كنت أشعر دائمًا أَنّ بابًا يُفضي إلى مكتبة من خلفه، ليس بابًا عاديًا، إنّه بابٌ يفتح على المُطلَق، وعلى الحياة الأخرى الأكثر إدهاشًا وغموضًا وسحرًا. إنّه بابٌ يفصل بين حياتين، بين حياة تافهة ساذجة، وبين حياة جادّة نابهة. لكأنّ الباب هو البرزخ بين هاتين الحياتين، وعليه فإنّه من اللائق أن تخلع عنك تفاهتك قبل أنْ تخطو الخُطوة الأولى عبر هذه البوّابة، وتلبس لِباس الرّهبان المقيمين في حضرة الصلوات الطاهرات..
احصل على الرواية من متجر كتب أيمن العتوم https://aymanotoom.net/products/أيمن-...
الاسم: أيمن علي حسين العتوم. تاريخ الميلاد: 2 / 3 / 1972م. مكان الميلاد: جرش – سوف. الجنسيّة: أردنيّ. الحالة الاجتماعيّة: متزوّج. مكان الإقامة: عمّان – الأردنّ.
- دكتوراة لغة عربيّة، من الجامعة الأردنيّة، بمعدّل (4) من (4)، وتقدير: ممتاز عام 2007م. - ماجيستير لغة عربية، من الجامعة الأردنية، بمعدّل (3.75) من (4)، وتقدير ممتاز، عام 2004م. - بكالوريوس لغة عربيّة، من جامعة اليرموك، بمعدّل تراكميّ 92 %، عام 1999م. - بكالوريوس هندسة مدنيّة، من جامعة العلوم والتّكنولوجيا، بمعدّل مقبول، عام 1997م. شهادة الثانويّة ، الفرع العلميّ، . المعدّل (94.4 %).
الخبرات: - مدرس للّغة العربيّة في أكاديميّة عّمان ( 2006 – 2010). - مدرس للّغة العربيّة في مدارس الرّضوان ( 2003 – الآن). مدرّس للغة العربية في مدرسة اليوبيل (2013-2015)
- مدرس للّغة العربيّة في مدرسة عمّان الوطنيّة (2002 – 2003). - مدرس للّغة العربيّة في مدارس الرّائد العربيّ (1999 – 2003). - مهندس تنفيذيّ، في مواقع إنشائية، 1997 – 1998م.
النشاطات: - مؤسّس (النّادي الأدبيّ)، في جامعة العلوم والتّكنولوجيا، عام 1994، وعضو هيئة إداريّة فيه 1994 – 1996م. - مؤسّس (لجنة الأدب) المنبثقة عن اتّحاد الطلبة في جامعة العلوم والتّكنولوجيا، ورئيس لها للأعوام 1995 – 1997م. - مؤسّس (لجنة الأدب) المنبثقة عن اتّحاد الطلبة في جامعة اليرموك، ورئيس لها للأعوام (1997 – 1999م) . وقد عملت اللجنة على المتابعة الأدبيّة والفنيّة لإبداعات الطلبة في الجامعتين على مدى الأعوام المذكورة. - عضو نقابة المهندسين الأردنيّين منذ عام 1997م إلى اليوم. - عضو هيئة تأسيسيّة لجمعية (الأدباء المهندسون) المنبثقة عن نقابة المهندسين الأردنيين.
المؤلفات: - الدّواوين: 1. قلبي عليك حبيبتي. 2. خذني إلى المسجد الأقصى. 3.نبوءات الجائعين . 4. الزنابق.
الرّوايات: 1. يا صاحبي السّجن 2. يسمعون حسيسها. 3. ذائقة الموت. 4. حديث الجنود. 5. نفر من الجن. 6. كلمة الله
- المسرحيّات: 1. مسرحية (المشرّدون). 2. مسرحية (مملكة الشّعر).
كتاب ممل لاقصي درجة..قريت معظم كتب أيمن العتوم وكل مرة أقول مش عاوزاه أقرأ له أي حاجة تانية...بجد عنده هواية لاستعراض طريقته في الكتابة وتمكنه من اللغه لدرجة تغيظ ..دي رواية حضرتك مش موضوع تعبير!! بجد الكتاب عصبني!!والنجمة دي بس عشان الفكرة مش بطالة..مش أكتر ولا أقل..
الخيال الخصب واللغة الثرية فاحشة الجمال لم يتم أستغلالها بالشكل الذي يجب أن تكون عليه لقد تم دهسها تحت إطار السرد الممل والصفحات المتتالية التي لا تحمل شيئاً سوى الثرثرة الحلوة والإسهاب اللغوي والحوارات المبتورة التي لا تحمل جديداً جرعة ثقافية مدسوسة بغير طائل.. أين الحبكة ؟ أين عنصر التشويق التي نسي الكتاب أن يطلقها في روح الرواية لا يوجد تلاحم ولا سلاسة في الحكاية ولا أي معنى من الممكن أن تستنشقه وأنت تتابع الرحلة في عالم كان من الممكن أستغلاله بصورة أكثر إدهاشاً ومرونة وغرائبية
رواية روحية بلا روح, مليئة بالتصادم المتكرر للمتناقضات , والهوس في إبتكار الدهشة التي لا تأتي مطلقاً , تشعر أنها مغلقة, مسجونة داخل قمقم الكلمات فقط
الكلام عن الشعراء والفلاسفة والأدباء كانت قطعة زائدة على كاهل الرواية بدل أن تكون هي الثقل الحقيقي لرواية تميزت على مايبدو بالجانب الديني والفلسفي ..
ثم ما معنى أن تكتب الرواية خلال وقت قصير جداً لا يتعدى الشهر ! أليس هذا جرماً في حق الرواية.. ألم يكن بالإمكان أستغلال الوقت لترتيب حبكة أفضل وصبغة رواية أكثر منطقية وتماسكاً, تشعر أن الرواية مغلقة
وكل هذا لا يجعلني أطعن في حقيقة أن موضوع الرواية قد أستهواني كثيراً , وأعادني الى كتابات المعري ودانتي والخيال الغريب الذي يداهم عقلك وأنت تسافر في عالم جديد ممزوج بروح دينية فلسفية تستهويها النفوس.. وأقول ليت الرواية قد كتبت بصورة تليق بذاتها , وبكاتبها الجميل..
أيمن العتوم في الحشر يقول الكاتب دانييل جرانيين في تقديمه لرائعة دوستوفيسكي "الجريمة والعقاب" : إن ليف تولستوي يساعدنا على إدراك الإنسان ، ويطلِعُنا على تطوّر شخصيته ، وعلى منابع أفكاره ، ويقودنا الى أعماق روحه . . . ولكن دوستوفيسكي يُساعدنا على إدراك استحالة معرفة الإنسان ، ويطلعنا على لا محدوديته ، وعلى فوضى مشاعره . . . ولكنني أضيف أثفية ثالثةً على قول دانييل إن أيمن العتوم يغوص بنا لجج الإنسان ويقلّب أحواله حتى لكأنك تعرفه حقّ المعرفة ولكن ما إن تترك النّص العتوميّ وتدقق النظرَ في تفاصيلِكَ تلك التي نَصَبَ اشرعتها العتوم فيك فإن بصيرتك ترتد إليك خاسئةً مُتسائلةً أيّ مَفازةٍ تلكَ التي أوغل التفكير فيها العتوم بل كيف استطاعَ هذا الرّجل أن ينتقلَ بقلمهِ من أداة للكتابة على ظهر الورقة البيضاء إلى أن تصبحَ مِبضعاً لِجرّاحٍ ماهرٍ يُمررها في شريان الأمة لعل نبض وعيها يرجع إليها ولو بعد حين . . . ففي روايته الأخيرة تسعة عشر يذكر لنا أيمن كيف حذّره أستاذ التربية الاسلامية في الصف الاول ثانوي من الشعر ومن كتب المعري ويكأن الأستاذ قد فتح له أبوابَ المعرفةِ بتثبيته على الشّعر وينبشُ في المكتبةِ عن كتب الْمعري ويمرُّ بها قراءةً وقد حصل . . . حملةٌ تعريفيةٌ بمئات الكتاب والشّعراء والفلاسفة والمفكرين والأدباء وبأعمالهم بل والإنسراب إلى حياتهم وبعض خصوصيتها حيث يدير العتوم قَلَمهُ على موقف الحشر فينهضُ الرّاوي بعد أن غادره كثير من الأقارب وبعض الأصدقاء بآلاف السنين فتبدأ ملحمة اللقاءات والعقد التي لا حلّ لها إلا إذا أدار الرواي مفتاح الحل في ثقب القفل فمثلاً يدخل مكتبة مكونة من تسعة عشر طابقاً ولا يقدر على الخروج من أي طابق الى الآخر إلا بان يستوفي المكتبة كلّها قراءة وهذا الأمر عسير لأن الطّابق الواحد يحوي مئات الآلاف من الكتب فما العمل ؟؟ وأنت تقرأ تسأل وتتساءل أهي استعراضٌ للثقافة عند أيمن ؟؟ أم هي رغبة في رفقة الكبار الذين تعذر لقاؤهم في الدنيا فأسعفه الخيال بذلك ؟؟ . . . ام أنه رأى أن الجيلَ فيهِ خيرات كثيرات والحاجةُ ملحّة أن نقرّب الكتاب إلى نُفوسهم فما كان من طريقة ميسورةٍ سوى أن نجعلَ القلم سائِغاً لأذواقِهم فنجعلُ اللطف في الخطاب مَحمولاً على ما رقّ من حروف ؟؟ أم أنه يُعْمِلُ قَلَمَهُ في أغوار النّفس الإنسانيةِ لِيخْبُرَ أسرارها المخبوءةَ تحت سن القلم ؟؟ . . . وينبشُ في تضاعيف المعاجم فيكسو عِظامها لَحماً وينفخُ الرّوح في ما كان منها راقداً فهناكَ حشفُ التّمرِ وهنا المِغزل الذي دار على بِشر الحافي لحظة تصوّف عابرة . . . وهنالك اشتجرت دموع في خدود . . . والحكمة دارت دورتها على رايته فتجدهُ يُنبِهُنا الى أنّ الكبيرَ لا يَبكي عليهِ الصّغار . . . ومرةً يُخْبِرُنا أنّ اختلاطَ الجهات لا يُخرجنا سوى العقل منه . . . وغيرَ مرةٍ يخبرنا أنّه هَرَبَ من قسوةِ الإحتمال إلى طراوة الذّكريات . . . وهناك نُصغي وهو يردد صدى صوت ماري كوري عندما قالت : لا نخاف إلا مما نَجهل . . . أما التوطئة التي وطّأ بها الرّاوي للقائه بالمتنبي فكانت تَسْلِبُ الأنفاس كتلك الموسيقى الملحمية التي كانت في فيلم mad max فيمشي الرّاوي على مُكثٍ والرّيشة الموقظة للقبور تهتزّ في يده كأنّها جانٌ وخطواته تتهادى بين القبور ، فلما وَصَلَ الكاتب إلى أبي الطيب في رُقاده "كادت النّفس تزهق" فرحاً بمن سيقابل . . . وفي الرواية مساحة شاسعة لثقافة الراوي وتقلبه في فنون المعرفة ولكنه يبرز هنالك في تلك المنطقة الأنيقة "اللغة وآدابها" فلك أن تنظر من سودٍ صوادق في الدجى عندما تنقّل الراوي بالبيت العظيم : إذا اشتبكت دموع في خدود تبيّن من بكى ممن تباكى هزّ الرّاوي جذع المعجمِ فتساقَطَتْ عليه مِنْهُ مترادفات (اشتبكت ، اشتجرت ، اشتبهت ، اشتعلت ، اشتهرت ) ولكنها في ترادفها الظّاهر جعل الرّاوي كلّ واحدة منهنّ تدور في فلك مستقبلّ بالمعنى التي تحمِلُه أو بالمعاني التي تحمل البيت كلّه . . . رواية تسعة عشر تحمل في طياتها أرواح السادة من الكبار من عقول الإنسانية الجمعاء وتحاول أن تكون لبنة في مدماك التثاقف الإنساني لعل المهدي الذي يسكنُ في قلب كلّ واحدٍ منّا يجدُ طريقه لكي يخرج للأمة وينادي بها أن اقبلوا الى الكتاب . . . لأن المجد يحني الرأس للقرّاء
ما كل هذا الجنون يا سيدي !!! رأسي يؤلمني من هول ما قرأت !!! أشعر و كأنني انا التي احلم ! كيف السبيل الى الإستيقاظ بعد كل هذه الأهوال ! لا أدري !!؟؟ سأعود مع المراجعة بعد ان تهدأ روحي قليلا فقد أحدثت فيها زلزالا يا سيدي !!!
