حفَلَ التاريخ العربي بعلماء أعلام أضافوا للحضارة الإنسانية الكثير، ومن هؤلاء كان الفيلسوف «ابن رشد» الفقيه والطبيب والفيزيائي والقاضي المسلم، المولود في «قرطبة» والذي عاش في وقتٍ كانت الأندلس منارة ثقافية وعلمية وحضارية كبرى بعلمائها ومكتباتها. كان لابن رشد إسهام عظيم في الفلسفة؛ حيث قدَّمَ شروحات للفلسفة اليونانية احتفى بها الغربُ وترجَمَها، وقد رأى ابن رشد أن ليس ثمة تعارُض بين الدِّين والفسلفة فكلاهما ينشد الحقيقة. وهذه الشروح حملت الكثير من فلسفته الخاصة، تلك الفلسفة كانت سببًا من أسباب نكبته المعروفة؛ حيث أُحْرِقت كُتُبه، وتم نفيه بعيدًا عن دياره بعد أن اتُّهِمَ بالزندقة والإلحاد بإيعاز من حساده، وإنْ كان قد بُرِّئَ منها في أواخر حياته.
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
الأول : يتناول سريعًا عصر ابن رشد والحركات العلمية والسياسية والإجتماعية في الأندلس في العام السادس الهجري
الثاني : يتناول حياة ابن رشد وطبيعته الخاصة
الثالث : وهو أهمهم يتناول الجوانب الممُيِّزة للفلفسة الرشدية , يشرحها العقاد بأسلوب ٍلين , مع إيراد بعض المقاطع نصًا من كُتب ابن رشد والمحاورات التي جمعته مع فلفسة وعُلماءآخرين
كتاب مهم رغم صغر حجمة وقلة عدد صفحاته الكتاب يتناول فى اربعة ابواب نظرة عامة على عصر ابن رشد والحركات العلمية والاجتماعية فى الأندلس وايضا بعض جوانب حياة وشخصية ابن رشد وفلسفته واهم كتبه مع مقتطفات من تلك الكتب سواء الفلسفية او العلمية ومساجلاته مع معاصريه وبالأخص الامام ابو حامد الغزالي مع شرح شبه وافي لأوجه ارائه الفلسفية او ماشرحه هو فى كتب من الفلسفة اليوناية وخصوصا فلسفة ارسطو كما تعرض الكتاب للفترة التى تعرض فيها ابن رشد للمحنة او النكبة كما يسميها الكاتب كتاب مفيد جدا لمن يريد معرفة اراء وفلسفة ابن رشد ولكن طبعا الكتاب صعب شويه فى لغته لانه يتناول اراء فلسفية معقدة قليلا لكن بشىء من التركز يمكن استيعابه الى درجة مقبولة او جيدة ان شاء الله ستكون لى قراءات اخرى فى الفلسفة سواء الغربية او الاسلامية واعتقد اننى سأبدء قريبا ان شاء الله فى كتاب اجلت قرائته كثيرا وهو رواية عالم صوفي لجوستاين غاردر وهى رواية عن تاريخ الفلسفة بأسلوب قصصى روائي وقد تكون بداية لقراءات فى الفلسفة اخرى ان شاء الله
السيرة الشخصية لابن رشد لا تشغل الكثير من صفحات هذا الكتاب، فالكتاب يتوسع أكثر على حسابها في بيان مكانة ابن رشد الفلسفية في تاريخ الفلسفة القديم ودوره الذي قام به بعد ذلك لنقل الفلسفة اليونانية القديمة إلى أوربا في العصور الوسطى وإلى أي مدى وصل تأثيره فيها، مع منتخبات عديدة لأقواله الفلسفية والفقهية والطبية
ولكن الأهم الآن هو نكبة ابن رشد، ماذا قال فيها العقاد؟، فقد كانت مدارًا خصبًا للألسنة، فالأمر مجهول في تفاصيله، لماذا غضب ولي الأمر عليه ولماذا نفاه إلى أرض أكثر سكانها من اليهود في إشارة إلى أن أصول ابن رشد يهودية (وهذه نقطة يرفضها العقاد بشدة)، ويحب بعضهم بصفة عامة في عصرنا هذا الاستشهاد بنكبة ابن رشد في بيان أن أولياء الأمور في الدولة الإسلامية لم ترحب بالفلسفة وحجرت على أصحابها ورمتهم بالزندقة والكفر، فمثلا هناك قصة في بيان مقدمات النكبة تحكي أن بعضهم حمل شرحًا من شروح ابن رشد إلى ولي الأمر، وأشاروا فيه إلى كلمة وردت فيه نصها بعد كلام تقدّم: ".. فقد ظهر أن الزهرة أحد الآلهة"، فاستدعى أمير المؤمنين ابنَ رشد وقال له: أخطّك هذا؟!، فأنكر!، فقال أمير المؤمنين: لعنَ الله كاتب هذا الخط، وأمر الحاضرين بلعنه!
