بداية هناك توصيف خاطئ للكتاب، حيث كتب على الغلاف أن العمل متتالية قصصية، كما أن المترجم في مقدمة الكتاب زعم أن القصص ترتبط ببيعضها البعض، وأن أحداث معظم القصص تقع في البار وبالتالي فهو بمثابة القاسم المشترك والبطل الفعلي لتلك المتتالية .. لكن في الواقع القصص لا يجمع بينها أي رباط، ومعظمها لا يدور في البار كما يدعي المترجم بوجه عام قصص بعضها جميل وممتع، وبعضها ممل، واعتمد الكاتب كثيرا على العالم الغرائبي، حيث الأحداث التي تخرج عن نطاق المنطق والمألوف دون أن تصل إلى درجة الفانتازيا .. فضلا عن سحر الوصف والغوص في أعماق الشخصيات الغريبة التي يرسمها .. أكثر القصص التي أعجبتني جار مرعب مخيف ووجه القاتل
أعجبني في هذه القصص أنها مروية بأسلوب مختلف ، جمع بين اسلوب السرد القديم من حيث طول القصص وكثرة التفاصيل ، مثلا بعض القصص كان بها تعدد شخصيات جعلتها أقرب لرواية قصيرة ، مثل قصة الجار المرعب ، .. وأخدت من روح العصر الحديث طبيعة الموضوعات والمحتوى .. وأسلوب المعالجة واندهشت مني لم أجد تناسبا بين العنوان ومجتوى معظم القصص ، حيث تدور في أحد أحياء باريس ، ولم تدور كلها في مكان واحد أو حول مجتوى واحد له علاقة بالحانة أو رواد الحانات ، بل هي في معظمها تتناول أزمات البشر والصراعات الداخلية داخل نفوسهم ، حول معاناة بعضهم وكيف أنهاها البعض بشكل مأساوي تراجيدي بحت .. معظم الأبطال هنا لديهم عقدة نفسية ، أو يعاني من أزمة كبيرة مع تتابع الأحداث يختار الراوي لهم نهاية عبثية تذكرني بنهايات نجيب محفوظ هناك قصتان اابطلان فيهما يعانيان من هوس وجنون ، وذكاء مرعب يقود صاحبه مهما برع في الحيل والفهلوة إلى الهلاك مهما طال الوقت .. وهما قاتل تسلسلي ، ولا عب رديء .. وهناك قصة فطيرة مستديرة باللحم ، لكن البطل لا يتمتع ب>كاء إنما هو كمن يشعر في كل الأحوال بالضيع واليأس فيهوي بنفسه نحو المصير المقدر له وهي تجمع بين الألم والمعاناة ، والسخرية والتهكم ، إذ لماذا عندما يشعر الإنسان بالجوع لا يبحث عن الطرق المشروعة نحو رزقه ، أو حتى غير المشروعة دون جنون واندفاع مثلما فعل البطل!! وهناك القصص النسائية مثل " ليلي ، تاريخ انتهاء الصلاحية ، ومسيرة بلا أخطاء وأخيرا في آخر قصة تجد أن البطل كأنه يعاني من فصام ، هو طيب ولكن يرغب أحيانا في ارتداء قناع الشر الذي بدأه بلعبة يمارسها مع أطفال العائلة ، فاستحلى الدور ، ورغب بممارسته لحماية نفسه أحيانا ، أو لأخذ حقوقه أحيانا أخرى ، وحتى لا يستضعف ، حتى انقلبت اللعبة إلى جد .. وساقه كل من الحب والرغبة والجموح لمصير مضحك مبك معاً تماسك النص وسلاسة اللغة ، وتميز الأسلوب ، وروعة التصوير ، جعلني أكملها وشجعني على قراءتها للنهاية في وقت قصير .. فالموضوعات جديدة ، ومتنوعة .. ربما قصد الكاتب هنا بحانة العادات ، أن كثير من البشر يعيش في حانته ويخضع طيلة عمره أسيرا لبعض العقد والأفكار الخاطئة ، ويدمنها ويألفها ، حتى إن كانت ستهوى به إلى جحيم الضياع ، وتورده الهلاك المحقق أكثر نهاية كانت مؤلمة جدا هي نهاية " حلم رديء" في القطار قصة تحكي عن رحلة الحياة .. كيف ينظر كل إنسان إلى حياته على أنها محطات يتوقف عندها قطار العمر إلى ان يصل للنهاية المحتومة أجمل قصة كانت قصة "جار مرعب مخيف " وأكثرها مللا وصية رجل محبوب و الترجمة جيدة جدا ..ما جعل القصص تروى بأسلوب سلس وانسيابي ، دون أن تشعرني بالتشتت
"في القطار" قصه تضمنتها المجموعه القصصية حانة العادات للكاتب الفرنسي فرانز بارتل تلك القصة التي جعلتني أشعر وكأن أحدهم أمسك شنيورا و احدث ثقبا عميقا في منتصف رأسي. تبدأ القصة عندما يأخذ احدهم تذكرة للذهاب إلى قرية مسقط راسه ويستقل القطار . هذا القطار الذي لم يتوقف أمام اي محطة مندفعا في طريقة غير عابيء بهؤلاء المنتظرين على الأرصفة؛ فلا مسافر يصل ولا مسافر آخر ينضم لقائمة المحشورين في هذا الهيكل المعدني . قال صاحبنا المسافر لمفتش القطار إن مسقط رأسه يبعد عن المدينة بحوالي اربعة ساعات وهاهو قد دعسه الوقت داخل القطار ليمر نصف اليوم بل ويمر اليوم ولم يصل .
