ذكر المحروس «قلت له في مطلع العام 2001: «دعني أكتب سيرتك يا سيد»، فقال لي (خذ هذا الكتيب الصغير فيه كلّ شيء... ترجمتي، وأسماء زوجاتي وتواريخ دخولي عليهن وأولادي وتواريخ مواليدهم وألقابهم، والمنازل التي سكنت فيها... يعني ما تحتاج إلى شيء آخر بعد هذا الكتيّب)». وأضاف «فأجبته (لا يا سيد أنا أريد أن أكتب سيرتك لا ترجمتك، السيرة أكثر اتساعاً، في السيرة حركتك في المكان وحركة الزمان فيك، في السيرة أمنياتك، في السيرة طفولتك عند عين قصاري في البلاد القديم، هل في هذا الكتيب الصغير حياتك مكتوبة؟ أنا أريد أن أصنع شيئاً آخر)». «في الجلسة العاشرة 20 أكتوبر 2001 في سكنه الأخير، شقة صغيرة فيها جزء صغير من مكتبته لا يزيد عدد الكتب فيها على عدد المزهريات المصفوفة على أرفف كثيرة، ولا تتجاوز عدد ساعات الحائط وساعات المكتب استمر في سرد سيرته، الأسئلة كثيرة وما لديه يفوق همّتي، الأسئلة أصغر من الحياة، يا الله لا أعتقد أني سأنسي ساعة السرد في يوم ما، وكلّما تمادى في السرد أخذني إلى ملامح سيرة رجل في أفق غير أفق الذين تصوروه، هذا الشخص المصنوع من هذا السرد أبعد بكثير ممّا في بالي من نسيج أيةّ صورة، وعلى رغم نظامه المحكوم، المحصور، المرسوم، المحدد، الواضح لديه إلاّ أنّ التفكير في حصر سيرته وفق أية كتابة مسطّرة باطل». وأردف «في الجلسة الثالثة عشر في 25 أكتوبر 2001، وبعد انتهاء الجلسة ودعته عند الباب، قال: غداً نلتقي، فقلت له: «سأكون على الوقت»، فرد علي (لا تأتِ قبل الثامنة... أنت دائماً تأتي قبل الثامنة)».
الأسم: حسين عيسى علي المحروس المهنة: روائي وفوتوغرافي المولد: من مواليد المنامة - النعيم 21 مايو/ أيار 1964م.
الشهادات الأكاديمية: - حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها في جامعة البحرين العام .1992 - الماجستير في اللغة العربية (لغات) في جامعة البحرين 2000 في تحقيق المخطوطات.
مهام وأدوار: - قائم بأعمال رئيس الشئون الثقافية بإدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام. - عضو هيئة تحرير مجلة "البحرين الثقافية". - نشر الكثير من المقالات عن الصورة الفوتوغرافية، والسيرة الذاتية. - يشرف على زاوية "سيرة الضوء" بموقع "جهة الشعر" على الإنترنت - عضو مؤسس لجمعية (النقد الثقافي) - مدير تحرير كتاب (إشراقات) السنوي، الصادر في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث - يمارس التصوير الفوتوغرافي يومياً، ويكتب مقالات نقدية فيها، منها: (إشكالية إطار الصورة) و ( اللوحة الفوتوغرافية) و (للكاميرا ملامح بشرية) و ( التصوير الفوتوغرافي المباغت) و ( ولان بارت من لذة النص إلى لذة الصورة الفوتوغرافية)،وغيرها.
جوائز: - فاز بالمركز الأول عن مجموعته القصصية "ضريح الماء" في الدورة الأولى لجائزة الكتاب المتميز .
المعارض: - 2005 "سوق الجنّة"، تصوير فوتوغرافي ونصوص لابن عربي، البحرين، مركز الفنون
الإصدارات: - 2006: قندة/ رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت - 2006: ضريح الماء/ مجموعة قصصية، مشروع النشر المشترك بوزرارة الاعلام - 2007: المحرق وردة البحر/ صور الفنان عبد الله الخان لمدينة - 2007: المحرق بين العام 1945 والعام 2007، بيت البحرين للتصوير - 2008: إذاعة البحرين.. سيرة الكلام/ سير وتاريخ، وزارة الإعلام - 2008: حوّام/ رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت - 2021: ضريح الماء (مجموعة قصصية) - 2022: بستان الأحجار الكريمة
المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2001. - فرقة البحرين للموسيقى.. نوتات التأسيس/سيرة وصور، وزارة الإعلام. مملكة - إذاعة البحرين.. صورة الكلام/حسين المحروس، عارف العريفي، وزارة الإعلام.
مشاريع: - يكتب في مشروع معجمي للسير الذاتية للمصورين الفوتوغرافيين البحرينيين منذ مطلع القرن العشرين حتى الآن - أوشك على الانتهاء من كتاب سيري عنوانه: (العلامة الموسوي: نسيج العمامة السوداء) يتناول فيه سيرة الشاعر، وعالم الدين الخطيب العلامة السيد محمد صالح السيد عدنان الموسوي
شخصيةٌ كالخطيب السيد محمد صالح الموسوي، تلك التي لا تَركن للثابت، ولا تَنساق للمعتاد، ولا تُهادن المألوف، لابد أن تُكتب سيرتها بما يتوافق مع هذا “اللاءات” الثلاث
شرارة علاقتي بهذه السيرة تعود قبيل سنوات، وبالتحديد في اللحظة التي سحب فيها ابن المحروس ورقة مطوية بحجم A0 من بين رفوف مكتبته، ذات زيارة قمت بها إلى منزله. كانت خريطة مرسومة بخط يده لعين قصاري وضواحيها تتكشف من بين أصابعه كلّما استمرت في فرد الورقة. هي صورة الغلاف الخلفي لكتابه الأخير “نسيج العمامة”. ثم سحب من بين الرفوف نسخة يتيمة من الكتاب طُبعت طباعة رقمية. ووقتها كان السؤال: كيف للمحروس أن يلملم شخصية متشعبة ومتشظية مثل السيد محمد صالح الموسوي؟
جاء جوابه متضمناً في صفحات سيرته للسيد، حين قال له: “السيرة أكثر اتساعاً.. في السيرة حركتك في المكان وحركة الزمان فيك”. تعرف أن المحروس يدرك مسبقاً، أنك لتسرد سيرة الخطيب السيد محمد صالح فأنت بحاجة لقدرة إلهية لاستنطاق كل الأشياء: كاميرته الفوتوغرافية، دراجته الهوائية، دراجته النارية (الخطّاف/ السلوة)، محبرته، جهاز التسجيل، دفاتر مذكراته،… الخ
وعندما يذهب المحروس لمفردة “نسيج” عنواناً لهذه السيرة، باعتبارها بنية مسطحة تتكون من عدة خيوط أو ألياف، تتفهم جيداً هذا المفتاح الرئيسي للولوج إلى شخصية السيد، باعتبارها شخصية مغزولة من سياقات مختلفة كالشعر والأدب، الصورة، التوثيق، الكتابة، الدين وغيرها
لذلك، تكتشف أن المحروس يرجئ الحديث عن المكان -على سبيل المثال- إلى نسيجٍ خاص، يغزل من خلاله تفاصيل المكان، وهو بذلك يشي لنا بشكل مباشر أن المكان: البيوت، عين قصاري، الهند وغيرها، ليست فضاء مرّ به السيد وحسب، بل هي أشبه بشخصيات حقيقية لها ما لها من التأثير وعليها ما عليها من التأثر. وهي بذلك لا تتجزأ ولا تُستقطع من سيرة السيد، ولا تقل أهمية من استنطاق البشر الذين مروا في حياته
أظن وإن صدق ظني، فمن المؤسف أن تتم قراءة هذه السيرة -أو تقتصر قراءتها في أضعف الإيمان- على أنها سيرة عالم الدين الذي لا يواري إعجابه بأم كلثوم ولا يكترث بارتفاع صوت مسجلته وهي تصدح بالغناء.. أو ستتحجم في عدد زيجات السيد وهل ثمة ما يشفع له هذا التعدد من عدمه.. من المؤسف أن ينظر إلى هذه السيرة على أنها سيرة أول عالم دين بحريني يحمل كاميرا.. أول عالم دين بحريني يركب دراجة نارية.. أول مبتعث على حساب الدولة لدراسة العلوم الدينية والفقه الجعفري.. فمثل هذه القراءات تحجّم وتسطّح من السيد وتحوّله إلى نجم من نجوم موسوعة غينيس لا أكثر.. في حين أن هذه السيرة أكبر وأشمل من ذلك.. هي أشبه بقراءة سيرة وتاريخ وطن.. بكل تقلباته الاجتماعية والسياسية والدينية
وعليه؛ عندما يختتم المحروس طلبه من السيد كتابة سيرته بقوله: “أنا أريد أن أصنع شيئاً آخر”.. تعرف أن هذا الشيء الآخر هو أن يضع بلد بأكمله بين دفتي كتاب تحت نسيج عمامة السيد.
