اختفى المهدي. مات؟ قتل؟ غاب غيبة يترقب الناس عودته بعدها؟ كثيرون يعيشون على أمل عودة المهدي في أنحاء متباعدة من المعمور... ينتظره خلق الله حيث تضيق بهم السبل وتنقصهم الحيلة. اسمه المهدي، وهو المنصور، والناصر، وله من الأسماء سفيان ومن الألقاب حجة الله، وسيف الله.. هو العربي، الكردي، الأمازيغي، الفارسي، التركي، الرومي. هو في كل بلاد الله. قد يطلع من قوم بامبارا، وقد يظهر في الصين أو سيلان... يهابه الملوك والسلاطين. يقيم عروشا ويهد أخرى... يتشوف إليه أحفاد جبلاوي في أولاد حارتنا. يركب أجنحة الموت، يسخر العفاريت والشياطين، يتنقل مثل الرياح المرسلة.
ثورة المريدين . بداية أنا أحب كل ما يمت للمغرب والأندلس بصلة . البلدان والقرى والأشخاص والأسماء، العلماء والعامة الأحداث التاريخية والواقع المعاصر . الكتب والدروس، الروايات والحكايات .كل ما يمت لهم حرفياً .
وهذا سبب شرائي لهذه الرواية بدون معرفة سابقة بالكاتب أو الكتاب . تدور قصة الرواية حول ثورة المريدين في الأندلس وقيام دولة الموحدين . مع مزج الواقع أو الأحداث التي عاصرت كتابة الرواية ورحلة البحث عن مادة الرواية في بطون الكتب بأحداث الرواية نفسها . فتجد الكاتب يتحدث تارة عن الأندلس وشوارعها وضواحيها وحبه لها أو عن نفسه ورحلته في تأليف ودراسة حياة المهدي وكتابة ومراجعة فصول الرواية أو عن أصدقائة أو أقربائه أو ما يدور حوله ثم ينتقل ليحكي جزء من حياة المهدي بن تومرت مؤسس وعامود دولة الموحدين كما يصفه أو الإمام المعصوم محمد بن عبدالله المهدي كما يلقبه أتباعه . تدور أحداث الرواية بين حياة المهدي و عام 2011 الذي كتبت فيه الرواية والذي كان عاماً حافلاً بثورات الربيع العربي . وهنا بيت القصيد أو مربط الفرس . انطلاقاً من كلا الحدثين ثورة المهدي وثورات الربيع العربي حاول الكاتب أن ينفذ إلي حقيقة مفادها أن الرابط بين الثورات واحد والهدف من قيامها واحد وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . أو النهي عن المنكر والأمر بالمعروف كما كان يفضل المهدي بن تومرت أن يقول . أو يسقط المنكر كما تقول بدرية . السؤال الذي ساد المشهد في الرواية هو أين ذهب المهدي والإجابة كانت من الكاتب بشكل غير مباشر أن المهدي موجود في كل وقت في ميدان التحرير وجبال تينمل وفي بغداد ومراكش وفي بين المدينة . " اختفي المهدي ؛ قتل ؟ مات ؟ غاب غيبة يترقب الناس عودته بعدها . كثيرون يعيشون علي أمل عودة المهدي في أنحاء متباعدة من المعمورة . ينتظره خلق الله حيث تضيق بهم السبل وتنقصهم الحيلة . اسمه المهدي وهو المنصور ، والناصر ، وله من الأسماء سفيان ومن الألقاب حجة الله وسيف الله .. هو في كل بلاد الله قد يطلع من قوم بامبارا، وقد يظهر في الصين أو سيلان .. يهابه الملوك والسلاطين يقيم عروشاً ويهدم أخرى .. يتشوف إليه أحفاد جبلاوي في أولاد حارتنا . يركب أجنحة الموت، يسخِّر العفاريت والشياطين، ينتقل مثل الرياح المرسلة" برأيي أن الرواية لم تكن تأريخاً لثورة المريدين أو حياة المهدي أو دولة الموحدين وإنما اتخذت شكلاً أوسع لتكون حديثاً عن الثورات عموماً وربط ثورة المريدين في الماضي وثورات الربيع العربي