لا شيء يمكنه أن يعوض عن خسارات الحروب، ولا منديلَ، مهما كان أبيض ونظيفاً ومقدساً، يمكنه أن يكفكف دمعنا على الذين قتلتهم الحرب. وأكثر ما سيؤلم في المستقبل حين نجلس ونستذكر سنوات الحرب، سيبدو أن كل شيء حدث بساعة واحدة من الزمن، على الأكثر، وانتهى. الرواية فقط ستنجو من هذه الممارسة اللا أخلاقية التي قد ترتكبها جميع الفنون الأخرى. لأنها الوحيدة القادرة على انتاج الشعور بزمن الحرب الطويل، الحرب بكل لحظاتها المظلمة، ورائحة جلدها الذي يتصبب رصاصاً وخوف. نعم الرواية فقط ستنجو وخاصة حين تأتينا من روائية متمرسة وصاحبة دربة طويلة.
في هذه الرواية تفعل مها حسن بالزمن الثابت والمتعارف عليه للحرب، ما فعله مودلياني بوجوه ورقاب شخصيات لوحاته. حين جعلها تستطيل فأصبحت أكثر تحريضاً
روائية وقاصة سورية ـ كردية حصلت على ليسانس في الحقوق من جامعة حلب . بدأت بالنشر في مجلة الناقد - " عروس الأصابع " . نشرت رواية " اللامتناهي ـ سيرة الآخر " عام 1995 في دار الحوار ـ اللاذقية ، سوريا نشرت روايتها الثانية " لوحة الغلاف ـ جدران الخيبة أعلى " عام 2002 في سوريا تراتيل العدم ـ عن دار رياض الريِّس ـ 2009 حبل سـري ـ عن دار رياض الريس (ورشحت للقائمة الطويلة بوكر 2011)
شاركت في التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود حول حرية الصحافة في سوريا لعام 2004
لها رواية متسلسلة باللغة الفرنسية ، تنشر تباعا على موقع http://www.maisondesjournalistes.org/ حصلت على جائزة هيلمان/هامت التي تنظمها منظمة Human Writs Watch الأمريكية في عام 2005 تقيم حاليا في باريس ، وتتابع نشاطها الكتابية باللغتين العربية والفرنسية .
حين قرأت صلاة تشيرنوبل، تخيلت إنني لن أقرأ شبيهتها في أحد الأيام. تخيلت إنني عثرت على لون أدبي نادر جداً. وكنت مخطئ بكل الأحوال رواية مها حسن هذه (عمت صباحاً أيها الحرب) توثيق سحري واستثنائي لمأساة حلب، رواية تجعلك تبكي وتبكي دون واعز ودون تحفظ. في الصفحات الأولى، امتعضت من كثرة الأسماء والشخصيات فيها، ولكنني الآن استطيع أن اناقشكم بأخوة مها وأخواتها وحالهم وحال والدتهم وأمها وجيرانها عمل لا يقدر بالكلمات، وجدير بالقراءة والمدح المستمر
"..أجمل الأيام تلك التي تصالحنا مع القلم .. تلك التي تصيبنا بشلال من الكلمات لابد أن تكتب ..لتقتل " عبارة كتبتها منذ سنوات قفزت أمامي وأنا اقرأ الرواية .. لماذا نكتب؟ .. ولماذا تكتب؟ مها وتتوغل فينا في حياتها وعائلتها وجيرانها ؟.. لماذا تتدفق منها الكلمات بتلك السهولة والصدق ربما تكتب لتتخلص من ثقل الكلمات ولتشارك ما تحمله من ذكريات موجعة معنا لعل الألم يخف ويتلاشى مع الوقت .. ربما مشاركة المخاوف مع الآخرين تقلص من حجمها وتجعلها باهته ..ربما تكتب لتقتل بعض المشاعر وتعيد أخرى للحياة أو ربما تكتب لأنها ولدت لتروي
..عمت صباحا أيتها الحرب هل يمكن تسميتها رواية .. ؟ وجدت العمل اقرب لكتاب توثيقي عن الحرب والمآسي الحاصلة في سوريا كتاب توثيقي بأسلوب أدبي ..هو يوميات الحرب ولكن يوميات مختارة ومجزأة وحتى مبعثرة في سردها
هو حكاية البيوت التي نغادرها مكرهين .. البيوت التي دمرت بالحرب وما زالت تفاصليها حية في ذاكرتنا البيوت البديلة وما تحمله من قلق وخوف من الرفض .. والبيوت الجديدة والتي فيها نندم على كل ما فات في حياتنا ... إذا فالبطل الرئيسي هنا هو البيت ومن خلال البيوت تدخلنا في حياة عائلتها ,أخيها حسام ومعه نتابع تطور الأحداث من البداية من لحظة الهتافات والمظاهرات إلى لحظة حمل السلاح وانحراف الثورة عن مسارها .. حتى ظهور فصائل متعددة يحارب كل منها الآخر ووالدتها الميتة والتي تشاركها في السرد متنقلة بين جيرانها وأبنائها حية وميتة ,مرة من بيتها في حلب ومرة من قبرها في الحديقة
تلك العائلة التي تمثل الشعب بأكمله بمواقفها من الثورة أو الحرب فليس المهم أن نتفق على تسمية ما يدور في سوريا ولكن المهم أن نعرف حجم الجحيم التي بات يعيشه معظم الشعب بمختلف أطيافه ومواقفه وهذا ما نجحت فيه الكاتبة .. تصوير الخراب والألم والكوارث التي طالت الجميع بما فيهم هي البعيدة عن الوطن قبل اندلاع الأحداث ... إلا أن الوطن الذي يعاني يكبر بداخلها .. يكبر ويكبر حتى بات مخزون ..الكلمات مشبعا بالحسرة , المرارة ,الحنين والهواجس التي تلاحقها من كتاب لآخر أين أعيش ؟ أين هو بيتي الحقيقي ؟ عنواني ؟ جذوري ؟ هويتي ؟ هل ثمة من يخلصني من عقدة " البيت ؟ هل أكتب هذا الكتاب لأصدق الحياتين اللتين أشك بوجودهما .. حياتي التي حدثت فعلا ذات يوم في " حلب وحياتي التي تحدث الآن في فرنسا ؟
ربما لو لم اقرأ مترو حلب قبل هذه الرواية كان تقييمي سيكون أعلى .. ولكن الكتاب جيد وموضوعي في تصوير ما يحدث داخل سوريا والنقاط التي لم تعجبني بعض التكرار بالإضافة للسرد المبعثر فتارة والدة مها حية وفي الصفحات التالية نراها تتابع السرد وهي ميتة لتعود بعدها للحياة
وفرت الأزمة السورية مجالاً خصباً للأدباء والفنانين لاستلهام أعمالهم منها، لكن لا تستطيع أي مخيلة مجاراة الواقع الفظيع والكارثي الذي عاشه السوريون في ظل الحرب وما تلاه من تهجير وسوء أحوال اللاجئين. تطالعنا وسائل الإعلام كل مرة بصورة أو مشهد يختصر الواقع السوريالي الذي يعيشه السوريون في ظل الحرب، وتعجز أي مخيلة أن تأتي بمثله.
