من قال إن الإنسان يحيا حاضره فقط؟ أليس الحاضر من الماضي؟ أليس التذكر كما النسيان فطرة في الإنسان؟ هل يوجد إنسان خارج الزمان؟! هل يجد الإنسان بدًّا من الحنين إلى الماضي واسترجاع الذكريات؟
في هذا العمل يسترجع الشاعر الكبير علي الجارم ذكريات الحضارة الإسلامية الأندلسية فوق أرضية تاريخية روائية، حيث ينسج الجارم من الأندلس، ذلك الفردوس المفقود، خيوط روايته زمانًا ومكانًا أحداثًا وأشخاصًا، وقد جاءت الرواية لتروي لنا حياة الشاعر ابن زيدون في الأراضي الأندلسية، والذي قدرت له الأقدار أن يكون خطيبًا لـ«ولادة بن المستكفي»، وأن يعمل وزيرًا وكاتبًا لابن جهور، ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فبعد أن كان ابن زيدون فتى الأندلس المدلل، المقرب من القصر، دارت عليه دوائر الحاقدين والحاسدين، فبدءوا يكيدون له المؤمرات والدسائس، فانهالت عليه المشكلات من كل جانب، ويروي الجارم هذه الرواية بأسلوب فني متميز، ولغة بديعة تدل على إمساكه بناصية اللغة وتطويعه لها
هو شاعر مصري من مواليد مدينة رشيد درس في الأزهر ثم التحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وبعد تخرجه ذهب إلى بريطانيا في بعثة دراسية عام 1908م, وتدرج في وظائف وزارة المعارف وأصبح عام 1932 م عضوا بمجمع اللغة العربية الذي يطلق عليه مجمع الخالدين.
هذا هاتف من الأندلس , يصلنا به علي الجارم ليبين لنا ان هذا الهاتف مظلوم , إستنجد مئات المرات دون جدوى فضاعت امجاده بسبب قسوة العالم
يحكي لنا هذا الهاتف , عن زمن الأندلس الجميل والباهر الذي امتلئ بالتفرقات وبالرفاهية والشعراء الذين ارتقوا في سلم الإبداع , عن حلم توحيد الأندلس ولم شمل العرب والمسلمين فيه يحكي لنا عن طموحات وأحلام ابن زيدون السياسي الشاعر وعن معاناته وحبه ليعرفنا على ابن زيدون من نواحي مختلفة في حياته و من التفوا حوله
ولد ابن زيدون بقرطبة سنة 1003م , ويعد واحداً من أهم شعراء الأندلس في عصره و تمتع ابن زيدون بمكانة كبيرة لتعليمه ونباغته السياسية وشعره , فمن منا لم يقرأ ولو بيتًا له ؟
اما ولّادة بنت المستكفي التي عرفت بعلاقتها العاطفية مع ابن زيدون فهي شاعرة أندلسية وأميرة من بيت الخلافة كانت تخالط الشعراء و تبوأت مكانة عالية في مجتمعها وتعرفت على ابن زيدون ووقعت في حبه، وانتظرته طويلا حتى بعد أن تم سجنه
كتبت :
أغار عليك من عيني ومني.. ومنك ومن زمانك والمكانِ
ولو أني خبأتك في عيوني.. إلى يوم القيامة ما كفاني
وكتب ابن زيدون:
يا من غدوت به في الناس مشتهرا.. قلبي يقاسي عليكم الهم و الفكر
ايا من إن غبت لم ألقَ إنسانًا يؤانسي.. وان حضرت فكلُّ الناس قدْ حَضَرا
في هذه الرواية نتعرف على جانبين من حياة ابن زيدون , الجانب السياسي القومي وحلم لم الشمل وتقلد اعلى المناصب في قرطبة , والجانب العاطفي من ابن زيدون وحبه لولادة بنت الخليفة المستكفي .
لم تتحقق أحلام ابن زيدون السياسية في تحقيق الوحدة وإصلاح الحكم في قرطبة وإشبيلية ولم يكتمل حلمه بالإجتماع بمحبوبته ولادة بعد معاناة السجن بعد الوشاية والمكائد التي دست له حسدًا , اذ كان ابن زيدون بإعتلائه لأعلى المراتب وتميزه وشهرته بين الناس يجلب الحسد والحقد في نفوس الآخرين خصوصًا في نفس رجل يسمى بابن عبدوس كاد له المكائد لانه كان يريد ان يظفر بولادة , ليهرب من بلاده قرطبة إلى إشبيلية .. فيبقى ابن زيدون شهيد حلم القومية، والحب الجريح .
ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي … ويطلب ثأري البرق منصلت النصل وهلا أقامت أنجم الليل مأتمًا … لتندب في الآفاق ما ضاع من فضلي
للأمانة , أسلوب الرواية رائع ومميز والكلمات جميلة ولها وقع فني و أدبي رائع , لكن انا شخصيًا لم اعد اتقبل إطالة الروايات بالكلام الكثير و التعبيرات المبالغ فيها بشكل دائم في الرواية .
استمتعت بالعديد من المواضع وضجرت في أكثرها
ولكنني اقدر ان هذه الرواية كتب قبل مايقارب المئة عام وبضع سنين و أظن ان هذا الأسلوب الكتابي كان سائدًا و يعجب القراء وأقدر دمج التاريخ وفن الرواية والأدب لتقديمه بصورة جميلة للقارئ
بانتظارك لغة بديعة جزلة توصف الحياة المخملية التي كانت تنعم بها بلاد الأندلس ، وثراءها بمجالس العلم والشعر والأدب .. كان في سماءها كوكبٌ ساطع لا ينطفىء، إنه " ابن زيدون" تتساقط منه لآليء الشعر فيلتقطه الجميع لينشدوه عذباً رقراقاً ..مأخوذين به ... لقد كان فتى قرطبة المدلل، جريئاً واثقاً بمن حوله ولا يعتد بعواقب كلامه فكان يقع في الهاوية بعدما تلتف حوله خيوط الدسائس الخبيثة والوشايات اللئيمة ، ولكنه لم يكن وحده فبلاده هي الأخرى كانت تتهاوى في شراكها كما لو كانت لعنة حلت عليها لاسبيل للفكاك منها... نال السعادة في الحب عندما رضيته "ولادة بنت المستكفي " خطيباً لها ، لقد كان حباً عذرياً أطهر من ماء الغمام ، كما أنه نال منصباً في سلطة البلاد ولكن أنّى له أن ينعم بالحب وطيب العيش والكمائن تُنصب له دون هوادة... كم كان يود أن تعود امجاد العرب بالأندلس الى سالف مجدها فما كان له سوى السجن عذاباً ومن ثم اللجوء إلى "اشبيلية" عسى الله أن يأتي بالعزة على يد حاكمها ولكن مُنعت عنه محبوبته "ولادة" ولم ينس عهدها ولم يزده تنائي الديار إلا شغفاً بها وصوناً لمحلها بقلبه... ** أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لُقيانا تجافينا إن الزمان الذي مازال يُضحكنا أنساً بقربهم قد عاد يبكينا ** ولن تشاء الأقدار لقياها إلا بعد أن مضت السنوات وشارف السبعين من عمره ومع ذلك كان على عهده لها... كل ذلك يأتيك من صوت بعيد..غائب..يغالبه الشجن والحنين في هاتف من الأندلس.....
☘️ ❞ ولن يعود للعرب مجدهم إلاّ إذا عادت لهم أخلاقهم الأولى، وكانوا — كما جاء في الأثر الشريف — في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. ❝
إذا بدأت فى قراءة كتاب وأغرمت باللغه والأسلوب أقرأه ببطئ شديد لاستمتع به وحتى لا أنهيه سريعا وهذا هو من نوعية هذه الكتب فاللغه من أبدع ما قرأت فهو من الكتب التى تشعرك بأنك تريد أن تتذوق كل كلمة وكل حرف على مهل كالوجبة الشهية التى لا تريد أن تشبع منها فتأكلها ببطئ. فينتظرك لغه على الجارم الرائعة وشعر ابن زيدون العذب .
🌾 رحلة إلى الأندلس وبالأخص قرطبة وشعراؤها الذين جلست بينهم فأطربونى بشعرهم وبالأخص ابن زيدون وبلاغته وفصاحته التى كانت سبب فى سعادته حيناً وفى شقائه وتعاسته حيناً أخر فيؤكد لى هذا الكتاب أن الناس وإن اختلف الزمان والمكان لا يحبون الصريح الذى يقول ما يشعر به بل يكرهونه ويتربصون له فيصور لنا الكاتب الخائنين والحاقدين ويقول لنا ❞ أن لذة الانتقام لدى النفوس المريضة أقوى من لذة الخير والإحسان في نفوس المحسنين. ❝ فيتحدث عن المكائد التى دبرها أعداءه حتى طاحوا به فى السجن ظلماً يعانى من الظلمة والوحدة والذل والانكسار . ثم يكتب ابن زيدون لعميد الجماعة رسالة من روائع النثر العربى التى قرأتها أكثر من مرة لشدة عذوبتها وجمالها فيصور ابن زيدون لعميد الجماعة في هذه الرسالة أشتات نفسه الحائرة، فهو يعتذر حينًا، ويعتب حينًا، ثم يعترف بذنبه في ذل واستخذاء، ويعود فيغالي بنفسه فيرفعها في ثقة واعتداد عن دنس الإثم واقتراف الذنوب، ثم يثور ثورة جائحة فيمن على العميد فضله عليه ، ولكن دون جدوى .
