يستكشفُ هذا الكتاب تاريخ المُحَدِّثات من النساء خلال عشرة قرون، منذ ظهو الإسلام حتى مُستهلِّ العصر العُثماني (من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري). ويستمد الكتاب أهميته من نُدرة ما كُتِب عن المُحَدِّثات المسلِمات في التاريخ، بالإضافة إلى كونه أول دراسة تحليلية للمُحَدِّثات من النساء في التاريخ الإسلامي رصدت أسماء سيِّد -في هذا الكتاب- التطورات التي طرأت على رواية النساء للحديث، ووضعتها في سياقاتها حسب تسلسلها الزمني. كما حلَّلت العوامل التاريخية التي شجَّعت أو ثبَّطت مشاركة المرأة في حقل رواية الحديث، وأماطت اللثام عن تلك العوامل التي شكَّلت إسهامات المرأة المسلِمة في مجال رواية الحديث وفي غضون معالجتها لهذا الموضوع؛ نقَضَت أسماء سيِّد العديد من المُسلَّمات، وعلى رأسها ما يتعلَّق بتهميش المرأة المسلمة تاريخيًّا في مجال العلوم الدينية. كما امتدَّ نطاق تحليلها ليتقاطع مع سياقات تعليم المرأة المسلمة في عالمنا المعاصر، فضلًا عن تاريخ التَّربية في الإسلام، والتطورات التي طرأت على الشَّريعة الإسلامية والسلفيَّة السنيَّة. ومن ثمَّ يُعدُّ هذا العمل إسهامًا قيِّمًا في التاريخ الثقافي والاجتماعي للإسلام، ليس في سياق تاريخ العالم الإسلامي في عصور ما قبل الحداثة فحسب، بل وفي سياق العالم الإسلامي المُعاصر كذلك
ملاحظات أولية سريعة: الموضوع شيق وجذاب وجديد علي تماما، إخراج الكتاب الفني جميل للغاية، الترجمة فصيحة سلسة وممتازة حقا، ملاحظات المترجم وتعقيباته على آراء المؤلفة كانت هامة جدا وهونت كثيرا من إساءات الفهم المحتملة. فلنبدأ بالعنوان حيث لابد أن أوضح أن تحت هذا العموم الظاهر فيه ثمة تخصيص، فالمرأة هنا هي المرأة المسلمة عبر قرون عشرة منذ صدر الإسلام وحتى أوائل العهد العثماني، والمعرفة الدينية هي رواية الحديث بالذات بكل ما تمثله من مكانة عظيمة في علوم الشريعة الإسلامية، فلقد اهتم هذا الكتاب أساسا باستكشاف رواية المرأة للحديث في المجتمع المسلم وتطورها عبر عشرة قرون. الكتاب عبارة عن مقدمة وأربعة فصول وخاتمة بالإضافة إلى مقدمة المترجم التي أنصح بقراءتها جيدا لأهميتها في توضيح مميزات الكتاب وإبراز أهم نظرياته والوقوف على مزالقه كذلك. _ في الفصل الأول تستعرض المؤلفة جهود الصحابيات في رواية الحديث مركزة على أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن لاسيما عائشة بنت أبي بكر، وأم سلمة بوصفهما أكثر من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تعرضت للصحابيات السابقات في الإسلام واللاتي خدمن النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته خاصة أسماء بنت أبي بكر ولبابة بنت الحارث وأم أيمن رضي الله عنهن، والصحابيات اللاتي شاركن في الغزوات ومثلت لهن بنسيبة بنت كعب، والصحابيات اللاتي كن موضوعا للفتوى أيام النبي صلى الله عليه وسلم ومنهن بريرة وفاطمة بنت قيس، وفي نهاية الفصل تخلص المؤلفة إلى أن الصحابيات شاركن في رواية الحديث حرصا على تتبع أقوال النبي وأفعاله وأوامره ولم يكن هناك أي قلق بين أصحاب التراجم بشأن تصويرهن على أنهن متعلمات أو مثقفات أو عالمات، _ في الفصل الثاني تعرض المؤلفة لدور التابعيات الجليلات في رواية الحديث وهي تفترض أن هذا الدور كان مختلفا قليلا عن دور الصحابيات فلقد اقتصرت الرواية غالبا إما على التابعيات اللاتي ارتبطن بآصرة قربى مع الصحابيات مثل عمرة بنت عبد الرحمن "والتي وصفت بأنها فقيهة كذلك"، ومثل عائشة بنت طلحة التي عرفت كذلك بوصفها أديبة، وإما على الزاهدات مثل أم الدرداء الصغرى وحفصة بنت سيرين، في نفس الفصل تحاول المؤلفة تحديد أسباب تراجع رواية المرأة للحديث بعد منتصف القرن الثاني الهجري وحتى القرن الرابع الهجري وهي تجملها في أسباب ثلاثة: تطور رواية الحديث إلى حقل علمي تخصصي يتطلب معايير أعلى في مؤهلات رواة الحديث ومزيدا من التدقيق في أحوالهم، الجدل بين أهل الحديث وخصومهم بشأن استخدام الحديث مصدرا أساسيا في التشريع والعقيدة، شيوع ظاهرة الرحلة في طلب الحديث بوصفها الدعامة الأساسية لنقل الحديث. _ في الفصل الثالث تدرس المؤلفة إحياء دور المرأة في رواية الحديث في الحقبة الكلاسيكية "من القرن الرابع وحتى القرن العاشر الهجري"، وهي ترى أن هذا الإحياء كانت نتيجة عوامل ثلاثة هي: ظهور مجموعات الحديث وتلقي الأمة لها بالقبول، قبول الرواية المكتوبة، انتصار السلفية السنية مما ولد استخدامات بديلة للمعرفة الدينية، وقد ذكرت أمثلة لهؤلاء النساء اللاتي روين الحديث وحظين بالشهرة وبثقة أصحاب التراجم ومنهن: كريمة المروزية، فاطمة بنت الحسن الدقاق زوجة الإمام القشيري، _في الفصل الرابع وهو بعنوان "السلفية وذروة ازدهار النسوة المحدثات" تعرض الكثير من نماذج النسوة المحدثات الثقات اللاتي أقبل عليهن طلاب العلم من أمثال: شهدة الكاتبة العراقية، وزينب بنت الكمال المقدسية التي عاشت في ضاحية الصالحية شمال دمشق والتي وصفت بمسندة الشام، وعائشة بنت محمد التي عاشت في دمشق كذلك، وترى المؤلفة أن هذا الازدهار ارتبط بقبول مجموعات الحديث والرواية المكتوبة وصعود الأسر العلمية وتعزيز السلفية بوصفها أرثوذكسية سنية كلاسيكية، فقد كانت معظم هؤلاء النسوة من أسر علمية وسعى أولياؤهن منذ طفولتهن إلى تعليمهن وحصولهن على إجازات متنوعة وإدماجهن في أقصر سلاسل ممكنة من سلسلة الرواة في الإسناد، كما تؤكد المؤلفة أن الاستخدام المتغير للمعرفة الدينية في العصر العثماني بالتركيز على الفقه والتصوف قد تسبب في تراجع مكانة المرأة ودورها في نقل المعرفة الدينية منذ القرن العاشر الهجري. _في الخاتمة ترى المؤلفة أن هذه الدراسة تمكننا من إعادة النظر في مسلمتين لطالما سادتا في الدراسات التي أجريت