هذا الكتاب يخطف الأنفاس بواقعيته، شخوصه حقيقية، ذات نَفَس روائي ولكنه ليس برواية، بل تخط فيه الكاتبة السورية مها حسن والمغتربة في فرنسا وقائع الحرب في حلب حيث بيتها وعائلتها، هم لديهم مادة الكتاب وهي لديها قلمها الروائي، معًا يتسلحون بالحكي والكتابة ليتحرروا من الحرب والخوف، كأن نفس كل منهم تقول "أروي لأعيش " .
الكتاب رغم مادته الحزينة والمؤلمة يوجد فيه حس الطرفة والمرح والصادر من والدة مها حسن التي تستولي على معظم السرد في هذا الكتاب مناصفة مع حسام أخيها. تبتدأ الحكاية من حلب، من البيت، من العائلة، من أحلام الثورة الأولى، وتنتهي بلا بيت، بلا عائلة، بلا ثورة، وحلب صارت ركاما .
ابتدأ الكتاب بالحديث عن البيوت، وانتهى أيضا بالحديث عن البيوت، والهاجس الذي يستولي على عقول جميع شخوص هذا الكتاب هو البيت؛ البيت بمعناه الفيزيائي كبناء حجري، وبمعناه المعنوي :حماية و أمان، وكـــــــــــــــــرامة ...
القراءة لمها حسن مربكة جداً؛ طريقتها في السرد لا تدع مجالاً للقارىء أن يخلق علاقة وانسجام مع النص، فهي تبتر النص عندما يشعر القارىء أنه على وشك الانسجام معه.
لا أستطيع القول أن هذا العمل يندرج تحت مسمى الرواية. أرى أنها مذكرات مها عن نفسها وعائلتها في سوريا وفي بلاد الغربة.. حيث لا حبكة، ولا ذروة للأحداث؛ هي فقط تسرد ما حصل معها ومع عائلتها بفعل الحرب في سوريا.
قسمت عملها لمجموعة فصول، وكل فصل يحوي مجموعة من الأبواب. كان التقسيم حاداً ولا روح فيه؛ كما ذكرت سابقاً هي لا تمنح القارىء فرصة لأن يشكل علاقة مع ما تكتب، لتنهي الفصل وتنتقل لغيره. كتابتها وكأنها كانت على عجلة من أمرها وتودُّ أن تلقي ما بجوفها دفعة واحدة على الورق.
كما أنني لا أحب الكاتب الذي لا يمنح القارىء مجالاً للتأويل وتكوين انطباع عن الحدث؛ مها تكتب كل شيء وتفسر كل شيء. إضافة لذلك، تميل إلى تكرار الفكرة مرة ومرتين وعشرة في مواضع مختلفة، وكأنها تريد أن تؤكد على فكرة أنك أيها القارىء بحاجة لهذا "اللت والعجن" لتفهم، فأنا وحدي من أمسك بزمام النص. هذه الطريقة تجعل القارىء يشعر أنها تستخف بذائقته وذكائه فتقدم له النص وتشرحه بالتفصيل. كان أسلوباً مزعجاً جداً.
النجمتان فقط للبعد الإنساني المطروق في عملها.. أما الجانب الأدبي فلم يعجبني مطلقاً: لا جمال للغة، لا حبكة، وليس من الإنصاف أن يسمى رواية!
وإذا كان هذا أسلوب مها في جميع أعمالها، فسأكتفي بهذا العمل لها!
مرة أخرى تطّل علينا الحرب برأسها، ولكنها حربٌ مختلفة تمامًا هذه المرة، ليست بين جنسياتٍ مختلفة، ولكن بين أصحاب البلد الواحد، إنها الحرب السوريّة التي كانت نتيجة ثورة الشعب السوري ضد سنواتٍ من القهر والظلم والاضطهاد، فلم تلبث أن تحوّلت إلى قتال عنيف وحرب مسلّحة دامية لم يكن أحد يتوقع أن تفضي إلى ما أفضت إليه من خراب ودمار وشتات!
في روايتها الجديدة «عمتِ صباحًا أيتها الحرب»، الصادرة مؤخرًا عن «دار المتوسط»، تخوض الروائية السورية «مها حسن» مغامرةً سردية وفكريةّ من نوعٍ خاص، إذ تقرر أن تكتب ما يمكن أن يُسمّى «يوميات الحرب» ولكن بطريقة روائية فريدة، تجمع فيها مهارتها كساردة وخبراتها الحياتية كامرأةٍ كاتبة، في المجتمع العربي وفي سوريا بشكلٍ خاص، مع نشأتها الكردية ومذكرات عائلتها الشخصية، حتى تُشكِّل من كل ذلك مادة خصبة وثريّة لا يمكن أن تعتمد على أفضل منها في صياغة روايةٍ مُحكمة.
ليست المرة الأولى التي تتناول فيها «مها حسن» حكايةً عن الثورة، ولا عن تشريح الواقع السوري بهذا الشكل، ولكن على العكس بدا أن ذلك هاجسها الرئيسي، بل ربما كانت من أوائل من كتب عن الثورة السورية في بداياتها مع روايتها «طبول الحب» الصادرة عام 2012، وحينها قدّمت حكاية الثورة والحرب مع قصة حبٍ استثنائية.
كما عادت إلى الحديث عن الثورة، وتحديدًا مدينتها «حلب» في روايتها الصادرة في العام الماضي «مترو حلب»، والتي كان هاجسها الأساسي فيها البحث عن الهويّة في المنفى الاختياري الذي كانت فيه البطلة في فرنسا، بعد أن تعددت الهويات السورية أثناء الثورة وفي أتون الحرب!
تنزع «مها» هذه المرة كل الأقنعة السردية المعروفة والمألوفة، لتخوض تجربة مختلفة ومغايرة في توثيق وتدوين مذكراتٍ تبدو شخصية جدًا عن يوميات الثورة السورية، وعن علاقتها بأمها وأخواتها، ولكن من خلال السرد أيضًا، إذ تستنطق في الرواية أشخاصًا غائبين عرفتهم عن قرب، وحان الوقت لتسجيل تجربتهم المرّة القاسية من خلال صوت الراوية المحايد، الذي يحكي عن نفسه طرفًا وعنهم بلسانهم (بطريقة الراوي المشارك) أطرافًا أخرى.
