"أما أنا فمن يسألُني سؤالك ماذا أقول له؟ لكَ أن تتخيل ما سيُقال حينما أرد وأقول "شاعر". ولم يزد. كان أمل مضطرًا للتعامل مع واقع خشن وسوقي وعنيف.مجتمع مظهري. مجتمع متخلف يحكم عليك بشبابك ونقودك وسيارتك، وهو الفقير المُغترب القادم من "قفط" في قنا في أقصى الجنوب، وهو مضطر لتقديم بضاعته الثمينة "روائعه الشعرية" هنا وهناك لمن يساوي ومن لا يساوي، وهو مُحاصر من النظام ويقطن في بنسيون بائس وفقير. كنت أرافقه طوال الليل، في البارات الصغيرة وفي المقاهي الشعبية، وننهي جولتنا في مقهى "الخُرس" بالتوفيقية. ثم نواصل جولتنا حتى نصل إلى ميدان العتبة، وإذا النور نذيرٌ طالع وإذا الأصدقاء كل في طريق.. ها أنذا رويت عن أمل دنقل الفنان والإنسان والصديق الذي عاش نبيلًا رقيقًا جميلًا أبيًّا، فلم يمُت وظلّت روحه النبيلة وأشعاره الخالدة.. عبقرية الألم."
كتاب لطيف جميل عن شاعر جميل وأنيق ومبدع، الكبير أمل دنقل. تعرّض أمل للكثير من الضغوطات في حياته، من الفقر إلى محاربة السلطة الحاكمة له إلى المرض. ومع ذلك كتب أجمل القصائد وأعذبها. وفي النهاية يذهب الطغاة وحكمهم إلى مزبلة التاريخ ويُخلّد اسم أمل بحروف من ذهب في ذاكرة الإبداع الإنساني.
ما يعيب الكتاب قليلاً هو التشتت، فتارة يصف الكاتب مناقب أمل دنقل وتارة يشرح قصيدة من قصائده وهكذا، لا يوجد ترتيب زمني منتظم. لكني أحببت الكتاب رغم كل شيء.
"أعرف أن العالم في قلبي.. مات لكني حين يكف المذياع.. وتنطفئ الحجرات: أنبش قلبي..أخرج هذا الجسد الشمعي وأسجيه فوق سرير الآلام أفتح فمه..أسقيه نبيذ الرغبة فلعل شعاعاً ينبض في الأطراف الباردة الصلبة لكن..تتفتت بشرته في كفي لا يتبقى منه.. سوى: جمجمةٍ.. وعظام."
مذكرات تصف سيرة حياة الشاعر العظيم "شاعر النبوءة" أمل دنقل، كذا تروي الكثير من معاشه اليومي، و تؤرخ لقصص ولادة بعض من أهم أعماله الشعرية المطعمة بقراءة نقدية تحليلية من قبل الدكتور فهمي. كما تلقي الضوء على تاريخ الحياة الأدبية-الثقافية الفكرية، والاجتماعية -السياسية، بمظاهرها التي كانت سائدة في تلك الفترة الزمنية "من الخمسينيات حتى وفاة دنقل في 21 مايو 1983" وما صاحبها من صراع بين الشخوص "معارك جيل السبعينات مع أمل دنقل، وغيرها" أو السلطة "رفض أمل دنقل معاهدة السلام، وأطلق رائعته "لا تصالح"، والتي عبر فيها عن حزن المصريين تجاه المعاهدة، وأحداث شهر يناير عام 1977م في مجموعته "العهد الآتي"، وبسببها اصطدم كثيرًا بالسلطات المصرية، وخاصة أن أشعاره كانت تقال في المظاهرات على ألسن الآلاف."، مع ذكر عدة وقائع أخرى . تصف المذكرات الكثير عن دنقل الانسان بتنافراته الشخصية، وحالاته الإنسانية المتعددة . ولحظات حياته الأخيرة، و أشعاره التي كتبها على سرير الموت، مجموعته "أوراق الغرفة 8"
تأثرت جداً برابط الصداقة الحميمة التي جمعت د.فهمي بأمل دنقل. هذا الكتاب يشعرك بأنه مازال في الحياة أناس جميلة، ووفاء ومحبة صادقة في قلوب بعض البشر، رغم الرحيل والغياب .
