What do you think?
Rate this book


182 pages, Paperback
First published December 1, 2006
ناموس لعبتنا يجيز لنا ان نتفق في خلافنا كما يجيز لنا ان نختلف في وفاقنا. لأننا لا نتقن أدوارنا كما ينبغي إن لم نحسن ذرّ الرماد في عيون الرعيّة البلهاء التي لا ترى في الإختلاف ائتلافاً، ولا ترى في الإئتلاف خلافاً.
ان الرغبة في ان نكرر حقيقتنا في الذرية تجربة لا بد ان تنتهي الى باطل لأن الأبناء لا بد ان يخذلوا الآباء مهما كان الثمن. لأن الطمع في الخلود إثم. لأن الطمع في الخلود بثمار الجسد إثم مرتين.
لم نخرج يوماً ملل الترك من هذه البلاد إلا بعد أن سقينا صحارينا بدماء الآباء والأجداد، وتريدنا ان ندعهم اليوم يدخلونها ليدنسوها بفظائعهم بسلام؟
البيت قبر الدنيا كما ان القبر بيت الأبدية، فأيّ الأمرين أفضل: أن نموت في قبر الدنيا ونحن أحياء، أم ان نحيا في بيت الأبدية ونحن أموات؟
- خبرني يا ريّس مراد: ما الذي يجعل الإنسان مخلوقاً حزيناً.
- الحقيقة يا مولاي!
- وما الذي يجعل منه حكيماً؟
-الصفعة يا مولاي!
- الصفعة؟
- لا يصير الإنسان حكيماً حقاً ما لم تلقنّه الأقدار درساً يا مولاي
- وما الذي يجعل من الإنسان بطلاً؟
- الإنتقام يا مولاي!
قرأ في عين الباشا استفهاماً فأضاف:
- الشهوة الى الإنتقام يا مولاي
- لا أعرف ما الذي يدفع الناس لأن يحكموا!
- لأنهم يريدون أن ينتحلوا دور الربّ!
- هيهات!
نستطيع ان نقرر متى نهاجر، ولكن هيهات ان نعلم متى نعود