سيرة السيد محمد صالح الموسوي كتبها حسين المحروس في خمسة أنسجة -أو أبواب- بأسلوب فنيّ روائي بديع.
فقد الأم، تلقّف المرضعات، عين قصاري، السيد عدنان، الهند، الزواج، وأكثر من هذا بكثير أجاد المحروس نقله بأسلوب محكم يذكرني بأيام طه حسن لا لتشابه في الأسلوب بل لاقتراب في الإحساس، الحكي هنا مؤثرّ وليس من عادتي التأثر بالكتب، ربما لأنها سيرة حقيقة لرجل فريد. الضحك هنا أكثر من البكاء ولا يخلو السرد من مسحة حزينة.
أغلب السرد مكتوب على لسان السيد، كأنه يحكي لك الآن، مشاهد الطفولة لسانها طفولي وأحداث الشباب شبابيّة أما ألفاظ الشيخوخة ففيها من الحكمة الشيء الكثير، لا أدري إن كان المحروس يقصد هذا أم تملّكته مشاعر السيد أثناء الكتابة. الوصف، لاكلام عن الوصف، المحروس أستاذ في الوصف منذ قرأت له سماهوي وأنا أعلم هذا، انظر وصف عين قصاري في الفصل الأول هذا غيض من فيض، لا عجب؛ الرجل مصوّر.
الاهتمام بحياة والديّ السيّد وجدّته، وصيّه وبعض من حوله جميل بيّن لنا كيف تشكّل هذا الرجل الفريد. الأجمل من هذا أن المؤلف لم يكتف بالفصول التي أفردها لبعضهم بل كان يكشف لنا صفاتهم وطباعهم بشكل تدريجي ذكي عبر الفصول ولم يسكبها سكبًا في الفصول الأولى.
الكتاب ينقل شيئا ليس بالهيّن من صورة البحرين وعاداتها في زمن العدناني وإن كان ليس هذا غرضه الأساس. انظر وصفه للمنامة مدينة الحياة ومنع أبيه له من زيارتها مثلا، الوصف الذي ذكرني ب(لا أحد ينام في المنامة). وكذا وصفه للهند والحوزة العلمية هناك التي كانت جديدة بالنسبة لي كما كانت جديدة على السيّد.
الكتاب باعث للتأمل في كثير من مواضعه، بل فيه حثّ عليه في بعض المواضع، لا يعني هذا الاتفاق مع كل شيء فيه ولكنه مثير للفكر فعلا. من المقاطع التي أثارت تأملاتي حديثه عن الفتنة التي كان يذكيها الاحتلال البريطاني في لاكناو في الهند، تذكرت فتنة محرم 1953 في البحرين. ربّاه كم عبثت أيادي الاحتلال في الدول وتعبث.
بناء الأحداث سلس محكم، انظر إلى ولعه بالتصوير ثم ارجع للفصول الأولى لتقرأ عن تمنيه رؤية أمه. هذا مثال. الأحداث التي تتكرر في الكتاب تطرأ عليها -غالبًا- بعض الزيادات والإضافات الجيّدة، مزيد من التفاصيل أو رواية عن طرف جديد غير السيّد، إحدى زوجاته أو صانعه ميرزا عبدالجليل الحداد في فصول خاصة بهم، أو عن بعض أولاده وأحفاده في جمل متفرقة ضمن النسيج الرابع. ونسيج الزوجتين والصانع كان له طابع خاص.
محنة الكتاب في 72 حادثة مثيرة للانتباه ولا يجوز لي البتّ فيها لعدّة أسباب منها السماع من طرف واحد فقط وعدم قراءة الكتاب -الذي صار في قائمة القراءة الآن-. رحم الله طرفيها.
النسيج الرابع هو الأضعف لما فيه من تكرار غير مفيد ووصف لبيوت السيّد ليس هذا موضعها في نظري، شعرت أنه فصل كُتب مفردًا عن بقية الكتاب ثم أضيف إليه، يُستثنى من ذلك جزء نسيج الحبر من هذا النسيج. النسيج الخامس كان حزينا دالّا على إتقان في نسج الفصول السابقة.
أخيرًا، بعيدًا عن محتوى الكتاب، الغلاف جميل شبيه بدفاتر المذكرات، والله أعلم إن كان هذا مقصودًا أم هي مسألة إخراجية أو مالية.
حياة الخطيب السيد محمد صالح العدناني حياة مفعمة بالحركة من بدايتها الى نهايتها ,, قد لا اكون قرأت الكتاب فقط بل لأني عايشت بعضاً من حياته الطويلة و حضرت مجالسه و حيث كان صديقاً لوالدي ومن رواد مجلس بيتنا ,, كان قلباً ابيضاً جميلاً ,, كان في خطابته يأخذ يالقلوب ,, لازالت ذكرياته في مجالسنا و احاديثنا منذ صغرنا و حتى الان ,, و لذلك فاني احب أقرأ عن حياته
و من ضمن الكتب المؤلفة عنه هو هذا الكتاب ( نسيج العمامة ) و هو كتاب جميل عن حياة الخطيب العدناني و مشوق باحداثه و توثيقه مع انه لم يطرح السيرة العلمية للسيد العدناني ( و قد تكون هذه احدى النقوصات التي لم تعطي حياة السيد حقه في الكتاب ) و لكني لا انكر انه كتاب جميل و رائع في عرضه بكل تفاصيله المكتوبة ,,
حب حسين المحروس للخطيب العدناني يبدو جليا؛ وهو دافع الكتابة الأقوى للسيرة.
هذه مصافحة اولى للمحروس عبر صفحات هذا الكتاب وهو يسطر حياة السيد الخطيب العدناني ويروي تفاصيل محببة عن هذه الأرض الطيبة "البحرين"؛ تفاصيل سمعها منه وتفاصيل أخرى جمعها من محبيه.
السيد شخصية استثنائية بالتأكيد ؛ وتعرض لتجارب استثنائية خلقت هذه التوليفة العجيبة. يتعرض لليتم صغيرا فترضعه نساء القرية، يريد أن يتلقى العلوم الدينية فيدفع دفعا لدراسة الفقه على مذهب التشيع لا في النجف ولا في قم بل في الهند، وعندما يبلغ مبلغ الرجال يستزيد من النساء والأولاد فلا يتوقف الا حين يتزوج أربعا من النساء، وعلاقته مع الكتب والكتابة مثيرة للعجب والاعجاب.
استدعت هذه السيرة أيضا تساؤلات جديه عندي : عن نزعتنا كمجتمع بحريني لدفع الناس دفعا لاتخاذ مواقف سياسية حين لا يرغبون أن يتخذوا أي موقف. وتساؤلات عن المجتمع الذي يجره النقاش الفكري الى العداء السافر بأدوات غير فكرية.
أحببت لو عرفت أكثر عن دوافع السيد للاتجاه للخطابة، وعن طبيعة ارتباطه بمهنته. لامست جزءا من هذه العلاقة حينما نقل المحروس مقالة من قلم ابنته فضيلة فوددت لو أعرف أكثر. ثم اني وددت لو أعرف ماذا يقرأ تحديدا ؟!
نسيج العِمامة لـِ حُسَين المَحروس . . هُنا نسيجٌ للحرف، للكلمة، للدِّقة، للتاريخ، للمكان والزّمان. . نسج المحروس كلماته بدقة مُدهشة، لم يكن الكتاب مجرد سيرة حياة شخصية. فالكتاب يوثق لحقبة تاريخية مهمة في البلاد القديم، مدينة الماء، الضوء، البساتين والعلم والعلماء، من تأسيس المدرسة العلوية وحتّى نُصرة السَيّد في محنة كتابه (حصايل الفكر / ١٩٧٢) الذي فَنّد فيه ادّعاءات (السّفارة) مما دفع بالبعض لِمحاربة السيد والتهجم عليه. . إذا كنت بلاديًا - أي من بلاد القديم- ستفخر لانتماءك، لأنك ستلمس الوعي في نصرة الحق من أجدادك وأبناء مدينتك. . هذه ليست سيرة وحسب، فهي تمرر الكثير من العقائد الدينية والحوادث التاريخيه والكثير الكثير، وإن كانت عابرة. . اعتمد الكاتب على الأصل التاريخي لشخصية السيد العدناني. رسم ملامحها الخارجية وصراعاتها الداخلية وأمزجتها المختلقة ( أنا مشيج من الأمّهات).
عندما تقرأ الكِتاب؛ تكون أقرب ما يكون من شخصية السيد، تتعرف على مناحي الفكر لديه.
تجلّى. ابداع المحروس في تشكيل الشخصية، إذ منحها الحياة. ضخَّ فيها الدِّماء وكأنّها حيّة تتنفس من جديد. فترى روح السيد حاضرة على مسرح الحياة، وكأنك تسمع من لسانه الكلمات. ترى انفعالاته، وتلمس مشا��ره.
