يقدم الروائي والشاعر والناقد الفلسطيني "إبراهيم نصر الله" الطبعة الثانية من كتابه "صور الوجود: السينما تتأمل" وهي طبعة مزيدة ومنقحة للطبعة الأولى التي كانت قد صدرت في نهاية العام 2007 ضمن سلسلة (آفاق السينما) فجاءت الطبعة الثانية (صور الوجود: السينما تتأمل) قراءة لثمانية أفلام أخرى ضمن هذا المحور أراد من خلالها الكاتب أن يبرز أهمية دور السينما في احتضان أسئلة الأدب، مدعومة بالتطور التكنولوجي، الذي جسدها أمام أعيننا بعبقرية فذة وهو يخرجها من الكلمات ومن الخيال برؤية فنية عالية وقدرة استثنائية على الربط بين مشروع السينما ومشروع الأدب في طرحهم وتأملهم لقضايا الحياة والموت، الوجود والعدم، الجريمة والعقاب، الحب والكراهية، الحرية والعبودية، الحقيقة والخيال، العدالة وا
Ibrahim Nasrallah (Arabic: إبراهيم نصرالله), the winner of the Arabic Booker Prize (2018), was born in 1954 to Palestinian parents who were forcibly displaced from their land in Al-Burayj, Palestine in 1948. He spent his childhood and youth in a refugee camp in Jordan, and began his career as a teacher in Saudi Arabia. After returning to Amman, he worked in the media and cultural sectors till 2006 when he dedicated his life to writing. To date, he has published 15 poetry collections, 22 novels, and several other books. In 1985, he started writing the Palestinian Comedy covering 250 years of modern Palestinian history in a series of novels in which each novel is an independent one; to date 13 novels have been published in the framework of this project. Five of his novels and a volume of poetry have been published in English, nine in Persian, four works in Italian, two in Spanish, and one novel in Danish and Turkish.
Nasrallah is also an artist and photographer and has had four solo exhibitions of his photography. He won nine prizes, and his novel Prairies of Fever was chosen by the Guardian newspaper as one of the most important ten novels written by Arabs or non-Arabs about the Arab world. Three of his novels were listed on the International Prize for Arabic Fiction for the years 2009, 2013, and 2014. In 2012 he won the inaugural Jerusalem Award for Culture and Creativity for his literary work. His books are considered one of the most influential and best seller Arabic books, as new editions are released frequently and many young readers are attracted to his books.
In January 2014, he succeeded in summiting Mount Kilimanjaro in a venture that involved two Palestinian adolescents, a boy and a girl, who have lost their legs. The climb was in support to a nongovernmental organization dedicated to providing medical services to Palestinian and Arab children. Nasrallah wrote about this journey in a novel entitled The Spirits of Kilimanjaro (2015). In 2016, Nasrallah was awarded the Katara Prize for Arabic Novels for this work.
His novel The Second Dog War was awarded the International Prize for Arabic Fiction (Arabic Booker) for 2018. In 2020 he became the first Arabic writer to be awarded the "Katara Prize" for Arabic Novels for the second time for his novel "A Tank Under the Christmas Tree".
في الأيام القليلة الماضية .. و أنا برفقة نصر الله ، شعرت بكم هائل من الحيوات و الأفكار و الصور تجد طريقها إليّ وتتربع في ذاكرتي و وعي ، إستطاع نصر الله بقدرته الفذة اللغوية المُدهشة و بأفلامه التي تحدث عنها أن يجعل لي مكاناً في جنته الغناء الممتلئة عن آخرها بصور الوجود الإنساني القابع في أرواحنا و أنفسنا و ذاكرتنا المنسية ، بالوجود حيث الحُب و الكراهية ، الشر و الخير ، الحياة و الموت و العدالة و الظلم ، الجريمة و العقاب ، الحُرية و العبودية و الحقيقة و الخيال في أكثر أساليب البشرية رواجاً في عصرنا الحالي يظهر فيها الإنسان عارياً تماماً من حقيقته الواقعية كإنسان إلى وهم التمثيل كدور في أفلامٍ كثيرة متعددة يختلط عليكَ حينها وتظل تردد : من يكون ؟ ، أشعر دائماً ولهذا السبب عينه بـ مساحة واسعة ممتلئة بالكذب تفصلني بيني و بينهم ، ليس لأنهم لم يتقنوا دورهم كما يجب ، أو أن أدوارهم مثالية أكثر مما يجب ، لكنني فقط لم أستطع إستيعاب قُدرة الإنسان على الإنفصام الإرادي البحت إلى عدة شخصيات في جسد لديه شخصية بحد ذاتها . ولهذا السبب أيضاً أنتقي ما أشاهده من هذه الفئة بعناية شديدة لأن ما يجبُ أن يطبع في ذاكرتي وروحي ويؤثر في حد البكاء ، الألم ، السعادة و الفرح من المفترض أن يستحق هذا عن جدارة تجعلني لا أستدعي ذلك الشعور بأنهم كاذبون !
