لطالما سمعنا أن الكتَّاب الكبار هم مفكرون وفلاسفة من طراز رفيع جدًا. وليس هذا بغريب ما دمنا نرى الأدب وجهًا كاملا للحياة بصورها المختلفة والمتنوعة. في هذا الكتاب - الذي اختار المترجم مقالاته وخطاباته بعناية فائقة- نرى تولستوي مفكرًا وفيلسوفًا ومحللا اجتماعيًا، يتتبع الحقائق، مستندًا على التاريخ، ومنطلقًا برؤى مُحلِّقة، مبتدئًا من بديهيات راسخة، ومنتهيًا إلى قناعات مخيفة أحيانًا. هذا الكتاب بالنسبة لعُشَّاق تولستوي سيكون إطلالة مغايرة على عالم هذا الرجل لعظيم، الذي شغل -ولا يزال- يشغل بال الكثيرين، ويحتفظ لنفسه بمكانة عالية في المكتبة العالمية.
Lev Nikolayevich Tolstoy (Russian: Лев Николаевич Толстой; most appropriately used Liev Tolstoy; commonly Leo Tolstoy in Anglophone countries) was a Russian writer who primarily wrote novels and short stories. Later in life, he also wrote plays and essays. His two most famous works, the novels War and Peace and Anna Karenina, are acknowledged as two of the greatest novels of all time and a pinnacle of realist fiction. Many consider Tolstoy to have been one of the world's greatest novelists. Tolstoy is equally known for his complicated and paradoxical persona and for his extreme moralistic and ascetic views, which he adopted after a moral crisis and spiritual awakening in the 1870s, after which he also became noted as a moral thinker and social reformer.
His literal interpretation of the ethical teachings of Jesus, centering on the Sermon on the Mount, caused him in later life to become a fervent Christian anarchist and anarcho-pacifist. His ideas on nonviolent resistance, expressed in such works as The Kingdom of God Is Within You, were to have a profound impact on such pivotal twentieth-century figures as Mohandas Gandhi and Martin Luther King, Jr.
مجموعة من المقالات والخطابات كتبها تولستوي في مرحلته الفكرية الأخيرة. تولستوي له نفس النهج الذي انتهجه روسو بشكل كبير، لكن مع بعض الاختلاقات. ما جعلني لا أحب روسو هو أنه من المفترض أنه فيسلوف بعكس تولستوي الذي لم يدّعي ولم يعده أحد فيلسوفًا، هو مفكر مميو، وإن كنت أختلف مع أفكاره بشكل كبير لكن أغلب أفكاره تُحترم.
لن أخوض في أفكار الكاتب حاليًا، سأدعها لحين كتابة المقال عنه، ثم أودعه هنا كاملًا.
خيبة أمل كبيرة في تولستوي كمفكر , فبالنسبة لي فقد فهذا الكتاب هو سقطة للأديب الكبير كيف كان "تولوستوي الأديب عظيم" بهذا القدر من أنعدام الوعي و النظرة السطحية في بعض القضايا التي عالجها .. على مستوى الصياغة : - كانت صدمة أن ارى من هو مثل السيد ليف تفلت من يديه خيوط الفكرة فتراه يدور حلو نفسه - لا حول الفكرة ليعرضها من جوانب مختلفه- فيكرر نفس الالفاظ تقريبا في أكثر من موضع على مستوى الأفكار : - أتسمت اغلب الأفكار في هذا الكتاب كما أشرت بالسطحية + محاولات كثيرة لتحري مثالية زائفه غير مبنية على حجج اضف الى ذلك الفهم الخاطئ لبعض الأفكار و الاعتقادات التي لاتليق بمن مثله و هو يعتبر من كبار الكتاب في عصره و في كل العصور اخيرأ فالمترجم ايضاً فشل في ايصال بعض المعاني بشكل جذاب فخرجت صفحات كثيرة ذات سمات ممله وقد تشفع له بعض الهوامش المتقنه ***
