يشير المشرق إلى الأراضي الواقعة على الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وهي تحديداً الدول الحديثة: اليونان وتركيا وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر، التي كانت من القرن السادس عشر حتى القرن العشرين، جزءاً من الإمبراطورية العثمانية. في عصر الحروب الدينية، كان هذا المشرق، وتحديداً موانئه، بوتقة للتجاور بين مختلف الأديان والأقوام، وانتصبت فيه المساجد والكنائس والمعابد جنباً إلى جنب، وتجاورت فيه اللغات والثقافات والمواريث القومية. لكن هل كان هذا المشرق فعلاً جنة للتعايش بين الأديان والأقوام، كما في المخيلة المعاصرة الميّالة إلى الحنين إلى الماضي وتمجيده، ونسيان أهواله وصفحاته المظلمة، وكما تصوّر الروايات السكندرية المشرقية العربية الكثيرة؟ وعلى نحو أوسع من ذلك السؤال، هل كان من الممكن - في هذا الجو العالمي "الجهادي" إسلامياً و"الصليبي" مسيحياً و"الاستعماري" و"المتعالي حضارياً" أوروبياً - أن يسود تعايش حقيقي قائم على الوئام والتعارف والاحترام؟ ينتمي الكتاب الحالي إلى نوعية الكتابات التي تتباكى على المشرق الكوزموبوليتاني، ومع ذلك فإن الحقائق التاريخية التي يقدمها تنقض فكرة "جنة التعايش"، وتبرز الانفصال بين الجماعات المشرقية، وحالة الاستغلال المعمم من جانب الجاليات الأوروبية بحق الأهالي في مدن المشرق. وإن لم يكن المشرق "المتوسطي" جنة الحرية والتعايش، فإن فكرة المشرق الكوزموبوليتاني كسرت حدود الزمان والمكان، وشقت طريقها إلى مدن الغرب والشرق في صورة العولمة، وإن كانت المشارق الجديدة أكثر تعايشاً وحرية ومساواة وعدالة، وأبعد عن الاستغلال والاحتقار الديني والقومي، على الأقل مقارنة بمشرقنا القديم.
Philip Mansel is a historian of courts and cities, and of France and the Ottoman Empire. He was born in London in 1951 and educated at Eton College, where he was a King’s Scholar, and at Balliol College, Oxford, where he read Modern History and Modern Languages. Following four years’ research into the French court of the period 1814-1830, he was awarded his doctorate at University College, London in 1978.
His first book, Louis XVIII, was published in 1981 and this - together with subsequent works such as The Court of France 1789-1830 (1989), Paris Between Empires 1814-1852 (2001) - established him as an authority on the later French monarchy. Six of his books have been translated into French.
Altogether Philip Mansel has published eleven books of history and biography, mainly relating either to France or the Ottoman Empire and the Middle East: Sultans in Splendour was published in 1988, Constantinople: City of the World’s Desire 1453-1924 in 1995 and Levant: Splendour and Catastrophe on the Mediterranean in 2010.
Over the past 30 years he has contributed reviews and articles to a wide range of newspapers and journals, including History Today, The English Historical Review, The International Herald Tribune, Books and Bookmen, The Daily Telegraph, The Independent and Apollo. Currently he writes reviews for The Spectator, Cornucopia, The Art Newspaper and The Times Literary Supplement.
In 1995 Philip Mansel was a founder with David Starkey, Robert Oresko and Simon Thurley of the Society for Court Studies, designed to promote research in the field of court history, and he is the editor of the Society’s journal. The Society has a branch in Munich and is linked to similar societies in Versailles, Madrid, Ferrara and Turin.
He has travelled widely, lecturing in many countries - including the United States, France, Germany, Italy and Turkey - and has made a number of appearances on radio and television, including in the two-part Channel 4 documentary “Harem” and in two BBC2 documentaries on Versailles in 2012. He is a Fellow of the Royal Historical Society, the Royal Society of Literature, the Institute of Historical Research (University of London) and the Royal Asiatic Society, and is a member of the Conseil Scientifique of the Centre de Recherche du Chateau de Versailles. In 2010 Philip Mansel was appointed Chevalier de l’Ordre des Arts et des Lettres and in 2012 was the recipient of the annual London Library Life in Literature Award.