ابدأ منين؟ هبتدي من جملة في الرواية بتقول إن الكتاب اللي مبيخلصش بيبقى وحش .. وكانت الرواية دي بالنسبالي وحش، وحش مش عارفه اتخلص منه! الفكرة تحفة .. عظيمة جدًا جدًا .. بس الكاتب ظلمها جدًا، وكاتب في اخرها انه كتبها في شهر واحد عشان نتبسط بيه، لكن للاسف دي حاجه مضايقاني منه. ايه الفكرة في انك تلاقي فكرة حلوة فتكروتها في شهر عشان تلحق تنزلها في المعرض؟ اعتقد ان اسم زي أيمن العتوم مش محتاج ينزل رواية في ضجة المعرض يعني! كمية الغلطات والثغرات اللي كانت في الرواية تعبت من كتر ما كنت عماله اعد فيها .. أقلها انه المفروض طالع من قبره من غير هدوم وفجأة وهو بيتكلم قال انه شايل خنجر في جيبه وشايل شنطه على كتفه .. انت جبت خنجر منين في البرزخ؟ وأكبرها واللي قفلتني من الرواية .. هو حضرتك دخلت الناس الجنة والنار على أي اساس؟ .. ليه امرؤ القيس في النار؟ وعلى أي أساس حسن البنا دخل الجنة؟ .. ما تقول انك قابلت الناس كلها هايمين زيهم زيك في البرزخ، ولو مصمم اوي خلي الانبيا في الجنة وبقيت الناس معاك في البرزخ. كمان في أوقات كتير كنت بحس انه بيفرد عضلاته، وعايز يقول انا مثقف وعارف معلومات كتيره جدا وهكتبها كلها قدامكوا عشان تعرفوا قيمتي .. استعجالك وجريك وانت بتكتب خلاك بتكتب المعلومات دش ورا بعضها فحسيت بملل وانا بقرالك. فيه حاجات كتير وأسامي ناس كتير انا محبتش انك تتكلم عنهم، ومش فاهمه كنت بتعمل كده ليه! الغلاف بقى مش هتكلم عنه لان اختياره بشع، وشايفه ان مالوش اي علاقة بالرواية.
الرواية كفكرة حلوة جدا جدا، اللغة قوية ومتمكن منها، بس للاسف برغم حلاوتها الا ان الغلطات اللي وقعت فيها خلاني اشوفها سيئه .. والنجمتين للفكرة بس!
"الأعمال المصيرية تحتاج إلى قرارٍ بسيط. النتائج الكُبرى تنبني على إرادةٍ مفاجئة في لحظةٍ فارقة"
الرواية لا تكفيها قراءة واحدة ..
بطلها ميت يحدثك من قبره ، يطوف بك في رحلة برزخيّة ، لتلتقيّ بالأنبياء والصحابة ، والشعراء ، والعلماء ، والفلاسفة والأدباء ، تتجاذب أطراف الحديث مع المتنبي وتنهل من حكمة أرسطو.
تسمع شكواهم وأنينهم فالكل يبحث عن الحياة الآدمية ويعاني الصراع بين الحياتين ، ستزور مكتبة البرزخ الكونية التي تضم كل ماخطه حبر ، ثم ينتهي بك المشهد برؤية تخيليّة ليوم الحشر.
المعلومات دسمة ، واللغة ثريّة ، غير أن مايعيبها التطويل الممل ، الرواية فلسفية خيالية .
"إنها لحظةُ واحدة في الزمن لكنها كانت تساوي دهراً كاملاً في الشعور".
ما زلت عند رأيي ان ايمن العتوم من افضل الاساليب الكتابيه الموجوده حاليا وذلك لقوة لغته العربيه الرهيبه لتأثره الواضح واقتب��سه الواضح والكثير جدا من القرآن
لكن هذه الروايه هي الملل بنفسه صراحه هل لكاتب كان يحاول ان يتكلم عن الدين ام النفس البشريه ام عن ما بعد الموت ام انه يستعرض عضلات ثقافته بانه كتب هذه الروايه في شهر واحد ام ماذا لا ادري في الواقع لكن اي كان السبب فلم يجابه النجاح في اي منهم في الواقع
لغه الروايه صعبه جدا في العديد من المواضع وهذا لا يعيب الكثير جدا جدا جدا جدا من الشعر اكثر مما ينبغي الكاتب يتكلم عن ما بعد الموت حتى العرض على الله بلغة العليم الواثق وهذا لم يعجبني بالكليه
لن يعجبك من الكتاب الا حبك للغه العربيه غير ذلك لا تضيع وقتك فيه
زوبعة من المشاعر الغرائبيّة تكتنف روحك.. منذ الكلمات الأُوَل.. تشهق الأكباد.. وتقشعرّ الأبدان.. إنّها الرحلة الغائبة الحاضرة في الوجدان.. تتناساها عقولنا الواعية.. وتحضر في الأحلام والرؤى.. فهل من مناص؟!! ويباغتنا السؤال: لمَ هذا الموضوع؟ ولِمَ الآن؟ أليس في الواقع ما يُغني عن كلّ هذا المخيال؟َ! ولمَ قد (يهرب) الأديب إلى اللاواقع وفي الحياة ألف حكاية وحكاية؟! مثل هذه التّساؤلات تبرز في مقال (لوكاش)حول الواقعيّة، حيث يعرض فيها لثلاثة بدائل تتوفّر للكاتب الرّوائيّ، وهي محاكاة الواقع كما هو، أو أن ينسحب الكاتب داخل نفسه كالرّوائيين الّذين يستخدمون تيّار الشّعور، أمّا الثّالث، فهو أن يحاول الكاتب أن يرقى بالواقع من خلال منظور يستكشفه لواقع مُغاير، ويرقى بالواقع المتردّي إلى واقع جديد تتشكّل منه الواقعيّة الجديدة.. ولعل هذه الرّواية دمجت بين آليتين، الهروب إلى الدّاخل، وواقع موازٍ لواقع الكتابة لخلق واقع جديد.. فالحوار لا يتعدّى الشّخص ونفسه وذكرياته وأحلامه وتخيّلاته وتصوّراته وما رآه وقرأ عنه في حياته السّابقة، والشخصيّة وحيدة، وإنّما تعدد الأصوات نابع عن تخيّلات هذه الشّخصيّة ولا يمكن اعتبارها شخصيّات حقيقيّة.. أما البطل، فهو يتعدّى الإنسان ليشمل بطولة الزّمان والمكان، بل إنّي أراها بطولة (اللغة) و(الخيال) الّلتين صوّرتا هذا العالم!!