ينتقل السرد بين الراوية «مها حسن»، وبين أمها «أمينة» المتوفاة قريبًا، ولكنها قادرة على تخطي الحواجز والحكاية عن كل لحظات الحياة قبل وفاتها، ثم «حسام» أخوها المهاجر الذي يبحث عن حياةٍ مستحيلة في «السويد»، تبدو الأم أكثر درايةً ووعيًا من ابنتها، وعنها ترث البنت السرد ومهارة الحكايات، كما تؤكد في رواياتها دومًا، تخاطبها قائلةً:
غيّرتْكِ الكتابةُ. نحن الأمّهات، نقول حين تصبح بناتُنا أمّهاتٍ، تعرفنَ معنى الأمومة، وتُقدّرنَ قيمة الأمّ. أمّا أنتِ، فقد خضتِ مغامرةَ الكتابة التي كانت حقا مُنصفا لي ولكِ، عبر الكتابة رحتِ تُفكِّكين انتماءاتِكِ، وتُحلِّلينَها، وتقتربين منّي خطوة إثر خطوة. أمّا المنفى، والمسافاتُ الطويلة، واستحالةُ اللقاء الذي تحوّل إلى حلم لديكِ خاصّة أكثر منّي، فقد نقّى ذلك مشاعركِ أكثرَ، وجاء موتُ أبيكِ، ليقصمَ ظهرَ المسافةِ العاطفيّةِ، لتنظري إليّ كامرأةٍ أرملةٍ، تعيشُ ألمَ الفقدان. الكتابةُ صَنَعَتْ منكِ كائنا عاقلا، وكائنا عادلا في الوقت نفسه، فأجريتِ مراجعاتٍ لنفسِكِ، واكتشفت�� خطأ ميولِكِ لمعسكرِ أبيكِ، وانحيازكِ إليه طيلة تلك السنوات، كنتِ تبحثين عن الأمان في اعترافِهِ بكِ. لا تقتصر الرواية على حكاية مأساة العائلة الشخصية وما حل بهم من شتاتٍ ودمار، على قسوته وما في تفاصيله من آلام، ولكنها تتعرّض أيضًا لتفاصيل «الثورة السورية» وتحولاتها، وكيف بدأت منادية بالعدل والحرية، وما الذي قادها إلى هذه النتيجة المؤلمة والقاسية، تتناول مثلا أسطورة «الجيش الحر» وكيف مثّل في البداية ذلك البطل القادم على حصانه الأبيض يحمل لواء الحق والخير وينصف المظلوم ويقتص من الظالم.
تلك الصورة المثالية سرعان ما تشوّهت بممارسات أفراد ذ��ك الجيش الذي مارس هو الآخر عمليات القتل والتعذيب والتنكيل بكل المخالفين له، ولم يختلف في النهاية عن سلطة النظام الغائمة التي أذاقتهم الويلات طوال تلك الفترة!
تعرض الرواية تفاصيل دقيقة للحياة في ظل الحرب، وأحلام البسطاء في الهجرة، حفاظًا على حياتهم، ومشاعر الخوف والذعر التي يتعرّض لها السوريون يوميًا، تلك الحياة التي تغيب عنها كل مقومات الحياة، حياةٌ على أطراف الموت الذي يهددهم كل لحظة!
يتسرّبون مثل الزئبق، يسيرون مُلتصقين بالجدار، ظهورهم في الجدار، ووجوههم تترقّب الفتحاتِ بين المباني والبيوت التي قد تتسرّب منها طلقة القنّاص، تسألينني لماذا نخاف من القنّاص؟ نعم، هو يُطلقُ الرصاص دون هدف، قد يقتلُ طفلا أو امرأة، لا يهمّه، بل قد يلعب مع أصحابه، ويُحدِّد هدفا ما، يصيبه، دون أنْ يسأل عن الشخص الذي يقتل، لهذا أخاف الخروج من الحارة. فقط أخرج من البيت إلى البيوت المجاورة، المتلاصقة، حيث لا فجوات بين الجدران، ولا فتحات تتسرّب منها طلقات القنّاص، لا أخاف من الموت، يا بنتي، لكنّني أخاف من التّشوّه، العجز، مَنْ سيعتني بي إذا شلَّتْني طلقة القناص، وأقعدتْني؟ ينتقل السرد برشاقة وانسيابية بين الماضي والحاضر، بين مآسي الداخل السوري، وتفاصيل مأساة «حسام» تحديدًا الذي يمثّل الثورة وهي تهرب لاجئة إلى بلاد الغرب حيث الحرية وحقوق الإنسان، ليفاجأ بمعاملة قاسية، وبلاجئين لا يختلفون كثيرًا عمن تركهم هناك في حارته في حلب! يتذكّر أصدقاء الصبا ورفاق الثورة وكيف تحولوا بين عشية وضحاها، وكيف كانت صدمته فيهم، وينجو أخيرًا بنفسه حيث يبقى لاجئًا عالقًا في انتظار أن يسمحوا له بالإقامة في تلك البلاد التي كان يحلم بها، ولكن يبدو أن لعنة الحرب تطاله إلى هناك! ... في إضاءات https://www.ida2at.com/good-morning-w...
نعم ربما قرأتها متأخرةً بعد انتهاء الحرب وبعد عودة سوريا لأهلها بسلام ولكن ما المانع من ذلك فنحن لازلنا نقرأ عن الحرب العالمية الأولى والثانية والكوارث التي تسببت بها ولازالت آثارها قائمة للآن.
هي ليست رواية بكل تاكيد كما هو مكتوبٌ على غلافها بل هي اقرب لليوميات العشوائية أو المذكرات والخواطر كتبتها لنا الكاتبة السورية الكردية بلسان أهلها الحلبيين وربما بلسانها في بعض المرات لا أعلم صراحةً فهي كانت تتنقل بين الشخصيات بعشوائية وبشكل مفاجئ أربكني كثيراً وأفقد ما اقرأه جماله.
مبدعة مها حسن بالسرد جداً ورثته عن والدتها كما ذكرت لنا ولكن لا حبكة قوية كاملة ولا ترابط بين ما تكتبه🤷🏻♀️. موجع كذلك ما كتبته كثيراً فوصف البيوت والانتماء لها لم اقرأ له مثيل من قبل🥹 فهناك البيوت التي غادروها مكرهين والبيوت التي دُمرت بالحرب بتفاصيلها المحفورة في الذاكرة والبيوت البديلة في الخارج والخوف من الرفض وعدم التأقلم والبيوت الجديدة وما تحمله من ندم على كل ما تم تركه خلفهم.
وددت لو أعطيتها نجوماً أكثر فالتفاصيل الدقيقة التي سردت بها الحياة في ظل الحرب وما حل بهم من شتاتٍ ودمار، أحلام السوريين البسيطة في الهجرة هرباً من الذعر الذي صاحبهم يومياً خوفاً من الاعتقالات والتنكيل بهم والنجاة من الموت، تفاصيل الثورة السورية آنذاك وتحولاتها وصداها في العالم ولكن الثغرات هنا في بناء الأحداث وترابطها كثير ويحتاج لترميمٍ أكبر. . . . . . 18-01-2025
" أنا خائفة من السّفر، خائفة أن أموت في الطريق ، وأن يدفنوني في أرض بعيدة. لكنّني مجبرة، أين أبقى هنا؟ لم يبقَ لديّ بيت ولا مأوى ولا أهل.."
