Jump to ratings and reviews
Rate this book

الإسلام والاستبداد السياسي

Rate this book
هذا الكتاب" الإسلام والاستبداد السياسى" للشيخ الغزالى من أخطر الكتب التى تناولت الاستبداد السياسى ,دراسة واقعية معاصرة جريئة امتزجت بالأسانيد الشرعية والمرويات التاريخية, ومكمن قوة هذا الكتاب فى جرأته البالغة فى توجيه صفعة شديدة للطغيان فى وقت كان السجن والتنكيل مصير رائدى الأقلام الحرة.

264 pages, Unknown Binding

First published January 1, 2014

54 people are currently reading
2042 people want to read

About the author

محمد الغزالي

107 books6,786 followers
See Mohammed al-Ghazali al-Saqqa

في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.

فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.

توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.

Sheikh Muhammad Al-Ghazali lived from 1917 to 1996 in Egypt. Born Ahmad Al-Saqqa, his father nicknamed him Muhammad Al-Ghazali after the famous ninth century scholar, Abu Hamid al-Ghazali. In 1941, Muhammad Al-Ghazali graduated from al-Azhar University in Egypt, and became a leading figure in the Egyptian Muslim Brotherhood before his dismissal from its constituent body. His subsequent rise in the Egyptian Muslim jurisprudence system was accompanied by the publication of more than fifty of his works, ensuring popularity for his approaches to tafsir and his responses to modernity across the Muslim world. In the 1980s, he spent time as the head of the Islamic University academies in Mecca, Qatar, and Algeria.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
174 (35%)
4 stars
192 (38%)
3 stars
94 (19%)
2 stars
26 (5%)
1 star
8 (1%)
Displaying 1 - 30 of 51 reviews
Profile Image for أحمد أبازيد Ahmad Abazeid.
351 reviews2,110 followers
April 26, 2013
رحم الله الشيخ محمد الغزالي , كان من جيلٍ يبدو أنّه لا يتوفّر لدينا الآن بين المشايخ , جيل العمائم التي يمكن أن تُسجن لأجل فكرة .
Profile Image for محمد إلهامي.
Author 24 books4,035 followers
October 23, 2013
فكرته الكتاب في غاية الأهمية لولا أن الشيخ الغزالي كان "ضعيف الخبرة" -لو صح التعبير- بالتاريخ الإسلامي، فقسا كثيرا قسوة في غير موضعها.

هذا الكتاب بقدر ما أعجبتني فكرته بقدر ما أغاظتني قسوته وخفته وحدته في نقد مواقف من التاريخ الإسلامي، كان الأولى أن يبحثها الشيخ بعقل العالم وعلمه لا بحرارة الغاضب وهياجه.
Profile Image for Ketabna /كتابُنا.
30 reviews347 followers
December 25, 2012
عن الكاتب

محمد الغزالي مفكر إسلامي معاصر، كتاباته تتميز بأسلوب أدبي بارع ويغلب على أفكاره طابع التجديد و الوسطية و الاعتدال و رفض المغالاة و التشدد، ولد في البحيرة بمصر عام 1917، درس في كلية أصول الدين بالأزهر و فيها تعرف على الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، فانضم للجماعة وبدأ الكتابة في مجلتها بتشجيع من البنا الذي لقب الغزالي بأديب الدعوة. تخصص في الدعوة و الإرشاد بعد تخرجه، له العديد من المؤلفات في مجال الفكر و السياسة كما الكثير من الكتابات الجريئة التي أوقعته في شتى المتاعب لمناهضتها للأنظمة العربية. توفي بالمدينة المنورة عام 1996 ودفن بمقبرة البقيع كما تمنى قبل وفاته.

عن الكتاب

ذاق الغزالي مرارة الاستبداد مستضعفاً أسيراً مهدور الحقوق في معتقل الطور، فوضع بذرة كتابه هذا من خلال دروس ألقاها على بعض زملاء الأسر، ثم نشره بحثاً متكاملاً بعد خروجه من السجن. يقول عن كتابه أنه رأى أن من واجبه أن يقض مضاجع البغاة و يبصر الضحايا الغافلين بعواقب تراخيهم و كسلهم و أن يسير على درب من ضحوا بأنفسهم نصرة للحق معلناً أن الحق الذي يعتز بتضحياتهم لن يهتز بعد رحيلهم. كذلك أراد الغزالي كتابه تعويضاً عن ما يراه غياباً لدور العلماء في توعية المجتمع و الوقوف في وجه المستبد و نزواته، إما لغموض عندهم في التصور الإسلامي لأسلوب الحكم أو لإيثارهم السلامة نائين بأنفسهم عما يغضب السلطان. بل يرى أن بعضهم تجاوز ذل السكوت إلى عار التملق، فأصبحوا يصنعون الفتاوى المكذوبة لتسويغ مآثم الحاكم، فيشوهون ضمائر العباد ويسيئون للإسلام ويرفعون الثقة عن العاملين للدين. الكتاب من أشهر كتب الغزالي، طبعت نسخته الأولى عام 1949 وصدر قرار بمصادرته فور نشره وقدم الغزالي للمحاكمة بتهمة مهاجمة الحكومة على إثره، يعتبره الغزالي كتاباً لكل العصور و الأنظمة و حتى بعد سقوط الملكية رفض ضغوط رجال المباحث لتعديل بعض محتوياته.