"فوعي الإنسان ومحدوديته وسط العالم اللامحدود , وفساده بسبب عدم انجازه ما يستطيع وما يجب أن يفعله , كان وما زال موجودا حتى يومنا هذا طالما ظل الانسان انسانا ... ما الهدف من الوجود العرضي الفاني وسط هذا العالم الصلب الابدي" افتراق العالم الى مجموعات وفئات يحكمها دائما الطبيعة بداية تحدد معنى وشكل وجوده . ومن خلال الطبيعة التي تحدد مجمل الفكر والعقل , افترق كل منهم اما للدين او للعقل او للفلسفة . حيث من الصعب أن يجتمعوا في مجتمع واحد دون حصول نزاع , لذلك تعنون المجتمعات وفق إحداها ويقمع في اسواء الحالات غيرها . واتفق تولستوي مع هذا الرأي أن هذه العلاقة سببية ومنها انبثقت حسب الفطرة الشخصية سواء سماوية او ارضية تم تحولت الى اجتماعية قادرة على العيش ضمن فئة محددة حتى وصلنا الى مفهوم الواحد الذي يعبد وهي تتمثل في المسيحية الغير كنسية التي تتضمن تحقيق مشيئة الله . ركز تولستوي على مفهوم الفضيلة وكيفية اكتسابها بين المسيحية والوثنية خصوصا , حسب رأيه أن الدين بشكل عام هو الذي يؤسس العلاقة بين الإنسان والعالم الأبدي الغير محدود من جهة وبين الإنسان وخالق هذا العالم من جهة اخرى , وفقا لهذا التعريف تأتي الفضيلة التي تؤسس للحياة الصالحة التي تحتوي على فضائل يمكن اكتسابها تدريجيا كالهرم , ولا يمكن تجنب احدى الفضائل بحيث تكون هذه الفضائل مرئية مفهومة ومعرفة لكافة البشر وهو تماما ما رأه تولستوي عندما حلت المسيحية مكان الوثنية واخرجت منها اخلاقا ارقى واكثر ملائمة . الكتاب عبارة عن رسائل كتبها تولستوي , وكانت تتضمن المفاهيم والرأي الشخصي لتولستوي للعقل والدين والفلسفة . وبين أهمية التفرقة بينهم , وان مهما كانت شكل الدين سواء وثني او مسيحي يجب ان يتضمن نكران الذات او بمعنى اخر ضبط النفس . الاختلافات كثيرة مع تولستوي من ناحية العلم خصوصا , اظن ان تولستوي لم يفهم تماما مفهوم العلم والتطور وهذا نابع من تجربته وأفكاره الشخصية التي تنكر العالم المادي . أما بالنسبة للفلسفة فقد اهدر الحق في التساؤل تماما , مع ان الرسائل كانت فلسفية تماما وليست نابعة من أي هدف إصلاح ديني مسيحي لأنه هاجم ايضا الكنيسة وعدم إيمانه بحقيقة ولادة المسيح من مريم العذراء . نهاية تولستوي هو فيلسوف وكاتب روائي واقعي ما قبل الثورة الروسية , لذلك يعد كاتب روسي خالي من الأفكار السوفيتية . معظم كتاباته تمددت في الحياة بين الطبقات ونقده لكلا الطبقتين على اساس الاخلاق والدين والاصلاح الاجتماعي . أنصح بالكتاب لمحبي الفلسفة الواقعية والمهتمين فلسفة الدين بشكل خاص , الكتاب لا يعزز الفكر الإلحادي لكن هناك تعصب لفكر وتعاليم المسيح ورفض الكنيسة بشكل عام قرأت الكتاب بعد كتاب نقيض المسيح لنيتشه مما أعطاني جوهر مفيد بين متناقضين تماما كلاهما يلعن الآخر في كتاباته .
تجربة مختلفة لتولستوي. كتاب يناقش فيه فلسفته بخصوص الدين الصحيح والأديان المزيفة السائدة بشكل مقالات قد تطول أو تقصر. أهم ما ورد في هذا الكتاب:
- يجب على الإنسان أن لا يجعل إيمانه بمعزل عن العقل ويجب عليه أن يقنع قناعة تامة بما يؤمن به.
- إنَّ كل إنسان قد ولد وفي عقله جميع القوانين التي ينبغي له أن يعيش وفقاً لها ولا يتطلب الأمر قدرات ذهنية خاصة للعمل بها أو الحديث عنها.
- لا يوجد إنسان بلا دين. كل ما في الأمر أن الإنسان قد لا يعي بوجود الدين في داخله.
