صدر عن دار الشروق أحدث رواية للأديب خيري شلبي باسم 'زهرة الخشخاش' والتي أثارت ضجة حين نشرت منها بعض المقتطفات بالصحف. وكعادة خيري شلبي تمتلىء الرواية بالتجارب غير المعتادة والنماذج الفريدة والعوالم المدهشة. وتدور الرواية بين الحرب العالمية وثورة 1952 حول شاب من أسرة بسيطة ينتقل للعمل لدي أسرة ثرية بالقاهرة فيكتشف علاقات غريبة وصفقات سياسية وتجارية وأعمال سمسرة وغش تجاري وجمعيات يهودية ومنشورات صهيونية. كل ذلك بأسلوب خيري شلبي السلس الأخاذ
خيرى أحمد شلبى مواليد قرية شباس عمير، مركز قلين، محافظة كفر الشيخ. رحل في صباح يوم الجمعة 9-9 2011، عن عمر يناهز ال73 عاماً. خيري شلبي كاتب وروائي مصري له سبعون كتاباً من أبرز أعماله مسلسل الوتد عن قصة بنفس الاسم قامت ببطولتها الفنانة المصرية الراحلة هدى سلطان في الدور الرئيسي "فاطمة تعلبة".
رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وتعد روايته رحلات الطرشجى الحلوجى عملا فريدا في بابها. كان من أوائل من كتبوا مايسمى الآن بالواقعية السحرية، ففى أدبه الروائى تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الأطيار والأشجار والحيوانات والحشرات وكل مايدب على الأرض، حيث يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة، وتنزل الأسطورة إلى مستوى الواقع، ولكن القارئ يصدق مايقرأ ويتفاعل معه. على سبيل المثال روايته السنيورة وروايته بغلة العرش حيث يصل الواقع إلى تخوم الأسطورة، وتصل الأسطورة في الثانية إلى التحقق الواقعى الصرف، أما روايته الشطار فإنها غير مسبوقة وغير ملحوقة لسبب بسيط وهو أن الرواية من أولها إلى آخرها خمسمائة صفحة يرويها كلب، كلب يتعرف القارئ على شخصيته ويعايشه ويتابع رحلته الدرامية بشغف.
حاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981. حاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981. حاصل على جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993. حاصل على الجائزة الأولى لإتحاد الكتاب للنفوق عام 2002. حاصل على جائزة ميدالية نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية "وكالة عطية" 2003. حاصل على جائزة أفضل كتاب عربى من معرض القاهرة للكتاب عن رواية "صهاريج اللؤلؤ" 2002. حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005. رشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب. يرأس حاليا تحرير مجلة الشعر (وزارة الإعلام). رئيس تحرير سلسلة : مكتبة الدراسات الشعبية (وزارة الثقافة).
من أشهر رواياته : السنيورة، الأوباش، الشطار، الوتد، العراوى، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالى (أولنا ولد - وثانينا الكومى - وثالثنا الورق)، بغلة العرش، لحس العتب، منامات عم أحمد السماك، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين، بالإضافة إلى صالح هيصة: قصة شخصية مثيرة للجدل من عموم الشعب المصري لها آرائها الخاصة في الحياة ونسف الأدمغة :عصابة تتاجر ببعض البقايا البشرية لكي تنتج أنواعاً أشد فتكاً من المخدرات زهرة الخشخاش: قصة شاب مصري من عائلة معروفة في منت.
بعد الانتهاء من الرواية ستجد سؤالًا مُلحًا يُفسح طريقه لاقتحام عقلك: ما الرابط بين اسم الرواية ومحتواها؟ ربما قصد خيري شلبي زهرة الخشخاش بالذات لأنها من النباتات المعمرة، كما هو الحال مع عائلة الشماشرجية.. وربما قصد بها أنها مع وداعة شكلها الخارجي يُستخرج منها مواد مُخدرة مُفسدة، كما هو حال الشماشرجية.. وربما قصد أن الخشخاش زراعته سهلة، تصلح في أي نوع تربة وعلى أي ارتفاع وبأعداد كبيرة، كما هو حال الشماشرجية.. وربما للتشابه بين لفظتيّ الخشخاشية والشماشرجية.. ربما قصد كل هذا معًا، وربما كانت التسمية لحاجة في نفسه قضاها!
كل رواية أقرأها لخيري شلبي أعيش في عالم مختلف وحكايات مختلفة تُصاغ بأسلوب يليق بالبيئة التي كُتبت عنها.. ما أراه أن أسلوبه متلون على حسب الرواية وبيئتها وهذا شيء عظيم لم أقابله في أديب مصري مسبقًا، يستطيع أن يجعلك تندمج مع عالمه أيًا كان دون مشقة
رواية كبيرة الحجم قليلة الأحداث بالرغم من سرعة تدرج أحداثها، لا تحتوي على إبداع خيري شلبي المعتاد، لكنّها مع هذا بنفس الطبخة الحريفة لعم خيري الحكواتي الذي يستطيع أن يجعلك تقرأ أي شيء يكتبه باستمتاع. في البداية نعيش في جو الريف المعتاد عند خيري شلبي، ثم ندخل على الأزقة والحواري الضيقة، لكن الجزء الأكبر منها يدور حول طبقة أخرى من المجتمع، طبقة البكوات فيما قبل انقلاب يوليو وصولًا لما بعد العدوان الثلاثي.. يتناول هذه الفترة من خلال تسليط الضوء على فلاح صغير يذهب للعيش في الإسكندرية في كنف عائلة كبيرة ذات صيت واسع: الشماشرجية. دون الخوض في الأحداث نجد أنها تتدرج ونعيش مع الطفل الصغير إلى أن يصبح في العشرينات من عمره، نعيش معه الكثير من التقلبات.
رواية جيدة لكنها ليست مبهرة، تجربة مختلفة في أحد عوالم خيري شلبي الجذابة.
