته في عرض البحر وسبح إلى جزيرة رائعة تراءت له وبعد أن عاش هنيئا بين ربوعها بدأت في التحرك وراحت تغرق إذ كانت مجرد تكوين عارض على ظهر حوت الاتحاد السوفييتي كان احتمالا لجزيرة إنسانية رائعة، لكنها عارضة، على ظهر حوت من أكاذيب الادعاء ...
لحظات غرق جزيرة الحوت ..مجموعة قصصية للكاتب المصري محمد المخزنجي كتبها بعد ما عايش كارثة تشرنوبل التي حدثت بعد أربعة أشهر فقط من وصوله إلي العاصمة الأوكرانية كييف لإستكمال دراسته....
الكتاب مش قادرة حتي أقول عليه مجموعة قصصية..هو يعتبر خواطر أو مجرد لحظات عاشها الكاتب في هذا الوقت ولكنها مكتوبة بإسلوب سلس وفي قصص منها جميلة و تلمس القلب...
هذه الطبعة تعتبر طبعة جديدة للكتاب و تحتوي علي مقدمة يوضح فيها أسباب الحرب الروسية علي أوكرانيا حالياً و يربط بينها وبين حادثة تشرنوبل التي حدثت عام ١٩٨٦ برغم فاصل كل تلك السنين بينهما...
كتاب متوسط المستوي مش مبهر أوي و حسيته عادي.. التقييم ٢.٥
القراءة الثانية لأجمل ما قرأت للعزيز محمد المخزنجي. عايشت كارثة انفجار تشيرنوبل من قبل من خلال الكتاب الرائع "صلاة تشيرنوبل"، وكانت واحدة من أكثر القراءات إيلاماً لي.
يُخفي المخزنجي عنا الجانب المرعب من تلك المأساة الذي رأيته في كتاب "صلاة تشيرنوبل". وقف من بعيد ينقل لنا صورة مخففة للرعب الذي عايشته في الكتاب السابق ذكره، صورة مخيفة رآها وقرر أن يشوش على ملامحها الدراماتيكية برتوش سرد شاعري رقيق.
وطد المخزنجي في هذا الكتاب علاقتي "القرائية" بعالم دول شرق أوروبا الذي احببته من خلال قراءاتي عنه. نلمس حبه لهذا العالم الذي قضى بينه شطراً من حياته ومدى ارتباطه به، ويربطنا أيضا به وبشخوص هذا العالم الذي يماثل عالمنا في حزنه واحباطاته.
عود حميد لكتاب جميل قرأته منذ أكثر من عقد. وسعدت بعودتي التي عمقت محبتي له.
“الغربة ببساطة تجعلك شيئاً مسطحاً،أوناتئاً ومحجوزاً بسور عالي من الدلالات العميقة للغة، وإرث تقاليد المكان وأعرافه، وخبراته الحياتية ومشاعر."
لم يكن هذا الكتاب أولي قراءاتي لدكتور محمد المخزنجي للأسف ولكنها كانت الثانية وسعيدة بقرار قراءة هذا الكتاب
يتكون الكتاب من جزئين الجزء الاول عن انفجار مفاعل تشيرنوبل وهو ما شغل اكثر من ثلاثة أرباع الكتاب الجزء الثاني يتحدث عن روسيا والاتحاد السوفييتي
الجزء الأول الجزء الأول يتحدث عن الفتره بعد انفجار مفاعل تشيرنوبل مباشرة
أعجبني كثيرا هذا الجزء من الكتاب التفاصيل التي يقوم بكتابتها رائعه لأبعد درجة تسببت في معايشتي لتلك الكارثه التي تسبب بها الاهمال وتسبب في ان تصبح تلك المنطقه مهجورة حتي الان ويطلق عليها مدينة الأشباح او مدينة الموت
مر علي تلك الكارثه حتي الآن اكثر من 30 عام ولا تزال تلك المنطقه مهجورة حتي الآن لا يمكن استخدامه وهي تضم مدينة بربيات الأكرانية