" البيت هو الكرامة، فقدان البيت ذلٌّ لا يمكن وصفه، الموت أهون من التّشرّد لدى الآخرين، في بلادهم، أو في بيوتهم .."
( عمتِ صباحاً أيتها الحرب )
هي أقرب للمذكرات أو التوثيق منها إلى الرواية، حيث تحدثت عن حلب وأهلها في زمنِ الحرب بشكلٍ واقعيٍ حد الدهشة !
رغم تحفظي على بعض النقاط التي تخص الثورة، إلا أن مها تكلمت عن "الحياني" و "عفش" مثلاً بطريقة منصفةٍ للغاية.
عموماً اللغة قوية رغم دخول بعض الكلمات العامية على النص. والكتاب يخلو تماماً من الأخطاء الإملائية -على عكس الروايات التي تتكلم عن الحرب السورية هذه الفترة- . أسلوب السرد ممل ومتشابك، يحتاج القارئ للكثير من التركيز حتى يفهم من المتحدث.
هي تجربتي الأولى في القراءة لمها حسن ولا أظن أنها الأخيرة .
ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها لمها حسن. هذه هي الرواية الثالثة التي أقرؤها لها وانطباعي لم يتغير. الكاتبة لا تثق بالقارئ لذلك فهي لا تترك له أي مجال للتأويل. تخبره بكل ما تريد قوله مباشرة. لا تتعب نفسك وتفكر فأنا سأفكر عوضاً عنك كما أنها لا تكترث باللغة. شعرت أنها تكتب رواياتها مرة واحدة وكما وردت في ذهنها في أول لحظة لا تبحث عن جماليات في اللغة. لا تبحث عن حل تقني أو فني لأي مشكلة تعترض الكتابة. لا تبحث عن الإقناع. ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها لمها حسن ولكنها بالتأكيد ستكون الأخيرة.
تستهل مها حسن روايتها الصادرة عن "منشورات المتوسط بميلانو 2017"، بمقطع من كتاب "صلاة تشرنوبل" للروسية سفيتلانا أليكسييفيتش الحائزة جائزة نوبل 2015، وتمضي ناسجة عملها على منوال أعمال أليكسييفيش في الاستعانة بأصوات الضحايا، وإفساح المجال لهم كي يعبروا عن محنتهم المتجددة، والكابوس الجاثم على صدورهم.
تتخذ مها من أسرتها نموذجا للتفتت الذي أحدثته الحرب في سوريا على مختلف الأصعدة، انطلاقا من حلقة الأسرة الصغيرة، مرورا بالعائلة الكبيرة، والحي والمدينة، وصولا إلى خارطة الوطن برمّتها. تبرز الانقسام داخل الأسرة، ولا تتورع عن "نشر غسيل" العائلة، أخ ضائع في متاهات ولائه المرضي للنظام، وآخر حاضر تائه في غربته وضياعه، وأخوات غارقات في شجون لا تنتهي. لا تكاد تنتهي رحلة نزوح حتى تبدأ رحلة أكثر قسوة ووحشية. أفراد الأسرة يتشتتون باحثين عن أمان مفقود. تمضي مها في تشريح بنية الثورة ومآلاتها وواقع الفساد الذي تخلل مؤسساتها، وكيف أن ذلك انعكس بشكل سلبي كبير على السوريين في ملاجئهم، وساهم في تحطيم آمالهم بالعودة إلى بلدهم، ذلك لأن غياب البوصلة الوطنية أفضى إلى تغييب للحلم الثوري المنادي بالحرية والكرامة والاستقلال.
رواية تتحدث عن الحرب السورية عائلة سورية يتشتت أفرادها بعد الحرب ، تتكون الرواية من فصول كثيرة جدا ، تقريبا كل صفحتين ثلاثة تجد فصل جديد و هو أمر جيد جدا لأنني لم أشعر بالملل عند القراءة.. و لكن المشكلة أن التنقل بين الأمكنة و الأزمة كان سريعا للغاية لم يترك لي المجال أبدا لإلتقاط أنفاسي في مكان أو زمان واحد..و هذا جعل القراءة نوعا ما صعبة بالنسبة لي .. للأسف هذا الكتاب ليس لي من الممكن ان أجرّب للكاتبة أعمال أخرى في المستقبل
_"سيتنازل السوريون عن أحلام الأفكار الكبرى في العدالة والحق والحُرية، وسيكتفون بحلم الأمان في مكان، يقيهم من الخوف، الخوف الغريزي الذي يشعر به المتشرد والمحروم من أمن البيت. "
_" ليس الموت أمراً مقبولاً بجميع الأحوال، لكنه حلٌّ أحياناً، لقد مِتُّ هُنا، وهذا أمر جيد، أي أنني في نهاية حياتي سأُدفن هُنا في حلب."
إنها قصة الحرب ، بأحيائها وأمواتها، وأطرافها المتصارعة ، حيث تمثل العائلة أسرة البلاد الكبيرة التي فتتها سنوات القتال.
تروي مها حسن حكايات أبطالها بأصواتهم ، أبطالها الأحياء والأموات ، الباقون في البلاد واللاجئون خارجها ، أولئك الذين يرسمون قصة الحرب التي فرقت ، وشردت ، ودمرت وفعلت كل ما يمكن أن يكون قاسيا ، لتكون كأفعى البستان التي هاجمت الطفل فأطعمها العسل ، فصارت أليفة لا مخيفة ، كيفها الطفل كما يشاء ونكيفها نحن - أي الحرب - كمان نشاء ، نستيقظ صباحا لنقول بكل ود : عمت صباحا أيتها الحرب.
أجد نفسي لا اقوي على تقييم أو تفنيد هذه الرواية أو المذكرات على حد اكثر دقه، لأنني اقف حائره فيها كيف أقيم واقع حرب لم أعيشه يوما، وكيف حتى أقيم إنتقالات الكاتبه في حين أنني لا اعلم من مشاعرها شىء، مذكرات الحروب لا تناقش بالنسبة لي، علينا أن نبتلعها بصمت حتى ولو إحتوت على اخطاء لغوية أو سردية... دعنا فقط نتذوق العلقم كما تذوقه الكاتب، لا تشكوا لا تتململ حتى لا تنشد الكمال فيها ...