أن تكتب سيرة حياة شخصية عميقة وتنجح في إيصالها كماهي ببراعة يعني أنك صانع ماهر. والمحروس له حضوره الخاص/ الجلّي/ البهي في كتابة السير والتاريخ.
هذا الكِتاب عمل ضخم جدًا. وباعتقادي يجب أن يكون متوفرًا في مكتبة كل بحراني.
أخذ الكاتب القارئ في رحلة زمكانية، ففضاء الأحداث واسع وكبير.
بدءً من بلاد القديم، حيث بيت أمّ السيد، عين قصّاري، مسجد السدر، حمّامات بيت الجشي وبيت المدحوب... ومن ثم سفر السيد للهند/ بلدة الزينة بعد إن كان السيد يعتقد بانحصار الزينة في مدينة المنامة حيث الدكاكين متراصّة، البزّازين، طيّات ولفائف أقمشة النساء بألوانها الزهية... وحتى عودته وتنقلاته من بلد إلى بلد ومن قرية إلى قرية.
هناك الكثير من المشاهد المسرحية والوصفية الدقيقة، والغلاف الخارجي خير شاهد على رسم الكاتب لخريطة المكان.
قدَّم المحروس الشخصية كما هي، من دون تعصب للشخصية أو عليها. جعلك تقرأ السيد كما هو وكماهي شخصيته وأفكاره وحسب.
ربما هناك تقاطع بين شخصية الكاتب والمكتوب عنه، المتمثل بـِ حُب الكتابة وحُب التصوير وهذا سر النسيج.
قبل كل نتاج أدبي أقرأه للمحروس أعرف بأنه سيستوعب شغفي وسينقلني باحترافية عالية من أزمنة إلى أزمنة أخرى وفضاءات و تفاصيل. وبعد كل قراءة أهمس في نفسي لا شيء أجمل من سرد يكتبه فوتوغرافي بارع .. مأخوذٌ باللحظة الفارقة .. تنصت إليه كأنما تسمع كلاماً بديهياً -لا يزوّقه افتعال-..لكنك تسمعه للمرة الأولى ويغرقك في دم دهشتك..!
نسيج العمامة سيرة الخطيب السيد محمد صالح الموسوي بقلم الكاتب والمصور حسين المحروس ⭐⭐⭐⭐⭐
نسج المحروس هذه السيرة بخيوط الشغف الذي لا ينفتل فما بين الراوي والمروي عنه تشتد عقدة الرواية في فصول مطرزة بالقصص والشعر والصور هذه الثلاثية الفاتنة التي تشدك أنت أيضا لتكون خيطا في هذا النسيج
سيرة الخطيب السيد محمد صالح الموسوي المتفرد في فكره وأسلوبه وحياته فمنذ نعومة أظافره كان القدر يرسم له طريقا مختلفا توفيت أمه فأصبحت مرضعات القرية أمهاته لتختلط فيه أمزجة الحليب وتبقى صورة أمه مطبوعة على صفحات الماء الذي يجري في قريته البلاد القديم من عين قصاري التي يجري ماؤها في روحه وتتسرب صورة والده كالدخان الذي توفي أيضا ولكنه امتد في نسيج عمامته يستمر القدر في اختيار طريق مختلف له ليتجه إلى مدينة لاكناو في الهند لدراسة الدين عوضا عن أعرق مدرستين شيعيتين في النجف وقم هكذا خُطط له ليستمر في عباءة والده للقضاء ولكنه تمكن من التهرب منها بادعاء الجنون واتجه إلى الخطابة الحسينية ورغم أنه كان وحيد والديه إلا أنه كون قبيلته الخاصة بزواجه من أربع نساء وإنجابه لأربعة وثلاثين من الأبناء الذين رباهم على الاستقلالية في الفكر
كانت للأسماء غوايتها في حياته يتلاعب بها ويغيرها كما يشاء فزوجاته الأربع اخترع لكل منهن اسما برلين ثم باريس والثالثة بنارس والرابعة وردة الحب وكذلك منازله والغرف التي فيها وكما للأسماء غوايتها في حياته فكذلك الألوان والزراعةوالشعر والقراءة والكتابة التي ينكب عليها لساعات متواصلة لا يقاطعه فيها أحد وهو يستمع للراديو
جديرة هذه السيرة بالقراءة ليس فقط للتعرف على سيرة هذا الخطيب المختلف الذي يستمع لأم كلثوم ويتنقل بواسطة الدراجة الهوائية ومن بعدها الدراجة النارية ويلتقط الصور والتوغل في تفاصيل حياته وملذاته ومحنه
بل لأتعرف أيضا من خلالها على سيرة وطن وتاريخٍ أصبحتُ اليوم جزء منه
استمتعت كثيرا بالقراءة ولا يفوتني أن أثني على الكتاب وطباعته وطريقة إخراجه والعناوين التي تم اختيارها بعناية
هذا الكتاب يشعرني بالفخر والحنق معا. سيرة المغفور له السيد محمد صالح ، هي حكاية مشوقة بلا شك. تمر مرورا جميلا على تاريخ البحرين وملامح الحياة فيها إبان حياته. تبدأ من يتمه صغيرا وتبنيه من قبل مجتمع كامل بين الجدة العظيمة ورجالات الحي والعلم والأدب وحتى رجالات السياسة والاستعمار. تطوف بغربته مبتعثا في الهند وتلون بوضوح التباين في مستوى الحضارة في بلاد عريقة كالهند وجزيرة صغيرة كالبحرين، تعود بك للبحرين وتكبر مع السيد وحبه للأولاد والزوجات ودفء الحياة في أسرة عملاقة ومميزة. يؤكد المحروس على صعوبة كتابة سيرة رجل كالسيد وأتفق معه بلا شك ، فمن الصعب جدا أن تعدو وراء رجل لا يتوقف ليلتقط أنفاسه ولا تسقط من ذاكرته حبة خردل في لجة الحياة. شعور الفخر راودني وأنا ألمس حب البحارنة للعلم والأدب والشعر في أوقات مظلمة سياسيا واقتصاديا، وشعور الحنق انتابني لأن التعصب الديني والسياسي لآرائنا كمجتمع بحراني كان قويا ولَم يخبو منذ ذاك الوقت- لم يتغير شيء! أتصور أن عبقرية السيد كان يمكن أن تثمر المزيد من التراث الإبداعي لو لم يزج زجا في مجال الخطابة وبالكاد نجا من القضاء والسياسة. لقد كان حرا في حدود عرف الحرية وتحت قيد توقعات المجتمع. غضبت أيضا - كامرأة بالتحديد- من " أسباب " تعدد زيجاته. المهم أن كتابا يصيبك بالغضب أو يرغمك على الابتسام هو كتاب جدير بالقراءة.