وصفه لأجلاء الأطفال ورحيلهم عن ذويهم كان الأكثر إيلاما استطاع بمقدرته علي الوصف ان يجعل كل مشهد حي امامي علي الرغم من قصر المقالات والمواقف بها ولكن الكثير والكثير من الألم الذي عاني منه مع المنكوبين وقتها جعل من وصفه للأحداث مشاهد رائعة لا تحتاج لتجسيد اكثر من هذا
قام بتقسيم هذا الجزء الي اربع فصول وهي فصول السنه بداية من الربيع وقت حدوث الكارثه في شهر ابريل حتي فصل الشتاء وبداخل كل فصل العديد من المقالات القصيرة والمواقف التي واجهها وعايشها مع المنكوبين بصفته طبيب ولتواجدة وقت حدوث الكارثة هناك
الجزء الثاني أما بالنسبة للجزء الثاني من الكتاب فكان يتحدث عن تفكك الإتحاد السوفييتي لكن مع كل أسف لم يستطع ايصال اي مشاعر او وصف الحاله وقتها بشكل دقيق مثلما فعل في الجزء الاول ولذلك لا يوجد الكثير للتحدث عنه
كان الرائع فعلا هو جعل هذا الجزء قصير ليحتل اقل من ربع الكتاب سأحاول الا اجعلها القراءة الأخيرة للكاتب
الكذب قادر على تدمير أقوى الحضارات والبلاد .. الأب الروحي لكل المصائب و المحسوبيات والرشاوى ... الفيروس الذي إذا تمكن من أصغر إدارة في حكومة تفشي كالوباء فيحل أبناء الواسطة مكان أهل الخبرة ويتزاوج الفساد مع خبث النوايا لتسقط دولة كاملة صريعة جسد معطوب بداء الكذب ....
يأخذك الكاتب في رحلة مؤلمة وشاقة لحادث انفجار مفاعل تشيرنوبل ليصف ذكرياته عقب الحادث في المدينة المنكوبة كييف العاصمة الأوكرانية ، ليذيقك مرارة الألم والمعاناة وتعيش لحظات الترقب والخوف من المجهول دامجا المشاعر الأليمة في فصول السنة وقصص قصيرة عن الوضع القاسي ...
" ولأن المسألة ثاوية في أعماقي تماماً. أمد يدي بأناة وشجن ." " إنه مشاعر حزينة أليمة توشك أن تكون نوعاً من الحسرة أقرب ما تكون لمشاعر من يتابع بكيانه المغدور كله جزيرة حلمه الكبير وهي تغوص سريعا، غارقة في أعماق سوداء لمحيط لا متناه " " لم أكن شيوعيا. كان الشيوعيون يتهمونني بأنني مجرد رومانسي ثوري. وكانت السلطات تحشدني - دون انقطاع - على رأس القوائم الشيوعية في مدينتي وفي طليعة المسجونين. وكنت بين هؤلاء وهؤلاء أحلم بالمدينة الفاضلة ... كما أن طبيعتي الجانحة دوماً نحو الحرية، ولو إلى درجة الفوضى، جعلتني عنصراً مستعصياً علي الاستقطاب لأي تنظيم " .... احنا كتير ومن زمان كمان 😃😃 " ثمة جماليات حقيقية لم يكن القبح قادراً على إغراقها " " لقد انهار الاتحاد السوفييتي لسبب واحد يجمع كل الأسباب وهو الكذب فقد كان احتمالاً لجزيرة إنسانية رائعة ولكنها عارضة على ظهر حوت كبير من أكاذيب الإدعاء، ونقائص أيديولوجيا تزعم الاكتمال، وصغائر نفوس قادة صغار لبلد كبير وعريق ...لقد أردت أن أهرب بأولادي من مصير الكذب "
فصول تشيرنوبل الأربعة ...
