What do you think?
Rate this book


440 pages
First published January 1, 2008
بما أن هذا الجزء هو نهاية رحلة صعود أبو ضب فقد جاء الكلام بالمفتشر و بلا مواربة و لا استعارة مما أخل بالجو الروائي نفسه. فشخصية السادات و أخيه و زاهي حواس و عبود الزمر و خالد الإسلامبولي و محمد عبدالسلام و ناجح ابراهيم و غيرهم من الشخصيات العامة ظهرت بأسمائها و بمنتهى الوضوح كما طغى السرد و الخطابة على الجزء الأكبر من الرواية و جاءت تنبؤات الشيخة سعادة و شرحها للتاروت و كأنها دروس من كتاب التاريخ للصف الثاني المتوسط. كل هذا جعل من هذا الجزء أقل الأجزاء إثارة و أضعفها رواية و أهونها شأنا بين الثلاثية و كأن الثلاثية بدأت بالهرم الأكبر فالأوسط ثم الأصغر. على كل حال فقد بقيت الثلاثية شامخة تماما كالأهرامات إن نظرت إليها مجتمعة فستجد نفس اللذة و نفس الرهبة و إن استأثر الهرم الأكبر بالشهرة و المجد.
ليس في هذه المدينة شيء يسمى الأصل يا بوي. أصلك وقتك. فالناس هنا لا يهمها معرفة ابن من أنت و لا من أي أصول عريقة تنحدر. إنما يهمها ماذا أنت الآن. ماذا تملك. ماذا تلبس. ماذا تأكل. كيف تسكن. كيف تركب .. إلخ.
و أنا بحكم دراستي في الشارع و في السجن و في العراء. عرفت جيدا كيف يمكن أن يحترمك الناس يشيلون الأرض من تحتك على رءوسهم. سأتقمش كعمدة أمريكا نفسه. سأعطي البقشيش كلما تيسر. سأعطف على الناس. سأضع على لساني كل طيب من القول.
الحكم و السياسة هي أربح تجارة في مصر. و سرقة مشروعة غير أنها تحتاج لكلام و شعارات و دعايات و أونطه زائدة. كنا بالأمس لصوصا صغارا يسرقون الأفراد في جنح الظلام سرقات صغيرة. أما الأن فقد انضممنا إلى صف الكبار لنسرق شعبا بأكمله في وضح النهار تحت حماية قانونية و بموافقة المعتدى عليهم.و الختام للشاعر مصطفى إبراهيم:
السياسة ضد الأمانة على خط مستقيم. ضد الشرف. ضد الأخلاق. ضد المبادئ. إنها تستخدم تلك الكلمات فحسب لتحكم باسمها. يتذرع السياسي بالأمانة ليصنع ستارا سميكا يخونها من ورائه. يرفع راية الشرف لكي تظلله و هو يفقد الشرف في كل لحظة. يتشدق بالأخلاق و المبادئ كحلة أنيقة يرتديها ليعوض بها غياب الأخلاق و المبادئ من نفسه.
شعبنا يا صاحبي طيب و في حاله و لا يهمه من الذي يحكمه لأنه في النهاية يفعل ما يشاء و الحكومة هي الأخرى تفعل ما تريد. في مصر من يركب لا ينزل أبدا إلا إذا مات هو أو نفق البعير من تحته.
أيقنت أن شخصية حسن ولد أبي ضب القديم. الحرامي النتن رد السجون. قد انمحت. و حل محلها لص كبير واعر. لص شرعي يحميه الشرع يستره القانون يعطيه كل يوم ما يسرقه. عجبت من تصاريف هذه الدنيا العجيبة الغريبة بأوضاعها المقلوبة. لكنني فرحت مع ذلك يا خال. و قلت لنفسي: مالي أنا؟ هل أنا المسئول عنها؟ إن اسمها دنيا. يعني من الدناءة. و لا يمكن أن تكون الدنيا دنيئة و الزمن خوّان كما يقول المثل الشائع و أكون أنا من دون الخلق نبيلا أصيلا. ألسنا نحن أولادها و هي أمنا الرءوم؟ دناءة بدناءة فالشاطر هو الفائز أما الخاسر فلا عذر له. و لا عزاء للشرفاء التعساء الواهمين يا خال.