التلخيص

يناقش الكتاب مفهوم الاستبداد وآثاره بمنظور إسلامي معزز بأحاديث شريفة و آيات كريمة و استدلالات تاريخية كثيرة يتعرض فيها أحياناً لمقارنة الغرب والشرق بين الماضي و الحاضر و يعرض بعض القواعد الشرعية الأصيلة في مسئلة الحكم و واجبات السطان و حقوق الرعية ويؤكد على التضاد الشديد بين الاستبداد و روح الإسلام. كما يفند العديد من القضايا الجدلية التي اتهم فيها الإسلام أنه يستبد بالإنسان و يقيد حريته، ثم يفصل دور المسلم في مجتمعه وحقوق أمته عليه للوقوف في وجه الجور و الاستبداد.
فيما يلي إيجاز لما تعرض له الكاتب من معان و أفكار:

الاستبداد و نظرة الإسلام:
في الأبواب الأولى يشرح الغزالي مكامن السوء في نظام السلطة المطلقة وآثاره السلبية على حقوق المجتمع وحرية الفرد و ضمير الأمة. ثم يوضح النظرة الإسلامية لنظام الحكم.
لماذا الحكم المطلق مناف للشريعة؟ : تكتنف الحكم المطلق صفات تجعل من الفرد المتسلط جباراً لا دين له، فكيف يحكم و وظيفته في الإسلام حراسة الإيمان في القلوب و حراسة الفضائل في المجتمع و حراسة المصالح العامة في حياة الأمة؟؟
أولى هذه الصفات هي صفة الكبر، حيث أن استبداد الرأي يورث الحاكم غروراً ثم تكبرا ثم تألهاً. و التوحيد في الإسلام جاء لمعالجة كل الوثنيات بما فيها الوثنية السياسية فلا يتأله عبد على عبد و الجميع سواء.
تتبعه صفة الرياء حيث ينبت الرياء في ظل الكبر. إذ كلما زاد استكبار الحاكم زادت مراءاة من حوله له، فانقلبت الحقائق و توطأت أكتاف المنكر و راجت سلعة الكذب. وليس ثمة شك في أن هذا مناف لتعاليم الإسلام الذي جعل صلة الدولة بالأمة كريمة نقية فالحاكم و المحكوم كلاهما مبتغ لوجه الله راغب في أداء حق ربه، فلا يشغلهما إلا أن يخدم دينه إماما أو مأموما. أي ساوى الإسلام بين هدف الحاكم و المحكوم ثم توعد بشدة الإمام الجائر وعيداً يجعل الحكم مسئولية هائلة جسيمة لا باباً للمتعة والمجد، فلا تصير السلطة مطلباً تتنازع عليه القبائل و تفنى لأجله الرجال.
كذلك يتصف الحكم الجائر بالإسراف الشديد حيث يستحل المستبدون خزانات الدولة منفقين ببذخ على أنفسهم وعلى أركان دولتهم ليحوزوا حياة تليق بوضعهم كآلهة و هذا مناف للشريعة إذ أن بها حدودا فاصلةً تبين حق الحاكم من مال الأمة يشرحها الكتاب تفصيلا.
وتتضح في هذه الصفات أركان الفساد الاجتماعي مقترنة يزجي بعضها بعضاً إلى جهنم. كما روي عن النبي (ص): “عرض علي أول ثلاثة يدخلون النار: أمير مسلط، و ذو ثروة من مال لا يؤدي حقه، و فقير فخور.” فالأول يمثل الاستبداد السياسي و الاستكبار، والثاني يمثل الطغيان الرأسمالي، والثالث يمثل خدمهما من الأتباع يمشون في ركابهما مرائين منافقين لسادتهم متفاخرين بهم على باقي الخلق. فإذا انضم إلى هذا الفساد الاجتماعي تأييد المحترفين من رجال الدين، فقد تمت سوأته و طاشت رميته.
الشورى فريضة: الشورى ركن أساسي إلزامي للحاكم يقف كسد منيع أمام تقديس رأيه و استبداده بشئون بالأمة. يجتهد الكاتب في تفنيد بعض التفاسير التي ترى أن الشورى غير ملزمة أو تجيز افتراء الحاكم على رأي الجماعة مستندة على بعض الوقائع التاريخية مثل عمرة الحديبية حيث يفرق بين أمر ثبت فيه صحيح وحي و سائر الأمور التي تخضع للاجتهاد العام.
يشيد الكاتب بالتجارب الحديثة من ضبط علاقة الحاكم و المحكوم بدساتير و قوانين و يعتبر وجودها لا ينافي الشريعة حيث أنها تخدم العدل وتضع أطراً لتنفيذ الحق والذود عن المظلوم ، كما أنها تقلل من سطوة الحاكم بعد أن يستتب الأمر له وتقوى شوكته، فقد يأتي الحاكم مصحوباً بقاعدة شعبية واسعة ثم ينقلب ديكتاتوراً سفاحًا لا يَرحم (هتلر مثالا) ..
لا توريث في الإسلام: يشدد الإسلام على ضرورة الشورى لاختيار الحاكم، بل إن توريث معاوية الحكم لابنه زياد يعتبر من الكوارث الشنيعة طويلة الأثر شديدة الوطئة على الأمة و تاريخها. و لا شك البتة في أن الدين الذي لم يمنح الإنسان حق توزيع تركته الخاصة على ذريته كيفما يشاء، لا يمكن أن يسمح للحاكم بتوريث أبناء المسلمين لأبنائه!!