ولأنني هذا العام ، شاهدتُ الكثير من الأفلام التي وجدتْ فعلاً طريقها إلي .. لم أتردد لحظة لأقرأ صور الوجود لنصر الله التي إنتقاها فعلاً بعناية خبير عالم بخبايا النفس الإنسانية - كروائي - و مُحلل للنصوص السينمائية يجعلك بحروفه الطائعة دائماً له - كأديب - تشعر كأنكَ لا تقرأ .. بل ترى ! القرائات السينمائية التي برعَ بها نصر الله .. ولم أجد بعدُ لها شبيهاً ، أثارت فيّ تلك الرغبة في الكتابة بعد المُشاهدة التي طالما وجدتها فيّ و لأسباب معينة كنت أأجلها إلى حين آخر حتى يمضي وقتٌ طويل ولا أجدُ بعدها من المشاعر و الأفكار ما أكتبه .. فأكتفي بالندم و تكرار الأمر مراراً وتكراراً !
شُكراً نصر الله .. لأنني من الآن فصاعداً سأكتب شُكراً لأن الأيام الأربع الماضية كانت بالنسبة لي سينمائية بإمتياز
حضرت لقاء حواري مع الكاتب نصر الله أقيم في الجامعة الأميركية في بيروت، بدعوة شخصية من الشاعرة و الناقدة الدكتورة منى الشرافي تيّم (أنصح بقراءة كتابها "الجسد في مرايا الذاكرة") التي نظمت هذا اللقاء ضمن سلسلة من الندوات و المحاضرات المندرجة في برنامجها التعليمي في الجامعة. بعد اللقاء انتقيت هذا الكتاب من مجموعة المؤلفات التي عرضتها دار النشر في مدخل القاعة و تكرّم الاستاذ نصر الله بتوقيعه لي و الحاقه بإهداء لطيف. [يمكن مشاهدة ڤيديو مصور لهذا اللقاء كاملاً على اليوتيوب [ https://youtu.be/cuPQrayzWYg
أذكر هذه العبارة التي صرّح بها نصر الله في المحاضرة حول طفولته الصعبة، في معرض حديثه عن جمالية السينما و عن مساهمتها الأساسية في نشوء و نضوج وعيه و عن أهميتها كنافذة أطلّ عبرها هو و غيره على العالم. قال بأن عيشه في مخيم اللاجئين في الاردن كان صعباً، عرف فيه الفقر و الحزن و النفي و التهميش و الإقصاء. أحب المطالعة و كان القسم الأكبر من الروايات العالمية المتوفرة لدى البائعين على الأرصفة تدور قصصها خاصة حول الموت و الفقر و البؤس و الشقاء، مثل رواية "أحدب نوتردام" و قصص نجيب محفوظ. ما دفعه للظن في البداية أن العالم بكل ما يحتويه حزين مثل الشعب الفلسطيني و أن هذا هو حال الوجود الطبيعي. حتى تجلّى له عبر السينما أن بعض الناس في بقع أخرى من العالم هي في حقيقة الأمر سعيدة، و اكتشف أن الجمال موجود كما و الفرح لدى شعوب بلدان أخرى.
كتاب رائع سيعجب على الارجح كل سينيفيلي يعشق السينما، يجمع فيه الكاتب نصرالله أوراق نقدية لأعمال سينمائية بارزة. في كتابه الأوتوبيوغرافيّ بعنوان "السيرة الطائرة" يقول نصرالله أنه شاعر و روائي و ليس ناقداً (بمعنى الاختصاص، لا القدرة على ممارسته طبعاً). للحقيقة أعجبتني مقالاته النقدية حتى أكثر من رواياته و من قصائده.
