ولد وهبي أحمد البوري بالإسكندرية عام 1916، حيث هاجر إليها والده بعد الاحتلال الإيطالي، وعاد إلى بنغازي عام 1920 وظل بها حتى العام 1939، وتنقل بين عدة عواصم أوروبية أثناء عمله لدى الهيئة العربية لفلسطين وفي تدريس اللغة العربية في المدارس الثانوية الإيطالية.
وتقلد بعد عودته إلى ليبيا عام 1947 عدة مناصب في الخارجية أبرزها وزيرا للخارجية عام 1957، وفي 1963 صار مندوبا لليبيا بالأمم المتحدة، وفي العام 1979 عين مستشارا للعلاقات الدولية بمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول في الكويت، وفي العام 1986 تقاعد وانصرف إلى الكتابة والتأليف.
ونشر إنتاجه الأدبي والفكري في عشرات المطبوعات المحلية والعربية والدولية، كما ترجم عدة كتب عن الإيطالية
كانت البلاد فقيرة والحكومة أفقر ولازالت تنفق عليها بريطانيا. كانت ليبيا في بداية حياتها المستقلة في حاجة إلى المال والتعليم والصحة وإصلاح ماخربته الحرب وإيجاد عمل للعاطلين وتنشيط الحياة الأقتصادية كانت هذه الأعباء تقع على كاهل الدولة الجديدة المحرومة من أغلب مقومات الدولة.
كتاب ممتع ومفيد للأقتراب اكثر من ظروف الإستعمار يليه خروج المستعمر وبداية الإدارة البريطانية بعد هزيمة ايطاليا والمانيا في الحرب العالمية الثانية وصولاً لإستقلال وابرز شخصيات المجتمع واعيان المدينة المساهمين فيها من خلال اعمال التجارة.
بدأت قراءة الكتاب في حالة فتور, فكنت آخذه معي أينما ذهب .. في الغرفة, في السّيارة وفي الجامعة! أظلّ أنظر إليه بتأنيب ضمير, ولو ضغطت على نفسي اقرأ بضع صفحات وأتركه .. حالة فتور طويلة نوعاً ما ..لا أتذكر أنه حدث لي ذلك قبل الآن! المُهمّ .. البُوري يقول أنه كتب هذا في الكتاب وعُمره في مطلع التسعين, ويعتذر إن نسي أو أخطأ في بعض المعلومات .. ولكنه بحقّ عمل مذهل, أن يكتب شخص في هذا العُمر كلّ هذه المعلومات والتفاصيل ..مُذهل! الكتاب يتحدث عن فترات عديدة لمدينة بنغازي .. آخر عشر سنوات لحُكم الدّولة العثمانية .. أنا أستغرب حقًا مِن مَن يُمجّد الدولة العثمانية! خصوصاُ اللّيبيّون! ثم الاحتلال الطّلياني الشرس,, ثم سبع سنوات من الحكم البريطاني (مع العلم إن بريطانيا حاولت احتلال برقة ثلاث مرّات, واستطاعت في المرة الثالثة) وأخيرًا الاستقلال الّذاتي .. أحيانًا أضحك, لم يبقَ جنديّ على وجه الأرض (طبعًا تعبير لتضخيم المعنى ..كعادة العرب في استعمال هذه التعبيرات( إلاّ ووطأت قدماه برقة ..تركي, طلياني, بريطاني, استرالي, ألماني! حتى أتاتورك أتى إلينا هُنا, وموسيليني! .. المعلومات السياسية ثريّة وربما تُعطيك خلفية كبيرة عن البلاد إن كنت لا تعرف التاريخ وقتئذ .. ولكن الذي لفتني أكثر هو الحالة الاجتماعية والاقتصادية .. بنغازي كانت مُظلمة من كلّ النواحي.
الأمر الذي أزعجني هو لُغة الكتاب العاطفيّة جدًا, ورُبما أعذره في ذلك لكِبر سنّه ولأنه عاش الكثير من الأحداث بنفسه.