تعد «مسرحية عنترة» تحفة من التحف الأدبية والفنية التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي حيث تعرَّض فيها للمسرح الشعري و الغنائي العربي في صورة بديعة. ومزج شوقي في هذا العمل بين الأصالة والمعاصرة، حيث قدم العربية القديمة (الجاهلية) ممزوجة بالفن المسرحي الجديد الذي يضم تقنيات المسرح الأوروبي. وتتألف المسرحية من مكونات أدبية عديدة تجمع بين المأساة، والغناء، والحب، وغيرها من المكونات التي جعلت المسرحية مثيرة. وقد زجّ شوقي بنفسه في منافسة مع عنترة تلك الشخصية التاريخية المعروفة، التي جمعت بين الشعر والفروسية في جزيرة العرب قبل قدوم الإسلام، وذلك عندما اختار مُؤلِفنا أن يكتب المسرحية بالعربية الجاهلية في شكل شعري.
ولد لأب ذو أصول كردية و أم تركية الأصل و كانت جدته لأبيه شركسية و جدته لأمه يونانية، دخل مدرسة "المبتديان" و أنهى الابتدائية و الثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره ، فالتحق بمدرسة الحقوق ، ثم بمدرسة الترجمة. ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق بن إسماعيل. أقام في فرنسا ثلاثة أعوام حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18 يوليو 1893م. نفاه الإنجليز إلى إسبانيا واختار المعيشة في الأندلس سنة 1914م وبقي في المنفى حتى عام 1920م. لقب بأمير الشعراء في سنة 1927. و توفي في 23 أكتوبر 1932 و خلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما.
اشتهر شعر أحمد شوقي شاعراً يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس، ونظم في الشوق إلى مصر وحب الوطن، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصص شعرية، نظم في الغزل، وفي المديح. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة يمتدح مصطفى كمال أتاتورك بانتصاره على الإنجليز، فيقول:( يا خالد الترك جدد خالد العرب)، وتارة ينهال عليه بالذم حين أعلن إنهاء الخلافة فيقول:(مالي أطوقه الملام وطالما .. قلدته المأثور من أمداحي)، فهو معبر عن عاطفة الناس بالفرح والجرح. معبراً عن عواطف الحياة المختلفة. ومن أمثال الإختلاف في العواطف تقلبه بين مديح النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تعبير عن عاطفة التدين لديه، إلى الفرح بنهاية رمضان ومديح الخمر بقوله:(رمضان ولى هاتها يا ساقي .. مشتاقة تسعى إلى مشتاق). مما يؤكد الحس الفني والفهم لدور الفنان في التعبير عن العواطف بغض النظر عن "صحتها" أو "مناسبتها" لأذواق الآخرين من عدمه، وهذا من بوادر إبداع الشاعر في جعل شعره أداةً أدبية فنية، قبل كونه بوقاً لفكرة ونظام ما.
أول قراءة في المسرحية الشعرية ومع أمير الشعراء ...ولا اخفيكم ان اللغة اتعبتني وان الكثير من المعاني لم افهمها وحتى اني تعيت احيانا في لفظها !!!! ولكن ذلك لا يعني ابدا اني لم استمتع بها وبجمال موسيقى النص واخذتني مرارا الى مضارب بني عبس كما احببت الشخصية الجديدة التي رسمها شوقي للعبلة العاشقة المتوازنة والدور العقلاني في توحيد القبائل وكف الدم والانثوي في مشاعر الغيرة والانصات الى حديث النساء جميلة هي عبل وجميل هو الحب ولكن الدم العربي منذ البدء سهل السفك ...ورخيص من ايام عنترة ... ولا يزال
تبدو المسرحيات الشعرية من الخارج شيئًا صعبًا ومعقدًا إلا أنها في الحقيقة لون رائع وممتع من ألوان الأدب. ويكفي أن تتخطى رهبتها الأولى، وتبدأ القراءة، وستجدها تسترسل معك بكل سهولة. ومسرحية (عنترة) هي خير الأعمال التي يمكنك البدء بها في قراءة المسرحيات الشعرية؛ فالقصة والشخصيات والحبكة الرئيسية معروفة للجميع؛ لذا فلن تجد صعوبة في فهمها، ولن يبقى لك سوى الاستمتاع بجمال الشعر وبلاغته.