قراءتي الأولى لخيري شلبي .. أعجبني كثيرا أسلوبه الروائي ولغته الهادئة السلسة .. وشجعتني الرواية على قراءة المزيد من أعماله إن شاء الله ..
تحكي الرواية عن شاب قروي متدين ينزح من القرية إلى مدينة الإسكندربة لإستكمال دراسته الجامعية .. ولتوفير مصاريف دراسته يعمل لدى بعض معارف والده الذين كانوا يعرفون بالورع والإلتزام .. ولكن بعد العمل معهم لفترة يكتشف أنهم عكس ذلك تماما وتتبين له حقيقتهم الفاسدة التي وصلت إلى حد توريد السلاح إلى يهود إسرائيل .. فيقرر الشاب الإبتعاد تماما عن العمل أو التعامل معهم .. ويبدا في شق حياته العملية فور تخرجه من الجامعة .. .
" الحقیقة كلمة فضفاضة! إن ما تقرؤه في الروايات وتراه في الأفلام السینمائیة لا أحد يستطيع الجزم بأنه الحقیقة، بل إن ما يحدث في حياتك وحياتي وحياتنا جمیعاً مھما وصفناه بدقة وأمانة ورغبة حقیقیة في البوح إلى أقصي الحدود لا نستطیع التأكد تماما من أنه الحقیقة، حتى وإن زعمنا بعین قوية أننا قلنا الحقیقة ولا شيء غير الحقيقة!.. إنما ھي الحقیقة من وجھة نظر صاحبھا لحظة الإفضاء بھا.. ولأن لحظة الإفضاء والبوح دائماً مريحة وجمیلة، فإن الذي أفضى وباح يبقى أسيراً لجمال تلك اللحظة لمجرد أنھا اقتربت به من مناطق الأشواك التي يحجم البشر عن الخوض فیھا!.. حین يقول الواحد منا للآخر: ھذه ھي حقیقة ما جرى، فإنه يقصد أن ما حكاه قد حدث بالفعل، أما الحقیقة فیما حدث أو خلف ما حدث فإن ھذا موضوع آخر! إنھا الحقیقة البسيطة السطحية الجزئية المواتية لقدرتنا على الإدراك و استشفاف ما وراء الأفعال والأقوال والأحداث من أسباب أدت إلى التعقيد والتركيب وسوء الفھم والخسران!.. أما الحقیقة الحقیقیة فإنھا مجاز! إنھا طبقات من الضوء كلما قويت بصیرة الإنسان اخترقت طبقة تبدو ھي بؤرة الحقیقة، ثم يتضح بكثير من التبصر أن منطقھا يشوبه الفساد من بین يديه أو من خلفه.. وحتى لو قويت بصیرة الإنسان وكان بصره سديداً بأدوات من منجزات العلم والتكنولوجيا تمكنه من رؤية الأعماق البعيدة وكل ما ھو غیر مرئي في ھذا الكون، فإن ذلك لن يكون وصولاً إلى بؤرة الحقیقة!.. وكذلك حياة البشر، إن بدت كالأسطورة فذلك ليس يعني أنھا غیر حقیقیة، إلا أنھا في نفس الوقت لن تكون الحقيقة كاملة!.. نصيحتي لك أن تتعامل مع الناس والأدب بالمنطق الشعوري! إن الحياة - في الواقع المعيش أو في الواقع الفني في الأدب - تكون حیاة حقیقیة بقدر ما تضيفه إليك من مشاعر تشعرك بصدقھا بما تحتويه من ألم وبھجة. "
…………………………….
زهرة الخشخاش.. انتظرت معرفة سبب تسمية الرواية بهذا الاسم ولكنها انتهت وبقى الاسم لغز، فلجأت إلى البحث عن هذه الزهرة لتظهر لي في بداية محرك البحث لوحة زهور الخشخاش لفنسنت فان جوخ و أثارني الفضول لمعرفة قصة هذه اللوحة لأعلم أنها لوحة عن زهور الخشخاش الصفراء والحمراء وقد رسمها جوخ قبل ثلاث سنوات من انتحاره، المثير أن هذه اللوحة قد سُرقت من متحف محمد محمود خليل في القاهرة عام 2010 في حادث غامض وتم إعلان حالة الطوارئ في جميع مخارج مصر لحل لغز زهرة الخشخاش البالغ قيمتها 55 مليون دولار، ولكن كل ما حدث هو إقالة وحبس بعض المسئولين وبقيت لوحة زهور الخشخاش مختفية. هذا ما أعشقه بشأن بعض الروايات تعطيني أبواباً أخرى لأفتحها واستكشف ما بداخلها.
…………………………….
" الدواء كله وھم يا بھاء، مجرد سبب يقوي إرادة الإنسان على الشفاء. "
نعود إلى خشخاشة خيري شلبي، ظل السؤال يؤرقني ما الغرض من هذا الاسم؟ سأرهقك معي ولكني عدت لأبحث عن نبات الخشخاش مرة أخرى فوجدته نبات عشبي بديع المنظر و الألوان، يوجد منه نوع يسمى بالخشخاش المنوم مصدر لمخدر الأفيون وآخر بذور صالحة للأكل. أصبح الخشخاش رمزاً للنوم والسلام والنوم الأبدي الموت وإحياء ذكرى الجنود الذين قد توفوا في الحرب.