يبرز نصرالله في مقالاته جماليات كل عمل سينمائي و يسلّط الضوء على خلفياته الفكرية و الأدبية. الغاية التي يحددها نصرالله عبر جمع هذه الأوراق تبيان كيف أن السينما، التي صنعت عالم موازي للواقع كما الأدب، تنضوي على تأمّلات في قضايا الوجود، من منظور شخصيات الفيلم كما من منظور المشاهد. فموضوعات هذه الأفلام انما هي تداعيات لثيمة الوجود في تصوّراتنا و كل المشاهد الفنية السينمائية انما هي خلق و إحياء لصوره العديدة في أذهاننا.
يستعرض نصر الله ضمن فصول الكتاب جوانب أساسية لكل قصة فيلم كما و يطرح، باقتضاب شديد، تساؤلات ذات أبعاد فلسفية و اجتماعية و سيكولوجية عبر تحليل سلوكيات و أفعال شخصياته، و التوقف عند بعض المشاهد البارزة و التفاصيل المؤثرة في مسار الأحداث، و يرصد رموز نمطيّة و دلالات متوارية تولّدها بعض مفاصلها، مستنبطاً منها اشكاليات و قضايا تهمّ الوجود و تتصل بجوهره و معناه.
اختار نصرالله في دراسته أفلامه المفضلة و هي تتنوع بين التراجيديا و الدراما و الكوميديا و الرومنسية، يفرد لكل منها فصلاً مستقلاً، و موضّبة ضمن خمس محاور أساسية عنونَها كالآتي: (لعنة الاختيار/الجريمة و العقاب/ الوجه و القناع/ تاريخ مظلم/ مصير قاتم). الأفلام التي ضّمنها هي برأيي من المستوى الرفيع [أنصح بمطالعة الطبعة الثالثة لكونها مزيدة، بحيث تضمّ الى الطبعات السابقة قراءات حول ثمان أفلام اضافية]، تتراوح بين جواهر السينما الايطالية الكلاسيكية، كأعمال فيلّيني و تورناتوري و بينيني، و تلك الهوليودية الحديثة نسبياً، أكثرها رائج و لاقى نجاح جماهيري، مثل Million Dollar Baby / There will be blood/ Mystic River/ Moulin Rouge/ Cast Away، و بعضها الآخر ينتمي الى السينما المستقلّة (و هي المفضلة عندي). انما أبرز ما غاب برأيي عن هذه المختارات هي أعمال السينما الفرنسية (آنياس ڤاردا، جون لوك غودارد، تروفو، و غيرهم الكثير)..
تقييم نصر الله للأفلام في هذه الصفحات يشاد به، اذ يحثّ القارىء على مشاهدة الفيلم المقصود، و طريقته تفصح بوضوح عن شغفه العميق بالفن السابع، لتتشكل عنده معرفة نقدية ممتازة يشاركها عبر رواية الأحداث الرئيسية، يدلّل على نقاط قوة أو ضعف تخللتها عبر مقاربات ذكية و ممتعة، كما و يضيء على الأفكار التي يعالجها العمل، بالارتكاز على ثيمة الوجود التي اعتبرها محور صور السينما من حيث هي وسيلة فنية تحاكي الواقع و قضاياه، و عبر الاضاءة على شاعرية و جمالية بعض المشاهد، سينماتوغرافياً و تصويرياً و كتابة و أداء.
يقول نصرالله في مقدمته انه استند في الإضاءة على قضايا الوجود التي تناولتها الأعمال السينمائية من خلال الثنائيات التقليدية. *** لكن هذا التقسيم الفلسفي يمكث في خلفية الكتاب و لا ينسحب على مضمونه، فمحتواه يتركز في معظمه على رواية أحداث الأفلام و تقييم أداء الممثلين و الأساليب الإخراجية للسيناريو و الصورة الفنية بطريقة قصصية بعيدة عن جفاف النقد و بأسلوب سردي واضح و بسيط يبتعد عن التعقيد البلاغي.
الاستاذ نصرالله ينهل من معرفته المكتسبة في هذه المضامير و ينقلها الى السينما، يسقطها على قراءته لهذه الأفلام ساعياً لإبراز كيفية تناولها و ترجمتها عبر هذا الوسيط الحديث من الفن. فهو يعاين قصة الفيلم و أبعاد و دلالات بعض المشاهد، ليرصد في ثنايا و تلافيف الصور الثنائيات الكامنة في الادراكات الحسية و الصور العقلية، كما تلك التي تكمن في الحالات النفسية، كاللذة و الألم، الفرح و الاكتئاب... لكن طرح هذه التأملات يتوقف عند العنواين العريضة، دون شرحها أو معالجتها، مكتفياً بالتدليل عليها.