الحريات في الإسلام:
كثيرا ما يُتهَم الإسلام بأنه يعادي الحرية ويستبد بحياة الإنسان، يدحض الغزالي هذه الاتهامات فيبين اهتمام الشريعة بما يصون حرية المرء و كرامته و السعي لتحريره “مادياً” و”عقلياً” بل و النهي عن الإكراه في الدين حتى لو بحسن نية خالصة. يشرح الكتاب العديد من القواعد التي تضمن التكافل الاجتماعي ورعاية الفقراء لتحرير الإنسان مادياً، كما يبين الأصول التي تصون حرية الرأي و الاعتقاد و حقوق الأقليات لتحرير الإنسان عقلياً، ثم يناقش بالتفصيل الشديد الكثير من القضايا التي تثير جدلاً، فيما يلي نبذة موجزة عن بعضها:
القتال: ليس القتال فريضة انفرد الإسلام بتقريرها ولا محمد أول مصلح حمل السلاح. إلا أنه لا منطق في أن يُتَوَقع من أتباع دين معين أن يقادوا إلى المجازر قود الخراف الطيعة دون أن يشرع لهم حق الدفاع. فعلامة الجهاد في الإسلام دفع البغي وكسر شرة المعتدين. فالحرب أذن الله بها سياجاً للهدى وصيانة لمعالمه، لم تشعلها مآرب النفوس ولكن فرضتها دواعي الغضب لله. وهذه المعاني جلية في الآية: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين”
شرعت الحرب أيضاً منعاً للفتنة، وهي تعني استغلال السلطة لمصادرة الحق ومطاردة أهله، وهو جهاد مبني على أن الإكراه لا يؤسس عقيدة، فلا يرغم أحداً على الإيمان بالله كما لا يقبل من أحد اضطهاد المؤمنين. “فقاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله”، أي أنها حرب تعبد الطريق أمام الآراء كلها فتتخير النفوس ما تهواه “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر”
وتمحيصاً لنفوس من خاضوا هذه الحروب، بُذِل الوعد بالنصر فيها لمن لا يستغل نتائجها لشخصه ومفاتن دنياه بل لمن يوجه ثمراتها إلى تمكين دينه وتوطيد عقباه. “الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر”.
فإذا انتفى العدوان و أمنت الفتنة فلا مكان للقتال، و حمل السيف حينها جريمة “فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم و ألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا” وهو ما يليق بدين شرع العدل الحاسم “وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا و أصلح فأجره على الله”، نرى أن الفضل أتبع العدل أي قرر الأولى و رغب في الثانية فاعترف بالعقوبة وأثاب على المغفرة.
فتح مكة: حاز المشركون معاملة خاصة بعد فتح مكة فلم يمنحوا نفس القدر من الحرية العقلية وفيهم قال رسول الله (ص) “أُمِرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله …” وقد أجمع العلماء أن المقصود بالناس هنا مشركي قريش وهم الذين سمح لهم لمدة تزيد عن 20 عاماً بالبقاء على دينهم فعذبوا المسلمين و اضطهدوهم وحاربوهم مراراً واستعدوا عليهم القبائل حتى لم يكن بد من وضع طريقين لا ثالث لهما فهم من اختاروا لأنفسهم أن يبيدوا المسلمين أو يبادوا، وقال الله فيهم “وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة”
غير المسلمين: أمر الإسلام بحسن معاملة أهل الكتاب والأديان الأخرى فلا يمنع إقامة علاقات جيدة معهم، أما الآيات مثل: “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء” فلا يجوز أن تفصل عن سياقها و مناسبتها التاريخية فقد نزلت في المحاربين منهم الذين ناصبوا المسلمين العداء طويلاً، فقد سمح الإسلام بالزواج منهم و هو أسمى آيات المودة و أوطد العلاقات الإنسانية فكيف يطلب إذاً مجافاتهم وإساءة معاملتهم؟ “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين”. وجاء تشريع الجزية ليس بدلاً عن إسلامهم أو دمائهم، و إنما هي علامة كفهم عن القتال ومصادرة الدعوة ومقابلاً لحماية أنفسهم و أموالهم.
المرتد: يوضح الغزالي أن الإسلام بداية كان يتيح للإنسان تغيير عقيدته كما يشاء حيث تعاقد مع المشركين في صلح الحديبية أن لا يردوا من جاءهم من المسلمين مرتداً. إلا أن المنافقين واليهود استغلوا هذه الحرية فكانوا يدخلون الإسلام أياماً ثم يرتدون فيثيرون الفتنة ويشجعون المسلمين حديثاً على ترك دينهم. فشرع قتل المرتد المثير للفتنة المجاهر بارتداده.
الرقيق: وجد الإسلام منابع الرق كثيرة ومصارفه قليلة أو معدومة، فكثر المصارف ونظمها ووسعها، وردم المنابع أو وضع لها من الوصايا ما يجعلها تجف من تلقاء نفسها، كما شرع العديد من القواعد التي توجب معاملة الرقيق بعدل ورحمة. صحيح أنه كان من الممكن أن يحرم الإسلام الاسترقاق أصلاً، ولكن هذا التصرف من المسلمين يعتبر عبثاً، لأن أعدائهم لن يتقيدوا بهذا التحريم فينشأ عن ذلك أن أسرى المسلمين يستعبدون، بينما أسرى المشركين لديهم يحررون، وليس ثمة منطق في هذا.

