What do you think?
Rate this book


294 pages, Paperback
First published January 1, 2016
إن كل ما قدمناه في الفصول السابقة يوصلنا إلى نتیجة مفادھا أن الرواية القرآنیة عن میلاد مريم وحیاتھا، والحمل العذري، ومیلاد عیسى وحیاته، وأعماله وأقواله، وموته وبعثه، تتفق مع الرواية الإنجیلیة، وإلى حد التطابق التام في معظم الأحیان، واستخدام تعابیر متشابھة. كما تتفق الروايتان إلى حد بعید فیما يتعلق بالطبیعة البشرية لعیسى: فھو نبي، ومرسل من عند لله، ورجل خاضع لمشیئة لله، ويصلي له على الدوام. وفیما يتعلق بالطبیعة الفائقة لعیسى باعتباره الكائن الأعلى في سلم ارتقاء البشرية، فإن الروايتین على استخدامھا لتعابیر ومصطلحات متخالفة فیما يخص ھذه الطبیعة، فإنھما تضعان خطاً فاصلاً واضحاً بین طبیعة عیسى وطبیعة خالقه، عبرت عنه الرواية القرآنیة بأكثر من صیغة على ما سنورده بعد قلیل، وعبرت عنه الرواية الإنجیلیة على أفضل وجه عندما خاطب يسوع ربه في إنجیل يوحنا قائلاً: وَھَذِهِ ھِيَ الْحَیَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِیقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِیحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ (يوحنا 3:17