*** تنويه: نصرالله يتكّأ على الثنائيات في المفهوم العام. لا تتآلف هنا مقاصد طرحه لهذه الثنائيات و قراءتها عبر الأفلام تلك التي تقول بها المادية الجدلية (الديالكتيك)، أو الفلسفة المثالية أو حتى الفلسفة المثنوية، أي النظرة الفلسفية التي ترى أن هناك وجود لمصطلحين أساسيين، غالبا ما يكونا متعاكسين، مثل الخير والشر، النور والظلام.. لأن لهذه بعد ديني أساسي لا تنفصل عنه في نقضها لمبدأ الوحدة. ان نظرة الثنائية تجسّد تفاعل الذات مع قضايا الواقع الانساني و أصبحت هي الاطار النظري التضميني لمجمل مواقف الانسان الفكرية. أكانت الثنائيات مستنتجة في مراقبة الطبيعة، أو مُختلقة و تجريدية، و أكانت مرتبطة فيما بينها على سبيل الشبه أو التداعي أو التناقض، فهي قد نشأت لكونها تمثل لبنات أساسية نستخدمها في بناء و دعم أفكارنا. هذه الثنائيات اذاً، التي انبثقت كحاجة معرفية تتمحور حولها عملية التمييز بين الحقائق و الظواهر و المفاهيم، بغرض فهمها بشكل أعمق، هي التي تحكم رؤيتنا لنظام العلاقات على اختلافها. فلقد عجز الانسان عن فهم و ادراك مختلف الظواهر التي تخفي حقيقة ميتافيزيقية، متوارية و محتجبة، لذلك سعى العقل إلى إجراء مقارنات و الى اختلاق ثنائيات منتجة، وفق علاقة تحريضية أو تكاملية. انما وضع خطوط فاصلة بين هذه الثنائيات لم يبدّد الالتباسات، كما يذكّر نصر الله في مقدمته. فالثنائيات لا تنفي فكرة أن ثمّة روابط بين الظواهر التي قد يبدو أنها منفصلة. أكانت الثنائيات متناقضة أم متقاربة، التضاد رابطة مثل التماثل.
ان وعينا و ادراكنا للوجود، من منظور فلسفي، يقوم على المقابلة بين الثنائيات التي طبعتها التصوّرات الميتافيزيقية. كذلك اقترن بها الشعر الذي هو رؤية فنية للحياة و الوجود، فقام على تصور و محاكاة الوجود بكليّة متناقضاته، كالحضور و الغياب، المادي و الروحاني، الداخلي و الخارجي، الصوت و السكون..
ربما من أجمل الأشياء التي حصلت للأدب هي السينما! لقد تمكنت السينما من نقل الأدب لفضاء واسع وجمهور أوسع, أي نعم سيجادل البعض بأن السينما على مدى الإتساع والخيال التي تحمله في رؤاها إلا أنها تبقى محدودة أمام اللانهاية التي يقدمها العقل وبإختلافها من فرد لآخر. لكن في النهاية حتى مع ما تحمله الآراء السابقة من صحة, وبغض النظر عن جدلية الحكم على العمل السينمائي بمعزل عن المقتبس, إلا أننا لن ننكر أن السينما قدمت الأدب خصوصا الذي لا يُقرأ لجمهور ما كان ليقرأ الرواية أو القصة المقتبسة من البداية!
ثم لا أجمل من أن يقع بين يديك كتاب هو قراءة لروائي لأفلام بمعزل عن جدلية الإقتباس وبمعزل أيضا -وهو المهم- عن كل النقد الفني والمفردات الفنية والتي بالتأكيد توقع القارئ في حيرة وحتى الملل. هذه الوجبة الممتعة والبعيدة عن الإسفاف والملل هي ما يقدمها كتاب "صور الوجود: السينما تتأمل" للروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله صاحب "التغريبة الفلسطينية" , فالراوي الفلسطيني كمحب للسينما وشغوفا بالقصة والشخصيات يكتب قراءته الشخصية لمجموعة من الأفلام التي حرص أن تكون مما هو متداول ومعروض لدى جمهور القراء والمشاهدين وليس للنخبة فحسب, مركزا في قراءته على عامل الوجود من منظور الشخصيات وعلاقتها بالوجود الذي تعيش فيه سواءا في حيزها الضيق أو الواسع ورؤيته هو كمشاهد الفيلم موجه له بالأساس.