فالعقاد يستغرب من هذه القصة بصراحة، ويقول من المعلوم أصلا أن أساطير اليونان كانت تسمي الزهرة (فينوس) بربّة الحب وأنهم أخذوا هذا من البابلين .. إلى آخر هذا، ولكن أن يكون ابن رشد معتقدًا بربوبية الزهرة ربة الحب أو ربة غيره فذلك بعيد .. جد بعيد!، - كما يقول العقاد – ثم أن أولياء الأمور أصلا هم من أغروه بالنظر في كتب القدماء ومعالجة شرحها وتيسيرها للطلاب – كما يقول - وهو يستمر في سرد الشواهد التي نقلتها كتب التاريخ في أسباب نكبته ويستغربها كلها والحق معه!، فهناك شيء مجهول!، ولكنه يستريح أخيرًا إلى أن ابن رشد لا يحسن فن المنادمة ويذكر حكايات لذلك، فهو رجل جاد لا يهتم بالنواحي الاجتماعية وقليل المراعاة لها، فكان يخاطب الخليفة في مجلسه فيقول له: يا أخي! (يا للهول!)، إلى أن يقول العقاد:
وهذه فنون من المنادمة والتحبب إلى الأمراء لم يكن ابن رشد يحسن شيئًا منها، ولعله كان أعلم أهل زمانه بالفلسفة والفقه، وأجهلهم بفنون المنادمة والسياسة
ومن المهم التنبيه إلى هذه الخصلة فيه وإلى مخالفته بها لنظرائه وأقرانه، فلا شكّ أن جهله بفنون الندمان وجلساء الأسماء كان له شأن في تعجيل نكبته التي لا ترجع كلها إلى أحوال عصره، ولا تخلو من رجعةٍ – في بعض أسبابها على الأقل – إلى أحواله
ثم يقول بيت القصيد، في أن هذه النكبة حدثت في إبّان اشتغال الخليفة بحرب الإفرنج وتوجسه من أهبة الخارجين عليه في الخفاء، فربما استغل أحد حسّاده الأمر، وأغرى مجموعة من الناس بالقول بانحلال عقيدة ابن رشد وزندقته، أي لعب حساده بسلاح الدين وفي زمن متقلقل غير مستقر بسبب الحروب، فيقول العقاد عند هذه النقطة: الأرجح أنه هو ذريعة النكبة، لأن الغضب الديني يحتدم في إبّان العداوات الدينية، فلا يتحرج الخليفة من إرضاء الناس، وإرضاء ضميره، وإرضاء هواه في هذه الحال
ويقول إذن ..
فقد وُضحَ سرّ النكبة وسر العفو، ولم يكن فيه غريب غير مألوف من خلائق الملوك وخلائق الدهماء مع الحكماء والفضلاء
. .
وبعدُ، قالوا عن ابن رشد:
أنه كان شديد الإكباب على البحث والمذاكرة، لم يصرف ليلة من عمره بلا درس أو تصنيف إلا ليلة عرسه وليلة وفاة أبيه، وربما شغله ذلك عن العناية بثيابه أو ادخار المال لأيام حاجته، فكان يبذل العطاء لقصّاده ويُلام أحيانًا على البذل والإحسان على من لا يحبونه ولا يكفون عن اتهامه، فيقول: إنّ إعطاء العدو هو الفضيلة، إما إعطاء الصديق فلا فضل فيه!
اول قراءة لي لعباس محمود العقاد وشاء الله ان تكون سيرة ذاتية لفيلسوف قرطبة المفترى عليه ابن رشد قرات هذا الكتاب لطلب استاذ الفلسفة منا تجهيز بحث شامل عن اهم فقرات حياة ابن رشد ومؤلفاته وفلسفته وجدت ضالتي في هذا الكتاب الخفيف الذي لم ياخذ من وقتي سوى اسبوع لكن - لاحظت في غير موضع ان العقاد يتعمد نسخ فقرات من كتب ابن رشد ووضعها كما هي والمشكلة انها تمتد لصفحات طوال دون اي مغزى فقط للحشو لا اكثر هذا كان العيب الوحيد في الكتاب غير ذلك كان رااائعاا
الكتاب رائع جدا من حيث عرض أفكار القاضي ابن رشد ومن حيث الصياغة واختيار المواضيع
الكتاب يعرفك حقا بابن رشد، فهو يبين فلسفته وتطببه وفقهه، بعكس الكتاب الأخرى التي تنفق مئات الصفحات في اسمه ونسبه ومولده ووفاته ونوع الملابس التي كان يلبسها !! بينما العقاد - بعبقريته - عرفني بابن رشد في 120 صفحة فقط.