- كي يتمكن الإنسان من أن يحيا حياة صالحة عليه أن يتوقف عن فعل الشر ويكتسب فضائل سامية عن طريق ضبط النفس. والطريق إلى ضبط النفس يبدأ بالصوم.
- إذا أراد الإنسان أن يحب الآخرين حقاً فعليه ألّا يحب نفسه حقاً. كل الوقت الذي تستهلكه في حب نفسك هو وقت يحرم منه الآخرون.
- أن الفطرة السليمة لا تحبذ القتل لكن الفهم الخاطئ للدين يوجد مبررات له. (وهنا وجدت أروع النقاشات التي تخص النباتية التي يجب على الجميع أن يقرأها.)
- لن يحلّ العلم محل الدين لأن الدين سابق للعلم ولأن العلم لا يرشد الناس إلى شيء.
- جميع الأديان على إختلافها ذات مبدأ واحد. ولا حاجة إلى التمييز بينها. كلها تتلخص في وجود خالق خلق الإنسان وللإنسان أن يحدد مقدار القبس الذي يحتويه من خالقه، فله أن يزيد من شرارته أو يطفئه. والوسيلة لزيادته هي بقمع الشهوات وزيادة الحب وكل ذلك يحدث عندما يعامل الآخرين كما يريد أن يعاملوه.
- لا يستطيع الإنسان أن يحيا بلا دين فالدين نظام قبل أن يكون خرافة. والملحد يتخبط في الحياة لأن ليس له نظاماً يقومه.
الكتاب سلس وبسيط. الأفكار رائعة. إنتابني الملل في بعض الأحيان لكنه بشكل عام سريع القراءة. كتاب جيد لمن يريد أن يقرأ تولستوي من جانب آخر.
في هذا الكتاب يستعرض تولستوي ارائه في الدين والعلم والسياسة وبعض الأراء العامة، هيكل الكتاب وأصله طرح عشوائي غير مبني على أسلوب أو شكل، يبدأ تولستوي في الرد على اسئلة عن ماهي الأخلاق وماهو الدين وتفسيره عند البشر؟ وسؤال الحكومات وشرعيتها في القرن الحالي؟ ورغم عمق الأسئلة وغزارة مكمنها، يجيب عنها تولستوي بسطحية رهيبة وتلقي ساذج، وينكر من حيث لا يعلم واظن انه لا يريد العلم لأجل الدين بشكل أعمى. الكتاب هبد في هبد، ولا يوجد أي شيء فيه يشبه تولستوي، حتمًا لا أنصح أحد بقرأته واظنه مضيعة للوقت.
مجموعة مقالات تلخص فكر تولستوي حول الدين والإيمان.. الإيمان الحقيقي -كما يقول- يعترف بوجود إله خالق لكل شيء ويتوجب على الدين الذي يختاره الإنسان أن يحدد علاقته بهذا الإله، وسلوكه في الحياة يتحدد بنوعية هذه العلاقة.. والخطوة الأولى التي يجب أن يبدأها الإنسان ليعيش حياة صالحة -ويعتبرها تولستوي أساس كل الأديان- هي إنكار الذات وضبط السلوك.. لا يمكنك أن تعيش حياة صالحة بدون أن يكون هناك تناغم بين جانبك الروحي وجانبك المادي، والدين الصحيح يجب أن يوازن بين الجانبين.. ولا يمكن أن يحدث هذا بدون الخطوة الأولى وهي ضبط السلوك وقمع الشهوات.. " يشكّل الدين علاقة الإنسان بالله القابلة للتطوير بشكل يتفق مع العقل ومعارف الإنسان، وهذه العلاقة من شأنها أن تحرك الإنسانية للأمام صوب الهدف المنشود. (قلب الإنسان مصباح إلهي)، هكذا تقول حكمة يهودية قديمة. الإنسان ضعيف، كائن بائس طالما لا يشع بقلبه نور الله. ولكن عندما يشع هذا الضوء في داخله بتأثير الدين، يصبح أقوى مخلوقات الكون، ولا يمكن أن يحدث هذا بطريقة أخرى، لأن القوة التي تسري في قلبه في هذا الوقت ليست قواه، وإنما قوة الله. هذا هو الدين وهذا جوهره."