المحتوى والآليّات.. النّفس الإنسانيّة بكل تناقضاتها.. الصراعات البشريّة بكلّ أهوالها.. الكون وما فيه.. التّاريخ وأحداثه، عوالم الأرواح وتقاربها وتباعدها، الثقافات والكتب وما كُتب فيها من أفكار وآراء..ما وصلنا من آثار حول الحياة الأخرى..من آيات القرآن الكريم أو أحاديث محمّد صلى الله عليه وسلّم.. وفي أسفار التّوراة ورؤيا يوحنا.. كلّ ذلك في بوتقة مضمّخة بالخيال والتّنقّلات والمشاهد المرعبة والأفكار والحوارات المتخيّلة وعذابات السّنين والكائنات الأسطوريّة بلغة احترافيّة أصيلة وبقلم تراثيّ متجذّر أصالةً وعمقًا. تبدأ الرّواية بخروج البطل من القبر بمشهد روائيّ متخيّل، ليواجه بعدها عالمًا يمرّ فيه بمراحل برزخيّة كلّ مرحلة تُفضي إلى الأخرى بحسن تخلّصٍ ودراية .. مرحلة الضّياع والتّيه، يقضي فيه البطل سنواته وحيدًا تائهًا باحثًا عن أيّ مخرج أو قطرة ماء أو أيّ دليل يدلّ على الحياة، مستنجدًا بذكرياته القديمة وما مرّ به من تجارب، ولعلّ هذه المرحلة تمثّل حال الإنسان العربيّ ومعاناته واستجداءه الحياة في خضمّ الموت والفقر والظّلم.. فهو (يفرّ من الممات إلى الممات).. وإسقاط الواقع المتخيّل على الواقع المَعيش بقصدية من الكاتب أو دون قصديّة منه تحيلنا إلى روايات عديدة وأدب له مكانته ووجوده على السّاحة الأدبيّة ومن ذلك روايات مؤنس الرّزاز مثل روايتيه: متاهة الأعراب في ناطحات السّحاب، وسلطان النّوم وزرقاء اليمامة..ونجد هذه االآلية وما يشابهها كذلك في روايات إبراهيم الكوني كالتّبر والورم.. وغيرهما.. بعدها ينتقل إلى مرحلة الشجرات التسع عشرة..وهي الّتي تَنبت من ريشات ذلك الطّائر الأسطوريّ ، ومهمّته جمع تلك الرّيشات كي يستطيع في مرحلة لاحقة استخدامها لفتح مغاليق جديدة.. إنّها شجراتٌ إذن، وفي الشّجرة معنى الحياة، وهي شجرات اسمها مستقىً من شجرات ورد ذكرها في القرآن الكريم، كشجرة الدّهن والزّقّوم وشجرة الخلد، وسدرة المنتهى وغير ذلك.. وماذا تريد الرّواية أن تقول في هذه المرحلة؟! إنّها مرحلة التّعلّم والتّهجّي والأبجديّات.. إنّها علوم الدّنيا.. وتاريخ البشريّة المرتبط بالقلم والألواح.. فلكلّ شجرة أهلوها.. وإنّما تجري الحوارات على النّحو المتخيّل مما يستدعيه البطل من ثقافته وما ينثال من ذاكرته.. ليحشد فيها عشرات الشّخصيات والأخبار والعلوم والكتب والأفكار والأحلام عبر التّاريخ القديم والحديث.. فلا نهوض إلا بالعلم، والثقافة والتّثاقف، ولعلّ من هؤلاء من قضى عمره مع (المحبرة إلى المقبرة).. ثمّ مرحلة النّعيم الكامن، والسهل القاسي، والفردوس المرّ، والخلود النّاقص.. صورٌ من الجنّة بأسرّتها وأنهارها وقصورها وطعامها ورونقها وجمالها ورفاهيّتها وطعامها وشرابها.. لكنّها فاقدة للسّحر .. عصيّة على العيش.. لا طعم لها ولا مزاج.. لأنّها خالية من الأُنس .. إنّها الوحدة القاتلة وليتها تقتل فيستريح منها الإنسان، بل وحدة خالدة، يشقى بها وتشقى به.. هل يشتاق الإنسان لعذاباته؟؟ هل يشقى بنعيمه؟؟ هل يتمنّى زوال النّعم عنه؟؟ تجيب الرّواية بأن (بلى) كم من غنيّ باع ثروته مقابل عرض من الدنيا.. وكم من متنعّم باع الماديّ لأجل مشاعره.. إنّها طبيعة البشر وحقيقة الحياة.. فليست السّعادة بالمال وحده، وإنّما القيمة الحقيقية في جوهر الإنسان.. والنّعيم الحقّ في الودّ، والحياة الأجمل في الأُنس بمن نحبّ.. يتخلّى البطل الّذي _لم تفصح الرّواية عن اسمه_ عن هذا النّعيم ويغادره إلى المجهول، ليمرّ بعذابات أُخَر ويصل إلى النّهر الّذي يُفضي إلى مبنى عظيم من خلفه.. مطهر دانتي أو الصّراط أو الأعراف، هو ذاك النّهر.. لابدّ لكلّ إنسان من هذه المرحلة الصّعبة كي يصل إلى ما يُريد.. مخاض من نوعٍ فريد.. يجابه الإنسان فيه نفسه وضعفه وهواجسه الّتي تمثّلت بالكواسر والوحوش الّتي تكالبت عليه، وهي كائنات ليست كوحوش الفانية، بل لها صفات استندت إلى صفات تلك الكائنات الأسطوريّة كما نقرأ عنها في الملاحم والأساطير القديمة.. يعبرها البطل بصعوبة ومعاناة وكذلك كلّ هذف نرنو إليه ، لا بدّ دونه من معاناة ودمع ودم.. يصل بعدها إلى ذلك العالم المنشود.. مكتبة ضخمة عظيمة، حوت كلّ ما خطّته يد البشر من يوم اختراع الكتابة حتّى نهاية وجود الإنسان على هذه الأرض.. لبّ الرواية يقع في هذه المرحلة.. إنّها مرحلة النّضوج الفكريّ والعقليّ والمتعة الّتي يحصّلها المرء بجوار الكتب، وما ينهل منها من معارف وتجارب وشخصيّات ومشاهد وهي مرحلة الذروة، والاكتمال، الّذي يبدأ المنحنى بعده بالهبوط لصالح خاتمة الرّواية.. إنّها تمثّل مرحلة الحكمة ليرضى فيها المرءبالقليل من الملذّات والشهوات والزاد اليسير، ويتخلّى عن نعيم الماديّات إلى نعيم من نوع آخر، إنّه شغف العقل، ومظنّة تكريم الله للإنسان، غذاء الرّوح وسلوة العقل، ولذّة النّشاط الذّهنيّ، والرّياضات العقليّة.. هنا.. قد يجد المرء فرحة تشاغله عن وحدته، وأملًا بالمزيد والمزيد من الكأس الّتي لا تفرغ، والبحر الّذي لا ينضب.. هنا يعرف الإنسان ويفهم ويعي ويؤمن.. هنا يقوى على مخاوفه، وينتصر على هواجسه، ويكسر أصنامه بيديه.. يخرج بعدها ليلقى مصيره المنتظر.. وعلى عكس المثل القائل (رُبّ ضارّة نافعة) كانت (رُبّ نافعة ضارّة) فما تمنّاه كان فيه حتفه، وجرت رياحه على غير ما يشتهي، وكلّ ضناه وعذاباته في إيجاد شخص يحادثه.. جلبت إليه المصائب والفوضى، وكأنّه قد عاد إلى النّقطة الّتي منها بدأ.. الوحدة، لكن هذه المرّة وحدة مع كلّ البشر، إنّها التّفرّد ووحدة الشّعور، وعدم الأنس بكلّ البشر المنبعثين من قبورهم، اللاهين عنه وعن آلامه، ينشغل كلّ منه بنفسه، فلكلٍّ منهم يومئذٍ (شأنٌ يُغنيه)..
الاستناد إلى التّراث.. سندباد جديد، دخل مغارة (علي بابا) ليجد كنوزه النّادرة.. وليذكّرنا بألف ليلة وليلة، إنّه في وجه من الوجوه (حيّ بن يقظان/ روبنسون كروزو) الّذي وجد نفسه في مكان مجهول يبدأ بالتّعرّف عليه والتّعايش معه.. يتقنّع حينًا بعيسى بن هشام وراويته في مقامات الهمذاني، وذلك في حواراته وحِججاجه ولجاجته، ثمّ ما يلبث أن يحلّق بنا عاليًا في رحلة الإسراء والمعراج ليشاهد أصنافًا من النّاس يُعذّبون لذنوب اقترفوها في الفانية، ومنها إلى رؤيا يوحنّا وسورة يوسف تحت شجرة الرّؤيا.. تابعٌ وزوبعةٌ عند ابن شُهيد تارة، ورحّالة في طلب العلم عند ابن جُبير تارة أخرى، دانتي في جحيمه ومطهره وفردوسه وذلك في لقاءاته العلماء والفلاسفة والأطبّاء والشّعراء والأدباء والمؤرّخين... كما نقرأ فيه العطّار في منطق الطّير، وابن عطاء الله السّكندري.. ولعلّ القناع الأشبه الّذي تلبّسه هو قناع أبي العلاء المعرّي في رسالة الغفران، سواءٌ أكان في تلكم اللغة الّتي شابهت لغة أدباء العصور القديمة، فكأنّها بهذه اللغة ليست رواية حديثة، بل هي فصل من رسائل الجاحظ أو عبد الحميد الكاتب أو الحريريّ أو ابن العميد.. أو في أحداثها وحواراتها وذكرها الشّعراء والفقهاء والمفسّرين...
سحر السّرد.. إن كنتَ من المفتونين بلغة التّراثيين فها هي ذي رواية تقدّم إليك على طبق من ذهب، وأعجبُ لتلك اللّغة الّتي ما زالت قادرة على الإدهاش والإمتاع والسّيطرة على العقل واللسان.. إنّها رواية يقدّم فيها الكاتب تجارب البشريّة والحكم الّتي مازالت مهوى العقول والنّفوس، وإن لم أقتبس من نصوصها شيئًا في العناوين السّابقة، فإنّها هنا تحضر بعنفوان كأشهى ما تكون.. "ما معنى النّصر؟إذا كان القتل يستحرّ في الطّرفين، ولا يستثني أحدًا؟!!" "الكتبُ المؤلّفة مرآة عصرها" "لتعبر الطّوفان، اصنع السّفينة" "إذا لم تنصرّف النّفس عن شهواتها ومرادها فحياتها موت، ووجودها عدم" " لولا الجوع فأيّ قيمة للخبز؟ خبز الحقيقة يُصيبني بجوع دائم، فلا أنا أديم مطاله فيموت، ولا هو يُعرض عليّ فأحيا" ولا يخفى على القارئ شغف الرّواية بأسئلة الإنسان الوجودية، وسؤاله المستمرّ حول الموت وما يكتنفه، وهذا السّر في الغيب الّذي يجذب إليه كلّ تائق للمعرفة، وتلك العوالم المسحورة المجهولة الّتي تشدّنا إليها.. أمّا العنوان فإنّه سرّ من أسرار آية من آيات القرآن، وهي من المواضع المنفتحة على التأويلات والتّفسيرات، وقد كان لهذا الرّقم حضور واضح في الأبواب والفصول والأحداث والأعداد، ممّا يشي باطّلاع واسع، ونظرةمخبوء تحتها ألف تفسير وتفسير..