عن المرأة المسلمة، تتعلق الأولى بتأثير الإسلام السني السلفي على المشاركة العامة للمرأة فبينما ترى بعض الدراسات بأن هذا الإسلام قد حد من قدرة المرأة على الحركة ونشاطها في المجال العام، إلا أن هذا الكتاب برهن على أن هذا الإسلام بالذات هو الذي نجح في حشد النساء وأعاد إشراكهن في الساحة العامة لنقل الحديث، أما المسلمة الثانية فهي أن نطاق حرية المرأة المسلمة ووضعها كان الأفضل من نوعه في القرن الأول الهجري ثم عانى من ارتكاسة جراء الفتوحات واقتراض القيم الأبوية المناهضة للمرأة من الثقافات البيزنطية والساسانية وإدماجها في الفقه الإسلامي حتى جاء الخطاب النسوي المعاصر وحاول تحرير المرأة المسلمة، لكن هذا الكتاب برهن على أنه على الرغم من تراجع دور المرأة في رواية الحديث بعد القرن الأول الهجري فإنهن عدن بقوة في القرن الرابع الهجري وحققن سمعة طيبة بوصفهن راويات ثقات للحديث وعالمات جليلات عقد بعضهن مجالس شعبية حاشدة لرواية الحديث في الساحات العامة ومثلن أسانيد عالية في الرواية يسعى إليها طلاب العلم من كل مكان. وُفقت المؤلفة في الكثير من آرائها خاصة فيما يتعلق برفضها محاولة تنزيل الخطاب النسوي المعاصر على تراث المرأة المسلمة ورفضها النظر إلى هذا التراث من منظور جنوسي حديث، ففي الحقيقة لم تعاني المرأة المسلمة من هذه الإشكاليات الحديثة أصلا ولم تعرفها، وكان تطور دورها في رواية الحديث مرتبطا أكثر بتطور استخدامات المعرفة الدينية في المجتمع المسلم وما أدت إليه هذه الاستخدامات من تراجع دور المرأة أحيانا ومن ازدهاره أحيانا أخرى، فهي ظروف عرضية غير متعلقة بها لم تقصد قهرها أو استبعادها أبدا. وبعد، فهذا الكتاب رائع ومهم ومتفرد في موضوعه ويفتح آفاقا أرحب لمزيد من القراءات في هذا المجال الذي أشعر بأسى حقيقي لأنه لم يحظ بالاهتمام المطلوب
يستكشفُ هذا الكتاب تاريخ المُحَدِّثات من النساء خلال عشرة قرون، منذ ظهور الإسلام حتى مُستهلِّ العصر العُثماني. يُعتبر الكتاب دراسة تحليلية للمُحَدِّثات من النساء في التاريخ الإسلامي رصدت فيه الكاتبة مساهمة النساء في رواية الحديث، والعوامل التي أدت إلى انتشار هذه المشاركة أو انحسارها. فعبر مسح للعديد من المصادر خرجت الكاتبة بإحصائيات وشبكة علاقات بين رواة الحديث عبر عشرة قرون لتصف بدقة مراحل صعود وهبوط المشاركة النسائية في رواية الحديث الشريف وهو أحد المجالات الأساسية لنقل المعرفة الدينية التي تعد جوهر الحضارة الإسلامية التي استمرت عدة قرون. وبناء على هذا الاستقراء حاولت الكاتبة تحليل وضع المرأة في رواية الحديث من خلال المنظور الثقافي والاجتماعي والسياسي، واستخدمت بحرص المنظور المتعلق بالجندر أو الجنوسة، فلم تهمل دور الاختلاف بين الرجل والمرأة في المجتمعات الإسلامية وأثر ذلك على وضعها في المشاركة في رواية الحديث النوبي، وفي الوقت نفسه لم تنزلق إلى تحليلات نسوية متعجلة وهو الملمح الأكثر إثارة للإعجاب في الكتاب. ففي غضون معالجتها لهذا الموضوع؛ نقَضَت أسماء سيِّد العديد من المُسلَّمات، وعلى رأسها ما يتعلَّق بتهميش المرأة المسلمة تاريخيًّا في مجال العلوم الدينية، والتطورات التي طرأت على الشَّريعة الإسلامية والسلفيَّة السنيَّة، وأرَّخت كذلك للأسر العلمية في التاريخ الإسلامي ولأوجه مختلفة من تاريخ التعليم الديني وتلقي السنة النبوية عبر القرون العشر موضوع الدراسة. من هنا يستمد العمل قيمته كأحد الأعمال العامة في التأريخ الاجتماعي والمعرفي للمجتمعات الإسلامية قبل العصر الحديث. ولا يمكن إغفال الإشادة بالمترجم الدكتور احمد العدوي على الجهد الذي بذله في نقل الكتاب للعربية، وهي التجربة الثالثة لي مع ترجمات الدكتور بعد كتاب "الزواج والمال والطلاق في المجتمعات الإسلامية" ليوسف رابوبورت و"جيش الشرق" لتيري كرودي، وهي ترجمات تظهر تصاعد مستمر في مستوى الإتقان، وتنبئ عن مترجم متميز صاحب اختيارات دقيقة.
الكتاب للباحثة اسماء سيد وترجمة الأستاذ أحمد العدوي، من إصدارات دار مدارات الفخمة (كان عندي من كذا سنة قبل الغلا ☺☺☺).
يبحث في موضوع دور المرأة في نقل المعرفة الدينية والمقصود بها هنا رواية الحديث، بداية من عهد الصحابيات حتى العصر العثماني.
موضوع الكتاب جديد وجميل، بذلت فيه الباحثة جهدا مشكورا وكذلك كانت الترجمة رصينة ومتقنة.
يشتمل الكتاب على معلومات مدهشة عن وضع المرأة وتغيره طبقا للأحوال الاجتماعية والسياسية.
"عني هذا الكتاب باستكشاف رواية المرأة للحديث في ديار الإسلام، وتطورها على ما يقرب من عشرة قرون. وبإمكاني القول إن القرن الأول، فضلا عن النصف الأول من القرن الثاني الهجري من تاريخ الإسلام، قد شهدا معدلات كبيرة من مشاركة النساء في رواية الحديث، أعقبهما اضمحلال كبير استمر ما يقرب من قرنين ونصف القرن من الزمان، وبحلول منتصف القرن الرابع الهجري /العاشر الميلادي فصاعدا، عادت النساء للظهور مجددا بوصفهن راويات جليلات للحديث. وخلال عهود السلاجقة والأيوبيين والمماليك (من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، إلى القرن العاشر الهجري /السادس عشر الميلادي)، ذاع صيت العديد من المحدثات من النساء، بحيث أصبحن قبلة للطلاب والطالبات من جميع أنحاء العالم الإسلامي، الذين طمعوا في الرواية عنهن، كما تميز أوائل العصر العثماني (نحو منتصف القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي) بتراجع حاد آخر في أعداد راويات الحديث من النساء، ويضع تحليلي هذه التغيرات الواضحة، والتطورات المتزامنة في سياقاتها كرونولوجيا في إطار التاريخ الفكري والسياسي والاجتماعي للمسلمين، كما يُسلط الضوء على الاستخدامات الاجتماعية المتطورة العديد للمعرفة ��لدينية، والتي تساعد على تفسير هذا التطور أو ذاك".