أسلوب إبراهيم نصر الله بسيط، صادق ويجتذبك بدقة وصفه وجمالية الصور التي يقف عليها، ومعرفة أين تكمن الدهشة يكتب بسلاسة بالغة لذا القراءة في أطر إبراهيم ممتعة وعذبة جدًا في صور الوجود هذا المشهد السينمائي من خلال رؤية إبراهيم التي تشدك لرؤية الفيلم الذي يتحدث عنه أحببت إيغاله الشفيف في المشاهد، والفكرة والتفصيل الذي يراه من خلال تعمقه وتمييزه للعمل الذي أداه المخرج، تاريخ المخرج، رأي النقاد الأفلام المشابهة للفكرة، أو الرؤية، أو تلك التي لذات المخرج وكيف أنه تطور من عمل لآخر، أو صحبنا من واحد إلى عمل جميل آخر الممتع أنه في مسمى الفيلم يتحدث عن أفلام أخريات ويدخلك بأسلوبه المشوق إلى متابعة لا تنتهي أخيلتها الذهنية الرائعة وتلك هي النقطة الأبرز في هذا الكتاب ممتع وصديق خفيف
قدم إبراهيم نصر الله في كتابه هذا دراسة/قرآءة للعديد من أفلام السينما وكان اتجاهه النقدي مستوحى من سؤاله: كيف تأملت السينما الوجود البشري وأسئلته؟ وكيف استطاعت التعبير عن أزمات هذا الوجود؟، وهي تفتح أفقًا جديدًا وواسعًا يؤاخي بين شرعية السؤال وحيرة الإجابة، الإجابة التي ماتلبث أن تتحول إلى سؤال... وهكذا.
الكاتب يرى أن ليست ثمة انقطاع بين مشروع السينما ومشروع الأدب في تأملهما لمختلف القضايا التي تهم الإنسان كالموت والحياة، الحب والكراهية، الحقيقة الخيال، والجريمة العقاب. الأفلام المختارة متاحة للجميع ومقسمة لخمسة أجزاء تحمل عناوين فرعية تدّل على توجه الأفلام التي تتضمنها كلعنة الإختيار والوجه القناع وتاريخ مظلم.
لكل إنسان نظرة خاصة وبالتالي قراءة خاصة للكتاب أو الفيلم، و إلى الحياة بالمجمل هناك نظرة تختلف من إنسان لآخر. وتمعُّن نظرة مختلفة لكاتب وروائي كإبراهيم نصر الله لايقل متعة عن قراءة نص أدبي مصحوب بخلفية موسيقية. إبراهيم يقص لك الفيلم بعد أن تشاهده كحكاية ماقبل النوم، ولا ينسى أن يؤكد كل مرّة على الدلالات والإشارات التي تقود إلى تأمل مكنونات الفيلم.
وقت طويل مضى قبل أن أنهي هذه السلسلة من أفلام السينما والتي هي في الأغلب من إنتاج سينما القرن الواحد والعشرين ولمخرجين وممثلين تعجز السينما عن تكرارهم.
لكل شغوف بفنون الفن السابع ستجد ضالتك هنا!
الطبعة الثانية 2010م- منشورات الإختلاف والدار العربية للعلوم ناشرون.
اشتريته دون توصية مسبقة أطل عليّ من على رفوف المكتبة .. وكان اول ما أقرأ لابراهيم نصر الله الكتاب يصلح لعشّاق السينما اللي ما تكفيهم مشاهدة عادية للفلم يحبوا يبحثوا في ما وراء المشاهد.. أو لمن يبحث عن توصيات لأفلام جيدة أغلب الأفلام اللي استعرضها ابراهيم هي أفلام مهمة ورائعة أشكره ان دلني على روائع لم أطلع عليها مسبقا مثل " الاسطورة 1900" و الفلم الكوري "Spring, Summer, Fall, Winter... and Spring واللي ما كنت راح استمتع بمشاهدته لو ما قرأت مقال ابراهيم نصر الله عنه..