- الربيع ... إنه يتفجر فجأة ، ننام والشجر عار وبقايا الثلوج في الشوارع ونصحو فإذا الدنيا تضج بالخضرة كأنما تفجرت في الليل .. تماما مثل كارثة الربيع تشيرنوبل .. يصف لنا الكاتب لحظات معايشته لكارثة انفجار مفاعل تشرنوبل نتيجة عمل طائش أحمق لتقفز الحماقة مجتازة أكثر من مائة نظام للأمان يتلو بعضها بعضا .. فكما قال أينشتاين " شيئان لا حدود لهما الكون وغباء الإنسان "، فتظهر المطالبات بإنشاء نظام جديد للأمان اسمه أمان ضد الحماقة .. وتتوالى الحماقات البشرية ليُخفي مدير المحطة النووية الكارثة ليترك عوائل كاملة تواجه ليل ذري مرعب من ليالي الربيع وتسبح في الاشاعات المتكاثرة وشبه الصمت السوفييتي ... لتبدأ دراما تشيرنوبل .... " وانفجرت تبكي . فصرنا معا، على رصيف محطة قطارات كييف، في هذا اليوم من أيام تشيرنوبل الأولي : شاب عربي ، وعجوز أوكرانية .. لا يعرف من يراهما يقينا أيهما يضم الآخر ويربت بهدهدة .. لعله يكف عن البكاء " " ما الغربة ؟ لقد أجهدت نفسي لأحلل ما يمكن أن تكونه، ووصلت بعد تفحصي للاحتمالات الكثيرة أنها يمكن أن تكون العيش في مكان لا تعطي فيه ولا تأخذ .. عطاءاً حقيقياً وأخذاً من المشاعر ... لكن الغربة ببساطة تجعلك شيئا مسطحا، أو ناتئا ومحجوزا بسور عالي من الدلالات العميقة للغة ، وإرث تقاليد المكان وأعرافه، وخبراته الحياتية ومشاعره ... أي عزلة مضاعفة، أي غربة أيها الفزع اللامنظور ؟."
- الصيف ... وما الصيف إلا ربيع تشتد حرارته في كييف .. وفي هذا الفردوس الدافيء . بدَّل الناس عاداتهم التي كانوا اعتادوها في أصياف مضت قبل تشرنوبل .. فالبحيرات هجر شواطئها المستحمون والغابات لم يعد يغشاها البشر .. " فمثلي يفضل أن يموت في هدوء لامرئي " " كل مانعرفه عن غطرسة إنسان أو غروره أو عدوانيته أو حقده أو لطفه أو أدبه .. كل هذا يختفي عند الحذاء .. يتجرد الحذاء تجرد الجوهر المؤثر للضعف الإنساني الذي يتجلى في جزء من الإنسان ننظر إليه مفصلا عما حوله ..ولكم قرأت في تعابير الأحذية "
- الخريف ... الخريف الذهبي .. بدا لي وكأن الأوراق لا تذبل فيه، إنما تتلون، ثم تتساقط عن الأشجار قبل أن تزول عنها ألوانها الباهية .. وكانت نسائم الخريف الذهبي ترق. فلا برد ولا حر. وعلي المماشي المفروشة بذهب الخريف الهش الخطر، الذي كانوا يحذرون منه لتشبعه بالإشعاع ، كنت أواصل طريقي باحثا عن اللحظات الملونة التي لم يختف الحزن فيها .. بل الشك والريبة لصق الاطمئنان ..
- الشتاء ... نزلت الثلوج مبكرة وكثيفة في هذا العام لتترافق مع الإنتهاء من طلاء التابوت بدهان معدني مقاوم للصدأ من اللونين الأبيض والأخضر. لماذا هذان اللونان ؟ الثلج والخضرة ...
كتابان قصصيان في كتاب واحد، يربطهما المكان والزمان والأسى. "فصول تشيرنوبل الأربعة" و"طوابير موسكو 90" مجموعتان من القصص يسجل فيهما محمد المخزنجي تجربته التي عاشها في كييف أيام كارثة تشيرنوبل وبعدها، حتى لحظاته الأخيرة في موسكو، ليضم المجموعتين معا تحت عنوان واحد عَبَّر فيه عن رؤيته وشهادته على لحظات انهيار الاتحاد السوفييتي: "لحظات غرق جزيرة الحوت". وبالرغم من كون هذا الكتاب "رواية حقائق قصصية" كما صنَّفَه المؤلف نفسه، إلا إن بعض "اللحظات" بدت كأنما أتت من ذلك البرزخ الفاصل بين عالم "الحقائق" وعالم ما فوق الحقائق. لحظات كالتي سجلها في قصص: كوب ماء - شيء مربك - اللحظة - قتل - أجيال - غراب غراب غراب - قراءة ما - أنين احتضار بشري. يبقى "أوتار الماء" كتابي المفضل للمخزنجي، لكنني أعتز بشدة بنسختي من هذا الكتاب، التي كُتب على صفحتها الأولى بخط يشبه صاحبه: "هذا كتاب أحبه.. أهديه لإنسان أحبه.. هو أحمد الديب.. وليمتليء الكون محبة.. محمد المخزنجي"
أحمد الديب أكتوبر 2012
تحديث:
من الكتب القليلة التي أمهلني العمر لقراءتها مرتين، استعدادا لعرض الكتاب غدا في مكتبة الإسكندرية (11 نوفمبر 2019 الساعة 2:30 بالقاعة الكبرى). بين القرائتين سبع سنين تقريبًا، ومشاهدة لمسلسل تشيرنوبل، والكثير مما قضت به الحياة في هذا الزمان البائس. صدق المخزنجي حين قال في إحدى قصص هذا الكتاب: ما أقسى مآل البطولة في زماننا!
