What do you think?
Rate this book
العربية السعودية: مملكة في مواجهة المخاطر
"في عالم تسوده التحولات، ووطن عربي تلطمه أمواج الانتفاض وتعصف به حروب الانقسامات داخل حدود الدولة الوطنية فيه، تقف العربية السعودية على مفترق طرق. فهذه المملكة التي تجمع بين التناقضات من أقاصي تطرُّفها، استطاعت أن تحافظ على استمراريتها على مدى العقود الماضية، مستفيدة من ثروة نفطية ضخمة منحتها مكانة جيوستراتيجية عاليةً من جهة، وموارد مالية صنعت للمملكة هيبة ونفوذاً على الساحتين الإقليمية والدولية من جهة أخرى، فضلاً عن استفادة هذه المملكة من احتضان ترابها أحد أهم الأماكن المقدّسة لدى المسلمين. "
248 pages, Kindle Edition
Published June 23, 2016
10 people are currently reading
8 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 of 1 review
August 28, 2020
المملكة السعودية: مملكة في مواجهة المخاطر
تربعت بالأهمية لسببين، الأول لثروتها النفطية الهائلة ومقدرتها بسبب هذه الثروة على تغيير مسار الاقتصاد العالمي والسبب الثاني وجود المقدسات الأهم لدى المسلمين مما ساعد على النظر إليها كحامية وحيدة لمقدسات أكثر من مليار مسلم وبالتالي تطويع الدين في خدمة سياساتها،،
هنا الحديث عزيزي القارئ عن كتاب (العربية السعودية: مملكة في مواجهة المخاطر) للكاتبان الهولنديان بول آرتس و كارولين رولانتس،، يبحث المؤلفان في هذا الكتاب عن أهم المعضلات التي تواجه المجتمع السعودي داخلياً رغم تفجر الأراضي من تحت أقدام مواطنيها بالذهب الأسود بغزارة،، ويعُزز الكتاب بالعديد من الشهادات التي دونها الكاتبان لنشطاء و كُتاب و مواطنين عاديين اثناء تواجدهم في المملكة العربية السعودية، ويغوص الكتاب في سرد مباشر لمحاولة فهم التناقضات المجتمعية و الاقتصادية في بلد يتم تغطيته صباحاً مساء بفتاوي مؤسسة دينية تتقلب خدمة للنظام الحاكم أو لنقل عملية تزاوج السياسة بالدين لتركيع فئة من المجتمع فكرت خارج الصندوق و وضعت الأصبع على الجرح، قدم الكاتبان الهولنديان بول آرتس و كارولين رولانتس ارقاما للوضع الاقتصادي للمملكة من الداخل وكيفية محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه،، والقرارات الخاطئة التي تحمل وزرها الشباب السعودي ولا زال حتى كتابة هذه الأسطر،، كذلك قام الكاتبان باستعراض سريع و تاريخي لفهم بدايات التشدد الديني و عرض الكثير من مواقف بعض رجال الدين المتشديين تجاه محاولة النظام الانفتاح المجتمعي على بعض الأمور مثل التعليم و العمل و الترفيه، و لأن المرأة كانت ولا زالت هي الضحية المنسية في أي صراع ديني و مجتمعي، يقدم المؤلفان صوراً مهينة لكرامة المرأة السعودية لحقوقها الطبيعية كمواطنة و انسانة قبل كل شيء ومن تلك الصور البائسة التي تحدث عنها الكتاب في مجال تعليم المرأة السعودية ما حدث في عام ٢٠٠٢ بمكة حينما كان تعليم المرأة السعودية موكل إلى رجال الدين حيث يقول المؤلفان ما نصه،
( أدى هذا المزج بين الأبنية المدرسية المتداعية و حجب الفتيات عن أعين الرجال بأي ثمن، إلى مصرع خمس عشرة فتاة في حريق شب في إحدى المدارس الثانوية في مكة. و استناداً إلى ما ورد في تقرير لمجلة نيوزويك، تسببت سيجارة، اُشعلت خلسة، في اندلاع اللهب ما أحدث ذعراً بين التلميذات وعددهن ٧٥٠ تلميذة، كان البناء مقفلاً و كان البواب قد اُرسل لأداء مهمة. حاول رجال الإطفاء إنقاذ الفتيات من البناء المشتعل لكن المطاوعة منعوهم من أداء عملهم لأن العديد من الفتيات كن قد تركن أغطية الرؤوس في الصفوف نتيجة الذعر الذي استولى عليهم. بل أن المطاوعة دفعوا ببعضهن و أعادوهن إلى وسط الدخان و اللهب.)