الكتاب محبط، لأن من قرأ كتاب الجنوبي لعبلة الرويني سيشعر أن هذا الكتاب لم يضف له شيء للتعرف على شخصية أمل دنقل، بعض المواقف ذكرت في الجنوبي واغلب المواقف أو الذكريات التي كتبت هنا هي مواقف عادية جدا لا حاجة لرصدها وطبعها في كتاب. الكتاب مليء بالحشو، صفحات كثيرة في شرح قصائد واضحة وسهلة ولا تحتاج لشرح، ولم يشتر القاريء هذا الكتاب رغبة في قراءة شروحات. عنوان الكتاب والصورة التي تتصدره هي لأمل دنقل، واغلب الذكريات يقحم فيها المؤلف نفسه بطريقة فجة، حسنا لو كان عنوان الكتاب ذكرياتي مع أمل دنقل كان وجدت له العذر والأمر الاخير..عدا عن الحشو وضعف قيمة المادة المروية في الكتاب، فالاسلوب ضعيف أو فلنقل أن المؤلف لم يجهد نفسه في صياغة أدبية تجعل من تجربة القراءة تجربة ممتعة وإن ضعف المحتوى. رغم ذلك أحببت شرح قصيدة "حوار خاص مع أبي موسى الأشعري" كانت غامضة وأحسن المؤلف صنعا عندما شرحها.
الكتاب عبارة عن سيرة غير ذاتية يتحدث فيها مؤلف الكتاب عن صديقه الشاعر أمل دنقل الذي تعرف عليه في السنوات العشر الأخيرة من حياته ، يتحدث فيه عن بعض الجوانب الشخصية التي لا يعرفها جمهوره عنه منهج الكتاب غريب فهو عبارة عن قفزات من الذاكرة إلى الأمام و الخلف دون أي رابط واضح ، معظم الحكايا جائت باللغة الفصيحة يتخللها كلمات بالعامية المصرية في بداية الكتاب ينّوه المؤلف أنه كتب هذا الكتاب و هدفه أن يوضح للناس الصورة الحقيقية و المغايرة لما يُشاع عن أمل دنقل بأنه عصبي المزاج و أنه كان السبب في الكثير من العدوات التي عايشها مع البعض ، و لذلك فهو يذكر بعض القضايا الشخصية جدا - و لذا احتاج تغيير بعض الأسماء تفاديا للملاحقات القضائية على الرغم من أنني استطعت تلمس المحبة و الإكبار في سطور المؤلف تجاه الشاعر أمل دنقل لكنني أراه لم يوفق أن يجعلنا أن نرى صورة جميلة للشاعر على العكس من ذلك فقد شوه صورته الحلوة في نظري كنت قد قرأت ماكتبته زوجة الشاعر عبلة الرويني ( الجنوبي ) و أظنه أفضل بكثير
من المؤكد أن الكاتب عاش حياة مترعة بمواقف وحكايات قل ان يتعرض لها عامة الناس، حياة ليلها زاخر بالأحداث الممتدة حتى يتألق الصبح واضعا نهاية لليل طويل من التردد علي المقاهي والبارات. الكتاب يضم بين دفتيه أحداث ومواقف حضرها الكاتب بين الشاعر الجنوبي أمل دنقل وأشخاص آخرين يعطينا نبذة عنهم، تتضافر تلك الأحداث مع بعض قصائد أمل وشرح جيد من الكاتب لها. بعض تلك الحكايات شيق وطريف والبعض الآخر يبدو مبتورا … كان من الأفضل لو التزم الكاتب بخط زمني طبيعي بدلا من القفز بالذكريات كيفما اتفق. لم يعجبني كذلك ذكره لآخرين تصريحا في مواقف قد تخجلهم أو لا يستحسنون ذكرها جهارا هكذا، الكتاب في مجمله به جهد ولعله يلاقي استحسانا اكبر من القرّاء المغرمين بالشعر وبالذات شعر أمل دنقل.
الوفاء يتحرك بين السطور، هذا الكتاب الثاني الذي نطالعه بعد كتاب الجنوبي الذي يتحدث عن سيرة الشاعر المصري أمل دنقل، كتاب جميل وهو سياحة في حياة الشاعر ولوحة جمالية من عيون شعر الراحل السعيد، نتطلع لمطالعة كتاب آخر للمؤلف.
This entire review has been hidden because of spoilers.
يقول الأستاذ الدكتور فهمي عبد السلام في ختام كتابه: في النهاية لا يسعني سوى أن أمتثل لنصيحة هاملت عندما طلب من صديقه هوراشيو وقال: "إذا كان قلبك قد احتواني يوماً فلا تمت وارو عني أنا هاملت أمير الدنمارك"
وها هو ذا قلب د.فهمي قد أحب واحتو وتفهم أمل دنقل ؛ الشاعر جميل وقوي الكلمات ، الإنسان الرحيم والقاسي إذا ما لزم الأمر أمل الذي عاش ومات ولم يقل نعم لأي عصر عاشه ولم ينحن .. أمل الذي عاشت قصائده ليومنا هذا والذي كتبت كلماته في لافتات المتظاهرين في ثورة يناير المجيدة فصار أيقونة لها وردت كلماته الهادرة الروح للمصريين ..
