حينما تُطرح كلمة "النهضة" في الخطاب العربي المعاصر فهي تُطرح بوصفها مصطلحًا أو بوصفها حقبة تاريخية تمثِّل مرحلة في الثقافة والتاريخ العربيين، غير أنّ ما سأطرحه هنا هو الزعم بأنّ كلمة "النهضة" هي قيمة شعرية مجازية، تَصدُق عليها كلّ قيم المجاز والمتخيَّل البلاغي بوصفها تورية ثقافية، أصابها ما يصيب الثقافة كلها بكافّة مصطلحاتها من نسقية ومجازية ينفصل فيها القول عن الفعل وتكتسب الكلمة قيمة شعرية لا عملية ولا منطقية وتبدأ سيرة حياة الكلمة وكأنما هي حبكة سردية ونظام مجازيّ يترتّب مصيرها مع ميلادها، وتنتهي مجازيًا مثلما ابتدأت مجازيًا، بما إنها مشروع خياليّ، محكومٌ بالنسق الثقافي المتَشَعْرِن.
وليس من الصعب ملاحظة الترادف الدلاليّ المصاحِب لمنظومة النهضة حيث تتصاحَب كلمة النهضة في نشوئها عربيًا مع كلمة المستبدّ العادل حيث ظهرتا معًا في توقيت واحد، ومثل ذلك كلمة الثورة المتصاحِبَة مع كلمة الزعيم الأوحد، مثلما تتناسل الدلالات المصاحِبَة كالوطنية والحرية مع مصطلحات الأمن الوطني والمصلحة العليا، ويتحوَّل مصطلح الديمقراطية والتعدّد إلى مرادف ذهنيّ يرتبط بمفهوم المصلحة العليا والأمن الوطني بمعنييهما الخاصّين، ويتشكّل من ذلك مفهوم ناسخ دومًا وإنْ أتى بصيغة الإثبات، وهذا كلّه يكشف عن لعبة التورية الثقافية والثنائية المَجازية بوصف ذلك مضمرًا نسقيًا يتصاحَب مع لحظة التأسيس للمفهوم ليشكِّل حالة نسخ ونفي متواترة.
أكاديمي وناقد أدبي وثقافي سعودي وهو أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود بالرياض، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعتي اكستر بريطانيا، صاحب مشروع في النقد الثقافي وآخر حول المرأة واللغة. حصل على جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في العلوم الإنسانية، وحصل على جائزة مؤسسة العويس الثقافية في الدراسات النقدية ، عام 1999م وتكريم ( مؤسسة الفكر العربي ) للإبداع النقدي ، أكتوبر 2002 ـ القاهرة .
أولى كتبه كانت دراسة عن خصائص شعر حمزة شحاتة الألسنية، تحت اسم (الخطيئة والتكفير: من البنيوية إلى التشريحية). كان عضوا ثابتا في المماحكات الأدبية التي شهدتها الساحة السعودية، ونادي جدة الأدبي الثقافي تحديدا في فترة الثمانينات بين الحداثيين والتقليديين، لديه كتاب أثار جدلاً يؤرخ للحداثة الثقافية في السعودية تحت اسم (حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية). يعد من الأصوات الأخلاقية في المشهد السعودي الثقافي، ويترواح خصومه من تقليديين كعوض القرني إلى حداثيين كسعد البازعي وأدونيس. يكتب مقالا نقديا في صحيفة الرياض منذ الثمانيات، وعمل نائبا للرئيس في النادي الأدبي والثقافي بجدة، حيث أسهم في صياغة المشروع الثقافي للنادي في المحاضرات والندوات والمؤتمرات ونشر الكتب والدوريات المتخصصة والترجمة.
أوصي بالكتاب فهو ممتع و فيه مختصر رشيق عن كتاب الغذامي المتوسع و المكثف (النقد الثقافي) برأيي في هذا الكتاب يجذِّر و يرسخ د. الغذامي دعوته للنقد الثقافي المحلل و الكاشف للأنساق القبحية و الفحولية الاقصائية في الشعر و الأدب العربي. هذه الدعوة تحمل في طياتها تبشيرا بتشخيص علل الخطاب العربي و سبب مأزقه مع الاستبداد و الفحولية و تكريس الصوت الواحد. قرأت الكتاب من موقع د. الغذامي بصيغة.بي دي اف ، و اعتقد انه يستحق الشراء كنسخة ورقية لمكتبتي أو للاهداء.
" قيم من مثل المجاز ، وكون القول منفصلًا عن الفعل، وتقبل الكذب ، والاستئناس بالمبالغة، والطرب للبليغ، كل هذه قيم شعرية ولا شك، ولكنها تحولت مع الزمن قيمًا ذهنية ومسلكية في ثقافتنا كلها حتى لقدلقد صرنا كائنات مزاجية، وتشعرنت نظرتناإلى أنفسنا وإلى العالم من حولنا مثلما تشعرنت قيمنا، وتشعرنت ذواتنا"
الاقتباس السابق يلخص جزء كبير من الكتاب. النصف الأول من الكتاب جميل جدًا ويناقش بعض المفاهيم مثل مفاهيم الشعرنة والفحولة ولكن يعاب عليه أنه مكرر في كتب أخرى للكاتب خصوصًا كتاب النقد الثقافي، بينما شعرت بملل متفاوت في النصف الثاني.
What I loved about the book is the writer explains what is the gender norms in Arabic literature, and how patriarchy is affecting women’s position in the society . However, the book is hard to understand you need to be aware of the definitions. It’s perfect for scholars more than regular readers.
"أن تبلغ السقف يعني أنك وصلت إلى ذروة فضائك، ولم يعد لك من فضاء أعلى منه، أما أن تحول السقف إلى سطح فباصرتك سترتفع لفضاءات أعلى ويسندك السطح للترقي لما هو فوق."