يجيد المحروس نقلك خلف كامرته ليخلق لك صورة من جملة واحده ، والصورة لا تنسى تختزن في الذاكرة وتسترجع ، وابن الماء لا ينسى السيد محمد صالح العدناني ، ابن الفرات وابن عين عذاري احتفظ الماء برسمه وجرى فيه حتى صار لا يشبه أبناء الآخرين الذين رضع من أمهاتهم ، فقط ذاكرته كانت خالية من صورة أبنة النجف التي نقل الماء صورتها حتى إلى النخيل والاشجار ، عين قصاري جفت عنه فقط
كنت وصديقتي نتحدث عن نسيج العمامة فكانت تقول لي لقد انجب السيد اعلى من الحد المسموح وانها تلوم كونه سيد وابن رسول الله يجب عليه ان يكون قدوة للآخرين - فقلت لها لماذا نحمل السادة - رجال الدين - أكثر مما يحتملون ! ، لا يجب أن يُحاسب احد على صورة خلقناها في أذهاننا لماذا يجب علينا أن نحولهم لكرة زجاجية لا تقبل الخدش ماذا يعني ان يكون لرجل دين اسلوب مختلف عن البقية يسمع اغاني، يكتب ، يحب التصوير ويقود دراجة نارية ويذكر استعاراته في قصائده الدينية ، كنت أناقشها في الموضوع بأن الزمن مختلف ولاسيما أنه تزوج من اربع نساء ،الأن فقط بعد قرائتي الفصل الثاني عرفت السبب ، أن تكون وحيداً في ظل أب لم تمتلك من ذاكرتك به الا الدخان ستحاول قدر استطاعتك أن تكون قبيلتك الخاصة
وانت تقرأ سيرة السيد لابد لك أن تقترف البكاء كفعل ، السيرة مكتوبه بلكنة عاطفية على لسان السيد نفسه وهذه نقطة تحتسب لصالح المحروس . من يملك أن لا يتأثر حينما يرى صورتة على قبر خاتون وهو يقول " يا خاتون أذكري عهدي الذي فارقتني عليه : أني سأظل وحيداً.ليس اكثر حزنا من دفن الأم الأخيرة
وأنا أشاهد فصل صور عين قصاري لا أعلم لما انتابني سورة بكاء خصوصا عند وصولي لصورة الحاج علي بن حسن شعبان ، تخيلته فوق عربة حماره في الطريق الى المنامة ، ابتسامة لدى صورة السيد عدنان كانت صورة بلا دخان ، صورة ذاكرة السيد محمد العدناني
أحاول أن أفكر بمصير السيد ، فكرة الذهاب الى الهند وترك الحوزتين الاساسيتين في القلب الشيعي النجف - قم ، اتسائل كيف لمن قرر مصيره أن يقبل تقلبات القدر ، ماذا لو ولم يذهب للهند ! مالذي سيتغير فيه وما الذي سيبقى. أمزجة الحليب أم الهند الذي جعلته مختلفا عن بقية أولاد القرية التي آلت على نفسها أن لا تجعل من رأى الجنة يكمل عيشه فيها
لا شيء أجمل من أن تكون ذكياً ومغايراً عن الآخرين من كان يظن انه يمكن أن يضمن خطيب نجاحه وخطافه في قصيدة حسينية أليس هو ذاك الذي عالج الجنون بالجنون ليهرب من القضاء ونجح، اعتبر ذلك من باب محاولة العيش قريب من الهند التي في القلب البعيدة عن العين
هذه السيرة ليست فقط تأريخ لحياة السيد محمد صالح العدناني ، بل هي تأريخ لعمر بأكمله تأريخ عمر ووطن، سيرة الاختلاف اللذيذ والعلامة الفارقة عن الآخرين، تأريخ عين قصاري التي لن تمحى منها الصور ابداً
صور -:*
- اللون خديعة الراغب - تعدد الأمهات ليس رحمة ، ولون الحليب ليس كله اسود - أوراق السدر تؤنس الموتى، وحدة الأخضر يسلي في عتمة القبر - تولد في قريتك وتنشأ فيها وتمزح ويستوي بدنك ثم تسافر إلى أرض أخرى فيها قبر ينتظرك ، وأنت لا تعلم . أليس هذا مؤلماً؟ - امرأة لا تلبس السواد ليست من قريتي - من فاته الماء لا تفوته الذاكرة - عدت للتشتت، وللحرية أيضا - كنت أقرأ القصيدة مرتين فلا تخرج من رأسي، مهما كان طولها - هذا النحو - على الرغم من اتساعه - ليس فيه ناس كثيرون - هذه المحنة الأولى، سأبقى بلا كتب - العالم أكثر اتساعاً مما بدا لي، والزينة ليست في المنامة وحدها - الأيام الأولى حزمة من التعب - النساء الفقيرات وحدهن يمشين في الشوارع في لاكناو - أحلى الفرح ما كان صدفة - الحياة في النقائض - المكان القادر على التلون في كل لحظة لا يسأم ساكنوه - القادر على تغيير المكان فيه شيء من الله. - كلما رأيت صورة ظننتها لي - ليس علينا أن نهين الصورة ولا أن نصغي لمحرميها. هم لا يعرفون الصورة ولا معناها ، لا فعلها في صاحبها ولا في قدرتها على نقل عاطفة الناس - الصورة هي التأريخ والموت اللذين لا ينفكان،ولا يتباعدان عن بعضهمها البعض ، الصورة الفوتوغرافية أولاً تحفظ ، وتؤنس ثانياً - الصورة عندي أكثر يقينية من الكلام ، أو الكتابة. - مازلت في حالة تذوق،كأن الإنسان خلق في الهند أولاً - هل يحدث لك أنك غير قادر على نسيان مكان؟ يظل يؤذيك، يسألك عن الذي منه فيك - المتعة عمرها قصير دائما - أدركت نعمة الصمت ،واحترام النظر. - النعوت - في الأصل - كلها أسماء - الماء للعرس ، والأماني للجميع - الماء يكفي لإيقاظ الغرائز كلها - أظل أكتب وأكتب فلا أتوقف حتى يضطرب القلم في يدي. هذه علامة الوقت عندي - الشعر كأنني فيه . ليست زينة لغوية ولا متعة ، إنما هو شأن قلبي خالص. - أن الكتاب الذي لا يقلقك كتاب ميت - النوم يمحو خطأ الآخرين فيّ - يمرر الكتاب على العين لا العكس ، ينتهي السطر فتستعد العين اليسرى لسطر جديد - ماذا تفعل حتى تحتاج كل هذا الصمت ؟ حفظت الورق بالورق . - الاسئلة أصغر من الحياة
أشياء أخرى :-* - هكذا يؤسس الظن راحة البال . باريس - في هذا البيت رعتني المتعة في كل الجها�� فحتى أسماء مرافق البيت لها اسماء ممتعة فالذوق والمتعه هما اللذان يجعلنا السيد يعطي للأشياء اسماء أخرى . بيت النعيم . باريس - في بيت جدحفص :- الأفراح ، الأرواح ، الانشراح و الارتياح في بيت النعيم :- المقام و السلام في بيت السنابس :- البديع ، الربيع والبقيع - أبو عدنان يقضي ما تيسر من أمور الدين ، لا يزيد على ذلك شيئا، لا يقيم صلوات النوافل ولا المستحبات . باريس - فرد ملأ الدنيا بأولاده . باريس - الحب يهبني القوة والتمكن. باريس باب البيت هو المرأة. باريس **** لقد كانت بنارس طفلة . قفزت هذه الجملة في رأسي بعد أنتهائي من قراءة فصلها الخاص اعتقد أن بنارس كانت طفلة السيد أكثر من أن تكون زوجته *** الصانع أكثر من ابن يبقى في القلب والذاكرة والصور .
خاتمة :- لك تصل إلى الله لا تحتاج إلى فقيه ! تحتاج إلى قلب سليم
تأريخ -:*
عين القصارين أو عين قصاري :-
في البحرين كانت هناك عين مخصصة للقصارين، وقد عرفت هذه العين باسم عين القصارين، ثم خفف الاسم فأصبح اسمها عين قصاري. وقد كانت العين تتكون من جزءين، وكان يعرف الجزء الأول باسم عين قصاري الصغرى وكانت تستخدم من قبل القصارين، وقد عمل فيها قصارين من المناطق المجاورة نفسها لها، وللأسف الشديد لم يتم توثيق أي شيء عن هذه المهنة التي انقرضت. كذلك، فقد عمل فيها غير البحرينيين في مهنة غسل الملابس، وعرفت لاحقاً باسم عين الدوبية، وهي كلمة دخيلة، لها نفس معنى القصارين. أما الجزء الثاني من العين فهو عين قصاري الكبرى، وقد كانت تستخدم لري الأراضي الزراعية والاستجمام.
لاكناو:-
تقع في منطقة تاريخية كانت تعرف في السابق باسم ”أوده“ وهي اليوم مدينة متعددة الثقافات. تلقب بمدينة النواب نسبة للنواب المسلمين الذين حكموا الهند في الماضي. تعتبر مركزاً للأدب الهندي والأردو أيضاً
قبل دقيقة فقط من كتابة هذه الأسطر كنت قد ختمت قراءتي لكتاب حسين المحروس (نسيج العمامة)
وجدت في هذا الكتاب متعة سردية خاصة ، فأسلوب حسين المحروس ساحر حد التخدير ، إضافة إلى ذلك أني قبل الذهاب لحضور حفل تدشين الكتاب في بيت ابن السيد العدناني (الفنان السيد عباس الموسوي) كنت قبلها بيوم أو يومين قد تعرفت على خطوط عامة عن السيد وعائلته وهذه المدينة العدنانية التي تصدمك الاختلافات الفكرية والائتلافات الأسرية فيها .
