السيدة نصرت عالمة فاضلة فقيهة مجتهدة عارفة مفسرة للقرآن شهد بفضلها وعلمها مراجع الدين وكبار العلماء في عصرها. والغريب في أمرها أنها مع قيامها بأمر الزوجية وإدارة المنزل وتربية الأطفال نالت هذه المراتب السامية والمقامات الروحية العالية. تذكر في كتابها نفحات وخواطر تتصل بسلوك السالكين إلى الله سبحانه، فتذكر الوجدانيات والمكاشفات التي لاحت لها من الأمور الإلهية حينما كانت تتعرض للنفحات الرحمانية والإشراقات الغيبية.
ومن شاء أن يكتحل عين بصيرته فعليه تحصيل ٣ أمور: أولًا: تحصيل العقائد الحقة من الأدلة النظرية واستحكام أساس المعرفة، والحث على التفكر في آيات الله تعالى والنظر في ملكوت السماوات والأرض. ثانيًا: تزكية النفس عن هواها وتطهير الباطن عن أرجاس الأخلاق النفسانية من البهيمية والسبعية، وتزيينه بالفضائل الإنسانية، حتى يحصل لها الصفاء والتجرد. ثالثًا: الإتيان بالعمل الصالح والامتثال بما كلفه الله في أوامره ونواهيه مع الخلوص في النية كما ورد في الكافي: «من اخلص لله أربعين صباحًا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه».
فعند ذلك تقوى قواه الروحانية ويتدرج في مراتب الكمال إلى أن يصل إلى غاية شرف الإنسانية ويستعد لقبول الفيوضات الغيبية.
أنتهت من تأليف الكتاب سنة ١٣٦٩ هجرية.
*•الرَّأيُ الشَّخْصِي:* كتاب فلسفي عرفاني دسم يحتاج مقدمات فلسفية وتأمل شديد في المطالب العرفانية. مطالبه تبث الشوق في روح الإنسان لترتقي وتتدرج في الكمال إلى أن تتخلق بصفات الله بقدر وسعها. أحسست فيه بعض التكرار ولكن هذا لعدم إدراكي هذه المطالب ودقتها، فهي تقول: "وما تتوهم فيه من التكرار فإن في ذلك أسرارًا ورموزًا، ففي كل لمحة من اللوامح انكشف لي خصوصية ليست في غيرها، وإن كانت بصورة واحدة فيتوهم أنها تكرار" وبذلك أدركت توهمي وقصوري عن فهم هذه الأسرار.
*•اقْتِبَاسَاتٌ:* 🔸️من عميت عين بصيرته واتخذ إلهه هواه فيحرم من الوصول إلى عالم الوحدة وإدراك شيء من أنوار عظمة الله فيحتجب عنه كأكثر الخلق، " لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الآمال دونك"
🔸️فاعلم إن كنت أهله أن معرفة الحق سبحانه بحقيقة الإيمان وبالمشاهدة القلبية ممكن لأهله لكن بشرط تصفية النفس، وتحليتها بفضائل الأخلاق، ومتابعة الرسول مع قصد خالص غير مشوب بالأغراض الفاسدة، وترك الهوى ومتابعة النفس فيما تشتهي وتلذ، فلكل أحد نصيب منه بقدر استعداداته ومجاهدته مع نفسه.