وتحكي المسرحية عن (عنترة) ابن (شداد) سيد قبيلة (بني عبس) الذي عاش مضطهدًا طوال حياته؛ بسبب نسبه غير الشرعي، ولون بشرته. وما زاد الطين بلة كونه مدلهًا في حب ابنة عمه (عبلة) حسناء القبيلة وقِبلَة الخاطبين، ومنهم (صخر) الشاب الموسر الوسيم الذي حاول التودد إلى (عبلة)، وخطب ودها بتعديد مناقبه، ومن ضمنها الجمال، ولكن (عبلة) قصفت جبهته، وعايرته بجبنه قائلة:-
جميل، وليس بحامي البيوت، ولا مانع من يد ما له إذا ما عوى الكلب ضل السلاح، وبل من الخوف سرواله 😂
و(صخر) بسم الله ما شاء الله لم يكذب خبرًا؛ فبمجرد ما شعر بوجود اللصوص فر بحياته تاركًا (عبلة) لتتصرف من نفسها! ونعم الرجال يا (صخر) يا ولدي، يا لا فرحة والدتك بك 😂. وتقاتل (عبلة) اللصوص ببسالة حتى يأتي (عنترة)، وينقذها. ورغم هذا الموقف المحرج، والنذالة التي أظهرها (صخر) لـ (عبلة) إلا أنه لم يرتدع أو يشعر بالخجل، بل تقدم لخطبتها، وحاول قتل (عنترة) عدة مرات، لكن (عنترة) لم يستسلم، وتحمل الكثير حتى فاز بحبه في النهاية. ورغم أن القصة غير واقعية؛ لأن أغلب النهايات في مثل هذه الظروف تكون حزينة إلا أننا لا نملك سوى التأثر بها؛ فهي تداعب ارواحنا الظمأى إلى السعادة؛ فتعطينا الأمل أن ربما أحلامنا المستحيلة قابلة للتحقق يومًا ما.
ويظهر أثر البيئة الصحراوية القبلية في المسرحية في اختيارهم لصفات الرجل المثالي؛ من الشجاعة والقوة والإقدام، وليس الأخلاق أو الطيبة أو حس الدعابة مثلًا. وهذا طبيعي في بيئة صحراوية قاحلة مليئة بالأخطار من حيوانات ولصوص وقطاع طرق؛ لذلك كانت الصفة الأهم في الرجل هي الشجاعة والقوة ليستطيع ردع مثل هذه الأخطار. والمسرحية لذيذة، وبها بعض لمحات من الفكاهة، وهي أقل درامية من الفيلم ومن الرواية الأصلية.
إنها التجربة الأولى في قراءتي للمسرحية الشعرية ولن تكون الأخيرة قرأت المسرحية ضمن إصدار الأعمال الكاملة لمسرحيات أحمد شوقي وللأمانة لو أنه قدّر لعنترة أن يقرأ هذه المسرحية لعاتب أمير الشعراء لرقة الألفاظ التي استعملها إذا ما قورنت بألفاظ الشعر الجاهلي وتراكيبه والتغير السريع للقوافي وهو أمر يتطلبه الحوار بين الشخصيات إلا أنه سيغفر له كل ما سبق لقاء النهاية السعيدة للمسرحية بتزويجه -أي عنترة- بعبلة
بعد الأعمال الكاملة لصلاح عبد الصبور و المسرح الشعري هبدأ مع الأصل أمير الشعراء :) حاجة كدا من أيام ثانوية عامة :p اولى المسرحيات الشعرية في الاعمال الكاملة عنترة اللغة العربية و البحر و القافية حاجة كدا من نفحات اللغة العربية المفتقدة في الزمن دا :) المسرحية حلوة كشعر بس كأحداث و نهاية :/ :/ :/
مسرحية شعرية لأحمد شوقي... ابدع فيها بالحوارات كقوله على لسان عنترة عندما رأى عبلة تحمل سلاحاً: أمثلُك عبلَ تخشى بأسَ شيءٍ وتتّخذُ الكنائنَ والرّماحا لقد قُرن اسمك المحبوبُ باسمي أما يكفي اسم عنترةٍ سلاحا؟.
