منامات الوهراني ومقاماته ورسائله

by محمد بن محرز الوهراني, إبراهيم شعلان (تحقيق), محمد نغش (تحقيق)

حترق نیل مصر فى هذه السنة إلى حد ما انتهى قط إلیه، حتى ظهرت آثار المجلس الذى كان یجلس فیه فرعون یوم الزینة، ویقول «أنا ربكم الأعلي، وهذه الأنهار تجرى من تحتي» ثم تأخرت الزیادة عن وقتها المعهود حتى یئس الناس منها، وشنعوا أن ملوك الحبشة صرفوا النیل عن مجاري دیار مصر إلى ناحیة بلاد الزنج فلا یعود إلیهم أبدا. ثم إن الله تعالى أرسله ومنَّ به، فزاد في جمعة واحدة نحواً من ثمانية أذرع، فلم يزل كذلك إلى أن بلغ السيل الزبى، واستوى الماء والخشبة وانتهى إلى حد ما انتهى إليه من زمان طويل. فطابت النفوس وانشرحت الصدور، ورجعت الحنطة إلى خمسين دينار المائة. والحمد لله رب العالمين

240 pages, Paperback

First published January 1, 1998

About the author

رُكنُ الدّين أبو عبد الله محمّد بن مُحرِز بن محمّد الوَهراني المغربي (؟ - 1179 م/ 575 هـ) أديب وناثر مغاربي من أهل القرن الثاني عشر الميلادي/السادس الهجري عاش معظم حياته في المشرق. ولد في وهران ونشأ بها في فترة الركود الدولة المرابطية. قام برحلات إلى المشرق في 1156، وسكن دمشق بالدولة الزنكية وزار القاهرة الأيوبية. توفي في داريا قرب دمشق. خلّف في الأدب منامات ومقامات ورسائل عديدة، حققه إبراهيم شعلان ومحمد نغش وجمعه في كتاب بعنوان «منامات الوهراني ومقاماته ورسائله» سنة 1968.

Reviews

[نديم عبد الهادي · Rating 5 out of 5]

هذا الكتاب كنز من كنوز السرد العربي.. رغم قلة صفحاته لكنه قليل يدل على كثير.. لم تجمع كل كتابات الوهراني والذي وصلنا منها وصل متقطعا، لكنه يدل على براعة في الكتابة قل نظيرها.. ما يميز مقاماته ومناماته ورسائله وخطبه هو طرافتها أولا، وتعدد الأصوات فيها ثانيا، عدا عن تحقيقها شروط البديع والبيان القديمة ، وتجوازها ذلك إلى شروط التعبير عن الحالة النفسية، فيما يجعل هذا الكتاب حديثا بالمعنى المعاصر للكلمة.. وإذا كانت مقامات الهمذاني ذات طابع فكاهي وتدور حول شخصيتين ، الأول صاحب علم وكدية، والثاني وهو السارد إنسان طبيعي يفاجأ كل مرة بما يقدم عليه أبو الفتح الإسكندري من حيل، فإن شخوص هذه المقامات الوهرانية متنوعون فتارة متأدب يتحدث عن السياسيين وتارة بغلة تشكو سيدها للأمير، وفي أخرى المسجد الأموي الكبير يرفع عريضة لحاكم الشام ثم للسلطان يشكو ما لحق به من إهمال، أما منامته الكبرى، فهي تبز كل ما قرأت في التراث من قبيل السخرية، وفيها من القلق الأخلاقي والسياسي والديني ما يجعلها في غاية التوتر، ومن الطرافة ما يجعلها سهلة على القراءة، ولم أجد من عبر عن حيرة المسلمين أمام التاريخ الدموي والتنازع الطويل بينهم تحت رايات بني أمية وشيعة آل البيت ثم ذلك الحرج الذي وجدت نفسها فيه الدولة الأيوبية حين قضت على الفاطمية وحكامها ينتسبون للرسول، فأعادت الدعوة في خطبة الجمعة للخليفة العباسي، وليس المقام مقام التفصيل في المسألة لكن هذا الكتاب تحضر فيه مسألة الإمامة لدى المسلمين وقلق "المثقف" إزاءها بطريقة بديعة.. والمنامة الكبيرة ولعلها أهم ما في الكتاب تقفو خطى رسالة الغفران اذ تزور يوم القيامة وتلتقي فيه بمعاصرين للمؤلف، لكنها تتنكب خطى المعري الفخيم بما تتمتلئ به من المعنى الرقيع في اللظف السخيف كما يقول الوهراني نفسه!!
الوهراني هو أبو نواس النثر العربي، وبعد الفراغ من الكتاب تأكد لدي أن الأدب العربي اكتمل في مرحلة من المراحل حتى حوى الأصل وفرعه ونقيضه، وتعايشت تلك النقائض في ساحة واحدة، تتحاور تارة وتتنافر أخرى، لكنها تنتمي بمجملها للسردية الأدبية العربية الإسلامية العظيمة..
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

[Mohammad Alrasheed · Rating 4 out of 5]

ليس غريباً أن هذا الكتاب من عيون النثر العربي. وسواء في المنام الكبير أو بقية الرسائل والمقامات يستعرض المؤلف بشيء من السخرية اللاذعة والنقد بعض الجوانب الاجتماعية والسياسية التي لم يسلم منها حتى رجال الدين من القضاة والصوفية. كتاب رائع يمتعك بأسلوبه وبلاغته ويضحكك بخفة ظل مؤلفه ومجونه، كما كنت أفعل بشكل هستيري أحياناً

[Lulu]

c. 1150s-1179??