🌾 نتعرف على طموح ابن زيدون الذى كان نقمة عليه فجعله ذلك شوكة فى قلب الحاقدين والأعداء ويصور لنا الكاتب الحاقدين تصور بليغ ورائع ❞ إن للحيوان الأعجم سلاحًا يذود به عن نفسه، ويحافظ على بقائه، فله مرة ناب، ومرة حُمَة، ومرة فنون في الفرار، ومرة درقة تحميه الغوائل وهو لا يلجأ إلى هذا السلاح إلا مدافعًا أو جائعًا أما الكثير من بني الإنسان فقد اتخذوا من ذكائهم سلاحًا هو أوحى سمًّا من لعاب الأفعى، وأمضى فتكًا من ناب الليث، وقد جرّدوا هذا السلاح، وافتنُّوا فيه، ووثبوا به على الناس والحيوان جميعًا في حمق وجنون، لا يريدون إلا شفاء شهوة تغلي في الصدور. ❝
🌾 ثم نذهب فى رحلة شاعرية عذبة إلى حب ابن زيدون و ولادة بنت المستكفى هذا الحب النقى المخلص الذى لا يستطيع أن يدنسه الأعداء .
🌾 فى النهاية ينتصر الحق على الباطل وينتصر الحب على الكره مهما كثر الحاقدون والأعداء ، وتتعلم الكثير من العبر والعظات عبر هذه الرحلة الممتعة داخل قرطبة وتاريخها العريق وداخل أيضا نفس بنى الإنسان .
☘️أبلغ الاقتباسات : ❞ وإذا أظلمت نفس المرء فماذا يفيد الضياء؟ وسعادة الإنسان وشقاؤه من نفسه التي بين جنبيه، فقد تريه الأمن خوفًا، وقد تريه البؤس نعيمًا. ❝
❞ والناس في ساعات الوهَل يطير صوابهم، فيركبون من الخطر ما هو أشدُّ مما يتوقعون من خطر. إن غريزة المحافظة على الحياة قد تنقلب جنونًا يودي بالحياة، أليست الفراشة تُلْقى بنفسها في النار لأنها تراها مصدر الحياة؟ ألا تلسع النحلة للدفاع عن بقائها، وفي لسعتها موتها؟ ❝
لغة علي الجارم تسلبك ساحرة جميلة وقوية. يتناول قصة الحب الأندلسية الشهيرة بين شاعرها الكبيرة (الوزير ابن زيدون) والأميرة الأموية السابقة (ولادة بنت المستكفي). الكتاب لطيف ولمسات الجارم أكثر لطافة. في الكتاب تجد سيرة ابن زيدون منذ الولادة حتي نبوغ الشعر وقصة حبه ووضعه السياسي في دولة بني جهور ثم هروبه لبني عباد في إشبيلية وتجد الكثير من أحوال الأندلس.
العمل الأدبِي الذي تقرأهُ وتنهيه ، تتفقّد فؤادك أله نبض ؟ أم نبضاته تسارعت حتى رفرفت كالطّير في سمَاء جمال لغةِ علي الجّارم!
لمْ أشعر سوى بخافقي تتسارع نبضاته كلٌ منهَا تريد أن تسابق الأخرى لتعبر عن مدى عشقها لهذه الرّواية . يقطف لنَا الجّارم من بسَاتين اللغُة ما لذّ وطاب ، للقرَاء الواقعين في مثل هذا الجمال، من مفردات وعبَارات تداعب العقل والفكر ، تسمو بالرّوح ، نعم إنها تسمو بالرّوح !!يجمع من لأليء الأدب وفنون اللغة ، مرجَان الشعر ، وياقوت الحب أبياتاً تطرب الآذان بعد أن شبعت من تفاهات العبارات!
ألداعيك مُجيب***أم لشَاكيك طبيب؟ يا قريباً حين ينأى***حاضراً حين يغيب كيف يسلُوك مُحبٌّ***زانه منك حبيب؟ إنّما أنتَ نسيمٌ***تتلقّاه القلوب .