باسلوب سلس متخم بالحنين والشجن مفرط العناية بالتفاصيل توثق مها حسن حكايات موجعة عن الحرب بدءا من معاناة أفراد عائلتها ومعاناة اهل الحي حتى معاناتك انت شخصيا ومعاناة كل أولئك السوريين المناضلين للبقاء في مواجهة الحرب وأولئك المهجرين المبتلين بلعنة البحث عن البيت -الوطن كلما توغلت في الكتاب أكثر كلما تورطت في الحكايات حد الوقوف في كل صباح على مشارف الخراب رافعا صوتك مع أصوات المتعبين (ألا عمت صباحا ايتها الحرب ) ثم تكاد تتوجه مسرعا لشرب فنجان القهوة مع تلك الأم الطيبة الخائفة من الوحدة أبدا والتي على الرغم من رحيل جميع أبنائها إلا انها اختارت الصمود ولم ترحل عن بيتها إلا إلى المقبرة قهرا بعد أن اختار حتى البيت الرحيل عنها بتحوله لانقاض بفعل قذيفة طائشة اعتقد ان الكتاب يميل لكونه كتابا توثيقيا أكثر من رواية ولعلي كنت افصل أن تتوالى فصول الكتاب بتراتب زمني كما أنني لاحظت التكرار المقصود ربما لبعض الجمل والافكار في عدة مواقع ولكن ذلك لم يخفف ابدا من تفاعلي مع الكتاب ومن استحقاقه للنجوم الخمسة
بإمكاني القول أن الكتاب يختصّ بالحديث عن البيوت، البيوت التّي دمرّتها الحرب، البيوت التّي لجأ إليها السّوريين، البيوت التّي رفضتهم، البيوت التّي انهارت فوق رؤوسهم، البيوت التّي عادوا إليها ووجدوها متساوية مع الأرض، البيوت التّي حلموا فيها بالأمان، البيوت التّي هُجّروا منها مرغمين، البيوت التّي رفضوا الخروج منها. تتحدّث الكاتبة مها عن سورية من الدّاخل من خلال تجربة أقاربها وعائلتها وأصدقائها مع الحرب، هي التّي تركت البلاد قبل اندلاع الحرب بسنواتٍ طويلة، منهم المؤيد للنظام ومنهم المُعارض، كما وتتطرق إلى الهرب من خلال البحر وقوارب الموت بين بودروم واليونان، الكاتبة توّثق مراحل الحرب السّوريّة من خلال مشاهدات حيّة. برغم أهميّة الموضوع الذّي تتحدث عنه الكاتبة، إلّا أني شعرتُ بالضياع في الكثير من الفصول، من الرّاوي؟ من يتحدث عن من؟ أيضًا بحثتُ كثيرًا عن الحبكة، رغم أنها أبدعت في تصوير الشّخصيات، إلّا أنها فشلت في بناء حبكة حقيقيّة، بالنسبة لي بالإمكان اعتبار الكتاب عبارة عن مُذكرات حول الحرب أكثر من كونه رواية.
أما عن قولنا نحن أهلها : إنها شهيدة فالأمر هكذا ، إذ قتلتها الحرب. كلا ، لم تقتلها قذائف المعارضة تلك القذائف التي أطلقها من يسمون أنفسهم معارضين للنظام ، هم امتداد للنظام ذاته ، وهذا هو التشويش الذي صنعه النظام وفبركه منذ بداية الثورة وصدّره للعالم ونجح دون شك في تقديمه ، وضع العالم كله أمام خيارين ، إما هو النظام الدموي القاتل لشعبه ، أو الإرهابيون المجرمون القاتلون للعالم بأسره ، اختار العالم ببساطة أمنه الشخصي وضحّي بأمن السوريين ، لأن ما رأته عيون العالم علي الشاشات منقولا من سورية أمر فاق المخيلة وإمكانيات التضحية بأمن الشعوب الأوروبية مقابل طلبات الحرية والديمقراطية للشعب السوري. ذاقت الشعوب الأوروبية طعم الإرهاب الذي خدم بشار ، شوشت الثورة هذه العالم ، وفقد بصيرته فبدا الصراع بين النظام والإرهاب الديني لكن الأمر ليس هكذا ، كانت الفصائل الإسلامية تتناطح فيما بينها ويصفي بعضها الآخر ليبقي النظام في النهاية
عمت صباحا أيتها الحرب _ مها حسن
■ الرواية تجميع لعدد كبير من النصوص المنفصلة المتصلة تحكي قصة عائلة سورية بحلب وماذا فعلت بهم الحرب جميعا ، وهي نصوص مكتوبة بطريقة رقيقة عذبة وأكثر من رائعة عن سوريا الحبيبة وأهلها وثورتها المغدورة ، وضعت فيها صاحبتها من نفسها وأهلها الكثير ، وهو ما أثر عليها بالسلب الكثير أيضا
■ المؤلفة كردية لاتري في الحجاب والملابس الفضفاضة إلا أنها ملابس القرويين وان الحجاب قيد من الجيد التمرد عليه ، تحول الشباب عندها هو انقلاب ديني والإسلاميين ماهم إلا جماعات من الإرهابيين ركبوا علي أكتاف الثورة - بأسمائهم العتيقة غير المتداولة كما قالت - رباهم النظام في حجره بداخل معتقلاته منذ ثورتهم عليه في الثمانينات وقد عادوا للإنتقام منه ومن الناس ومن أنفسهم
■ ثم لم يكتفوا بهذا بل قاموا بالتأثير علي عقول وأفكار الشباب النقي الثوري الطاهر الملائكي وأضلوهم بحمل السلاح بدلا من السلمية وبالمناداة بالخلافة والشرع بدلا من شعارات الحرية والتغيير ، مع اضافة ألفاظ ارهابيين/متطرفين/متشددين طوال الوقت ، في وقت كان الشيوعي في عالمها هو المثقف الراقي الناقد كاتب الأدب
■ وهذا للأسف هو نفس ما عشناه هنا في مصر حين احتكر اليسارجية والليبرالجية كل شئ باسم الثورة ونفوا صفة الثورية عن أي فصيل إلا هم ، ثم أباحوا لأنفسهم كل شئ لأنهم شباب الثورة المدافعين عن حقوق شهداء الثورة وأفكار الثورة وقيم ومبادئ الثورة ، وصار أي رأي مخالف لهم هو رأي ضد الثورة وضد الإجماع الثوري لابد أن يتم المصادرة عليه باسم الثورة ، وحيث التغيير المطلوب للبلد هو فقط مايقولونه ومايوافق أفكارهم وأهوائهم وعلي طريقتهم وبدون أي حق في التدخل أو المشاركة من أي شخص غيرهم وخصوصا من الإسلاميين الأوغاد غريمهم التقليدي
■ ثم إن الإسلاميين برأيهم هم من أفشلوا الثورة ، هم والجيش الذي تحالف معهم من البداية في مؤامرة ضخمة لم يفطن لها أحد إلا هم الأصفياء الأنقياء الأطهار طبعا ، ولهذا قاموا بالتحالف - مع بقايا عصر مبارك ومشايخ النفط - مع نفس ذات الجيش ودعموا انقلاب عسكري دموي علي الإسلاميين الأوغاد للتخلص منهم
■ وهي الأفكار ذاتها التي كررتها المؤلفة - وبطريقة رقيقة انسانية للغاية - عدة مرات بتنويعات مختلفة طوال الرواية خلطت فيها بين فصائل الإسلاميين قديمهم بجديدهم صالحهم بطالحهم ، وأظهرتهم جميعا كمجموعة من الأوغاد ، وأظنها لو أنصفتهم أو لو التمست لبعض منهم أي عذر فيما فعلوا لكانت تلك الرواية أيقونية فعلا ، ولكنها لم تفعل. تماما كما لم يفعلوا في مصر
■ اللغة كانت بسيطة للغاية - قرأت الرواية بالكامل علي شاشة الهاتف - والسرد بطريقة الأصوات المتعددة كان مقبولا ولو أنها أفرطت قليلا حتي ظهر النص وكأنه نصوص منفردة مجمعة ولدرجة لا تعرف أحيانا من يتحدث وماعلاقته بالاحداث. ولكن يظل المجمل العام جيد نوعا ما
مها حسن كاتبة موهوبة، عانت من الحرب في سوريا مثلما عانى السوريون جميعًا، المقيمون والمغتربون على حد سواء.