تقدّم الباحثة الأمريكية من أصول هندية أسماء سيّد -أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة كاليفورنيا- ما تصفه بـ"أول تحقيق مفصل لرواية النساء للحديث" يعتمد على تحليل التطورات والتغيرات التي أثّرت على التاريخ الثقافي والاجتماعي لنقل المسلمات للحديث في التاريخ الإسلامي، وذلك عبر ما يقارب العشرة قرون، من القرن الأول حتى العاشر الهجري. في الفصل الأول تحدثت الباحثة عن الصحابيات وأمهات المؤمنين، ودورهن المشهود في نقل الحديث، وعلى رأسهن العلم الأشهر عائشة رضي الله عنها. وفي الفصل الثاني انتقلت للحديث عن التابعيات، وهنا ترصد تراجع الحضور النسائي في نقل الأحاديث -استناداً للمصادر الحديثية وكتب التراجم المعروفة- وذلك منذ النصف الثاني من القرن الثاني الهجري وحتى النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، ويعود تقلص الفرص المتاحة للمرأة للمشاركة في رواية الحديث بحسب الباحثة إلى "تطور المعايير في مجال الحديث، حيث تعلق الأمر باستنباط الأحكام. كما اشتملت هذه التطورات على التركيز المتزايد على الدراية، وحتمية لقاء الرواة وجهاً لوجه، وازدياد شعبية الرحلة في طلب الحديث"، في حين تعذر ذلك على المرأة لحرمة سفرها بلا محرم. وهنا فنّدت الباحثة الأوهام النسوية المتكررة في هذا الموضوع، فقد اتفقت معظم الدراسات النسوية على أن انتقال المجتمع الإسلامي من مرحلة الثقافة القبلية إلى مرحلة "الإمبريالية" والتأثر بالعناصر الثقافية القادمة من البيزنطيين أو الساسانيين..الخ أسهما في معاناة النساء وانتكاس مكانتهن وحرياتهن، وترى المؤلفة أن هذه التفسيرات لا تنطبق بحال من الأحوال على مجال نقل الحديث. وفي الفصل الثالث تعود الباحثة لترصد الصعود المتزايد للمحدثات في ما بعد فترة الركود، أي ما بعد النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، وذلك بسبب انتقال الرواية الحديثية إلى القبول الواسع بالصيغ المكتوبة (بالإجازة والمناولة وغيرها) مما سهّل على النساء تلقي الحديث ونقله، وأيضاً بسبب صعود الأسر أو البيوتات العلمية، ودور شبكات القرابة بين العلماء التي تتوارث العلم والرواية والفقه والأدب، إما بتأثير العلماء الآباء على بناتهم، أو بزواج المحدثات والعالمات من علماء وما إلى ذلك. ويقدم الفصل كريمة المروزية ت463 وفاطمة الدقاق ت480 رحمهما الله كنماذج تطبيقية لهذه الحقبة التي شهدت صعود المحدثات وذيوع شهرتهن. وفي الفصل الرابع تؤكد الباحثة ما تسميه النجاحات الباهرة التي حققتها المحدثات في الفترة ما بين القرن الرابع والتاسع الهجري وهي مرحلة الذروة في الفترة محل الدراسة، وتحلل ظروف هذا الازدهار بالاستناد إلى سير وتراجم شهدة الكاتبة ت574، وزينب بنت الكمال ت740، وعائشة بنت محمد ت816 رحمهن الله. وفي الخاتمة ترى الباحثة أن دراستها للتاريخ الاجتماعي لرواية المسلمات للحديث تدفعها إلى إعادة النظر والتشكيك في مسلمتين استشراقيتين ونسويتين: (1) أن الإسلام السني قد حجّم من قدرة المرأة على الحركة والنشاط العام. بل ترى أن معدلات التعليم الديني في دمشق وضواحيها مثلاً في الفترة ما بين القرن السابع والتاسع الهجري تشير إلى أن الحنابلة قد تصدّروا سائر المذاهب بما فيهم الشافعية فيما يتعلق بتشجيع المرأة على التعليم. (2) تفسير تراجع حضور النساء فيما بعد القرن الأول بالاقتراض من الثقافات الأبوية المجاورة. وقد دحضت هذه التفسيرات بكفاءة عبر التحليل الاجتماعي والثقافي الأكثر معقولية واتساقاً مع المعطيات التاريخية، والمستند لمصادر معتبرة كما مضى. وقد أكدت الباحثة على انتقاد العاملين في الحقل النسوي، وحذرت من السقوط الأيديولوجي في فخ المفارقة التاريخية، والانزلاق لخطر التحليل التاريخي بأثر رجعي بإعادة تأويل أفعال النساء "كي تبدو مجرد انعكاسات للشواغل التي تحركها الخطابات النسوية المعاصرة"، وإن كانت قد قبلت ببعض افتراضات الإرث البحثي في هذا الحقل.
حظي الكتاب بترجمة سلسة وممتازة، كما وفّقت الدار الناشرة في حسن الإخراج الفني للنص.. هذا عرض اختزالي لبعض مضامين الدراسة، بيد أنها تستحق تحليلاً نقدياً مستفيضاً، لا سيما في أسسها النظرية (الأرثوذكسية بوصفها علاقة سلطة عند طلال أسد، ورأس المال الثقافي والاجتماعي عند بيير بورديو)، وفي بعض دعاويها المجردة أو المستندة إلى محاججات ضعيفة.
"Women and the Transmission of Religious Knowledge in Islam" by Asma Sayeed is an excellent companion book to Sh Muhammad Akram Nadwi's "Al-Muhaddithaat."
Both books examine the history of female hadith scholarship, track historical trends in said scholarship, and look at specific stories of exemplary female hadith scholars.
While Al-Muhaddithaat comes from an insider perspective of Islamic scholarship, Sayeed's book takes on a more academic angle; though she does not espouse any progressive feminist agenda, there is a mild hint of skepticism as to the belief of ahadith being perfectly preserved - this doesn't interfere with the main points being made, but one catches an inference to it here and there.
By and large, I very much enjoyed Sayeed's book and her approach to how and why female hadith scholarship was established, fell into decline, rose again, and then fell once more after the Ottoman era.
Unfortunately, both Al-Muhaddithaat and Sayeed neglect to focus on female scholarship after the "classical" eras, and of other parts of the world outside the Arab-Persian-Central-Asian sphere - for example, we read little to nothing about female scholarship in North or West Africa or South/ Southeast Asia.
I highly recommend this book, which teases out food for thought and provides quite a bit of accompanying info to much of what Sh Akram provides.
الكتاب من تأليف د.أسما سيد، أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة كاليفورنيا. وهي من أصول هندية والترجمة لـ د.أحمد العدوي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة جنق، تركيا.
