لاحظت على خالد التعب. فخلع ثوبه وبدأ يجره على التراب بسبب الحر، فقلدته وخلعت ثوبي ولففت شماغي على رأسي حتى لا أصاب بضربة شمس. كنا مؤمنين بالله بأننا سننجو، ولكن خالد مع كل دقيقة يقضيها معي يزداد كرهاً لي، فلم يعد يتحدث لي أو يشكوا حاله! فقط يتحرك للأمام ويتلفت باحثاً عن بوادر أثر للشعيب! فلم أشأ أن أزعجه أكثر من ذلك، فجميعنا قلقين من الموت والضياع مرة أخرى في هذه الصحراء التي لا حياة فيها. فحتى الدواب تقضي نهارها سباتاً وتخرج ليلاً لتعيش، هرباً من حرارة الشمس ولهيب الأرض.
فالأرض جدباء، والأشجار بدت أغصاناً، كنت أسمع قصصاً عن رجال تاهوا في صحاري نجد، وكانوا يعيشون لأيام عديدة!
ولكن أين هو الصبّار! وأين هي الآبار؟ أين هي الأرانب؟ فلا أرى سوى رمل وصخر وغصن شجر!
لقد ظمئنا واشتد علينا التعب، فإذا بخالد يقف عن الحركة نهائياً، فجلس أرضاً متربعاً، وبعد صمت طويل قال: حسبي الله عليك.
بدايةً اعترف بأني لا أحب أسلوب الكتابة الممزوج بحوارات باللهجة العامية، وهذا ما ستقرأه بكثرة هنا، إضافة للإسلوب البسيط والمباشر للحوارات وكأنه موجه لليافعين أو الصغار.
أحسست أثناء قراءتي للرواية بأن خيطًا يفلت مني في كل مرة أمسك به، الشخصيات كثيرة ومتشابهة، تقرأ حبكة هنا ثم يقفز بك الكاتب في الفصل التالي لحبكة أخرى دون أن يكمل سابقتها في الفصول اللاحقة، الكاتب لم يأسس عالم الرواية بشكل جيد، تخيلته عالمًا بدائيا قبل التطور والحضارة واختراع الكهرباء، ثم في نهاية الرواية يذكر الدولة السعودية! لم تعجبني كثير من الأفكار النمطية عن الشعوب الأخرى
الرواية لطيفة و جميلة، مزجت بين الفُصحى و العامي، عبارة عن جزء أول يمكن اكبر ميزة لها كثرة استشهادها بالنصوص الدينية، اعطتها لذة مُختلفة و انت تسمع تارة شخصية تردد دُعاء ذا النون و تارة تتحدث عن العنصرية و مواجهتها بآيات قُرانية🤍