يسرُد لنَا حكَاية عشقٍ على أرضِ الأندلس، حكايةً تخلد في القلب طويلاً ، حكاية ابن زيدون ، الشّاب ناضر العود، معتدل القَامة، وسيم الوجه ، عربيُّ الملامح والطّبائع ، عنيدٌ قوي الشّكيمة ، يردد بقوة وصلابة في وجهه من يقلل من شأنه وأحلامه(يجب أن يكون لأمثالي آمال ومطامح ، وألا لمن خُلقت خطيرات الأمور)، شاعرٌ واثقٌ خطيب، مطلع على الأدب وفنون اللّغة العاشق من رأسه لأسفل قدميهِ، لولادة بنت المستكفي الشابة الجميلة التي صورها الكَاتب ،وصوّر جمالها و رقتها كخرافة لا نراها سوى في الروايات والقصص . قصّة الحب التعبة القويّة في وجهه الأعداء والحُقّاد ، يمسك بيديها ويقف بجانبها في حزنه وفرحه، يغازلها ويسحر عقلها بجمال لغته، وعذب حديثه، و رونق أشعاره ، أهناك شيءٌ في يد المسكينة سوى أن تقع في شباكهِ؟
من القصص الجميلة اللطيفة جداً 💛 سعيدة جداً بقراءةِ هذا الجّمال الذي خفف من وطأة ضيقي.
هاتف من الاندلس لأديب و شاعر مصري علي الجارم الذي عرف بمؤلفاته و دواوينه . حصل علي الجارم على عدد من الأوسمة تكريما على ما قدمه من مؤلفات و أشعار. و براي بالفعل هو يستحق ذلك لان بعد قراتي لهاتف من الاندلس تبين لي انه استطاع و بنجاح على تعريف شخصية ابن زيدون، ، بسرد أحداث مليئة بالتشويق، و ببراعة في التصوير و الوصف.. لم يأتي علي الجارم بقصة من خياله فابن زيدون شخصية حقيقيه فهو شاعر اندلسي و زيرا في قرطبة و عرف عنه بانه كان مغرما بحب ولادة بنت المستكفي و سجن بعدما ظن الحاكم ابن جهور بانه يخبأ عدوه ابن المرتضى حاكم أشبيليه في بيته و لكنه فر من السجن و ذهب ليعيش في أشبيليه. علي الجارم ربط هذه الاحداث ببعضها و خلق رواية تاريخيه و أدبيه تخلو من الرتابه والملل. كانت لغة الحوار جميلة . أحببت أنصافه في عرض الشخصيات ، حتى أني تفاعلت معها . كثيرا ما أضحكتني نائلة و حزنت لابن زيدون و بكيت لعائشة بنت غالب رغم علمي بشخصيتها الشريرة. و جذبتني شاعرية علي الجارم بانه اضاف الى روايته ابيات شعريه تشد النفوس المتعطشة للحب و الغرام و ذلك بسبب موهبته الشعرية و النثرية. احببت ايضا واقعيته في سرد الاحداث . فقد شدني أسلوبه المرهف و ذوقه الراقي في كتابة الروايات حتى انني قررت ان اقرأ كافة مؤلفاته الأدبية و التاريخية
يتناول الكتاب سيرة حياة الشاعر الأندلسي ابن زيدون وقصة حبه لولادة وحبها له ومن ثم توليه منصب الوزارة مما أشعل الحقد والحسد في صدور بعض أبناء قرطبة ممن كانو ينافسونه في الوزارة وفي حب ولادة أيضاً، وقد حملتهم غيرتهم تلك على نصب المكائد له ومحاولة زعزعة مكانته عند الحاكم ابن جهور حتى نالو منه وزجوه في السجن
ثم يروي قصة هروبه من السجن والتقائه بولادة مجدداً ومن بعدها سفره سراً إلى اشبيلية بقصد لم شمل الدولة العربية في الأندلس وتوحيدها تحت راية ابن عباد
ويختم الكاتب قصة حياة ابن زيدون ببيتين كان يرددهما على فراش الموت
ألم يأن أن يبكي الغمام على مثلي***ويطلب ثأري البرق مٌنصَلِتَ النصل
وهلّا أقامت أنجم الليل مأتماً***لتندب في الآفاق ما ضاع من فضلي
بالنسبة للأسلوب لم يكن موفقاً جداً ووجدت إسهاباً في بعض المواضع على حساب مواضع أخرى. لكن بشكل عام يعتبر كتابا جميلا للمهتمين بالشعر الأندلسي
لا اصدق ان هذه التحفه الفنيه كانت تقبع في مكتبتي لعام كامل ولم اقرأها حتي الان لعنه الله علي الثانويه العامه و بدايه الحياه الجامعيه التي سلبت مني وقتي ومنعتني من بدأ قراءه هذا العمل الفني الرائع، تحكي الروايه عن قصه حياه الشاعر ابن زيدون في الاراضي الاندلسية والتي قدرت له الاقدار ان يقع في حب ولاده بنت المستكفي ،يأخدنا الجارم بقلمه البديع في رحله يحكي فيها لنا عن المكائد التي وقعت لابن زيدون وعن الحاقدين له ولمنصبه كوزيرا وكاتبا لابن جهور مع سرد للاحداث التاريخيه الحقيقيه التي حدثت بهذا الزمان مع القليل من الخيال ،وودت لو طالت صفحات الروايه قليلا ف 216 صفحه لم تكفيني.