مع كل كتاب أنتهي منه للمصور الفوتوغرافي البارع حسين المحروس يتبادر في ذهني سؤال:" هل كل المصورين يبرعون في كتابة السيرة ويتقنونها بهذا الشكل المدهش أم وحده المحروس من تفرّد في ذلك؟ ".في هذه السيرة يخطفنا المحروس لسفر بعيد بين الحبر والصور بنسيج مختلف واستثنائي سيرة ابن بهجة الفرات وتعب عين عذاري السيد محمد صالح السيد عدنان الموسوي.ابن ذاكرة الماء الذي لا يمكن أن يغيب أو ينسى.قسّم المحروس في هذا الكتاب خمسة نسائج بداية من سيرة الطفولة اليتمية وحنينه لوالدته التي كانت قريبة جداً من الماء والأشجار والتي يرى صورتها على سطح ماء عين قصاري.ثم ينعطف الكاتب نحو سيرة السيد عدنان الموسوي بتعرفينا عن حياته والعلوم التي اكتسبها ومكانته الدينية مروراً بوفاته ليعود في قلب الطفل ألم اليتم من جديد.بعدها ينقلنا المحروس السيرة الأكثر وجعاً والتي ما أن تقرأها لا بدّ من أن تتوقف وتبكي.سيرة السيد محمد ورثاءه لجدته السيدة خاتون: " ياخاتون اذكري عهدي الذي فارقتني عليه: أنّي سأظلّ وحيداً. يا خاتون "..ليمر بعدها المحروس بنا بنسيج زينة المدينة.المدينة التي تفرّدت بكلّ شيء في جمالها وعالمها الساحر.إنّها المنامة التي لا تسمح لزائرها بالنوم بل تظل منتشياً برؤية أزقتها ورجالها المشغولين بأعمالهم التي يقومون بها وإلى رؤية المحلات التي تهب المنامة الكثير من التألق.تبدأ سيرة السيد الفعلية بدايةً من ذهابه إلى مدرسة المباركة العلوية في حياة والده والتي لم يستمر فيها كثيراً بسبب الاضراب ووفاة والده.لكنّ جدته السيدة خاتون التي أصبح في كنفها و رعايته لم تتركه يبقى بلا مدرسة أو بلا معلّم بل ذهبت به إلى معلم القرآن لرجل يدعى بالحاج علي بن أحمد.المعلم الذي درس على يده قراءة القرآن والحساب والكتابة والخط.ليختم بعدها القرآن والتي على أثر انتهاء الختمة يتقلّد بعدها العمامة السوداء التي اعتقد في بدايته أنه سيصبح مثل والده لكن بتوصية من مستشار الحكومة يذهب إلى الهند ليدرس العلوم الدينية على يد الشيخ المعلم علي تقي بن أبي الحسن النقوي.من خلال سفره إلى الهند افتتن السيد بجمال المدينة وسحر طبيعتها المدينة التي قال عنها : ( في الهند رائحة الجنة). المدينة التي أثارت ولعه بشغف التصوير الفوتوغرافي.كما أنّه تعلّم في الهند كيف يقود دراجته بنفسه والتي على أثرها وصفوه بالسيد المجنون فبعد عودته من الهند طُلب منه أن يتسلّم منصب أبيه في القضاء فما كان منه إلا أن يذهب أمام باب المحكمة وأخذ يتحنحن بدراجته حتى أبدت الجماعة بالاستنكار ونعته أنه أصبح مجنوناً وهذه كانت غايته للتخلص من هذا المنصب.المنصب الذي قال عنه أّنه لا ينتج غير الأعداء والشقاء.بعد هذه الحادثة فظلّ أن يكمل دروسه في الحوزة حتى اجتاز دراسته على يد السيد عبد الحسين الحلي الذي أثبت في حق السيد أنّه عالم فاضل وأديب وخطيب وشاعر فصيح.تزوج السيد بأربع نساء وكل زوجة أطلق عليها أسماً ( برلين، باريس، بنارس، وردة الحب ).عندما بدأ موسم الخطابة كان السيد ينتقل بدراجته بين البيت والحسينيات والمآتم على دراجته الهوائية الأمر الذي تفرد فيه عن جميع بقية المشايخ.انفرد السيد في حياته ولعه بالكتابة.الكتابة التي قال عنها أنّها تنسيه كلّ شيء، وأنّه لن يتوقف عن الكتابة حتى تتوقف هي عنه.في عام 1972 عانى السيد محنة ومقاطعة الناس عنه بسبب كتابه ( حصائل الفكر في أحوال الإمام المنتظر ) والذي على أثره منع من الخطابة في بعض من المآتم والحسينيات.ولع السيد بأم كلثوم والتي قال عنها: ( غناؤها تلاوة تطربني فأنتشي بها حين يجنّ الليل وتهدأ النفوس.هي كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي الأول ).في النسيج الثاني من الكتاب يأخذنا المحروس في تفاصيل أكثر عبر المذكرات الداخلية سيرتين من حياة زوجات السيد باريس و بنارس وشهاداتهم عن السيد الذي علمهم الحب فكل زوجة من زوجاته لها مكانتها الخاصة في قلبه.كما أنهم يعترفون بأنهم أميّات ولا يعرفون القراءة والكتابة لكنهم يفخرون الآن بأن ليس لديهم ولداً فاشلاً أو بنت فاشلة.في النسيج الثالث يعرفنا المحروس عن الصانع.الصانع الذي يرافق الخطيب ويعيد قراءة القصائد الشعبية العاميّة وقصائد الفصحى قبل أن يبدأ الخطيب بالخطبة.في نسيج الحال من الفصل الرابع تسرد حفيدة السيد عالمة عن طفولتها مع جدها.قد تكون في سيرة الحفيدة سيرة مختصرة مع جدها إلا أنّ المحروس أراد أن ينقل هذه السيرة ليقول إنني هنا لا أنقل سيرة عالم فقط، بل أنا هنا أنقل تفاصيل التفاصيل لتعيشون مع هذه السيرة بكل أحداثها وكل حكاياتها.هذا الكتاب يستحق أن يكون في كل بيت.العمل الذي لم يكون تاريخي فقط بل تأريخي. لا حاجةً في أن أحكي عن المحروس وعن ابداعه في نقل السيرة. السيرة التي تشعر نفسك وكأنك في ذلك الزمان ولا تريد من الحكاية أن تنتهي.
This entire review has been hidden because of spoilers.
في عصرنا الحاضر و الذي بات مليئ بالسواد من ظلم و فساد نشره الكثير من رجال الدين و المتشددين ، لندخل دوامة من التعصب و التهميش ، و لكثرة محاربة المثقف و قلة عدد رجال الدين الواعين المنفتحين نحن بحاجة الى مثل الشيخ الخطيب السيد محمد صالح الموسوي . نسج حسين المحروس العمامة بدقة ، حيث لم تكن كلمات العمامة متعلقة فقط بشخص السيد ، إنما نسجت تاريخ يوثق حقبة مهمة في البلاد . نسيج يحكي تاريخ متكرر في مجتمع ما ان تختلف بأفكارك عنهم الا أصبحت محارباً نفسياً و اقتصادياً ، لا يهم صحة المعلومات من عدمها و لكن يكفي ان تكون المعلومات التي كتبتها افكارك تختلف عن البرمجة التي ولدوا عليها . نسيج اختلفت حكايته عن قم و النجف ، حيث الهند و تعدد الثقافات و المعتقدات ، ليخرج منه محملاً واعياً بثقافات مختلفة ، تساعدك على رسم خط مستقيم من اجل الدين و الوعي الحقيقي .
ان تكون متديناً يعني ان تكون منفتحاً على أبواب تحبب الناس في الدين الحقيقي ، دين الحب ، دين الجمال، دين الحرية و الديمقراطية .
الاب الذي يسمح الى أبناءة برسم آفاق حريتهم ، هو الاب الذي يفقه معنى الحب و الدين و الحياة . هو الانسان الذي يعي بمعنى الرحمة و اليسر . ان تكون مختلفاً ، يعني ان تكون محارباً . خلقنا جميعنا أحراراً من حقنا اختيار الفكر و الطريق الذي يجعلنا مفعمين بحب ينيره الله في قلوبنا .
لم أكن اعرف هذه الشخصية الجليلة الا من هذا الكتاب ، السيد محمد صالح الموسوي الذي ولد في البلاد و عاش بعدها في جدحفص حيث مرضعتة ، ثم بعد سنوات ينتقل الى الهند ليعود بعمامته السوداء ، وتدور الأحداث و يتزوج و ينتج عن زيجاته 37 طفلاً حوربوا في زرقهم لفكر والدهم المختلف والذي لم يتقبله مجتمع تبرمج منذ ولادته على معلومات و افكار معينه . و يسير في دربه معتمداً على فكره المنير ثم يعود رزقه من جديد دون خسارة نفسه . شخصيته الرزينة الواعية اعادت له الحياة وان بقى محارباً .
تاريخ الولادة 27-نوفمبر 1914 تاريخ الوفاة 18-يناير -2007 لم أتعرف على طريقة المنير سابقاً ، ولكن رأيت ذلك من خلال أبناءة .
نحن بحاجة ان نكون واعين مفكرين سالكين الحياة في زمننا و رسم افكارنا دون الرجوع الى رجل دين . لكي تصل الى الله ، لا تحتاج إلى فقيه ! تحتاج إلى قلب سليم
كنت قد قرأت بعض الفصول التي نشرها المحروس قبل ثمان سنوات تقريبا في صحيفة الوقت، وانتظرت السيرة الكاملة منذ ذلك الوقت. استحقت الانتظار، وإن كان من شيء تعتب به على هذا الكتاب، هو أنه لم يكن أطول.
يكتب المحروس عن سيرة السيد الخطيب محمد صالح العدناني، يكتب معظم فصولها بلسانه، صاعدا منذ الطفولة واليتم، مرورا بالغربة والتعليم في الهند، ثم سنوات شبابه وزيجاته وحياته في الكتابة والخطابة. ثم يكتب فصولا أخرى كما روتها الزوجات، وبعدها يضم شهادات أقارب آخرين عرفوا السيد. وبين هذه الفصول السردية التي يختلط فيها الشخصي الحميمي بالخطوط العريضة لشخصية السيد، تتدفق الصور الفوتوغرافية التي التقطها السيد أو أُخذت له، ليصبح نسيج الكتاب وسيرته مزيجا من الحرف والصورة، الشعر والسرد، ثم ذلك الغلاف الخريطة المرسومة باليد بواسطة الكاتب. هذا المزيج بالذات وترتيبه الذي تضمن فيما تضمن مقاطع بسيطة من الحوار الذي دار بين كاتب السيرة وصاحب السيرة، خرج بمحصلة سيرة مميزة وإبداعية، تتمنى لو طالت أكثر.