واجبات اجتماعية تحرس الحرية:
يستفيض الغزالي في مناقشة التزامات الفرد نحو مجتمعه ويبين كيف أن الالتزام بهذه الواجبات كفيل بإبقاء الحاكم تحت سلطة الأمة.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن رسالة المسلم تتجاوز الحدود الضيقة الشخصية إلى نطاق أرحب، يشمل أمته كلها، بل العالم بأسره. لذا كان من خصائص الإسلام التي امتاز بها لتقويض أركان الاستبداد أن أوجب على كل فرد أن ينتقد الخطأ وأن يوجه إلى الخير، ليصون أمتة من انتشار العبث والفوضى في نواحيها ويقودها للكمال ويثبت مشاعر التراحم بين الإنسان والإنسان. بل إن الإسلام يعتبر هذا الفرض تحديدا هو سر تفضيل الأمة على غيرها: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”. وإن من خصائص الاستبداد في كل زمان ومكان كرهه الشديد لحرية النقد والتوجيه، لهذا جعل الإسلام كلمة حق عند سلطان جائر من أعظم الجهاد. فإن فرطت الأمة في هذا الفرض ما استحقت أن تنال من الله نصراً ولا في الأرض تمكيناً، فاستفحل الظلم والجور، وانتكست الحرية وحُظِرَ كل ما ليس مدحاً لحكمة المستبد أو زلفى لجلالته.
وقد ورد عن النبي (ص): “كلا، والله لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر و لتأخذن على يد الظالم و لتأطرنه على الحق أطرا”. وهو حديث شديد الوضوح في وجوب المجاهرة بإصلاح الأوضاع الفاسدة و مخاصمة صانعيها و حارسيها أو مقاطعتهم ومجافاتهم. أما السير في ركابهم و الانتظام في مجالسهم موالاتهم على خبثهم فقد عده الإسلام فسقاً. فكيف بمن يتملقون المجرمين ويسترون مخازيهم؟ إن أولئك لا دين لهم البته.
اجتثاث الفساد: يعتبر الإسلام الفساد داء خبيثاً، لا يقتصر شره على صاحبه بل يتعداه إلى كيان الأمة كلها. فمن حق المجتمع أن يدفع عن نفسه في وجه الفاسد و يضرب على يده و يستنكر ما بدا منه. كما يقول الحديث: “إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده”. أما إذا رأى الإنسان نفسه عاجزاً عن إحداث تغيير فإن هذا ليس مبرراً له للسكوت على الباطل، فالمسلم قَوّام للقسط مِقْرار للحق ولو لم يغير جهده الواقع المريض، فحسبه أنه لم يترك الفجور يسير هادئاً، بل أثار عليه ما استطاع من شغب. والآية في هذا واضحة: “ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء”.
التناصر في وجه الظلم: لا يجوز في الإسلام أن يبقى المظلوم وحيداً يلتف إلى الأعوان فلا يلقى صريخاً، فإن الغاشم ربما لا ترده العقوبة المُرْجَأة في الآخرة، وربما لا تصده حدود القانون، ولا ترجعه النصائح والنقد، ولكنه ينقمع ويتردد إذا أدرك أن ضحيته عزيزة المنال، وأن دون الافتئات عليها قد يكون هلاكه هو أو هلاك رجال ورجال. وقد احتاط الإسلام لضمان الحقوق الخاصة والعامة بإقرار مبادئ ثلاث: 1. كفّ يد الظالم، 2. استنهاض المظلوم للدفاع عن نفسه، 3. مطالبة الغير بالتدخل لصد العدوان.
والتناصر لا يكون للمظلوم فقط بل يوضح النبي (ص) أن المرء عليه نصرة أخيه ظالماً أو مظلوماً، فنصرة المظلوم بالدفاع عنه، ونصرة الظالم برده عن ظلمه.
الخروج على الحاكم الفاسق: قد أوجب الله على الأمة طاعة ولي الأمر مادام منها، ووظيفة حاكم ما في أي بلد مسلم، أن يحرس الإيمان ويقيم العدالة ويصون المصالح، فإذا فرط في أداء واجباته فقد قصر في وظيفته، ووجب تنبيهه و إرشاده، أما إذا هدم الإيمان بالإلحاد، و أضاع العدالة بالجور، وأهمل المصالح باللهو، فقد خرج عن طبيعة وظيفته و وجب إسقاطه بل و جاز قتله كما أفتى عمر و فقهاء الأمة، والقتل في الإسلام كبيرة شنعاء، فتكون الجرأة عليه و استباحة دمه حين يتجرأ هو على الأمة و يستبيحها و يسقط هيبتها وينتهك حرماتها. لكن الإسلام يحتاط كثيرا في اثبات جواز الإطاحة بالحاكم و له عذره في هذه الأناة، و هي لمصلحة الأمة لا لمنفعة الحاكم. فإن عواقب الفتن وخيمة على مستقبل البلاد. و قد رأى الفقهاء أن إزالة المنكر إذا استتبعت مفسدة أعظم، فمن الخير التربص بها وارتقاب الفرص السانحة لها، والسكوت حينئذ ليس سكوت جبن، ولكنه ترسم سياسة أفضل في حرب المنكر.
يختم الغزالي بنظرة مجملة على طبيعة الحكومات التي قامت باسم الإسلام، يناقش مكامن السوء فيها و ينزع عن كثير منها ردائها الإسلامي، ولا شك في أن حياد البعض عن مقاصد الإسلام بل وتعديهم عليها لا يعيب جوهر الدين الحنيف في شئ.

