من سلسلة الكتاب المسموع، قدّمت جمعية المعارف الإسلامية الثقافية قصة سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه) تحت عنوان ((سيد الظل الأخضر)) والتي نالت على المرتبة الأولى في مسابقة ((العلماء الشهداء)) عام 2003.
كتابٌ من ثمانين صفحة هو -بالمنطقِ- كتابٌ لن يفيَ الأمين العام والمجاهد والمقاوم الشهيد السيد عباس الموسوي حقَّه، ولكنَّني أحببتُ تنويعَ القراءات في هذه السلسلة، خاصةً وأنَّ كلَّ كتابٍ كُتب بقلمٍ مختلف، وأنَّ هذه القصص المنشورة تميَّزت في مسابقاتٍ مختلفة نُظِّمت لتأريخِ قصصِ الشهداء.
لا أستطيع تأييد العنوان الفرعي للكتاب "قصة سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي" ولو لم أكن أعرف الكثير عن شخصية الشهيد وحياته، لأنَّ ما تضمنه الكتاب أقلُّ بكثير من أن يوصف بِـ"قصة"، قد يكون مقتطفاتٍ، رغم أنَّي أجدُ أنَّه -بحجمِه الصغير- لا يكاد يكون مقتطفاتٍ حتى. لعلَّ الأنسب أن يكونَ مقدّمة حول الشهيد، أو مواقف من حياته الاجتماعية والسياسية حتى بلوغه منصب الأمين العام فشهادته.
لغة الكتاب مباشرة وسطحية، ووجدتها جافّة بعض الشيء، لم يستطع الكاتب من خلالها أن يربطَني بالكتاب، بل التمستُ فيها بعض التصنّع -إن صحَّ التعبير- فالرسائل التي يهدف إلى نشرِها تأتي بتعبيرٍ واضح وكأنها أُقحمت في النص، لا جزءًا منه ومن تركيبته، مما جعلَ تقبلي لها صعبًا. نعم أتفق في معناها وأؤيد إدراجها -وإلا ما الفائدة من الكتاب أصلًا؟!- ولكنَّ الكاتب -من وجهة نظري- لم يوفَّق في طريقةِ طرحها، وأظنّه لو امتلكَ لغةً أقوى وأسلوبًا سرديًّا أبرعَ لأجاد ذلك. اختصارًا -ولا أقصد الإساءة-، الأسلوب الوعظي يشبهُ إلى حدٍّ كبير الأسلوب المتبع في مسرحيات الطابور المدرسي، حوارٌ لا يكشفُ عن ذاتِ الشخص المعني بقدرِ ما يكشفُ عن الرسالة التي يضمِّنها المؤلفُ جملَه المنمقة، ومَن مِنا تأثرَ بمسرحياتِ الطابور وإن صدَّقَ عقله الموعظةَ فيها؟
الأمر الآخر الذي أزعجني أثناء القراءة وأشعرَني بالبعدِ عن الكتاب وأجوائه هو عدم معرفتي بحقيقةِ ما ذُكر فيه، إن كانت كل المواقف واقعية أو بعضها أو بعضٌ من تفاصيلها من نسج الخيال. نعم، حريٌّ بقصصٍ كهذه أن تكون واقعيةً، ولكنها في النهايةِ قصةٌ فائزةٌ بمسابقةِ كتابة، وهذه القصص والمسابقات لا تخلو من الخيال بطبيعة الحال، فوددتُ لو كان للكتابِ مراجع حتى أقرأ الحقيقةَ الكاملة.
ما يُعزيني ويخففُ وطء عدم رضاي عن الكتاب هو عمره، فقد نُشر قبل ٢٢ عامًا تقريبًا، وأظنُّ لو تتكرر هذه المبادرات اليوم فسيكون النتاج أقوى كما نرى في كتبِ الشهداء الصادرة حديثًا.
• أجَابَته (أمُّ يَاسر): "أنتَ ذاهِبٌ في رِحلَةٍ مَحفُوفَةٍ بالمَخَاطِر ولَقدْ رأيتُ في مَنَامي أنَّني سَأكُونُ إلى جَانِبِك، لَقَد اصطَحَبَ الإمَامُ الحُسين عليه السّلام أفرادَ أُسرَتِه إلى كَربَلاء، فإمَّا أن نَعُودَ سَالِمَيْنِ إلى هَذا المَنزِلِ وإمّا أن نَعودَ شَهِيدَيْن..."
• فَكَانَ السَّادِسُ عَشر من شُبَاط من عام ١٩٩٢ يوْمَ الإستِشهَادِ العَظِيم، يَومَ ارتَفَعَ السيّدُ وزَوجَتُه الفَاضِلَةُ ووَلدُهُمَا حُسَين -ابنُ السّتِّ سَنوَات- لمُلَاقاةِ رَبّهم مؤمِنينَ طَاهرِين، إثرَ غارَةٍ بالمِروَحيَّات على مَوكِبهم قُربَ جِبشِيت.