شخصيًا ما زلت أذكر نبأ وفاة والدتها، وهو ما أحزنني بصورة شخصية، والكاتبة في هذا الكتاب متأثرة بمرارة هذا الفقد.
مها حسن تعري تفاصيل حياتها الشخصية، التي هي أقرب ما تكون إلى تفاصيل حياة الأغلبية من أبناء الوطن السوري الضائع، وهو ما يجعل من هذا الكتاب أقرب إلى القلب، وأصدق من كل ما يمكن أن يكتب عن سوريا.
تشعر أثناء القراءة للكاتبة أنها تكتب بتلقائية، فقط تكتب ما يخطر ببالها، بلا تعقيد، وبدون أن تبذل أي جهد في البحث عن الكلمة أو التعبير المناسب، وهو ما يعتبره البعض عيبًا، في حين أعتبره أنا ميزة للكاتب، أن يترك العنان للكتابة دون قيد.
لذا فبإمكاني القول أن لغة الكتاب سهلة ومرضية للقارئ، بل وجذابة أيضًا.
وأقول "الكتاب" لأنني لم أجد بعد تصنيفًا مناسبًا للعمل، صحيح أن الناشر والكاتبة اعتبراه "رواية" - ومن أنا لأقطع بعدم انتسابه للرواية - لكن حسب تصوري فهو عمل من نوع آخر، ربما هو أشبه بـ "صلاة تشرنوبل" الذي تقتبس منه الكاتبة افتتاحية الرواية.
إذًا فهو نوع من الكتابة الصحفية بأسلوب أدبي، وهو ما برعت فيه "سفيتلانا ألكسييفيتش" واستحقت عنه جائزة نوبل في الآداب. وبصراحة كان بالإمكان أن يغير هذا التصنيف من تقييمي للكتاب.
لكن، أن نقيم هذا العمل كرواية فهي مسألة صعبة، على الأقل بالنسبة لي، كقارئ وجد نفسه يخوض تفاصيل حياتية قد تكون مملة في بعض الأحيان لولا رشاقة أسلوب الكاتبة، أو في آراء وتحليلات هي أبعد ما تكون عن الرواية، حتى وإن وضعنا أعلى الصفحة اسم شخصية خيالية لا نعرف -ولن نعرف بالتأكيد- عنها شيئًا.
الرواية -حسب التصنيف الرسمي- بلا شخصيات حقيقية باستثناء الأم، والتي لا تبدو شخصية روائية حقيقية، فهي مجرد سارد للحكايات، وأغلبها مكرر، وحسام وهو الشخصية الوحيدة الجديرة بالاعتبار.
الأسماء لن تصنع من هذا العمل رواية.
ثمة مشكلة أخرى تواجه "مها حسن" وهي عدم قدرتها على التخلص من هويتها كامرأة، فهي تحيل كل رواياتها إلى روايات نسائية، وهو ما يجب عليها مستقبلاً التغلب عليه.
أما المشكلة الأكبر في نظري والتي تواجه "مها حسن" شأنها في ذلك شأن جميع الكتاب السوريين، وهي سجن إبداعهم في حدث واحد مهما اختلفت تفرعاته، وهو الحرب السورية. وهو ما يبدو شبيهًا بتجربة الكتاب الفلسطينيين. صحيح أنها مأساة، ليست مأساة البلدين فقط، بل مأساة العرب جميعًا، لكن الأمر يتحول تدريجيًا إلى موضوع "تعبير" للكتابة في موضوع واحد. شخصيًا أخشى هذا التوحد.
إجمالاً يمكنني القول أن "الكتاب" أعجبني فعلاً ولم أستطع إلا أن أكمله حتى النهاية، رغم كل التفاصيل، رغم كل الآراء والتحليلات. والفضل في هذا يعود في المقام الأول إلى موهبة "مها حسن".