قام بالتلخيص : رفيدة طه
مراجعة لغوية : تسنيم سليم

لينك للمقال

http://www.ketabna.com/home/?p=269
Profile Image for Roqýah Ȝbđeen.
22 reviews1 follower
June 13, 2018
ليس مجرد كتاب انما هو علم ينبغي تدريسه للأجيال
ربما يظل الاستبداد مخيما على بلادنا أمدا بعيدا
لكن على الأقل ليعلم المسلم حقه المهضوم وان الاسلام اراد له ان يكون عزيزا لا مذلولا
منصورا لا مظلوما وان الطغيان الذي يخيم على الاجواء ليس من الاسلام في شئ
وانما هو ظلم فئة اراد الله ان تلبسنا الذل والهوان الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا
Profile Image for Mahmoud Galal.
21 reviews10 followers
December 17, 2013
المواقف المشرفة لهذا العالم الجليل اكثر من ان تذكر وان يحصيها كتاب او مقال , فلقد كان - رحمه الله - في كتاباته ثائرا وفي مواقفه ورفضه وايضا في صمته ثائرا , هو من القلائل الذين تصدوا لطواغيت عصره واستبدادهم وتسلطهم على شعوبهم وكشفت مواجهاته التي لم تتوقف حتى آخر ايام حياته , هؤلاء الذين زعموا انهم رجال دين وعلماء الشريعة ومدى تهتكتهم وتحلل قلوبهم وضمائرهم حتى فاحت منها رائحة النتن والعفن , ذاق الغزالي مرارة الاستبداد مستضعفاً أسيراً مهدور الحقوق في معتقل الطور، فوضع بذرة كتابه هذا من خلال دروس ألقاها على بعض زملاء الأسر، ثم نشره بحثاً متكاملاً بعد خروجه من السجن. يقول عن كتابه أنه رأى أن من واجبه أن يقض مضاجع البغاة و يبصر الضحايا الغافلين بعواقب تراخيهم و كسلهم و أن يسير على درب من ضحوا بأنفسهم نصرة للحق معلناً أن الحق الذي يعتز بتضحياتهم لن يهتز بعد رحيلهم. كذلك أراد الغزالي كتابه تعويضاً عن ما يراه غياباً لدور العلماء في توعية المجتمع و الوقوف في وجه المستبد و نزواته، إما لغموض عندهم في التصور الإسلامي لأسلوب الحكم أو لإيثارهم السلامة نائين بأنفسهم عما يغضب السلطان. بل يرى أن بعضهم تجاوز ذل السكوت إلى عار التملق، فأصبحوا يصنعون الفتاوى المكذوبة لتسويغ مآثم الحاكم، فيشوهون ضمائر العباد ويسيئون للإسلام ويرفعون الثقة عن العاملين للدين. الكتاب من أشهر كتب الغزالي، طبعت نسخته الأولى عام 1949 وصدر قرار بمصادرته فور نشره وقدم الغزالي للمحاكمة بتهمة مهاجمة الحكومة على إثره، يعتبره الغزالي كتاباً لكل العصور و الأنظمة و حتى بعد سقوط الملكية رفض ضغوط رجال المباحث لتعديل بعض محتوياته.
Profile Image for  lettore.
Author 1 book7 followers
March 17, 2014
بسم الله
ولا ادري لماذا لا احب كتابات الشيخ غفرالله له
ولا احسها .. رغم ما اسمعه عن اهميتها
شئ واحد مشترك بينها احسه
(لي عنق النص)
لتقرير ما رآه الشيخ
كتبه مقبولة في بعضها
ولكني لا استسيغها
Profile Image for محمد.
Author 2 books1,033 followers
October 29, 2013
الكتاب يعد الثاني من نوعه في نقد الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي بعد الكتاب الشهير طبائع الاستبداد للكواكبي و كتابنا هذا أدى إلى نفي صاحبه الشيخ الغزالي إلى الطور معتقلا في سبيل كلمة الحق من الحديث عن الفساد في مصر أيام الملكية و حديثه كذلك عن تراث الاستبداد في تاريخنا و عن الغاء مصطفى كمال أتاتورك للخلافة العثمانية و غيرها من الموضوعات ذات الصلة
1 review
July 21, 2012
الكتاب جميل، يوضح فيه الغزالي بأسلوب جميل مساوئ الإستبداد السياسي ووضح خطورة استغلال الدين بواسطة بعض الحكام الفاسدين لتدعيم فسادهم واستبدادهم.

الحوار عقلاني ويستشهد الإمام الغزالي بآيات من القرآن والأحاديث النبوية الشريفة.
Profile Image for Ashrakt Fares.
23 reviews
September 19, 2021
كتاب جميل اول تجربة للغزالي بالنسبه لي كتاب بسيط يحمل في طياته الثورة على كل ما هو مطللق واستبدادي
Profile Image for محمد ضياء.
10 reviews3 followers
October 3, 2013
يلقي الكاتب الضّوء على حقيقة الاستبداد القذرة , التي ما منها إلا المصائب على الأمة .

و يبين موقف واضح و صريح للإسلام من الاستبداد , بعيداً عن مداهنات علماء السّلطة و دجّاليها.

فيه سرد تاريخي لأحداث,و مواقف علماء عظماء..
كيف حرمنا الاستبداد منهم و كان وبالاً على أمتنا بكامل تاريخها .

الحقيقة أنّني صدمت أمام بعض عوامل الحروب الصّليبية , و كيف كان لتقصير قياداتنا دور فيها ...

و الأرقام التي قتلها طغاة الماضي , لا تختلف كثيراً عن أرقام اليوم .

الاستبداد عدو الإسلام , الحقيقة التي تتضح في الكتاب .

و الكتاب يحوي العديد من الجمل الملفتة ... مثل هذه :

" و قد غلغلت في أفكار الكثيرين و أعمالهم فرأيتهم يقفون و الفلك دائر , و رأيتهم كالمتدحرج في أسفل السّلم , لا يعرف شيئاً عن المزالق التي هبطت به إلى الحضيض بعد أن قلبته رأساً على عقب ... و آخرون يريدون ابتداع أشكال للشورى - التي جاء الإسلام بها - دون دراسة لتجارب البشر في الشّرق و الغرب عدة قرون بل دون اعتراف بهذه التّجارب الخطيرة " .
Profile Image for Mohammad Zeyad.
105 reviews8 followers
August 29, 2017
"إن الإسلام صنع في بلاده حدائق فيحاء شهية المنظر والمتنفس فجاء الاستبداد السياسي أشبه ما يكون بدخان البترول المحترق ، ترسله آلة خربة ملأت الجو بغيومه ، وزكمت الأنوف برائحته
وما يبقى على هذه الآلة الفاسدة رجل يريد بقاء الناس في الإسلام"
هذا نص من النصوص الخالدة التي ختم بها الغزالي -رحمه الله - كتابه
الغزالي هو هو .. كما وصفه القرضاوي أثناء سجنهما معا :
"حتى إنك لتحسبه في بعض ما يكتب مقاتلا في معركة ، لا مجادلا في قضية ، وتحسب القلم الذي في يده السيف أو الرمح في يد ابن الوليد!"
ألف كتابه هذا في نهاية أربعينيات القرن الماضي ، وبمجرد أن نزل اهتزت حكومة الطغيان وأمرت بمصادرة الكتاب واهتز القصر الملكي وأمر بمحاكمة الغزالي لأنه ارتكب اثم فضح الاسبتداد!
رحمه الله كان يؤمن بما يكتب .. وما أحوجنا لأمثاله
كتاب مفيد جدا وإن كان موجزا
Profile Image for Reham Bakhsh.
16 reviews8 followers
January 27, 2014
كتاب رائع يتمتع بالصراحة والشفافية المغقودة في وقتنا الحالي رحم الله محمد الغزالي المغكر الإسلامي العظيم الذي اعطى في هذا الكتاب جواباً شافيا كافياً للتساؤل الذي لطالما تبادر إلى ذهني - خاصة في هذه الظروف التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي - ماهي أسباب الهوان والضعف والحال المتردي ﻷمة الإسلام ؟ و كيف اندثرت أمجادها السابقة و ماهي أسباب التخبط الذي يعيش فيه المواطن المسلم بين فكي الفساد الداخلي والمؤامرات الخارجية ؟ في هذا الكتاب يخبرنا الغزالي أن هذا الحال الذي وصلت إليه الأمة مكمن الداء فيه وحله لايحتاج إلى نظريات وتفسيرات بل الحل في مرمى النظر ولكن تغاضت عنه الأبصار و أنكرته العقول السوية والقلوب التي غرها الهوى والتي اشترت الدنيا بالآخرة من الحكام المستبدين و من الشعوب التي تصنعهم .
Profile Image for Tariq Al-karmawy.
49 reviews38 followers
September 4, 2015
لا يمكن أن يوصف هذا الكتاب إلا بأنه رائعة من روائع الكتب التي تناولت هذا الموضوع الشائك والمهم.