Philip Mansel wrote the introduction to the 2012 re-issue of Nancy Mitford’s The Sun King and is currently working on his own biography of Louis XIV. His short history of Aleppo: Rise and Fall of a World City is scheduled for publication in April 2016. His book on Napoleon and his court, The Eagle in Splendour, was republished by I. B. Tauris in June 2015.
In 1995 Philip Mansel started a campaign to save Clavell Tower, a ruined folly of 1831 which threatened to fall over the cliff above Kimmeridge Bay. This led, in 2007-8, to the Tower’s deconstruction, relocation, reconstruction, restoration and modernisation by the Landmark Trust. Clavell Tower is now the Trust’s most popular property.
Philip Mansel lives in London, travelling to Paris, Istanbul and elsewhere for research, conferences and lectures. He also runs the family estate at Smedmore, near Wareham in Dorset. For more information on this historic house, visit the web site and read the recent articles published in The World of Interiors and Country Life.
ليس غرض فيليب مانسيل من كتابه " ثلاث مدن مشرقية" تقديم تاريخ مجرد لثلاث مدن مشرقية وهم [ سميرنا وبيروت والإسكندرية ] بوصفهم موانىء مهمة على ساحل البحر المتوسط، فالغرض الأساس الذي يبحث مانسيل عنه من خلال التأريخ لهذه المدن هو البحث عن إجابة سؤال : هل هذه المدن الثلاث كانت كوزموبوليتانية حقًا ؟ والتي تعني التعددية في العرق والدين والثقافة .
مشكلة الكتاب أو المؤلف من وجهة نظري أنه يُعالج هذه التعددية وفق منظور الغرب، بمعنى أن كل مدينة وإن كانت متعددة الملل ولكن تسيطر عليها النظرة الإسلامية المحافظة فهي ليست مدينة كوزموبوليتانية عند المؤلف ! ومعلوم أن في التاريخ الإسلامي ككل تعايشت الملل ولم يحدث لها اضطهاد موجّه من الدولة على غرار ما حدث للموريسكيين في الأندلس ، فتعامل الإسلام مع الملل بعدل لا يقتضي مساواة المسلم بالذمي، أو أن يعلوا الذمي المسلم أو تتحول مدن الإسلام لمكان تعربد فيه الملل من سكر ودعارة ورقص على غرار ما حدث في بيروت والإسكندرية وسميرنا .
ومن هنا فإن سؤال المؤلف الافتراضي إلى أي مدى كان المشرق على ما يصفون من تعايش وحب واندماج= هو سؤال هلامي، بمعنى أنه يبحث عن إجابة على سؤال لم يحدِّد بالضبط ماذا يقصد به ! فما هو ( التعايش ) و ( الحب ) و ( الاندماج) ! .
إن هذه مفاهيم قد يراد بها معنى صحيحًا معتبًرا في الشريعة وقد يراد بها غير ذلك، وأنت هنا سرعان ما ستكتشف مع الكتاب أن المؤلف يقصد معاني حداثية يبحث عنها في ثلاثة قرون من عمر الدولة العثمانية التي تمتعت بتسامح كبير مع الأقليات وفق ما تقتضيه الشريعة وأحيانًا أزيد بقليل، لكن في الأماكن التي ضعف فيها النفوذ العثماني لم يكن الأمر مجرد تعايش كوزموبوليتاني كما رأى المؤلف ، ولكنه تحول لنوع من التبعية ومسخ الهوية حتى أن القناصل في الإسكندرية في عهد محمد علي وأبنائه كانوا يتصرَّفون كأباطرة ! هذه السيطرة التى دفعت عباس حفيد محمد علي أن يتبرم من سلطتهم ويقول أنه يفضل أن يكون عبدًا للسلطان على أن يكون عبدًا للقناصل، وفي سميرنا زاد نفوذ اليونانيين؛ حتى قال المؤلف : ( كان اليونانيون، على رغم افتقارهم إلى أي وسائل عسكرية، يتصرفون كأنهم هم الذين يحكمون سميرنا) .
