بعد اثنين وأربعين عامًا على الحرب الأهلية اللبنانية (1975) وسبعة وعشرين عامًا على توقفها (1990)، تسأل مؤلفة هذا الكتاب: ما الذي أوصلها "إلى هنا"؟ وإلى "هذا"؟ مثلها مثل جميع اللبنانيين، وجميع أبناء الدول العربية التي حصل فيها مثلما حصل في لبنان من قتل وتدمير. تحاول المؤلفة تقديم فصل، هامشي ربما، من فصول الحرب الأهلية اللبنانية، أوثق أيادي الآهلين وقادهم إلى حيث هم الآن، فكان هناك وصف لتجربتها الشخصية في دفتر، وحكايات ويوميات وتفصيلات صغيرة في دفاتر أخرى، وفي كل دفتر تترك للقارئ ترف الذهاب بعيدًا في تخيّل الدينامية الوجودية التي تطلقها حكايته على مصير أصحابها أو شخصياتها.
أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية - معهد العلوم الاجتماعية و باحثة في علم الاجتماع السياسي و مستشارة في الأسكوا . تحمل شهادة دكتوراة حلقة ثالثة في علم الاجتماع السياسي بعنوان : مدخل إلى دراسة الحركات الإسلامية السنية المعاصرة في لبنان
من خلال ثمانية اسابيع شهدتُ خلالها حرب الخرطوم والمعاناة في كل شئ والشعور بالخوف والقلق في كل ثانية أعلم تماماً ما شعرت به دلال خلال حرب لبنان، وكأنها تحكي عن الحرب التي عشتُ جزءاً منها. ارسل صديقٌ لي هذا الكتاب قبل عدة أسابيع قبل ان اغادر الخرطوم وكنتُ في حالة نفسية سيئة لا تسمح لي بالإطلاع على معاناة شخص آخر مع الحرب، لكنني وبعد ترك الخرطوم والمكوث في مكانٍ آمن وبعد أن هدأ قلقي وخوفي من أصوات الرصاص والمدافع ومناظر الدخان والحرائق والدبابات جمعتُ قوتي وشجاعتي وقرأتُ كتاب دلال، لا أفهم الكثير من السياسية اللبنانية لكنني فهمتُ الجزء الانساني منها.
ستجد دائماً سبباً لل#كتابة عن الحرب. إنها تقرر حيوات الناس. وإذا كانت هذه الحرب أهلية، فهي ترفع من قبضة القدر، توسّعه، تُمعن في ابتداع ألوانه. هكذا تستهلّ دلال البزري مقدّمة كتابها "دفاتر الحرب الأهلية اللبنانية" (1975- 1990) الصادر حديثاً عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حيث تسأل الكاتبة بعد اثنين وأربعين عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية (1975) وسبعة وعشرين عاماً على توقفها (1990): ما الذي أوصلها "إلى هنا"؟ وإلى "هذا"؟ ومثلها مثل جميع اللبنانيين، وجميع أبناء الدول العربية التي حصل فيها مثلما حصل في لبنان من قتل وتدمير.