غرام ابن زيدون بولادة بنت المستكفي وأشعاره بها مرتبط بروائح مقاعد المدرسة التي تماهت وتمازجت بروائح الورق و الحبر و سأم رفيقاتي من حصة اللغة العربية والتي كانت المحببة على قلبي أيام لاتزال حاضرة بكل عبقها و ألوانها بالذاكرة . تلك الغزليات و الأشعار الي انتقلت من كتبنا لأخي الصغير الذي حفظها و طفق يردد بتلك الأسماء كلما قبض على أبي متلبساً يتغزل بوالدتي حتى بات هذا الحب وسيرتهم مرتبطاً بالبيت ارتباطاً عميقاً 💛 .
الأندلس ... الجمال العربي الإسباني الذي اختلط بسحر الشرق و رقة الغرب .سحر الأندلس ... صورة رائعة للصحراء الجافية التي نعمت بالماء و المطر ولفحتها نسائم الشمال و أخرجت للدنيا أجمل إبداع وصورة بالأدب و الخلق و الطباع .
هاتف من الأندلس يروي لنا بخفة و بفصاحة جميلة أخبار وخفايا قصور وبيوت الأندلس على لسان نائلة الدمشقية اللص الخفي الماهر الذي يسترق حديث النفوس ويسيطر على خلجات النفوس و يكيد بالحساد ويوقعهم في حبال مكائدهم ويكشف دائماً ما احتجب . بعض من تاريخ قرطبة و الأندلس يُروى تارةً على لسان ابن زيدون في الوزارة والحكم ، جواسيس قرطبة ومكائد الرجال ببعضهم في بلاط الحكم ، و تارة من مجالس ولادة الأدبية التي كان يتزاحم عليها سادات القوم وعشاقها السكارى على أنغام غاية المنى و الشعر الأندلسي الذي يطرب الأذن ويثلج الصدر ويذهب العقل ، هجاء الشعراء لبعضهم البعض . كانت صفحات الكتاب عابقة بروائح العود والخمور و اللهو الأندلسي ، بالإعجاب والنظرات المسروقة والأشعار الغرامية التي ولدت الغيرة في قلب الأفعى الإسبانية عائشة بنت غالب عشيقة ابن زيدون والتي نصبت شراكها و نسجت حبالها و لم تتوقف عن نصب المكائد في كل مرة حتى أودت بابن زيدون السجن تضامناً مع أعدائه و من نافسه على الظفر بقلب ولادة وثقة الوالي .
كتاب جميل و لذيذ يشبه التحلية بعد قراءات ضخمة ومتعبة أفضل جزء هجاء ابن زيدون برسائل لعشاق ولادة 😅 وتمنيت لو أن الكاتب توسع أكثر و أضاف من أشعار ابن زيدون مع الأخبار فله أشعار كثيرة أجمل من هذه .
ما أجملُ الحبُ! وما أروعه! حُبٌ عذري، خالص، نقي كنقاء قلبيْ "ابنُ زيدون وولَّادة". هو (أبو الوليد أحمد ابن عبد الله ابن زيدون المخزومي)، شاعر الأندلس، وابنها المُدلل، والمُلقب بذي الوزارتين، وكوكب الأندلس بشهادة غريمه "ابن جهور" الذي كان له وزيرًا وسفيرًا بين الأقطار، يستشهدُ بفضله وكرمه، ويُنذرُ الحكَّامِ بجبروته، فما كان له بعد ذلك إلا السجنَ والشقاء، وشماتة الحقَّادِ والحُسَّادِ، وحرمانه مِنْ حُبه سنونٍ عِجاف.
الرواية آسرة بكلاماتها ومعانيها، وبأسلوبها، وجمال حبكتها، وسردها للأحداث بأسلوب لطيف، سلسلٍ، لا حشوية فيه ولا اطناب.
تتحدثُ عنْ "ابن زيدون مع ولادة بنتُ الخلفية المُستكفي"، وحبهما الذي بلغ عنان السماء، مع تدبير المكائد مِنْ اعداءه وحسَّاده. حيثُ قامَ الخليفةُ "ابن جهور" بسجنه وذلك بمكيدةٍ دبرها غُرماءه، بقصد سجنه وابعاده عنْ المكانة التي وصلَ إليها، بقصد اشعال نار الفتنة في قُرطبة، وابعادهِ عن "ولَّادة" مِنْ قبل مَنْ كانوا ينازعون في حبهِ لها. ثمَّ الفِرارُ مِنْ السجن، إلى أنْ ماتَ "ابن جهور" واستخلف ابنه "الوليد له" والعيشُ تحت رعايتهِ. وقد اشتهر "ابن زيدون" بكثير من الشعر والأبيات التي تتركت أثرًا في نفسِ مَنْ يسمعها؛ وأشهر تلكَ الأبيات بما تُعرف بالقصيدة النونية.
"أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا".
فن أدبي رائع وبإمتياز، لم اقرأ مثل هذا العمل الأدبي بعد الرافعي.. فرقيق غزل ابن زيدون في ولّادة جميل بل وأكثر، فهما من يتربعان على عرش الرواية ولأجلهما يبدو أن الكاتب أراد أن يحكي عن حال قرطبة خاصة والأندلس عامة.. ر��م أن سير الرواية ممتع لو أن الكاتب لم يستعجل النهاية فيقطع المسير "ربما لم يرد أن يذكر عن الأهوال الذي سيأتي على قرطبة والأندلس، وخيراً فعل "(( "
رواية "هاتف من الأندلس" المذهلة أذهبت النوم من عيني، فأبيت إلا السهر لإكمالها. أحببت بشدة شخصية "نائلة"، "ولَّادة" وهمَّة "ابن زيدون". وتحسرت على مجدنا الضائع.
هي قصة تاريخية مشوقة جدًا وقعت في القرن الخامس الهجري إبان العصر الأندلسي، ابن خلدون هو ذلك الشاب الشاعر الذي كان كثيرًا ما يراسل عائشة بنت غالب ويحضر إلى مجالس شعرها، عائشة كانت تمني نفسها بالزواج منه لما سوف يكون له من مسؤوليات في الوزارة، نائلة تلك المرأة الحكيم أخبرت ابن زيدون بحقيقة عائشة وأنها جاسوسة لدى الإسبان، أعرض عنها ومما زاد من حقدها هو أن ابن زيدون خطب نائلة تلك الفتاة الجميلة الرقيقة وأصبح وزيرًا ذو كلمة عند ابن جهور، رتبت خطة لتلحقه بالسجن فرتبت نائلة خطة أدهى لتكشف وتنفى بعد ذلك. قصة بالغة الروعة وكأنها تخبرك هكذا سقطت الأندلس، فإذا ما طبقتها على الواقع عرفت أن التاريخ لا يبرح يعيد نفسه.
نلاحظ أن أغلب قصص الحب التاريخية الخالدة في الكتب هي قصص ذات نهايات غير سعيدة على الأقل، مثل قصة ابن زيدون وولادة التي بدأت الكتاب وأنا لا أعرف ما هي نهايتها وما كنت أعرف عنهما سوى نونية ابن زيدون الشهيرة والتي مطلعها : أضحى التّنائي بديلاً عن تدانينا ** وناب عن طيب لقيانا تجافينا لغة الكاتب الجميلة أسرتني بشدّة حتى بإمكاني أن أقول أنها أجمل ما في الكتاب، إظهاره للبطل ابن زيدون بمظهر البطولة المطلقة التي لا عيب فيها لم يعجبني ,, لأنه كان بإمكانه أن يتزوج ولاّدة مثلاً ولم يكن هناك أحد سيمنعه من ذلك لكنه فضّل الجري وراء طموحه على حبه لها
الكتاب جميل جداً ويستحق القراءة ، لغته وأشعاره هما أجمل ما فيه كنتُ أدخل في عالم آخر أثناء قرائته لذلك أنصحك قبل البدء به أن تكون بحالة مزاجية عالية جداً ^_^
لن أيأس مادام في العمر فُسْحة، ولن أقنط من رَوح لله، ولن أدع وسيلة للخروج من هذا المأزق إلا سلكتها. إن أمامي حياة وآمالا ومطامح، وإن البطل إذا عثر انتعش، وإذا سقط وثب، وربَّ ضارة نافعة، وربّ نقمة من ورائها نعمة!
وإذا أظلمت نفس المرء فماذا يفيد الضياء؟ وسعادة الإنسان وشقاؤه من نفسه التي بين جنبيه
وما عليك من عبوسي إذا كنت منشرح الصدر مسرورًا؟!
فإن قلبي إذا انصرف عن شيء عجز أهل الأرض عن إكراهه عليه.
فإذا ثارت نفسي إلى مطلب ركبت إليه أسنة الرماح، ولم أبال بما يملأ طريقي من أشراك وحبائل.
أسلوب الكاتب أنيق جداً ,, وسرده ممتع وجذاب .. ونوع القصة ساعده كذلك .. استشهاده بالأبيات الشعرية موفق للغاية .. عموما كتاب يستحق القراءة .. وكل الهوى أندلس ......