السلطة فضاحة لمن يعشقها إذ هو دائمًا أبدًا يحب أن يشعر بأنه فوقك مميز عنك، شعوره بالسلطة أقوى من شعوره بالواجب يا خال، أقوى من قدرته على التخفي.
أكبر خطيئة أرتكبها في حياته، أنه كتم أنفاس كل الرجال، فلم يعد هناك رجل حقيقي يخلفه.
حتى صار الأمن يعني أمنهم الشخصي.
يلجأ الناس إلى التنسك في ظلام البصيرة فكأن التعبد مصباح يستهدون بنوره العليل نحو الهداية تصبح العبادة هدفًا وحيدًا في الحياة لأنهم جميعًا بلا هدف، و ما هكذا أرادت لهم السماء العادلة.
أنا و أخواني نعرف لعبة الحكم و السياسة في بلادنا، إنها أربح تجارة في مصر و سرقة مشروعة غير أنها تحتاج شعارات و دعايات و أونطة زائدة، كنا بالأمس لصوصًا صغارًا يسرقون الأفراد في جنح الظلام سرقات صغيرة، أما الآن فقد انضممنا إلى صف الكبار، لنسرق شعبًا بأكمله في وضح النهار، تحت حصانة قانونية و بموافقة المعتدي عليهم!!!
السياسة ضد الأمانة على خط مستقيم! ضد الشرف ضد الأخلاق ضد المبادئ إنها تستخدم هذه الكلمات فحسب لتحكم بإسمها! يتذرع السياسي بالأمانة ليصنع ستارًا سميكًا يخونها من ورائه!! يرفع راية الشرف لكي تظلله و هو يفقد الشرف في كل لحظة! يتشدق بالأخلاق و المبادئ كحلة أنيقة يرتديها ليعوض بها غياب الأخلاق و المبادئ من نفسه!!
ذلك هو بربش يا خال، معلمي ورائدي وصاحب أكبر فضل في بزوغ نجمي؛ ولولا نصائحه وتوعياته وخططه وعلاقاته الواسعة ولباقته في الحديث وقدرته على إتقان شخصية محبوكة منضبطة تقنع من يراه بأنه زعيم سياسي بالسليقة والفطرة






“ان مصر هي الداء و الدواء يا خال”
“والشعب المصرى - عدم المؤاخذة يا بوى- يموت عشقا فيمن يغدق عليه
مستعد هو ليغفر لك كل ما تقدم وما تأخر
كن سفاحا يقتل القتيل ويمشى فى جنازته
كن لصا يسرق الكحل من العين
وثق انك واجد من يغطى على سوءاتك ويدافع عنك بحماسه كبيرة مادمت تدفع
وكلما دفعت تحصد يا خال”
“إن الفيصل في حكم مصر يا بوي هو مدى قدرة الشلة المسيطرة على شكم غيرها من الشلل الطامعة في سرقة السيطرة،ومدى قدرتها على التبجح وإنكار التهم وإخفاء الحقائق وطمس نور البصر عند الناس ومسح أمخاخهم.”
“السياسة ضد الأمانة على خط مستقيم!ضد الشرف ضد الأخلاق ضد المبادئ إنها تستخدم هذه الكلمات فحسب لتحكم باسمها!يتذرع السياسي بالأمانة ليصنع ستارا سميكا يخونها من ورائه!يرفع راية الشرف لكي تظلله وهو يفقد الشرف في كل لحظة!يتشدق بالأخلاق والمبادئ كحلة أنيقة يرتديها ليعوض بها غياب الأخلاق والمبادئ من نفسه!هم جميعا هكذا يا صاحبي والجو السياسي نفسه موبوء”