بمرور الوقت في القصة يبدأ القطار يتحول الى حياة موازية لعالمنا الحقيقي لتبدأ فلسفة الإنتظار وفلسفة التوقف وفلسفة الوصول وفلسفة التجربه . ولكن صاحبنا اعتاد الإنتظار دون ملل ولم يكلف نفسه عناء ان يجذب ذراع الإنذار ليتوقف القطار ولكنه خاف من أشياء لن تحدث مثل صعود جنود مسلحين ليقتلوا كل من في القطار أو انه في هذا القطار قد نجا من وباء ما من الزلازل او البراكين فقد استأنس السفر والأيام التي تمر رغم انه الوحيد دون جميع المسافرين لديه وجهه يريد الوصول اليها. وفي النهاية يفضي المفتش بسر للمسافر :
"إن القطارات تنتهي دائما بالتوقف ولكن ليس من المؤكد أن يحدث هذا في نفس الأماكن التي اردناها أن نتوقف فيها "
يضم الكتاب مجموعة من القصص الطويلة التي تربطها ثيمتان تقريبًا ( العادات و الهوس) فالقصص الأولى كان أغلبها يتناول موضوع اختلال العادات.. العادات الصغيرة التي نمارسها دون تردد وبشكل شبه آلي ومع ذلك فغيابها يربك عالمنا كله ..أن تتجه إلى زوايتك المفضلة من المقهى الذي ترتاده لسنوات طويلة هذه العادة هي ما يضبط إيقاع يومك ..صمت المكان وحتى ضوضاؤه تحدد به مدة بقائك و مغادرتك .. وعليه تسير حياتك على هذا الروتين المعتاد.. غياب تفصيل بسيط كهذا يجعل عالمك يتداعى للحظة.. ومزاجك وأفعالك.. للحد الذي يجعلنا نؤمن كما هو عنوان أحد الكتب ب( قوة العادات). في النصف الثاني من الكتاب اتجهت القصص نحو الجانب السيكولوجي الخفي للتفكير الإجرامي من نواحي مبتكرة جداً في إحدى القصص تتشابه مع رواية العطر.. وفي بعضها ابتكار وجِدّة وقدرة عجيبة على الدخول في أفكار العنف أو الاجرام سواء تم أم لا .. هو يبحث في منطلقاته ومحرضاته عند الشخص.. بعضها شعرت فيه أني تشبعت بالفكرة ولم يعجبني ولكن الكتاب ككل يستحق القراءة نظراً لفرادة الشخصيات التي يعرضها الكاتب في قصصه أنت هنا تقرأ عن نماذج غريبة ومبتكرة من الشخصيات القصصية . المجموعة حازت على جائزة الجونكور للآداب عام 2006م
Plein d'histoires bizarres, sans queue ni tête, cruelles, la plupart du temps avec une méchante méprise envers des femmes. L'auteur se présume pouvoir décrire comment se sent une femme qui tombe amoureuse, et a même le cran de l'écrire et reecrire, plusieurs fois. Ce sont des histoires un peu à la Poe, qui n'expliquent pas comment on en est arrivé à un point. L'importance c'est que le personnage vit quelque chose de bizarre, d'épouvante, et l'auteur décrit comment il le ressent. Ce sont les histoires qui énervent. Certains peuvent aimer ce genre d'humour, mais ca ne me fait pas rire (ben aller sauf l'histoire du voisin avec des lapins)
من ألطف وأجمل المجموعات القصصية، اللي قرأتها في حياتي، وأرشحها لأي حد قافل من القراءة أو من الحياة بصفة عامة. ورغم إني مش من محبي القصة القصيرة، إلا إني أحببت كل قصص المجموعة بلا استثناء، لأن فيها سخرية شديدة الذكاء، والترجمة سلسة جدا وما افقدتش القصص سخريتها.
