عاش جيرمي نعيماً رائعاً حتى أعلن عن سقوط روما موسوليني الذي قتل مع عشيقته في تقليد أوروبي قديم حديث توَّجه الفوهرر بنفسه. كشف عن الحقيقة البشعة. «أنا مقاتل أمريكي». هكذا قال. وقد تعرف عليه رفاقه من الفرقة العاشرة. كانوا ثملين حد الخرف. ولكنهم عرفوه: «جيرمي، أهذا أنت أيها الإيطالي القذر؟ كيف تركت صقلية؟». بدا فرحاً متناسياً ما اقترفوه في حقه من سيئات. طلب من قائده أن يأخذه إلى نيويورك، قائلا بأن لديه أقارب هناك، لكن القائد رفض طلبه بعد مشاورة سريعة مع قائد آخر: «اسمع يا إيطاليو، أنت كنت مع موسوليني، صورك والأكاليل التي غمروك بها صارت معروفة، اسمع أنت كنت لتكون أمريكياً عظيماً ولكننا لا نستقبل النازيين والفاشيين ولا حتى الشيوعيين، نحن لن نأخذك معنا أنت لم تقدم ما يساعدك على ذلك يا بني.
مجموعة قصصية جميلة . استمتعت بالجميع . عدا القصة الأخيرة ، استمتعت بها لكنها مثل حلوى الجيلي ، متى ما اعتقدت أنك تحملها في يدك ، تراها تنفلت من بين اصابعك و انت بلا حول و لا قوة .
مع المشهد البيروتي وجدت نفسي مشدودة لما بين يدي. الثلاث القصص الأولى كانت مزعجة بالنسبة لي، لماذا؟! لا أدري بصراحة!. الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية من تسع قصص تصلح لأن تكون مشاريع روايات. ومن الممكن أن يكون هذا عيبها. فمساحة القصة القصيرة تستلزم أن يشعر القارئ بالامتلاء بعد نهاية الحدوتة وحتى القصص التي من الصعب قفلها يجب أن يشعر القارئ بأن ما بين يديه يستوجب_يحتمل ذلك...ولم أشعر بذلك.0 نجمتان ونصف.0
قصص شيقة يستطيع الكاتب أن يشد تركيزك بكل جدارة، كما أن في عزّ استمتاعك بالقراءة يترك بعضها مبتورة بلا نهاية. وكثيرًا ما تساءلت أثناء قراءتي إن كان الكاتب يجسّد جانب من شخصيته في أبطال قصصه؟ وهذا لا يهُم في كلّ الأحوال.
أسلوب سرده كان أكثر من رائع مع كم هائل من التشبيهات، وتوقفت عند هذا التشبيه" لكنه لم يضحك بالمرة، بل ازداد جديّة مثل دكتاتور مستقبلي واعٍ". لا أدري لما توقفت عند هذا التشبيه بالذات!
من وجهة نظري أنه من أكثر القصص تشويقًا هي "جمعية كُتاب تازر" والتي تتمحور ف مغامرات مراهقين في سعيهم لإكتشاف كل خفايا بلدتهم بمساعدة الأستاذ. بدت لي سلسلة مغامراتهم أمرًا طبيعيًا كوني انتمي أيضًا إلى بلدة صغيرة في الجنوب الليبي وأعرف مدى قدرة المراهقين في الوصول لخفايا الأمور. ولا زلت عاجز عن فهم ربط الحوادث التي وقعت في البلدة بعضها ببعض. كيف لحادثة مثل عراك بين عاهرتين أن تكون انطلاقة لتدوين تاريخ بلدة؟؟ كنت أقرأ أحداث القصة بشغف لمعرفة مصير أرشيف الذي أعدّوه المراهقين بمساعدة الأستاذ بحياد تام. بدا لي أرشيفهم مشروع رواية ضخم ك"مائه عام من العزلة" الذي صوّر فيها ماركيز بلدة "ماكوندو" مع ستة أجيال من عائلة بويندا، وانهى في ختامها سلالة العائلة مع البلدة بأكملها. أنهى شكري القصة على نحو غير متوقع، بعد أن أنهى حيوات ثلث أرباع المراهقين في حروب الأهلية دون أن يتطرق لمصير ذاك الأرشيف.
مهماي لمين، شخصية أعترف إني ضعت في تفاصيلها، من انفصام شخصيته وتجربته كموظف في السفارة وقائه مع إيما. سبق وأن قرأت لشكري قصة " بركاي هامشيمي"، واقتبس منها عبارة "أي شيطان يسكن صديقي" أي شيطان يسكن مهماي لمين؟؟
أما عن قصة "جيرمي الإيطالي". جيرمي شخصية غريبة لا تقلّ غرابة عن باقي أبطال القصص، تحول من جندي مطيع، ومسالم الذي تنازل عن انتقام موت أهله واختار أن يتصالح بل أن يقف ليقاتل في صف "أعدائه" قتلة عائلته فجأة تستيقظ فيه روح الانتقام لينتقم من "جاك" جندي الأمريكي بطريقة يصعب تفسيرها.
أنصح بقراءة هذه القصص الشيّقة!
This entire review has been hidden because of spoilers.