التاريخ الذي ذكره مانسيل للمدن الكوزموبوليتانية الثلاث تجد فيه جملًا مكررة ومتشابهة عن حال هذه المدن من نوعية " الترف" و " الحرية الجنسية" و "الرقص" ، فحقيقة الأمر أن هذه المدن الثلاث تحولت لمسخ لا يمت للإسلام ومظاهره بصلة، وها هو المؤلف يتكلم عن كيفية تحوّل الإسكندرية إلى مدينة يونانية في عهد محمد علي ، ويتكلم عن كيفية تبنيّ البيروتيون - أهل بيروت- لمظاهر الحياة الأوروبية ، ويذكر كيف أن سميرنا - أزمير- كانت مرادفًا للنبيذ !!! هذا ليس تعايش في الواقع ، هذا مسخ للهوية ، وكأن مقدار التعايش المرضى عنه في الغرب هو مقدار ما تنسلخ به عن دينك !! .
كتاب ثلاث مدن مشرقية والصادر عن عالم المعرفة في ٢ جزء ، رغم النفس العلماني فيه، إلا أن به سرد تاريخي جيد عن الإسكندرية وبيروت وسميرنا ( أزمير) ، وبه أشياء مهمة عن رأي الرحالة الأوروبيين في الإسكندرية في عهد محمد علي وأبناءه ، وكذا عن حوادث العنف في بيروت وأزمير؛ مما جعله يرى رغم تحرر هذه المدن الثلاث أنها لم تكن كوزموبوليتانية كما ينبغي !! .
والمؤلف على اطلاع جيد على الكتب والمراجع حتى نقل وصف أوليا جلبي لميناء سميرنا ، وكذا سجَّل رأيه في محمد علي قائلًا : " كان محمد علي فخورًا بإصلاحاته، لكن أولويته لم تكن مصر ولا العرب ولا الإمبراطورية العثمانية ولا الإسلام ، بل ما أسماه هو وإبراهيم "عائلتنا العلية " .
الكتاب من الناحية التاريخية دسم بالمعلومات، ولاشك أنه كتاب مفيد بترجمة جيدة للأستاذ مصطفى قاسم الذي يبدو متحاملًا في حواشي الكتاب على الدولة العثمانية .
إذا أردت أن تدرس الدولة العثمانية عليك بهذا الكتاب، فهو يشرح حال ثلاث مناطق عرفت بكوزموبوليتها و تغيرت مع الوقت لأسباب كثيرة و أقواها هو سطوة العرق و الفئة على التفاعل المجتمعي حيث تقدإ الطبقية في تنفيذ القانون مع وجود محكمات متعددة و كل من هو أقوى لرعاياه محكمات خاصة خارجة عّم نطاق الدولة و الكثير من الأمور. كتاب و بحث غني بالمعلومات و الأحداث التي نادراً ما نسمع عنها في كتب التاريخ، تفاصيل جميلة و نقاط كانت مبهمة سابقاً أوضحها الكاتب لإعتماده على أكثر من مصدر لنقل المعلومة حيث ينقل وجهة نظر المنتصر و المغلوب و الضعيف و القوي و المحايد لتكون الصورة إوضح للجميع
الجزء الثاني لترجمة كتاب Levant Splendour and Catastrophe on The Mediterranean الصادر لمؤلفه فيليب مانسيل سنة 2010 والذي قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي باصدار نسخته المعربة بعنوان "ثلاث مدن مشرقية، سواحل البحر الأبيض المتوسط بين التألق والهاوية"، بترجمة مصطفى قاسم - الذي ابدع في نقل محتوى الكتاب الاصلي للقارىء العربي - في سنة 2017. يأتي محتوى الجزء الثاني مكملا للسرد التاريخي الغني لتاريخ الموانيء المشرقية (الكوزموبوليتانية) المتوسطية الثلاث(سميرنا أو أزمير حاليا، الاسكندرية وبيروت) بكل تقلباتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مبرزا كوزموبوليتانيتها وتنوعها الثقافي الذي أفضى الى ازدهارها وجعلها موانىء عالمية ومدن دولية ذات تأثير واقصادات تفوق حجمها الجغرافي في قمة ازدهارها، وانحدار