ثاني كتاب أقوم بقراءته عن ابن رشد. النصف الأول من الكتاب سيرة وافية عن ابن رشد والحياة العقلية في عصره واسباب نكبته بعد ذلك.أماالنصف الآخر من الكتاب فهو عبارة عن مختارات انتقاها العقاد من كتب ابن رشد في الفقه والطب وشروح الفلسفة.
الجزء الخاص بسيرته الذاتية وحياته ونشأته ضئيل جدا، التركيز كان على نكبته ونفي كفره وعلى أعماله في الفلسفة والطب والفقه وتأثيره الضخم في كل الفلاسفة والعلماء من بعده، عموما هو مختصر
الكتاب يتوسع أكثر في بيان مكانة ابن رشد الفلسفية في تاريخ الفلسفة القديم ودوره الذي قام به بعد ذلك لنقل الفلسفة اليونانية القديمة إلى أوربا في العصور الوسطى وإلى أي مدى وصل تأثيره فيها، مع منتخبات عديدة لأقواله الفلسفية والفقهية والطبية النصف الأول من الكتاب سيرة وافية عن ابن رشد والحياة العقلية في عصره واسباب نكبته بعد ذلك أما النصف الآخر من الكتاب فهو عبارة عن مختارات انتقاها العقاد من كتب ابن رشد في الفقه والطب وشروح الفلسفة الكتاب يعطيك فكرة عامة عن ابن رشد وفلسفته وجوانب أخري من حياته ويشجع علي بدء القراءة
على خلاف سلسلة العبقريات للعقّاد، الكتاب لا يبحر في سيرة إبن رشد الذاتية بالقدر الكافي، ولكن يكتفي بالقدر المقتضب الذي يمكن الحصول عليه من أي وثائقي حول حياة الشارح الأكبر.
من حيث فكر إبن رشد وفلسفته، الإقتباس من كتبه ومؤلفاته يطغى على التحليل في الكتاب.
كعادته، العقّاد يجيد استخدام الصورة البلاغية واللغة الأدبية في التعبير، ممّا يضفي على كتاباته العنصر الفني والإبداعي.
تقييمي الشخصي: نجمتين للّغة المستخدمة في التعبير ونجمة للمحتوى السردي = ثلاث نجوم.
هل يعقل إن هاؤلاء علماءنا العرب هل يعقل اننا كنا في زمنًا ما نملك حضاره ليست ك سابقيها حضاره متميزه كانت مجداً في يوماً من الأيام
ابن رشد هو الفيلسوف والطبيب والرياضي الذي اتقن ما أتقن من هذه العلوم والمباحث والمؤلفات التي لم نرى ذكرها في اعلامنا العربي ولم نرى المصادر الاعلامية الشهيرة ان بثة ولو لوهله عن هاؤلاء النوابغ الذين اصبحوا منبوذين في هذا الزمن من قبلنا
ابن رشد ومعاركة الفكرية وترجمة مؤلفات الفلاسفة اليونانيين وقضاياه الفكرية مع أبو حامد الغزالي طرأت ذكراها في هذا الكتاب الشيق للعقاد
غالبنا مانرى من السير للكثير لكن ك هذا العمق وهذه الحياة المليئة بالافكار والانتاج والعطاء والتراث العظيم الذي ازحناه بأيدينا واخذه الغرب على طبقاً من ذهب واستنبط منه وأنسب كثيراً منه أليه والى كتاب معاصرين ونحنوا لا ننشغل ك هذه القضايا من تراثنا المسروق بما اقترفة ايدينا
هنه حياة ابن رشد وهنه انتاجة وعطاءه وهنه فكرة ومعاركة وهنه اجتهادة وهنه حياتة آلتي ملئت الدنيا جمالاً وبهاءاً في زمن الاندلس عندما كنا اسياداً للعالمين في الفكر والصنعه والمذهب فعجباً لزماناً اصبحنا فيه تحت الامم بعد ما كنا فوق الامم
يقول أديبنا الكبير عبدا العقاد في كتابه ما نصه "فلسفة ابن رشد كما فهمها الأوروبيون في القرون الوسطى يلاحظ عليها ثلاثة أمور:
أولها: أنهم اعتمدوا في فهم فلسفته على شروحه لأرسطو وتلخيصاته لبعض كتبه، ومهما يكن من إعجاب ابن رشد بأرسطو فآراء الفيلسوف العربي لا تطابق آراء الفيلسوف الإغريقي في كل شيء.
