يروم الكتاب استشكال مبحث الدلالة في مجالين معرفيين اثنين اشتهرا بانتمائهما إلى العلوم الآلية: مجال "المنطق" ومجال "الأصول " وذلك من خلال المداخل الآتية : أولا : بالكشف عن حدود الفهم الذي تتيحه الدلالة بوصفها دلالة لفظية وضعية وما يتفرع عن هذا الفهم من إشكالات . ثانيا : بِتَبَيُّنِ المنزلة التي ينزلها قصد المتكلم من الدلالة الأصولية ، والوقوف من ثم على أنواع التقسيمات التي تطال هذه الدلالة باعتبار قصد المتكلم إليها وفهم السامع لها . ثالثا : بإدراك حقيقة مقوم 'اللزوم' عند الأصوليين. وانطلاقا من هذا المقوم يناقش الكتاب مبحث الدلالة من زاوية " المقصدية "، ويعاير بهذا الصدد اللازم العباري واللازم الاقتضائي والنظر في مدى وفائهما بمقتضيات هذه " القصدية ". كما يكشف عن الموقع المتميز لسياق القول بوصفه البؤرة المركزية التي ترتقي بفضلها المخاطبة من مجرد الوقوف عند حدود تبليغ الملفوضات ، إلى مستوى تبادل المقاصد بين المتخاطبين والتحقق بمقتضاها العملي .
قراءة ثالثة، لا شك أن هذه القراءة بينت الكثير مما أشكل في القراءتين السابقتين. يقصد هذا البحث تحليل مبحث الدلالة على جانبين اثنين هما: الأصول والمنطق، هذا البحث يقود بالتأكيد الى بحث جزئيات تتفرع عنه كمقوم القصد، ومقوم اللزوم في علاقتيهما بأساس الدراسة. الحقيقة بحث قيم ومفيد في بابه وهو بوابة لمزيد بحث في هذا الموضوع. خرجت في القراءتين الأوليتين بتقييم 3 نجمات لكني الآن أزيد واحدة لأنه فعلا فتح لي آفاقا جديدة لفهم الدلالة عموما، والأصولية خصوصا فهما جديدا. تجدر بي الاشارة إلى أن أستاذنا قد زاد في الطبعة الثالثة فصلا آخر لم تتسن لي فرصة الاطلاع عليه بعد.