أهم وأول ما يمكن ملاحظته من هذا الكتاب هو مدى حرص الكاتب على مبدأ الحرية .. فهو يرى أن أينما وجدت الحرية وجد العدل وحيثما غابت خيم الظلم والاستبداد .. فلا يخاف الحرية الا كل مستبد ظلوم.

كما انه تناول اهم اسباب الوثنية السياسية وتحليلها وكيف لم ينجوا المسلمين منها .. كلما اببتعدوا عن الفهم النبوي للحكم والدولة ..

كتاب تجب قرائته .. لما فيه نقد ذاتي للتاريخ الاسلامي واستخلاص العبر منه ليثبت لنا ان لا عصمة لغير نبي ولا قداسة لتاريخ ..

كتاب يستحق ان نعطيه من وقتنا وقلبنا وعقلنا ..
Profile Image for أحمد سعيد.
146 reviews9 followers
February 25, 2016
رحم الله الشيخ الغزالي، كان قوي البيان، ذلِقَ اللسان، بعيد البصر، لايرهبه سيفُ المعزِّ ولا يغريه ذهبُه.
أظنه كتب هذا الكتاب متأثراً بالكواكبي ولكنه زاد على الكواكبي من علمه الشرعي الوفير فجاء كتابه على غير ما جاء "طبائع الاستبداد" في أن الطبائع تحلل الاستبداد من منظور إنساني فقط، أما هنا فالشيخ الغزالي يضفي على بحثه الإنساني نصوصاً شرعية أحسن انتقاءها وتوظيفها، وأحداثاً تاريخية رسمت واقعنا المعقد والمرير فجاء الكتاب قويا من كل ناحية.
Profile Image for Hossam Khalid.
59 reviews20 followers
April 8, 2012
كتاب كتبته حرقة الكاتب على واقع امة وقعت بين مطرقة الاستعمار وسندان الاستبداد ,
ياسيدي غاب الاستعمار المباشر , وبقيت التبعية والاستبداد , والحال كما تركته ,
لعل ربيع العرب يدق المسمار الاخير في نعش الاستبداد , نمني النفس.
Profile Image for Dr Eman  Sonnet.
95 reviews78 followers
May 10, 2013
مقتطفات ملخصة من " كتاب الفساد السياسي للشيخ/ محمد الغزالي"..إهداء إلى السادة الكرام في اللجنة التأسيسية للدستور..دعوة للقراءة (127 صفحة) http://shayunbiqalbi.blogspot.com/201...
Profile Image for Shimaa Elsaeed.
43 reviews1 follower
February 26, 2016
إن الغاشم ربما لا تردعه العقوبة المرجأة في الآخرة، وربما لا تصده الزواج روبوت الحدود التي يقيمها القانون، ولكنه ينقمع و يترددإذا أدرك أن ضحيته عزيزة المنال، وأنه دون الاقتيات عليها قد يهلك هو نفسه، أو تهلك رجال و رجال
Profile Image for آية  العوبلّي.
112 reviews39 followers
September 3, 2012
مناسب جداً لوقتنا الحالي .. رحم الله الغزالي، في معظم مقاطع الكتاب كنت أقول ليته بيننا يشهد الربيع ..
Profile Image for Ayman.
99 reviews5 followers
December 27, 2015
أحد كتب تصحيح المفاهيم الخاطئة والفصل بين الأفعال التي تصدر من الحكام والرعية وبين أوامر الدين وما يجب إتباعه يوازي كتاب عبدالرحمن الكواكبي عن الإستبداد السياسي وما يتبعه من فساد الدنيا والدين
Profile Image for Fahd Ashraf.
35 reviews49 followers
May 14, 2020
يُعد كتاب "الإسلام و الإستبداد السياسي" من أشهر الكتب التي قامت بنقد الإستبداد و نظام الحكم في العالم الإسلامي إنتقاداً لاذعاً ، و هو أحد اشهر الكتب التي قام بتأليفها الإمام "محمد الغزالي" في أواخر الاربعينات من القرن الماضي ، و يُمكن التعميم بان هذا الكتاب صالح لكل العصور و الازمنة لانه يمس بشدة انظمة الحكم الشمولية التي تحكم عالمنا العربي من بعد الإستعمار ، هذه الانظمة المقيتة الجاسمة على صدورنا إلى يومنا هذا ، بل الحقيقة ان هذا الكتاب هو صرخة مدوية يخشاها المستبدون دوماً و الكهنة من حولهم هكذا على مر التاريخ !!

و لا يخفى علينا كم عانى الغزالي في سبيل قضايا امته ، لكن موقفه كان ثابتاً دائماً بقول الحقيقة مهما كانت النتائج ، و هو يذكرنا بقول المفكر الشهيد "علي شريعتي" لن اضحى بالحقيقة من اجل المصلحة ! هذا الإيمان الجامح بإحقاق الحق و التضحية في سبيل قضايا الأمة كان الدليل الأكبر لمدى ثورية دين التوحيد في كل مكان و زمان ، إن الحرية لا تُمنح إنما تُسترد باعز التضحيات.