تلك الموانيء والمدن حرفيا الى الهاوية والتفكك، وتحليل أبرز العوامل المفضية الى هذه المصائر. أغنى الكتاب، اضافة الى سلاسة أسلوب الكاتب في السرد التاريخي، لجوءه الى التنويع في مصادره ومقارباته فلم يفته ابراز الجوانب الحضارية والأدبية والمعمارية وأهم الملامح الحضرية والثقافية لتلك الحواضر الغنية بتنوعها، كما لم يفته ربط البعد الجغرافي والجيوسياسي بتسلسل السرد التاريخي الذي جاء مقرونا بتحليل متوازن لمجريات الاحداث، واعتماده في مصادره على مختلف انواع التوثيق (تاريخي، مذكرات، فني، سياسي، ادبي، صحافي... الخ) في تعزيز مادة الكتاب والبناء السردي الذي أعطى المحتوى بعده الانساني. وتأتي الخاتمة ببريق تفائل لمستقبل تلك الموانيء، دون اغفال لواقع انتقال المدن الكوزموبوليتانية (المتعددة الثقافات) -جغرافيا- من حوض المتوسط الى اقصى الشرق والغرب حيث غدت مدن مثل لندن ونيويورك وهونغ كونغ وباريس ودبي رمزا للعولمة والمشرقية المفقودة، والتي تمثل اليوم شكل المستقبل المصطبغ بالعولمة، رغم تأثرها الجزئي بالصعود الملحوظ اليوم للمد القومي، العرقي، الوطني والطائفي اليمني المتشدد منذ وصول الرئيس الأمريكي "العنصري والمعتوه" دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر سنة 2016 الأمر الذي شكل ولا يزال أول محك وتحدي لجوهر العولمة في القرن الواحد والعشرين. الكتاب نوعي وثري ولا تكتمل النظرة المشرقية التاريخية دون التطرق للمادة التي احتواها الكتاب، أنصح به.
من سميرنا (لؤلؤة المشرق) مدينة الطاعون والمذابح والزلازل. تلتقي آسيا وأوروبا عندها، تفوقت على اسطنبول في تجارتها في زمن الامبراطورية العثمانية. جذبت البشر من مختلف الأعراق، والديانات، كانت معقل للتعدد اللغات. أطلق عليها "مدينة كوزموبوليتانية". هي أزمير حالياً. . إلى الإسكندرية "باب مصر" المدينة التي سكانها الأوروبيون، وكانوا يطلقون عليها (قطعة من أوروبا) لم تختلف عن وصف سميرنا، ففي زمنها كان العالم يسعى لاحتوائها. . المدينة الثالثة، والتي لم تعش في سلام مطلق في ظل تعدد الديانات واللغات، ما زالت إلى يومنا هذا تعاني من أثر التقسيم، الذي حل بسكانها وحتى حكومتها المنقسمة. بيروت (الجوهرة) في ظل بسط النفوذ الأجنبي. 📌 سعى المؤلف لسرد تاريخ المدن الثلاث، في فترة صعبة، التي بدأت على إثرها بداية ضعف الدولة العثمانية. كون هذه المدن الثلاث تتبع لها عسكرياً واقتصادياً. 📌 تفاصيل السرد الزمني تبين لنا كيف توغل الأوروبيون في المشرق. فهذه المدن كانت بمثابة مفتاح الاحتلال وبداية الطريق لبسط النفوذ الأجنبي داخل الدولة العثمانية. اهتم المؤلف بالتفاصيل، وخاصة في الفترات التي شكلت أهم قرارات الدول الأوروبية. مثل فترة حكم (محمد علي) للاسكندرية، وتوغل اليونانيين والفرنسيين بجانب الطليان في "أزمير"، وفترة عصيبة أدت لنشوب العديد من المواجهات بين جبل لبنان وبيروت وسوريا، اهتم الفرنسيين بها بشكل خاص. 📌 الكتاب جيد جداً في السرد الذي لايخلو من تفاصيل مهمة. لكنه من جانب المؤلف لا يخلو من نظرية استعمارية، أفكار أوروبية جعلت من أوروبا الحلم الذي يسعى خلفه المستعمَر.
