هذه أيضًا واحدة من أروع اللوحات التي رسمتْ صفحات سنوات الدفاع المقدس الثماني المعجِزة والمعطاءة. لقد أبدع كلٌّ من الراوي والكاتبة حقًا. إنّ امتزاجَ هذه الذكريات بروح الفكاهة وعذوبة البيان التي فاضت بها قريحة الراوي؛ قد نُظِمَ في المتن بجودة واتقان بفضل حرفية ودقة نظر الكاتبة. وأيضا جرأة الراوي و صراحته في سرد نكات ووقائع عادة ما تبقى مخبوءة في سرد الذكريات، لهي من الخصائص البارزة لهذا الكتاب.
النقصُ الوحيد الذي يَظهر فيه هو عدمُ الإشارة إلى الدور المضحيّ لزوجة شَرَت بروحها مرارات وصعوبات حياة مع مقاتل شرس وجريح ومشاغب، وتَقبّلتْ برضًى مشاركته حياةً قاسية؛ بالطبع حياةً مليئة بالاجر والثواب.
لقد أمضيتُ ساعات رائعة؛ مليئةً بالصفاء بين صفحات ومقاطع هذا الكتاب في لحظات ما قبل النوم. والحمد للّه. الإمام الخامنئي.
يقول أمير المؤمنين (ع) أن فراق الأحبة هو أصعب من الموت.. أمضى السيد نور الدين حياته في الجبهة و هو يودع أحبائه الواحد تلو الآخر، وكأن كتب عليه أن يبقى من المنتظرين والشاهدين على هذه السنين ومظلومية الشهداء. في كل عملية ينقبض قلبه وهو يرى وجوه الأحبة " من تراه سيرحل الليلة". ولك يكفه ألم الوداع فإذ به يصاب بالجراح في سنين الحرب الاولى التي رافقته الى يومنا الان ولا زال يعاني منها. وكالعادة تتميز الكاتبة معصومة سبهري بعد تدوينها مذكرات الجريح مهدي قلي رضائي (فرقة الاخيار 1-2) بكتابتها مذكرات السيد نور الدين عافي.
من الروايات الملحميه الرائعه التى سطرها أبطال مرحله الدفاع المقدس ذكريات الجريح الشهيد الحي نور الدين عافي و الذي تبلغ جراحه ٧٠٪ لكنه واصل الجهاد في سبيل الله رغم كل الآلام و الجراحات. (( الآن جاء اليوم الذي لم أفكر فيه أبدا : لقد انتهت الحرب و بقينا أحياء💔))