هذه الرواية سيرة عائلة مسيحية حولها المؤلف إلى سنوات مختلطة تبدأ بوفاة رب العائلة الدكتور عزيز عام 1988 وتنتهي في نفس العام، ما بين البداية والنهاية تواريخ العائلة، هذه العائلة التي تعاني من مشكلة تراكم التراب وانتشار النمل في البيت. في عام 1977 تتوفى الزوجة والأم عايدة ابنه الخواجة سنارة من أعيان سوهاج بعد أ، عاشت مع زوجها ابن تاجر العسل في الفيوم، هذا الزوج الذي يدخل في منطقة نفسية غريبة تصل إلى حد الهستريا بعد وفاة زوجة ويصبح كل حلمة محصورا في التخلص من التراب والنمل ويحاول أن يورط أولاده في هذه الحياة الروتينية الضيقة ونرى نزاعاته مع أولاده فاروق المهندس الملتزم وفؤاد الطبيب صاحب اللامبالاة القاتلة كلاهما يقفان بالمرصاد لبعضهم البعض بسبب الخروج عن قوانين البيت والسخرية كل شيء وسط اندهاش الأب من التراب والنمل. يعود بنا الكاتب إلى عام 1940 حين صارح الأب عزيز أخيه برغبته في الزواج بعد 10 سنوات من عمله كطبيب لأمراض النساء والولادة بمدينة الفيوم وتسيطر عليه فكرة الزواج من عايدة التي يراها دلوعة وعصرية، لكنها في نفس الوقت امرأة ملتزمة ومن أسرة غنية. عايدة أنهت درستها في الفرنسيسكان وهي تصغر عزيز بما يقرب من عقدين تقريبًا. ينطلق الكاتب إلى عام 1975 بعد أن أصبحت عايدة أمًا لرجلين أحدهما انفتاحي يعايره أخوه لأنه بلغ من العمر ثلاثين عامًا ولم ير المتحف المصري حتى ذلك الوقت، أما فاروق الذي أخذ يدقق من أين بدأت اهتماماته بالقراءة وتحديدًا الأعمال الروائية والسينما وانه أيامها كتب في مذكراته: تلك أشياء ثمينة، أخشى أن تنفلت وتضيع منى في حركة الزمن، أخشى أن لا تمحو الذاكرة سيرة التراب والنمل منذ بداية كل شيء في عام 1941 عندما تزوج عزيز من عايدة بكنيسة في "جرجا" بصعيد مصر
دار ميريت بالنسبالى لغز غريب. دار بتدى دايما فرصة لمواهب استثنائية، وبيطلع منها حاجات ثورية جدا وغالبا بتنجح وبتنتشر نوعا ما وقريت منها أعمال كتير حلوة زى " أن تكون عباس العبد " " نساء الكرنتينا " "فصول من سيرة التراب والنمل " بس بلاحظ دايما إن كل الكتاب دول مبشوفش ليهم أى حاجة تانية مميزة بعد كده، وكأن دار ميريت نعمة للقارىء ولعنة على الكاتب.
كانت بادئة بلطف ومكتوبة بشكل مختلف " الفصل بيبدأ بسنة معينة بس مش بالترتيب .. ملخبطة الاحداث يعني " لكن برغم كده كانت نمطية جدا جدا ف ذكر سنوات معينة مرتبطة بأحداث سياسية هامة حوار الشخصيات كان أوڤر وفي جمل مثلا مفهمناش بتتقال كده ليه حتى بعد ما رجعنا ف الزمن زي " وان ويك بتاعة فاروق دي " 😂 وفي جمل استعراضية من عينة عبد الناصر مات والأوبرا ولعت ولا قفلت والبلد معدش فيها حاجة عدلة ..
إنتقل إلى الأمجاد السماوية/ وطأة النوستالجيا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن تقييمى للأعمال المقرؤة يتسم بانفعالية شديدة تأخذ منحىً يقف على الحافة بين الضحك والبكاء، من الممكن أن أسميه شجن أو عبث أو عدم فهم أو عندما يتعدى البكاء إلى نشيج أو يتعدى الضحك إلى قهقهة مؤلمة..لم يكسر حسين عبد العليم حاجز المئة صفحة لكنه وضع بين دفتى الرواية عوالم ومجرات لنماذج بشرية تتباين فى تفاصيل حياتها البسيطة وانعكاس الحياة بمفرداتها الميتافيزيقية والمادية على صفحة روحها الغاية فى العادية كمواطنين صالحين ينخرطون فى لجة المجتمع ويشاركون فيه مشاركات ضئيلة مقارنة بما هم منذورون له. ...كان الزمن هو البطل الأول والوحيد فى تهيئةٍ قدرية ترسم معدلات الموت والحياة فى أسرة الدكتور عزيز بشرى فانوس، الزمن كتاريخ يتحدد فى أرقام معينة تشكل فارقاً فى ألبوم ذكريات قابل لأن يصبح مطموراً تحت طبقات كثيفة من التراب، وأن يتآكل عن طريق حملات مكثفة من النمل عشّشت على مرّ الزمن بين شقوق البيت الآيل للسقوط بعد أن رحل ساكنوه واحداً بعد الآخر .