أصابتي حالة من الجمود الشّعوري اتّجاه هذا الكتاب، وذلك من قوّة الانبهار القويّ الوطأ ناحيَته. تستعرضُ الرواية مقتطفاتًا من حياة الشّاعر ابن زيدون، ابتداءًا من ينعِ الشّباب لحظة اقترانِه بولاّدة بنت المستكفي بالله إلى غاية تذوّقه لِتبِعات الهرَم أين لاقى الموت. تلخيص القصة: ابن زيدون شاعرٌ فذ يتمتّع بذلاقة لسانٍ رهيبة، شخصية مِصداقة حسنة المعشر. هذا ما ولّد اهتمام الملوك به بُغيةَ تشغيله منصِب الوزارة، بدايةً مع أبي الحزم ابن جهور القرطبيّ الذي دلّله وعظّمهُ لفترة وجيزة بسبب تتابعِ المُكراء الحاسدين كعائشة بنت غلب الإفرنجيّة التي بثّت براثِنها فيه كثيرًا كي توقع بهِ وتوهنه، فسُجِن عامًا بعدما كان كثير السِلم من كيدِها بسبب عونِ السيّدة نائلة الدّمشقية، ثانيًا جاء أبو الوليد ابن الخليفة السابق المتوفّى، وتمكّن ابن زيدون من الخلاصِ الشّبه نهائي من الاضطرابِ الدائم حول قصة سجنِه الذي حيَّل فيها واحتال كي يخرج من القُضبان. جاء ثالثًا ابن المعتضد الإشبيلي الذي فرّ إليه بعد عدم ارتياحه لحُكم أبي الوليد الذي كان يخضع لكلامِ الفتّانين والمُملّقين، فلاقى ترحيبًا من طرفه الذي لم يستسغه كثيرًا بسبب افتقاده لجوهريّة الحكم المُحكم مِمّ أدّى به إلى كتمان أمانيهِ ومشاريعه حتى اعتلاء الخليفة المعتمد الذي نفّذها بدخوله قرطبة، وتوسّعهِ فيها، وقضاءه على بطش حريزٍ بن عكاشة... والمؤسف أنِ انتهى بان زيدون بأن تستقرّ فيه عضالُ السنون، فشاخَ، ومرِض ومات، وفقد كثيرًا من أحبّائه كفقدانهِ لِنائلة. الإنطباع: لم يحظَ ابن زيدون بعيشة هناءٍ وسكينة، كان في حياةٍ متنافرة، ظلومة..وحتى تفاصيل حبّه لولاّدة كانت قليلاً مواصفاتُها، نادرةً تفاصيلها، إذ كانت قائمة على المكاتبة والمراسلة والتقاء العينِ العجولة. فالكاتب لم يكن قاصدًا محاكاةِ علاقة ابن زيدون بهذه المرأة بالدرجة الأولى إذ كانت فقط بوّابة لإيجاد هيكلةٍ مقبولة للقصة. حتى أنّ حيثيّات خطوبته بولاّدة كانت ومضةً فقط، ثم اختفى أثرها وبدأت القصة تتمحورُ حول تنقّلاتِه وسقطاته مع قليلٍ بيانِ روحه الملتاعة والمشتاقة.
وكذلك كما نسمع، وجدت حقيقة خيانتِه لولاّدة مع جارية سوداء مِعزافة -كما يُروى في أغلبية الكتب التي تستهدف سيرة الشاعر- محذوفةً من الكتاب، إذ نعلم أنّ هذا سيحطّ من قوامِ الحكاية وتسلسل الأحداث، وينتهِي الكتاب دون خِتام ملحوظ. :) فهو نسجٌ من الخيال واختراعٌ لبعض الشخوص وتحريكهم في قالبٍ سردي فقط.
أمّا بالنسبة للأهم، اللّغة، فهي ساحرة جدًا، قويمة وبرِعة، لم أرَ بمثل هذا الضبط اللّغوي الممتاز من كاتبٍ قطّ، ولعلّي إلى الآن أعيد قراءة بعض العبارات المُتقنة بزخرفِ البيان والمحسّنات والفصاحة من عليّ لبيب. شكرًا لكم، وإلى مزيدٍ من الكتب إن شاء الله.
