هذه الصفحات ليست قصة حاكم أو تأريخاً لحكمه يكتبها قلم ، ولكنها صورة لرجل وعصر ترسمها الوقائع بفرشاة الرسم خطاً وظلاً ومساحات فراغ! يدون الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" فى هذا الكتاب الكثير مما قاله عن مبارك ، وقاله له طوال سنوات حكمه ، وذلك ضمن حوار غير مباشر فى معظمه ، لأن - كما يقول هيكل - الاتصال بينهما تلك السنوات كان فاتراً ، وفى معظم الأحسان مشدوداً ومتوتراً!!.. فهذا الكتاب "مبارك وزمانه" يجمع فيه "هيكل" سجلاً لهذا الحوار الذى تواصل ثلاثين سنة ، فهو يحوى كل ماكتبه على الصفحات أو تحدث به على الشاشات كما نُشر أو ظهر على أصله ، لا تتغير فيه جملة أو كلمة واحدة ، لأن سجل أى حوار سياسى يحتفظ بقيمته إذا حافظ على أمانته لا يمسه سن قلم ، أو لمسة لون بأثر رجعى.
أبرز الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. من الصحفيين العرب القلائل الذين شهدوا وشاركوا في صياغة السياسة العربية خصوصاً في مصر. قام بتحرير كتاب فلسفة الثورة الذي صدر للرئيس جمال عبد الناصر. عين وزيراً للإرشاد القومي ولأنه تربطه بالرئيس جمال عبد الناصر صداقة نادرة في التاريخ بين رجل دولة وبين صحفي ـ يعرف تمسكه بمهنة الصحافة - فإن المرسوم الذى عينه وزيراً للإرشاد القومي نص في نفس الوقت على إستمراره فى عمله الصحفى كرئيس لتحرير الأهرام.
بقي رئيساً لتحرير جريدة الأهرام لمدة 17 سنة وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم. رأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم - الجريدة والمؤسسة الصحفية - ومجلة روز اليوسف. أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. إعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي بعد أن أتم عامه الثمانين ومع ذلك فإنه لا يزال يساهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر وثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدماً منبراً جديداً وهو التلفاز حيث يعرض تجربة حياته فى برنامج أسبوعى بعنوان مع هيكل في قناة الجزيرة الفضائية.
الكاتب الصحفي الوحيد الذي تجد فى نهاية كتبه ملحق كامل بصور الوثائق. الكاتب السياسي الوحيد الذي يكتب بأسلوب أدبى ممتع دون الإخلال بالموضوع لأنه خبير بخفايا النفس البشرية. قال عنه أنتوني ناتنج - وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية فى وزارة أنتوني إيدن - ضمن برنامج أخرجته هيئة الاذاعة البريطانية : عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه وعندما إبتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه. ساند الكاتب نجيب محفوظ عند مهاجمة روايته أولاد حارتنا.
مقالات للكاتب المصري هيكل تأتي في القسم الأول على شكل دروس مبسطة في التاريخ موجهة للرئيس السابق مبارك تبدأ في أول تسلمه السلطة و يلمس فيها أن هيكل يريد أن يوصل للقارئ ما يعاني منه مبارك من قلة الثقافة و عدم إلمامه بأمور السياسة..يشير فيها إلى الأخطاء التي وقع فيها كل نظام حتى وصل إلى مرحلة توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل و ما جرته هذه المعاهدة و ما ترتب عليها من فقدان مصر لدورها ووزنها في محيطها العربي و الإفريقي..هناك أيضا قسم يتحدث فيه عن رؤيته لمسألة التوريث و الحاجة لوجود مجلس رئاسي انتقالي يستلم السلطة و مكون من أسماء كالبرادعي و زويل و غيرهم و تحت إشراف مبارك يكون مسؤولا عن تسيير شؤون الدولة و وضع دستور جديد تمهيدا لانتخابات حرة و إلا فسيكون البديل ثورة و فوضى لن يسيطر عليها أحد ! رحمة الله عليك ياهيكل
إسم الكتاب : مبارك و زمانه .. ماذا جرى في مصر و لها ؟ المؤلف : الأستاذ/ محمد حسنين هيكل (رحمه الله) دار النشر : دار الشروق عدد صفحات الكتاب :420 صفحة سنة النشر : (الطبعة الأولى) 2012 تصنيف الكتاب : السياسة المصرية 1981-2010 التقييم : 3.5\5
يُعتبر هذا الكتاب هو الثاني من ثلاثية الحقبة المُباركية, و التي صدرت بالترتيب التالي : أ- مُبارك و زمانه من المنصة إلى الميدان (309 صفحة). ب- مبارك و زمانه .. ماذا جرى في مصر و لها ؟ (و أنصح بقراءته أولاً ثم أ, و أخيراً ج) ج- مصر إلى أين ؟ ما بعد مُبارك و زمانه (266 صفحة).
تصل تلك السلسلة تقريباً لـ1000 صفحة, و هو مجموع صفحات الثلاث كتب.
يُعتبر هذا الكتاب الأول لي مع هيكل, و قبله أقتنيت كتاب (مصر إلى أين – الثالث في السلسلة), و ورثت عن جدي -رحمه الله- كتاب (خريف الغضب – الذي يُعتبر من أهم كتب الأستاذ هيكل), و هذَيْنِ الكتابين قرأت منهما صفحات و فصول في أحيان قراءات ما قبل النوم التي تُضلل الطريق على كوابيس الطفلة الجميلة ذات الشعر البُني المُحمَّر و التي تموت كل في كل كابوس بطريقة بشعة ! .. تُعتبر قراءة الكتب قبل النوم, هي دواء تلك الكوابيس المُزعجات, التي تخلصت منها في نومي, فطاردتني في يقظتي, فصارت أحلام يقظة لا سبيل لعلاجها أو الهرب منها ! .. على كل حال, يُعتبر هذا الكتاب الأول لي مع الاستاذ هيكل, و لعله الأول لأنني أردت أن أقوم الآن –بشكل قاطع لكل خططي القرائية الأخرى- أن أقوم بالقراءة عن الثورة المصرية (25 يناير) و بطبيعة الحال عن مُسبباتها, أي: عن عصر مُبارك .. و لن نجد في المكتبة العربية من هو أحق و أجدر بقراءة شهادته عن السياسة المصرية مثل الأستاذ هيكل. يتقسَّم الكتاب -بعد مُقدمتَيْنِ- إلى أربع أقسام :
1- حوار من بعيد مع مُبارك : و هو القسم الذي يشمل ستة رسائل مفتوحة ساد فيها حسن ظن هيكل بُمبارك كان هذا عام 1982 أي بعد عدة أشهر من تولي مُبارك زمام الحكم, و كانت تلك الرسائل قد كتبها هيكل لمجلة (المُصور).