تعرضت المؤلفة في كتابها - على الرغم من عمومية عنوانه- لظاهرة رواية النساء للحديث و تطور أو تغير دورهن في نقل أحاديث الرسول خلال الظروف المتغايرة في العشرة قرون الأولى للإسلام مع تحليل هذه التغيرات وأسبابها وذكر الأمثلة الموضحة لرؤية الكاتبة. وترَ المؤلفة - ويؤيدها المترجم- أن الكتاب فريد من نوعه في موضوعه.
ونظرا لأن ذلك "الإرث" العظيم "متقلب" فقد قسمت الكاتبة عملها إلى أربعة فصول على أساس الفواصل الزمنية بين كل صعود وهبوط لمستوى المشاركة حسبما رأت إضافة إلى أن منهج دراستها كان على أسس نظريات وضحتها في المقدمة:
1- استبقت الكاتبة الفصل الأول بمقدمة جميلة عبارة حديث ورواية لعمل مقارنة/مماثلة بين اجتهاد رائطة (صحابية) في الصدقة على الرغم من ظروفها الاجتماعية الثقيلة وبين اجتهاد زينب بنت الكمال (القرن الخامس) على الرغم من ذهاب بصرها في الصغر.
ثم بدأت في الحديث عن "الصحابيات واستحداث الرواية" في الفصل الأول. وتسترسل الكاتبة في اظهار حجم المشاركة الفعال للصحابيات خلال القرن الأول من تاريخ الإسلام موضحة النسبة المؤية المقدرة ب 12% من حجم الأحاديث التي روتها زوجات الرسول ومن صحبنه (112) وتتبعت مشاركتهن مع بعض المقارنات الرقمية لعدد الأحاديث المروية عنهن، فمثلا يروى عن عائشة من 1500-2400 حديث وعن أم سلمة من 175-375 وتقل جميع المشاركات الأخرى عن هذا العدد بفارق كبير جدا فمثلا روت ميمونة بنت الحارث 37 و حفصة 25 في حين لم تتعد روايات بعض زوجات النبي وبناته والصحابيات عشر أو خمس أحاديث، ولذلك اعتبرت الكاتبة وضع عائشة وأم سلمة استثنائي. ولكن يجدر توضيح ما ذكرت الكاتبة أن صور النساء و
ولم تتطرق الكاتبة لبحث صحة الأحاديث متعللة بأن البحث يستنبط المناخ العام لمستوى مشاركة المرأة في نقل الأحاديث لا غير و استنتجت أن ساحة رواية الحديث كانت مجالا مفتوحا للنساء من مختلف الطبقات الاجتماعية وبحفاوة واضحة وكانت صور النساء وأحاديثهن مثل فاطمة بنت قيس وبريرة تؤكدان مشاركة النساء من الصحابيات في تشكيل المناقشة الشرعية، غير أنها قلت في القرنين الثاني والثالث.
ولم تتطرق إلى مسألة صحة الأحاديث من عدمها على أساس أن الفائدة الفقية لروايتهن هي المحك للدارسة وليس لاعتبار مكانة الراوية عن غيرها أو موقف الرواية من حيث الصحة أو الضعف.
2- الفصل الثاني، التابعيات: سرعان ما لاحظت الكاتبة بعد القرن الأول تراجعا في دور المرأة على ساحة رواية الحديث غير المنظمة بعد. مع بعض ملاحظات لظهور تمييز بين روايات زوجات الرسول والصحابيات وبين النساء والرجال عموما! لكنها حين تسترسل في شرح أسباب تراجع دور المرأة في الرواية لم تضع هذه الملاحظات فيها وكأنها اعتبرتها عارضة/شاذة وغير مؤثرة في الحقيقة.
وذكرت أن التراجع امتد طوال القرن الثاني حتى الرابع الهجري وفسرت أسباب هذا التراجع بـ: 1- تطور العمل على تحويله لحقل علمي تخصصي يحتاج إلى معايير أعلى وتدقيق أشد على أحوال الرواة (وذلك بسبب ظهور الفتن الطائفية والسياسية وبالتبعية الأحاديث الموضوعة). 2- الجدل بين أصحاب الحديث وخصومهم بشأن استخدام الحديث كمصدر أساسي للتشريع والعقيدة. 3- (وهو ماركزت عليه كتأثير قوي للواقع على المرأة) شيوع ظاهرة الرحلة في طلب الحديث/العلم بوصفها الدعامة الأساسية لنقل الحديث (وهو مالم يكن يسيرا على المرأة كالرجال).
لكن الكاتبة لم يفتها الإشارة مبكرا إلى دور التابعيات من حيث رواية الحديث أو العبادة والورع انتهاءا بالمعرفة الفقيهة وذكرت أمثال زينب بنت أبي سلمة المخزومية وعمرة بنت عبدالرحمن وعائشة بنت طلحة وفطمة بنت المنذر (كلهن رأين الصحابيات) وأم الدرداء الصغرى وحفصة بنت سيرين وصفية بنت شيبة ومعاذة بنت عبدالله.
استشهدت الكاتبة بطبقات ابن حبان الذي ذكر 200 امرأة في عهد النبي و86 من التابعيات ثم فقط 10 من طبقة أتباع التابعين من النساء اللاتي ساهمن في الرواية واخيرا امرأتين فقط ممن روين عن أتباع التابعين! وكانت قد سبقت ذلك الاستشهاد بجدول كبير يوضح عدد النساء الاتي ساهمن في الرواية طبقا لوصف ابن حجر من أول الرسالة إلى نحو سنة 280 هجرية وقمستهن على نحة 12 طبقة..وبدا التراجع واضحا من مشاركة 78 امرأة من الطبقة الثاثلة (تنتهي نحو 110هـ) وبين السابعة حيث شاركت 15 امرأة (نحو 180 هـ) وباق الطبقات لاتوجد بها امرأة حتى الثانية عشر!
وقد استنتجت نفس الأمر من مقارنة لعدد الراويات النساء في كلا من صحيح البخاري وسنن أبي داود لكن الكاتبة تذكر أن ذلك التراجع لم يكن على أساس جنسوي أو متعمدا ضد المرأة، لكنه كان نتيجة عرضية لظروف طغت على الفترة من بعد القرن الأول وحتى الرابع.
الفصل الثالث، إحياء دور المرأة في رواية الحديث في الحقبة الكلاسيكية: عادت النساء إلى ساحة الحديث مجددا في نصف القرن الرابع وأعيد تفعيل دور المرأة مرة أخرى وقد احتُفِيَ بهن كراويات لمجموعات كاملة من كتب الحديث تمشيا مع تطورات علم الحديث واشتهرت كلمة محدثات بدلا من راويات بالإضافة إلى وجود حس نقدي للمعاني وظهور المجالس التي كان تشارك فيها المرأة سواء كطالبة أو شيخة يؤخذ عنها العلم.
وتستشهد الكاتبة بالعديد من المراجع كطبقات ابن سعد وسير الذهبي وابن عبدالبر وابن حجر والخطيب البغدادي وابن حجر على توافقهم في بروز عدد من العالمات الجليلات في هذه الحقبة على اختلاف فتراتهم فضلا عن أنهن شيخات لهم أخذوا منهن العلوم (ذكر السمعاني أنه درس الحديث على 69 شيخة).