في النهاية قررت أن أضع بنفسي فرضيات للإجابة عن سؤالي، لماذا زهرة الخشخاش ؟! هل قصد شيخ الحكائين تشبيه عائلة الشماشرجية بزهور الخشخاش جميلة المنظر الخارجي ولكنها تحتوي على مخدر يُذهب العقول كما الحال مع عائلة الشماشرجية الثرية صاحبة السلطة والنفوذ المتشحة بثوب من الفضيلة ومساعدة أهل البلد، عباءة تغطي الجريمة والفساد المتأصل في هذه العائلة؟ العائلة الضاربة جذورها في محافظات مصر ومتحكمة في العديد من المناصب الهامة في الحكومة؟ العائلة التي قررت زرع نبتة منها في كل مكان حتى تبقى للأبد المتحكم الرئيسي في كل شيء؟ " بشرع القانون.. ھذا المدعوق الذي يخربه الموظفون ويحفرون فیه ثقوبًا ينفذون منھا إلى التجارة بجرائمھم حتى أصبح القانون كبوابة جحا تدخل منھا إلى خروج يقودك إلى دخول يجرك إلى خروج مفتوح على دخول، والشاطر الحبرتقي من يعرف كيف يدخل إلى خروج نھائي! شفت الفلسفة. "
أم قصد بهاء الراوي بذرة الخشخاش الصالحة للأكل التي نبتت وسط حقل من بذور الخشخاش المخدرة والتي حاولت بكل الطرق التأثير عليه وتغيير أصل هذه البذرة الصالحة لتصبح مثلهم؟ " ربنا مع العقل يا رجل الفلسفة! ربنا لا ينصر إلا أصحاب العقول! ربنا عرفوه بالعقل كما يقول الناس! وأنا مندھش والله يا بتاع الفلسفة، كیف عرفوا الله بالعقل ثم تركوه وراحوا سكة الجنون؟ "
أم قصد لولية الجميلة الفتاة البورسعيدية ابنة البلد المتعلمة الذي أوقعها حظها التعس في عائلة الشماشرجية ولكنه انتهى بمقابلتها لبهاء الراوي، هذه الخشخاشة القوية التي كانت كالمخدر القاتل لرجال الشماشرجية ولكنها زهرة بديعة لبهاء الراوي؟ " كارثة ولله يا بھاء أن تتعلم تعلیما عالیًّا وأھلك باقون على جھلھم وتخلفھم فكأنك ما تعلمت! تجلب لنفسك العذاب، تصبح في واد وأھلك في واد آخر بعيد!.." " أنت السكن و الفرش والغطاء والزاد والزواد!.. ما دمت لي فكل شيء ما عداك رخیص وسھل وميسور. "
أم قصد بزهرة الخشخاش موت الثورة والتغيير وذكرى كل من حاول تخليص هذا البلد من براثن الفساد والجهل؟ " للجیش زعیم، و للاتحاد الاشتراكي زعیم، و لمجلس الأمة زعیم، ورئیس الوزراء زعیم، ورئیس الدولة زعیم! كل زعیم يحسد الآخر على حجم صوره المنشورة في الصحف فیمسك له جريدة تسبح بحمده! كثر الزعماء حتى أصبحنا نشتھي الحرية! يا أخي أنا أريد أن أفھم، أھي تكية ورثھا عن أبیه؟! ھؤلاء الكتاب والمحررون الذين منعھم من الكتابة، ألم يخطر بباله أن لھم قراء يسألون عنھم؟ إنه يھزأ بالقراء وبالناس.. و بالصحافة.. يا راجل بلا خوتة دماغ ! ربنا يولي من يصلح. ثم ضحك ساخرا من نفسه؛ إذ إنه من أشد الساخطين على ھذه العبارة بالذات ولا يطيق أن يسمعھا من أحد لأنھا في رأيه تعني منتھى السلبية الحقيرة. "
…………………………….
تدور أحداث الرواية في عصر الملكية المصرية ثم الثورة ونتائجها والعدوان الثلاثي على مصر. تبدأ الرواية مع الطفل بهاء الراوي الذي حلم هو وأبيه باستكمال دراسته، ونتيجة لعلاقات والده القديمة تأتيه الفرصة على طبق من ذهب فقد اختاره شماشرجي ليستضيفه ويساعده على تحقيق حلمه في مدينة الأحلام عروس البحر المتوسط الإسكندرية. عاش بهاء وسط الشماشرجية وعاشرهم وعرف حقيقتهم وفضائحهم و وصوليتهم وانتهازيتهم للسيطرة والحفاظ على سلطتهم وتحقيق الثراء بكل الوسائل. " أقول لك كلمة ضعھا حلقًا في أذنیك: كل نعيم يأتیك من أحد غیرك من فوقك، فھو زائل لا محالة ذات لحظة لسبب من الأسباب! لا يبقى للإنسان من نعیم إلا ما كان من صنع يديه ھو. ما حكّ جلدك مثل ظفرك، ھكذا قال الأقدمون.. ولن تجد من يھرش لك مطرح ما تستحلي الھرش، ھكذا قال المثل الشعبي!.. "
" ربما كان عمي إسماعیل بالنسبة لي ھو عضلة الضمیر التي باتت تؤرقني فیما يختص بالشرف وقلة الشرف، الكرامة والانتھازية، التعفف والتدني، إلى آخر ھذه الضديات التي كرست لھا الثقافة العربیة في إشراقھا الإسلامي كمحطات رئيسة تحدد سلوك الإنسان؛ إذ حرصت ھذه الثقافة على الاحتفاء بإبراز الضد لإظھار محاسن ضده، فالضد يُبرز حسنه الضد كما قال شاعرنا القديم، وبالإمعان في إظھار محاسن الأضداد يعرف الإنسان كيف يتجنب السقوط في المھاوي الفاصلة بين الضد والضد. ھا أنذا، وأنا بعد على أول در��ة من سلم الترقي في بلاط صاحبة الجلالة، صرت مرعوبًا منھا، أتوجس من غوايتھا السحرية، أتوق بالطبع إلى الترقي في سلم التعبیر عن إنسانية الإنسان، عن الوطن، عن الأمنيات والأحلام العراض للأمة، عن الشقاء العظيم الخلاق، عن النضال ضد أي طاغوت، أي تابو، أي خور وانھزام.. في نفس الوقت - على نفس السكة - أخشى أن أصبح ضخمًا مفرودًا على أربعة أعمدة وصاحب سطوة وسلطان وحرس ومال وأبھة، ولكن كل وظيفتي في الحیاة أن أبرر أخطاء الحاكم وألتمس للحكومة الأعذار و أضلل الرأي العام بصفاقة منقطعة النظير إلى حد تسمیة الأشیاء بضدھا، حیث تصیر الھزيمة نصرًا والطغيان انضباطًا والجوع رغدًا والسرقة استثمارًا.. إلخ إلخ. لا! لن أكون ھذا على الإطلاق! "
…………………………….