في هذه الوقفة نستطيع أن نقول عن هذا الكتاب أنه بوابة مهمة لفهم نظام ومجتمع يتشابه سياسياً مع كل الأنظمة الخليجية ويختلف كلياً عن البقية في بُنيته الفكرية الدينية و التي ما زالت تُمارس ما وُجدت لأجله….
فهد الجهوري
تربعت بالأهمية لسببين، الأول لثروتها النفطية الهائلة ومقدرتها بسبب هذه الثروة على تغيير مسار الاقتصاد العالمي والسبب الثاني وجود المقدسات الأهم لدى المسلمين مما ساعد على النظر إليها كحامية وحيدة لمقدسات أكثر من مليار مسلم وبالتالي تطويع الدين في خدمة سياساتها،،
هنا الحديث عزيزي القارئ عن كتاب (العربية السعودية: مملكة في مواجهة المخاطر) للكاتبان الهولنديان بول آرتس و كارولين رولانتس،، يبحث المؤلفان في هذا الكتاب عن أهم المعضلات التي تواجه المجتمع السعودي داخلياً رغم تفجر الأراضي من تحت أقدام مواطنيها بالذهب الأسود بغزارة،، ويعُزز الكتاب بالعديد من الشهادات التي دونها الكاتبان لنشطاء و كُتاب و مواطنين عاديين اثناء تواجدهم في المملكة العربية السعودية، ويغوص الكتاب في سرد مباشر لمحاولة فهم التناقضات المجتمعية و الاقتصادية في بلد يتم تغطيته صباحاً مساء بفتاوي مؤسسة دينية تتقلب خدمة للنظام الحاكم أو لنقل عملية تزاوج السياسة بالدين لتركيع فئة من المجتمع فكرت خارج الصندوق و وضعت الأصبع على الجرح، قدم الكاتبان الهولنديان بول آرتس و كارولين رولانتس ارقاما للوضع الاقتصادي للمملكة من الداخل وكيفية محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه،، والقرارات الخاطئة التي تحمل وزرها الشباب السعودي ولا زال حتى كتابة هذه الأسطر،، كذلك قام الكاتبان باستعراض سريع و تاريخي لفهم بدايات التشدد الديني و عرض الكثير من مواقف بعض رجال الدين المتشديين تجاه محاولة النظام الانفتاح المجتمعي على بعض الأمور مثل التعليم و العمل و الترفيه، و لأن المرأة كانت ولا زالت هي الضحية المنسية في أي صراع ديني و مجتمعي، يقدم المؤلفان صوراً مهينة لكرامة المرأة السعودية لحقوقها الطبيعية كمواطنة و انسانة قبل كل شيء ومن تلك الصور البائسة التي تحدث عنها الكتاب في مجال تعليم المرأة السعودية ما حدث في عام ٢٠٠٢ بمكة حينما كان تعليم المرأة السعودية موكل إلى رجال الدين حيث يقول المؤلفان ما نصه،
( أدى هذا المزج بين الأبنية المدرسية المتداعية و حجب الفتيات عن أعين الرجال بأي ثمن، إلى مصرع خمس عشرة فتاة في حريق شب في إحدى المدارس الثانوية في مكة. و استناداً إلى ما ورد في تقرير لمجلة نيوزويك، تسببت سيجارة، اُشعلت خلسة، في اندلاع اللهب ما أحدث ذعراً بين التلميذات وعددهن ٧٥٠ تلميذة، كان البناء مقفلاً و كان البواب قد اُرسل لأداء مهمة. حاول رجال الإطفاء إنقاذ الفتيات من البناء المشتعل لكن المطاوعة منعوهم من أداء عملهم لأن العديد من الفتيات كن قد تركن أغطية الرؤوس في الصفوف نتيجة الذعر الذي استولى عليهم. بل أن المطاوعة دفعوا ببعضهن و أعادوهن إلى وسط الدخان و اللهب.)
في هذه الوقفة نستطيع أن نقول عن هذا الكتاب أنه بوابة مهمة لفهم نظام ومجتمع يتشابه سياسياً مع كل الأنظمة الخليجية ويختلف كلياً عن البقية في بُنيته الفكرية الدينية و التي ما زالت تُمارس ما وُجدت لأجله….
فهد الجهوري
Displaying 1 of 1 review