ختامًا فإنّ (علي بابا) خرج من مغارته كما خرج البطل من فردوسه، خالي الوفاض من المادي��ات والشهوات الخاوية والعرض الزّائل، لكننا لن نخرج من هذه (المغارة) كما دخلناها، بل إنّى على ثقة أنّ أحدنا قد يحتاج وقتًا ليس بالهيّن في إحصاء أسماء الأشخاص والكتب والرّسائل والعلوم المختبئة تحت عباءة هذه الرواية الفنتازيّة، كما سنأوي إلى كهفهها يومًا حين يحين الحَيْن لتكون لنا سلوى وعبرة، إضافة لتلكم المشاعر الّتي لم نجرّبها بعدُ، والّتي نخاف أن تكتنفنا يومًا، لنعيش بين الألم والذّكرى.. إنّه نصّ ينفتح على العالم، متحدّيًا التأويلات الجاهزة والآراء المنمّقة.. فعندما تركنُ إليها ألقِ ما في يمينك وافرغْ لها.. وأحكمْ وضع نظارتيكَ على نافذة عقلك.. لتتذلّل أمامك بدلال وتنصاع وهي العصيّة على ذلك.. زهراء عمّان 14/1/2018
رواية مخيفة بحق فهي تتكلم عن الحياة في البرزخ بعد الموت وما قد يصاحبها من احداث غريبة مع خيال جامح من الكاتب مشابهة لروايتة الاخري التي قرائتها لة نفر من الجن
بالرغم من قلة الاحداث وطبعا شخصيات الرواية الا اني لم أشعر بالملل وانهيتها في وقت قياسي
قد وصل .. فأتعبه الوصول ... وأفرغ كلّ ما اشتهى في الفانية في مرحلة البرزخ .. فتألمّ ..وتنعّم .. وأشتاق.. وتبسّم .. وركض..وعطش ... وخاض حربا ضروسا مع ذوي الأنياب وذوات المخالب..ثم أخيرأ مع نفسه حيث الوحدة التي أقضّت مضجعه إن وجد لنفسه مضجعا ..
لأول مرة في حياتي أقرأ تأصيلا عميقا عجيبا للوحدة .. وشوارد النّفس التي تصاحبها وتعترضها.. شعور الذات المنفردة في فردوس النعيم... شعور النفس الوحيدة في مكتبة مذهلة ... شعور الفؤاد الذبيح وسط مفازة خمسا وأربعين سنة ... شعور العقل المزدحم بوفرة العلم غريبا يتيما وسط عوالم متناقضة متعاكسة... لم تفلح في إيجاد أنيس لهذه النفس حتى لو كانت العشق المعتق المتمثل بمكتبة .. إلا أنّ ضمير البطل المتعلق بوالده يبزغ كشمس حنون يغترف منها الأنس والتثبيت ..
لله درّ الخيال ..لا يُحاكم ولا يُبارى ..ولا يُجارى.. وإلا فأيّ خليط هذا الذي يمزج الصحابة بالفلاسفة بالرسامين بالمتصوفة بالشهداء !
كنتُ أرددُ دوما : ( إن أدخلني الكريم ﷻ الجنة سأطلب أن أعيش ثلاث سنوات وحدي وحدي أقرأ ..ولا أريد أن أرى احدا) الان ..وبعد الرواية لعلني سأمتنع عن هذه الأمنية...فقد تعبت من القراءة عن الوحدة والجوع للناس .. فإنّ فكرة وجود بشر تجعل الحب ممكنا ..والودّ جميلا .. وحتى الكره والرفض يصبحان لهما معنى .. ...
في البداية تحولّ قلبي لآنية تجمع انفطار الروح .. وكمد النفس.. واختناق الآه ... وأصناف الألم في تلك الخمس والأربعين سنة
حين أخاف أتوقف ... حين أتعجب ..تزداد شكوكي .. وحين أقرأ تحيرني وشائج الحياة وهي تعرض على عقلي .. ... منذ بداية الرواية، تقرع جدران النفس بكل غريب وبعيد.. لحظات الانفراد كانت شوكا ينغرس بصدري شوكة إثر شوكة ... الرحابة المخيفة من الأماكن والشواهق التي وصفها الأديب ملأت القارئ بالضيق لا بالفسحة .. الرواية قاتمة الأسرار ..تنقل القارئ بالصوت والصورة نحو عالم طافح بالدهشة ..كأسراب طيور كثيفة بلا أجنحة.. ... الفلسفة الزمانية تأخذ بتلابيب العقل ليُحاول أن يستوعب فكرة مضاعفة الزمن وامتداده وتربّصه التي تصدم القارئ في حين أن القارئ ذاته يعيش شحّ الزمن وسرعة الساعة !
البيان فيها ثقيل متلاحق .. حاولت أن أستريح وانا اقرأ - كعادتي في كتب الأديب - عند واحة مياه باردة وظلال ولكني لم أجد سوى الركض واللهاث حتى حواره مع بعض الصحابة لو أنه أضفى عليه شيئا من الأمل لكان أندى وأطرى على القارئ ... .... ركضت الساعة وأنا اقرأ بخلاف ساعة البرزخ التي بدت عقودا وقرونا .... وصف القراءة والعطش لها منذ طفولة البطل ( فتى الكلمات ) إلى أن امتزج الحب بقلعة الكتب في البرزخ.. وصف حيرني ... حتى إنني وصفت البطل ب (مطحنة كتب ) فكل ما اختزله من قراءة لا بدّ أن يصدح به ما بين أزهار الفصاحة .. وبركان الحبر ..وأشجار التأليف.. شعر ونثر وأسماء ومترجمات ، حتى إنني دوّنت أغلب الأسماء والكتب ..فهي لمثلي كنوز معارف ... ... الخيال مادة الرواية وبحرها الزاخر كل ما فيها من جديد وغريب... كل ما احتوته من مخيف ومدهش ... كل ما سردته من قريب وبعيد ... كل ما ذكرته من فانية فيها وباقية ... كل ما أفاض في وصفه من شواطئ الثعابين وقصور الزمرّد كل تلك جعلتني أضيع لم أجد نفسي تستقرّ عند أيّ محطة ..... كنت أصاب بالدهشة فتقلب معي الصفحة..ثم الخوف فتطوى أخرى ..ثم الأمل فتمزق الثالثة..ثم الانقباض فأهرب بالرابعة .... وقد بلغ الأديب من الذكاء أن ذكر أهل الجنة بأعيانهم وأسمائهم وبعضا من أفعالهم.. بينما لم يأتِ على ذكر النار إلا بالاوصاف والأفعال لا بالأعيان إلا المقطوع ببشارتهم أنهم من سكانها.. والعياذ بالله
.. وكم استوقفني وهدّني صورة هؤلاء أصحاب الجلابيب السود المتقدة عيونهم ... رحماك يا الله ... الرواية احتوت ملاحم نفسية دقيقة تكتنف الإنسان ..كمثل الفراغ الشديد لإنسان ممتلئ بالحياة والفكر والعلم ايضا حاجة نفسية دقيقة لرؤية من تاق إليهم من السابقين مؤلفين وشعراء وأدباء
.... وضحكت مع المتنبي وتساءلتُ - وفي الخيال مندوحة - لو أن لي بجلسة مع القدماء ..فمع مَن سأجلس وأتحاور ؟!
يا له من خيال لذيذ فريد.... ويا له من سراب مخيف ... وبرغم كل شيء وفي النهاية... لا بدّ حتما أن برزخ المؤمن أحلى ..وأهدأ ... لا بدّ أنه سكن وسكينة... فثمّة أناس لا يشعرون بأي من كل تلك الاهول ...هؤلاء الذين وصفهم الله :
لازلت تحت تأثير هذه الرواية التي تحتاج لتأمل ومراجعة طويلة هادئة..خيالها و سحرها والسير والتراجم والاقتباسات والفلسفه المشبعة بها..البدايات والنهايات ..حياة بعد الحياة وغرائب تطرق القلوب و توقف الأنفاس.. النهاية التي نسير كلنا باتجاهها..حياتنا الفانية، ظالمة القبور..البرزخ ..البعث والنشور..والعرض..هذه الرواية رسمت تصور لتلك الأحداث التي لم أستطع يوما تخيلها ما بعد الموت،صوره منذ بداية الخلق والنشوء تستعرض تتابع الأفراد والأقوام والأحداث والصراعات والحروب والشعراء والفلاسفة والجبابرة.. تلخص التاريخ وتتنبأ بالقادم.. أقصر روايات العتوم ،خفف من السرد والحشو الذي اعتدناه في رواياته السابقه،ذكرتني بروايته نفر من الجن.. رواية مميزة.
تختلف رواية "تسعة عشر" لأيمن العتوم عن جميع رواياته السابقة اختلافاً كبيراً يكاد يكون جذرياً ! تستطيع أن تقول: هي نوعٌ جديد من ابداعات خياله وتفوّق قلمه !
***** الرواية تتحدث عن عالم البرزخ ( الحياة بعد الموت وقبل البعث ليوم القيامة ) في صورة خيالية فنتازية مذهلة، بالطبع هو لا يعتمد في الرواية كاملَ حقائقِ الأخبار الدينية عن مرحلة البرزخ -لأن روايته بالنهاية خَيال- ولكن هذه المرجعية تظهر كثيراً في الخطوط العريضة لهذا الخَيال،، تماماً كقصص وروايات الخيال العلمي التي قد تتجاوز حقائق العلم بكثييير بل وقد تخالفها لكنها في ذات الوقت تمتلئ بالكثير منها في ثنايا الكلمات..
***** أهم ميزات هذه الرواية أنها تجمع كَمّاً هائلاً من المعلومات في مجالات عديدة،، فهي تذكر أسماء أعلامٍ كبار من أهل كل فنّ وتخصص، من كل عَصر وزمان، ومن كل بلدٍ ودينٍ ومكان، تعرض أسماء كتبهم ومقولاتهم الشهيرة وبعضاً من القصص والمواقف التي تعرضوا لها.. الخ
وتُجري الرواية حواراتٍ مُتخَيّلة بينهم بل ومناظرات ! وتعرض كنزاً عظيماً من ثقافة الكاتب وسعة إطلاعه وكثرة محفوظاته و بالإضافة لقدرته الفذّة في الإستنتاج والتحليل لهذه المعلومات والثقافة ليصل لعرض رأيه الخاص أيضاً !
ثم عبقريته في توليف كل هذا، وجمع كل هؤلاء الأعلام من مختلف العصور، ومختلف التخصصات في رواية واحدة بشكل ممتع ولطيف وغير متكلّف !
(( ولذا أنا لا أنصح بقراءة هذه الرواية من المبتدئين، أو قليلي الثقافة، أو المَلولين، وإلا فمن شاء أن يقرأها وهو كذلك فعليه بالصبر عليها، وعليه بالرجوع لجوجل عند ذكر كل اسم عَلَم أو مقولة أو الإشارة لقصة من التاريخ أو الأدب فتكون قراءة الرواية حينئذ أمتع وأنفع وأقرب للفهم والتقبل من القارئ ))
**** الرواية ذات شخصية بشرية واحدة -البطل أو الراوي- في أغلب الأحداث - إلا في بعض النهاية حين يقيم بعض الأموات من قبورهم- ومن هنا استطاع العتوم أن يبدع في سَبْر أغوار النفس الإنسانية وإظهار كثيرٍ من خباياها..