عمتِ صباحاً مها لا الحرب قراءة أولى لرواية "عمتِ صباحاً ايتها الحرب" للروائية السورية مها حسن
"يا إلهي، كيف احتملت جاراتي مقتل ابنائهن؟!"، بهذا السؤال تصفعنا الروائية السورية مها حسن وهي تسرد قصة "حلب" المدينة السورية التي نزفت اولادها واحداً تلو الآخر، دون أي فرزٍ يذكر فقد قتلتهم قذائف الاصدقاء والاعداء بانصاف ظالم.. قرأت الرواية والجثث مازالت تتكاثر في بلدي، البيوت تتحول إلى اشلاء، والابناء يبحثون عن ملاجئ، قرأت الرواية وأنا أعيش احداثها بعيداً عن أسرتي التي بقي غالبية افرادها في قريتنا الريفية التي تمطرها ��لمليشيا يومياً بالقذائف وتزرع وديانها الغاماً وعبواتاً ناسفة فيما توزع اخوتي بين نازح ومقيم في مدن عدة، قرأت الرواية ووجدتني اشخاصها كلهم، تائه وسط حرب لا يراد لها ان تنتهي، بذكريات منزل مهشم، وفقدانات بالجملة.. نجحت الروائية الحلبية في التقاط صورة ثلاثية الابعاد للحياة السورية في زمن الحرب، لخصت فيها كل ما يحتاج القارئ معرفته عن تجربة اسرة سورية عاشت الحرب وتفاعلت معها، اسرة اختلفت مواقف افرادها بين مؤيد للنظام ومعارض له ومحايد يقف في صف الحياة والسلام.. وثقت الرواية الحرب، وحياة الناس، حاكمت ضمير الانسانية، وعرّت كذبة حقوق الانسان التي يدعيها الغرب، وبقدر ما نجحت مها في التقاط الصورة بقدر ما أجبرت من خلال سردها مذكرات شخصية بحبكة روائية بديعة القارئ منذ البداية على تتبع خيوط السرد ليعرف ما حدث، ببساطة تامة وسلاسة لذيذة جاءت الرواية مبتدعة حبكة من نوع خاص تجبرك مع نهايتها على القاء تحيتك الصباحية في وجه الحرب لكنها تحية لمها، للسوريين، لليمنيين، ولكل عربي يقاوم الحرب والشتات والدمار والبحث عن البيت، البيت الذي يعني الامان. عمت صباحاً مها
آه منك يا مها وآه من الحرب مها بهالروايه وصفت الوضع السوري بكل تفاصيله ،النظام ، المعارضه ، الاسلاميين ، الاخوان ... عن طريق التنقل بين الشخصيات والحديث على لسانهم حسب رايي اكثر روايه وثائقيه قراتها ، فادتني جدا من ناحيه معلومات كيف بلشت المعارضه ، كيف تكون الجيش الحر ، وكيف دخلو الدين للثوره ، وكل الحسابات الشخصيه صارت تنعمل باسم الثوره وبتشرح برضو عن انه مهما كنت منتمي لحزب بالاخر رح يخونك المعارضه تحولت بس لفئه معينه اللي هي الاسلام واللي بكون من خارجها رح يتعذب ويوصل للقتل والنظام بجند احزاب خارجيه لتقوم باعمال الترهيب والارهاب عنه كما انه تطرقت مها لقضية الغربه ، وللاوهام الكاذبه مثل الحقوق والامن والامان بالسويد للاجئين و اللي مش بس السوريه اكتشفوا انها كاذبه ومغلوطه وفي الفلسطينيه اللي بعانوا من هالشغله .. بتتطرق للتحرش ،لسلطة الشخص ع مجموعه ، تفشي الجوع والفساد بالكامب ، فصل اللاجئين عن السويد ووضعهن بمنطقه خاصه فيهن بعيده عن اجواء السويد ومعامله الاتراك للاجئين ، عدم دفع الاجار و الغلاء على السوريه كانت روايه رهيبه فيها كل الالم اللي بالدنيا اكثر ما آلمني هو فقدان البيت ، بما اني ايضا بيتوتيه ف كانت فكرة البيت اللي وصلتلنا اياها مها معروفه ضمنا بالنسبه لايلي البيت وطن ومها واغلب السوريه فقدوا وطنهن وصار كل شخص على سطح هالارض بدو يمارس الارهاب المستوطن داخله بيروح ع سوريا ارض المعارك وبحط حاله تحت مسمى حزب ما .. ( الله يحفظ سوريا ويغير هالنظام ❤)
حين أقترح عليّ مديري في العمل قراءة هذه الرواية، أتبع اقتراحه بتعليق ينم عن حزن دفين " مع إنك ما راح تفهميها، بدك تكوني سورية لتفهميها و تشعري بمشاعر شخصياتها وتقدري حجم مأساتهم" ولكني كنت أرى أن ثلاث سنوات كاملة قضيتها مع السوريين محاطة بهم بشكل كلي سواء كانو زملاء في العمل أو أصدقاء أو طلبة و طالبات أو حتى أولياء الأمور فترة كافية لمعرفة طبيعة حياة السوىيين قبل الحرب والشعور بحجم مأساتهم بعدها، فأنا كنت أستمع إلى تفاصيل حكاياهم يوميًا، قصص الفقد والتشريد والسجن والتعذيب والإغتصاب والموت، قصص الهروب واللجوء والنزوح والغرق يوميا، قصص الفقر ومحاولات لم الشمل، واللجوء للمنظمات من أجل المساعدات الإنسانية يوميا، برد وجوع وأمراض وعدم إتزان نفسي وإحساس بالضياع و فقدان الأمل،،، ومع كل هذا أنا كنت فقط أظن أن ثلاث سنوات كافية!!! أنا لم أرى أن الرواية عمل فني ممتاز كما سيراها معظم السوريين لأنها تمس دواخلهم، ولكني أعترف أن الرواية نجحت في أن تؤكد أن كل تلك القصص التي استمعت إليها على مدار تلك السنوات كانت مجرد جزء من جزء من هول المأساة سواء على المستوى المادي أو النفسي!
تعاملت مع مها كحكاءة، واستمعت لها، وتأثرت لقصتها وقصة عائلتها، وفهمت يا سيدي المدير ما كنت تظن أنني لن أفهمه، ورغم أن الكاتبة غير بارعة في وصف الأماكن لكن الأحداث كانت كافية أينما وقعت لتصفع الإنسانية صفعة قوية، وتعريها، وتكشف ما آلت إليه.
هذه الرواية ممتلئة بالحكايات، حكايات ناس بسيطة وعادية لديها آمال وطموحات ثم تنقلب حياتها وتصبح لاجئة في مكان ما على الكوكب، لا أعلم كيف تلفظ الأرض أبنائها بهذا الشكل، لا بيت لنا، لا وطن لنا .. رغم أنه لا يتأذى من الحرب إلا الناس العاديون البسطاء إلا أنها تُظهر أسوأ ما في البشر، تبرز اختلافاتهم الأيديولوجية بعدما كانوا يتقاسموا الخبز.. تعزز الاختلافات الفكرية والطبقية، البشر لا تأخذها الرأفة وقت الأزمات بل إنها تصبح نموذج مصغر لكلمة نفسي نفسي، يحدث هذا حتى بين الأخوة.. ما يلفت النظر أن الجميع في لحظة يلقي اللوم على الآخرين دائمًا، وجميعهم ينظر للغرب على أنه المنقذ حتى بعدما مروا به.. الجميع يفعل ما يراه مناسبًا وينتظر من الآخرين أن ينصروه ويُناصروه، ربما هذا سبب المشكلة بدايًة، أن الناس تخوض معاركها الشخصية بطفولية شديدة.. الرواية مقياس لحال اللاجئين السوريين، فهي تتحدث عن أفراد أسرة واحدة، ينطبق عليها أنواع اللاجئين كلهم.. في البداية تهت بين الأسماء الكثيرة وأسماء الفصائل إلى أن قررت أنه لا فرق فالكل لاجئ، والكل هارب، حتى من دخلها ليقتل ويُخرب.. لا يمكن أن تخرج بقرار أيهما حاله أفضل من الآخر، ربما وحدها الأم التي ماتت ودفنت في الحديقة التي تحولت لمقبرة.