وتر أن اساب ذلك هي: 1-ظهور كتب الحديث خاصة الصحيحين والذي اغلق باب استكشاف الحديث والحاجة للسفر لجمعه. 2-شيوع كتابة الحديث والذي خفف من المطالب التي أعاقت المرأة عن المشاركة في الرواية خلال فترة التراجع أيضا كالسفر والتمرس بالرواية ووجوب الاستماع المباشر من الشيوخ للرواية الواحدة. 3-انتشار شبكات القرابة بين العلماء وتطور النسيج الاجتماعي مما خفف تأثير العقبات الاجتماعية الناتجة عن الاحتراز في في التواصل بين النساء والرجال من غير المحارم.
وعلى العكس من الفصلين السابقين، تكتفي الكاتبة بذكر اسمين من العالمات كمثال لتحليلها وهما كريمة المروزية وفاطمة بنت الحسن بن علي الدقاق، وكلاهما من نيسابور! حيث تميزت الأولى بعلو اسنادها وشهرتها كسند لصحيح البخاري وساعد على ذلك أنها عمرت ما يناهز 100 عام ماجعلها قبلة لطلبة العلم والاسناد القصير يسعون لها خاصة خلال مواسم الحج حيث يبدو أنها كانت تقيم في مكة أواخر حياتها. وتميزت الثانية -فاطمة- بأنها عالمة ورعة وابنة عالم وزجة عالم هو أبو القاسم القشيري، وكلاهما شافعيان متصوفان وكان مذاهبيهما ومنهجيهما ذا جدل واسترسلت الكاتبة في ذكر من تعلمت على يديهم وأيضا من أخذوا عنها العلم.
4- الفصل الرابع، السلفية وذروة ازدهار النسوة المحدثات: بداية تقصد الكاتبة بمعنى كلمة "السلفية" هو عموم أهل السنة الذين اهتموا بالعلوم الدينية على اختلاف مذاهبهم الفقهية (وسمتهم -اقتباسا- الأرثوذكسية السنية )وحتى في حدود الخلاف العقدي القريب، فهي تذكر الحنابلة والشافعية وأهل الحديث والأشاعرة تحت مظلة كلمة "السلفية" مع تجنب الانحرافات العقدية البعيدة كالمعتزلة وغيرهم. وفي العموم نوهت أنهم المتسمون بالاعتماد على القرآن الكريم والحديث وممارسات السلف الصالح كمصادر أولية للهدى والرشاد.
تنوه الكاتبة في مقدمة الفصل لذكر السخاوي ل 1000 امرأة عالمة ومحدثة أو مشاركة في علم الحديث في عصره/القرن التاسع، مع التنويه أن هذا العدد قد لايكون حقيقي وأن الواقع كان أكثر من ذلك.
وهكذا فإن ذروة مشاركة المرأة في علم الحديث كانت في الحقبة بين القرنين السادس والعاشر الهجري، وتناولت الكاتبة دراسة ثلاث محدثات استثنائيات هن : شهدة الكاتبة(482-574) وزينب بنت الكمال(646-740) وعائشة بنت محمد ابن عبدالهادي(723-816) حيث يمثلن انعاكاسا للنموذج التقوى الأنثوية والتعلم اللذان سادا خلال الحقبة الكلاسيكية.
وأظهرت متابعة الكاتبة للورعات الثلاث أنه على العكس مما يٌظن بالسلفية (بالمعنى الذي تقصده) كمؤثر سلبي لمشاركة المرأة في العلوم الدينية، فقد أكدت سيرتهن على أن هذا الإهتمام بالعلوم الدينية والتقوى زاد بل وحث واحتفى بمشاركة المرأة فيها.
وعلى سبيل المثال كان جميلا تعبير الكابتة عن حجم الإجازات التي أجازها العلماء واإرسالهم أعمالهم لزينب بنت الكمال بأنهم "استثمروا فيها أعمالهم" كي تتقنها وتؤديها عنهم بأمانة.
وتنوه مرة أخرى أن المتغيرات البيئية سواء التي اسهمت في زيادة مشاركة المرأة أو العكس كانت طبيعة عرضية ولم يتعمد أو يقصد بها تقليص وتحجيم دور المرأة أو حشدها في هذا العلم لذاته وإنما حينما زالت العقبات رحب بأي مشاركة للمرأة دون نظرة جنسوية.
ثم اختتمت الكاتبة للفصل بظهور تراجع آخر لمشاركة المرأة في علم الحديث مع بداية السيطرة العثمانية على العالم الإسلامي مع الدعوة لدراسة الأمر في أعمال أخرى.
الكتاب: المراة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام المؤلف: أسماء السيد المترجم:أحمد العدوي الناشر: مدارات سنة النشر:٢٠١٧م عدد الصفحات: ٢٩٤ص
يجيب هذا البحث عن جملة من التساؤلات عن التعليم الديني للمرأة المسلمة. فهل روت رائطة مزيدا من الأحاديث؟ ثم أين هي من سائر الصحابة الذين رووا الحديث؟ وهل تنافس المسلمون في الرواية عنها أو عن زينب بنت الكمال؟ وما الذي يعنيه حضور طفلة لم تكمل عامين من عمرها بعد مجالس الشيوخ؟ وكيف تأتي لها الاستمرار في الرواية وهي المرأة التي جاوزت التسعين عاما من عمرها؟ كيف تغيرت سمات التعليم الديني للمرأة خلال القرون التي فصلت عصر رائطة عن عصر زینب، وما بعده؟ وما الذي قد تخبرنا به تلك الجهود العلمية للنساء عن عصورهن؟ يكشف هذا الكتاب - الذي استوحي من قبيل تلك الأسئلة عن تاريخ مدهش، وفي غار خوضه في ذلك التاريخ شوش عليه شورتان ذهنیتان متعارضتان حول حظ المرأة المسلمة من التعليم الديني، أولاهما تقرأ من خلال التقارير الإخبارية المعاصرة بشأن قمع متطرفي المسلمين لنسائهم، والتي سقط قمعا مماثلا على معظم حقب تاريخ المسلمين. أما عن الصورة الذهنية الثانية، فهي استقراء للإنجازات الرائعة والمعروفة للنساء في عصر صدر الإسلام، وعلى الأخص إنجازات زوج النبي؛ عائشة بنت أبي بكر،فهي تعزز رواية إيجابية لا يمكن
تجاهلها عن إباحة تعليم النساء، بل وإتاحة الفرص في هذا المجال للمرأة المسلمة على مر التاريخ. يسلط تحليلى - في هذا الكتاب - الضوء على إرث متقلب النساء أهل السنة من المحدثات على مدى ما يقرب من عشرة قرون (من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، إلى القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي)، وكذلك يتعرض الوجهات النظر ذات الصبغة الواحدة، والتي لم تميز تلك التطورات الدقيقة التي أحاطت بتعليم النساء على الصعيد الديني. وتمثل هذه الأنماط المتغيرة والمتفاوتة من نقل المرأة للمعارف الدينية (رواية الحديث على وجه التحديد) البنية السردية لهذا الكتاب. والفرضية الرئيسة تتمثل في أن بداية مشاركة المرأة في رواية الحديث كانت لخدمة أهداف بعينها إلى حد كبير، كما كانت مشروعا غير منظم، وقد تم تقليصها على نحو حاد من قبل علماء الحديث منذ أوائل القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، إلا أنها عادت للحياة والانتعاش مجددا بحلول منتصف القرن الرابع / العاشر مذهبا لأهل الحديث والسلفية التي غدت مصطلحات سائدة في الإسلام السنی .