تشعر حين تقرأ تلك المقالات والرسائل بان هذا الاديب البائس يحتضن المسيحية ويهرب بها بعيدا عن المسلمات التاريخية وتزييف الكهنة وعدم ارجائها للعقل .. لكنه في أغلب الأحيان يتعثر في سعيه هذا حتى لتشفق عليه وهو يحاول ان يؤسس دينا له رب غير متناهي وأحكام طوباوية لا تتصل بالمسيحية الا باسمها ، ذلك الجو السائد في جل المقالات والرسائل عدا رسالته الى الليبراليين التي اجدها مهمة جدا ببيان الموقف الواجب اتخاذه عندما تكون السلطة قمعية وذكية ..
الترجمة ممتازة ...و أفكار تولستوي ما زالت محتفظة بجدّتها و ثوريتها بعد ١٠٠سنة ...أطول مقالات الكتاب (ما الدين و أين يكمن جوهره) هو مقال تأسيسي للتعرف على فكر تولستوي ...لاحظت ان المقالات اللي تاريخها قديم شوية تولستوي فيها بيعتبر الاسلام ديانة بدائية و ربما شبه وثنية ...مع تقدم تولستوي في العمر ابتدى يعترف باعجابه بالاسلام على استحياء ... فكرة محاربة الايحاء اللي بيستخدمه رجال الدين للسيطرة على المؤمنين و اجبارهم على الايمان بأشياء لاعقلانية هي فكرة بتظهر في كل مقالات الكتاب تقريباً..
"مايتطلبه الضمير -هو اسمى ما لدى الانسان كي يصل للحقيقة- سيظل اكثر الامور اهمية وفائدة على العلاقات الإنسانية خاصه ، وحده من يعش وفقًا لمتطلبات ضميره يمكنه ان يمارس تأثيرًا كبيرًا على من حوله ووحده النشاط الذي يطابق متطلبات الضمير يحمل فائده حقيقه" "فمهما كانت قسوة اتيلا او جنكيز خان الا انهم كانو يقتلون الاخرين وجهًا لوجه ، اما في زماننا فنحن نقتل الناس عبر هذه التقنيات المعقدة وتُخفي بعنايه عواقب هذا القتل عنا" "لو شرحت لانسان ان جوهر الوجود كله في الفكر او ان كل شيء مكون من ذرات او الحرارة والضوء والحركة تجليات مختلفة لطاقة وحده فكل هذا ليس بإمكانه ان يوضح للانسان الذي يشعر ويفكر ويعاني ماهية علاقته بالعالم الدّين وحده من يوضح له موضعه بالعالم"
العمق والبساطة الشديدة والوضوح هي أكثر ما يميز كتابات تولستوي الفكرية. فكرة الدين عند تولستوي بسيطة جدًا وواضحة وتتلخص بأن الدين هو ببساطة علاقة الإنسان المحدود بالله اللامتناهي وما يترتب على ذلك من تحديد الإنسان لعلاقته بالعالم والأخلاقيات التي ينبغي أن يعيش بها بسبب إدراكه لهدف حياته ألا وهو تنفيذ إرادة الله الذي أرسله. يوضح تولستوي ببساطة شديدة التناقض الشديد بين مايدعيه المثقفون من رغبة في اللإصلاح وبين طريقة حياتهم اللاأخلاقية ولا يمكن أن يجتمه هذا مع ذاك....... دائمًا ما يذهب تولستوي إلى العمق ويبين أنه لا يمكن أبدًا عمل أي اصلاح حقيقي في المجتمع أو على المستوى السياسي إلا إن حدث أولًا إصلاح للأشخاص من الناحية الأخلاقية وهذا يتم على أساس ديني. تتفق أو تختلف مع تولستوي فإن كلماته تنبع من تجربة حية ومن صدق منقطع النظير وتطابق شديد بين حياته وكلماته