في الحاضر . الرواية جميلة حقاً وأبرز مواطن الجمال فيها هو روعة الحوارات التي دارت فيها بكل لهجة وثقافة. حوارات المثقفين والصحفيين والفنانين باللهجة المصرية . حوارت ميدان التحرير بين الشباب . الحوارات المغربية بين المختار الرجل الطاعن في السن صاحب الشهية المفتوحة للحكي وخالد الشاب المغربي والكاتب المتلهف لغايته. وحوار غسان أبو ماضي التاريخي النقدي، هذه الحوارات بلهجاتها المختلفة باختلاف طبائع أفرادها أبدع الكاتب في سردها . ومثل ذلك روعة الوصف للأماكن والأشخاص كأنك تراها رأي العين. وأروعها وصف الكاتب لحي إمبابة ومطعم البرنس . إبداع حقيقي . أخيراً يؤخذ علي الرواية الإطالة أو الحشو والتكرار في بعض المواطن منها لكنها ليست بالكثيرة ولا تقدح في جودة الرواية . وربما كان هناك فجوة في الربط بين فصول الرواية من ناحية التاريخ والواقع . أحسست بصعوبة أو عدم سلاسة أحياناً في التنقل بين الفصول وبين الماضي والحاضر تحتاج معاها للقراءة مرة أخري للربط ولانتباه عالي في هده المواطن . لكنها أيضا لم تكن كثيرة. دمتم بخير .
تحكي ثورة المريدين قصة نشوء الدولة الموحدية على أنقاض دولة المرابطين في المغرب الأقصى. يتناول الكاتب الموضوع من منظور محمد بن عبد الله (ابن تومرت) المؤسس الفعلي للدولة، ويتتبعه في ترحاله من المغرب إلى المشرق طلبا للعلم، ثم أوبته مرورا بالمغرب الأوسط حيث سيلتقي بأوائل أتباعه الذين سيشكلون نواة الدولة، على رأسهم عبد المومن بن علي الگومي.
بالموازاة مع هذه القصة — التي تنتهي عند المناظرة الشهيرة التي دارت بين ابن تومرت بعد دخوله مراكش عاصمة الحكم وبعض الفقهاء بمجلس الأمير علي بن يوسف بن تاشفين — يتضمن الكتاب بين دفتيه فصولا يسرد فيها الكاتب على لسان الراوي عبد المولى اليمّوري عملية الكتابة، والصعوبات التي رافقتها، لا سيما في موضوع استكناه جوهر المهدي بعيدا عما جاء به البيدق في الكتاب الذي خصصه له ولأخبار دولته. ومن ذلك البحث المؤرق عن كتاب "السر المرقوم في أخبار المعصوم" الذي ضاعت أغلب مخطوطاته، والذي يعتبره الراوي السبيل الوحيد للنفاذ إلى الحقيقة.
بعيدا عن القصة الموازية (التي أخذت حيزا أكبر من اللازم)، يمكن اعتبار الرواية عملا أدبيا ناجحا قد يصلح للإخراج التلفزي، فقد توفق الكاتب في تقريب صورة المهدي وصفاته الخلقية والخُلُقية، وكذلك في وصفه لمختلف الأقطار التي تخللت حياته.
رواية عن ثورة المريدين أو الموحدين .. وظهور المهدي .. الفقيه السوسي محمد بن عبدالله .. المشهور بابن تومرت المهدي الأمازيغي .. هي فصول تتكلم ما بين الرواي وروايته عن المهدي .. وبين الرواية التي كتبها .. ابن تومرت الذي ادعى بأنه من نسل الرسول ﷺ .. وأنه المهدي المنتظر .. هو الذي قضى على المرابطين وبنى دولة الموحدين .. وفي دعوته الكثير من البدع حيث أنه يرى أن الإمام معصوم .. وفي موته لغز كبير .. حيث أنه رشح عبدالمؤمن لتكملة مسيرته .. بعدها اختفى ولم يظهر .. الرواية لم تشوقني .. اعتقدت أن الرواية طالما هي لمغربي ستكون رائعة .. كروايات لطاهر بن جلّون .. لكن ظني خاب .. ويبقى الجميل فيه الجزء التاريخي .. معلومات جديدة عن المهدي المزعوم ..