نعم إن الإسلام ليس افيوناً بل هو ثورة لوعى الجماهير المسلمة ، او كما يقول "ميشيل فوكو" صندوق بارود عملاق اسمه الإسلام ، إنه يفجر طاقات الوعى و النقد في العقول المستنيرة التي تاخذه كايديولوجية لا إيمان جامد متوارث.

لهذا كانت قضية الغزالي الاولى في كتابه (و التي اثبتها بجدارة) هو البيان الواضح بان تعاليم الإسلام تنتهي بالناس إلى عبادة ربهم وحده ، و في ذلك ذروة الحرية الإنسانية و تحقيق الذات ، و ان الاستبداد في الجهة المقابلة تماماً لانه يرتد بالمجتمع إلى وثنية سياسية عمياء ، و من هنا بالذات كانت النتيجة الحتمية بأن الإسلام و الاستبداد ضدان لا يلتقيان ابداً.

إذا لم يُسمع صوت الدين في معركة الحرية فمتى يسمع؟ و إذا لم ينطلق سهمه إلى صدور الطغاه فلمن اعده إذن؟!! هكذا تجد كلمات الغزالي مُلهمة مُلهبة مليئة بالحث الثوري طيلة الكتاب ، فهو يشتد ويحتد في نزاله الفكري ، فيهدر كالموج ، ويقصف كالرعد، ويزأر كالليث ، حتى إنك لتحسبه في بعض ما يكتب مقاتلًا في معركة ، لا مجادلًا في قضية ، وتحسب القلم الذي في يده ، السيف أو الرمح في يد ابن الوليد!

في هذا الكتاب تجد إمامنا لا يهادن في قضيته ابداً فهو يُقدم نقداً جرىء لما اكتنف التاريخ الإسلامي من استبداد على يد السفهاء و الذي بدأ اول ما بدأ بتوريث الحكم ضد مبدأ الشورى التي اقرها الإسلام ، و لكنه لم يكتفي بذلك ابداً بل تعرض لهؤلاء الكهنة الذين زيفوا حقائق دين التوحيد في عقول العامة لصالح الطغاه و المستبدين.

و من هنا فإن الحاكم المستبد لا يستحق التاييد إلا إذا كان معبراً عن روح الجماعة ، فلو ان رجلاً تسمى خليفة المؤمنين و اصطنع نوعاً من الحكم لا يقوم العدل و مبادئ الإسلام فهو رجل كاذب في دعواه ، لا يسلم له ابداً بالصفة التي انتحلها و اقرها له الكهنة مهما نودى بها ، أو دعى له من فوق المنابر!

فإذا هدم الحاكم المستبد الإيمان بالإلحاد ، و أضاع العدالة بالجور ، و أهمل المصالح باللهو ، فقد خرج عن طبيعة وظيفته و وجب إسقاطه ، و إنما يُتجرأ الحاكم و يستباح ، يوم يتجرأ هو نفسه على الأمة و يستبيحها و يسقط هيبتها و ينتهك حرمتها.

إن حدود السمع و الطاعة تسقط عندما يحارب المستبدين الناس في دينهم و دنياهم ، و عمر و أبو بكر لا يفتون برد الحاكم المستبد الذي خرج عن ما شرعه الله جزافاً ، لكن كهنة السلطان يوجبون الطاعة للمجرم الطاغية المستبد و يصطنعون دين التزييف على مر تاريخ الإنسانية ، و في ذلك ما يناقض نصوص الإسلام و روحه و ثوريته رأساً.

في النهاية كان هذا الكتاب إنطلاقاً من إيمان الغزالي بواجب العلماء الثقيل و همهم الطويل في اداء الفريضة المنوطة بهم و الواجبة عليهم بإيقاظ النيام و لفتهم إلى الأصنام التي اسست للإستبداد و صرفت عن أمتنا النباهة و الوعى.

و لما قرأت الغزالي يقول " و لما كان النسيان طبيعة في شعبنا يستغلها خصومه في المكر به و معاودة إذلاله ، فإني رأيت من واجبي أن أقض مضاجع البغاه ، و أبعث في وجوههم بصيحة تحذير ، ترد كيدهم في نحورهم ، و تبصر الضحايا الغافلين بعواقب تراخيهم و كسلهم ... فحزمت أمري على إخراج هذا الكتاب للناس".

قلت ما اجمل ما اخرجته لنا يا إمامنا ، انه كتاب ملىء بالروح و الحرية و الإباء و الثورة و و الحكمة و الوعى إنه بإختصار كتاب ملىء بالإسلام !
Profile Image for يزن.
19 reviews
June 26, 2020
كل ما أنهيت كتاب للإمام الغزالي رحمه الله ، شعرت بطاقة إيجابية تسري في جسدي للعمل ، رحم الله الإمام الغزالي ، دائماً في كتابته تجده غيوراً على دينه ، شاهراً سيفه في وجه أعداء الإسلام والمنافقين ، كما قال الشيخ القرضاوي "مات الشيخ الغزالي، وهو في قلب المعركة لم يُلقِ السلاح، ولم يطوِ الشراع، بل ظلَّ يصارع الأمواج، ويواجه العواصف التي هبَّت من يمين وشمال علي سفينة الإسلام، تريد أن يبتلعها اليم، وأن تغرقها الرياح الهوج."
Profile Image for Said AlMaskery.
319 reviews65 followers
March 23, 2024
هذا الكتاب من أوائل ما كتبه محمد الغزال، لغته حادة وقوية وفيها من الحماس ما يدب في عروقك الرغبة في النهوض والاستنهاض.
يتحدث الكتاب في عمومه عنأثر الاستبداد في الأمة الإسلامية، كيف بدأ، وكيف أثر على مسار التاريخ السياسي والثقافي للمسلمين.
Profile Image for Mahmoud Dardir.
59 reviews8 followers
September 5, 2018
الكتاب قيم وتلمس فيه حرقة الشيخ الا أنه تحامل كثيرا وأجمل علي شخصيات وفترات تاريخية دون التمحيص والحيادية اللازمة الا ان الكتاب يمثل صرخة ضد الاستبداد وحكم الفرد الذي مازلنا وسنظل نعاني منه
Profile Image for Mohamed Elsayed.
71 reviews5 followers
May 24, 2020
"إن الاستعمار المغتر الآن بقوته، المعتز بسطوته ستخبو بعد قليل ناره، ويومئذ تحاسب الإنسانية من دمروا عليها حاضرها ومستقبلها"