اسم الكتاب: في الدين والعقل والفلسفة اسم الكاتب : تولستوي عدد الصفحات:189 التصنيف: الفلسفة الفلسفة مجال جميل بس من الأفضل أن يكون لدى إنسان تفكير نقدي بشكل سليم حتى يستطيع تميز الأمور. هذا الكتاب يتكلم عن حول تعريف الدين والأخلاق وأهمية العقل ومحاربة الخرافات وانكار الذات على شكل مقالات . الكتاب فيه تسليط الضوء على امور مهمة ومنها هل الدين الغي دوره هل يستطيع أن يعيش الإنسان بدون دين ما اهمية الدين في حياة الإنسان ورد على اصحاب دعوى عدم جدوى الدين حاليا . أعطى للعقل دور وأهمية في الدين وركز في مقارناته بين التعاليم المسيحية والوثنية والتفريق بينهم وايضا تكلم عن كيفية الوصول إلى الكمال وكيف يتم من خلال خطوات متسلسلة . أيضا لم يخلو الكتاب من نقد بغض الفلاسفة أمثال نتيشه . استمتعت بالكتاب وجعل عقلي في عمل مستمر حتى أميز وحتى أتفهم صح هناك أفكار نختلف معها مع الكاتب ونصيحتي لمن يريد أن يقرا الكتاب أن يمتلك حس نقدي ويميز الأمور بشكل سليم حتى يخوض هذه الرحلة الفلسفية العميقة ويخرج منها بدروس وعبر تفيده في حياته . الكتاب على الرغم من صغر عدد صفحاته لكنه عميق في الفكرة والمضمون والهدف الذي يريد أن يصل إليه الكاتب . اسلوب الكاتب: ممكن فهمه وتستطيع فهم الكتاب لكن بعد تعمق الفلسفة من وجهة نظري لا ينفع معها التسرع في الحكم على النص . استفدت من هذا الكتاب . الرأي الشخصي: انصح بقراءته بشرط أن يكون الشخص واعي وفاهم وعنده أسس فلسفية ولابد من القراء الي ما يتقبل اي فكرة
تمثل هذه المقالات روح الصراع الفكري لمثقفي اوروبا بالقرن ال19 حقيقة الايمان, الطقوس والخرافات, الكنيسة, تعاظم موجة الالحاد والمادية, اعادة النظر في الاخلاق, ... يتخذ تولستوي موقفا مغايرا عن موقف الكنيسة والمثقفين الماديين ... يتخذ موقفا اخلاقيا قد يبدو للكثير طوباويا ساذجا ينطلق من العودة الى اساسيات لب الاديان عموما والمسيحية خصوصا.
وجهات نظر تولستوي هنا تستحق الوقفة والنقاش ... كعادة عظماء الادب الروسي, احساسهم انساني جمالي مرهف.
قد تختلف أو تتفق مع الأفكار التي طرحها تولستوي في هذه المقالات، إلا أن معظمها يدفع المرء للتوقف والتفكير؛ بعضها من شدة سطحيته- وأظن أن هذه السطحية كانت مقصودة بغرض التبسيط كما ذكر المترجم في المقدمة- والبعض الآخر بسبب صلاحيته لأي زمان ومكان، ففي الإطار الثاني مثلًا تأتي الطريقة التي تتعاطى بها السلطة مع العامة والسبل التي تستخدمها للسيطرة عليهم وتوجيههم عبر الدين ضمن حجج أخرى.
أعجبتني فكرة أن ضبط النفس هو أساس الصلاح وربما كل شيء آخر، لكن تحوله إلى مفهوم جمعي به شيء من المثالية الزائفة، فالمسألة عسيرة على الفرد وتعميمها مهمة تكاد تكون مستحيلة، وكذلك بعض الصور التي استخدمها تولستوي في الحديث عن مسألة "التقدم الاجتماعي والأخلاق" مثل الاقتباس الذي يقول فيه: "التأكيد على أن التقدم الاجتماعي ينتج الأخلاق، يشبه تمامًا التأكيد على أن بناء موقد ينتج حرارة".
أكثر المقالات التي أثارت اهتمامي هو ذلك المعنون بـ"بخطاب إلى الليبراليين"، فكم تشبه تلك الصور والأمثلة التي طرحها ما مررنا به منذ فترة قريبة وما نمر به الآن، رغم الفارق الزمني.. يبدو في النهاية أن ثمة أمور في هذا الكون لا تتغير!
الترجمة جاءت سلسة وانسيابية ومتماشية مع روح النص. لم أشعر بمشكلة أثناء القراءة، كما أن الهوامش وضعها المترجم يوسف نبيل لتوضيح بعض الأمور المبهمة كانت في محلها.