****** لغة الرواية بالتأكيد قوية جداً، فمن المشهود للدكتور أيمن علوّ كعبه في اللغة وهي ملكه يشكلها بسهولة في أبهى شكل وزينة.
****** الرواية في السرد تبدأ بقوة وتُمسكُ بذهنكَ وانتباهكَ جيداً، ثم في منتصفها تُفلتكَ أو تشعر أنتَ كقارئ بغربة وربما ملل من كثير من فقراتها أو أسلوب سردها في المنتصف، حتى تفقد الرغبة بقراءتها، وتستغرب كيف أفلت العتوم بعض حبالها هكذا ! لكنكَ يجب أن تكمل.. فأنتَ تعرف أن بحر الدكتور العتوم لا يسكن للأبد.. ! ثم فجأة تشعر بها وقد نهضتْ من جديد وعاودتْ نشاطها وقدرتها السحرية في جذبكَ مجدّداً ليزداد غرامكَ بها وشغفكَ لإكمالها !
********** أحداث الرواية تنقسم في رأيي لعدة مراحل ولو تأمل القارئ في كل مرحلةٍ منها وأسقطها على الواقع لفهم كم هي هذه المراحل مقصودة ومقصودٌ تتابعها بهذا الشكل في الرواية..
*في البداية مرحلة استيقاظ البطل من القبر ، بعد مئات وربما آلاف السنين من دفنه، واكتشافه أنه البشريّ الوحيد الذي قام !
* ثم مرحلة التيه والضياع والعطش، وركضه أو مشيه آلاف السنين في صحارٍ مقفرة لا أنيس فيها ولا انسٌ ولا جان، ولا حتى طير أو حيوان أو نبات! آلاف السنين وهو يركض ولا يدري إلى أين ولا ما النهاية ! يتمنى الموت ولا يجده، فلا موت بعد الآن! آلاف السنين من العطش والجوع والتعب والعرق والإرهاق.. والأهم من ذلك كله: الوَحدة والجهل والخوف!
* ثم مرحلة الطائر الضخم الذي ظهر أخيراً في السماء، وألقى ريشاته التسعة عشر كل واحدة في مكانٍ مختلف، وكل مكان منها بعيد عن الآخر مسافة مشي مئات السنين! وتبدأ مرحلة البحث عنها وجمعها .
* وفي رحلة بحثه عن الريشات يجد تسعة عشر شجرة على مسافات متنائية عن بعضها مئات وربما آلاف السنين، وتحت كل شجرة ريشة مما يبحث عنها، و لكل شجرة اسم، كشجرة النشأة أو الآدمية، وشجرة المعرفة، وشجرة الصوت الجميل أو الطرب، والشجرة الطيبة، وشجرة الغفلة أو النوم، وشجرة الأقلام، وشجرة الإنابة، وشجرة الخِلاف، وشجرة الزقوم، وشجرة الخلد.. الخ وعند كل شجرة يجد أرواح أناسٍ من التاريخ يتبعون الاسم، يجري بينه وبينهم حوارات ويجد من بعضهم خيراً ، وربما أحياناً يفرّ من بعضهم، ولكنه لا يغادر أيّ شجرة إلا بعد أن يستل الريشة المطلوبة !
* مرحلة النعيم المطلق ، حيث يجد البطل نفسه في قصرٍ منيف ونعيم كثير، ورفاهيةٍ مما لا تخطر على بشر ! ويكاد فيه ينسى مرحلة ضياعه وجوعه وعطشه وخوفه السابقة، ويمكث في هذا النعيم آلافاً أخرى من السنين ، لكنه لا يرتاح فيه!! بسبب أنه ليس له فيه أنيس لا من بشر ولا من جن ! فكل النعيم يحدث أمامه دون أن يكلمه أحد ودون أن يرى أي خدمٍ حتى !
* مرحلة الفرار من ذلك النعيم المطلق بحثاً عن أيّ بشريّ يشاركه الحديث والأحاسيس ! مرحلة الرعب الكبير الذي ينتابه، والخطر الجسيم الذي يواجهه، حين يعبر النهر الشاسع الذي يفصل دار نعيمه ذاك عن ما وراء النهر من عوالم يتوق لاكتشافها !
* مرحلة دخول البطل لجنته ومنتهى سعادته، أعني "المكتبة" ! مكتبة عجيبة ، ضخمة ، ذات تسعة عشر طابقاً، في كل طابق ملايين الكتب عن تخصصٍ أو موضوعٍ ما ، بل قل أن كل ما أنتجته البشرية في الفانية من كتب عن ذلك الموضوع يجتمع في ذلك الطابق ! والطابق منها تقدر مساحته بآلاف الكيلومترات ! فطابق الأديان، وطابق الفلسفة، وطابق الشعر، وطابق الفيزياء، وطابق الإقتصاد ، وطابق التاريخ، وطابق اللغات، و.. و .. بل وطابق لكتب السحر أيضاً !
كانت متعةً عظيمة للبطل، فهو كان في الدنيا من محبي بل ومدمني القراءة، وهو واسع الإطلاع عظيم الثقافة، لذا وجد روحه وسعادته وجنته في هذه المكتبة الضخمة،، صحيحٌ أنه كان وحده لكنه وجد في الكتب أنيساً رائعاً . امتدت هذه السعادة معه لسنوات تصل لمئات وهو يقرأ ويستلذ بوجوده في صحبة الكتب وفي ردهات المكتبة.. ولكن لا سعادة تدوم! فشعور الوَحدة عاد ينخر احساسه، وبعض الكتب فتحت عليه أبواب الشياطين التي تدفقت إليه وحاولت ايذاءه !
والشيء الأصعب أن قانون المكتبة يقضي أن لا ينتقل من طابق للطابق الذي يليه إلا بعد أن يُنهي قراءة جميع كتب الطابق السابق!!
* مرحلة الهرب من جنة المكتبة، وأخذ الريشات التسعة عشر معه، وعودته لأرض القبور الممتدة أمامه وحوله، كأنما كان يمشي في غابة من شواهد القبور ، على كل شاهد اسم صاحبه من مختلف العصور والأزمان منذ خلق آدم وحتى نفخ المَلَك نفخة الصور الأولى، ثم اهتداءه أن له الحق في ايقاظ تسعة عشر ميتاً من قبورهم بواسطة التسعة عشر ريشة ! فيحتار من يختار أن يوقظه من كل هذه الملايين من القبور المتناثرة حوله، يبدأ بالشعراء ويختار منهم المتنبي، ثم آخرون.
وقانون الريشات أن كل مستيقظ من القبور له الحق في ايقاظ تسعة عشر شخصاً آخر، وكل واحد من هؤلاء له الحق في ايقاظ تسعة عشر آخرين وهكذا في متوالية لا تنتهي ..
حتى يحدث الطوفان البشري ويقوم جميع البشر من قبورهم ثم تنفخ نفخة الصور التي ترد الأرواح للأجساد المبعوثة..
ثم تنتهي الرواية بالتنويه لبدء مشهد العَرض على الله، ايذاناً بانتهاء مرحلة البرزخ للبشر ...
تسعة عشر .. .. يطالعك الاسم مع الاقتباس المنشور فتذهب بعيدًا لعالم مبناه كعوب الكتب وتملأه رائحة الورق ويجول بخاطرك كل كتابٍ أردت أن تحتضنه أرفف مكتبتك يومًا ثم يجول بخاطرك ال تسعة عشر سببًا لتسمية الرواية بذلك ثم تبدأ بذهن متنبه لتدركهم .. تبدأ رحلتك بدهشةٍ تتملكك قد تترككك في بعض الأحايين حين تألف صاحبك هنا أو تألف ما تراه گ حالنا مع كل أحوالنا ثم ما تلبث أن تعود لك حين تعرض تبعاتها لك .. تقطع الرحلة لتبلغ النهاية لترى ما هذا الذي يحدث .. تطوف بك العناوين التي گ عادة العتوم ليست بمعانيها التي تدركها للوهلة الأولى .. لا يحدثك العتوم هنا عن أحداث أو أشياء بل هو أقرب لحديث نفسٍ كثيرًا ما تجد فيه ما يشبهك يمس ما في قرارة نفسك ما تعرفه أنت وحدك عنك .. تقترب من النفس البشرية أكثر تتعجب منها في البداية وتتفهمها مع الوقت يغوص بك لأعماقك ربما فتجد فيك ربما ما دُفن بمرور الزمن، تترك توقعاتك جانبًا تترك لمن خط الحرف مهمة أن يقودك لنهايته بسلاسه .. الماضى والحاضر بمعناهما الجديد أنت الذي كنته وأنت الذي على قيد الانتظار يرقب ويتذكر لربما من أجمل اللحظات التي رأيت فيها الماضى جميلًا وعودة الإنسان إليه أُنسًا كدت أنسى ذاك المعنى في خضم حيواتنا التي يكتنفها ما يكتنفها .. ستعتاد فقط ستعتاد كل شئ ما من شئ عصي على التكيف معه إنها الحقيقة .. ليست كل الشجرات يُستظل بظلها .. دفء الحب وصدقه أقوى ما يُعين على المشقات .. حين نصمت كثيرًا ندرك أهمية التفصيلات الصغيرة التي تمر مرور الكرام ولا ننتبه لها .. كل الذين تركت فيهم أثرًا سيدفعونك يومًا ما .. إن زرعت قلبك شجرة في موطنك أزهر وفاءًا وحبًا وإن باعدتك المسافات .. طول النعيم ليس هناءًا وشدة الألم ليست كربًا العلة في القلب الناظر .. يا فتى الكلمات .... ! للحرف ما للحرف من فضل وأيادٍ على النفس وللكتب ما لها .. إنما الحرف مخاض روح .. !