لحظات من البكاء على جزيرة احتضرت بسبب الكذب والنفاق على شعب لطيف طيب، نظرة سياسية على انفجار مفاعل تشرنوبيل وآثار ذلك على انهيار الاتحاد السوفيتي، رؤية كاتب عاش في كييف لحظة الانفجار وعايش الاشعاع النووي غير المرئي، فمر بظروف عصيبة مع عدو يجهله كأنه جزء من فيلم الرجل الخفي المرعب لكن الفارق أن الكتاب واقعي مائة في المائة مرعب مشوق ومثير...
تمر بك السنين وتتذكر أحلام الأمس ...وأولئك الذين جعلت منهم قدوه ومثل أعلى ...وتكتشف ان القامات قد تقزمت بشده ...ولون الواقع ليس بزّهوّ لون الاحلام ...عندها تغرق جزيره أحلامك و تغوص في قاع المحيط لأنه لم تكن أرضا ثابته بحق ..
في هذه الروايه يحكي المخزنجي عن الثقل الشرقي والقامه السوفيتيه التي كانت المثل الأعلى والاكمل للحالمين بالعدل والمساواه على هذه الارض ...ذلك الصرح الذي تهدم لأسباب حار الباحثون فيها الي يوم لكن أنهى المخزنجي الحيره بكلمه من ثلاثه حروف ""الكذب"" صُدرت لنا صوره لم تكن تمت للواقع بصله .. الكذب الذي تفشى في المؤسسه الروسيه و سرت بها كافة أعطاب السلطه من ديكتاتوريه و بيروقراطيه ورشوه والوساطه التي أعطت لقليلي الخبره والعلم مراكز حساسه و تسببت في كارثه بيئيه عظمى ""أنفجار مفاعل تشيرنوبل" الحدث البيئي الاهم في النصف الثاني من القرن العشرين .. كان المخزنجي في وطيس المعركه وعاصر وعايش تلك الازمه من قلب الحدث ..كييف العاصمه الأوكرانيه ... يروي المخزنجي في فصول قصيره و أسطر قليله أنطباعاته الشخصيه ومشاهداته الانسانيه عن أوكرانيا بعد أنفجار المفاعل النووي ,,ستعيش معه قلق الناس ورعبهم ...الترقب والخوف ...من اليوم وغداًوالاشعاع الخبيث الذي تبقى لعنته لأجيال عده .. وفي القسم الثاني يروي المخزنجي مشاهداته بعد عام ونصف من تركه روسيا ويقارن بين روسيا 86 و روسيا 90 تلك التي بدأت تقبل الزحف الرأسمالي وتتخلى عن طابعها الحالم ...
لا أعرف كيف أصنفها أهي روايه او مجموعه مشاهد قصصيه ولكن على كل حال ستستمتع كثيرا بها
المخزنجي عميد القصة القصيرة العربية دون منازع لفرط إعجابي بأسلوبه وقصصه وكلماته أتمنى أن أحفظها ❤❤❤ ولجميع كتبه أولوية عندي لإعادة قراءتها وتدوين الكثير والكثير من الاقتباسات والسطور والكلمات
لو أنّي علمتُ بهذه المجموعة وقتما كنتُ أقرأُ صلاة تشيرنوبيل لقرأتُها في إثرها.. مجموعة قصصية جميلة لصاحب القلم الرقيق.. صورٌ ولقطات يُحسنُ أستاذنا هنا أخذها بقلمه.. وأجملُ ما في لقطاته عفوية الأشخاص الذين يظهرون بها.
من أروع الأشياء التي قرأتها لـ أ. المخزنجي.. أنصح جدّاً بقرائتها.