حينما اشتريت الرواية كنت قد حضرت قبلها فعالية للكاتب حسين المحروس بعنوان " لا تكتب سيرة أحد " سحرني حسين وذهب بلب عقلي وأنا أستمع له ، وعندما رجعت المنزل وشرعت بقراءة الرواية السيرة ، استمرت دهشتي طويلاً . رواية أخاذّة . سيرة الماء ، سيرة العيون ، سيرة لها رائحة القرية والياسمين ، لها صوت المواويل، سيرة الحُب - أما يقولون ". بالحب قد عرفت نفسي وبالحب قد عرفت الله " ؟ سيرة الخطيب العدناني منذ نعومة أظافره حتى سفره للهند ورجوعه للبحرين ، السفر والتأليف ورحلة الحياة الطويلة ، سيرة مليانة حُب ، سيرة تشعرك كم أن الله محبّة ، وكم أن شيوخ الدين مشغولون بإخافة الناس من الله لا من تقريبهم له ومحبته . أحب حسين المحروس جداً . احب لغته التي تصوّر قبل أن تتحدث، لغته الحنونة ، آه .
هي سيرة رجل دين بأسلوب مختلف ومتفرد عما اعتدناه. يهوى ام كلثوم ،، يكتب دون توقف ، يعشق التصوير ويقود دراجة هوائية ونارية ويذكر هما في قصائده على المنبر! ولانه عاش وحيدا حتى من ذكرى لامه ! تزوج اربعا وانجب قبيلة
📝 🔸 🔸 اسم الكتاب: #نسيج_العمامة المؤلف: #حسين_المحروس نوع الكتاب: سيرة مكان الشراء: مشق عدد الصفحات: 326 الدار: المؤسسة العربية للدراسات والنشر 📝 😊 يومي في (5 مارس) أفضل من أمسي 😊 🔸 حقيقة لم أكن أعرف هذه الشخصية التي كتب عنها #حسين_المحروس ولما اطلعت على الكتاب كنت أتساءل: لماذا هذه الشخصية بالذات اختصها المحروس من بين الكل ؟! وحالما بدأت القراءة اكتشفت بأن "السيد العدناني" ليس شخصاً عادياً .، فعلاً شخصية مختلفة جداً جداً .! 🔸 🔸 ينسج لنا #حسين_المحروس حروفه وكلماته حول شخصية وحياة عالِم من علماء البحرين .، تتعرف عليها عن قرب .، تتعرف على حياته الشخصية .، سير حياته .، نظامه .، مزاجه .، زوجاته .، أبناءه وبناته .! يُوثق المحروس مرحلة وحقبة تاريخية مهمة جداً في كتابه هذا .، حيث عيون الماء .، البساتين .، التعليم والعلماء .، تأسيس المدارس في تلك الفترة .، كتابات "السيد العدناني" والتي هُوجم بعضها وتمت محاربته بسببها .، ستكتشف فعلاً بأن هذه الشخصية مختلفة .! 🔸 🔸 هل يكمن اختلاف "السيد العدناني" الجليل في سفره للهند للدراسة الحوزوية وليس للنجف أو قم كما نعرف وجود الحوزات هناك ؟! أو هل في دراجته النارية التي كان يتنقل بها من مكان لمكان ومن حسينية لأخرى ؟! أو هل اختلافه يكمن في حياته الشخصية .، مسمياته لزوجاته (برلين .، باريس .، بنارس ووردة الحب) .، مزاجه .، انكبابه على القراءة والكتابة بطريقة أيضاً مختلفة .، والكثير من الأمور التي تجعل من هذا السيد الجليل مختلفاً .! 🔸 🔸 أبدع الكاتب #حسين_المحروس في نسج سيرة السيد الجليل الخطيب "السيد محمد صالح الموسوي" ستقرأ هذه السيرة وكأنك ترى روح السيد حاضرة .، تسمع منه شخصياً وهو يقول للمحروس: "قلت لك لا تأتي قبل الثامنة .! أنت دائماً تأتي قبل الثامنة" .، ستلمس حضوره وكل مشاعره هنا .! ستقرأه كما هو بشخصيته وفكره غير المتعصب .، وأفكاره وطريقة حياته .، أجاد #حسين_المحروس تقديم هذه الشخصية الجليلة والمعروفة في المجتمع البحريني وغيره .، وقد يكمن إبداع #حسين_المحروس في نسج شخصية" السيد العدناني" في حب الإثنين منهما للكتابة والتصوير .! 🔸 🔸 جزيل الشكر للكاتب #حسين_المحروس ونسيجه لهذه العمامة الجليلة .، والتي عرفنا فيها على حياة شخصية عظيمة ومعروفة .، وأخذنا في رحلة للكثير من الأماكن والبيوت .، جعلني كذلك مع ذكره لأسماء أبناءه وبناته .، أعود بذاكرتي لـ "حياة" فقد كانت معلمتي يوماً في الإبتدائية .، كل الشكر لك أستاذ #حسين_المحروس لهذا النسيج الرائع .! 🔸 🔶 رؤيتي في العلاقة بين العنوان وتصميم الغلاف وموضوع الكتاب: الغلاف .، رائع جداً فهي صورة للسيد الخطيب "السيد محمد صالح الموسوي" أما خلفية الكتاب فهي خريطة كاملة للمكان .، لعين قصاري وضواحيها وبخط يد #حسين_المحروس .، دليل على الوصف الدقيق للأماكن .! أما العنوان .، #نسيج_العمامة فهو فعلاً نسج لنا من عمامة السيد كل حياته وشخصيته .، فأبدع المحروس في ذلك .! 🔸 🕯️ قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): "إذا ظهرت البِدعُ في أمتي فليُظهر العالِمُ علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنةُ الله" 📝 #مثقفات #قارئات #محبي_القراءة #أصدقاء_القراءة #أصدقاء_الكتاب #كلنا_نقرأ #القراءة_للجميع #الحياة_بين_الكتب #تحدي_القراءة #تحدي_100_كتاب #كتبي #مكتبي #أمة_إقرأ_تقرأ #ماذا_تقرأ #القراءة_عالم_جميل #البحرين_تقرأ_10000_كتاب #الغرق_في_الكتب_نجاة #أحلم_بشغف #تحدي_الألم_بالقراءة #أنا_وكتبي#نجاتي_تقرأ #najati_books #ichooseabook #أنا_أختار_كتاب
وحدها هذه الجملة التي سوف تكون عنوان لأمسية تدشين هذه السيرة وتوقيعها ، تختصر كل شيئ!
لا أعلم سبب إختيار الكاتب لشخصية السيد محمد صالح الموسوي لكتابة سيرته ، ولكن بعد القراءة تيقنت أن القواسم المشتركة بين الشخصيتين ( التصوير الفوتوغرافي + الكتابة ) هم السبب !
بل ربما التفرد في شخصية السيد كانت سبب آخر ...
واقعا احترت كثيرا عن ماذا أكتب ، ٣٢٦ صفحة مزيجا بين التاريخ ، الذكريات ، الصور !
الصور ،، الصور هي كل شيئ !
( الصورة هي التأريخ والموت اللذين لا ينفكان ،ولا يتباعدان عن بعضهما البعض ! الصورة الفوتوغرافية تحفظ أولا وتؤنس ثانيا )
(الصورة عندي أكثر يقينية من الكلام والكتابة )
( هم لا يعرفون الصورة ولا معناها ، لا فعلها في صاحبها ، ولا في قدرتها على نقل عاطفة الناس !)
ان تقرأ هذا الكلام على لسان السيد ، في زمن كان التقاط الصور فيه شحيح ، تعرف انه كان يوثق تاريخه بالصور ، يؤرخ الجمال ليبقى بعد الفناء !
حدث أن دخلت على والدي ومعي الكتاب ، ومع ان الغلاف يحمل صورة السيد وهو صغير ، ولكن والدي عرفه من أول وهلة ! ليأخذ الكتاب ويعتبره ملك له !
تفاجأنا بوجود صورة جدي المرحوم الملا علي الدمستاني في دفتر الصور ( نسيج الصور الاولى )
الصور ، هذا ما تفعله الصور !
...........
السيد محمد صالح الموسوي ، شخصية مشهورة على مستوى البحرين في الخطابة ولد ٢٩ /٩/ ١٩١٩
( تاريخ ولادة مميز !)
توفي ١٨/ ١/ ٢٠٠٧.
طفل رضع من معظم نساء القرية وباعترافه إختلطت أمزجته على عددهن !
طفل رأى وجه والدته في ماء عين قصاري !
ولم يكن يرى والده كثيرا !
