يعتبر هذا الكتاب من كتب التراث العربي الإسلامي ويبحث في التصوف الإسلامي أو ما يعرف بـ "علم الباطن" ويركز على فلسفة محي الدين ابن عربي الصوفية (560هـ/1165م – 638هـ/1240م) باعتبار أن أعماله تختزل التجربة والفكر الصوفي من خلال تحقيقه لِما تصبو إليه الإنسانية اليوم وتنشده ويشغل اهتمامها من وحدة الإنسان ووحدة المذاهب والأديان، وحق المرأة في مساواتها بالرجل، والعمل على تحقيق الكمال الإنساني، ونيل السعادة القصوى التي عادت إلى ميدان البحث ضمن العودة إلى القيم الأخلاقية والجمالية، المغيَّبة في عهود العلمانية وسلطة العقل.
وجدت هذا الكتاب بمكتبة جرير.. و ترددت في أخذه، والآن.. لست نادمة على أخذه أبدا فرغم الأخطاء المطبعية التي تقطع تركيز القارئ و تشتته قليلا.. تظل مادة الكتاب ثرية بمعلومات الكاتب الوافرة عن ابن عربي و اطلاعه الكبير على كل ما كَتب ابن عربي، أو كُتب عنه.
في هذا الكتاب "ابن العربي، المسافر العائد" يستعرض ساعد خميسي بداية ما كتب عن ابن عربي في الشرق و الغرب، و ما قيل عنه سواء من وجهة نظر خصومه أو تلامذته. و المعلومة التي لفتت انتباهي و عددتها الأهم في ذلك الفصل هي رأي ابن تيمية في ابن عربي و مؤلفاته، فقد قرأ معظم مؤلفات ابن عربي (و هما لم يعاصرا بعض) و لم يأخذ عليه إلا بعض ما قرأه في كتاب فصوص الحكم، فقد قال:" و إنما كنت قديما ممن يحسن الظن بابن عربي و يعظمه لما رأيت في كتبه من الفوائد، مثل كلامه في كثير من الفتوحات، و الكنه، و المحكم، و المربوط، و الدرة الفاخرة، و مطالع النجوم، و نحو ذلك و لم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده و لم نطالع الفصوص و نحوه" يعني كتاب "فصوص الحكم"، فقد وجد ابن تيمية في فصوص الحكم ما يرى أنه خادشا في عقيدة صاحبه، لكنه -أي ابن تيمية- غير رأيه بعد مناظرة مع أحد تلامذة ابن عربي و هو "ابن عطاء الله السكندري" الذي شرح و بيّن له أن الفصوص ليس فيه إلا ما في الفتوحات. فقد قال ابن تيمية بعد انتهاء المناظرة :"أحسنت و الله، إن كان صاحبك كما تقول فهو أبعد الناس عن الكفر، و لكن كلامه لا يحمل على هذه المعاني فيما أرى." من هنا يتضح أن ابن تيمية قرأ جل مؤلفات ابن عربي، إن لم يكن كلها.. و يتضح أيضا أن فهم نصوص ابن عربي قد يشكل على الكثيرين، و البعض قد لا يصل أبدا لمقصوده.. بسبب لغته الرمزية شديدة التعقيد فقد ختم ابن عطاء الله السكندري مناظرته بالقول:"إن له لغة خاصة، و هي مليئة بالإشارات و الرموز و الإيحاءات، و الأسرار و الشطحات." و هذا بالضبط هو ما دعاني لقراءة هذا الكتاب عن ابن عربي.. لأن نيتي هي قراءة الفتوحات المكية متى وجدتها مع إدراكي أني لم أصل بعد لفهم كل رموز ابن عربي .. أو فهم لغته التي يكتب بها.. لكني على الأقل صرت أعرف توجهه و المفاهيم الأساسية لديه، من خلال هذا الكتاب.
في الفصل الثاني طرح الكاتب موقف ابن العربي من علم الكلام، و مبرراته عنده ونماذج من آراءه.. و في الفصول التالية يشرح لنا بعض الأساسات المهمه في الفكر الأكبري: السفر، المرأة،و الخيال.
المرأة في الفكر الأكبري فاضلة على الرجل في بعض المواضع و مفضولة به في بعضها.. و مساوية له في بقية المواضع .
قبل سنوات قليلة، بدأت بقراءة هذا الكتاب، ولكن حدث توقف مبكر جدًا فيها ولم أكمل. وبعد مرور سنوات عدت للبدء بقراءته من جديد مع الإصرار بالاستمرار فيه حتى النهاية دون توقف.
نجحت بإنهاء الكتاب رغم ثقل المحتوى وقراءتي له بجانب كتاب آخر هي رواية في نفس الوقت.
لا أستطيع وصف عمق وجمال دراسة الكاتب في مثل هذا الموضوع، وتقسيمه للفصول ومصنفاتها رائع، قدرته على إيجاز الكثير من الأمور مقسمة في فصول وتنظيم المحتوى ذاته وشمله ضمن كل فصل وقسم أبهرني.
لا، لست متفقة بمعظمه مع أفكار محيي الدين ابن عربي، ولكن حقًا يمتلك عمق فلسفي رائع جدًا يستحق دراسته أو الاطلاع عليه لفائدته ومتعته الفكرية والتأملية والفلسفية داخل عقلية ابن العربي الفذ.
أؤمن بما قاله الباحث من أهمية الاطلاع على إرث ابن العربي والاستفادة منه مهما اختلفتَ معه حسب رأيي وفعلت هذا.
أحببت ابن العربي أكثر مما كنت عليه سابقًا بمعلوماتي البسيطة حوله بفضل دراسة الباحث "ساعد خميسي" الذي أخرج عملًا بحثيًا رائعا وممتعًا، وأود قراءة المزيد من أبحاث هذا الكاتب الرائع.
أنصح بقراءته لمن يبحث عن الجانب التأملي والروحاني والفكري والفلسفي. كما أنصح بقراءة نتاجات ابن العربي نفسها لجميع القراء. بالتأكيد سأعيد قراءته مستقبلًا لما يحمله من عمق وفلسفة.
هذا الكتاب هو ملخص لرسالة الدكتوراة ، تبدو الرسالة أكثر عمقًا و شرحًا و تفصيلًا لأعمال ابن العربي ، بينما هذا الكتاب و إن كان مجتزأ من رسالة الدكتوراة إلا انه مرجع غني بالمعلومات عن مؤلفات ابن العربي و فلسفته بخاصة في علم الحروف ، أنصح بقراءته لمن يريد الاستزدادة في هذه المعارف و اشكر مؤلفه
كتابٌ أحملُ له في قلبي وروحي الكثير من الحب والاحترام هو من ذاك النوع الذي لا يمكنني الاكتفاء بقراءة واحدة له، سأعاود قراءته مرة أخرى قريبا ، علي أقترب قليلا مما حاول صاحبه (الدكتور ساعد خميسي الرجل النادر) إيصاله لنا
بسم الله وبعد كتاب يتعرض لفكر ابن العربي في محطاته الهامة, ويحاول ان يشرح اسباب واسس الخلاف بين ابن عربي وغيره مادته ثقيلة وتحتاج لتركيز وصفاء ذهني رغم ان الكاتب لم يتعمق في فكر ابن العربي واقتصر طرحه على المسير العامودي لا الافقي كتاب جميل لمن يريد معرفة فكر ابن عربي تحياتي