ثلاث مدن مشرقيه، ثلاث لآليء من حبات المشرق المفقود، ثلاث حلقات ذهبيه من السلسله المنفرطه. إزمير، الإسكندريه، بيروت، حكايات وأسرار وخبايا تاريخيه مذهله للأماكن والذكريات والمصائب والحوادث المفجعه. فيليب مانسيل هو باحث ومؤرخ البلاطات والعائلات الحاكمه يبحث في هذا الكتاب عن أسرار التحول الذي عصف بالثلاث مدن المشرقيه وحولهم من مدن كوزموبوليتانيه تتآلف فيها الشخصيات واللغات والجنسيات المختلفه في تجانس مهيب إلي مدن طائفيه متعصبه تهدف للنزعه الوطنيه الخالصه وتنفر من الآخر وتحابي البعض وتكره البعض وترنو الي الداخل أكثر من الخارج وتوابع ذلك التحول وآثاره.
يبدأ الكتاب بتاريخ مدينة سميرنا ( التي أصبحت إزمير فيما بعد) في العقد الأول من القرن العشرين وكيف كانت تحتضن الكثير من الأتراك واليونانيين والأرمن تحت السيطره اليونانيه وكيف انتقلت عبر الحركات الوطنيه التركيه الي أحضان تركيا مع مقارنتها بسالونيك التي كانت تحت السيطره التركيه وكيف تبادلا الأدوار والأماكن والبشر وكيف تم اضطهاد اليونانيين في سميرنا والأتراك في سالونيك والأرمن في كلاهما. كيف كانت بداية ظهور مصطفي كمال أتاتورك وماذا فعل وكيف أسس للنزعه الوطنيه التركيه وانتهاء بالشكل الحديث لتركيا بمدنها اسطنبول وأنقره وإزمير ( التي إنزوت بعد ان كانت هي أولي المدن المتألقه).
ينتقل الكاتب بعد ذلك إلي الإسكندريه عروس البحر الابيض المتوسط ووصف سحرها المميز وجالياتها المتوطنه من اليونانيين والفرنسيين والانجليز والبلجيك بالاضافه الي باشاوات العصر ورموز الحكم وأبناء البلد من المصريين والأجانب. كانت الإسكندريه تمثل نقطة الدخول والخروج من وإلي مصر علي مر العصور ، فإليها وفد الملك فاروق لحكم مصر ومنها خرج علي يخت المحروسه تاركآ الأرض ومن عليها. يدرس الكاتب كيف تحولت الاسكندريه بعد حركة يوليو ١٩٥٢ الي مدينه مشوهه بعد ان كانت جميلة الجميلات، مقارنآ الملكيه ورموزها وحكامها بالوطنيه بضباطها وبزاتهم العسكريه. كيف انتقلت السلطه والحكم بذلك الهدوء الذي يسبق العاصفه..
وأخيرآ بيروت ، باريس الشرق ، مدينة السحر والجمال، عاصمة النور والثقافه والحب ، كيف كانت بداياتها وكيف كانت تتلقفها الأيادي العثمانيه والحجازيه والفرنسيه والانجليزيه ثم انتهاءآ بالأيادي اللبنانيه. كيف كانت بيروت وكيف أصبحت علي أيدي أبناءها، كيف انتقلت من مدينه تحتضن العالم أجمع إلي مدينه تكره العالم وتكره حتي من ولدتهم. يتجول الكاتب في بيروت ما قبل الحرب وبيروت ما بعد الحرب ومرحلة اعادة الإعمار مرورآ ببشاعة الحرب والتنافر بين الإخوه وحتي العصر الحديث انتهاءآ باغتيال رفيق الحريري وتبعاته.