علمت لماذا لُقب خيري شلبي بشيخ الحكائين، فقد أخذني من قرية الراوي الصغيرة إلى مدينة الإسكندرية الواسعة وتنقلت بين الأحداث بسلاسة وأسلوب شيق لم أشعر معه بأي ملل، وجدت نفسي أتابع بشغف حياة الراوي الشخصية مع خط الأحداث الرئيسي في البلد من تغيرات اجتماعية وسياسية. علمت كيف يستطيع بكل سهولة ويُسر يضعني أمام إشكال فلسفي بلغة عامية دارجة، يضعني في منتصف النزاع الإنساني ويتركني أتخذ جانب معين، لم يخلق شخصية نقية تماماً بعيدة عن الخطأ والانحراف ولكنه أوجد بشر تضعهم الحياة في مسارات ومواقف مختلفة تظهر قدراتهم وصراعاتهم الداخلية ويبقى الأصل والضمير المحركين الرئيسيين للخروج من المعضلة. علمت عندما قرأت هذه الجملة " إن الخطيئة لا تعتبر إنحرافا يدين الشخصية إلى الأبد، إنما الخطيئة نتاج لحظة ضعف تحت ضغوط نفسية وإلحاح! احتياج إنساني جارف. الانحراف مرض في العقل في النفس في القلب في التربية يتحول تلقائياً إلى سلوك لا إرادي يصعب علاجه، أما الخطيئة فيمكن التكفير عنها، والغسل من ذنبها يؤهل الخاطئين لرحاب الغفران. "وتذكرت على الفور مرافعة أحمد زكي التاريخية " كلنا فاسدون.. نعم كلنا فاسدون.. لا استثنى أحداً.. حتى بالصمت العاجز.. الموافق قليل الحيلة.. " في فيلم " ضد الحكومة "..
ما فهمتش علاقة العنوان بالمحتوى بصراحه :D روايه طويله. عاديه جدا. لا نستطيع وصفها بالمبهرة تقليديه الى أقصى حد . لكن بأسلوب خيرى شلبى (السلس جدا) ولغته البسيطه وطريقته المحببه للنفس لن تشعر بسلبيتها
سمعت كتير عن خيري شلبي وكانت دي أول تجربة ليا حابه أكتب المراجعة باللغة العامية يمكن أوصل اللي حسيته الرواية بتتكلم عن أسرة ريفية عاشت تعلم أولادنا بقيمهم وعرفهم وتقاليدهم ويجي لحظة إندماجها مع طبقة أعلي منها وبيظهر ليك إنغماس الشباب في الطبقة التانية لغايت هنا وضع عادي ومتكرر وتحس بالرتابة لكن تعالي أقولك هيوريك جمال وردة الخشخاش من بره في جمال الطبقة الأروستقراطية هتلاقي ألوانهم جذابة ومتحررة وصاخبة المنحرفة منها والمتطرفة كمان وهتتخدر بأفيون زهرة الخشخاش وفجأة هتصحي هتحس بالموت جايلك من زهرة الخشخاش ...فتبعد وترجع وتعرف قد إيه إن العرف والتقاليد حاجه بترفعنا ومش بتقل منا وأهمية العائلة زي الوتد اللي قايم عليه الخيمة . إكتشفت إن أصعب من إكتساب الهوية الحفاظ عليها .
... ...نظرة جديدة شوفتها شوفت الإحتلال الصامت . القاتل اللي من غير رصاص عدو يموتك في الصميم وصميم المجتمع الطبقة الوسطي المتعلمون والمثقفون أصحاب المبادئ والقيم. وتفتكر هو بيهاجم بإيه الفكر اليهودي بيهاجم بالفضفضة ....أيوة شعبنا شعب كد وعنده جلد للشغل والإخلاص إلا إن عيبه قلبه . وده اللي عرف يدخل بيه المحتل الصامت مصر. دخل يفضفض وبعدها عود وبعدها علم وبعدها طبع . زعزعة الدين. وتعليم الفهلوة ...... وده تساؤل كبير عندي شعبنا اتعلم الفهلوة منين وللأسف لقيت الرد في الرواية الشهوة والغرق فيها وتشويه مشاعر الحب الجميلة الراقية .أخلاق زمان جردوها من الأخلاق وسفهو الإحترام
رواية غنية تحفظي علي المشاهد الغير لائقة الكتير في نظري وضايقتني جدا وده سبب نقص نجمتين والجدير بالذكر إني لسه راجعة من الإسكندرية من فندق من طراز القديم وإتمشيت في محطة الرمل والمنشية فإستمتعت بتكوين البصري للرواية من الذاكرة عندي وإستشعرتها أكتر رحلة جميلة ومغامرة ممتعة
لرواية الرائعة تدخل القلب طواعية لا يحتاج الامر الى اي دواعم اخرى لها ورواية زهرة الخشخاش لكاتبها خيري شلبي فيها كل المقومات لقراءة رواية رآئعة سجية تنسيك عقارب الساعة فلا تشعرك بالوقت .