الرسالة الأولى : (رسالة إفتتاحية للرسالات التالية) :
أ - يبدأ تمهيد الرسالة الأولى بذكر ما كان من عصر السادات لأنه المؤهل لظهور مُبارك حكمه للبلاد, و يتحدث عن أهم فقرة في عصر السادات : حرب أكتوبر, و يقول هيكل أن السادات ظن أن إسرائيل تلقت ضربة موجعة ولن يكون أمامها خيار إلاأن تتنازل و تقبل السلام, وأن أمريكا في يدها 99% من أوراق قضايا الشرق الأوسط, و أن الإتحاد السوفيتي لم يعد له أي مكان في الشرق الأوسط, و أن الضرورة تفرض الركض نحو أمريكا, و صنع سلاماً مع إسرائيل؛ فارسل السادات رسالة إلى هينري كسينجر صباح يوم 7 اكتوبر يُخبره فيها بأن الحرب لن تتسع في سيناء !, و بالطبع فمعروف أن تبادل المعلومات العسكرية مع الطرف المُعادي في أوقات الحروب هو خيانة عُظمى! هذه واحدة أما الثانية, فإن هيكل يقول أن من طبيعة أي قوى واعية لحركة أي صراع إذا ضربتها مُفاجأة أن تُجهض هذه المُفاجأة من باب الحرص المبدئي إذا لم يكن من باب الدفاع عن نفسها, لكي تُبت للطرف المُعادي عُقم مُحاولته و إستحالة مطلبه, و أن المُفاوضات و المُحادثات و الرسائل يأتي دورها بعد الحرب, لأنها تستند لنتائج الحروب, ولا تأتي أبداً في أوج الحرب !, كلفت هذه الرسائل و غيرها مما أرسلها السادات إلى كسينجر في وقت الحرب مصر و سوريا الكثير, فعندما آمنت أمريكا و إسرائيل لعدم توسع مصر في الحرب, كثفت الثانية الضربات على القوات السورية في الجولان, فتقدم السادات في سيناء بعد أن أقال الفريق الشاذلي لرفضه تقدم القوات فكلفت رسالة السادات تلك السوريين فشل خطتهم في الحرب و عدم تحرير الجولان, و كلفنا نحن ثغرة الدفرسوار, و كادت أن تُكلفنا الحرب بأكملها, بل و الجيش المصري كله في سيناء ! و غير ذلك الكثير, فكان معنى هذه الرسالة هو حل الرابطة التي جمعت العالم العربي في حرب اكتوبر, فإذا أرادت مصر السلام, فمن يقدر أن يُحارب إسرائيل ؟!, و بدا لكسينجر أن هذه الرسالة أرسلت دون علم السوريين أو السوفيت, بمعنى أن السادات أخذ كل أوراقه من مائدة العرب و مائدة التحالف مع السوفيت و وضعها أمام الأمريكان –بلا قيدِ ولا شرطٍ-؛ بالتالي أدخل الأمريكان إلى المنطقة و أخرج السوفيت منها, ما يعني أنه جر العالم العربي إلى الخضوع المُطلق للعم سام !, و كان له دور كبير في حسم الحرب الباردة لصالح أمريكا. ثم يتحدث هيكل عن كيف خذلت السياسة الدبابة, و لم تكلل إنتصارها .. أي أننا صنعنا المثستحيل ثم لم نقدر على السهل ! ب - ثم يتحدث هيكل عن تباعد علاقته مع السادات ثم تأزمها ثم سجن هيكل مع 1500 شخصية أخرى في إعتقالات 3 سبتمبر 1981, و أدت تلك الأحداث بما قبلها و ما تلاها و أبرزها ثورة الخبز يناير 1979 إلى مقتل السادات, و دليلاً على أن رهانه على الولايات المتحدة و إسرائيل لم ينجح :
1- فهو راهن على فوز كارتر و قدم له مساعدات في حملته الإنتخابية لكي يرد له الجميل و هو رئيس و يضغط على إسرائيل لترضى بتنازلات متساوية, لكن كارتر خسر.
2- راهن هيكل على إسحق رابين لكنه هو الآخر خسر في الإنتخابات الإسرائيلية 1977 .. أدت هذه الخسارات إلى ضرورة قمع كل الأصوات الناقمة في الداخل سواءً من المُعاهدة مع إسرائيل او من التحول إلى الرأسمالية أعنى ثورة الخبز التي سماها السادات (ثورة الحرامية).
. ثم يتحدث عن أن الهاجس الأمني كان شغل السادات الشاغل بين عامي 1974 إلى 1981, ببداهة لأنه يُدخل تغيرات جذرية على العمل المصري في الداخل, و الخارج, و طبيعة المجتمع المصري ذاته, و هكذا كان ثمة تحفز عام ضد اي مُقاومة أو مُعارضة في الدخل.
ج - ثم يتحدث هيكل عن أن كل هذه الأحداث قضت على السادات, و جاءت بمبارك .. و يقول أن من طبيعة العالم الثالث أن تتركز السلطة في يد رجل واحد (رئيس الجمهورية) الذي لا ياتي إلا بموت رجل سبقه, أو بزلزال ثورة, أو دويّ إنقلاب.
و يتحدث عن معرفته بمُبارك منذ ان كان عبد الناصر في سُدة الحكم, و دوره في خطة (جرانيت1) التي كانت بذرة حرب أكتوبر, و أن التقرير السريّ بالملف الخاص بخدمة مُبارك نُعت مُبارك بأنه (وطني-كفء-لديه ملكة القيادة).
2- علاقة مُبارك بجمال عبد الناصر, و بداية التخطيط لحرب اكتوبر في عصر عبد الناصر بخطة جرانيت1
.. يشرح هيكل للسادات التحول الذي طرأ على القوى الإجتماعية, منذ عصر عبد الناصر و إلى الآن, هذا التحول الذي يُعيد تعريف هوية النظام الإجتماعية, لأن القوى الذي يستند عليها النظام و يُمثلها, هي مُبرر وجوده و هي جواز شرعيته. و أن الشعب مكوَّن من فلاحين و عُمال, و رجال أعمال و مثقفين و جنود.
فيرد السادات بأن المُقفين هم لب كل المشاكل في البلد, و بأن القوى الأربعة الأوُل (نَسّت نفسها) أمام القوى الخامسة !!
و الجدير بالذكر أن هيكل سأل السادات هذا السؤال ثلاث مرات لكي يفهمه !