نفحات أندلسية تسرقنا من عجلة الزمن لتحملنا برحلة في رحاب الفردوس المفقود و نحمل الهم مع ابن زيدون هم توحيد العرب و جمع كلمتهم لتأخذ المنية ابن زيدون قبل أن يتحقق حلمه ليبقى حلمه حلم كل العرب إلى يومنا هذا
سرد لوقائع تاريخية و حيل و مؤامرات تحاك لنا نحن العرب و كأنها تحاكي القارئ و تؤكد له أن التاريخ يعيد نفسه و أن أعداء العرب و المسلمين لا يتوقفون عن نصب شباك الغدر و الدسائس منذ القدم إلى يومنا هذا
و تخلل هذا السرد ........ نسائم الحب الصادق الذي جمع ابن زيدون بولادة بنت المستكفي ..... الحب الذي جمعهما في السراء و الضراء و جعلها تصبر على سجنه و هروبه و بعده و قسوة الأيام ..... و لقائهم بعد حين .... لتخطفه يد المنية
رواية تاريخية تجري احداثها على ارض الاندلس في عهد ابن جهور ملك القرطبة , تحكي عن حياة الشاعر ابن زيدون المتقلبة , قصة حبه لولادة بنت المستكفي ومارافقها من كيد الاعداء له ومحاولاتهم المستمرة في الوقيعة بينه وبين الملك اعتمد الكاتب لغة قوية بالسرد , بالغ بالحديث عن الشخصيات واصلها كنائلة الدمشقية وعائشة بنت غالب بالمُجمل , رواية جميلة اعطتني فكرة عن الحياة العامة في ذلك العهد ومارافقها من نزاعات بين الامراء والملوك وضياع وحدة الصف وانغماس الشباب باللهو والطرب والغناء
لو حاول قلمي وصف العاطفة هُنا التي تسير بك متجولًا متذوقًا في بلاد الأندلس منصتًا لإبن زيدون وولّادة لعجز القلم! وخيرٌ لي هذا العجز على الوصف رائعة رائعة رائعة من حيث تأخذك هُناك.
الكتاب كان on my tbr من إبريل ٢٠٢٣ لما بدأت اقرأه وها أنا ذا رجعت ليه تاني أخيرًا الحمد لله. أول كتاب عن الأندلس اقرأه. جول عمري في منطقة ما في عقلي عاوزة أعرف أكتر عن الأندلس اعتقد دة سبب إني اتعلمت أسباني، ربما الرواية دي تكون البداية.
حسيت نفسي دخلت حقبة مختلفة طريقة الكلام والوصف. حبيت التجربة. حبيت إني تعرفت على شخصية ابن زيدون، ولادة، نائلة، وحتى عائشة. النهاية كانت واقعية بشكل حزين
يا للأدب العربي الباذخ! تحكي قصة الحب الذي جمع ابن زيدون بولادة بنت المستكفي، وما كِيد لهما من الدسائس -وهل تخلو القصور من الدسائس والوشاة؟- . تصور القصة حياة الترف التي كانت تعيشها قرطبة في عهد ابن جهور.. ثم ما آل إليه هذا الترف والانشغال بالشراب واللهو والمجون من تفكك دولة الأندلس وانشغال شبابها عن النهوض بها حتى سقطت الأندلس، الجنة الوارفة التي اشرأبّت لها الأعناق في يومٍ ما..
رواية فاتنة، من طراز رفيع قلّ أن يُجاد مثله .. الوصف فيها بليغ، والإطناب لا يُملّ.. وخُضِّب كل ذلك بروائع أشعار ابن زيدون . ونزر قليل من شعر غيره. أنصح بها وبشدة، للنهوض بالذائقة الأدبية، وغسل الذوائق من الشوائب التي عَلِقَت بها من القراءة لمُدّعي الأدب.
أولها كأني اقتحمت أحاديث بدأت قبل دخولي نصفها الأول هزل ولهو وعبث نصفها الثاني أحداث تستحق القراءة نوعًا مليئة بالأشعار بالطبع فبطلها شاعر وبطلتها صاحبة ندوة بها بعض ألفاظ استعصت عليّ لكنني تجاهلتها فاللجوء للمعجم مُشتت وكأنني أقرأ رواية أجنبية!.. بعض تلك الألفاظ تم ترجمتها في الهامش ^^"
يا قريبا حين ينأى *** حاضرا حين يغيب! -- كان نفسي يبقى فيه نبذة عن الكاتب ، أسلوبه السهل الممتنع في رواية تاريخية تلقي الضوء على تفاصيل و أحداث بعينها فيما يخص الطموح و عقبات مسعاه و الحب الصادق الذي يُلاذ به حين يضيق الصدر و الفكر أمام تلك العقبات. رائع ..
كتير حبيتها حبيت كتير انها رواية تاريخية بتحكي عن شخصية حقيقية كانت عايشة وابطالها ناس حقيقيين بس انكتبت بأسلوب رائع وكلمات فصحى بتجنن أسلوبها ذكرني بلغتنا العربية اللي نسيناها ونسينا جمالها