إحنا فى زمن المسخ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ تستعمل الرواية التراب والنمل كنعصرين رمزيين لتمييز النقلة النوعية من عصر إلى عصر آخر مناقض و مضاد لسابقة، عصر ماقبل النمل والتراب لعصر النمل والتراب والعلب السكنية المستهلكة وأغانى الهشّك بشّك وعصر الإستهلاك و النزعة المادية الرافضة للإعتراف بقيمة المشاعر الإنسانية البسيطة كمطلب رئيس وأساسى. تبكى الرواية أماكن ذهبت ومكانها أماكن أخرى أتت وغزت، يتكلم عن داوود عدس و سمعان صيدناوى و شيكوريل كمحلات قديمة تحولت إلى قطاع عام ثم انتهت، يتكلم عن أماكن الترفيه كسان سوسى ومقهى ايزافيتش و الأوبرا القديمة ومقهى أم كلثوم بالتوفيقية وجروبى .....رواية نوستالجيا من أصله.
الأصولى ــــــــــــ تخرج الدكتور عزيز من كلية الطب و لم يكن له فى السياسة و لم يشارك فيها طبعا، لم تكن له أى تجارب عاطفية سابقة قبل زواجه من الآنسة عايدة سنادة مهاود، مقر اقامته كان فى الفيوم ويأتى إلى القاهرة للتفاريح هو والعائلة، كان قبل زواجة وأيضاً فيما بعد يحب الإستماع إلى الموسيقى فكان يذهب إلى مقهى أم كلثوم بالتوفيقية للإستماع مباشرة لحفل أم كلثوم و يذهب إلى الأوبرا أيضاً و يستمع لعبدالوهاب و فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب وغيرهم..يدخن السجائر ويشرب الخمر قليلا لزوم إنهم يفكّوا شوية قبل ممارسة الحياة الطبيعية بين أى زوج وزوجة يعنى وخاصة انهم كانوا خام وظلواّ كم يوم قبل أن يناموا......كان رأيه الوحيد الذى قاله فى السياسة: امتى ربنا يتوب علينا بأة، كان وفديا ثم عندما قامت الثورة أصبح ثورجيا ثم عندما وقعت النكسة أصبح منكوساً و بكى عبد الناصر عند وفاته ومن لم يبكِ عبد الناصر؟.... "مشهد الموت" فى نهاية الرواية: عندما عاد-ابنه- فى الثالثة عصراً دخل إلى حجرة الدكتور عزيز مباشرة، فوجىء به مستلق على ظهره فى السرير، صغير الحجم كطفل، منكمشاً، شاهد فؤاد بنفسه مئات من أسراب النمل تدخل وتخرج من فتحتى أنف الرجل وتغطى عينيه وتدخل وتخرج من أذنه وفمه-فأدرك انها النهاية وأجهش باكياً.
كان الدكتور عزيز فى أواخر أيامه يملأ الحجرة بألبومات قديمة يتصفحها كل يوم ويستمع إلى تسجيلات مطربيه المفضلين ويسترجع الزمن الماضى ويقول: يا بختك يا عايدة..يا بختك..مشيتى بدرى قبل الهوان.
