مخيب للآمال...قرأت نصفه بعد ذلك توقفت الموضوعات التي تعرض لها الكاتب من أعقد الموضوعات لكن طرحه لها كان سطحي جدا..وضع الكثير من الرسوم البيانية لتوضيح عمل كل جزء من جهاز المعرفة الإنساني لكني لم أجد نقاش "حقيقي" عن وجهد نظره عن ماهية كل جهاز وعلاقته بالآخر ..مثلا تطرق إلى القلب والفؤاد لكن ماهما القلب والفؤاد فعلا.. وماعلاقتها ببعض وماعلاقتهما بالعقل والنفس..لم أجد تعرٌض حقيقي لهذه الأجوبة أوحتى هذه الأسئلة في الكتاب
بالرغم من موضوع الكتاب مثير وشيق ومستفزللعقل والتفكر إلا أن المحتوى لم يكن كذلك
لكن جزا الله الكاتب كل خير على حرصه واجتهاده وعمله
من الجميل ختم قائمة هذه السنة بكتاب مثل كتاب زميلنا العزيز الدكتور خالد شحرور استشاري الأمراض النفسية، وابن المفكر الشهير الدكتور محمد شحرور، طرح المؤلف آراءً جريئة استخدم فيها اللغة الباطنية والرمزية في التأويل.
تحدث الدكتور طارق عن شخصية اسمها الشخصية الحدية، وهي شخصية مضطربة تجعل الإنسان يفكر دائماً على الحدود ويرى ما في الدنيا إما أبيض أو أسود ولا يستطيع أن يرى أطياف الألوان الأخرى، ويصنف الناس أعداء وأصدقاء والأشياء إما كلها جيدة أو كلها سيئة، يقترب من هذه الشخصية الإنسان المتدين غير الناضج والذي صار يعيش بشخصتين متناقضتين، فهو يعيش في واقع علمي يناقض فهمه للدين المتداول، وهذا يولد عنده حدة في الافتراق القكري العاطفي.
لفت المؤلف إلى أن داروين كان من الذين ساروا في الأرض وكأنه استجاب لآية (قل سيروا في الأرض) دون أن يدري، فهو يستحق من المسلمين التكريم والتبجيل وليس الحرب العمياء.
يقدم الدكتور تفسيراً جديداً لمفهوم السوأة في قصة آدم فيرى أن السوأة هي موت الإنسان وأذيته، واللباس معناه جزء اللاوعي من النفس، وهو الجزء الذي يمكننا من إنكار الموت فيجعلنا نستمر بالحياة، والريش هو الطموح، ولباس التقوى هو الضمير، وهو بذلك يخلق جبلا جليدياًً مرادفاً لجبل فرويد، ويكون رديف الجنس والعدوانية هو الموت والأذية.
كذلك فسر الدكتور الطاغوت في القرآن برجال الدين وما يفعلونه من زيادة عن الحد في الدين مستدلاً بربط بعض أهل الكتاب بالطاغوت، ووضع الدكتور نظرية في فهم مبدأ الأمر بالمعروف والذي يُقصد به سن القوانين المدنية والوضعية التي تخدم الإنسان أما المنكر فهي العقوبات التي تحد من من حريات الإنسان والتي تستخدم عند الحاجة.