في البداية أذهلتني قدرة عم خيري على نسج كل هذه الخيوط و تتبع كل هذه الشخصيات دون أن يُضيّع أحدهم أو يتشابك مع آخر. لم استطع أن أتركها بسبب سرعة الأحداث التي أجبرتني على المتابعة. و كانت النجمات الخمس تلح عليّ بصورة كبيرة..
فأنا لم أكن أعرف أي شيء عن الشماشرجية و قصة حياتهم منذ محمد علي و انتهاءً بانقلاب العسكر سنة 52 و تحولهم لإقطاعيين سابقين. و الرواية أشبعت فضولي و حكت لي في الفصول الأولى جزءًا كبيرا من أصلهم و فصلهم.
لكن الرواية و برغم زخم التفاصيل و الأشخاص و الأحداث و غنى الفترة الزمنية. تصلح لأن تكون فيلم عربي باقتدار. فالمبالغة في كل شيء هي سمة هذه الرواية. منذ إصرار الحاج مصطفى و من بعده عنتر بك على تبني بهاء الراوي في بداية الرواية و انتهاءً بتقبل بهاء لشخصية عربي -شقيق لولية- الجامحة النزقة المائلة للإنحراف بالدلائل و الأفعال في آخر الرواية. و مرورا بكل الأحداث التي لا يمكن أن تحدث في الحقيقة دون أن يصدر عنا تعليق: ده فيلم عربي.
أروع ما فيها أن عم خيري لم يشرد و لم يُضيّع شخص أو حدث.. حتى لو كانت نهاية الشخص / الحدث مبالغ فيها و لا يقبلها عقل لا يحب الأفلام العربية و يعشق الواقعية السحرية.
لم أفهم فقط سر تسمية هذه الرواية بـ زهرة الخشخاش. لم أجد أي شبه و لم يشار من قريب أو بعيد إلى الخشخاش.
أسلوب الحكاء المتميز خيري شلبي يجعلني أقلب صفحات رواياته بكل استمتاع وفضول لمعرفة المزيد عن شخصياته.
الفترة الزمنية للرواية هي بين الحرب العالمية الثانية و ثورة ١٩٥٢ حيث انقلبت الاوضاع السياسية داخل المجتمع المصري، حيث جعل الكاتب قارءه يواكب كل هذه الأحداث من خلال حياة شاب مصري من أسرة بسيطة بدء العمل عند أسرة غنية وهنا تغيرت حياته تماما، و جعله هذا العمل يكتشف عالم جديد لم يتوقع وجوده من الأساس، و تعرفه على عدد من الشخصيات التي أغلبها مستغل رغم اختلاف طرق و نوع استغلالهم. اختلاس .. غش تجاري .. تجارة ممنوعة .. إهتمام سخيف بالمظاهر .. معاناة الطبقة الهشة .. و أوضاع سياسة مرتبكة جعلت الحياة داخل المجتمع جد صعبة.
حياة الشاب انقلبت رأسا على عقب و تم الزج به في عالم مختلف و بعيد كل البعد عن حياته السابقة.
رافقنا الشاب خلال رحلته في عالمه الجديد من خلال قلم المتمكن خيري شلبي الذي اهتم بأدق تفاصيل الأحداث و الشخصيات التي سبر أغوار كل منها بحرفية و عمق و دقة أوصافه و سرده في كل مشهد و شخصية.
رواية أخرى لهذا الكاتب الرائع جعلتني أستمتع جدا بقراءتها حقا و التعرف على هذه الحقبة الزمنية من تاريخ مصر الحبيبة.
الروائي الجيد هو الذي يحول الحكايات العادية إلى رواية بديعة تخطفك من أولى صفحاتها وحتى النهاية دون أن يشوبها أى ملل وهذا ببساطة ما يفعله خيري شلبي. __ تجربتي الثانية مع الحكاء صاحب الأسلوب السلس المميز ولن تكون الأخيرة.
التفاصيل المتشابكة في أحداث ”زهرة الخشخاش“ لا تشكل سوى الحد الأدنى من التفاصيل التي يمكن إيرادها لبيان الخطين الرئيسيين اللذين انتظمت فيهما أحداث الرواية ذات الخمسمائة صفحة، وهما سيرة الشماشرجية، وسيرة حب الرواي. إلا أن هذا الإيجاز يحجب الكثير من جوانب الاستمتاع بهذه ”السيرة الشعبية“ التي يكمن الاستمتاع بها في الاستماع إليها، أو قراءتها، كاملة بكل تفاصيلها: اللقاءات الحميمية بين الراوي وحبيبته، نصائح والد الراوي له وهو على وشك أن يغادر قريته إلى المدينة ليعيش ضيفا على الشماشرجية، نقاشات الراوي مع عمه إسماعيل، رجل السياسة المثقف والمحنك بتجارب الحياة.