كتابة هادئة، هامسة. جمل وحوارات تمشي على أطراف الأصابع. لا تكاد تسمع لها صوتا حتى وهي تصف عادات مخيفة أو سلسلة جرائم بشعة لقاتل محترف.. قاتل يحول جثث النساء للوحات فنية .. يصفف الشعور ويضبط المساحيق والزينة لالتقاط صور فاتنة وأخيرة
قطار ي��ضي براكب دون أن يقف به في أي محطة ورغم تأكيد الركاب على توقف القطار في محطته المنشودة، إلا انه لا يتوقف عن السير فوق القضبان لأيام عديدة ورغم ضجة القطار واهتزازاته المتتالية ومرور مفتش القطار لفحص التذاكر أكثر من مرة إلا أنه يفاجئك بأن القطار يمضي على قضبان متخيلة في داخل العقل. وأن كل تلك الضجة والأصوات لم تكن حقيقية بل كانت خامدة تماما .. مجرد رحلة في الداخل وحكاية أخرى لرجل يستيقظ من نومه بفكرة ملحة لقتل زوجته التي يهيم بها وكأن أكثر الافكار سوءا تنبت فجأة في عقولنا، دون أدنى مقدمات. وكأننا لم نخلق في هذه الحياة إلا من أجل تلك اللحظة الحاسمة التي يتغير معها كل شيء. آخر قصة باسم وجه القاتل كانت أكثر الحكايات هدوءا وجمالا
قصصها غريبة المواضيع وليست مثل القوالب الجاهزة المتعارف عليها في القصص، ففيها قاتل متسلسل يعتبر نفسه فناناً يريد أن يسعد جمهوره، وقطار لا يصل إلى وجهته ولا يتوقف أبداً، فيها رجال شكاكون دفعتهم الغيرة للجنون، جيران مزعجون ، موظف بسيط لطيف موهبته أنه يقلد وجه القاتل، رجل أجوف، فيلسوفة تحدد تاريخ انتهاء صلاحيتها، والكثير من القصص . في مقدمة المترجم يذكر أنها متوالية قصصية أي مجموعة قصص أبطالها مختلفون، يربط بينها خيط صغير ،ويكاد يكون المكان هو البطل ألا وهو الحانة، ، لكن هذا ينطبق على أول عدة قصص فقط وليس على جميعها. يحتار القارئ في تصنيفها هل هي جميلة مشوقة أم لا ولكن الثابت أنها غريبة ومبتكرة.. د.نسرين درّاج
كتب عليها أنها متوالية قصصية والسبب -كما هو مكتوب على ظهر الرواية- أنها مجموعة من القصص المنفصلة التي يربط بينها عنصر واحد على الاقل. المؤلف هنا يحكي لنا ست عشرة قصة تدور أحداث أغلبها في حانات. وهذا لم يحدث. لكن لا بأس تظل القصص ممتعة ومميزة وكتبت بأسلوب جيد جدًا. بالإضافة إلى الترجمة الممتازة لعادل أسعد الميري التي كانت سلسة للغاية في نظري. وأكثر قصة نالت إعجابي كانت القصة الخامسة (تاريخ انتهاء الصلاحية)
بسم الله الكتاب قوي،القصص تجمع بين الفلسفة و السخرية الذكية و كل قصة تترك انطباعًا مميزًا بنفس القارئ لحد أنني اتخذت عادة تسمية القصص حسب جوهرها و تسجيل ذلك على الهاتف. المأخذ الوحيد سيكون عدم احتراز الكاتب عن استخدام الجنس بقصصه مما يترك مذاقًا مربكًا بفم القارئ. على أي حال أسلوب جذاب رشيق،هذا نوع الأسلوب الذي يُطمح بلوغه !
This entire review has been hidden because of spoilers.
مجموعة قصصية جميلة جدا، بعض القصص عظيمة خصوصا " حانة العادات ". اغلبية القصص تدور في الريف الفرنسي، أو في الأماكن التي تمضي فيها الحياة برتابة، دون تغيير بسيط ربما لسنوات طويلة. كان وقت لطيف مع قصص فرانز بارتل.
لستُ من محبي القصة القصيرة، ولكني من محبي المترجم عادل أسعد الميري، واسمه بالنسبالي علامة جودة لاي كتاب سواء مؤلف أو مترجم. لذلك بدأت قراءة هذا المجموعة بدافع حبي لكتابة الميري، وخرجت منها بعشق أسلوب فرانز بارتل. أحببت كل قصص المجموعة واستمتعت بها وضحكت حد القهقهة علي أغلب قصصها.
مجموعة قصصية مميزة جدا، كل قصة ليها روحها.. استمتعت بحانة العادات وقصة القطار بالأخص كانت مجرد فكرة في بالي من فترة طويلة ولقيت الكاتب صنعها بإبداع فحسيت بالألفة والامتنان.
"وبسبب الشك في النتائج امتنعت عن الفعل، أسر لي المفتش أنه ليس من المستبعد أن يتوقف القطار ذات يوم. فالقطارت تنتهي دائما بالتوقف، إنها تتوقف ولكن ليس من المؤكد ان يحدث هذا في نفس الأماكن التي أردناها أن تتوقف فيها . لم أعد أعرف إن كان هذا هو ما اتمناه فعلاً."