ثم يتحدث عن سبب جعله مُبارك نائباً له, و هو أنه قائد سلاح الطيران, و من يستطيع أن يضمن الطيران إلى جانبه يستطيع أن يضمن الجيش كله, لأن الطيران يتميز بمحدودية جنوده و قوته ولا محدودية قواه.
و في ظل رئاسة ممدوح سالم للجهاز التنفيذي, و جعله مُبارك نائباً له بدا أننا داخلون إلى مرحلة من عسكرة الدولة ..
***
الرسالة الثانية : يتحدث فيها هيكل عن فترة السماح التي أعطاها الشعب لمُبارك لكي يُرتب أوراقه, فيُبادر هيكل بالحديث عن مُشكلة مصر الأساسية و هي :
1- مشكلة السُلطة : و أن السلطة في مصر –كما في كل دول العالم الثالث- مُمثلة في مؤسسة رئاسة الدولة فقط, ولكن يجب أن تكون هذه السُلطة تفاعلاً مع المجموعات (الأحزاب), و أجهزة مؤسسات الدولة, و القوى (أصحاب المصالح القائمة), و التيارات (شحنات الفكر التي تشد معها الإحساس العام), و لكن المعهود أن السُلطة دائماً ما تكون مُمثلة في رجل واحد منذ أيام الفراعنة, و الحاكم له أدوات يستخدمها لتنفيذ هذه السياسات, و هذه الأدوات هي أشخاص, هؤلاء الأشخاص هم انفسهم لا يتغيرون رُغم تغير الرؤساء و العصور, فرجال الإتحاد الإشتراكي أيام عبد الناصر, هم أنفسهم رجال حزب مصر, ثم هم رجال الحزب الوطني .. و هم في كل الأوقات أصحاب المصالح, لديهم رغبة في التأثير على السلطة باقصى درجة مُمكنة لحماية مصالحهم تلك.
2- يتحدث هيكل عن سلبيات التجربة الناصرية و هي تتلخص في نقطتين :
أ- استعمال السلطة بأكثر مما هو ضروري في الداخل. ب- إستعمال القوة بأكثر مما هو مثناسب في الخارج.
و يتحدث هيكل عن شعور الإحباط و الإنكسار الذي ساد بعد حرب 67, و رُغم ذلك يتحدث عن تركة عصر عبد الناصر بأنها أخف التركات فمصر لم تكن تتلقى دعم أي دولة عربية سوى دعما محدوداً من الخرطوم, و أن الإقتصاد في عصر عبد الناصر تحمل ثلاث مهام إعادة تسليح الجيش, و إتمام بناء المشروعات الثلاثة الضخمة (السد العالي –مجمع الحديد و الصلب- مجمع الألمنيوم) و تثبيت الأسعار لكي تكون الحياة مُحتملة للسواد الأعظم من الناس .. و لم تكن مصر تتقاضى مساعدات من أمريكا, و كانت ديون مصر جميعها المدنية و العسكرية, في حدود الثلاث بلايين دولار للإتحاد السوفيتي, و تتناقص ولا تزيد, و رُغم الهزيمة كانت مكانة مصر مصونة, و لم ترغمها الصدمة على توقيع وثيقة بل حثّتها على إستجماع عناصر الفعل و المقاومة, و لم يكن في عصر عبد الناصر فساد عصر السادات, و أن مصر في عصر عبد الناصر استعادت قناة السويس التي كانت ولا تزال مورداً هامّاً من أكبر أرصدتها بلا قضية فساد, و بنت السد العالي بلا شبهة فساد, و برنامج التصنيع أيضاً بغير فساد ! و بمناسبة عبد الناصر يتحدث هيكل عن الإتحاد السوفيتي .. بأننا حاربنا بسلاح سوفيتي, و أن الخبراء السوفيت وظفتهم مصر لمصلحتها, و طلبتهم برغبتها, و وافق الإتحاد السوفيتي على إرسالهم لمصر على مضض و بعد تردد, و أن الزيادة الكبرى في أعدادهم كانت عقب عام 1970 و قد حملناهم مسؤولية الدفاع عن العُمق المصري في حين كان كل الجهد العسكري مُركز على الجبهة, و كان لدينا ألآلآف من الشباب في الإتحاد السوفيتي يتدربون على العديد من الأسلحة لكي يعودوا و يتحملوا مسؤليتهم في الدفاع عن وطنهم. ثم طردهم السادات أو كما هو القول المعروف : (أقلعت الطائرات الحربية في حرب أكتوبر و معنا الإتحاد السوفيتي, و هبطت طائراتنا و معنا أمريكا) أي سلاحاً سوفيتي لخدمة العرب, ثم سلاح أمريكي لحماية إسرائيل !! "أنه من قبيل المصائب ألا نعرف الفرق بين مَن ساعدنا و من وقف ضدنا" !! و عن علاقاتنا مع الإتحاد السوفيتي فقد كانت من أكثر العلاقات فائدة لمصر في العصر الحديث على صعيد التصنيع (الذي لم نعرف شيئاً عنه منذ عصر عبد الناصر), و بناء الجيش المصري و تسليحه (الذي قضى السادات على مُهمته الاساسية و هي توحيد الجيوش العربية على مُحاربة إسرائيل, و القضية الفلسطينية التي هي "الركيزة الأساسية للإتحاد في العالم العربي" بحسب قول بنيامين نتنياهو!), و بناء السد العالي (الذي يُعد منذ عصر عبد الناصر و إلى الآن المشروع المصري الوحيد الناجح !) .. تلك العلاقات التي قضى عليها السادات بطرد الخبراء الروس الذي تحدث هيكل -في بداية كتابه- عن دورهم في حماية أمن مصر القومي أيام حرب الاستنزاف, بالإضافة إلى أننا حاربنا و انتصرنا بسلاح سوفيتي!, و حين ذهبنا لأمريكا (بطولنا) و لم نصطحب السوفيت, لكي يكونوا ندّاً للأمريكان, و عامل ضغط لترجيح كافّة شروطنا .. ذهبنا بأرجلنا إلى من كانوا منذ أيام فقط يحاربوننا ! و ذهبنا لهم لكي يكتبوا لنا المُعاهدة بشروطهم التي تخامت حد المزاجية ! تلك المُعاهدة التي لم نربح منها سوى مقولة أن "أكتوبر هي أخر الحروب, و هي الأخيرة بعد أن عادت إلينا أرضنا" فيرد هيكل ببساطة قاطعة : غياب الحرب لا يعني السلام!, تلك المُعاهدة التي أضاعت كرامة مصر و مكانة مصر, التي توزعت أشلاءً على عدة عواصم عربية صارت القيادة بين الرياض و الرباط, و صارت لبنان هي عاصمة المُقاومة الفلسطينية, وفقدت مصر أمتها, و أمتها فقدتها, فتاهت مصر و حُبست في أفريقيا التي لا تعلم عنها شيئاً, و تفتت الأمة و فقدت قضيتها, فامتدت إليها الأيدي من أول الامريكان و حتى الإيرانيين, و أُطلقت يد إسرايل في أرض فلسطين دون ضابط ولا رابط حتى ضُمت القدس مثباشرة بعد المُعاهدة, و اتخيل أن طلبة المستوى المتوسط في إسرائيل في منهج التاريخ يدرسون أن ضم القدس ذلك كان من إنجازات تلك المُعاهدة!, و تنائت بين الأمة و مصر الأباعد, حتى بلغت حد الحرب و هو ما حصل بالفعل, حين قام مُعمر القذافي بشن حرب على قوات الحدود المصرية عام 1979 ! .. و السادات –غفر الله له- لم يكن يعلم –أو لم يُعلمّه عصر جمال عبد الناصر أن من أحد أسباب الحرب هو البحث عن مكانة أو الدفاع عنها !, و هو ما قام به جمال عبد الناصر في دفاعه عن التحرر في اليمن و حارب السعودية هناك .. لم يكن يعلم أن لا أرض و الكرامة مصونة بطهارة اليد من مصافحة الأعداء, خيرٌ من أرض بيد مُدنسة بمُصافحتهم ..