ساهم نمط المجتمع الديني في تعلمه القرآن ، والسير على نهج الخطابة .
ابتعثه المستشار بلجريف ( الخبيث ) الى الهند ليدرس في الحوزة الدينية بدلا عن قم والنجف ،
فهل كان الابتعاث للهند سببا في تفرد شخصية رجل الدين ؟
الهند التي كانت تضج بالحياة ، الطبيعة الخضراء ،
الحياة هي الدين والدين هو الحياة ،
الكاميرة التي حملها وأخذ يوثق كل شيئ .
الدراجة النارية التي اقتناها !
وصوت ام كلثوم الذي لا يبارح لياليه الطويلة التي كان فيها منكبا على القراءة والكتابة !
( بالمناسبة أنا لا اعتبر صوت أم كلثوم غناء ، ولكن هو صوت يربط بين الارض والسماء ! )
كل هذا والحديث عن زوجاته الأربع وبالذات زوجته الثانية والتي اطلق عليها اسم ( باريس ) أمر اخر !
يا ترى كيف كانت روحها لتستحوذ على قلب السيد
من بين نساءه الأربع ؟
..............
نجح حسين المحروس في سرد السيرة وتمكن منها كونه يمتلك حس مشابه كتابيا وفوتوغرافيا لشخصية الموسوي .
لدرجة اختلطت عليي بعض الصفحات هل هي من تأليف الكاتب أو من دفاتر السيد !
أرخ سيرة رجل دين بعينه التي تجيد التقاط الصور
وفهم معناها وقراءتها ، حيث لا يفهم الجميع ما الذي تعنيه الصور !
مراجعة مشوشة ، فلا يسعني كتابة مراجعة عن كتاب أسر جميع مشاعري !
" دعها تخدر أعضاؤك الجميع" • • ما إن وصلت لهذه الصفحة من الكتاب حتى فرت مني دمعة شاردة؛ لا أعلم هل كانت لموت السيد أم لنهاية الكتاب؟! • • هذا الكتاب لم يكن مجرد سيرة للسيد و إن كان كما قال الاستاذ حسين المحروس : "( يصعب أن أحيط بكل شيء فيها) " ، بل كان يضم أيضًا لمحات من تاريخ البحرين. • • شخصية السيد المميزة و سرد المحروس أنتج قالبًا رائعًا و جذابًا و مشوقًا، تود لو إنه لم ينتهي ، لو إنك تواصل قراءة ماخفي من سيرة السيد. • • هذا السيد الذي يجعلك تقهقه لبعض مواقفه و ردود أفعاله الغير متوقعة ؛ سيبكيك أيضًا في صفحات أخرى. • خصوصًا حينما تمر بذكر "عام المحنة" ، هذا الجزء تحديدًا يكشف لنا عن محاربة الحق في كل زمان و مكان ، عن ما قاله أحمد مطر عن القلم: هذا يدٌ وفم ، رصاصةٌ و دم، و تهمةٌ سافرةٌ تمشي بلا قدم، • نعم ؛ كانت تهمة السيد قلمه كما كانت تهمة الكثيرين عبر الزمن. • ذكرتني هذه المحنة بيوم دخولي للعناية القصوى إثر ردات الفعل التي واجهتها بعد كتابتي لمقالٍ ما ! • • استوقفتني كثيرًا علاقة السيد بالصانع ميرزا الحداد الذي صار نسيبه لاحقًا و خصوصًا حوارهم الشعري. و علاقته مع عائلته من نساء و عيال . علاقته بالشعر الذي يأتيه وحيه في كل مكان. • • حينما تقرأ هذا الكتاب ستقف في محطات كثيرة ؛ كل واحدة منها ستشير فضولك في البحث عن الموضوع المتعلق بها، كالشعر أو التاريخ أو العقائد. • كما سيُحفزك المحروس لاقتناء كتاب آخر من كتبه و لربما كلها. • • بين كتب الشعر التي تصطف في مكتبتي ، الجزء الثالث من كتاب عرائس الجنان الذي يضم أشعار السيد ، لم أقرأه من قبل ، نسيج العمامة شجعني على قراءته و التعرف على السيد من خلال شعره. • • لم أعتد كتابة المراجعات حول الكتب التي قرأتها ، لكن الأمر مختلف مع نسيج العمامة ، لا يمكن أن تمر من خلاله مرور الكرام. • • أعتذر جدًا ؛ لربما أطلت الحديث كثيرًا حول الكتاب ، لكنه يستحق ذلك. • • ولا يفوتني في هذا المقام أن أجدد شكري لأختي العزيزة على هذا الكتاب حيث كان ضمن مجموعة أخرى من الكتب هدية عيد ميلادي . • • الخطة القادمة : نسيج الحصارات ، و لربما معه أشياء أخرى لنفس الكاتب. • • إيمان سبت ١٢ سبتمبر ٢٠٢١
مراجعة كتاب (نسيج العمامة) للكاتب حسين المحروس استعرت الكتاب من أحد الأصدقاء، وقال لي: عند أسبوع واحد وأرجعه لي! قلت له: أسبوع لا يكفي. أخذت الكتاب، فلم أنم حتى أكملته، في يوم وليلة! ولا أعرف أيهما الأكثر تشويقًا، قصة السيد أم أسلوب الكاتب! للكاتب أسلوب ساحر في كتابة السيرة، أوصلتني للتعاطف مع شخصيات القصة، ضحكت، بكيت، فرحت، حزنت.. لا أدري هل هي سيرة السيد أم سيرة زوجاته أم سيرة القرية أم سيرة البحرين كلها. سيرة العَين والماء أم سيرة النخيل أم سيرة السوق أم سيرة التغيرات الاجتماعية والثقافية في مرحلة مهمة من تاريخ البحرين. كون الكاتب، هو كاتب ومصور أيضًا، جعل النص مليئًا بالصور، وكأنه صور تتحرك أمامي. شدّني كيف أن السيد رضع من نساء القرية كلهن، حتى امتزج في قلبه وفي ذهنه مزيج متناقض من مجموع قلوب كل المرضعات! قوة شخصية زوجته باريس، أمر رائع! وقصة تصرفها يوم الحريق في بيت معلمتها، ونقلها للبقرة والدراجة، وانقداح الحب في لحظة ليست في الحسبان، قصة غنية وتختصر الكثير. نباهة السيد في ما كان يريده المستشار الأجنبي بلجريف من إرساله إلى الهند، جعلتني أتعاطف مع هذا الإنسان، الذي هو من طين وماء، له عواطفه، وهفواته، وآماله، ليس إنسانًا خارقًا ولا ساذجًا. أتوقع أنّ الكاتب بذل جهدًا جبارًا في مرحلة البحث العلمي، وتوضيح المصطلحات والأسماء. بعد قراءة الكتاب، أنا متشوق لقراءة المزيد من كتب حسين المحروس، ومتشوق لسماع خطب الخطيب العدناني..
سيرة عالم ديني مختلف جداً.. لا يشبه من عرفتهم.. صيغة جديدة لرجل دين خلت حياته من المستحبات . هل الهند هي السبب أم طفولته اليتيمة التي جعلته يدرك حقيقته؟ لم يتبع صورة أبيه ولا جده بل اتبع خطى و صورة نفسه. . استخدم الكاتب في سرده أسلوب بسيط وسلسل، جذب القارئ البلادي للزمان والمكان وللحظات الحياة التي عايشها سيدهم "السيد محمد صالح الموسوي"
الذي لم ينازع للسلطة ولا استصغر من دونه ولا تعاطى ما ليس من قدرته ولا خالف لسانه قلبه ولا قوله فعله ولا تكلم في ما لا يعلم . . الحكمة و الموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن جعلها وسيلتة العلمية والتنظيمية في تبيان الحقائق و تبليغها لمن يخالفه . . التزم بالدِّين وانعكس ذلك في سلوكياته الفردية والاجتماعية ، تدبره و اعتكافه الطويل ازال الرواسب والحجب النفسية من قلبه وجعلته يتخطى المتربصين به والحاقدين وعام المحنه. . جاهر بكل ما يُؤْمِن به وأودع الاستقلالية بقلوب من أحب أراد لكل فرد أن يتبع طريقه ، طريقه وحده ولا يكونوا انعكاس لصورته .
This entire review has been hidden because of spoilers.