وثانيها: أنهم اعتمدوا على تلك الشروح والتلخيصات مترجَمة إلى اللغة اللاتينية أو العبرية، ولا تخلو الترجمة من اختلاف.
وثالثها: أن فلسفة ابن رشد ذاعت بين الأوروبيين في إبَّان سلطان محكمة التفتيش التي كانت تتعقب الفلسفة العربية الأندلسية على الخصوص، وتحرم الاشتغال بالعلوم التي تخالف أصول الدين في تقديرها، فمن الطبيعي أن تنسب إلى ابن رشد كل معنى يسوغ ذلك التحريم ويقيم الحجة على صوابه، وأن تؤكد كل فكرة تلوح عليها المخالفة وإن جاز تأويلها على عدة وجوه.
أما فلسفة ابن رشد كما كان يعتقدها، فالمعول فيها على كتبه ﮐ «منهاج الأدلة» و«فصل المقال»، وعلى آرائه التي يبديها في سياق مناقشاته، كتلك الآراء التي قال بها في ردوده على الغزالي من كتاب «تهافت التهافت»، ثم على آرائه في شرحه للمقولات وتفسير لما بعد الطبيعة، وما شابه هذه الآراء في الكتب الأخرى التي يتيسَّر الوصول إليها.
اردت أن أقرأ عن ابن رشد فهو شخصية تاريخية مثيرة للجدل ،ففضلت أن أبدأ بالعقاد فهو حتى الآن أجده منصف فيما قرأت له لكني لم أجد في هذا الكتاب بغيتي ، مع أن الكتاب بالتأكيد أعطاني فكرة جيدة عن ابن رشد وبين فيه العقاد بعض الأسباب التي تثير اللغط على ابن رشد لكنه لم يشفي غليلي لمعرفة أسباب تمجيد البعض لابن رشد وبخاصة من المستغربين إلا أن الكتاب ممتاز في موضوعه منصف للشخصية
كتابة عن فيلسوف من أعظم فلاسفة العرب و توضيح لاراءه و مجادلاته الفلسفية مع الإمام الغزالى و اختلاف بعض الآراء بينهم و أيضا مقتطفات من كتابته عن ارسطو و شرحه لكتبه و ابن سينا و آراء فى الطب و مجالات كثيرة
عظيم يكتب عن عظيم! ولكن لم يُعجبني الكتاب ..كان مختصراً جداً ولم يروِ ظمئي عن معرفة ابن رُشد عن كُثب! والجزء الثاني من الكتاب هو عبارة عن شروحات كتبها ابن رُشد! لم يُعجبني .. نجمة واحدة لابن رُشد
الكتاب رائع، تلخيص غير مٌخل في اعتقادي لحياة ابن رشد وفلسفته ومعضلاته وتفاعلات العالم مع فلسفته. اعتقد ان كتاب " فلاسفة الاندلس" لم يفعل سوى أنه أخذ هذا الكتاب وفرده في عدد صفحات أكثر.
كتاب ' ابن رشد ' لعباس محمود العقاد ، بتناول فيه فكر ابن رشد و العصر الذي عاش فيه . في البداية بين الكاتب العصر الذي عاش فيه ابن رشد ، عصر الموحدين و ما ميزه . بعدها تطرق العقاد لفلسفة ابن رشد ، و كيف انها لم تخرج عن حدود الدين الإسلامي، ، محاولا تبرئته من التهم الثلاث الموجهة لفلاسفة الإسلام ، و التي كفرهم الإمام الغزالي بسببها في كتابه تهافت الفلاسفة ، وهي قولهم بقدم العالم ، وإن علم الله مقتصر على الكليات دون الجزئيات، و ان الحشر يكون بدون الاجساد ، و إن سبب نكبته يعود لأسباب شخصية و نفسية اكثر منها بسبب فلسفته ،بعدها تطرق العقاد لتأثير ابن رشد في المفكرين و الفلاسفة من الأديان السماوية الثلاثة، فلقد تأثر به الفيلسوف الهولندي اليهودي سبينوزا ، و كذلك الفيلسوف ديفيد هيوم و غيرهم . فلسفة ابن رشد تقوم على التأويل، بمعنى إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية للدلالة المجازية، وان البرهان إذا خالف ظاهر النص فيجب تأويل ذلك التص في الأخير، ذكر الكاتب موقف ابن رشد من الصوفية و طريقتهم في المعرفة القائمة على الكشف و هي طريقة لا ينكرها ابن رشد و لكن يقول بأنها محصورة في بعض البشر ممن تتوفر فيهم شروط ، كتاب جيد لمعرفة فكر و فلسفة ابن رشد ، رغم عدم اعتماد العقاد على مراجع مهمة في كتابه ، لتوضيح فلسفة ابن رشد، مكتفيا تقريبا بالاستشهاد من كتب ابن رشد مباشرة .