فساد الشماشرجية هو بيت القصيد في ”زهرة الخشخاش“، وهو ما يعطي الرواية قوتها وقدرتها التنبؤية إذا ما قرئت في ضوء الفساد الراهن الذي يضرب بأطنابه في أركان المجتمع على يد جماعات المصالح ومحتكري الثروات والمضاربات على حساب قوت الشعب ومستقبل أبنائه. وهاهو العم إسماعيل يقول كلمته، أو يدلي بتحذيره، عن آفة الشماشرجية التي ضربت جذورها في المجتمع: ”صدقني يا خليل أفندي، بعد عمر طويل سترى شجرة الشماشرجية الفاسدة هذه تسيطر على المجتمع المصري بشكل أو بآخر. إنها العائلة المستعدة دائما للتحالف مع الشيطان. اليوم ضربوا جذورهم في كل الحقول، منهم الطبيب والمهندس والمحامي والوزير والكاتب والفقيه والتاجر والمقاول، جميعهم في النهاية شماشرجية. إنهم كالجراثيم التي تكمن في الجسم حين تشتد عليها مقاومته، لكنها لابد أن تعود من جديد بعدما تكتسب مناعة ضد الأدوية. حتى وهم في الكمون لا يسكتون: في الخفاء تحت السطح يهبرون، يسلبون، يهربون، يخربون، يقتلون القتيل ويمشون في جنازته أكثر حزنا عليه وتأثرا برحيله من أهله. مع الأسف سيعودون ولو بأسماء جديدة لأنهم في قعر المجتمع خميرة معتقة تتعيش عليها كائنات كثيرة.“
كلمة أخيرة عن عنوان ”زهرة الخشخاش“ الذي يوحي للقارئ لأول وهلة بلوحة عباد الشمس الشهيرة لفان جوخ. ولأن المؤلف يستهل روايته باقتباس من أشعار فؤاد حداد يتحدث فيه عن ”موال العبَّادية“ فربما يخطر للقارئ أن المؤلف خلط بين الزهرتين. أم أنه يقصد زهرة الخشخاش التي يستخرج منها الأفيون، فهل قصد بذلك السحر المغوي لحبيبته ”لولية“ أو لهذه المادة المخدرة في حد ذاتها، وهي مادة ذات حضور دائم ومؤثر على كثير من أبطال رواياته؟ أم أنه استقى هذا العنوان من أبيات لبابلو نيرودا الذي ألمح في الرواية إلى تعلق الراوي بأشعاره، وفي هذه الأبيات يناجي الشاعر حبيبته السمراء التي تنطبق أوصافها على أوصاف حبيبة الراوي، قائلا: آه يا فراشتي السمراء، أنت قمح وشمس وماء وخشخاش؟ مجرد تساؤلات ربما تكون بعيدة كل البعد عما عناه المؤلف بإعطاء هذا العنوان للوحته البديعة ”زهرة الخشخاش“. . .
السلبية الأولى..مفيش اي علاقة بين الاسم والمحتوى... السلبية التانية...مفيش اي ترابط بين الاحداث وبعضها.. السلبية التالتة..ايه الداعي من وصف الامور الشاذة اللي حصلت في الرواية بين الرجالة..او علاقة المحارم بين الام وابنها...مكانش في داعي لوجودها اساسا...غير ان في اعتقادي..الكاتب عايز يجذب القراء اللي بيحبوا المحتوى الجنسي تفاصيل كتير ملهاش لازمة... لكن الرواية عموما بتضم محتوى مفيد عن الفترة اللي قبل الثورة وبعدها.. وطريقة الوصف والتعبيرات تخلي الواحد ما يستهنش ابدا بقدرة خيري شلبي الفذة على اضافة محتوى ابداعي وكلمات قمة في الروعة
هي أمتع رواية قرأتها لخيري شلبي .. قرأتها في الإسكندرية و أنا خالي البال و مع أنى أحببت الكثير من كتب عم خيري إلا أن زهرة الخشاش ما زالت أمتع رواياته بالنسبة لي .. و أقربهم إلي مزاجي
رواية زهرة الخشخاش للكاتب المصري خيري شلبي، تغوص في أعماق حياة الطبقة الغنية في مصر في أواخر العهد الملكي وبداية حكم جمال عبد الناصر. بطل الرواية بهاء، شاب ينتقل من قريته وأسرته متواضعة الحال للدراسة الجامعية في الاسكندرية حيث يحل ضيفا على أسرة الشماشرجي الفاحشة الثراء. وخلال سنوات الدراسة يعمل موظفا مقربا لأرباب أسرة الشماشرجي ويخوض اختبارات أخلاقية صعبة لما يشهده من انحراف أخلاقي وفساد قيمي شائع بينهم. والشماشرجية في الأصل كانوا خدما للخديوي وتحولوا تدريجيا لفئة متنفذة انتهازية تملك رؤوس الأموال والشركات والقوة. وهم قادرون على التلون وتغيير جلودهم بسهولة كما حدث عندما تأقلموا بسرعة مع الوضع عند تولي جمال عبد الناصر الحكم في مصر. فهم بانتهازيتهم وفقدانهم للمباديء تمكنوا من السيطرة على كثير من مفاصل المجتمع وثرواته. الرواية رغم طولها إلا أنها امتازت بسلاسة الأحداث وتنوع الشخصيات وقدمت حكم وعبر استخلصها المؤلف خلال احتكاكه المستمر مع طبقات المجتمع المصري المختلفة في منعطفات تاريخية هامة.
