تدور أحداث الرواية في مدينة من نوع مختلف، مدينة اختفى معنى الخير والطيبة من قاموسِ سُكانها، وكأن شرور العالم أجمع قد تجمعت فيها.. مدينة معزولة عن العالم، ذاعت شهرتها بأن هناك مروج مخدرات بين كل عشرة أشخاص، ومن بين هؤلاء العشرة قاتل، ومغتصب، ولص، وفتاة ليل، وقواد، لذا كانت سُمعتها مرعبة، فهي مرتع للمخدرات، ومنبع لا ينضب من الكحول تكفي ليعيش العالم بأسره في سُكر لسنوات قادمة.. بطل الرواية هو "زين"، وهو شاب مختلف بالمقارنة مع سكان المدينة، بريء وطيب القلب رغم أنه قد عانى الأمرين في حياته، حتى تتلبسه تلك الروح المسماة بـ"عزرائيل" ليساعده على مواصلة الحياة في مدينة بهذه المواصفات، إن أردت وصف وجود عزرائيل في جسد "زين" فيمكنني تقريب الفكرة بأن أطلب منك تخيل قاتل لا يعرف الرحمة في جسد شاب لا يمكنه قتل ذبابة، وبمساعدة "عزرائيل"، يدخل "زين" إلى عالم الإجرام من أوسع أبوابه، من باب لا يدخله إلا رجل بيدين ملطختين بالدماء.. ---------------------------------- الغلاف الخلفي : عزرائيل لا يرحم.. رسول الموت والدم، القادم من جهنم.. عديم الشفقة، ولا يعرف معنى للرأفة.. سفاح قاتل، ومصاص دماء شره لا يعرف الشبع، كمستذئب متوحش يعتبر كل ليلة وكأنها ليلة قمر مكتمل ! في مدينة النفاق والإجرام، والأحياء الأموات، حيث يملك نصل عزرائيل الكلمة الأخيرة،. قرر الموت التجسد على هيئة رجل من نوع مختلف للغاية.. بشخصية مجنونة تتلاعب الشياطين في رأسه فتحوله لوحش آدمي مرعب.. المطلوب رقم واحد، يحل كل مشاكله بمسدس ملقم بالرصاص، ليس هناك ما يسمى بالمغفرة في قاموسه، لا يسامح ولا ينسى.. لا تدع عينيه الجميلتين تخدعانك، فهذه الألوان ستختفي تماماً ليحل مكانها اللون الأسود عندما يستلم الشيطان دفة القيادة في رأسه ! هذه قصة عزرائيل في مدينة الموتى الأحياء..
كاتب وطبيب أسنان سوري من مواليد مدينة حمص. صدرت له أربع روايات من تأليفه: عزرائيل المدينة (2019) رقصة مع الموت (2020) صُنِعَ في الجنة (2021) فندق القلوب المكسورة (2022)
ومن ترجماته: رواية مغامرة نجمة الشمال لأجاثا كريستي (2023) رواية سر جريمة تشيمنيز لأجاثا كريستي (2024)
الرّواية: عزرائيل المدينة الجزء الأوّل الكاتب: رامي السّلقيني عدد الصّفحات: ٢٦٠ صفحة
"الجحيم يُرحّب بكم"
هكذا كانت بداية الرّواية، رواية عزرائيل المدينة للرّائع رامي السّلقيني الّذي يتمّ عامله الواحد والعشرين فقط، الرّواية الّتي أخذتني للجحيم فعلًا!
لبؤرةٍ مظلمةٍ في داخل العالم، في الواقع هي داخل كلٍّ منّا دون أن يعلم أو دون أن يُكرّث الوقت لنفسه لكي يعلم!
تفوّقت الرّواية على سقف توقعاتي الّذي لا أنكر أنّه كان متوسّط الارتفاع، تفوّق رامي على نفسه الّتي في مُخيلتي في هذا العمل!.
تدور أحداث الرّواية عن مدينة موازيّة غارقة في الرّذيلة والإجرام، الإجرام المُستمرّ دون أيّ عقاب، دون رائحة العقاب حتّى! وعندما غرقت بكلّ أشكال الانحطاط كان لابدّ من مطهّر، من مُعاقب! فظهر عزرائيل ليقوم بدوره من منظوره الشّخصيّ، ليُعاقب من يستحقّ العقاب، عزرائيل ذو عين خضراء وأُخرى زرقاء، لكن ما إن يبدأ إحدى مهمّاته تتلاشى الألوان كلّها ليسود السّواد في كلّ مكان، وفي أهم مكانٍ؛ عينيه!.
قوّة الكاتب على السّرد والرّبط بين الماضي والحاضر، والوصف الدّقيق للجرائم والحبكة في تبريرات كلّ جريمة وطريقة الجريمة كلّها أبهرتني ولم تشعرني بأنّ الكاتب قد غفل عن أيّ تفصيلةٍ تُشعرني بانسياب الأحداث من بين أصابعي، لم يحدث وهذا ما أشعرني بالسّعادة، والفخر!.
نهاية الرّواية مُثيرة للدّهشة والفضول، تدفعني لانتظار الجزء الثّاني منها وأنا على كرسيي ذاته وإن طال انتظاري سنة كاملة -لكنّه لن يطول، فمسودّة الجزء الثّاني بين يديّ-!
اقتباسات من الرّواية: "-أعتقد أنّك كنت تُفكّر في من ستقتله أوّلا، أليس كذلك؟ -على العكس، كنتُ أفكّر في من سأتركه حيًّا"
"أصحو من فُحشِ المنام، إلى فقر اليقظة، أمسح أصابعي في جدران غرفتي، كلّها حيطان مبكى، وأنا الباكي الّذي لا أثر لدموعه، لا تراها إلّا الظّلمة، أنا العالق أبدًا في عنقِ الزّجاجة بين الواقع والحلم!"