ليرحم الله الشيخ الغزالي وليرض عنه
Profile Image for Rawan Morad.
45 reviews2 followers
October 31, 2020
كتاب يجب أن يُفرض على جميع الأحزاب السياسية وغير السياسية
يجب أن يُفرض على جميع طلاب الشريعة خصوصاً على من يعبدون الحكام
يجب أن يربى المسلم على هذه التعاليم لمعرفة ما له وما عليه
4 reviews
November 20, 2021
الكتاب في مجمله، راق مضمونا و فكرا..
رغم أن الواقع مبكي، إلى أني استمتعت بقراءته؛ لما فيه من صلابة و جرأة الأفكار، والشجاعة في طرحها للملأ..✅
Profile Image for محمد عسكر .
71 reviews64 followers
January 21, 2022
كتاب جيد بس فى بعض المواضيع عن الدولة العثمانية تهت فيها تحس ان ينقصه بعض التوضيح.
Profile Image for Khaled Al-akkam.
3 reviews1 follower
November 19, 2024
رحم الله الشيخ وكيف وصف حالنا الان واوضح لنا مواقع القوة والضعف والذي لا يخفى عليه الا ضعيف البصر والبصيرة.

للاسف لا نرى الان علماء بهذه الغيرة على الدين بقدر خوفهم على مناصبهم.
Profile Image for hamdy boghdady.
95 reviews7 followers
January 20, 2017

من الإسم تعرف جملة عن مضمون الكتاب
وهو بحث ألقاه المؤلف على هيئة عدة دروس وهو منفي وتم تجميعه في هيئة كتاب وصدور طبعته الاولى عام \1949


في بداية الكتاب نبذة عن المضمون وكما يقول المحرر "هذا الكتاب من أخطر الكتب التي تناولت الاستبداد السياسي ، دراسة واقعية معاصرة جريئة ، امتزجت بالأسانيد الشرعية والمرويات التاريخية" .



"وكانت الرقابة على الصحف والكتب تودي بحياة الأحرار والشرفاء وتقصف أقلامهم" .


فـ بعد صدور هذا الكتاب تم التحقيق مع المؤلف ومحاكمته على ما أتى فيه.


يعادل هذا الكتب من ذكر لأحداث لمستبدين على مدار التاريخ كتاب "طبائع الإستبداد" لعبد الرحمن الكواكبي
ويعتبران من أهم الكتب في هذا الشأن.


ويتحدث فيه عن الإستبداد وأنواعه وأمثلة عليه قديما وحديثا مستخدما الكثير من الامثلة في كل حين منذ الخلافات التي كانت تحدث منذ عهد الرسول وبعده

يتحدث عن بداية التفرقة والطمع في الحكم في الإسلام

يتحدث في جانب عن دولة الإسلام في الأندلس وحكامها

يتحدث فيه أيضا عن أسباب فساد الحاكم ، يليه فساد الحاشية وباقي الشعب.


يتكلم أيضا عن التخلي عن الإسلام في الكثير من الأشياء وإستعانة بعض الحكام المسلمين بآخرين من ديانة أخرى كي يحاربوا حاكم اخر مسلم ليأخذوا منه الحكم!


يذكر أيضا أن لا وطن للإسلام محدد أو دولة بعينها.

يتحدث بجراءة عن الأوضاع التي عاصرها ونقده للحكم الملكي وللحكومة
وتم ذكر العديد منها في الكتاب


يتحدث عن الحكام العرب أيضا والتفرقة بين الامة الإسلامية.

ينصح فيه أن البداية لكل فساد ناتجة عن التخلي عن الإسلام وعن عدم تطبيقه بصحيحه وذكره أيضا للغرب ونظامهم ودقتهم وأنهم ناجحون برغم عدم إسلامهم لعدم فساد الحكام والشفافية التي يتميزون بها.


كتاب جيد ، يستند بعد كل فقرة بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية عن التحذير من الطغيان ، عن توضيح الكثير من المعاملات في الإسلام.


كتاب ضد كل طاغية وإستبداد وفيه العديد من المواقف والدروس على مدار التاريخ وفي الخلاصة أيضا والتخليص من العديد والعديد من المشاكل التي يقع فيها العالم العربي ولكن حكامنا لا يقرأون ..

على الرغم من الحزن على ما نحن فيه والإنقسامات التي نحن بصددها وتشتت وتمزيق دول عربية شقيقة ، أحداث مؤلمة في التاريخ الإسلامي وخيانات من الحكام لشعوبهم لا زالت حتى الآن ، الا انها تجربة جيدة ، تجربة أولى مع الكاتب الشيخ " محمد الغزالي " وبالتأكيد لن تكون الأخيرة


ينقسم الكتاب لثمانية أبواب صغيرة وهي :


حصاد مرير1-
"الدين والاستبداد "

2-مكمن الداء

3-بين الشورى والاستبداد

4-الأديان والحريات

5-القتال

6-الرقيق

7-أشعة الحرية

8-عِبر من الماضي


والخاتمه يعتذر فيها لما سرده ووثقه من أحداث مؤلمة في التاريخ الإسلامي وما آلت إليه هذه الأحداث ، الإسلام.


اقتباسات من الكتاب :

"عندما تفسد الدولة بالاستبداد ، وعندما تفسد الامة بالاستعباد يكون الرياء هو العملة السائدة" .


"من خصائص الاستبداد السياسي في كل زمان ومكان كرهه الشديد لحرية النقد والتوجيه، وكان من خصائص الإسلام التي امتاز بها لتقويض أركان الاستبداد أن أوجب كل فرد أن ينقد الخطأ وأن يوجه إلى الخير" .
Displaying 1 - 30 of 51 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.