كنت أعلم مسبقا رأي تولستوي في الدين .. ورأيه في أوامر الكنيسة والتحكم ... فلم يضف لي شئ جديد في هذا الكتاب ولكن التحليل النفسي والحاجة لوجود دين والتعاليم والشر والخير أعجبني بعض الشئ .. ولكن هذا الجزء لم يكن كافي للإعجاب بالكتاب في المجمل فقد أصابني بالإحباط..
جُمعت مواد هذا الكتاب في حولي ال١٨٩٠، مما يجعل هذا الكتاب سابقًا لعصره في بعض المطارح. يذكر المترجم في المقدمة كون تولستوي قد عُرف بعداءه للدين، وهذا مفهوم حين نأخذ بعين الإعتبار التاريخ الذي عرض فيه أفكاره حيث كان ثائرًا على الكنيسة وعقيدة التثليث، إلا أن القارئ المعاصر سيجد بسهولة أن تولستوي كان مؤمناً بجوهر المسيحية وكل ما فعله أنه قدم قراءة مستحدثة للدين. وجدت خطاب الليبراليين مُبهرًا كما أن تطرقه في حديثه عن النباتية يستحق التأمل.. كتاب لطيف بالمجمل.
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات والرسائل التي كان قد كتبها تولستوي خلال حياته متناولا فيها موضوعات تتعلق عن الدين والأخلاق والفلسفة والسياسة، موضحا رأيه وفلسفته وأفكاره الخاصة في هذه المواضيع مستخدما أسلوبه في كتابتها، في هذا الكتاب يتعرف القارئ على تولستوي المفكر.
ما يميز هذا الكتاب هو أسلوب تولستوي في طرح الأفكار وعرضها ومناقشتها، فهو يتمتع بأسلوب سلس يستطيع من خلاله إبعاد الملل والتعقيد عن القارئ حتى في خضم خوضه في الفلسفة، قد يلاحظ القارئ تكرارا في الأفكار خلال هذا الكتاب ولكن هذا التكرار لا يلام عليه تولستوي لأنه المقالات هي اختيار المترجم. ولكن يحسب للمترجم أيضا اختيار مقالات عميقة وتتناول أفكارا كانت هي مدار الصراع الفكري في أوروبا وفي العالم، ذلك الصراع حول ماهو الدين وماهي الاخلاق، وذلك الصراع الذي ظهر بين العلم والدين وحاول البعض طمس الدين بحجة وجود العلم. من أهم النقاط التي يعاب عليها تولستوي في هذا الكتاب هو ضعف معرفته بالإسلام حيث أنه صنفه من ضمن الديانات التي تهتم بالفرد وتقدم مصلحته دون إعطاء أهمية للمجموعة، في حين وضع المسيحية في أعلى المراتب.
"مجموعة مقالات تلخص فكر تولستوي حول الدين والإيمان . . الإيمان الحقيقي - كما يقول - يعترف بوجود إله خالق لكل شيء ويتوجب على الدين الذي يختاره الإنسان أن يحدد علاقته بهذا الإله ، وسلوكه في الحياة يتحدد بنوعية هذه العلاقة . . والخطوة الأولى التي يجب أن يبدأها الإنسان ليعيش حياة صالحة - ويعتبرها تولستوي أساس كل الأديان - هي إنكار الذات وضبط السلوك . . لا يمكنك أن تعيش حياة صالحة بدون أن يكون هناك تناغم بين جانبك الروحي وجانبك المادي ، والدين الصحيح يجب أن يوازن بين الجانبين . . ولا يمكن أن يحدث و هذا بدون الخطوة الأولى وهي ضبط السلوك وقمع الشهوات ."
" يشكل الدين علاقة الإنسان بالله القابلة للتطوير بشكل يتفق مع العقل ومعارف الإنسان ، وهذه العلاقة من شأنها أن تحرك الإنسانية للأمام صوب الهدف المنشود . ( قلب الإنسان مصباح إلهي ) ، هكذا تقول حكمة يهودية قديمة . الإنسان ضعيف ، كائن بائس طالما لا يشع بقلبه نور الله . ولكن عندما يشع هذا الضوء في داخله بتأثير الدين ، يصبح أقوى مخلوقات الكون ، ولا يمكن أن يحدث هذا بطريقة أخرى ، لأن القوة التي تسري في قلبه في هذا الوقت ليست قواه ، وإنما قوة الله . هذا هو الدين وهذا جوهره . "
لا يمكن لشخص حديث السن أو غرٌّ في تجربته أن يفهم ما يرمي إليه تولستوي إلا إذا اختبر شيء من عمقه وتجربته المبنية على الاطلاع الموسوعي، لذلك أدعو هذه الفئة من الأغرار بالتوقف عن وصف أفكار تولستوي بالسطحية لاسيما أنهم لا زالوا على السطح ولم يبلغوا من عمق الرجل مقدار أنملة.