الكتاب غني بالمعلومات التاريخيه المثيره والمصادر التاريخيه المختلفه بالاضافه الي اسلوب الكاتب المتميز في العرض والتحليل والساخر في بعض الأحيان. أعجبني الترتيب الزمني لمراحل التحول القاتله للثلاث مدن علي التوالي، إزمير في الربع الأول من القرن العشرين، والإسكندريه في منتصف القرن ، وبيروت في الربع الأخير منه. كتاب رائع ومتميز وينصح باقتنائه...
التقييم العام: ٥/٥
اقتباسات:
واجهت إزمير التأثيرات السياسيه للكماليه Kamalism ، فضلآ علي تأثيراتها السكانيه والإقتصاديه. أحب كمال المدينه وزارها عشر مرات أكثر من عدد زياراته الي اسطنبول. وعلي الرغم من أن أنقره حلت محل إزمير بصفتها القوه الدافعه للتحديث في تركيا، فقد احتفظت إزمير بدور ثانوي. من ذلك أن مصطفي كمال افتتح في إزمير في عام ١٩٢٥ أول حفله راقصه عامه للرجال والنساء المسلمين في تركيا برقصة الفوكستروت foxtrot. ————————— كتب نجيب في مذكراته:" ولما كانت هذه آخر كلمات فاروق فقد شعرت بالأسي من أجله ونحن ننزل من اليخت، ففاروق الذي عرفته سيفشل حتي كمنفي كما فشل كملك. لقد كان رجلآ حزينآ جدآ، حتي إنني لم أسعد بتدميره، وإن كان ضروريآ" وأدي أحدهما التحيه العسكريه للآخر وتصافحا، وتواصلت المحادثه: " أتمني أن تعتني بالجيش جيدآ. لقد أنشأه جدي كما تعرف" " الجيش المصري في أيد أمينه" " ستكون مهمتك صعبه، فليس سهلآ كما تعرف أن تحكم مصر" ————————————— لقد حلت نخبه محل أخري: الضباط محل رجال الأعمال. أحس أولئك الذين صودرت شركاتهم أو أممت أن الضباط المعينين لادارتها كانت تغلب عليهم اللامبالاه أو الجهل أو الجبن. خُربت الشركات ودُمر الاقتصاد المصري ،الذي كان حيويآ في الأربعينات والخمسينات، علي يدي الدوله. ونتيجه لذلك لم يجد كل الأجانب تقريبا بديلآ من مغادرة مصر، وعلي الأخص التجار والحرفيون. بينما كان آخرون أكثر بلاده ، إذ " كانوا يعرفون فقط كيف يملأون جيوبهم" كما يقول أحد السكندريين.