الكتاب عبارة عن خواطر ورصد لبعض المواقف التي حدثت في كييف– التي تصادف وجود الكاتب بها لدواعي الدراسة– عقب الاعلان عن كارثة تشيرنوبل. كلها تفاصيل اجتماعية وانسانية. انقسم لجزئين. الأول: حياته في كييف على مدار سنة وقسمها للفصول الأربعة، وهو الجزء الأفضل. الثاني: اتكلم عن حياته في موسكو بعد مغادرة اوكرانيا. رصد بعض المتغيرات في المجتمع الروسي عقب انهيار الاتحاد السوفيتي. اكملته بسبب حبي لاسلوب المخزنجي صراحة لكني تقريبا لم استفد بشئ😅
الاتحاد السوفيتي كان احتمالاً لجزيرة إنسانية رائعة لكنها عارضة، على ظهر حوت من أكاذيب الإدعاء. ونقائض ايديولوجيا تزعم الاكتمال، وصغائر نفوس قادة صغار لبلد كبير وعريق، عراقة دوستويفسكي وتشيخوف وتورجينيف وبوشكين وتولستوي وجوركي وبولجاكوف.
التجربة الأولى للتعرف على قلم محمد المخزنجي وكانت جيدة .
بينها و بين "سفر" نسبا .سفر مجردة في أغلب القصص عن التفاصيل و هذا ما أحبه في بعض قصص هذه المجوعة أشعر أنني أقرأ قصة من قصص المجموعة القصصية "سفر" لكن يظل هوايا الأول "سفر"
لحظات غرق جزيرة الحوت واللقاء الثاني ليّ مع أدب دكتور محمد المخزنجي
كعادته الانسيابية في الكتابة، وبلُغته السلسة ووصفه البالغ يُقدم لنا المخزنجي *قضية انفجار مفاعل تشيرنوبل* بطريقته ومنظوره الخاص، يُصور لنا عِدة مشاهد من لحظات الانفجار وما تلاها من لحظات علي مدار فصول السنة الأربعة. ولأنه متخصصًا في الطب النفسي، اعتمد المخزنجي علي وصف الأماكن ومشاعر الناس، بل ومشاعره وحالته النفسية التى تتغير بتغير الأحداث والظروف، بل وتقلب حالته في نفس ذات الحدث، يصف لنا خيبة آماله وانهيار أحلامه وسط الظُلمة الحالكة للاتحاد السوفييتي، والكذب الذي أودى بأرواح الكثيرين بسبب ديكتاتورية وبيروقراطية المؤسسة الروسية.
هذا العمل أقرب إلي تحقيق أدبي أو تأملات ومشاهدات كاتب أكثر منها عمل قصصي، فالكتابة هنا أشبه بأفكار قفزت بدماغ المخزنجي وحاول ملاحقتها وترتيبها، ولكنها كانت كالإشعاع لا يمكن ملاحقتها.
"أبكي.. لا أعرف لماذا بالضبط أبكي، لكن كل أحزان العمر تتجمع في هذه اللحظة وتدفعني للبكاء الذي كلما حاولت كمحه يجمح أكثر".
"ما الغربة؟ لقد أجهدت نفسى لأحلل ما يمكن أن تكون��، ووصلت بعد تفحصى للاحتمالات الكثيرة،إلى أنها يمكن أن تكون العيش فى مكان لا تعطى فيه ولا تأخذ عطاء حقيقيًا وأخذًا من المشاعر.. مشاعر لا يحتملها واجب اللياقة بل تتفجر بتلقائية وتنساب بلا عمد كأنها مياه الينابيع تتفجر لفرط اكتنازها تحت الأرض ، وتسيل إلى حيث ينتظرها ويتلقف المنخفض.. مرة تكون أنت النبع وأخرى تكون المنخفض. لكن الغربة ببساطة تجعلك شيئا مسطحًا، أو ناتئًا ومحجوزًا بسور عال من الدلالات العميقة للغة، وإرث تقاليد المكان وأعرافه وخبراته الحياتية ومشاعره. من تعطى ومن يعطيك حقيقة وأمامك كل هذا السور؟"
"ورغم يقيني بأنه لا يصح إلا الصحيح، و أن الكذب لا يعمر طويلا، إلا أن لحظات غرق هذه الجزيرة الحلم، أو وهم الحلم، قد ورثتني حزنًا لاأظنه يقف عند حدود النصوص".
هما كتابان في كتاب واحد 1- فصول تشرنوبل الأربعة 2- طوابير موسكو 90
يتحدث فيها محمد المخزنجي بأسلوب القصص القصيرة عن مشاهداته قبل وبعد انهيار الاتحاد السوڤيتي (والذي هو جزيرة الحوت)، و يخرج بفكرة واضحة من الكتاب وهي أن ما سبب انهيار الاتحاد السوفييتي فعلاً هو الكذب..والكذب فقط.