وقد شاركت المرأة في رواية الحديث على مدى عشرة قرون، نهضت خلالها واستكانت عبر أربع مراحل مختلفة. ففي الفصل الأول من هذه الدراسة، عالجت الحديث» في صدر الإسلام، عندما روت العديد من الصحابيات شاهدات العيان ما قد علمنه عن النبي. فلا تحتفظ الذاكرة الجمعية للمسلمين بالجم الوافر من الرواية عن عائشة بنت أبي بكر فحسب، بل تحتفظ أيضا بكلمات قليلة روتها نساء مجهولات مثل الجهدمة التي عرفناها من خلال حديثها الذي ذكرت فيه أنها رأت النبي وعلى شعره آثار الحناء. وفوق ذاك، فبعض النساء من هذا الجيل الأول قد وصورن على أنهن قد فسرن الأهمية الفقهية لهذا الحديث أو ذاك، بهدف توجيه الممارسة الإسلامية وتشكيلها. .
بيد أن هذا القبول المبكر للنساء بوصفهن مصادر ثقات للأخبار والآثار فيما يتعلق بالنبي سرعان ما تلاشی. ذاك التطور الذي تقوم المؤلفة بتحليله في الفصل الثاني. فبحلول نهاية القرن الأول الهجري، كان الحديث قد وظف لخدمة المصالح السياسية والفقهية والطائفية والعقائدية بوتيرة متسارعة. فتفت ظاهرة وضع الحديث و تزويره بين الناس، وهو ما دفع بمطالب واسعة النطاق تقضي بإضفاء المهنية والتخصص على عمل المحدث، إضافة إلى معايير جاءت أكثر صرامة في سبيل تمييز الحديث الصحيح من الموضوع. فأضحت الدراية والعلم بما يحيل المعاني، والاتصال المباشر (أي وجهاالوجه) مع الشيوخ، والقدرة على القيام برحلات طويلة شاقة - ولو في سبيل سماع حدیث واحد شروطا لا غنى عنها فيما يتعلق بمؤهلات رواة الحديث. ومن ثم لم تتمكن معظم النساء من منافسة الرجال في هذه البيئة، فتقلصت مساهماتهن في هذا
المضار على نحو حاد، بل بالكاد كن يذكرن لقرنين و نصف قرن تليا. وسرعان ما عادت النساء في منتصف القرن الرابع الهجري، للظهور بوصفهن محدثات ثقات التف حولهن المريدون - الذين أكبروا فيهن تقواهن- للأخذ عنهن. وفي الفصل الثالث من هذه الدراسة، تقيم المؤلفة كيفية خلق هذه التطورات الجديدة - المتضمنة: الاعتراف الواسع بمجموعات الصحاح والسنن، والقبول المتزايد للرواية المكتوبة (بديلا من المشافهة)، وازدياد التجمعات القائمة على أواصر القربی داخل طبقة العلماء- ظروف مواتية لتلك الظاهرة. وقد استمد إحياء دور المرأة في رواية الحديث بقوة من سابقة الصحابيات المحدثات اللائي استدعيت إسهاماته في رواية الحديث لنمذجة الورع الأنثوي والتعليم الديني للمرأة المسلمة . أما الفصل الرابع فيستكشف صعود الشلفية اليمنية بوصفها أرثوذكسية، عملت على تحفيز عملية الحشد الكامل للنساء في ساحة رواية الحديث، اعتبارا من القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي إلى القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي . وتنتهي هءه الدراسة بتسجيل اضمحلال حاد آخر فيما يتعلق بمشاركة النساء في مجال رواية الحديث وقع في نهايات العصر المملوكي وبدايات العصر العثماني (القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي). ها هنا، أخذ مسار التعليم الديني للمرأة منح مختلفا کا يتبدى من خلال إشارات تناثرت هنا وهناك في الأدبيات المعاصرة عن إقبال النساء على دراسة الفقه على نحو متزايد، وزيادة انخراطهن في الفرق الصوفية. وتعد فترة الاضمحلال الأخيرة لنشاط المرأة في رواية الحديث جدّ مختلفة من الوجهة الموضوعية عن تلك التي وقعت خلال القرنين الثاني والثالث الهجريين الثامن والتاسع الميلاديين.
وعلى الرغم من أن هذا الكتاب يختص بدراسة القرون العشرة الأولى من التاريخ الإسلامي فحسب، إلا أن أهميته تمتد إلى ما هو أبعد من فهم رواية النساء للحديث في عصر صدر الإسلام وفي الحقبة الكلاسيكية. إذ تسهم هذه الدراستة أيضا في المشروع الحاسم لتأريخ النشاط الديني للنساء في العصر الحديث، وهي ظاهرة ملحوظة في البلدان الإسلامية من المغرب إلى إندونيسيا.
الخلاصة: يستكشفُ هذا الكتاب تاريخ المُحَدِّثات من النساء خلال عشرة قرون، منذ ظهو الإسلام حتى مُستهلِّ العصر العُثماني (من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري). ويستمد الكتاب أهميته من نُدرة ما كُتِب عن المُحَدِّثات المسلِمات في التاريخ، بالإضافة إلى كونه أول دراسة تحليلية للمُحَدِّثات من النساء في التاريخ الإسلامي فقد رصدت أسماء سيِّد -في هذا الكتاب- التطورات التي طرأت على رواية النساء للحديث، ووضعتها في سياقاتها حسب تسلسلها الزمني. كما حلَّلت العوامل التاريخية التي شجَّعت أو ثبَّطت مشاركة المرأة في حقل رواية الحديث، وأماطت اللثام عن تلك العوامل التي شكَّلت إسهامات المرأة المسلِمة في مجال رواية الحديث وفي غضون معالجتها لهذا الموضوع؛ نقَضَت أسماء سيِّد العديد من المُسلَّمات، وعلى رأسها ما يتعلَّق بتهميش المرأة المسلمة تاريخيًّا في مجال العلوم الدينية. كما امتدَّ نطاق تحليلها ليتقاطع مع سياقات تعليم المرأة المسلمة في عالمنا المعاصر، فضلًا عن تاريخ التَّربية في الإسلام، والتطورات التي طرأت على الشَّريعة الإسلامية والسلفيَّة السنيَّة. ومن ثمَّ يُعدُّ هذا العمل إسهامًا قيِّمًا في التاريخ الثقافي والاجتماعي للإسلام، ليس في سياق تاريخ العالم الإسلامي في عصور ما قبل الحداثة فحسب، بل وفي سياق العالم الإسلامي المُعاصر كذلك
الكتاب في مجمله محاولة جديدة، في مساحة عادة ما يختلط فيها السياسي بالتاريخي بالإجتماعي، ويغطي فيها التحيّز على البحث الجاد حاولت «أسماء سيد»، خلال رحلتها التي شملت الفترة الطويلة من بداية النقل عن الرسول، وحتى نهايات الإمبراطورية العثمانية، استعراض مساحات ظلت لوقت طويل بعيدة عن أي دراسة جادة، والتي أزعم أنها الطريقة الأساسية لفهم الواقع وتخطيه بل وتجاوز مشكلاته وأسئلته، التي نكتشف، بسبب كتب كهذه نعاني من ندرتها، أنها ليست إشكاليات جديدة، وأن النقاشات الكُبرى التي نخوضها في يومنا هذا، أو التي تبدو مخيفة بالنسبة لقطاعات من المسلمين، في مجرّد تخيّلها، بداية من الأسئلة البديهية حول حركة المرأة في الفضاء العام، وحتى دخولها إلى المسجد كمُعلّمة ومدرسة، وجلوس الرجال أمامها في موقع التلميذ لا الأستاذ، هي نقاشات مكررة في جوهرها، تحتاج ربما إلى التمعّن في القرون الأولى، بنفس القدر الذي نتطلع فيه إلى الأمام، وأن الأمور لم تكن ما هي عليه الآن منذ الأزل. بل هي من صنع يدينا.