"صدقني يا خليل أفندي، بعد عمر طويل سترى شجرة الشماشرجية الفاسدة هذه تسيطر على المجتمع المصري بشكل أو بآخر. إنها العائلة المستعدة دائما للتحالف مع الشيطان. اليوم ضربوا جذورهم في كل الحقول، منهم الطبيب والمهندس والمحامي والوزير والكاتب والفقيه والتاجر والمقاول، جميعهم في النهاية شماشرجية. إنهم كالجراثيم التي تكمن في الجسم حين تشتد عليها مقاومته، لكنها لابد أن تعود من جديد بعدما تكتسب مناعة ضد الأدوية. حتى وهم في الكمون لا يسكتون: في الخفاء تحت السطح يهبرون، يسلبون، يهربون، يخربون، يقتلون القتيل ويمشون في جنازته أكثر حزنا عليه وتأثرا برحيله من أهله. مع الأسف سيعودون ولو بأسماء جديدة لأنهم في قعر المجتمع .“
اعتقد الاقتباس لوحده كفيل بيبين الرواية وابداع عم خيري وتنؤه لتفاصيل مستقبلية بكتابته عن عيلة الشماشرجية واللي باين من اسمها هي اغتنت ازاي مثلا كان واحد منهم "هاني بك" شريك لكبار الرأسماليين اليهود في مصر وقتها ومراته يهوديه مدوراها قمار وجمع تبرعات لليهود وإغرائهم بكل وسيلة للهجرة لأرض الميعاد في فلسطين اما "عمرو بك" فكان الاسوا بيخزن اسلحة وبيهربها لليهود ! لكن بعد ٥٠٠ صفحة بتكتشف إنك عشت وقائع وتفاصيل حقيقية شهدتها فالفترة دي وازاي تطورت شخصية "بهاء" الراوي على مدار ٢٠ سنة
حالة من الانتعاش والخفة انتابتني وانا اقرأ هذه الرواية العبقرية للعظيم خيري شلبي ، يال ما يملكه هذا الكاتب من اسلوب بديع وخفة ظل وسرد بديع وبليغ ، تشعر انك تحادث صديقك الصدوق ، وما اجمل الحكايات والقصص التي يحكيها . هذه هى فعلا من الكتابات التي تضيف الى عمرك وتثري عقلك وقلبك بما تطرحه من قضايا وعبر وهذه فائدة الروايات العبقرية المكتوبة بابداع وحرفنه وصدق وعدم تكلف ، فهذه ليست مجرد حكايات للتسلية بل هى تاريخنا المتواري تحت سطح الاحداث العظيمة ، وهى تشريح اجتماعي دقيق لمجتمعنا في فتره مهمه وحرجه في تاريخنا . اعتقد ان رواية زهرة الخشخاش واحده من اعظم اعمال خيري شلبي ان لم تكن من اعظمها على الاطلاق ، قرأت له من قبل رواية (بغلة العرش ، وكالة عطية ، صالح هيصة) وجمعها كانت تجارب رائعه . تحكي الرواية عن فساد احدى العائلات الاقطاعية الكبيرة في اواخر العهد الملكي على لسان طالب من خارج العائلة عمل معهم واعتبروه واحد منهم ، وتحكي عن اوضاع هذه العائلات الفاسدة وما تفعله وما بها من تفسخ وخراب اجتماعي واخلاقي كبير ، واساليبهم الفاسدة في التربح والنصب والتربح الكبير من هذا النصب على الاخرين . كما اعجبني على الجانب الاخر العلاقات الاجتماعية القوية للطالب وخاصة علاقته بأبية ووصاياه لابنه وعلاقته باعمامه ، حيث انه هذا هو الجانب الطيب من الشعب المصري ، ابناء الاصول واخلاقياتهم . الرواية رائعة جدا وستضيف اليكم الكثير ، انصحكم بقراءتها .
رواية زهرة الخشاش هي رواية درامية اجتماعية اتنشرت عام 2005 للكاتب الكبير خيري شلبي. الرواية اجتماعية صرف حتى لو تطرقت للسياسة إلا أن باطنها اجتماعي. تسرد الرواية تاريخ عائلة الشماشرجية الذي انتقل إليهم شاب ريفي ليكمل تعليمه الجامعي عام 52 وما يكشفه عنهم وعن طبقات مختلفة في مصر منذ ثورة 52 وحتى النص�� الأخر من الخمسينيات. الرواية 500 صفحة، طويلة جدًا وفي مواضع عديده سقطت في الملل، الإطالة وسرد مشاهد لمجرد وجودها. الرواية في الأصل قليلة الأحداث، فقدوم بهاء لمنزل الشماشرجية ثم اكتشاف أصل ثورتهم وفسادهم بداية من الأيفون وحتى الغش التجاري في بضائعهم والاتفاقات السياسية واتفاقاهم مع اليهود، مشاكلهم العاطفية والجنسية وشذوذ بعضم، لا يوجد أحداث وأنما سرد مطول لكل هذا، لا قصة أكتر من كونه سرد كما لو أن صديقك يخبرك بشأن عائلة يعرفها. قلة الأحداث جعلت السرد مموط وطويل، بالتأكيد خيري شلبي يملك أسلوب حميمي لكن مع 500 صفحة لم يشفع كفاية. أيضا لم أعرف سبب تسمية الرواية بزهرة الخشاش، اسم غامض وجيد ولكن لا سبب منطقي يربطه بالرواية أبدًا.
أحب قصص العائلات والأسرار والطبقات التي تكشف عن ذلك، لكن أحب أكثر أن تكون هناك قصة وليس سرد تقريرية في شكل قصصي. الشخصيات نفسها لم تكن تتحرك قد ما يسرد بهاء أسرارهم فوق مشاهد قصيرة لهم. النهاية جاءت عادية، لم يكن هناك حبكة أو مراحل لفترة الرواية لأنها غرقت في السردية. رواية زهرة الخشاش تحتاج لأن تكون قصصية أكثر.
شلبي مهووس دائمًا بالبطل "الساذج الغر محدود الدخل أو القدرات" والذي يتصادف أن يدخل إلى عالم النخبة سواء الاقتصادية أو الثقافية ليجد الصدمة في انتظاره عندما يطلع على عالم آخر لم يكن يدري وجوده. لا أذكر كم رواية قرأتها لشلبي على هذا النسق.. بغلة العرش.. موال البيات والنوم.. ثلاثية الأمالي..والآن زهرة الخشخاش.. عناوين تقفز إلى مخيلتي الآن.. وأعتقد أن غيرها الكثير.. للأسف بعد فترة تبدأ في الشعور بالملل من تكرار نفس الحكاية.. وما يقوله في رواية يسرده في الأخرى.. مع الاختلاف فقط في البطل.. فمرة واحد من أهل القاهرة ومرة من أهل السواحل ومرة من أهل الصعيد.. فيما عدا ذلك فكل الأنماط المتكررة... فهناك دومًا الصحفيون الانتهازيون الذين إما موالون للسلطة يمسحون لها الجوخ في مقابل مناصبهم الصحفية.. وإما أذرع لرجال السياسة والمال يستخدمونها في تلميع صورتهم في مقابل المال.. وهناك دومًا رجال السلطة المستغلون سلطاتهم في الثراء غير المشروع.. و مثلهم النخبة الثرية التي دائمًا تثري بطرق غير قانونية وغير أخلاقية.. فشلبي يخرج بقاعدة مفادها أن أي ثراء لابد وأنه غير مشروع حسبما يقول على لسان أحد أبطال روايته.. هكذا في المطلق... وبالرغم من جاذبية الفكرة لشخص مثلي يعتنق الميول الإشتراكية لكنني لا أستطيع تقبلها هكذا في المطلق.. فليس كل ثري عديم الأخلاق وإنتهازي ومجرم.. لكن فيما يبدو أن شلبي لديه عقدة من نوع ما تجعله يرى هكذا..