لا يعني هذا أنني أتفق مع كل ما جاء في هذا التجميع لعدد من مقالات تولستوي وخطاباته، لكن تولستوي عبَّر بعمق عمَّا ينبغي أن يفهمه العاقل حول أهمية حضور الدين في حياتنا.
مفيش جديد كتير بالنسبالي .. آراؤه الدينية تنم عن دوجما مسيحية مضاف عليها افكار جان جاك روسو قاعد يكررهم 170 صفحة بشكل متصل. زود عليهم احتقار عابر للاسلام والبوذية ضايقني لأن حسيته خارج عن جهل مش من نقد موضوعي. آراؤه في طرق المقاومة السلمية شارحها هنا افضل من رواياته لانها فكرة وشرح الفكر مناسب للمقال اكثر من الرواية. مش بريكومند الكتاب ده لحد لسا بيتعرف على تولستوي.
يمكنك إن تتفق أو تختلف معه في الأفكار؛ ولكننا لن نختلف على طريقته الرائعة في صياغة أفكاره،
أنا أحب الفلسفة؛ ولكن ما أجمل أن من يكون يكتب في الفلسفة والدين والحياة كاتب رائع مثل ليف تولستوي، إن لم تستمتع بالأفكار؛ فبالتأكيد ستستمتع بطريقة عرضها.
هناك كتب تعجبك و هناك كتب لا تعجبك طبعا ، و هناك كتب تتسائل كيف كُتبت و كيف سمح لها بالنشر ، و هناك من سرعان ما يندثر تأثريها ، بينما هناك من تجعل منك شخصين ، شخص ما قبل قراءته و ما بعد قراءته ، تقلب كيانك رأساً على عقب . كتاب في الدين و العقل و الفلسفة من النوع الأخير الذي ذكرته.
و لأن تولستوي عُرف عند القارئ العربي روائياً و ذاع صيته فحجبت عنه كتاباته الفكرية و الفلسفية ، و نقول فيلسوف لأن الكتاب الكبار فلاسفة ، فهاهي هذه المقالات تكشف لنا القليل من الوجه الآخر لهذا الرجل العظيم
الكتاب هو عبارة عن مقالات مختلفة قام بترجمتها و جمعها المترجم يوسف نبيل ، و المُلاحظ أنّ جلّها كُتبت في السنوات الأخيرة من حياة تولستوي أي بعد تبلور أزمته الروحية العنيفة و التي أصبحت تتجه نحو البساطة و الوضوح لكي تصل أفكاره إلى شريحة واسعة من القراء
المقالة الأولى و المعنونة بالعقل و الدين ، كتبها سنة 1894 و هي عبارة عن ثلاث أسئِلة قدمت له من طرف (آنا جيرمانوڨنا) لكي يجيب عنها و تضاف إلى المجموعة الأدبية ليعود ربحها لصالح المجذومين .
المقالة الثانية عن الدين و الأخلاق و التي أجاب فيها عن فهمه للدين ، وهل يمكن أن توجد أخلاق بدون دين و هيا رد عن أسئِلة وجهتها له الجمعية الأخلاقية الألمانية و نجد أيضاً أن فحوى المقال ماقبل الأخير و المعنون بماهو الدين و أين يكمن جوهره و فيه تفصيل جد عميق عن مفهوم تولستوي للدين و كيف في زمن ما انحرف الدين عن معناه ، و عن تظاهر المثقفين بالدين متحججين بإقرار النظام ، و هل العلم يحل محل الدين ، و الفرق بين الانسان و الحيوان في تلبية حاجياته ، و عن علاقة الدين بعدم المساواة بين الناس ، و ماهو الإيمان و هل الإيمان لابد أن يكون منافٍ للعقل ، و عن حجج المتدينين البسيطة و صعوبة و تعقيد أفكار غير المتدينين. و يتطرق تولستوي أيضا إلى المثقفين المعاصرين له و حججهم الغير دينية المزخرفة و المعقدة التي تهدف إلى إخفاء التناقضات الداخلية ، تطرق أيضا إلى السؤال الذي ينبغي أن يطرحه العلم.