كتاب رائع لا تكفيه قراءة واحدة أبدًا واظنني ظلمته بقراءته بهذه السرعة فلاني قد اكتشفت اني حديثة عهد بالسينما تشتّت بين قراءة آراء ابراهيم حول تحليله لشخصيات الفيلم - التي لم أرها غالبًا >< - وحول علاقتها بالوجود ونظرياته الى ما وراء الفيلم وما وراء عقلية كل من المخرج والمؤلف والممثلين وبين البحث عن تريلر الفيلم واحيانًا تحميله ومن ثم مشاهدته كتاب يحتاج زمنًا طويلًا للإلمام به وليس بضعة أيام
ساجعله رفيقًا لي طوال الاجازة الصيفية لانهل من جميل ما كتب واختار من الافلام انصح به الجميع خصوصًا اننا على ابواب عطلة طويلة التي قد يكون فيها هذا الكتاب هو الكتاب الصحيح في الزمن الصحيح
كنت أتمنى ليس المزيد من الأفلام، ولكن الحرص على انتقاء أعمال مبهرة أكثر من معظم ما جاء في الكتاب. تأملت خيرا حين رأيت الكتاب في رفوف المعرض، ولكني أعتقد أن ابراهيم نصر الله يجب أن يتقن الكثير من أسس النقد السينمائي والتحليل قبل أن يخرج لنا بأكثر من طبعة. وللأسف هذا حال معظم الكتاب العرب حين يجيئون على ذكر السينما العالمية والخوض فيها وما يخوضون إلا في أغلفة الأعمال، بمعنى عدم قراءة عميقة وعدم إلمام كافٍ بهذا العالم.
أول مرة لي مع إبراهيم نصرالله، في كتابه يتكلم عن أفلام شاهدها بطريقة أدبية.. عالم السينما عميق، وهنا أخذنا إبراهيم لرحلة العمق بأفلامه وإختياراته الرائعة .. تقرأ ماكتبه إبراهيم نصرالله عن الفيلم، وتشاهد الفيلم ثم تتذكر ماقاله إبراهيم عنه. كاتب لا يُنسى، ولن تكون الأخيرة.
مقالات إبراهيم نصر الله السينمائية، عن أفلام أغلبها في بداية الألفية أو نهاية التسعينات، مع استثناء فلم كوروساوا في الختام. لا جدال في قلم الكاتب الكبير. جماليا يختار لغة أنيقة وبسيطة ومعبّرة، يحاول من خلالها قراءة شخصيات الأفلام وسبر أغوار قصصها، أكثر من اهتمامه بالصورة الّذي يطرأ بين الحين والآخر. نلمس ذلك أيضا في طبيعة الأفلام التي اختارها وأغلبها دراميّ. الإشكال أن الجانب البحثيّ يقتصر على المخرج والانتاج ولا يهتمّ بسياق الفلم إلا في مرات قليلة، كما لا يهتم إطلاقا بإخضاع الفلم إلى النظريات السينمائية الكبرى. ولا يهتم كثيرا بتفاصيل المشهد. ربما باستثناء شذرات هنا وهناك. يلتهم التلخيص والحرق معظم جسد المقال، ليترك القليل للقراءة والنقد.
قراءة للعديد من الافلام بالغالب من ناحية تأملية فكرية و انسانية و بأسلوب خلاب و لغة رشيقة ومن يستطيع أن يحدثك عن تفاصيل فيلم لم تشاهده و يجذبك غير أديب ؟ ، ينصح بها بشدة لمحبين الافلام
أظن أن أكثر الأشخاص قرباً وحميمة مع السينما هم الكُتاب والقراء والروائيين بالذات. لأنه من خلالهم تمت صناعه الشكل الأول للفيلم قبل أن يتحول إلى صوره ومشاهد وعبث وفوضى تشاهد على الشاشات وتعرض في دور السينما. ولأنهم الأقرب إلى تفكيك النص إلى معانيه الأساسية, وتحليل كل مشهد على حده, ودراسة أشكال الشعور في كل مشهد.. وتفصيل معنى كل حركة, وكل ردة فعل يقومون بها أبطال الفيلم. فقد شاهدت معظم الأفلام التي ناقشها "نصرالله" في كتابه هذا, وهو كتاب ثري وغني ومشبع بعقلية المتأمل بالسينما والواعي على المشاهد والتفاصيل والرساله التي يحملها كل فيلم على حده, إلا أنني لم تخطر ببالي معظم الأفكار والدلالات التي ناقشها في كتابه هذا حول كل فيلم, وكل مغزى وراء أي مشهد من مشاهد الفيلم.. فقد شاهدت أغلبية الأفلام بنظرية المشاهد العادي, الذي يبحث عن قصة جيدة, وسيناريو متين لتجزية الوقت ولإضفاء متعة من نوع خاص على سهرة نهاية الأسبوع, دون الأخذ في الإعتبار العمق السينمائي الموجود في قعر كل فيلم, وكل مشهد, وكل حوار بين شخصيتين وأكثر.