كل شيء كان يدار بالكذب والتزوير...فحصل الانهيار والغرق.
يروي المخزنجي في قصصه القصيرة مشاهد قبل انفجار مفاعل تشرنوبل، وسبب الانفجار والذي هو الإهمال والكذب، كما يروي مشاهداته وما عايشه بعد الانفجار وكيف تصرف الناس وتأقلموا مع موضوع انتشار الإشعاعات النووية.
للأمانة أسلوب الكاتب بالنسبة لي كان عادياً جداً ، لم يكن مشوقاً في غالبه...بعض القصص كانت جيدة و أوصلها الكاتب بأسلوب جميل والبعض الآخر عرضه كان دون المستوى برأيي.
النسخة التي قرأتها طباعة الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر ضمن سلسلة أصوات أدبية كانت رديئة، ويؤخذ عليها بأنها مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية.
كان من المفترض أن أنهي هذا الكتاب في اليوم الذي بدأته فيه :) لم يعجبني وكما ذكرت من قبل فصَّل ما أجمله في قصة (أتكون آخر تحية للورد) في (الموت يضحك) ولم يعجبني هذا التفصيل . عندي أن المخزنجي كاتب قصصي محترف ومن طراز خاص جدًا ربما كانت تجربة مختلفة عليه حاول أن يجدد فيها ويضع الواقع المعاش بجوار الواقع المتخيل (وكثيرًا ما يفعل ذلك في قصصه) لكنها أفلتت منه هذه المرة
الكتاب عبارة عن خواطر و أقصوصات عن أحداث وقعت للكاتب الكبير الجميل محمد المخزنجي الجزء الأول منها وقت كارثة شارنوبيل و الجزء الثاني بعدها بأعوام عام ٩٠
التشابه كبير جدا جدا بينها و بين القصص الواردة بالمسلسل الرائع Chernobyl الواضح أن الكارثة أكبر مما نتصور ، لازلت في طور القراءة حول الموضوع حتى أحيط ببعض العلم عنه
كتاب لطيف ...كعادة المخزنجى فى السرد بيشرك القارىء فى التفاصيل بقوالب كتابة مبتكرة ..توقعت اكتر من العنوان بس الاسلوب بالرغم من عدم خلوه من بعض الملل الا انه لطيف ومسلى شوية .. كويس كقراءة انسانية لما بعد احداث تشيرنوبل بالصورة الانسنانية لما بعد الكارثة
ربما كان المخزنجي هو أول من يقوم بذلك ! .. يُعايش كارثة بيئية ماحقة ككارثة تشرنوبيل، فينهمك هو في تجربة الانفعالات الكاملة وقص الحكايا فيما وراء كل هذا القلق، بينما يواجه -حرفياً- خطر الموت. عجيـــب !
الكتاب ينقسم إلى جزئين: الجزء الأول "فصول تشرنوبيل الأربعة" هو سيمفونية قلقة مفعمة بالشجن حد الاختناق، تعزف على أوتار الخوف الإنساني العتيد من موت الأشياء قبل البشر. تتوالى فصول أربعة على كييف، يجوّل فيها المخزنجي وحيداً بين أعطاف المدينة المبتلاة، المهجورة اتقاءاً لشرور الغبار الذري، فتسنح له الفرصة الكاملة لتقطيع قلوبنا واحداً واحداً. أنا لم أقرأ كثيراً حول كارثة تشرنوبيل وانفجار المفاعل النووي -اللهم إلا التحقيقات الخبرية الموجزة- وأزعم أن أحداً لم يرو عنها كما روى المخزنجي. هذا الجزء -صدقاً- فائق الروعة.
الجزء الثاني "طوابير موسكو 90" لا بأس به .. أظنه -وإن كان غير وثيق الصلة بانفجار تشرنوبيل- إلا أنه جاء متمماً للصورة التي أراد أن ينقلها لنا المخزنجي عن تمنياته في الاتحاد السوفيتي القديم ما كان له " نسقاً من الحلم الشخصي الكبير" على حد تعبيره.
يستخدم الكاتب طرقاً وتكنيكات غريبة في القصّ. هو لم يزعم أنه مبتكرها، ولكن إحقاقاً للحق هي طرق غريبة علينا نحن قرّاء العربية .. أنا شخصياً لم أصادف مثلها كثيراً بين ما قرأت من كتب باللغة العربية.
