أتيح للمؤلف أن يرحل إلى بلدان عديدة، وسجل ملاحظاته، ورسم انطباعات الأشياء على صفحات العقل، والحس، والوجدان. ومن تلك البلدان التي زارها: إسطنبول والخرطوم ومكة المكرمة، والمدينة المنورة. وكانت كلمات المؤلف سيرة ذاتية، مترعة بالرؤى والخبرات، والنظرة الثاقبة،و التسجيل الحي، مع النظرة الإسلامية الفاحصة. ...
عماد الدين خليل (ولد 1358 هـ - 1939 م) هو مؤرخ ومفكر، من أهل الموصل.
ولد عماد الدين خليل الطالب في الموصل سنة 1358 هـ - 1939 م (وقيل سنة 1941 م). حصل على البكالوريوس (الليسانس) في الآداب بدرجة الشرف من قسم التاريخ بكلية التربية ، من جامعة بغداد، سنة 1382 هـ - 1962م. ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، من جامعة بغداد أيضا، سنة 1385هـ - 1965م. وثم درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، من جامعة عين شمس، سنة 1388 هـ - 1968م.
عمل مشرفاً على المكتبة المركزية لجامعة الموصل عام 1968 - وعمل معيدا فمدرساً فأستاذا مساعدا في كلية آداب جامعة الموصل للأعوام 1967-1977 عمل باحثا علميا ومديرا لقسم التراث ومديرا لمكتبة المتحف الحضاري في المؤسسة العامة للآثار والتراث/ المديرية العامة لآثار ومتاحف المنطقة الشمالية في الموصل للأعوام 1977- 1987 حصل على الأستاذية عام 1989 وعمل أستاذا للتاريخ الإسلامي ومناهج البحث وفلسفة التاريخ في كلية آداب جامعة صلاح الدين في أربيل للأعوام 1987- 1992 ثم في كلية تربية جامعة الموصل 1992-2000م فكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي بالإمارات العربية المتحدة 2000-2002م فجامعة الزرقاء الأهلية/ الأردن عام 2003 م فكلية آداب جامعة الموصل 2003-2005م التي أعارت خدماته لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك/ الأردن؛ حيث لا يزال يعمل هناك.
- شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الدولية العلمية والثقافية من بينها : المؤتمر الأوَّل للتعليم الجامعي بغداد العراق 1971م - والمؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية الدوحة قطر 1979م - والمؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام (فلسطين) عمان الأردن 1980م.
- وشارك في إنجاز عدد من الأعمال العلمية لبعض المؤسسات ومنها: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ تونس - ومركز الدراسات الإسلامية/ أكسفورد - والمعهد العالمي للفكر الإسلامي/ فيرجينيا - والندوة العالمية للشباب الإسلامي/ الرِّياض.
كتاب رائع في أدب الرحلات، هذا الأدب الجميل ولكنه قليل في مكتباتنا الإسلامية.. وكما يقول عنه الكاتب في المقدمة: (وأدب الرحلة ..في بدء الأمر ومنتهاه.. هو محاولة لاكتشاف الأشياء.. والتعرف على تكوينها الذي يبدو أحياناً ككتل الجليد العائمة في المحيطات والبحار، لا يظهر منها سوى العشر، وتبقى الأعشار الأخرى مغيبة تحت الماء)!
بأسلوب مشوق ولغة رائعة ونظرة إسلامية ثاقبة، يشاركنا الدكتور عماد الدين الخليل بالحديث عن رحلاته إلى اسطنبول والخرطوم ورحلة الحج، فينقل لنا الكاتب انطباعاته عن تلك الزيارات، فها هو الكاتب ينقلنا معه إلى اسطنبول، ويسجل إعجابه بتلك المدينة الساحرة وما فيها من الملامح والموجودات والقباب والمساجد والبسفور الهادئ والطبيعة الخلابة فيقول: (إن تكوينها، ينطوي على ألف طبقة وطبقة، وإن عمقها الزمني، تاريخها، يمنحها غوراً يصعب الوصول إلى قاعه، أما جغرافيتها فتعرف كيف تغازل بلغتها الخاصة كل ما هو جميل باهر من الشرق والغرب.. تدعوه لكي يستريح في أحضانها يا الله ..كم أنت جميلة عذبة يا إسطنبول.( وأما رحلته إلى السودان، فكانت الأروع، فيحدثنا عن جمال الصبغة الإسلامية هناك، ودور الإسلام في إعادة الأشياء إلى مكانها الحق وأن يضعها في محلها تماما.. وكيف وحد الإسلام بين الإفريقي والعربي: (الآن الكل على قدم سواء.. تماماً كما هو الحال زمن النبوة المدهش حيث يصير بلال الحبشي مؤذناً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. . وحيث يختار النبي المعلم أرضا إفريقية لخلاص المضطهدين من أتباعه)، تأثرت جدا برحلته إلى السودان وحديثه عنها وكذلك حديثه عن المرأة السودانية ودورها في المجتمع، وما أجمل قوله أثناء تواجده في الخرطوم: (رائحة إفريقية ليست كأي رائحة أخرى..يمتزج فيها عنف الخلق كما لو أنه يتشكل اللحظة،يهيمن الزمن المتطاول الذي لا يعلم بداياته القصية الأولى إلا الله على اللحظة الراهنة فتحس كما لو أنك تعيش، ليس تاريخ الإنسانية فحسب، ولكن تاريخ الأرض التي طالما تحدث عنها كتاب الله وهو يحكي بآياته البينات كيف أصدر إليها الله سبحانه أمره العلوي؛ لكي تصير مهداً يحتضن الإنسان القادم من مكان لا يعلمه إلا الله). ويختم الكتاب بالحديث عن رحلته إلى الحج فيقول عنها: (هذه رحلة ليست كالرحلات، تتمحض لها نفسك وروحك، فإنها الفرصة المتفردة التي منحها الله سبحانه عباده كافة لكي يغتسلوا ويتطهروا ويعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم، وقلت أيضاً: إن الكرم الإلهي لا حدود له، والسعيد السعيد هو من يعرف كيف يتلقى الهبة ويتخذها نقطة دفع وانطلاق إلى الأعلى.. وإن المؤمن مشروع دائم للاجتياز والصعود.. وأن هذه..هذه بالذات قد تمنحه الكثير في رحلة الطموح الذي يليق بمطالب الإيمان). كانت رحلات مشوقة ماتعة في بقاع جميلة، وزادها جمالا أسلوب الكاتب في الحديث عنها وبث خواطره في كل ما شاهد من تفاصيل مدهشة..
كتاب أدبي يحكي زيارات المؤلف الى اسطنبول و الخرطوم و رحلة حجه ، في الكتاب حديث عن بديع الزمان النورسي و آثار دعوته و تطور وضع الاسلام في تركيا آنذاك كما يظهر فيه بشكل واضح الامل الذي كان معقودا على التجربة السودانية في ذلك الزمن.