ينتقد هيكل من يدعوا (و عي رأسهم السادات) بأن وجود الخبراء السوفيت في مصر كان إستعماراً سوفيتي, بأن القضية تتلخص في أن رغبة الإتحاد السوفيتي في إخراج أمريكا من المنطقة تصادفت مع رغبتنا, و هذا كل ما كان !
***
الرسالة الثالثة : أهم ما جاء فيها هو إنتقاد هيكل لفكرة أحياء الحزب الوطني و رئاسة مبارك له, لأن الحزب الوطني الذي رأسه مصطفى كامل و خلفه محمد فريد كانت له سياسيات معينة, و مناهج معروفة, و بعد موت الحزب فإن أي محاولة لإعادة إحياءه هي عملية تلفيق للتاريخ. و نقطة ثانية خطيرة, و هي إنتقاد هيكل لدور مصر مرتين : 1- إمتناع مصر عن التصويت على مشروع قرار يُدين إسرائيل للطريقة التي ضمت بها الجولان, في حين صوتت اليونان بالموافقة ! 2- غزو لبنان 6 يونيو1982, الذيلم تتخذ مصر حياله أي دور, و مصر حينها كان بها اكثر من 42 ألف سائح إسرائيلي كانت ممكنأن تطلب تقليصهم لكنها لم تفعل, و كانت تُصدر لإسرائيل2 مليون طن سنوياً من البترول, كانت مُمكن ان تُعاقب إسرائيل بوقف تصدير البترول هذا, لكنها لم تفعل, كان يُمكن أن تستدعي السفير, لكنها تأخرت !! أدى كل هذاالصمت إلى اعتراف اسبانيا و بعض الدول الإفريقية بدولة إسرائيل, و لا لومٍ عليهم .. فكما يقول أحد خبراء السوفيت متحدثاً عن خذلان العرب تجاه القضية الفلسطينية: "ما الذي بيدنا لحل تلك المشكلة ؟!, نحن لا نسطتيع أن نكون عرباً أكثر من العرب!"
***
الرسالة الرابعة :
يتحدث هيكل فيها عن علاقات مصر بالعالم العربي بعد المُعاهدة, التي تعرضت لشرخ كبير, بلغ أن سوريا أعلنت الحداد بعد زيارة السادات للقدس, و نُقل مقر جامعة الدول العربية من اقاهرة إلى تونس, و أصبحت مصر معزولة عن العالم العربي, كان هذا هدف بن جوريون (المؤسس الحقيقي لإسرائيل), و من قبله كان هذا هدف الغستعمار, و أن مصر أشترت سيناء بكامب ديفيد في المُقابل باعت القضية الفلسطينية و عالمها العربي, و أُعدت كامب ديفيد الضوء الأخضر لكي تُطلق إسرائيل يدها في فلسطين, و أن الجامعة العربية التي قامت على فكرة (الدفاع العربي المُشترك) إنتهت بعد أن سالمت مصر عدو العرب الأوحد !.
***
الرسالة الخامسة : يتحدث فيها هيكل عن تغير موازين القوى و إنهيار الإتحاد السوفيتي
***
الرسالة السادسة : (أهم أجزاء الكتاب) :
يستخدم هيكل خبرته الطويلة, في الرسالة السادسة (و هي من أهم أجزاء الكتاب) حين يتحدث عن رسالة و دور مصر في العالم الذي حددته و منهجته في العصر الحديث ثورة 1952 و التي قضت عليها معاهدة السلام في 1977(حسب رأيي الشخصي المبني عى المعلومات الواردة بالكتاب) و التي قضت على مكانة مصر بالشعار الذي ساد فترة السادات (مصر أولاً) و تلك الكلمة التي تعني (مصر وحدها) كما يقول الأستاذ هيكل شارحاً, و التي بدت بعد ذلك في زيارة مُبارك للأردن فتجاهله ملك الأردن, و للسعودية أيضاً للتعزية في وفاة الملك خالد فجعل الغعلام هذه الزيارة بمثابة عودة المياه إلى مجاريها, و أن مصر عادت إلى أحضان امتها, فردت السعودية بان الزيارة لم تكن إلا زياة ودية فقط !! , و تحولت الرياض و الرباط إلى مركزين قوة عوضاً عن مصر, و كما يعلم كل عربي, فإن القرار العربي لا يُمكن أن تُأتمن عليه عاصمة أخرى غير القاهرة؛ و في هذا الصدد يقول الأستاذ هيكل أن في مدة عشر سنين كسبت الدول العربية من أموال النفط أكثر من 250 ترليون دولار .. لم يُتح هذا الرقم للأمويين او العباسيين أو البريطانيين أو أي أمبرطورية في تاريخ العالم, لكن العرب لم يوظفوا دولاراً منها في خدمة أهدافهم !
ثم يتحدث هيكل عن العديد من المُشكلات يعود للحديث عنها لاحقاً في أجزاء الكتاب التالية, و منها التطرف الديني و الإرهاب و أنه نتيجة طبيعية للشعور بالإغتراب في الاوطان, و فشل الحلول السياسية, و فشل الأنظمة الحاكمة, و عدم وجود بديل لها.
و يتحدث عن المشكلة الإقتصادية : التي من أهم سماتها زيادة السكان عن خمسين مليون نسمة, أراضي زراعية تتآكل, دخل فرد لا يتعدة ال45 دولا في السنة, حجم الدين الخرجي البالغ 20-25 مليار دولار.
