ذهبت لأحضر الموتوسيكل الخاص بي من جراج قريب وألقيت التحية على السائس: صباح الخير
لم يرد.
هكذا يفعل بواب العمارة, وصاحب البقالة.. وإن كان الأخيران يردان أحيانا بحروف مضغوط عليها كما يفعل أستاذ يلقن تلميذا درسا:" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".
لم أمل من إلقاء تحية الصباح والمساء على السائس .. فعلت ذلك يوما بعد يوم, وأنا أعرف أنه لن يرد. لمأتوقف عن هذا إلا حين سمعته يقول لرجل يجلس إلى جواره: هو فاكرنا نصارى ولا إيه!
.هذه الجملة فتحت لي بابا لفهم "الحالة المصرية" بطريقة جديدة, وقد كنت أظن أنني أفهمها
خالد البرى من مواليد سوهاج 1972 حاصل على بكالوريوس الطب 1996، يعمل فى إذاعة "BBC" ويعيش فى لندن منذ 1999، له كتابان هما "الدنيا أجمل من الجنة، سيرة ذاتية" عن دار النهار 2001 ورواية "نيجاتيف" عن دار ميريت 2004