لا يتناول الكتاب التحليل النفسي أو مؤسسوه ورواده بقدر ما تخصص في دراسة تأثير التحليل النفسي على القراءات الثقافية والسياسية في الولايات المتحدة. كان كتاباً تاريخياً بقدر ما هو كتاب تخصصياً، لكنه مهم للمختصين بصورة ما. نعم، لقد تطلب إتمامه الرجوع الى جوجل ويكيبيديا عشرات المرات. لكن الحصيلة ثرية وخصبة لا انكر ذلك قطعاً
هذا الكتاب هو آخر ما ألّف بول روزان عن تاريخ وأفكار حركة التّحليل النّفسيّ ولا شكّ أنّه تقصّد البدء بشرح أنّ فرويد كان نشطاً لنشر أفكاره من خلال تأسيس الاتحاد الدوليّ للتحليل النفسيّ. لهذا السبب اختار المؤلّف بذكاء علاقة ايريك فروم بحركة التحليل النفسيّ التي انتهت بطرده، ليبيّن تنظيم وسياسة الاتحاد الذي أسّسه فرويد. . وفي فصل آخر كتب المؤلّف عن زيارة فرجينيا وولف وزوجها الناشر ليونارد وولف لفرويد، بعد لجوء فرويد إلى لندن. ثمّ تبعها بعد ذلك مساهمة ليونارد في ترتيب نشر كتب فرويد. ثم يبيّن دور جيمس ستراتشي الذي ترجم أعمال فرويد إلى الإنكليزيّة بمباركة فرويد نفسه. وفي فصول أخرى يحلل المؤلّف استقبال فلاسفة أوروبا لأفكار التحليل النفسيّ ومواقفهم هؤلاء أمثال: مارتن بوبر، وفتغنشتاين. . وفي فصل آخر يوضّح الصلة بين السياسة وعلم النفس في عمل المنظّرين السياسييّن أمثال ميكافيللي، وروسو، ويفرد لحنة آرندت فصلاً مستقلاً، ويناقش رفضها التحليل النفسي. . ثمّ يختم المؤلّف الكتاب فيشرح تداخل التحليل النفسيّ مع قضايا القارة الأمريكيّة والعالم، من حرب فيتنام، إلى المجال الأدبيّ والفنيّ، والتغييرات الاجتماعيّة وصولاً إلى الثورة الجنسيّة، ثم يبيّن أثر المدرسة التحليليّة للحركة النسويّة، ودور الحركة في إضافة شروحات وأفكار إلى حقل التحليل النفسيّ.