ملاحظة: في كل مرة أقرأ فيها للمخزنجي أحس أن تعريفي لمفهوم الإنسانية اختلف .. ماهو يا إما هو بريء وشفاف لحد غير بشري، يا إما أنا اللي بتمتع بقسوة وبرود مشاعر لا تمت للإنسانية بصلة !
عن اللحظات التى تلت انفجار تشيرنوبل المفاعل الذرى, لحظات عايشها المخزنجى بصفة شخصية بوجوده فى مدينة كييف وقت الحادثة و على الرغم من فداحة الأمر موضع الحديث, فالكتاب يقطر رقة و رقى عن مشاعر الأطفال الذين تم ترحيلهم من المدينة المصابة بالإشعاع عن مشاعر ذويهم خوفا عليهم و خوفا من مستقبل مجهول أما الجزء الأخير بالكتاب فحدث و لا حرج عن الإبداع, الجزء الذى أسماه الكاتب "بان قصصى" قاصدا به صورة طولية شاملة لحدث أو لحظة فاصلة يرويها المخزنجى بمنتهى الشفافية و الحرفية المخزنجى فى هذا الكتاب يبرهن على تمكنه كأديب صاحب عين ثاقبة و قلم مرهف يلتقط أدق التفاصيل و أبسطها فى نفس الوقت ليصورها بحروف رشيقة تسمو معها عقلا و عاطفة
تجربتي الثانية مع المخزنجي الكتاب يتكون من نصين أولاً مجموعة فريدة في الأدب العربي "فصول تشيرنوبل الأربعة" عن كارثة تشيرنوبل فقد كان شاهد عيان على ما حدث عام 1986 إبان إقامته في كييف أثناء دراساته العليا في الطب التى لا يفصل بينهما سوى 85 كيلومتراً فقط وككل القصاصين البارعين يلتقط المخزنجي التفاصيل التى نراها عادية ويبدع منها أقاصيصه وثانياً موسكو 90 "بان قصصي" والبان هو دوران الكاميرا أفقيا في السينما وكانت عن أثر العولمة على الإتحاد السوفيتي وأعججبتني للغاية عكس معظم القراء
_"من تزاوج الفساد و خبث النوايا كانت تتوالد شرور الصور " و هنا بدأت الكارثة. _لحظات أقرب إلى الشجن: ما فعله تشرينوبيل في بائعات الورد و اﻷطفال. _ ما أحببته : قراءة ما / فصول تشرينبول اﻷربعة ، هُـــم/طوابير موسكو 90.
كالعادة فى كل مرة أقرأ له .. نجح الدكتور محمد المخزنجى فى خطف أنفاسى فى العديد من لقطات هذا التحقيق الأدبى و القصصى فى نفس الوقت , فقد ظل المخزنجى -مع حفظ الألقاب طبعاً - قاصّاً كما هو معروف عنه بإنسانيته المعهودة و رقة قلبه و دقته فى وصف الأماكن و مشاعره وحالاته النفسية التى تتغير بتغير ظروف نفس الحدث
اعترفت من قبل بقدرة محمد المخزنجى على جعلى أبكى - كما حدث لى فى كتاب :- رشق السكين - بمجرد قراءة ورقة واحدة فقط من كتاباته , فهو يجعلنى أكتشف جوانب داخلى أعتبرها ذات قيمة " على الأقل بينى و بين نفسى " لكنى لم أشعر يوماً أن هناك من يشاركنى الشعور بهذه اللحظات الدقيقة و هذه التفاصيل الصغيرة فى حياتى , المخزنجى جعلنى أرى حياتى بشكل أفضل و كل ذلك يرجع لإنسانيته العالية فعلاً
أعطيته 4 نجوم ... لأن " رشق السكين " أبكانى أكثر مما أبكانى هذا الكتاب ..... و أنبل ما فى الإنسان دموعه و شعوره بالآخر ..... شكراً دكتور المخزنجى على كونك إنساناً بهذه الرقة
ملاحظة أخيرة ... استطاع المخزنجى فى أحد هذه القصص أن يثبت لنفسه شيئاً هاماً و هو أنه يستطيع قول الحق حتى لو ارتعش جسده كله
Speak the truth , even if your voice shakes
و قد فعلها فى قصة :- " هم " من مجموعة :- طوابير موسكو 90