ربما يتسع المضيق حين يحتوى ما بداخلك وربما يضيق الفضا حين يعجز عن ذلك .. ما أغفلنا عن كثير مما نحسبه جمادًا حولنا ولديه قدرةٌ عجيبة على مواستنا والشعور بنا .. حرف تتعلمه وتنطلق به خيرٌ من جبال من كلمٍ في عقلك وأنت ساكن .. سيظل هناك وكرًا للشياطين في كل مكان لن تختفي لكن فقط هل تستطيع المخاطرة وغوض غمار المعركة .. إيمانك ثم إيمانك ثم إيمانك .. كل ما مر عليك سيحضرك في موضع ما ليعلمك درسًا أو ربما ليهون فاختر بعناية ما تمر عليه .. كم يهون الله على المرء برؤاه .. ليس أهنأ من صُحبة سماء وكتاب وصاحبه .. الوهم أكبر وحوشك إنه مصدر خوفك واجهه واعد لذا قدرًا وافيا من الصبر على جراحك .. توقف عن جعل نفسك قاضيًا فهناك وقت سنكون فقط نتطلع لرحمته .. ستدفع ثمن خياراتك دومًا فانتبه .. حماسك لشئ قد يودي بك لكارثة فترو .. سيظل الوقت عاملًا غير مُنتبه لمروره ما دمت تصنع شيئًا تُحبه .. ستظل تواقًا لحبٍ صادق .. سترى العالم بنظرة جديدة ستستشعر شموله وسعته وبراحه واختلافه ومكامن الجمال في ذاك الخلاف - أرأيت ل السين والتاء والسين ثم تشعر بعدها ربما تجسد طول الطريق ربما لتدرك ذاك الأمر - حين تنقطع سبُلك تابع الركض لا تيأس اليأس وحده الموت .. الكتابة .. وسيلة البشر للتحايل ليخلدوا .. من كان الله في قلبه أَنِس .. لكن القلق المتخثر لا تمحوه عباره .. الخوف يقل مع الاعتياد لكنه لا يموت .. القلوب العامرة بالأحلام المستحيلة لا يمكن أن تذبل .. من قال إن القراءة لا تسرقنا منا ؟ ولا تحطم الجسر بيننا وبين العالم في النهر أو تحرق المراكب فلا نعود ؟! .. نقول لنُشفى، نقول لنرضى، نقول لنشعر أننا أحياء .. وباستثناء أبي، .. الكتب لا تموت .. .... يصطحبك العتوم في رحلة على الرغم من غرابتها وما تكتنفه هادئه تسير فيها تتبع صاحبك فيها في كل مطلع ومنزل وموقف وحركة وسكنه كأنك تراه كأنك تصحبه يثريك بكم كبير من كلمات اللغه الجديدة التي ربما تمر عليك لأول مرة كما يرسل لك هدية مغلفة من المترادفات في اللغه، ربما في بعض الفقرات ظننت أنه لو اختصرت الحكاية قليلا لكان أفضل لكن كانت رحلة ممتعة خففت عني من ثقل خاوية كنت أرى العتوم فيها جالسًا خلف مكتبه في مكتبته يسيل حرفه گ النهر ليسير قلب من يقرأ في ذاك الدفق يجد هونًا هنا وعونًا هناك .. بسمة في موضع ودمعة في ثانٍ وحكمة في ثالث وتربيتةً في رابع وشيئًا يحكى حزنه وخوفه في خامس وسكينة في سادس و ثقلًا في سابع ودهشة في ثامن وأُنسًا في تاسع وألم وحدةٍ في عاشر وإيمانًا، ويأسًا ، وحُبًا، وحيرةً، وهُدى، ونورًا، وظُلمة، وفرحًا، وشجنًا .. صفحات كانت أُنسًا بعد خاوية وعودة للحديث عن أول ما آلفني العتوم معه علاماتٍ على الطريق ورسائل غير مباشرة ثم تختم بتلك الكلمة التي حين تقرأها يصمت فيك كل شئ " الآن تعرضون على الله " .. ! .. سيظل الكتاب رفيق يُحيي فيك ما تُميته الأيام بوابتك لتلج وسيفنتك لتبحر وعكازك لتطوف .. اللهم ارض عن العتوم واجزه عني خير وبارك قلمه وسدده .. وننتظر قادمه بشوق ..
كثيراً ما امتُدِح الكاتب من قِبَل أصدقائي؛ فكنتُ أتوق للقراءةِ له.. فكانت التجربة. اسغرقتُ أسبوعاً وافياً في قراءة هذا القالب الأدبيّ الرائع، قليلاً ما تجِد قالباً أدبياً مُتقَن الصنع مميّز كهذا الذي كتبه العتوم، وقد وُفِّق في هذا. تأخذك الرواية في سياقٍ مدهِش في رحلةٍ رهيبة بين أمورٍ متباينة. كانت البداية ممتازة؛ فقد وقفت مشدوهةً أمام ما أقرأ فصِرتُ أكثرَ إصراراً على إتمام القراءة. انتقل الكاتب ما بين الدين والفلسفة والشعر والتاريخ واللغة، تبتدئ رحلتَك الروحية بتفاصيل القَبر لتزدادَ تمسُّكاً بالرواية، وتنقلك أحداث الرواية بين العلوم واللغة والأدب، ويُثريك الكاتب بثقافته الهائلة والتي قد أجاد استخدامها في مواضعها المناسبة؛ فقد امتاز بسعة اطلاع وغزارة علم ولغة سليمة قوِيّة رصينة، كثر الوَصف وأجاد فيه، وأبدع في التفاصيل -وأنا أعشقُ ذلك-، كما أنه قد أوضح طبيعة الإنسان الغير مفهومة والعاشقة للتغيير والهاربة من الرتابة -حتى وإن كانت تلك الرتابة ما عشقه حد الجنون-، وقد صدَق عندما قال: "فالحُب إذا طالَ به العَهد، بهت". أُعجِبت بالحوارات الكثيرة مع أرواح الكُتّاب وأولي العلم، كانت رائعة لا شكّ. كنت أحمل قلماً مُلوّناً أثناء قراءتي، وقد أعطاني الكاتبُ عنارينَ كثيرة لأستزيد، وقد تفنّن العتوم في دسِّ المعلومات في ثنايا السطور بصورةٍ رائعة. ظلَلتُ طوال قراءتي ينتابني شعورٌ بأن لسان حال الكاتب هو من يتحدث كما لو أنه بطل الرواية، وقد راقَ هذا لي. كانت تفاصيل الفصل الأخير مُفزِعة لا شكّ، انتابتني القشعريرة وتسارع خفقاني حالما قرأتُ "الآن تُعرَضون على الله." تُرى هل أعددنا عتادنا لأجل تلك الوقفة؟ عفا الله عنا وعنكم، وغفر لنا خطايانا، وأدخلنا فسيحَ جناتِه.
لم يكُن تفضُّلاً مني بأن أعطيتُ الروايةَ خمس نجوم؛ فقد كانت جديرة بهذا. وحتى الآن لا أزال مدهوشة.. كيف للكاتب أن يصنع هذا الكمّ من الإبداع في شهرٍ واحد!
على كل حال لن يكونَ هذا اللقاء الأخير مع السيّد أيمن.. هي فقط البداية، ولي لقاءٌ آخر مع الكاتب في "يا صاحبي السجن"، وأتمنى له المزيد والمزيد من التوفيق والإبداع.
اقتباسات: -" ومن الفريقان؟ أخوان؟ وعلامَ تقاتلا؟ على أرضٍ كان يمكن أن تتسعَ لهما معاً." - "نحن نموت، الكتب لا تموت." - "إنها لا تضيق اللغة، ولكن يضيق معجم من يستخدمها." - "نحن صورةُ ما نعتقد."
رسالة الغفران للعصر الحديث .. رواية فتى الكلمات والعاشق المتيم للغة العربية.. يتحفنا الكاتب المميز وأفضل كاتب للغة الضاد في الوقت الحالي برحلة إلى عالم البرزخ ويروي لنا في هذا الرواية وبلغة ��ربية سلسة وألفاظ منتقاة ما يواجه الإنسان بعد موته ومن خلال مشاهد أخاذة ومن واقع حبه للكتب عشنا معه في مكتبة الاحلام والتي تضم كل ما كتب حتي ما احرقه المتشددين للحق أو ضده والكتب الممنوعه وكتب التراث ما كتب بالعربية أو بغيرها من اللغات .. ونقابل في مشاهد البرزخ بعضا من مشاهير التاريخ والأدب وخاصة المتنبي وارسطو وهتلر وغيرهم من مشاهير الادب القدماء .. رواية تحتوي على العديد من المقولات المشهورة لكثير من الأدباء ، والعلماء ، والزعماء ، والمشاهير.. ونتعرف من خلال الرواية على العديد من الكتب والشخصيات الأدبية .. ويحاورهم الدكتور أيمن العتوم داخل الرواية في مقولاتهم وكتاباتكم وحياتهم .. ومشهد النهاية عندما تمطر السماء مطرا حليبيا فيقوم الموتى من رقدتهم ويساقوا للقاء الملك.. رواية ديسمه تستحق القراءة لأكثر من مرة.. *توجد مراجعة صوتية للرواية على قناتي على اليوتيوب قناة ( ملخص كتاب ابوشريف )
حياة البرزخ و الأرواح المتطايرة هنا و هناك تتكلم فيما بينها تحس ببعضها وتتفاهم بشكل غريب تتعايش وتحاكي بعضها البعض ... استطاع الكاتب ايمن العتوم أن يبهرني مرة أخرى بلغته الساحرة و المتمكنة ، لكن للأسف هذا لم يكن كافيا لصنع رواية بمعناها الحقييقي ، خلال قراءتي لها أحسست بشيء غريب أريد فقط أن أنتهى منها و على مضض و استعجال ولا ادري لماذا !قلبي المقبوض يريد أن يتخطاها فقط ! ربما الخيال الجامح بها أو الذي كما اعتبرته انا فانتازيا من نوع آخر ! رغم فكرتها الجديدة والصادمة بعض الشيء لكنها تثير الفضول و الرغبة في الخوض بين سطورها
للأسف كان سقف تطلعاتي عاليا جدا و انهار فوق رأسي !!
ثانى رواية لم أستطع أن أكملها لأيمن العتوم بعد رواية عفريت من الجن ، انا لا اعرف سوى شىء واحد أن الرواية هى الحكاية ، وليست التعبيرات الجميلة و المفردات اللغوية الرائعة ، أين الحكاية ، لماذا الإسهاب فى التفاصيل و الوصف بدون أى حكى ، هذا ليست مسابقة فى اللغة العربية ، إذا لم يكن لديك حكاية فلا تكتب رواية او بالاصح تكتب أى كلام ثم تطلق عليه رواية ، يبدو أن العتوم قال كل شىء فى يسمعون حسيسها
كانت اول تجربة لي مع الكاتب و اعتقد انها ستمون الأخيرة لم يعجبني الاسلوب اسهاب كثير في الوصف و في كتابة التفاصيل ، و لم أجد هدف من الاسماء الكثيرة الموجودة. كما ان النقلات بين المواقف لم تكن جيدة ف قد كنت اقرأ موقف و فجأة اجده انتهى !!!