في هذا المقال نقد الفلسفة و يرى أن أول إنحدار للفلسفة كان مع هيغل ، و سمى نتشه و أعماله بالمحاولات الصبيانية لنصف مجنون ، و أثنى على كانط و ليبنتز و هيوم.
و المقال البديع و الذي لا يمكن أن يوصف لشدّة روعته و تأثيره هو المقال المعنون بالدرجة الأولى و الذي يتمحور حول ضبط النفس ، فهذا المقال لا أستطيع أن أقول فيه إلا أنه مقال لابدّ أن يُقرأ
و أختتم المترجم الكتاب بالمحاورة التي تجمع الأب و ابنه ، و امتاز الحوار بالبساطة الشديدة ، حوار كتب بروح الأطفال ، عن علاقة الفقراء بالأغنياء و من الذي يملك الأرض و من الذي يدافع عنها.
( مرة قال غاندي لتلاميذه إن تولستوي ألمع من الذهب ) أجل تولستوي ألمع من الذهب ففي هذا الكتاب يعلمك الدين و الإيمان و علاقتك مع الآخرين و العالم ، تولستوي يعلمك كيف تكون إنساناً.
أول قراءة لـ "تولستوي" ولا أعرف أن كانت تجربة جيدة أم كان من الأفضل تجنبها والبدء بقراءة أعماله الروائية بدلاً عن كتاب يستعرض فيه قناعاته وأفكاره، في هذا الكتاب يتحدث "تولستوي" عن ثلاث مفاهيم أساسية في تركيبة الإنسان والكون بين "الدين" و"العقل" و"الفلسفة" ويقدم آرائه في إطروحات تتمثل في مقالات طويلة أو إجابات على أسئلة عشوائية تم طرحها عليه من قبل بعض المهتمين بآرائه وفلسفته.
بالنسبة ليّ كانت أفكاره وقناعاته في جملتها تقليدية ومعلومة، بمعنى آخر تشبه تلك الأفكار التي يتم ترديدها علينا منذ النشأة حول أنه لا وجود للإنسان بدون دين أو عقيدة أو إيمان يرتكز عليه، وبأن كل الفلسفات الأخرى التي تخالف ذلك هي فلسفات باطلة، وهي بالنسبة لي قاعدة ثابته وقديمة، وهذة القاعدة كانت مركز الحديث والفلسفة التي إرتكز عليها "تولستوي" في تفسير آرائه من زوايا مختلفة حول الأفكار الأساسية التي يدور حولها هذا الكتاب، مما جعل العبور من خلاله عملية مملة وخالية من متعة الترقب لإكتشاف كل فكرة جديدة يرغب "تولستوي" طرحها في الفصول القادمة من الكتاب، لا أنكر أن هناك أفكار وفلسفات جعلني أعيد قراءتها أكثر من مرة لأتأمل في مدى عمقها ولإدرك معناها لكنها كانت معدودة وقليلة، وجملة الأفكار التي طرحها لا أتفق فيه معها، جزء يسير منها فقط هو ما وجدتني متأثراً بها ومتفقاً معه فيها وقد يكون أغلبها مرتكز في المقالة ما قبل الأخيرة والتي تحدث فيها عن الدين وجوهره.
ما خرجت ��نه من خلال هذا الكتاب حول "تولستوي" وشخصيته بأنه رجل مؤمن رغم أن المترجم وصفه بالملحد في مقدمته للكتاب، لكن إيمانه بعيد كل البعد عن الإيمان/الدين/المسيحية بطابعها المتعارف عليه في وقتنا الحالي، "تولستوي" مقتنع بأنه لا مجال لتطور الإنسان ووجوده بدون الإيمان/الدين لكنه يقصد بذلك الإيمان الفطري الذي يكون مركزه من القلب والذي يبدو منطقياً حينما يقاس من خلال العقل والذي يكون متجرداً من خرافات علماء الدين وسياسات السلطة والحكام، وهي فكرة منطقية أتفق فيها معه. على الأقل هذا ما إستنتجته من خلال مقالاته وإجاباته ولا أعرف أن كنت أصبت في ذلك أم لا.