تلك المجموعة من القصص، تجمع عدة مشاهد حياتية، يومية حقيقية أو خيالية رمزية، تتحد كلها في فكرة الهروب من الخطر، من الحقيقة، من المواجهة ومن الحياة حين تضيق صدورنا بتحملها، وفي معظمها تتداخل ثقافات وبلاد مختلفة. القصة التي تحمل المجموعة اسمها «وتغير لون السماء»، تعكس مشهد الشباب المصري الحالي، بعد الأمل إلى التخبط، وبعد الحلم إلى العبث، وبعد الثورة إلى الفشل. على ألسنة مجموعة من الشباب يقصون كيف تغيرت نظرتهم نحو العالم حتى أن لون السماء أصبح مختلفًا في عيونهم بعد لحظة فارقة تلت حدثًا مزلزلًا في حياة كل منهم، وهذا الحدث عادة يدور حول الثورة المصرية التي لم تحقق أي هدف من أهدافها سوى كسر حاجز الخوف. وتتشابه مع تلك القصة قصة «منسحبون»، حين يقرر الشباب مفاجآة الظلم بتصرف يجعله وحيدًا في ساحة المعركة لا يجد من يظلمه. فيهربون إلى إشعار آخر، وينسبحوا في هدوء ليحرموه من لذة الانتصار. بينما تزيد لغة الحوار في هذه المجموعة بين عدة أطياف من البشر، كما في قصة «قالت لي زهرا» حين يظهر حوار بين ثقافتين غاية في الاختلاف، ولكن يجمعهما الهروب نحو الغربة وما يتبعها من أحلام، وكذلك قصة «صور من هناك» التي تصور الغربة التي قد تصيبك فقط لأن جذورك مختلفة عن مكان نشأتك، حتى لو كنت قد ترعرعت فقط في هذا المكان ولا تعرف غيره. وبالمثل «فلوت وغرباء»، حين تدرك أن الغربة قد تكون داخلية تعزلك عن الناس وتحولك إلى غريب غير مفهوم. وباقي قصص المجموعة تدور في إطار إنساني تارة، ورمزي يدفع القارئ للتفكر تارة أخرى.
كاتبة مصرية ومترجمة لغة ألمانية وانجليزية ومحررة أدبية وكاتبة سيناريو أفلام وثائقية وكرتونية صدر لها مجموعة قصصية بعنوان " ترعبهم أنفسهم" في يناير 2013 ومجموعة قصصية بعنوان "وتغير لون السماء" في سبتمبر 2017. حصلت على عدة جوائز محلية وتكريمات دولية في مجال القصة القصيرة والنقد الأدبي والأبحاث الأدبية.
في البداية أحب ان ابدي اعجابي الشديد بالمجموعة القصصية والتي تُعد اكثر من رائعة ولكن في اعتقادي انها ينقصها السيرة الذاتية للمؤلفة التي تحفل بالعديد من الإنجازات ... واود ان اُبدي اعجابي بقصة منسحبون والتي اثرت بي بشدة واثر بي عبارة بعينها: "لا احد في حياتي السابقة كان يراني مثلنا رأيتني" ربما تلك هي المأساة ان في بعض الأحيان نبخل علي بعضنا بكلمات بسيطة تعني بالنسبة لهم الكثير والكثير ... يليها ما هو إلا صعلوك والرائعتان والتي تعد إحدى الروائع بالفعل والتي شعرت معها بالحنين إلي الماضي واسكندرية الساحرة ثم قصة رحلة مفاجئة و قصة دفاتر رحلة مفاجئة: شعرت من خلالها ان السنوات قد رجعت إلى الوراء حيث انها كانت اسعد فترات حياتنا تلك السنوات والرحلات المدرسية وإعداد الحقيبة المدرسية والألعاب والملابس في اليوم السابق للرحلة وأحيانا لا ننام تشوقا لها ولكنك كنت بارعة في سرد امر اخر الا وهو اننا بالفعل اختلفنا فلم يعد لدينا شغف الرحلات ولا سذاجة الرؤية مثل الماضي قصة دفاتر: شعرت بعد نهايتها انني اريد ان أقف وأصفق لك فقد لمست بها كل ما لدينا من ذكريات وطفولة وبالنسبة لي حبي انا ايضاً للأفيال.. شعرت أن اسم القصة هو الفيل السعيد لارتباط الفيل بالسعادة والبهجة وهو سؤال كان بالقصة ولكنه اسم يبدو علية الطفولة نوعا ما ...
مجموعة رائعة، طريقة السرد سلسة ما أن تبدأ في قراءتها لا تستطيع التوقف قبل انهائها ... رغم طرح بعض القصص بطريقة فلسفية ولكن استخدمت الكاتبة الفلسفة بطريقة بسيطة سهلة تجعلك تدخل في حالة تأمل ومحاكاة لواقعك لتقيس بعض القصص على حياتك أو حياة بعض الأشخاص من حولك؛ فعلى سبيل المثال: قصة «وتغير لون السماء» التي تحمل المجموعة اسمها ما أن تنتهي من قراءتها حتى تجد نفسك تتساءل: "ومتى بدأت أنا في التغير؟!" وقصة «منسحبون» تدفعك للتساؤل وانت تقرأها — بغض النظر عن حرمانية الإنتحار — هل فعلًا يستحق أمر ما الانتحار ... بينما نجد بعض القصص الاخرى تجمع بين ثقافات مختلفة بطريقة ممتعة كما في قصة «الرائعتان» والتي أقل ما توصف به انها رائعة، وتكتشف وجود تشابه بين الثقافة الباكستانية وعادات بعض المناطق المصرية كما في قصة «قالت لي زهرا»، وبعض القصص تجعلك تشعر بالأسى والتعاطف مع ابطالها مثل «ما هو إلا صعلوك» و«ثعبان اخر يتخفى» ... مجمل القصص كلها رائعة ومكتوبة بعربية راقية ... انصح بقراءة المجموعة بشدة.
مجموعه قصصية اكثر من رائعه أعادتني الى القراءة و اعادت إليّ روحي الضائعه مع كل موقف حياتي شعرت انه أثر في او إنني مررت بمثله فى صخب الحياة الموجع شعرت انها تمثلني شعرت انها تسطر حياتي و كأن قلمها التقي و توارد مع أفكار عقلي شكراً للكاتبه الرائعه فى انتظار المزيد من الإبداع