لكن يظل الهدف من الرواية مهماً اعتقد انها تذكرة لكل شخص عن ما يمكن ان يلاقيه بعد الموت! تَذْكرة مرعبة ، تجعلني افكر في حياتي مرة اخرى.
ربع الكتاب الأول توقعت أن تقييمه هيكون ٥ نجوم بلا شك. أولا اللغة المستخدمة رائعة لكن حلاوة الكلام أكثر من اللازم. ثانيا الفكرة جديدة بالنسبة لى لكن المغالاة ف الاقتباسات والأحداث والشخصيات يجعلها فكرة صعبة الهضم والاستيعاب. أخيرا الكتاب غير ممل بالعكس ممتع سمعيا لكن الأحداث تتم ف خطوط متوازية الانتقال بين الأفكار حاد جدا.
الآن تُعرضون عَلى الله ... ❤ رمضان 2018 ❤ --------------------------------- يحدث أن نقرأ كتاباً فنحبه , و يسهل علينا كتابة مراجعته , و يحدث أن نقرأ كتاباً و نكرهه , و يسهل علينا أيضا الكتابة عنه . الكتب الي ترهقني , هي الكتب التي أضعها في تلك المنظقة الرمادية بين ما أحب من كتب و ما أكره , في تلك المنطقة كانت تسعة عشر.
رواية الدكتور أيمن العتوم الجديدة , تتحدث عن رجل يستيقظ في القبر ليجد نفسه يعيش حياة البرزخ , الفترة الزمنية الواقعة بين موت الإنسان و عرضه على الله سبحانه وتعالى يوم القيامة . بمجرد ماعلمت أن القصة الأساسية تدور حول هذا العالم , قررت أن أقرأ الكتاب فوراً , فأنا لا أذكر أني قرأت كتاباً تحدث عن هذه الفكرة المثيرة من قبل , و هذا كان أول ما أعجبني و لفت نظري في الكتاب .
سأتجنب الحديث عن أية أحداث فيها حرق للرواية و سأكتفي بذكر ما أحببت و ما لم أحب ..
ما أحببت : * فكرة الرواية كما ذكرت فكرة جديدة و مثيرة للاهتمام * الأبيات الشعرية التي أوردها الدكتور أيمن في الكتاب كانت جداً رائعة , كانت اختياراته جميعاً موفقة و مناسبة للجو العام للرواية * لغة الدكتور أيمن العتوم لغة ساحرة تخطف الأنفاس , وهذا مما لا عجب فيه نظراً لأنه يحمل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية * نحن القراء نحب أن نقرأ عن الكتب و القراءة و المكتبات , أعجبني جداً ذكر القراءة في الكتاب , و في عالم البرزخ جتى * أعجبني مشهد موت الرجل في الرواية , لقد خطف أنفاسي و جعلني أتوقف عن القراءة لأفكر , أفكر في اللاشيء و في كل شيء , وجدته من أجمل المشاهد التي قرأتها في أي كتاب على الإطلاق . *
ما لم يعجبني : * الإسهاب في التشبيهات والصور الفنية و الجمالية , فالكثرة من أي شيء تفسده مهما كان جميلاً , برأيي كان يمكن أن يقلل من الجماليات في اللغة , فالجمل العادية الخالية من الفن لا يعيبها شيء!.
* كنت أحب لو أعطى الكاتب للشخصية أبعاداً تعرفنا بها أكثر , لم أستطع أن أفهم لماذا حصل مع الرجل كل ما حصل في البرزخ , لأنني لا أعلم كيف كانت حياته في الدنيا , طوال فترة قراءتي للكتاب كنت أشعر أن الشخصية مجرد رجل , أو شخصية ضبابية لا يوجد فيها شيء شخصي . * شعرت أن أحداث الرواية كانت تسير بخط مستقيم , لاشيء فيها غير متوقع أو مفاجيء أو غيره , برأيي , كان يمكن أن يضاف بعض السحر على الرواية لإعطائها أبعاداً أكثر , بدلأ من أن تكون مجرد تسلسل للأحداث.
كانت هذه تجربتي الثالثة تقريباً مع الدكتور أيمن العتوم , و أستطيع القول أنها تجربتي المفضلة .. شكراً دكتور أيمن , روايتك كانت نعمة من نِعَمِ رمضان ^^ ❤ ❤ !
--------------------------- مما أعجبني من اقتباسات : * و أنا أحلم بحياة أخرى , بمجد آخر , يمتد إلى حيث ينتهي كل شيء ولا ينتهي . يموت كل شيء ولايموت . القلوب العامرة بالأحلام المستحيلة لا يمكن أن تذبل. * لعمرك إنها لا تضيق اللغة , ولكن يضيق معجم من يستخدمها , فهي عمم , و لجج خضم , من أي ناحية جئتها وجدت الماء . * يا بني , إن أثر الله في كل شيء , تراه ولا تراه , و إنها لا تعمى الأبصار , و لكنها تعمى القلوب التي في الصدور , فإن أردت أن تعرفه , فلتنظر في قلبك. * أنا كلي لك , فكن لي . * كنت أشعر دائما أن باباً يفضي إلى مكتبة من خلفه ليس باباً عادياً . إنه باب يفتح على المطلق . و على الحياة الأخرى الأكثر إدهاشاً و غموضاًو سحراً.
رواية تتخذ أشكالاً عدة ، فمن الخيال للروحانيات للسير والتراجم إلى أبعد من ذلك ، تتلون بألوانٍ شتى ، تُظهر الخلفية الثقافية الزاخرة للكاتب بالعلوم الدنيوية والدينية على حدٍ سواء ، يمكن للمتطلع عليها أن ينهل منها على معلوماتٍ جمة ويزخر بسعةٍ للخيال بسردٍ قصصيٍ مثيرٍ للإهتمام قلَّ حضوره في حركة الأدب الحديث . الرواية تنطوي على عدة فصول كل فصلٍ فيها يمنح القارئ لذة التشويق والمعرفة ، يستهلها بحديث الراوي عن ذكرياته يوم دفنه ، وما حدث معه بعد انغلاق القبر عليه ، في رحلته في عالم البرزخ ومقابلت�� لصنوفٍ عدة من الأرواح التي كانت ذات أثر في تاريخ البشرية وإن غلب عليها الطابع الديني بمجمل الطرح من خلال الشخصيات التي حاورتها الشخصية الأساسية أو استحضر ذكرها في رحلته تلك ، مع لمحاتٍ من حياته الفانية وذكرياته فيها بمناطق اردنية لها مكاناتٌ أثيرة في النفس إن كانت دينية او سياحية . وتستمر تلك الرحلة العجيبة ليجعل القارئ بحالة تيهٍ هل هذا حقيقي ؟!هل هذا ما سيكون ؟! أم أنه مجرد حلمٍ طويل تعيشه الشخصيه لعقودٍ من الزمن ؟! ومع استمرارية الحدث يلاحظ المتلقي تكرار كلمتي تسعة عشر في عدة مواطن ، فكلما ظن أنها أساس الرواية وجد ما هو أهم . الجدير بالذكر هو البناء الفكري للشخصية الأساسية ، فمن خلال تتبعي للكاتب أيمن العتوم لم استطع منع نفسي من الفصل ما بينه وبين الشخصية من حيث مكانة الكتب والكتابة لكليهما ، ومدى عمق الأثر الذي خلفه والديّ العتوم وبطل الرواية في نفسيهما وزرع بذرة القراءة فيهما . أما اللغة فليس مني أن أراجع اللغة التي يطرحها العتوم في مجمل أعماله لأنها رفيعة المستوى ومتفردة من حيث اللفظ وتراكيب الجمل ، لكن وجدت في هذه الرواية بالتحديد مستوىً عالٍ جداً من البلاغة بخلاف روايتي خاوية واسمه أحمد فقد زُخرفت بالإستعارات القرآنية بأكثر من موضع ، وأدخل فيها الشعر ،حتى التشبيهات التي كان يضعها في النص كانت بالغة الجمال والعبقرية . وفي نهاية مقامي هذا فأقول إن كل من ظنَّ أنه سيجد تكراراً أو تشابهاً ما بين نفرٌ من الجن وتسعة عشر فهو مخطئ فلا يمكن المقارنة بينهما إلا من خلال تقدم الأخيرة ، بفوارق شتى ، وبرأيي كقارئة رواية تسعة عشر تستحق أن تُقرأ . ملحوظة مهمة جداً وصادمة فالقارئ للرواية يجد زخماً هائلاً للمعلومات والإقتباسات والشخصيات التاريخية ومن المثير للدهشة أن يكون قد بدأ بها في الأول من كانون الأول/ ديسمبر العام المنصرم وأنهاها في الأول من كانون الثاني / يناير لهذا العام ، أي شهرٌ واحدٌ فقط . قارئة إيمان بني صخر
تسعة عشر للكاتب أيمن العتوم هي أول تجربة لي في قراءة كتبه فكرة الكتاب جديدة و جريئة تتحدث عن حياة ما بعد الموت و عالم البرزخ و كيف أن البطل الوحيد في رواية قضى نحبه و حان أجله و بدأت رحلته في عالم البرزخ و ما بعد الموت و بدأت روحه تلتقي مع شخصيات شتى من جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و العلمية من أدباء ومفكرين وكتاب و شعراء و قادة سياسين و شيوخ و حتى الأنبياء التقى معهم (التقى مع بعض الأنبياء في رواية و هنا لا أدخل في موضوع نقاش حول هذا أترك التعليق لأهل العلم حول هل يجوز هذا أم لا ) و بدأ سلسلة حوارات مع كل شخصية من هؤلاء ليسرد لنا كاتب معلومات متنوعة من مجالات فلسفية و أدبية و شعرية و لغوية حسب الشخصيات التي التقى معها بطل رواية في حياة برزخ و طبعا كان البطل في أثناء حياة برزخ ينتقل ليحصل على ١٩ عشر ريشة ليتم استخدامهم فيما بعد ليحي ١٩ شخص بقدرة الله طبعا يرى أنهم سوف يتبعوه و يعينوه إلى أن يتم يوم العرض و يعرض الجميع أمام الله عز وجل للحساب. فكرة كتاب بصراحة غريبة و جديدة إلا أن في أثناء القراءة انتابني أكثر من شعور أحيانا بالملل لكثرة السرد و التكرار و أحيانا شعور بالخوف عندما أتخيل نفسي في موقف حياة البرزخ و في موقف العرض أمام الله عز وجل و شعور في بعض الأحيان ببعض المعلومات الجديدة التي كنت أجهلها . بشكل عام رواية قيمتها ثلاث نجوم انتابني شعور الملل في كذا فصل من فصول الكتاب و كي لا ألغي دور كاتب في قوة لغوية التي يملكها و بعض معلومات التي أضافها لي قيمته ٣ نجوم على أمل أن أجد قادم رواياته أفضل من هذه. 24/3/2020
وكأن الكاتب يملك معلومات عامة كثيرة في عدة مجالات فقام بجمعهم في شكل أشبه لرواية، لم أشعر بوجود قصة أو حبكة أو تشويق فقط ذكر لشخصيات وقصص تاريخية كثيرة متفرقة يقوم بالتنقل بينها سريعاً دون رابط .. لا شك إن الكاتب بليغ ولكن الأمر أدى لوصف متكرر وجمل زائدة تصيب بالملل.. لم أستمتع إلا في أجزاء صغيرة بالرواية، لا أعرف إن كنت سأعيد المحاولة مع الكاتب بكتاب آخر أم سأكتفي.