" يا بيتي يا بيتاتي يا مسترلي عيوباتي، فيك ولدت وفيك كبرت وفيك بقضي حياتي " هكذا كانت تغني وهي تجهش بالبكاء بعد أن أنهكها التنقل والبحث عن مكان آمن من الحرب، عادت إلى بيتها وحيدة رغم القصف والخوف والحصار. لم تستطع أن تتخلى عنه وهو الذي سكنت فيه لخمسين سنة، و جهزته كاملا بما تتدخره من مصروفها.... بقيت وحيدة بعد أن رحل جميع أولادها بحثا عن مكان آمن لهم ولها، فتفرقوا في أصقاع الأرض، لكن ما واجهه بعضهم جعلهم يحنون إلى حلب وأهلها، حلب التي فقدت جمالها وأصالتها وصارت كومة من خراب وذكرى لماض جميل.... ماتت بعد أسبوع من قصف بيتها... لم يتحمل قلبها الضعيف فكرة العيش بدونه... كأنهم قصفوا جزءا من كيانها... لم يكفهم ذلك... بل إن اللصوص سرقوا منه كل شيء، حتى الصنابير والقضبان المعدنية باعوها كخردة... ماتت ألما وحزنا على ما ألم بها... ماتت ولم تر أيا من أولادها.... لك الله يا سوريا على ما يحدث فيك، فكم من الظلم تحملين بين جنباتك، وكم من الألم تسقين به أولادك حتى صارت الحرب واقعا ثابتا في يومياتهم، وكأني بهم يقولون لها كل صباح: عمت صباحا أيتها الحرب.
عمت صباحاً أيتها الحرب مها حسن منشورات المتوسط 365
هذه الرواية هي توثيق استثنائي لمأساة حلب، حيث تنتقل من صفحة إلى صفحة لتكتشف مدى شتات الفصول الذي يعكس شتات الشعب السوري في البلاد مما يدفعك للبكاء على الظلم الذي وقع عليهم. تتنوع شخصيات الرواية التي تتمثل بأسرة الكاتبة مهى وجاراتها وأصدقاء الدراسة, لتعكس هذه العائلة الانقسام والشتات الذي دخل إليه أفرادها وهم في بحثهم عن المنزل, ذلك المنزل الواقع في حلب, المنزل الأول الذي ستبقى ذكرياته الأولى عالقة في الذاكرة من التوابل لرائحة الغسيل. إذن إنه البحث عن البيت حيث تم افتتاح الرواية ببيت حلب وأنتهى بالحديث عن بيوت الشتات خارجها والهاجس الذي اعترى كل الشخوص بالبحث عن الأمان. ينتقل السرد فيها برشاقه وانسيابية بين الماضي والحاضر ليظهر لنا مآسي الشعب السوري في الداخل والخارج.
العمل رائع وجميل وذكريات البيوت واللابيوت أخذت من الحزن شيئاً كبيراً جداً في طيات الكتاب والذي تميز بقوة الحرف ورقته ورصانته وبعده عن التزويق وأنسالاله كماء زلال بين يديك
مها كانت تشبهني في كثير من محاور ذكرياتها ومذكراتها التي تجسدت بالبيوت المشكلة ان مها صورت مرحلة بيتها في حلب الذي بقي مهدماً ولم ترجع اليه ولم يرجع اليه من عائلتها أحد ، لتكالب الدنيا على سوريا الحبيبة والجرح الذي لا يندمل والذي سيبقى ينزف والذي يعتبر وصمة عار إنسانية القرن الواحد والعشرين للأسف
تاثرت جدا بالكتاب و بالقصة واتمنى من كل قلبي عودة السلام لاهلنا فى سوريا و عودة حلب لسابق عهدها و لم اشعر بالملل ابدا اثاء القراءة فالاسلوب سهل و غير متكلف و شعرف فعلا باحاسيس الابطال و معانتهم و مشاعرهم مشكلتى الوحيدة كانت ان تعدد الشخصيات و الاماكن و عدم الالتزام بالخط الزمنى اصابنى ببعض التشتت غير ان بعض الفصول تبدا بدون ذكر الراوى ولكن فى المحصلة استمتعت بالقراءة و ساحاول قراءة باقى الاعمال باذن الله
منذ بدايتها تركت الحرب قصةً في كل شخصٍ سوري صغير كان أم كبير، العائلات تفرقت والأبناء نكروا صلتهم بالأمهات، تبعثرت أوراق اللعبة وحين تبدأ الحرب لا تنتهي قبل أن تقتل الأمل، الحب، السعادة، الأمان، وأهم شيء الحرب تقتل الإنسانية. _________📚 تعدد الرواةُ في هذه الرواية، الأمر الذي جعلها مبعثرةً وفوضويةً بعض الشيء، وبصراحة كان الوضع مُشتتاً بسبب كثرة الشخصيات، كنت تائهاً بحق في هذه الرواية ومع بداية كل فصل لم أكن أعرف من يتحدث أو إلى أين ينتمي حقا. _________📚 لغة الكاتبة وأسلوبها هو الحسنة الوحيدة التي وجدتها في الرواية حسب اعتقادي الشخصي، ولكن ما عدا ذلك الرواية كانت ضعيفة جدا. _________📚 التنقل بين الأحداث التي جرت في الماضي والحاضر لم يكُن جيداً بل على العكس، كان الأمر عبارةً عن فوضى عارمة لم أستطع تحملها، الرواية بطيئةٌ ومملة للغاية ولم أستطع إكمالها. _________📚 باختصار💡: رواية أقل من عاديةٍ للأمانة، لم تعجبني ولم أستطع إكمالها وتوقفت بعد أن قرأت صفحةٍ منها. _________📚 اقتباس💎: لا يوجد.
كاتبة تبني شخصيات و تلوي اعناقها لتردد ما تريد بشكل غير متسق عبر الفرض على هذه الشخصيات النطق بما تريده هي و باستخدام مفرداتها هي متجاهلة طبيعة الشخصية داخل العمل، تماما كما تفعل النظم القمعية مع مواطنيها و التي تدعي انها تكرهها. وعليه هذا ليس عملا روائيا.. ربما تداعيات ذهنية لشخص يعاني من حمى الكتابه اسف ان كنت حادا
انا ام يا مها.. ام رأت خبر استشهاد ابنتها في الفيسبوك و لم تحضر دفنها و لم تلمس جبينها و شعرها قبل ان ترحل الي مرقدها الاخير صفحات النظام تعد ابنتي ضحية للارهاب الاسلامي و المعارضة تعدها شهيدة الثورة
انظري جيدا يا مها و اكتبي بامانة لانني اكره الظلم... والنظام هو الاب الاكبر لهذا الظلم
عن الثورة، عن الحرب، عن أمهاتنا ، عن حلب التي نحبها ونشتاق إليها رغم معرفتنا بها فقط من الحكايات.. عن الجارات، عن الحارات، عن الشتات، وعن هوس البيوت وأخيرًا عن الموت ذلك الذي حصد من الأصدقاء و الاحبه ولم يذر ..