مذكرات فتاة روسية اختارت الثورة الإسلامية في إيران موضوعاً لمشروع تخرجها، فسارت تجمع الأدلة حول حقيقة هذه الثورة وشخصية قائدها المثيرة للجدل، وحين لم تجد ضالتها في فرنسا -لتضارب الآراء ما بين فرنسية مادحة وإيرانية قادحة- قررت الذهاب إلى طهران حيث عاش الإمام.
عدد الصفحات : 298 تحدي : 25/ 40 لعام 2018م . رواية لها من غلافها نصيب .. حقيقة راودني شعور قوي في بدايتها بأن أتركها وابحث عن كتاب آخر وفعلا اتجهت لكتاب آخر غير إن تلك العادة التي تشعرني بالذنب في ترك الكتاب دون ان اكمله لا زالت تتغلب على قراري حين يتسلل الفتور والملل إلي من ضعف سرد الكاتب.
عدت وعزمت أن أبحث بين السطور لعل الكاتبة تخبى شيئا لم ألحظه.. . وكان ذلك فعلا بعد أن علقّت إحدى الصديقات إن الصورة على الغلاف "كأنه الخميني" وقتها ضحكت وقلت كأني ناقصة جنون ؟ فما علاقة الامام الخميني برواية فتاة فرنسية تمر أيامها بفتور وتكتب مذكراتها ببرود يشبه الفرنسين. وفجأة وتحديدا في الصفحة رقم 162 إشتعلت الرواية ودب الحماس لأكتشف إنها تدور حول الثورة الفرنسية وتحديدا حياة الإمام الخميني ورحلة البحث حول أسرار وأراء ممن هم مع او ضد وتحديدا في شخص الامام الخميني ورأي محبيه البعيد عن السياسة. . تغيّر رأيي في الكتاب كليا وبدأت ألتهم الحروف بشوق وأعيش رحلة صوفي إلى إيران. . كل كتاب اقرأه يشعرني بالتقصير نحو الكثير من الاحداث التي تدور حولنا وأسأل نفسي دائما ما الذي كان يشغلني في وقت وفاة الخميني فهو حدث ليس ببعيد ووسائل الاعلام والاخبار لم تقصر .. إنما أنا من قصّرت حتماً. . هناك الكثير مما عاهدت نفسي بالبحث فيه والقراءة عنه .. أسأل الله العون في ان يروي عطش المعرفة.
فتاة عاشت مواقف كثيرة في بلدها الذي يحمل ثقافة مختلفة و يضم أنواعاً و أشكالاً لا تُعد من الافكار و الثقافات المتباينة بإسم الحرية و النظرة للشعوب الأخرى ,, و بعد كل أحداث طفولتها و بلوغ شبابها حتى ارتفع مستوى علمها كما تظن و دخلت الجامعة و تعرفت على المتناقضات من الأفكار المتمثلة بالأشخاص ,,
الى ان اخذها القدر لتكتب رسالة تخرجها عن الامام الخميني , حيث انها فرنسية و جَدّتها التي تحبها تسكن نوفل لوشاتو و هي القرية التي سكنها مفجر ثورة بلدها من بعيد ,,
لذلك شاء القدر لها أن اختارت كتابة رسالة التخرج عن الامام الخميني و ثورته ,, و تريد اكتشاف من هو و ما هي الثورة ,, و بعد استشارات و آراء مختلفة و متباينة حول هذا القرار جاءت الى ايران و بحثت و بحثت و هي في ضيافة صديقتها التي لا تعرفها الا معرفة سطحية و التي كانت معها تدرس في فرنسا ,, الى ان التقت بالرسام العاشق للامام , هذا الرسام المبتور الاصابع في يده اليسرى و لكنه يرسم باليمنى ,, اليسرى هي القوة التي تهب له الابداع و العزيمة ليرسم الامام بالروح العاشقة ,, و هكذا اجتمع العشق الطاهر في رحاب المعرفة الطاهرة التي جمعهما الامام فيها , حيث ان هذا الرسام رسم طفلة قرب منزل الامام في منفاه , و لكن هذه الطفلة حصلت على الرسمة صدفة و احتفظت بها في مذكرتها العزيزة الى ان اكتشفت بعد حبها ان الرسام الذي رسمها قبل سنين هو الذي عشقته و هي لا تعلم
الرواية رائعة و لكني أراها تحتاج تكملة ,, فلم تشبع عقل القارئ و روحه لما فيها من رسائل كبيرة
الكتاب مقسم لخمسة أجزاء، الأجزاء الثلاثة الأولى كانت مملة قليلًا بالنسبة لي، بدأت قصة الرواية الأساسية في الفصل الرابع، كانت مشوقة جدًا .. أي الأجزاء الثلاثة الاولى كانت تتمحور حول شخصية وحياة صوفي.. Insta : books.a27