هي دراسة تتكلم عن دور المرأة في نشر المعرفة الدينية علي مدار عشرة قرون من الزمان، والمعرفة الدينية هنا هي المعرفة بعلوم الحديث النبوي والرواية والأسانيد وغيرها، ودور المرأة في رواية الحديث. قسمت الكاتبة المدي الزمني إلي ثلاثة: أولاً: عصر ما قبل الكلاسيكية أو العصر التكويني وهو عصر الصحابيات والتابعيات، وهو عصر ازدهرت فيه رواية المرأة للحديث وذلك لأسباب عديدة منها معاصرتهم للنبي ورؤيته وكانت أكثرهم رواية السيدة عائشة رضي الله عنها تليها السيدة أم سلمة ثم باقي الصحابيات. ثانياً: الحِقبة الكلاسيكية وهي الفترة من القرن الثاني الهجري إلي القرن الرابع الهجري، وفيها حدث تهميش للمرأة في رواية الحديث وذلك لأسباب غير مقصودة منها الشروط شديدة الدقة في اختيار الرواة والوثوق بهم وأيضاً السفر والترحال مما صعب الأمر علي المرأة ولأن بيئتها الاجتماعية كانت لاتسمح بهذا وقتها، حتي جاء عصر ما بعد الكلاسيكية وهو بداية عصر المماليك والعثمانيين وهنا عاد انتشار المرأة في رواية الحديث كما أن لها دور كفقيهة وعالمة في شؤون الدين. ميزة هذا الكتاب هو شموليته ودقة بحثه كما أنه بعيد عن الدراسات النسوية وعرض الأمر بشكل محايد دون انحياز جانب لآخر ثم إعطاء صورة تاريخية عن كل عصر وعن تاريخه وأهم الأحداث فيه. ستخرج منه بمعرفة واسعة عن علم الحديث كأحد أهم العلوم الإسلامية وعن شروط قبول الرواية والراوي وعن السند والمتن، كما أنها لجأت لمصادر عربية ومصادر أجنبية لمستشرقين مما جعل الكتاب مزيج بين الإثنين وبالتالي كانت الصورة أوضح رؤية وأسهل فهمًا وبحيادية تامة. المترجم عظيم والترجمة كانت رائعة جداً فموضوع الكتاب هو نفسه مجال دراسة المترجم فكانت المصطلحات واضحة والترجمة دقيقة وليست مخلة بأي موضوع من مواضيع الكتاب، كما أن هناك شد وجذب طريف بين المترجم والكاتبة فكانت هناك مآخذ أخذها المترجم علي بعض النقاط وضحها بشكل محترم جدا دون إجبار القارئ علي رأيه، ومقدمة المترجم نفسها كانت أفضل وسيلة لفهم الكتاب ومواضيعه وترتيب الأحداث فيه بالإضافة إلي توضيح مآخذ المترجم علي الكاتبة. في النهاية هو كتاب عظيم ودراسة متعمقة وصعبة احتاجت المؤلفة الي مئات المصادر العربية والأجنبية في هذا الشأن كما أن هناك مئات الموضوعات التي ناقشتها في مضمون الكتاب والمتفرعة عن الموضوع الرئيسي، وتعطي صورة واضحة عن أسماء بعنيهم من نساء هم اعلام في علم الحديث. هي رحلة صعبة ولكنها ممتعة استفدت منها كثيرا وأعطتني كثيرا من المفاهيم الغير واضحة بالنسبة لي. ٥/٥ #تحدي_قراء_يوتوبيا_الإسماعيلية
I read this book for a “faith and femininity” Bookclub for Muslim women. And I was excited to get more in-depth knowledge about the history of women’s scholarship, and this book does provide in vivid detail the rise and fall and subsequent rise again of prominent women in the area of her teeth and transmission. The book is extensive, well researched, and lists many resources for further study.
My goal in reading this book was to obtain more knowledge that would ultimately make me a better person, and reading this book made me sad and angry. The author stated that her two methods for making her arguments would assume that (1) the first generation of Muslims was the best and (2) the idea that consensus was the best way to uphold rulings. I did not feel the author upheld these beliefs when presenting her arguments and supporting evidence.
Noticeably absent from the front of this book was a statement from the author that she undertook this work for the sake of Allah or that any factual information was present because of Allah, and any mistakes presented were of her own doing. It may be because a large American University published this work. In any case, the author undertook this study without faith.
Throughout the text, I felt that there was an underlying suggestion from the author that there were issues with hadith transmission in general. Some of the portraits painted by the author of several early companions, and especially a few wives, were not flattering at all and showed the early transmitters as flawed individuals acting in their interests instead of being led by their faith and obedience to Allah. Many of the examples she provided left a bad taste in my mouth.
العنوان: المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام. المؤلف: أسماء سيّد المترجم (الرائع): أحمد العدوي عدد الصفحات: ٢٩٤ التقييم: ٥/٥ ..
تتحدّث الكاتبة عن جانب غَفل عنه الكثير، وهي كما يقول المترجم بأنها رأت نفسها لتفرّدها في الكتابة عن هذا الأمر. عن حال المسلمة المُحدّثَة منذ وفاة رسول الله وحتى بداية العصر العثماني، عن التقلبات التي حدثَت، عن الأوضاع السياسية وتأثيرها في تعليم المرأة. وكانت الخلاصة أن ازدهار عهد المُحدّثات كان بعد انقطاع النساء عن رواية الحديث بسبب الشروط الصارمة التي وضعها العلماء لقبول الحديث وكانت هذه الشروط لا تتناسب مع المرأة منها السفر الطويل من أجل حديث واحد وغيرها. من بداية القرن الثاني وحتى السادس الهجريين كان هناك خفوت لصوت المرأة المُحدثة مع ظهور للمرأة بشكل عام في مآرب أخرى كالأدب والشعر. ومن ثم ظهرَت المُحدثات من جديد وبقوة بعد ذلك رغم وجود الصراعات السياسية بعد سقوط الدولة العباسية خاصةً ورغم وجود الصراعات المذهبية أيضًا في العراق وما وراءه. كانت أبرَز المحدثات ذوات نسب عالِم أي ينحدرن من عوائل اهتمت بالعلم وبالحديث بشكل خاص وكان العلماء يتزوجون من بعضهم حتى يستمر نسل العلم. قسمت الكاتبة كتابها لفصول تاريخية فكل فصل يحكي عن حقبة زمنية معينة من الصحابيات المحدّثات ثم التابعيات وحتى محدثات القرن العاشر الهجري. ومن الأسماء المميزة كانت عَمرة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر ⬅️ (٦٦ حديث) وكانت الدولة تستشيرها في المسائل الفقهية. حفصة بنت سيرين ⬅️ (١٧ حديث) جذبت إليها الطلاب في البصرة الذين أكبروا فيها تقواها ومعرفتها. وصفية بنت شَيبة⬅️ (٣٤ حديث) درَس على يدها ابن الجوزي ووصَف جنازتها بأنها كانت حافلة، زينب بنت الكمال⬅️ وصف ابن حجر ضيق مجلسها بطلابها ..