—————————————— "وبعد العام ١٩١٨، استنؤفت اللعبه المشرقيه القديمه لكن بلاعبين جدد. كان الأمير فيصل بن الحسين شريف مكه يسعي الي حكم سوريه مستقله موحده من العاصمه دمشق " بمساعدة أمه متحضره عظيمه" هي فرنسا. وكان يتردد علي بيروت كثيرآ في طريقه الي مؤتمر السلام بباريس ومنه. وفي الثاني والعشرين من نوفمبر ١٩١٨، جر مسلمون عربته في موكب انتصاري خلال المدينه الي ساحة الحريه التي أعطاها فيصل اسمها الحالي: ساحة الشهداء. ولاحقآ وُضع في وسط ساحة الشهداء تمثال ضخم لامرأتين واحده محجبه وأخري سافره( أي مسلمه ومسيحيه) وقد وحدهما الحزن. ———————————- في السابع من مارس ١٩٢٠، أعلن مؤتمر دمشق فيصل ملكآ لسوريا( التي تشمل لبنان وفلسطين) وفي الرابع والعشرين من يوليو دحرت القوات الفرنس جيشه الصغير في ميسلون علي طريق بيروت- دمشق ونُفي هو وأتباعه. وباتت السيطره كامله في يد فرنسا" ———————————-
تعد بيروت في عام ١٩٧٥ درسآ بشأن مدي سرعة انحلال المدن. لقد حدث تدمير سميرنا علي أيدي حكومات وجيوش، وتقزمت الإسكتدريه بسبب أزمة السويس والإشتراكيه. أما بيروت، آخر الموانيء المشرقيه الكبري، فكانت ضحية البيروتيين أنفسهم. ————————————
كتاب ذو نفس غربي خالص، رغم نقله للحقائق بتفصيل روائي ممتع، ورغم أنه تأريخيا، كان يرجع ويتقدم في التواريخ سردا، فيضطرنا لتذكر مامضى لنربط الحقائق ببعضها، لكن براعته في تفصيل التفاصيل ، لايضاهيه مهارة، لقد قالها المؤلف في المئة صفحة الأولى، من أن سميرنا عندما خرج منها اليونان والأوربيين نسيت ماكانت عليه من تعايش!!عن أي تعايش يتحدث؟ هي مصالح باختصار شديد>,ومايجعلك تفهمها جيدا : بعد 500 صفحة قراءة، تلك الجملة في الصفحة 281 من الجزء: إن الورثة الحقيقيين للمشرق هم بعض من أغنى المدن اليوم : لندن، وباريس، ونيويورك، وكذلك دبي، وبومباي وسنغافورة.....
ثلاث مدن مشرقية الجزء الثاني لفيليب مانسيل ترجمة مصطفى قاسم سلسلة عالم المعرفة صدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويت سنة 2017 عدد 455 عدد الصفحات: 351
يتناول الجزء الثاني من الكتاب تاريخ المدن الثلاثة سميرنا والاسكندرية وبيروت في القرن العشرين خاصة بعد سقوط الخلافة العثمانية. يبين الكاتب كيف تحولت سميرنا والإسكندرية من مدن كوزموبوليتانية إلى مدن منغلقة على نفسها بينما مازلت بيروت تحاول الحفاظ على تنوعها حسب رأيه.
يتكون الجزء الثاني من الكتاب من 8 فصول: - يتناول الفصل الأول من الكتاب أحداث ثورة تركيا الفتاة التي اندلعت في سالونيك بقيادة جمعية الاتحاد والترقي والتي أدت إلى خلع السلطان عبد الحميد. أدت سياسة تركيا الفتاة الجديدة إلى توحيد القوميات الأخرى ضدها مما ساهم في اندلاع حرب البلقان والتي تمكنت فيها اليونان من الاستيلاء على مدينة سالونيك لتكون بذلك سالونيك اول مدينة تنزع عنها مشرقيتها. سالونيك هي المدينة التي ولد فيها كمال أتاتورك.
- أما في الفصل الثاني فقد قدم الكاتب أهم الأسباب والدوافع التي جعلت سميرنا تتحول من حاضرة كوزموبوليتانية إلي مدينة إقليمية تركية اسمها إزمير. إذ يرى الكاتب أن مصير سميرنا تقرر بسبب الصراع بين القوميتين التركية واليونانية وقرارات مصطفى كمال أتاتورك وفينيزيلوس.
- في الفصل الثالث يصف لنا الكاتب مظاهر ازدهار الإسكندرية حسب رأيه في القرن العشرين لتصبح ملكة البحر الأبيض المتوسط خاصة وأنها لم تتعرض لمذابح ولا حرائق ولا إبعاد. كما يعتبر الكاتب أن فترة العشرين السنة بين العامين 1936 و 1956 تمثل العصر الذهبي للكوزموبوليتانية في الإسكندرية خاصة بعد تفاوض النحاس على معاهدة مع بريطانيا أعطت مصر مزيدا من الاستقلال وجدولا زمنيا لجلاء القوات البريطانية عن القاهرة والاسكندرية والعديدي من القرارات الأخرى.