و المشكلة الإجتماعية : التي هي إنعكاس للمُشكلة الإقتصادية, أن هناك 5 مليون أسرة تعيش بدخل 30 جنيه * في الشهر, و أن 5% من سكان القاهرة يحصلون على نسبة 50% من الدخل المتولد في المدينة, فيما يحصل 95 % من المصريين على بقية الدخل, و مع ذلك ففي مصر أكثر 17 ألف من أصحاب الملايين. ثم يتحدث عن آلية العمل العربي ثم ينتقل عن مأزق العلاقات مع (أمريكا – إسرائيل – الإتحاد السوفيتي) ثم أخيراً يختم بان كل تلك المشكلات تضع النظام في مأزق, فمجرد مجيئه للسلطة, صار هذا وعداً للناس بحل تلك المشكلات, لكنه يقول أنه ليحلها يحتاج إلى مُعجزات ! و يختم بخطاب يقترحه على الرئيس, فيه يضع هيكل حل المشكلة السياسية بتأسيس الأحزاب, وصنع المناخ السياسي.
***
الجزء الثاني من الكتاب يتحدث فيه هيكل عن مشكلة صنع القرار السياسي في مصر, و من جديد يطرح هيكل مشكلة الأحزاب, و أن المقيدين في الأحزاب مليون فرد و من لهم حق التصويت 21 مليون فرد !
***
الجزء الثالث (من صفحة 262 يُعتبر من أشد و أقوى أجزاء الكتاب) و بسبب هذا الجزء تحديداً منع هيكل من الحديث في السياسة طيلة ما تبقى من عصر مُبارك, تحدث هنا عن مشكلة النمو, و ان النمو في تناقص من عصر عبد الناصر (عصر الحروب) و حتى الآن, يعني أن السلام لم يكن مدخل الرخاء كما أدعى السادات, بل على ما يبدو كان مدخل الفساد و الشقاء, فمعدل النمو أنخفض من 7% أيام عبد الناصر إلى ما هو أقل من 1% عام 1993, و رُغم ذلك فإن مصر مليئة باصحاب الثروات الضخمة ! ثم يتحدث هيكل عن التطرف, و دستور 1971
***
الجزء الرابع .. حوارات منذ عام 2009 و حتى 2010 عن التوريث ***
المُلاحظ أن : 1 - إسلوب الأستاذ هيكل في القسم الاول و الثاني من الكتاب (الست رسالات الأولى – الحديث عن الواقع السياسي المصري) يعتمد على التمهيد, و الشرح المُستفيض ما يكون مناسباً بل و شائقاً لمن لم يعش عصر مُبارك منذ بدايته؛ لكي يكوِّن فكرة عامة عمّا كان في أيامه, لكن العجيب أنه بهذا الإسلوب كان يوجه رسائله إلى رئيس جمهورية!, و ما يجعل الكتاب أكثر إثارة و إمتاع أن هيكل –بحصافته و موضوعيته المعهودة- لا يذكر أسماء الكثير من الأشخاص كما يفعل عادة من يكتبون شهادتهم عن العصور التاريخية (أو ربما الجماعات التاريخية!) مثل جماعة الإخوان التي حين كتب عنها ثروت الخرباوي مثلاً ملئ الكتاب بالأسماء .. فالكتب ذوات الأسماء الكثيرة قد تكون نافعة لأهل التخصص, أو المولعين بالتفاصيل, أو لمن يعرف من هم هؤلاء الرجال, أعني من عاش العصر بطوله مثلاً و حفظ أسماء رجاله عن ظهر قلب, لكن الشباب الآن لا يهمهم ذكر أسماء رؤساء الوزارات ايام مُبارك بالترتيب .. فنحن لا نّذاكر التاريخ لأجل إمتحان, نحن نقرأه لنفهم الحاضر و نُدرك المُستقبل إذا أوتينا العُمر ! .. هيكل في هذا الكتاب يتحدث عن رجل العصر و العصر, ولا يتحدث كثيراً عن الرجال الآخرون –لأنه كما أورد بالكتاب- يقول أن السلطة في مصر كما هو الحال في كل دول العالم الثالث لا تُمثلها إلا مؤسسة الرئاسة !, و يُعرِّف هيكل القراء بإسلوبه هذا في إفتتاحية الكتاب قائلاً : (أن هذا ليس قصة حاكم أو تاريخاً لحكمه, بل هي صورة رجل و صورة عصر .. ).
2 - و يُلاحظ أن رُغم تمهيداته المُطوّلة, و شروحه المُستفيضة لمُشكلات مصر المُختلفة, فإنه لا يُملّ, بل ولا يُطيل, رُغم أن اول ست رسائل ألتهمت 252 صفحة من الكتاب (و هي القسم الأول فقط من الكتاب) الذي يزن 420 صفحة ! لكنها ست رسائل بست طلقات.
3- طيلة قراءتي للكتاب أقل تارة كيف كان يقول هذا لرئيس دولة (حتى أنه في الرسالة السادسة أدعى -ضمناً- معرفته بمشكلة المناخ السياسي في مصر أكثر من الرئيس ذاته؛ بحيث أنه أقترح عليه مشروع خطاب يحل تلك الأ��مة العصيّة, و يُرسي فيه قواعد إصلاحها! .. و مُنعت رسائل هيكل من النشر بأمر من مُبارك!), ولا أدري كيف كان يُطعم السم بهذا الأسلوب شديد التهذيب و الدقة و الرقة, و أقل تارة كيف يُبسِّط -ولا يُلمح!- كل تلك الأمور لرئيس جمهورية, لكن كلمة مُبارك : "هو أنا هشغِل دماغي بكل حاجة تحصل في البلد .. ياراجل كبَّر مخك" كانت تترد في ذهني, فأبتسم! .. هيكل في إسلوبه أديب بمعنى الكلمة, و سياسي مخضرم (قصدت أن أكتب سياسي وليس "مُحلل سياسي" بسبب "المُحللين السياسين" المُعاصرين –سامحهم الله- الذين أساءوا إلى الكلمة, و جعلوها مُرادفة "للتطبيل"!), و صحفي لمّاح و جهاز تسجيل و تحقيق لكلمات الرؤساء و القادة و الأحداث المُختلفة.
4- يُلمّح هيكل بأن غياب الحرب (و ما علينا من كونه سلام, أو خذلان) لا يعني إلا تحقيق التنمية, لأن الحرب تمتص كل موارد الدولة, و في غياب الحرب يُمكن لتلك الموارد أن تُحقق تنمية (ول�� أقول رخاءً, لأننا نتحدث عن موارد مصر! ), فالتنمية لدول العالم الثالث لا تعني الرفاهية, بل تعني -إجتماعياً- ان يجد الناس أقواتهم, و قد تراجع اللإقتصاد كثيراً في عصر مبارك !