عايدة البرجوازية ـــــــــــــــــــــــــ تعلمت عايدة فى مدارس الفرنسيسكان، وكانت منذ صغرها لديها هواية صنع الألبومات من قصاصات الجرائد، لديها ألبومات تحتوى على الأميرات أخوات الملك فاروق..فوزية وفايزة وفوقية، وقصاصات صور ومناسبات وأحداث، عند زواجها أصبحت تترد على النادى..نادى فاروق الملكى بالفيوم...تعرفت بمارجريت السمينة البلهاء وكانت مثار سخرية بالنسبة لها ولكنها أصبحت تعاملها باحترام خاصة أن ابنها الكبير الدكتور فؤاد كان مصاباً بالبله أيضاً، ثم تعرفت على صديقتها لبنى خليل التى كانت لها أراء سياسية متطرفة واستهزاء بالأديان وعلّمتها تدخين السجائر"ودى كانت عادة وحشة وقتها"، علمت بعد ذلك أن لبنى خليل مصابة بالسرطان وأن أيامها فى الدنيا معدودة.كانت أنيقة وتحب السفر وروحها خفيفة..آه والله..ده انا حبيتها جداً...عندما كانوا فى الفيوم على بحيرة قارون هى وزوجها الدكتور عزيز جاء الموكب الملكى بتاع الملك فاروق وكان على كتفه البندقية..قاموا ورفع عزيز يده جانب رأسه و لكز عايدة فشدت طرف فستانها من جهة اليمين وانحنت قليلاً. ضحك الملك وقال: ازيكم. ثم نظر إلى عايدة وقال: انتى ست لطيفة خالص..... ماتت عايدة قبل زوجها بعشرين عاماً و كانت بداية مأساة غزو التراب والنمل.
فؤاد... One Weak ـــــــــــــــــــــــــــــ كان ابن العائلة البكر، وكان أبلهاً كانطباع يأخذه عنه القارىء كما أخذه عنه أخوه الصغير فاروق الذى كلما سمعه يتكلم يقول له: ون ويك..أسبوع واحد بس..نفسى أستعير دماغك ده لأسبوع واحد، وانطباع أخذه عنه والداه، يتأمل مع والدته عايدة صورة للشهيد مارجرجس وهو يمتطى حصانه؛ مين ده يا ماما؟، ده مارجرجس يا حبيبى، هوا فين دى الوقت يا ماما؟، عند ربنا فى السما يا حبيبى، طب والحصان يا ماما؟.....كانوا يشكون فى أنه سيصبح شيئاً..كان ذو نزعة استهلاكية يشترى ما هو تافه وغير ذى قيمة ويتأنق تأنقاً ذائد عن اللزوم...وأصبح طبيباً ولم يتزوج وظل مع والده إلى أن رأى بعينه والده يموت فى المشهد السابق ذكره، وكان والده يقول: هنموت ونسيبك يا فؤاد، معدش ليك حد ياترى هتعمل ايه من بعدنا يا فؤاد، وهتعيش وحيد إزاى؟
فاروق..نصير العمال والفلاحين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تخرج من كلية هندسة، ذو نزعة اشتراكية، كان فى بداياته يستغل الثقافة فى الإيقاع بالفتيات وإقامة علاقات فاشلة، أصبحت عنده بعد زلك أزمة وجودية..ويسأل نفسه ما السبب: السبب-كما يقول- هو ضياع الحلم على المستوى الفردى والعام فما بال إمكانيات التحقيق. هاجر إلى لندن التى كرهها وكره نفسه بسبب الهجرة وأصبح يعنف صديقه وصفى كمال وزوجته نادية فخرى التى كان يحبها قبل ذلك، أخذ يعنفهم على النزعة الفردية والأنانية التى يتعاملون بها تجاه الوطن ويتهمهم بأنهم لا يحملون تجاهه أى انتماء.....أخذ يشرب الكحول بغزارة ومات فى الغربة بالفشل الكلوى...رحلت جثته إلى مصر قبيل موت والده بسنين قليلة.
إسترجاع الماضى...الزمن والمكان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا أريد أن أقول أن الرواية تتسم بالعاطفية المفرطة، فى ذلك تجنٍّ عليها، لكنها تحاول أن تفعل مقارنة بين ما كان وما هو كائن، بين معادن الناس وبساطتهم فى التعامل والأحلام البسيطة التى كانوا ينتوون تحقيقها، مع التنقل الفجائى بين الأزمنة فى الحاضر والماضى والعكس...وتتبع التغيرات الحاصلة فى المكان من سقوط رموز زمن مضى وظهور رموز أخرى لزمن عفن لا تمت إلى البيئة أو الطابع المحلى بصلة..خذ مثلاً مطاعم التيك أواى والشركات العابرة للقارات....اختلاف الذائقة السمعية، اختلاف الطرز المعمارية، انكفاء انسان الحاضر على ذاته وتشتته بين طرق عدة ورؤى تأخذه إلى متاهات لا محدودة....انتهت الدروس المستفادة.
"وفي الأيام التالية لم يفهم فؤاد أبداً سر نظرات أبيه إليه التي تنز حزناً واشفاقاً، وبالقطع لم يسمع أبيه وهو يحادث نفسه: هنسيبك لوحدك؟ يا عيني عليك.. يا ريت يابني تمشي معايا ونخلص.. يا ريت.. الأيام هتاكلك أكل."