الكتاب يعد نوع من المذكرات لدكتور فهمي وأمل وغيرهم من القامات المرتفعة والهامات المنخفضة ، ويعد نقداً بناءً لقصائد أمل ويعد تاريخاً بما حوى من تفاصيل عاشوها وملامح من زمن ناصر والسادات .. حقاً شرفت وسعدت بأنني حضرت ندوة عنه في اتيليه الإسكندرية وحصلت على نسخة منه وكم أسعدني التجول بين جنباته هذه الأيام الماضية ..
خالص شكري دكتور فهمي .. وحقيقي مهما تكلمت عنك وعن الكتاب لن أفيكم حقوقكم فأنا لست بناقدة بل أنا محبة للقراءة ..
وختاماً : يقول أمل دنقل في آخر قصائده كمن لو كان ينعي نفسه : أو كان الصبي الصغير أنا؟ أم ترى كان غيري؟ أحدق.. لكن تلك الملامح ذات العذوبة لا تنتمي الآن لي والعيون التي تترقرق بالطيبة الآن لا تنتمي لي صرت عني غريبا ولم يتبق من السنوات الغريبة إلا صدى اسمي.. وأسماء من أتذكرهم-فجأة- بين أعمدة النعي أولئك الغامضون:رفاق صباي. يقبلون من الصمت وجهاً فوجهاً فيجتمع الشمل كل صباح.. لكي نأتنس.
أعجبني الكتاب واستمتعت بقراءته، ومعرفة جزء من شخصية الشاعر أمل، هذا طبعًا مع وجود بعض الحشو الممل :d
يكتب لنا د.فهمي عبد السلام مذكراته ولحظاته التي قضاها مع الشاعر أمل دنقل، ذلك الشاعر المهموم بقضايا وطنه، شاعر الرفض والثورة، الشاعر المثقف، وصاحب القصائد المستلهمة من التراث العربي.
وأكثر ما أعجبني في أمل هو موهبته وقدرته في إسقاط قضايا التاريخ على الواقع بطريقة مدهشة، واستخدامه للتراث العربي بما يخدم أفكاره.
ويكفي أمل دنقل كتابته لقصيدة "لا تصالح"، القصيدة التي انتشرت انتشارًا واسعًا من المحيط إلى الخليج.
وبعيدًا عن شعرِه يأخذنا المؤلف في هذه المذكرات لنكتشف أمل دنقل الإنسان صاحب القلب الطيب، والمواقف الإنسانية، ليبطل كل الآراء التي تقول بعنفوان أمل وقسوة قلبه، ثم يتسع الكاتب قليلًا ليتحدَّث لنا أيضًا عن بعضٍ من ملامح مصر في ذلك العصر، الحياة الأدبية، والقضايا السياسية.
ختامًا يقول المؤلف في صفحة ٢٧١: "وأزعمُ أن أمل دنقل هو الشاعر العربي الوحيد آخر شعراء العرب العِظام الذين يزداد حضورهم في الغياب، لماذا؟ لأن موهبة أمل كانت كبيرة وهائلة، وثانيًا لأنه أخلص لها ولنقاء روحه ونفسه، حفاظًا على تلك الموهبة التي عرف أمل قدرها، عاش للشعر فقط فمنحه الشعر الخلود".
كلام فارغ على شوية شعر كتير محشورين وشرح ليه كإنه كتاب مدرسة.. وقال الشاعر البديع وانظر الاسلوب الجميل.. على شوية فضايح وشتايم واساءة لكل الناس اللي حواليهم.. على شوية كلام فارغ تاني وشعر وشرح وشتايم وفضايح. وتكرار وتسلسل زمني ملغبط. وفي بداية الكتاب بيقول اتقال على أمل دنقل أنه حاد وهجومي,وعايز ينفي الكلام ده وكل حكاياته عنه مابتقولكش غير كده بل أكتر من كده كمان مش عارف هل ده القصد يعني. وفي آخر الكتاب بيقول ان زي ما هاملت قال لصديقه اروي عني روى عن صديقه أمل دنقل. أعتقد لو أمل دنقل رجع وقرا الكتاب كان قطعه. الغلاف فقط اللي شكله حلو وطبعا العنوان خادع لا فيه مذكرات الغرفة ٨ ولا حاجة.
يقول فهمي عبد السلام: «استللهت في هذا الكتاب قول «هاملت» حين خاطب صديقه هراشيو وهو يحتضر: « إذا كان قلبك قد احتوانى يوما. فلا تمت. واروِ عني، أنا هاملت أمير الدنمارك», «وها أنا قد رويت عن صديقي الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل».
ونحن كقرّاء نقول شكراً للدكتور الذي حكى لنا حقيقة أمل "الإنسان" قبل أن يكون الشاعر. وأعتقد حتى تفهم أمل دنقل أكثر فعليك بقراءة (الجنوبي) لزوجه عبلة الرويني وهذا الكتاب.