مسرحية شعرية جميلة جدا..والكاتب عظيم يبدع بشكل كبير في الحوار الشعري في المسرحية الشعرية..رغم أن الكلمات صعبة جدا وبعضها غير مفهومة لأن الشاعر يحاكي لغة أهل الجاهلية والتي كانت الأقوى على الاطلاق على مر العصور..ولكن المسرحية رائعة وتستحق القراءة
أخيرًا خلصتها هو أسلوب أحمد شوقي ونظمه للأبيات رائع لا شك لكنها ليست بقوة مجنون ليلى زهقت كتير ف النص وقرأتها على فترات متباعدة كثيرة أحداثها شبه بعض دي تاني قراءة لمسرحيات أحمد شوقي الشعرية وإن شاء الله ما تبقاش الأخيرة
يالها مِن مسرحية!، يالها مِن كتابةً!، يالها من اجواء و اسلوبٍ جذابٍ يَجذبك من ياقتك لا اتذكر اخر مرةٍ قرأتُ فيها كتابًا أو شعرًا أو مسرحية توزاي مسرحية "عنترة" جمالاً بدَأتها صدفةً وبلا تخطيط مسبق، وما أجمله من لقاء وما أعذبها من رفقة
يصف أمير الشعراء أحوال بني عبسٍ وعامرٍ بأجمل وصف، فيتخذ المسرحية الشعرية للتخاطب بين أدوارها. ويمثل فيها حب عنترة لعبلة وسعيه لنيل قلبها بشجاعته وكل صفاته الحميدة على الرغم من عداء أبيها له.
ربما تكون هذه المسرحية من أجمل المسرحيات اشعرية التي وضعها أمير الشعراء أحمد شوقي، غير إني لم اشعر فيها بالحبكة وتصاعد الأحداث والعقدة، وإن تم تقديم الحل بهذه الطريقة السخيفة في النهاية بأن "ضحكوا" (سخروا) من منافس عنترة في خطبة عبلة فقدموا له الفتاة الأخرى التي كانت تحبه بدلاً من عبلة التي تحب عنترة. ثم أين ذهبت معارضة والد عبلة وأهلها. وأميل إلى ذذذلك الرأي الذي يرى في الشعر العربي نوعا من الفن الأدبي، وليس مجرد عادة لهؤلاء الأقوام، ومعنى ذلك أن بعض ما يذكرون ليس حقيقا وإنما هو نوع من الحبكة لروائية القصصية، ومن ذلك قصة عنترة وعبلة فلم تُشر المصادر القديمة للنهاية التي ننتظرها نحن المعاصرين: إن كان عنترة تزوج فعلا من عبلة أم لا! ولو كانت القصة حقيقية لما غفلوا عن ذكر شيء يسير مثل هذا. لذا ربما هي مجرد قصة مثلت جزءا من تراث هؤلاء القوم، مثلما تزيد الرواة في سيرة أبي زيد الهلالي، ومثلما أختلفوا في حقيقة قيس ليلى، او على الأقل يكون لها أصل من الواقع، لكن تم تكثيفها كما يحدث في لافن الروائي والقصصي والمسرحي من تجميع القصة في تركيبة من بناء درامي ببداية وذروة وحل ونهاية. وفي النهاية فالقصة تلفت النظر لفن عنترة الشعري إذ كان من عادتهم الرثاء والبكاء على الأطلال والغزل العفيف ...