ابن رشد العقاد ............ من جديد يتحدث العقاد عن واحدة من الشخصيات المؤثرة لا في التاريخ الإسلامي وحده بل في تاريخ الإنسانية جمعاء لما له من إنتاج عقلي وفكري اتسع نطاق تأثيره الزمني حتى بلغ عصرنا هذا. بدأ العقاد بالتعريف بابن رشد وعصره وأهم علوم زمانه، من تأثر بهم، والتيارات الفكرية التي سادت عصره. كما تحدث عن جوانب من شخصية ابن رشد وبدأ بالحديث عن نشأته، ثم تحدث عن نكبته وأسبابها الحقيقة. تحدث بعد ذلك عن آثار ابن رشد من مؤلفات وترجمات وشروح، وذكر أهم مؤلفاته وتحدث عن المفقود منها. كما تحدث عن فلسفة ابن رشد، وكيف اختلف الغربيون والعرب في التعامل مع جانبين لهذه الفلسفة بينهما الكثير من التناقضات. تحدث العقاد أيضا عن الفلسفة الرشدية وأثرها في بلاد الغرب، وتحدث في فصل خاص عن قوة هذا الأثر، فذكر أن التاريخ لم يحفظ مساجلة بين فيلسوفين مثل التي دارت بين الغزالي وابن رشد. وذكر أن ابن رشد رزق من قوة الأثر ما لم يحظى به أحد قبله. ثم كتب العقاد فصلا عن منتخبات من آثار ابن رشد، ثم تحدث عن ابن رشد الفيلسوف، وخص بالذكر قضية التأويل التي كانت واحدة من أهم أسباب اهتمام الأوروبيون به. تحدث كذلك عن ابن رشد الطبيب، وأكد بأن مقام ابن رشد في الطب كان كبيرا مثل مقامه في الفقه مثل مقامه في الفلسفة، وأنه كان يستفتى في الطب والفقه والفلسفة. في هذا الكتاب الذي لم تتجاوز صفحاته المائة صفحة يعرض العقاد فكرة موجزة عن شخصية عظيمة كانت تستحق أضعاف ما كتبه عنها العقاد.
لم تظهر شخصية بن رشد فى هذا الكتاب من خلال شرح العقاد لها بقدر ما ظهرت من النصوص والشروحات التى وردت له هو نفسه"أبن رشد" فى الكتاب...لم يتوسع العقاد فى عرض السيرة الذاتية وتحليلها كما جاء فى عبقرياته ولكن بالفعل شخصية بن رشد العظيمة ظهرت من إقتباسات بن رشد نفسه أعتقد أن العقاد لم يوفق فى طريقة عرضه لفكر بن رشد الفلسفى وإتيانه بالمقارنة بين كتاب تهافت الفلاسفة للغزالى وتهافت التهافت لابن رشد لم يوفق فيها فصفحات الكتاب أقل من أن تستوعب مثل هذه المقارنة
الكتاب يعطيك فكرة عامة عن ابن رشد وفلسفته وجوانب أخري من حياته، وقد يشجع علي بدء القراءة في بقية السلسلة التي بدأها العقاد بهذا الكتاب
يعيبه (في نسخة دار المعارف التي بين يدي) غياب فكرة علامات الترقيم عن الدار! فيختلط كلام العقاد بكلام ابن رشد في مرة، وتري أقواساً مفتوحة بدون إغلاق مما لا تفهم منه ماذا يريد الناشر تحديداً!
ثلاث نجمات للكتاب + نجمة واحدة لنسخة دار المعارف = نجمتين :)