أتممت القراءة ولازلت أبحث عن هوية هذا الرجل،، هو خطيب منبر،،، والكثير من خطباء المنبر لم يكتب عن سيرهم ،، ماذا يميزه اذاً،، وجدتني اعيش حياة هذا الرجل الصامت في المكان،، لم أجد حديثاً يعرفني عليه الا من خلال الآخر،،، هو يركب دراجة،، يحب التصوير،،، يكتب ويكتب وأمضى حياته في الكتابة ،،، لم يتطرق المحروس الذي حول هذه السيرة الى رواية ممتعة رغم التكرار الذي يقلق بعض الصفحات،، حيث ارى نفسي قد قرأت هذا مسبقاً،،،لم يتطرق الى نتاج العمل المثمر وهو كتب السيد،،، العناوين،،على أقل اعتبار،، لم يتطرق الى الفكر المغاير للسيد من خلال قراءته وتدويناته،، الا باليسر القليل في نهاية الكتاب،،، وجدت نفسي أدور في نفس الدائرة عدة مرات،،، جمل متكررة بين حين واخرى،، جميل هو النسيج الذي اتقنه المحروس بجدارة،،، إنتهيت من القراءة ولم يضيف لي الكتاب معلومة مهمه،، كأنك تقرأ رواية تعيش لحظاتها ولكنك تنساها بعد حين،،، حاول الكاتب ان يرويها بلسان السيد ولكني وجدته صامتاً جداً لا يتكلم،،،ربما يكون كذلك،، هو لنفسه ولا يرى غير ما يريد،،،،
سيرة حياة شخصية غير اعتيادية، مشوقة حتى آخر اللحظات ، لم اكن اعرف ولم اسمع عن السيد قبل هذا الكتاب، وكنا يبدو لي من الكتاب انه كان ذا حضور مؤقر في المنطقة. والأهم من كل هذا هو اختلاف سيرته عن سائر المشهور من علماء الإمامية في المنطقة، خاصة الدراسي منها حيث اشتهر انه من اراد الاتجاه لسلك العلوم الدينية التوجه للحوزات العلمية في النجف او قم، لكن هنا الوضع اختلف فقد وُجه السيد للدراسة الحوزوية في الهند! وهذا بالتأكيد ما جعله يكون متفرداً ومختلفاً في كثير من مواقفه وطباعه ، لا شك ان حياة الهند صنعت داخله شخصية مغايرة. اما بالنسبة للكتاب فهو مكتوب بشكل سلس وبسيط التنقل بين مراحل الحياة ممتع ، لكن ما يعيبه تكرار بعض المواقف اما على لسان الشخصية ذاتها او شخصية مغايرة! وانعكاس عشق السيد للتصوير جعل الكتاب ثري بالكثير من الصور النادرة والرائعة التي تحاكي زمانه.
This entire review has been hidden because of spoilers.
العمامة نسجت ترجمة السيد، أما حياته وشخصه وقلبه فقد نسجها هو بإثارة وفرادة يرويها لنا المحروس في " نسيج العمامة". سيرة تضج حركةً وألوانًا وصخب رغم سمة الهدوء في صاحبها، فالبيئة البحرانية في أوج بهائها وغناها حاضرة كالسيد تماما،تمر بأسماء وحوادث تُغني ذاكرتك ومعرفتك بتاريخ غير بعيد.. كتاب ممتع لولا بعض التكرار وضعف التنسيق في ترتيب تفاصيل السيرة..
سيد محمد صالح الموسوي رجل شاءت له الاقدار ان يكون مختلف فأكمل اختلافه حتى النهاية .. الكاتب حسين المحروس ومن مثله يستطيع كتابة السيرة وكأنها سيرته في سيرة ..
إن كنتُ سأتحدث عن سيد محمد صالح عدنان الموسوي فهو رجل كالبقية، و إن كنت سأتحدث عن الخطيب العدناني فهو بلا شك استثناء أقله في زمانه
ولد في زمن كان فيه والده الملا قاضيا، رحلت عنه أمه صغيرا فخلدت في ذاكرته بلا صورة، تلقفته صدور مرضعات القرية تبركا بابن السيد نسل الرسول -صلى الله عليه و آله وسلم - وُصّي بكفالته صديق والده المتوفى الشيخ المدني لكنه تخلى لشدة فقره، فاحتضنته أخيرا جدته من أبيه السيدة خاتون بجانب مربيته فاطمة
مطيع نبيه حافظ أمين هكذا وصفوا كل من تتلمذ عنده، لم يرق لجدته أن يكون بلا دراسة بعد اضراب التلاميذ و أهاليهم عن المدرسة النظامية الوحيدة آنذاك من عام 1928 فتابع حفظ القرآن و الحساب في قريته بلاد القديم برعاية وصيه صديق والده الحميم بعدما استقر وضعه المالي،و حين جاء قرار ترك البحرين إلى الحوزة استكمالا لأسلافه ،جاءه قرار من حاكم البحرين البريطاني بقرار السفر إلى لاكناو الهند لا النجف العراقية و لا قم الإيرانية ، مستفسرا بلا جواب عن لماذا الهند و لماذا هو بالذات !؟
ليس طويلا حتى استأنس البيئة و الثقافة و اللغة و العادات فكان يراها عالم واسع و تزال تصيبه بدهشة الأطفال حيثما كان ، زاد صلته بالكاميرا و صقلها بالتعلم و الممارسة
درس منهج الحوزة على يد الشيخ علي نقي النقوي اللاكناوي الهندي شيخه الذي يتقن العربية، و طمع بدراسة الإنجليزية فاتخذ من خادمه معلما يقول السيد: "هنا دنيا غير دنيا النجف هنا لا يمنع العلم و لا الدين و لا أي شيء تريد أن تفعله ما دمت لا تؤذي الناس،هناك الدنيا أولا ثم الدين ثانيا أو ربما ثالثا " كثير ما كان يسأل نفسه عن قرار بلغريف دراسة الحوزة هنا ،هل هي بد��ية لعهد جديد من الإصلاحات الإدارية للدولة أو ربما إعادة صياغة نظرة الناس لمذهبهم أم ماذا كانت النية ؟!
رجع غير سعيد للبحرين دون استكمال دراسته بسبب الحرب العالمية الثانية، أرادوه قاضيا كأبيه فلبس الجنون تجنبا ، لكن استحسن الخطابة فاعتلى المنبر الحسيني أهلته موهبته في الكتابة و الشعر و نهمه بالقراءة و كانت النتيجة موسوعات و مؤلَّف سبب له محنة عام ،و استهجان لمعلومات من كتب لا يلمسها إلا قارئ حقيقي "الناس لا تحب الحقائق التاريخية، الناس تحب العاطفة" هكذا قال
منتظم محافظ على روتين ترتيب عمله الفكري و المعيشي، محب للحب و عطوف على العيال، الاستقلالية صفة شخصيته سواء آرائه الفقهية أو في تربية أولاده ، استُنكر عليه عدم التصريح بالوضع السياسي فكان ذاك خطه الذي سار عليه حتى يوم الرحيل
أحسن المؤلف السيد حسين المحروس بتوثيق سيرته لا مجرد ترجمة ، أراد توثيق ذاكرته التي خطها من قبل في دفاتر تجاوزت العشرات من العقود بأسلوب راق أنيق شاعري الوصف بعيد عن التكلف و الألقاب الحوزية
من خيال صورة أمه على صفحة ماء عين قصاري إلى محبوبته دراجته ثم السيكل، لا يخفي طربه للزمن الجميل و لا صور الشخصيات العالمية الشهيرة ، أحداث و مواقف لا تخلو من طرفة و استغراب و استهجان لطيف عما يحصل و يطلع من الملا السيد المعمم !!
شاعر لزوجاته الأربع لا يأخذه خجل أو عيب ، أرى من الوفاء تخصيص صفحات على لسان الزوجة لتبيان أي عطاء قدمته للعائلة ، عاشق لورد الياسمين و طيب الورد المحمدي و النخل ، معلم رؤوف لجيل صناع المنبر الصغار
الأستاذ حسين المحروس يمتلك عدسة تجيد أقتناص الصور المميزة و روائي يجيد نسج الحكاية .. هنا في هذه السيرة يسلط عدستة على سيرة منفردة كصاحبها السيد محمد من ما قبل ساعة الميلاد الى الألفية .. ما جعل الصورة متكاملة لتلك السيرة و فهم الظروف التي رافقتها هو قرأتي لكتاب علي الديري من هو البحريني .. الذي تحدث عن تلك الفترة الأقتصادية و السياسية التي عاشها العدناني والد السيد محمد و الظروف التعليمة في البحرين حينها .. من كتب السير الملهمه التي تجذب القارىء بأسلوب كاتبها و ترسم خطوط مسيرته بدون رتوش او تزييف بأسلوب لم نعهده عن الخطباء المنابر الحسينية .. فكيف بخطيب من سلالة رسول الله ..
تجربة جميلة مع شخصية بحرينية سمعت عنها باستمرار، واتضح لي بعد القراءة اني لم اسمع الا القليل عنها.كانت المصادفة ان إحدى بنات السيد من زوجته الأولى برلين هي مدرسة لي في المرحلة الإعدادية وصديقة مقربة لوالدتي في مسيرة التدريس. دائماً ما تشهد والدتي بذكاء "حياة الموسوي" ومقدرتها العقلية الكبيرة ومدى عبقريتها. يؤسفني انتقطاع العلاقات بسبب انشغالات الحياة ويسعدني أني وجدتها بين طيات هذا الكتاب وسعدت أكثر بالصورة الملتقطة لها في مرحلة الطفولة.