يمتلك "نصرالله" تلك النظرة الثاقبة التي يستطيع أن ينظر من خلالها إلى خلف الصوره والهيكل السطحي للمشهد المعروض, وتغوص لتصل إلى عمق المشاهد المصنوع منها كل فيلم ليصل إلى المعنى والهدف والفكرة من وراءها, وكأنه يمتلك منظاراً سحرياً يتوافق مع عقليته المبهرة في تحليل رسالة كل فيلم, وإبراز جماليته ومساوئه, وقد وجدته مبهراً ومثيراً في قراءته للكثير من الأفلام التي سبق ليّ وأن شاهدتها ولم أجد فيها معنىً واضحاً ورساله مكتمله.. إلا أنه جاء بنظرته التحليلية وأعاد ترتيب المشاهد أمامي من جديد, وتحليل كل مشهد على حدى مما جعل مسألة فهمها أكثر بساطة ووضوحاً, ولون المشاهد فيها أكثر إشراقاً, وبروزاً, وقد عرفنيّ على فيلمين شيقين من السينما العربية, وهما "الجنة الآن", وفيلم "قالت ليلى".. وهو فيلم ناطق بالفرنسية إلا أنه تم إخراجه من خلال عدسة مخرج لبناني بارع, وتدور أحداثه في بيروت الجميلة, ولولاه لما تعرفت على فيلم عربي يحمل كل هذا النضوج في الحوارات وطريقة تناول النص, والسيناريو اللطيف والمربك جداً, كذلك ناقش العديد من الأفلام الأمريكية وأخرى إسبانية ويابانية.. وجدت بعضها مستعصياً على الفهم والإدراك أثناء مشاهدتها قبل أن أقرأ قراءة "نصرالله" لها وتحليله لمشاهدها ومنها على سبيل المثال لا الحصر الفيلم الأمريكي الدرامي "منغوليا" الذي يحمل صيغة سوداوية في تصوير الأسى وتجريد الألم في شكل الحياة المعاصر إلى جانب أفلام أخرى كثيرة تطرق لها الكتاب وناقشها بفضول مشوق.
يبقى الكتاب بالنسبة ليّ أول كتاب أقرأه يتخصص في مجال التأمل في جماليات ومساوئ السينما على جميع أشكالها وهوياتها, وقد راق ليّ أسلوب "نصرالله" العذب في قراءة شكل السينما مهما كانت هويتها وطابعها وخلفيتها الثقافية والإجتماعية, فهو ينظر في أبعاد جديدة متوازية, ويحلل بطريقة جوهرية, ويثير فضولك ويستحثك لمشاهدة كل فيلم تطرق له وناقشه وتحدث عنه, الكتاب ثري بقراءات ممتازة لأفلام عدة, ويحمل صيغة معرفية وتأملية شيقة, خصوصاً لمن يحمل عشق خاص للسينما, ويشعر بحميمية حيال الشاشة الكبرى.
قراءة مختلفة و مفيدة للأفلام , أعجبني التقسيم و إختيار الافلام واسلوب إبراهيم نصر الله الأدبي الرائع أضاف للكتاب جواً خاص يميزه قراءته يسره و غير ثقيله , عدت مراجعات سأقرأها بعدما اشاهد الافلام التي تتكلم عنها إن شاء الله .
هذه أوّل تجربة لي في القراءة عن السّينما، لذا لا أملك نقد المحتوى. إلّا أنّه أمتعني، أفادني بتعريفي وتشويقي لأفلام لا أعرفها وبجعلي أكتشف عالما لم أقرأ عنه من قبل.. ولم يخذلني هذا القلم، كعادته.