تشبه حكايات جدتي عن ما كانت عليه المنصورة و ما كانت عليه الحياة للطبقة الوسطى العليا، و تساؤل عزيز عن كيف أن التراب لا يزعج فؤاد و هو تحت أظافره يشبه اندهاش جدتي من نمط الحياة الذي نعيشه. "بيصعب عليا عيال اليومين دول" و عيال اليومين دول أفسد ذائقتهم الجو العام، يعيشون و النمل و التراب جنًبا لجنب، و كل جميل بقى من الزمن الفائت غزاه النمل كما حدث لعزيز.
خفيفة تقرأ في مرة واحدة و أعيب فيها سطورًا معدودة كان يمكن الاستغناء عنها.
رحلة بين الماضي والحاضر المليء بالتراب والنمل والضجيج .. ببساطة كلمة عادل امام " احنا في زمن المسخ تلخص كل شيء " في الرواية اشارات للتغييرات الكبيرة في العادات والتقاليد منذ الاربعينات حتي التسعينات .. مرورا ببورسعيد والقاهرة التي تحولت الي مسخ حقيقي بزحامها وضوضاءها .. اسلوب الكاتب راقي بسيط يخلو من الجعلصة ورسم لوحة راقية تخطف القارئ لن أتحدث عن النوستالجيا لأنها ظاهرة طبيعية ولا يوجد مبالغات هنا ..
بابص على الكتب، لقيت الرواية دي بصراحة ما كنتش فاكر منها ولا كلمة ولا عارف هي كويسة ولا تعبانة
مسكتها.. ويا ريتني ما مسكتها فصل ياخدني لفصل لحد ما خلصتها هي مش كبيرة.. لكن فعلا بسيطة وسلسة وممتعة وانتقالاته بين الأزمنة للأمام والخلف كانت جميلة.. وغير متعبة في المتابعة
فكرتها كويسة حرب الدكتور ضد التراب والنمل اللي انتشر في بيته معناها جميل يا ترى إحنا كمان هنستنى لحد ما التراب والنمل ما يعششوا في حياتنا وأفكارنا زي ما عششوا في بيته؟
رواية عادية لا تحمل جديد، تحكي عن أسرة مسيحية من الطبقة المتوسطة العليا عاشت من أربعينيات القرن العشرين حتى أواخر القرن وتفاعلها مع أحداث مصر السياسية والاجتماعية المهمة من سقوط الملكية وثورة يوليو والنكسة وحرب أكتوبر وكامب ديفيد
النمل والتراب هنا يرمزان إلى الانحدار الذي اصاب المصريين بعد الانفتاح الاقتصادي في السبعينات في كل مناحي الحياة، في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية والأخلاق .. أو هكذا فهمت
في موازاة مع اهتمامي وشغفي بعصر النصف الأول من القرن العشرين في مصر، حيث تكوّن لديّ رأيٌ بأصالة هذا العصر في توجّهه وحراكه تجاه أحلام واضحة، قرأتُ هذه الرواية البديعة في جلسة واحدة، حتي توعك ظهري من الرقاد لمدة تزيد عن الساعة دون تقلّب.0 كان هذا العصر، بحراكه النشيط، ثقافيا وفنيا وسياسيا، وبغناه الكوزموبوليتاني وانفتاحه، قد أغري الطبقة المتوسطة في المدن، بحلم بالارتقاء. ارتقاء معنوي قوامه الانفتاح والثقافة والحياة متدفقة الصور متمثلةً في السينما والموسيقي وصور الطبقة العليا في المجلات.0 الرواية عبارة عن مقتطفات، من أزمنة مختلفة، من تاريخ هذا الحلم ممثلا في أسرة قبطية من طبقة وسطي. فهناك مقتطفات من الأربعينيات تعرض الحلم في شبابه وذروته، وهناك مقتطفات من الستينيات يظهر خلالها القلق من تبدد الحلم، وهناك مقتطفات من التسعينيات حيث لم يعد من الحلم إلا بقايا متربة تغزوها أسراب النمل، بقايا من صور وشرائط قديمة ودفاتر مذكرات وألبومات كانت قد جمّعتها الأم الراحلة، وعكف عليها الأب العجوز الخرف في غرفته وسط التراب والنمل في انتظار موته.0 قصة حزينة تمزّق القلب.0
Time engineering and the political background, against which the novella is written, create a chronotope of nostalgia compared to the one in which Dr. Aziz lives in by his death. It is a well-written work.