5- بعض أجزاء الكتاب (خاصة القسم الرابع - الحوارات الصحفية) لم يتم إعدادها لأجل الكتاب, بل كانت (copy-paste) مما أفقد الكتاب كونه كتاباً في بعض الأحيان !
الجزء الثاني من كتاب "مبارك وزمانه" ،، والذي يجمع فيه هيكل ما كتبه وما قاله عن مبارك وزمانه ،، أي أن هذا الكتاب قد نشر أو قيل قبل الثورة ،،
الكتاب ينقسم لأربع أقسام ،، يصف فيها هيكل علاقته بمبارك ،، فيبدأ كتابه ب"المقالات المحجوبة": وهي الرسائل التي كتبها هيكل عام 1982 ولم ينشرها في وقتها ،، وإنما نشرت عام 2008 في جريدة المصري اليوم ،،
وهذه المرحلة يضع لها هيكل عنوان ( خليط من الأمل والشك ) ،، وفيها يشرح أسباب تأييده لمبارك ورهانه عليه ،، ويحلل أيضاً الأوضاع في مصر والعالم وسياسيات مصر في الفترة السابقة لحكم مبارك ،،
ويلاحظ - في مواضع كثيرة - ان هيكل تقمص دور الأستاذ وهو يشرح لمبارك وقائع تاريخية ونظريات وكأنه - أي هيكل - يعرف أن مبارك قليل الثقافة ويحتاج شرحاً تفصيلاً لكل معلومة ،،
وبعدها مرحلة (الشك يغلب الأمل ) ،، وفيها كتب هيكل مقال بعنوان " صنع القرار السياسي في مصر " والذي نشر في جريدة أخبار اليوم سنة 1986 ،، وفيها إعتراض - وإن كان ليس بالحدة المطلوبة في رأيي - على سياسات مبارك بعد مرور عام على فترة حكمه ،،
لتأتي مرحلة ( خلاف كامل مع مبارك ) ،، وهنا ينشر هيكل خطابه الموجه لنقابة الصحفيين اعتراضاً على القانون رقم 93 لسنة 1995 ،، والذي يراه هيكل عاكساً لأزمة سلطة شاخت ،، وينشر محاضرته التي ألقاها في معرض الكتاب في نفس السنة 1995 ،، والتي يعتبرها هيكل بوابة مصر إلى القرن العشرين ،، ( ملحوظة : هذا الجزء نشر في كتاب منفصل ) وأيضاً يحتوي الكتاب على المحاضرة التي ألقاها في مؤتمر للمحاميين العر في باريس بعنوان ( أزمة العرب ومستقبلهم ) ،، وفي رأيي أن هذا الفصل لا لزوم له في الكتاب ،، فهو بعيد عن سياق الحديث عن مصر ما عدا صفحتين فقط تحدث فيهم عن مصر ،، (ملحوظة : هذه المحاضرة أيضاً نشرت في كتاب منفصل )
والقسم الرابع والأخير أو كما سماه هيكل ( على حافة الثورة ) ويضم حواراً أجراه سنة 2009 مع مجدي الجلاد في المصري اليوم ،، وحديثاً تليفزيونياً مع قناة الجزيرة حول شرعية النظام وموضوع التوريث ،،
وفي هذه القسم نقرأ عن مشروع هيكل المسمى ( مجلس أمناء الدولة والدستور ) عندما اقترح تشكيل مجلس يضم المشير طنطاوي وشخصيات عامة مثل عمرو موسى والبرادعي ومنصور حسن وزويل ليضعوا دستوراً يمر بالبلاد مرحلة انتقالية حددها بثلاث سنوات تجرى بعدها انتخابات على دستور جديد ،، وأن يكون مبارك هو الراعي لعملية انتقال السلطة كخدمة أخيرة يقدمها لمصر !!!!
الجزء الثانى من شهادة هيكل على عصر مبارك أعتقد انه اضعف بكثي رمن الجزء الاول حيث انه يحتوى على خطابات وجهها هيكل لمبارك بعد سنة من حكمه يطرح فيها اسباب التاييد والرفض لسياسات مبارك ثم اتبعها بمقالات عن صناعة القرار السياسى فى مصر اثارت جنون مبارك
ويختتم هيكل هذا الجزء بمجموعة لقاءات يطرح فيها قراءته للمشهد السياسى فى مصر فى عدة ندوات ومنها ندوة فى معرض الكتاب منع بعدها من التواجد فيه
يعيب الكتاب عدم وجود وثائق كعادة هيكل وانه يقدم قراءته الخاصة للمشهد السياسى
الكتاب عباره عن المقالات والحوارات الصحفيه والتلفزيونيه والندوات والرسائل اللي الاستاذ هيكل قالها وكتبها من 1982 ل 2011 ( زمان مبارك ) .. وبنصح اللي هيبدأ يقرأ في السلسله .. يبدأ بالكتاب دا .. وبعدين يقرا " من المنصة الى الميدان "
اتفق أو اختلف مع هيكل كما تشاء لكن المؤكد انه صحفي بحجم وزير خارجية اطلع علي بواطن الأمور بصورة لم و لن تتاح لمائة صحفي مجتمعين مرة أخري كمية حقائق و مفارقات مفجعه و محزنه . لكن تبقي كتابات هيكل لا تطفو للسطح أبدا الا بعد ان يختفي اصحابهاعن السلطة سواء بالموت أو بغياب النفوذ
تجميع لعدد من المقالات والمحاضرات والحوارات الصحفية والتليفزيونية لهيكل خلال عهد مبارك، بدءاً من المقالات المحجوبة التي كتبها في 82 ولم تنشر إلا في 2008، وانتهاءً بحوار في قناة الجزيرة في ديسمبر 2010
أول تجربة لي مع محمد حسنين هيكل وهي تجربة رائعة تتفق أو تختلف معه لكنه كان محللا سياسيا بارعا للشأن المصري والعالمي وذلك لتجربته الطويلة بحكم عمله وقربه من مراكز صنع القرار في العديد من الدول وخصوصا مصر الكتاب يبدأ بمجموعة من المقالات كتبها في بداية الثمانينيات وكانت موجهة للرئيس مبارك وقتها بمناسبة مرور عام علي حكمه وكأنها كشف حساب لهذه السنة وفيها يعرض رأيه عن سياسة هذه السنة وما وجب علي مبارك إن يفعل في كثير من القضايا الداخلية والخارجية ويعرض أسباب تأييده للرئيس وأسباب صمته في الفترة التي تلت خروجه من المعتقل إثر أحداث سبتمبر ١٩٨١ وحتي وقت كتابة هذه المقالات وتلمس في هذه المقالات براعته في تحليل المواقف والقضايا بعين خبيرة تستشرف المستقبل وما يمكن أن يحمل من أمور خصوصا رؤيته للسياسة المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية واعتبرها بأنها أمن قومي لمصر قبل أن تكون تأييدا لإخوة العروبة