- يبين الكاتب في الفصل الرابع من الكتاب مظاهر تمصير الإسكندرية وأسباب مغادرة الأجانب لها بعد ثورة 1952 لتصبح هي أيضا مدينة إقليمية بعد سميرنا.
- يتحدث الفصل الخامس عن الإعلان على لبنان كدولة مستقلة عن سوريا ولتصبح بيروت عاصمة جديدة بعد أن كانت دمشق عاصمة لولاية الشام. كما تناول هذا الفصل فترة الاستعمار الفرنسي للبنان حتى حصوله على الاستقلال سنة 1943.
- في الفصل السادس من الكتاب يتناول الكاتب مظاهر الحياة في بيروت التي أطلق عليها اسم باريس الشرق الأوسط منذ حصول لبنان على الاستقلال حتى سنة 1975 أي اندلاع الحرب الأهلية والتي كانت محور الفصل السابع الذي بين فيه الكاتب أهم أسبابها والأطراف التي شاركت فيها وكيفية انتهائها سنة 1989.
- الفصل الأخير من الكتاب طرح فيه الكاتب حاضر المدن الثلاثة في وقتنا هذا واختتم هذا الفصل بقوله:" إن الورثة الحقيقيين للمشرق هم بعض أغنى من أغنى المدن اليوم: لندن وباريس ونيويورك وكذلك دبي وبومباي وسنغافورة"
الكتاب كان مفيدا وأضاف لي العديد من المعلومات عن تاريخ هذه المدن الثلاثة. السرد التاريخي للأحداث كان جيدا وناجحا وبالتالي لم أشعر بالملل أثناء القراءة. كما أن ترجمة دكتور مصطفى قاسم كانت ممتازة كعادته وهي ليست المرة الأولى التي أقرأ له وفي الحقيقة أصبحت متشوقة لقراءة جميع الكتب التي ترجمها. ولكن الكتاب لم يخلو من توجهات الكاتب الغربية ولم يكن محايدا في موقفه من العديد من القضايا والأفكار. بل إن المعايير التي استعملها في تحديد مدى التعايش في هذه المدن ومظاهر ازدهار الحياة فيها متأثرة بمرجعيته الثقافية الغربية والتي ستختلف معها كقارئ مسلم. بالإضافة إلى ذلك أحسست بأن الكاتب أكثر من نقل الشهادات الحية لبعض من عايشوا الفترة التي تناولها الكتاب ولم أشعر بفائدة كبيرة من ذلك ولم ترسخ الشخصيات في مخي. ومع ذلك فإني أشجع على قراءة الكتاب والاستفادة منه.
كتاب هام يبحث في التعدديات الدينية والسياسية في ثلاث مدن شرقية وكيف تفاعلت مع الإيديولوجيات السياسية وظروف الاستعمار والإمبريالية التوسعية للقوى الكبرى، عن طريق سرد يتتبع مسير العائلات ويوميات المدونين، راصدا أثر التنوع الثقافي والكوزموبوليتاني، في مدن شرقية، محل سرد الكتاب، تجربة ممتعة في المجمل!
كتاب يتحدث عن ثلاث مدن متوسطية كيف نشأت وتطورت من حالة التخلف إلي حالة أصبحت فيها نموذج يحتذي في التنوع البشري والثقافي. الكتاب بجزئيه مليء بالتفاصيل الكثيفة جدا جدا لدرجة الملل تجاوزت الكثير من صفحاته ربما نصفه لأنه لم يرق لي
بغض النظر عن الانتقادات والتعليقات على نظرة المؤلف وعلى ما بدا للبعض تحامل المترجم على الدولة العثمانية كما بدا لهم من تعليقاته بهوامش الكتاب .. إلا أن هذا الكتاب بجزئيه هو ما تسبب بعشقي للقراءة.