احداث غير مترابطة لا يوجد رواية او فكرة ماالمقصود الا التباهي بالكتب التي قرأها والابيات التي حفظها ربنا يرحمنا من دور النشر التي تنشر اي كلام يكتب والناس التي تضع ٥نجوم اعجابا باللغة والبلاغة دون التركيز على مضمون وتكوين القصة ياخسارة الفلوس😭😭😭
الآن و هذه اللحظة و بعد انتهائي من الكتاب أيقنت و آمنت لما كانت تقصده إحدى القارئات المخضرمات بقولها لا أجرؤ على خط مراجعة لمؤلفات الدكتور العتوم . والله إني في حيرة و ذهول و سحر فعلاً ، هذا المخلوق وتلك الأنامل وقلمه الذي خط أروع ما يقال في اللغة العربية بأسلوب فصيح و بليغ وجزل و متين يعيدك للأزمان الغابرة و امجاد لغة الضاد . لغة العتوم الفصيحة و استشهاده بتراكيب القرآن بشكل طاغي على كتبه تصيبك بحالة من الانخطاف . لغتنا كلماتها و نعوتها و مرادفاتها لربما أكثر من أعداد النجوم و هذا ما سيصيبك بحالة من الهستيريا مع فتى الكلمات هذا لأنه ببراعة ينسج روايته معتمداً على قوة لغته ومخزونه ويحاول توظيف أكبر قدر من التراكيب و الكلمات . تسعة عشر هي و صف احداث و رحلة البرزخ التي يمر بها كاتبنا و يسردها لنا و طبعاً الاسم ليس عبثاً له ترابط وثيق مع أحداث رحلته كلها و لن أقول شيئاً آخر حتى لا أحرق الأحداث ، يسرد خلالها الماضي مع مصاعب الرحلة و مايجابهه من مواقف و أحداث . الذي كان طاغياً ليست اللغة فحسب و إنما استعراض قدرات العتوم و ثقافته وإلمامه الكبير بكل علوم اللغة و السياسة و التاريخ و الأدب و الشعر و الذي يقدمه لنا بصورة لطيفة خلال اللقاء مع أحد موتى الكتاب و المفكرين والشيوخ و تبدأ حدة المناقشات و الملاحظات التي يبيدها العتوم عليهم خلال ماقرأ لهم فضلاً عن تأملاته العميقة وتساؤلاته . كنت قد قرأت هذا الأسلوب محاورة الموتى واللقاء بهم بكتاب سيرة المنتهى لواسيني الأعرج وإنما باختلاف بسيط هو رحلته كانت حلم وغفوة متأثراً بأسلوب دانتي و المعري و كذلك ابن عربي بكتابه المعراج . أحب جزء على قلبي جزء المكتبة ذات التسعة عشر طابقاً و السنوات التي قضاها برفقة كتبها و استحضار أرواح الموتى من كتاب وفلاسفة و شعراء وغيرهم حيث وجدت العتوم عن قرب وعرفت أن ذلك النجاح لم يأتي عن عبث ولافقط الموهبة و إنما دأبه المتواصل على القراءة والعلم والإلمام بكل شيء . #عثة_الكتب 💛 كتابي الثالث و الثلاثون لتحدي المئة .
تسعة عشر لطالما كانت رغبتي الأولى في هذه الحياة أن أشاهد فيلما عن حياتي بعد الموت....عندما أغمضت عيناي لأول مرة الى الابد من اول من بكى فراقي... عندما غادروا و تركوني وحيدة في القبر.. كيف كنت أشعر.. هل كنت أسمع أصواتهم في ليلة الوداع ام كنت روحا جامدة لا تدرك شيئا.. .. ثم متى سيزورني الملكين.. كل تلك الأسئلة كنت باستطاعتي ربما" تخيل اجاباتها او تخيل أحداثها.. لكن السؤال الأكبر بالنسبة لي كان ما بين الموت و الحياة اين سأكون و ماذا سأفعل؟؟؟؟هل سأراقب الذين أحبهم من السماء ام سأبقى في جوف الارض اختنق في الظلام.. لم اكن املك اي اجابة... الى ان قرأت تسعة عشر و اكتشفت ما كنت جاهلة عنه..اكتشفت ما يسمى بحياة البرزخ و هي حياة ما بين الموت و الحياة.. ربما سمعت بالاسم سابقا لكن لم اكن أعرف ماهيته بالتحديد لم اكن اعرف التفاصيل بالأحرى .. يستيقظ البطل.. يبعث بعد موته.. الى مكان.. او الى لامكان... حيث كل ما حوله فارغ.. حيث تسيطر مشاعر الخوف من المجهول الخوف من القادم.. الملل من الفراغ.. رتابة انتظار شيئ انت لا تعرفه... الوقت الذي يجري بالسنين لا بالثواني كما في عالمنا.. سنين تمر و انت على حالك.. سرد مطول مليئ بالاحاسيس التي تغمرك انت و تشعر انك انت من تسير هناك لا البطل..( انه انا... الان لست حيا.. انني اليوم بُعثت) .. ثم تتوالى الأحداث في ذلك العالم الغريب بسرد طويل شيق غير ممل.. ترغب في اكتشافه حرفا حرفا... و ابرز ما فيه حين يبدأ البطل بلقاء عدد من الشخصيات التي خلدها التاريخ.. يلقاهم هناك في حياة البرزخ... بينهم انبياء فلاسفة شعراء.. حيث يدور بينهم حوارات شيقة تارة و هزلية تارة اخرى لكن بروح فلسفية... (حواراتهم) لولا انك تعلم ان هذا الكتاب ليس الا انتاجا من مخيلة العتوم لظننت انها من اقوالهم حقا.. لأي درجة استطاع العتوم ان يدخل في تفاصيلهم و شخصياتهم و ان يتركنا في حيرة... كيف له ان يفعل ذلك كيف.. هل قابلهم يوما! ربما... ترى اخيرا ان رحلة البطل و لو كانت خيالية الا انها ستكون رحلتك يوما ما... ربما الان ربما غدا... فماذا فعلت و ماذا قدمت و من ستلقى في حياة البرزخ.. او ربما لن تلقى احدا.. ربما ستكون وحيدا الى يوم القيامة.. ستقتلك وحدتك.. لكنك الان حي.. لكنني الان حية.. أستطيع ان اغير مساري.. تستطيع ان تغير مسارك... تفكّر.. تمعّن.. تأمل.. و استلخص... هل تسير انت على السراط السوي.. ام انك انحرفت عن فطرتك... أسئلة كثيرة ستدور في رأسك.. لن تنتهي منها و لن تنتهي منك.. ربما سنحتاج الى اعادة قراءة الرواية مرارا لان اسلوب العتوم العميق يكشف لك مع كل قراءة جديدة.. معنى جديد.. #ريانا_عيسى #مدينة_القراء
يبدأ الكتاب باستيقاظ الكاتب من قبره ليواجه عالما غريبا وأحداثا مثيرة وأهوالا يختلط فيها خيال الكاتب بقراءاته المتعددة وتجاربه الشخصية فى حياته السابقة فى الدنيا، والتى يطلق عليها اسم الفانية، ويلتقى الكاتب بالكثير من الشخصيات التاريخية ويستعرض بعض المواقف الهامة فى التاريخ ورأيه فيها.
وخلال رحلته يتاح له تجربة النعيم الدائم ولكنه للأسف يمل منه ويزهد فيه.
من افضل أجزاء الكتاب الجزء الذى استطاع فيه الكاتب دخول مكتبة لا نهائية تحوى كل ما خطته البشرية، وهذا طبعا حلم لكل محبى الكتب والقراءة، ولكن ربما يتحول الحلم إلى كابوس فى كثير من الاحيان.
الكاتب أيمن العتوم يعشق اللغة العربية وهذا ما شجعنى على القراءة له فى ظل اللغة العامية التى تغلب على الكثير من الروايات هذه الأيام. لكننى اشعر أنه يبالغ فى استخدامها فى بعض الأحيان ربما لابهار القارئ، كما أنه يستعرض ثقافته الواسعة وخاصة فى مجال الشعر والشعراء مما قد يدفعك للخروج من الفكرة الرئيسية وربما هذا هو هدف الكاتب أساسا.
فى النهاية يحوى الكتاب الكثير من التأملات فى الحياة والكون والإنسان والأفكار الملهمة والصور الخيالية ولكنه يحتاج الكثير من الصبر.
تحفه فنيه لا اعلم من اين ابدا المراجعه لكن اجمالا من يكتب من هذا شخص يأكل كتبا عوضا عن الطعام ويتنفس حروفا ولغة عوضا عن الهواء واظن أنه ولد في مكتبه ولم يخرج ابدا منها 😁 واظن انها كأنها نزهه فنية وتاريخية وادبيه وفلسفية ليس الغرض منها الوصل لشئ بقدر الاستمتاع بالطريق والمشاهد لا اعلم كيف جمع بين جميع "انواع الرواه" وجميع"انواع الروايه" ذابت الحدود بين الواقع والخيال والمفاهيم والقوانين والانتقال من "اليوتوبيا" الى "الدوستوبيا" من النقيض إلى النقائض واظن ايضا ان عيبها الوحيد "الملل" ولكن حسن ظني بالكاتب أنه قصد ذلك عن عمد حتى يغرقك فالتفاصيل والحاله معه وكفى ....