والدين وأيضا نظرته في ابتعاد مصر عن الساحة الإفريقية وما له من مخاطر مستقبلية خصوصا مسألة بلدان حوض النيل وابتعاد مصر عن كسب مؤيدين جدد لها في العالم واعتمادها علي الولايات المتحدة كحل لمشاكلها في ظل صعود قوي أخري في العالم مثل الصين والكتلة الآسيوية ينتقل بعد هذه المقالات إلي الحديث عن دوائر صنع القرار المصري وتخبطها في الكثير من القضايا عن اتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع هذه الأزمات وبعدها ينتقل إلي حوارات أجراها عام ١٩٩٥ للحديث عن رؤيته لمصر في بداية القرن الواحد والعشرين وأهمية هذا العام في أن يكون بداية لانطلاق مصر نحو القرن الواحد والعشرين ويعدد أسبابه لهذا للاختيار ويطرح أفكاره المستقبلية لكي تلحق مصر بركب هذا القرن الجديد والفصل الأخير في الكتاب هي مجموعة من حوارات أجراها مع مجدي الجلاد عام ٢٠٠٩ بداية من طرح الأزمات ثم إلي طريقة حلها من وجهة نظره ويعقبها أخيرا بحوار عن مشروع التوريث وظهر في هذه الحوارات تنبؤه بأن مصر في طريقها إلي الانفجار والفوضي ما لم يكن هناك حل مناسب محمد حسنين هيكل ظاهرة فريدة ومحلل سياسي خبير ببواطن الأمور وعالم بتغيرات التاريخ وحركته المستمرة وفوق ذلك أسلوبه رائع في عرض أفكاره وترتيبها إلي مقدمات ونتائج وحلول
اعتقد ان ده الجزء الافضل فى المجموعه اكثر شىء مؤسف ان الحاجات اللى حذر منها الاستاذ من سنوات اصبحت الان امر واقع رغبة امريكا ان تتحول عقيدة الجيش المصر من الشرق (اسرائيل) الى الارهاب ، حدث بالفعل يا سيدى * التطبيع مع اسرائيل ،حدث بالفعل على اعلى مستويات * انقسام وضياع الدول العربية ،حدث بالفعل والباقى غارق فى احضان الامريكان* انهيار الاقتصاد المصرى ،وصل لاقصى درجات الانهيار * اهمال افريقيا ، قريبا لن نجد الماء للزراعة والشرب بهد تقليص حصة مصر من مياه النيل * اه يا سيدى اخبرتنا ان نقرأ التاريخ وان نعرف لم تزدنى المعرفة الا حيرة و وجع "الازمة لو لم تحل بشكل منظم ،هتحل نفسها بشكل غير منظم"
الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل يكاد يكون أقوى مفكر سياسى فى التاريخ المصرى الحديث ، رجل له رؤية صحيحه جدا للمستقبل وأراء أتفق معه فيها كلها تقريبا، صحفى مفكر سياسى من ارفع طراز
أما عن هذا الكتاب فهو فى رأيى أضعف كتاب قرأتة للاستاذ هيكل، ليس لأن ما كتب به سئ ولكن لأنه كتاب مبعثر ولا يتكلم عن موضوع محدد ، وهذه ليست مشكلة الكاتب ولكنها مشكلة دار النشر.
ولكن تظل كتابات الأستاذ هيكل درر وجواهر حتى لو مر عليها مئات السنين
أسلوب هيكل مميز لكن مضمون كلامه واحد علي مر العصور والمقالات والكتب عبد الناصر رائع ما عدا النكسه بصوت منخفض وفونت صغير السادات فاشل ما عدا قرار العبور بصوت منخفض وفونت صغير مبارك حاله من الركود بدون أي إنجازات كبري أو إخفاقات هيكل هو أستاذ من أطلق عليه اللقب .. فمن اليسير معرفه مجال أستاذيته
لم يعجبني الكتاب بالأخص الرسائل هيكل الي مبارك لكن شد انتباهي اللقاء في الاخر مع مجدي الجلاد تحليل هيكل للمشهد السياسي قبل الثورة يستحق القراءة كان متصل بالواقع بقراءة للمشهد راهن فقط علي الشباب هما المستقبل لهذا البلد لكن كان واعي عن فراغ المشهد السياسي في مصر
أخطاء الماضي تتكرر، أرى أنه يجب على صناع القرار قراءة كتابات هيكل ... هل أختلف الوضع الحالي عن وضع ما قبل ثورة ٢٠١١ ؟ هل يتكرر التاريخ.. هل ستنتهي الدولة الحالية بنفس نهاية دولة مبارك ؟ كتاب جعلني أتساءل!
تجميعة رسائل كتبها هيكل لمبارك ولم ينشرها بعد تولي المقبور لرئاسة مصر. أقترح قراءة تمهيدات هيكل لكل رسالة، وإن كان يهمك موضوعها تابع قراءتها. الرسائل التي يشرح فيها تفكير السادات وخلافه معه، ممتازة ومفيدة. لا أذكر أيّها بالضبط. وآخر الكتاب، وفيه حديثه عن مقترحات لحلول للخروج من الأزمة السياسية في مصر، جميلة وتفيد في فهم تفكير هيكل. ولكن تجاوزها لا يضر.
الكتاب هو احد الاجزاء الثلاثة من سلسلة "مبارك وزمانه" التى تعد احد الشهادات المهمة على العصر السابق للثورة , خصوصاً وانها تأتى من صحفى , وان الخلاف كان بين هيكل ومبارك فى هذا العصر على اشده ما يميز هيكل هو معاصرته لاكثر من 7 حكام بداية من الملك مرورا بعبد الناصر والسادات ومبارك وطنطاوى ومرى وعدلى منصور - اذا كان يمكن اعتبار الاخير رئيسا- وبالتالى فشهادته او احاكمه تأتى من منطلق خبرة سابقة ومعايشية لرؤساء سابقين يبدأ الكتاب بمجموعة من الرسائل التى كان قد كتبها فى 1982 , والتى حجبت عن النشر وقتها لحساسيتها , كانت الرسائل مبعوثه للرئيس مبارك تتميز الرسائل بادراك شديد لهيكل بمقومات الدولة ومقومات طاولة الفعل السياسى , من العاقات الاقليمية والعربية والاعلاقات الدولية , مررواً بالقرارات الداخلية التى اتُخذت فى سنة من عصر مبارك
الكتاب فى مجمله كنز لفهم عصر مبارك بشكل من الاشكال , العصر الذى تشكلت فيه الكتلة التى تقاوم الثورة فى هذه الآونة وبالتالى فمحاولة فهم هذه الكتلة وهذا العصر هو احد ضرورات الفترة , اذا كنا نسعى لتغيير الوضع الحالى بشكل من الاشكال .