يحسب لشلبي في هذه الرواية أنها ليست مفككة ولا تحتوي على عدم انتظام زمني أو سردي مثلما كان الحال في ثلاثية الأمالي أو موال البيات والنوم مثلًا.. فعلي الأقل استطعت متابعة الرواية حتى النهاية دون أن أجد أحداثًا متناقضة أو متعارضة..
في المجمل لو كنت من محبي شلبي فبالتأكيد ستعجبك.. ولو كنت من القادمين الجدد إلى عوالمه فستكون مدخلًا جيدًا لك.. ولو كنت مثلي محايدًا تجاه أعماله فستشعر أنك قد قرأتها من قبل أكثر من مرة للأسف..
يقول روبرت ميكي "أن اساتذة الحكي يعرفون كيف يعتصرون الحياة من اتفهه الاشياء"، هكذا عاهدت العم خيري شلبي في اعماله خاصة تلك الاعمال الروائية الطويلة، يكتب بتفاصيل تجعل الحيلة وشخصياتها تنبض امامك كأن الورق يتكلم وأنت تسمعه، لا يهم المضمون والحبكة حين يغيبان أمام عبقرية السرد وطريقة الحكي المتقنة فعندما يكون هناك خيار بين مادة تافهة محكية بذكاء في مقابل مادة رائعة محكية بشكل ردئ سيختار القارئ دائنا المادة التافهة. وفي كتاب اخر قرأته للمؤرخ طارق البشري بعنوان تاريخ الحركة السياسية في مصر يتناول فيها نفس الفترة الزمنية التي وقعت فيها احداث الرواية وهي اربيعينات القرن المنصرم وبداية خمسينياته من نضال الحركات الطلابية والعمالية ضد الانجليز والنشاط الواضح للشيوعية والجماعات اليهودية في مصر، لكن خيري شلبي تناول الحقبة الزمنية من بعد اجتماعي يليق بكاتب يعتبر مؤرخ اجتماعي رفيع المستوي كان جدير بنوبل،وهو يركز علي حياة القطيع قطيع الشعب المنشغل بتعليم الابناء ووصولهم إلي ارفع المناصب ولا يشغله نضال سياسي من عدمه. الحياة في طبيعتها كما يراها خيري شلبي تمر كل يوم باحداثها وعقدها.
من اجمل ما قرأت. من اروع ما صور حال مصر وقتها و هذا التصوير من الممكن ان ينطبق على حال مصر الان فى " تقليد الشماشرجية" الممتزجون تمام الالتمزاج باليهود .اما الشماشرجية نفسهم فما اكثرهم الان و هم ما ينطبق عليهم الان لفظ الهليبة الذين على استعداد لدفع شرفهم عرضهم بلدهم مقابل المال. لقد استمتعت حقا بهذه الرواية فكل جملة فيها تستحق الوقوف و التفكر و التمعن. سرده المبسط لازمات فاجعة حدثت بالفعل. اعجبت جدا بشخصية " اسماعيل " عم بهاء الراوى. فى النهاية انها رواية تستحق القرأه.
عجبتنى فى ربطها للاحداث و توضيح ما كان يحدث فى فترة الحرب و و ماكان يفعله اليهود بداخل من مصر من طرق ملتويه فى اعمالهم ..و لكن لم تعجبنى بعض الالفاظ الخارجه ..هى ليست بالكثيره و لكن صادمه ....شعرت بان النهايه انتهت بسرعه بالعاميه اتكروتت بعد موت عمرو الشماشرجى المفاجىء ..دون التطرق الى كيفيه موته هل هى انتحار ام موت طبيعى ..كانت حتعجبنى اكتر لو كان بهاء قدم دلائل تدينه ..لم يعجبنى عن انه تراجع لمجرد ان عمه قاله امشى جمب الحيط و لكن فى المجمل جميله
مش أحلى حاجة كتبها عم خيرى بس مش سيئة برضو بتكشف شوية عن عصر ماقبل ثورة يوليو ومابعدها بقليل بتحكى عن اكتر من نموذج لشخصيات مصرية غريبة ومريبة لكن حقيقية نوعا ما بس كان ممكن تختصر ل التلتين تقريبا وكانت هتوصل نفس المعنى برضو لحد دلوقتى لسة ملقتش حاجة احلى من صالح هيصة لعم خيرى وادينى هدور تانى فى باقى كتاباته
ايام ان كان الناس تربى اولادها و تعطى لهم النصائح هكذا تربى بطل الروايه الذى ولد رجل و تحمل مسئوليه نفسه و هو طالب جامعى و احاط به اعمامه من فساد عائله اخرى تربى بشكل معاكس استمتعت بهذا الزمن و حكايته الجميله و نصائح الاب و العم و تلك الدرجه من الثقافه مع بساطه الحال فالاصل الطيب غلب على البطل بعد انزلاقه و انخداعه و سعدت بوصول البطل الى بر الامان تحفظى على الكثير من الالفاظ الخارجه على لسان ابطال الفساد
اما تقعد قدام ارض زراعية "الغيط" "الحقل" وتنزله تجيب ثمرة من الارض احساس نقاء الطبيعة اهو بالظبط احساس القراية لعم خيري شلبي. خيري شلبي خير التجربة المصرية في القاهرة واسكندرية والقري.