وغيرهن الكثير. مما لا يُنشَر عنهن فمع الأسف تنتشر الأخبار التي تُحبط من همة المرأة المسلمة وربما تجعلها فريسة للأفكار التي تنادي بأن الإسلام يُدني من مكانة المرأة ويكره تعليمها !
قراءة ممتعة لتجربة فريدة عن تعليم المرأة الديني ..تمكينها في بعض الأحيان و تهميشها في أحيان أخرى والمتغيرات التي ساهمت في ذلك عبر العصور٠ يبدأ الكتاب بالتحدث عن أمهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عليهن و تعامل الصحابة رضي الله عنهم مع المرأة كمرأة و عالمة و مثقفة في عصر كانت هي تعتبر جنس محكوم عليه بالاعدام ..وأد البنات _ إن صح التعبير. أما الفصل الثاني فهو عن التابعيات كفقيهات و أديبات و زاهدات و ذكر بعض الأمثلة . و الفصل الثالث عن تراجع النساء كظهور علمي بعد أن أصبح علم الحديث علم تخصصي يتطلب حصوله على السفر و لذلك كان التخلف عن الركب بحكم طبيعة حياتهن كأمهات وأسباب أخرى مرتبطة بذاك الزمن. و كتسلسل طبيعي تتحدث الكاتبة بعد ذلك عن الحقبة التى ظهرت فيها المرأة مجددا في أوساط العلم والعلماء .. و تذكر الكاتبة أمثلة كفاطمة المزروية و عالمات اخرى تتلمذ على ايديهن علماء رجال أجلاء كالامام الشافعي.. و في النهاية تقدم تحليلا عن المذاهب الفكرية التي ساهمت في تمكين المرأة و أخرى أحبطت تلك المحاولات و تؤكد أن الحركة النسوية لا يمكن أن تساعد المرأة المسلمة على المطالبة بحقوقها كون هذه الحركة لها ايديولوجيتها الخاصة بها اكثر ملائمة لمقتضيات المجتمعات الغربية. برأيي الكتاب يوضح بأدلة و أمثلة كيف أن المرأة ممكنة في الاسلام و أن التهميش في بعض العصور كان لأسباب و عقبات عرضية و عندما زالت العقبات رجعت المرأة تلعب دورها. و تتميز الترجمة بالسلاسة و والوضوح و المكتبة العربية أحوج ما تكون لمثل هذه المؤلفات لتوضيح الأ��ور المرتبطة بالنساء في زمن بات هناك خلط ما بين #النسوية و حقوق المرأة من جهة ..و المرأة بين الشريعة الاسلامية والعادات والتقاليد الاقليمية التي قد تظلم المرأة من جهة أخرى.
لا يسعني تقييم الكتاب من الناحية التاريخية إذ إنني لست متخصصة، ولكني على كل حال أستطيع أن ألحظ المجهود المبذول فيه. استمتعت بالرحلة كثيرا، فأنا لم أكن أعلم السواد الأعظم من أسماء راويات الحديث اللائي أُجريت عليهن هذه الدراسة، ولكن معرفة إن التاريخ الإسلامي مليء بمثل هذه النماذج أمر عظيم حقا، ورغم أن المؤلفة رصدت تراجعا لذلك الدور العظيم إلى إنني من قراءتي للكتاب أرجعت ذلك لظروف العصر والبيئة ومتطلبات رواية الحديث في بعض الأوقات وليس استبعادا لمشاركة المرأة لكونها مرأة، إذ ومع ذلك التراجع رصدت المؤلفة أسماء راويات ومحدثات ثقات على الرغم من قلة عددهن مقارنة بمثيلاتهن في عصور أخرى.
Women and the Transmission of Religious Knowledge in Islam is a compelling account of the intellectual history of women as hadith transmitters, spanning approximately the first ten centuries of Islam from its nascent years up until the rise of the Ottoman empire. As proven by the author, women's contributions in the field of hadith had never been a linear, static experience; instead, they waxed and waned throughout the period.
The book is thus a fascinating attempt to explain the said trend by closely examining the delightful profiles of all the women scholars involved, gleaned from various biographical dictionaries and chronicles, manuals on sciences of hadith transmission (ilm al-riwayah), rijal works (which scrutinise biographies of hadith narrators to assess their reliability), and from the chains of transmission (isnad) in prominent hadith collections.
In the book, Sayeed is careful not to attribute anachronistic explanations (i.e. contemporary feminist discourses e.g. discrimination/empowerment of women) to the ebb and flow of medieval women's participation in religious scholarly work. Rather, she notes that what preoccupied the Muslim generation back then was the faithful preservation of the Prophet's legacy as they drifted further away from the time of the Prophet. Incidentally, this did impact the potential of women to actively contribute in hadith transmission, as evidenced during their declining participation in the mid-second century until the fourth century.
If you are familiar with Sheikh Mohammad Akram Nadwi's more accessible Al-Muhaddithat: The Women Scholars in Islam, this book is definitely a great supplementary reading to that arguably relatively better known work, especially in providing further nuanced discussions to its ninth chapter.
الباحثة الدكتورة قدمت للمكتبة العالمية و الاسلامية كتابا شيقا مهما في باه و في جهود النساء و قد بحثت انا ك\ذلك ه\ا الحقل المعرفي المهم و المقاربة التاريخية لا تسع جمع التراجم و الأسماء فالباحثة أصابت حينما قدمت النسب .بحث مهم ألف شكر لك و تهانينا
This entire review has been hidden because of spoilers.
This book provides an excellent discussion of the extent of women's involvement in religious studies in Islam from early Islamic times up to the early Ottoman period (mid-sixteenth century). It mostly focuses on hadith studies but it also briefly touches on other fields of knowledge in which women were involved, such as fiqh, Sufism, calligraphy, and poetry. The book is very well written and offers a pleasant alternation of anecdotes, facts and statistics, primary and secondary sources. What the author does very well, is to discuss the historical, political, and social background of each generation of women scholars, in as far as this is relevant for interpreting the data, without overburdening the text with footnotes. The author does not pursue an ulterior motive in her discussion of women knowledge transmitters, such as trying to show that women were structurally discriminated, or that their historical presence in scholarship has been systematically downplayed, or that all of them were feminists avant la lettre, or something like that. On the contrary, she offers a balanced and detached discussion of the sociocultural factors that may explain the presence or absence of women in Islamic scholarship during different periods of time.