اجزم اننى استشعرت بعض التفاصيل التى قد لا تكون المصداقية فيها عالية , واعتقد ان هذا ليس بالجديد ولكن اعتقد ان القراءات الموسعة فى هذه الفترة كفيلة بتكوين وجهه نظر نوعا ما صادقة عن الفترة وملمة بها بشكل من الاشكال
ممتاز ويستمر هيكل فى عرض مقالاته والحوارت التى دارت معه حول مبارك وزمانه... الجميل فى الكتاب هو الجزء الاول والجزء الاخير... ف الجزء الاول هيكل عمل مجموعة من الرسائل لمبارك بطريقة مهذبة ومحترمة من الاخر بيعلمه بيها السياسة.. وللأسف طبعاً مبارك لا قرا ولا نيل حاجة...
الجزء الاخير فيه حوارته مع المصرى اليوم و الجزيرة وبيوضح فيها اد ايه كان شايف الصدام جاى.. كان شايف لحظة الانفجار وطول الوقت كان بيتكلم على ده وعلشان كده كان من اوائل الناس اللى ابتدت تطلب مجلس رئاسى يحكم مصر لفترة انتقالية..
انا بس كنت متوقع سواء فى الكتاب ده او الجزء الاول منه.. انه يتكلم على مبارك وماذا فعل لمصر... عمل ايه السياسات... اتصرف ازاى فى حرب الخليج... فى انتفاضة الامن المركزى وعلاقته بالمشير ابوغزالة... واخيراً علاقته بولاده الاتنين وحياته العائلية... اللى للأسف تداخلت مع حياته السياسية بشكل كبير مما يجعلنا نستبعد القول بان عيب نتكلم فى الحياة الشخصية لمبارك...
هيكل هو الاديب الصحفى او الصحفى الاديب ، دائما يجد ما يقوله فى كل حدث وله بصمته فى كل الاحداث رغم انه يدعى دائما البُعد والانذواء ، الكتاب سياسى من العيار الثقيل جدا وواضح ان هيكل رجل ثورى وهذا ما اراه من كتابه لكنه لا يحرك اى حجر من مكانه فى عالم السياسة الحالى !! ارى ان كل الاحداث الضخمة التى مررنا بها لم نجد هيكل فيها ، ربا ان كلماته اقوى منه ، لكن حتى قوتها ليست كافية لتحرك ساكناً ، عموما لن اخوض كثيرا فى سيرةالرجل فليس هذا هو المقام المناسب لهذا المقال لكن الكتاب جيد جدا ومميزاته تلتهم عيبه الوحيد ، وعيبه الوحيد هو اسلوب الكتابة الذى لا يعتمد على مقولة (خير الكلام ما قل ودل) لكن ان تجاوزنا ذلك العيب وهو من السهل تحجاوزه لخرجنا بكتاب رائع جداً والكتاب وحده يستحق تلك النجوم الاربع
في البدايه لست انا من يقيم هيكل ولكن هذي وجه نظره في الكتاب
في الفصل الأول وهو الأجمل ناقش هيكل الرسائل السته التي كتبها للمبارك بعد أن مضى سنه على توليه الحكم.... قمت الأثاره والمتعه وخصوصً الرساله السادسه التي طالب مبارك بتداول السلطه وأيضاً الحقائق وطريقه السرد
الفصل الثاني ...أهم مافيه المحاظره التي منع على اثرها من معرض الكتاب والجميل في المحاظره انه كان على علم انها سوف تسبب في منعه
الفصل الثالث ولقاءه مع مجدي الجلاد على ثلاث أجزاء و تحليله للوضع الأحزاب والحاله السياسيه وتقرير جولد ستون
كتاب جميل لمن آراد الوقائع وأيضاً لمن آراد النميمه السياسيه
الكتاب فى مجمله جيد و هو يشمل عدة رسائل نشرت او لم تنشر لهيكل باتجاه نظام مبارك .الكتاب منقسم الى ثلاث مراحل الثمانينات حيث كان يسود التفائل بمبارك -التسعينات حيث الجمود و الشك فى اعتدل الاوضاع - ثم الالفية حيث الاستعداد لانفجار ويتضح من الكتاب اعتراض هيكل على مبارك لافتراضه انه تستمرار لنظام السادات
الكتاب يحتوى على قدر كبير من الاطناب -دفاع عن ناصر بالاضافة لعدم سلسلة للافكار واعتماده اسلوب الحكاوى (المقال المستطرد)
الكتاب منقسم لثلاثة أقسام: 1. رسائل نشرت بعد 25 عام من كتابتها وهي رسائل كأنها من مكيافيلي 2. مقالات ومحاضرات متفلسيفة 3. مقالات قبل الثورة وفيها تنبوءات عن قرب انفجار الثورة.
لا تستطيع ان تحكم عليه اذا كان كتاب تحليلى ام كتاب لسرد احداث فان لم يفعل اي من الاثنين ولم يضف من المعلومات إلا قليل عن لقائات واقوايل لا اهمية له وارى ان عنوانه اضخم بكثير مما يحويه من دش ملوش لازمة
طبعا بعيداً عن سرد خطابات مملة الي كان بيرسلها استاذ هيكل لــ مبارك لكنها تحتوي علي كمية كثيرة من حقائق تا��يخية والاحداث مبهمة التي حدثت في سبعينيات في مصر ووطن العربي ككل وحرب باردة بين السوفييت و امريكا ...
الكتاب عباره عن المقالات والحوارات الصحفيه والتلفزيونيه والندوات والرسائل اللي الاستاذ هيكل قالها وكتبها من 1982 ل 2011 ( زمان مبارك ) .. وبنصح اللي هيبدأ يقرأ في السلسله .. يبدأ بالكتاب دا .. وبعدين يقرا " من المنصة الى الميدان "
اتشرف بدعوة حضراتكم لزيارة صفحة http://www.facebook.com/Almaktaba4sell اول مكتبة علي فيسبوك لبيع الكتب بسعر الجملة والتوصيل مجاني للاستفسار : 01203374646
و هناك كتل عريضة من جماهير واسعة, فاهمة و مدركة, و هي لم تفقد يقينها, و لم تلق سلاحها استسلاما لغارات الخارج و الداخل علي ثرواتها و علي احلامها في الوقت نفسه.